قراءة في النّبوءات
(المسيح الدّجّال)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أهمية هذا الموضوع ليست علمية ذهنية فقط، بل هي تحمل جديتها لكونها خطيرة على واقعنا ومستقبلنا، فالطوائف المفارقة لأهل السنة، والمنتسبة للإسلام لها تاريخ حافل بالدم والجرائم معنا، وعقيدة اليوم إمتداد لعقيدة الأمس، وما عمل تيمورلنك عندما دخل دمشق سنة 803 هجرية، وقتل كل من فيها من المسلمين المنتسبين لأهل السنة (سوى عدد يسير من الأطفال) إلا بسبب عقيدة آمن بها، علمه إياها صفي الدين الأردبيلي (الشيعي الصوفي) : وهي أن قتل أهل الشام قربة إلى الله، وقصاص من قتلة الحسين بن علي رضي الله عنه ([1]) ، فالإيمان هو المؤثر الأهم في حركة الإنسان، ودولة إسرائيل منشأها مبني على دين واعتقاد، وكذلك دولة إيران الشيعية مبنية على اجتهاد؛ مصدره عقيدتهم في المهدي المنتظر وأنه لا بد له من نائب… فالإهتمام الجاد بعقائد الناس والتعرف عليها مهم جدا، وهو سبيل قرآني في كشف عقائد الآخرين، وسبيل نبوي كذلك فقد روى الإمام أحمد رحمه الله في مسنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعدي بن حاتم: "أسلم تسلم"، فقلت (عدي بن حاتم) : إني على دين، قال: "أنا أعلم بدينك منك"، قلت: أنت أعلم بديني مني؟!! قال: "نعم" قال هذا ثلاثا، قال: "ألست ركوسياً؟" ([2]) قلت: بلى، قال: "ألست ترأس قومك؟ "قلت: بلى، قال: "ألست تأخذ المرباع؟" ([3]) قلت: بلى، قال: "فإن ذلك لا يحل لك في دينك" ([4]) .
فها أنت ترى علم النبي صلى الله عليه وسلم بدين رجل من أهل الجزيرة، وهو دين مغمور قليل الشهرة، وهذا يدلك على ما نحن فيه في هذا الباب.
ولأنني أعتقد أن الطوائف والفرق هي قنابل موقوتة في منطقتنا، وجزء كبير من معارك الغد سيكون معها، وهي إحدى خيارات الدول الشيطانية من يهود ونصارى في طرحها كبدائل عن الإسلام السني الصحيح، فإننا مدعوون بقوة إلى فهم هذه الفرق عقديا، والإطلاع الواعي على السبل العملية المتبناة في تطبيق هذه العقيدة، وليت الذين يزعمون الفهم والتحليل والذكاء السياسي أن يهتموا بدراسة آليات عمل الطوائف في فرض نفسها وتمرير نبوءاتها ومعتقداتها في داخل مجتمعاتنا بدل إهتمامهم بلوك الكلام الفارغ من كل إفادة، والذي مبناه على التأمل الذاتي، والإستشراف الوهمي، والتبجح بمعرفة أسماء الكتب السياسية.
جزء من معركة الغد ستفرض علينا من خلال هذه الفرق والطوائف، ووجودهم في منطقتنا جزء من الإمتحان المفروض علينا قدرياً في سعي المسلم الجاد لإقامة حكم الله في الأرض، ولعل بعض الإشارات التي وقعت في باكستان عند دعوة ضياء الحق المزعومة لتطبيق الشريعة، ثم الحال الآن في أفغانستان مع الفرق البدعية، وواقع أهل السنة والجماعة في إيران ومحاولة إفنائهم وتغيير عقائدهم، ووضع الدروز في إسرائيل –في كونهم رأس الحربة العسكرية والأمنية ضد المسلمين هناك– كافية لإيقاظنا من غفوة الجهل والتزوير الذي مارسه قادة الحركات الإسلامية في إسقاط الفروق بين أهل السنة وبين الطوائف المبتدعة الضالة، فهؤلاء القادة كانوا الممهد الأول في إزالة الحواجز الدينية ثم النفسية عند أهل السنة من أهل البدعة، ثم مهدوا الطريق في تنصيبهم رؤوس أهل البدع أئمة على الشباب الإسلامي، ولذلك ليس غريبا أن نرى الإنهيارات المتواصلة بسقوط العديد من الشباب المسلم السني في حبائل هذه الفرق المنحرفة، وتبنيهم لمعتقدات أهل البدع، وهؤلاء القادة في هذه الحركات يجهزون شبابنا للإنخراط في معتقداتهم تحت دعوى وجود القواسم المشتركة بين أهل السنة وبين المبتدعة في وجود عدو خارجي واحد… فالخطوة الأولى أن الشباب يلتقي معهم ضد أمريكا وينتهي إلى سب أئمتنا وخيارنا، وتكفير أبي بكر وعمر وعثمان وخيار الصحابة رضي الله عنهم، وهذا واقع منتشر انتشارا واسعا، فإن هناك الكثير من المناطق السنية والتي كانت مغلقة عليهم ولا يوجد فيها غيرهم قد بدأ تحولها وبصورة مذهلة إلى عقائد التشيع الرافضي؛ مثل المغرب العربي وسوريا الشام وفلسطين ومصر والسودان وماليزيا وأندونيسيا ومناطق متعددة من العالم الإسلامي.
