أضرار الخمر والمخدرات




الكاتب ميلود لحمر

أضرار الخمر والمخدرات

الضرر الأول زعزعة الأمـــــــــــ ــــــن

فالسكران المخمور ومتعاط المخدرات ، يسببان الذعر بين صفوف الناس ، فكم قرأنا في عدد من الجرائد من قتل وتدمير ، وتقطيع للأجسام وتشويه لصور المقتولين ، بل لقد سمعنا أن جثة وجدت في طريق المحاميد مقطعة إلى أجسام متناثرة ، الرئتين والقلب بالمحاميد على قارعة الطريق كما ذكرت جريدة الانتفاضة في عدد رقم138 المراسل غلولوم عبد السلام .وأنا أقول : أن الباقي من الجسم علمه عند الله ، وهناك أخبار تقول انهم وجدوا الرأس هناك وبعضهم يقول هنالك ، مشوها بدون عينين ، فالله المستعان ، وكما تعلمون أن السكران أو المخمور يتهور في قيادته لسيارته ، ويتهور في مشاجرته مع الآخرين ، فقد يقتل بريئاً بسبب فقده لعقله ، وقد يسبب إرباكاً أثناء قيادته ، فقد تتصادم عدد من السيارات بسبب قيادته الهوجاء ، إضافة إلى ما يسببه السكران أو المخمور من تعد على الآخرين ، بقول أو فعل ، أو يخرج من بيته فيبلغ عنه أهله ، خوفاً من ضرره . ومتعاطي المخدرات قد يرتكب الجرائم دون وعي أو إدراك ، كما ذكرت لكم سابقا عن تلك الجرائم التي ارتكبت ، لأنني أقول : لا يرتكبها إلا مدمن خمر أو متعاطي المخدرات ، والتعاطي للخمر أو المخدرات وحده يعد جريمة شنعاء لذاتها ، باعتباره عملاً مخالفاً للدين ، مخالفاً للقانون والنظام ، مخلاً بالأخلاق السوية النبيلة ، مما يشغل معه رجال الأمن بالبحث عن مثل تلك الفئة من الناس الغير سوية ، ولا يشك عاقل حصيف فطن أن المخدرات سموم قاتلة ، آفات فتاكة ، وهي دعوة إلى الضلالة ، وهدي إلى السنة السيئة ، فصاحبها معاقب ومجرم ، وإثمها وجرمها ليس على من تعاطاه بسببه فقط ، بل الداعي إلى المخدرات والدال عليها ، يعاقب عن نفسه ، وعن كل نفس شربت الخمور وتعاطت المخدرات بسببه ، وهل يستطيع الإنسان أن يتحمل ذنوب نفسه ، حتى يُحمل أوزار غيره وذنوب من سواه ، فو الله لهذا الأمر جدير بأن يجعل كل من بلى نفسه بهذه السموم القاتلة أن يتركها محبة لله ، وبغضاً لما يغضب الله ، ونصحاً لإخوانه المسلمين ، فالله يحب التوابين ويحب المتطهرين ، ويقبل عثرات المتعثرين ، ويتوب على من تاب .
ومن أضرارها ، إهدار الأموال :
وهل يخفى على كل إنسان أن المخدرات سبب لإهدار الأموال ، فكم من بيت صغير ، وعش زوجي بسيط كانت ترفرف على أروقته السعادة وتهب عليه رياح الحب والوفاء ، فلما دخلته المخدرات ، أصبح خراباً ، خرج منه الإيمان ، ودخله الفسق والفجور والعصيان ، عبثت فيه الشياطين ، فأصبح وكراً للحشيش والمخدرات ، وفعل المنكرات ، فكيف بالله عليكم تسير سفينة الحياة مع رجل يتعاطى ما حرم الله ، فتضييع للأموال ، وتدمير للأبناء ، وتشريد لهم ، ومد ليد العون والمساعدة من الجيران وغيرهم ، تعاسة وبؤس وشقاء يعيشه أهل ذلك المنزل الصغير الذي يكون فيه عنصراً فاسداً ، وفرداً منحرفاً ، وإنساناً متعاطياً ، وشخصاً مدمناً .والمدمنون على المسكرات والمخدرات ينفقون الأموال الطائلة التي ربما كانوا أحوج ما يكونون إليها لإصلاح شؤونهم وشؤون أبنائهم ومن يلونهم من آباء وأمهات وأبناء وبنات وإخوة وأخوات وزوجات ، فينفقون الأموال في سبيل الشيطان ، لإرضاء نزوة بهيمية ، وغريزة شيطانية ، وتسلية إبليسية ، فكم رأيت من مدمن على الخمر أو المخدرات يكسب الأموال الكثيرة ، ولا يدخل منها على أهل بيته إلا القليل ، بل منهم من اعرفه في مدينة مراكش من يخرج بأموال كثيرة ويرجع وليس في جيبه شيء بل يترك زوجته وأولاده يسألون الناس عن لقمة عيش ، ويذهب هو لأصدقائه يطلب منهم أن يقرضوه ، أي ذل هذا وأي هوان هو ، أفترضى أنت ياعبد الله أن تخرج بمالك وأنت مسرور به وترجع وأنت نادم على فقدانه .
ومن أضرارها ، هتك أعراض البيوت :
فكم أوقعت المخدرات من أسر في بحار الفضيحة والعار ، وكم هتكت للبيوت من أستار ، يحتاج الأب لمخدر فيبيع بيته ، وسيارته ، وأثاثه ، ثم يفتقر ، فلا يجد شيئاً يبيعه غير عرض زوجته أو ابنته ، هكذا هي الوقائع والأحداث اليوم والتي تجري على مسرح الحياة الحقيقية ، فهي مصائب وفتن ومحن ، وبلايا أصابت الأمة ، بسبب المخدرات ، أيعقل أن يبيع الرجل أغلى ما يملك بعد دينه ، نعم أيها الأخوة القصص أثبتت أن صاحب المخدرات إنسان غير سوي ، لذلك يمكن أن يرتكب أي محرم ولا يبالي ، كل ذلك في سبيل الحصول على جرعة مخدر ، ولما سُئل أبو بكر الصديق رضي الله عنه : هل شربت الخمر في الجاهلية ؟ قال : أعوذ بالله ! فقيل له : ولِمَ ؟ قال : كنت أصون عرضي ، وأحفظ مروءتي ، فإن من شرب الخمر كان مضيعاً في عرضه ومروءته ، وصدق رضي الله عنه ، فكم من أعراض انتهكت وبيعت بسبب شربة خمر ، أو جرعة هروين ، أو حبة مخدر .
قصـــــــــــــ ـــــــة مدمــــــــــــ ـــــــــــــن
يقول أحد المدمنين : عشت مع والدي حيث الحب والحنان ، ولما بلغت سن الزواج تزوجت بامرأة طيبة ، رزقني الله منها أطفالاً ، وعملت في إحدى الدوائر الحكومية براتب لا بأس به ، لقد كنت خير الناس لأهلي ، ولكن في أحد الأيام تعرفت على صديق كان سبباً في تدمير حياتي ، وفي إحدى الليالي زرته في بيته ، فإذا به يدخن سيجارة رائحتها ليست طبيعية ، ولم أحاول أن أسأله بل سكت وأنا أكتم دهشتي من تلك الرائحة الغريبة ، فلما رأى سكوتي ، قال : أتعرف ماذا أدخن ؟ قلت : لا ، قال : إنها سيجارة حشيش ، وطلب مني أن أدخن فرفضت ، ثم طلب مني أن أستنشقه ، فأخذت مصة من تلك السيجارة من باب المجاملة ، وليتني لم آخذها ، فبعدها سقطت في الهاوية ، وصرت أعيش في حالة متدنية ، من سيئ إلى أسوأ ، حتى قبض علي وأنا أقود سيارة صديقي ، وكان بداخل درج السيارة قطعة حشيش ، وحاولت أن أبرئ نفسي فلم أستطع ، وسجنت ثلاث سنوات مع الجلد خمساً وسبعين جلدة ، وغرامة مالية قدرها عشرة آلاف درهم ، وتشرد أولادي من بعدي ، وحزن والداي الكبيران علي ، كل هذا بسبب هذا السم القاتل ، المخدرات . فالله الله أيها الرجل ، اتق الله في نفسك وولدك وزوجتك ، فأنت عنهم مسؤول ، والخير فيك مأمول ، وإياك أن تفرط في أسرتك ، فهي سر سعادتك ، وأبناؤك هم غدك الذي تطمح إليه ، واليد التي تريد أن تحنو عليك ، فأعنهم على الوفاء والبر بك ، وإلا كان المصير الهلاك وخسران دنياك وأخراك ، يقول الله تعالى : " ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين " [ الحج ] ، ويقول الله تعالى : " قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ذلك هو الخسران المبين * لهم من فوقهم ظلل ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون "
ومن أضرارها ، انتشار الأمراض :
المخدرات وما تتكون منه من مواد سامة قاتلة ، ولما تحتويه من مواد ضارة ، فهي تؤثر تأثيراً بالغ الضرر على الجسد البشري ، وتعطل الكثير من أجزاء الجسد عن أعمالها ، مثل : الكبد والكلى والقلب والمخ والبنكرياس وغيرها من الأجهزة والغدد الحساسة ، وقد يؤدي تعاطي المخدرات إلى الوفاة عندما تصل نسبتها في الدم مستوى عالياً ، وربما أدت المخدرات إلى الانتحار ، والانتحار تعد على النفس وهو حرام بنص القرآن والسنة ، وقتل النفس ليس حلاً للخروج من المشاكل التي يبثها الشيطان ، والوساوس التي يلقيها في النفوس ، ولو لم يكن بعد الموت بعث ولا حساب لهانت كثير من النفوس على أصحابها ، ولكن بعد الموت حساب وعتاب ، وقبر وظلمة ، وصراط وزلة ، ثم إما نار وإما جنة ، ولهذا جاء تحريم الانتحار بكل وسائله من قتل الإنسان نفسه ، أو إتلاف عضو من أعضائه أو إفساده أو إضعافه بأي شكل من الأشكال ، أو قتل الإنسان نفسه بمأكول أو مشروب . ولهذا جاء التحذير عن الانتحار بقول ربنا جلت قدرته وتقدست أسماؤه حيث قال : { ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما * ومن يفعل ذلك عدواناً وظلماً فسوف نصليه ناراً وكان ذلك على الله يسيراً } ، وقال تعالى : " ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق . . . إلى قوله تعالى : " ومن يفعل ذلك يلق أثاماً * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً " ، وكذلك جاء التحذير في سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث روى أبو هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومن شرب سماً ، فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً " [ رواه مسلم ] .
هذه عاقبةتعاطي المخدرات وما تسببه من انتحار والعياذ بالله .
حقائق مــــــــــــرو عـــــــــــة على صفحات الجرائد والانترنيت والقنوات الإخبارية

- جثت مشوهة بمراكش على طريق لمحاميد تحت تأثير المخدرات
- أب يعتدي على ابنته من أجل فعل الفاحشة بها تحت تأثير المخدر .
- مدمن مخدرات يقطع رقبته بالسكين بسبب تعاطيه لجرعة كبيرة .
- مدمن مخدرات يقتل أمه وهي تصلي لرفضها إعطاءه نقوداً لشراء مخدر .
- أب يقتل أسرته بالكامل ، ويبيدها عن بكرة أبيها بسبب تعاطيه المخدرات .
- شاب مدمن يغتصب أخته تحت تأثير المخدرات .
- شاب يقتل والده للاستيلاء على أمواله وإنفاقها على المخدرات .
- مدمن مخدرات يقدم زوجته للمروج لفعل الفاحشة بها من أجل الحصول على جرعة مخدر .
- مدمن مخدرات يدفع بابنته للمروج للحصول على مخدر .
- أم مدمنة ترهن طفلها لدى المروج من أجل الحصول على المخدر .
- طالب جامعي بأحد الدول ، يعمل جاسوساً على بلده من أجل الحصول على المخدرات .
- مدمن مخدرات يضرب زوجته وأولاده في آخر الليل ويطردهم خارج المنزل ، فتأتي سيارة مسرعة فتدهس أحد الأولاد ويلقى حتفه في الحال .
- صاحب مكانة مرموقة ، ومنصب عالٍ ، إذا تعاطى المسكر مشى بين أهله وأولاده عرياناً كما خلقه الله
- أب فارق الحياة عندما علم أن ابنه يتعاطى المخدرات ، وهناك المزيد من هذه القصص والوقائع والأحداث المروعة عن شرب الخمور وتعاطي المخدرات ، فنسأل الله السلامة والعافية .