فالإهتمام بهذا الموضوع يجب أن يلقى عناية من كل مسلم مخلص غيور على السنة وأصحابها.
أثر النّبوءات في الأديان على أتباعها :
دارسو حضارات التاريخ تبينوا أن أي حضارات كان مبناها الأول على أسس دينية وإيمانية ([5]) يقول برقسون (إنه وإن وجدت حضارات بغير بناء وعمار إلا أنه لم توجد حضارة من غير معابد) ، ويثبت هذا أن حركة الإنسان لا يمكن أن تنطلق إلا من أساس إيماني، سواء كانت العقيدة حقيقية أو وهما، صحيحة أو باطلة، وهذا القول ليس تقليلا للجوانب الإنسانية الأخرى كحاجته للمال والطعام وحب الغلبة والسيطرة، ولكن لا يمكن أن تعطي هذه الأمور آثارها في حركة الإنسان إلا إذا إكتست بثوب الدين والإيمان، ولذلك كان قواد المعارك دائما بحاجة إلى معتقد ليدفعوا الناس لمحاربة خصومهم، أو الإنتقال للسيطرة خارج الأرض، وكل المحاولات التي قامت لإلغاء التفسير الديني لحركة التاريخ باءت بالفشل ([6]) .
وهناك إتجاه قوي لترسيخ مبدأ الصراع على أساس علماني، وأن الحياة قد استقر أمرها على تبني الحرية الإنسانية -الليبرالية- في كل شؤون الدنيا ولا دور للأديان فيها، وقد إنتهى عصر العقائد -الأيديولوجيا- ومن هذه الكتب التي أحدثت أصداء واسعة في هذا الإتجاه كتاب الياباني الأمريكي فرانسيس فوكوياما المسمى "نهاية التاريخ"، الذي يعلن فيه سقوط العقائد (ويستثني الإسلام ببعض بقاياه الدينية والخلقية) والإنتصار النهائي لليبرالية -حرية الإختيار في السياسة والإقتصاد والإجتماع- وقد صدر العديد من الكتب التي تنعي العقائد والتمسك بالهوية منها: كتاب "النفس المبتورة هاجس الغرب في مجتمعاتنا" للمستغرب الإيراني داريوش شايغان، وله في هذا الإتجاه نفسه كتاب "أوهام الهوية"، وهذان الكتابان يمثلان صورة نموذجية لجهود المستغربين في إسقاط الهويات في داخل مجتمعاتنا، ومن المؤسف أن المعممين في داخل إسلامنا يمارسون -صوت سيّده- في ترديد شعارات تتبنى هذه المعاني مثل قولهم: إن الحرب بيننا وبين اليهود ليست دينية ولكنها حرب على حقوق ذاتية.. فحسبنا الله ونعم الوكيل.
ثم نحن نرى أن العقائد لها الدور الأكبر في التحالفات والتقارب بين الدول والشعوب على الرغم من تبنى العالم اليوم العلمانية والليبرالية، والأمثلة على ذلك كثيرة جداً في تاريخ البشرية ولكني سأقتصر هاهنا على ما يخصنا في هذا الباب:-
1- دولة إسرائيل:
دولة إسرائيل تقوم على أساس ديني إيماني، وكذلك أهم الأحزاب السياسية والدينية فيها تركزعلى إهتمامات دينية عندهم، ومما ينبغي التذكير به أن مناحيم بيغن بعد اعتزاله السياسة تحول إلى نبي يهودي (حب من أحبارهم) وفسر بعض نصوص التوراة، وأدخلت هذه التفسيرات في التلمود عندهم، ومعلوم أن بيغن أصيب بحالة نفسية سيئة بعد معاهدة كامب ديفيد، لأنه إعتقد أن ما قام به يخالف النبوءات التوراتية، وذلك بوجوب التقدم إلى الأمام وليس التراجع، هذا مع عظيم ما إستفادته إسرائيل من هذه المعاهدة المشؤومة، ولكن مجرد التراجع ولو الجزئي يخالف ما يؤمن به اليهودي اليوم من أن أعداءهم يجب أن يولوا الأدبار دائما كما تقول التوراة: (تنطقني قوة القتال وتصرع القائمين علي تحتي وتعطيني أقفية أعدائي ومبغضي فأفنيهم، يتطلعون فليس من مخلص، إلى الرب فلا يستجيبهم، فأسحقهم كغبار الأرض، مثل طين الأسواق أدقهم وأدوسهم، وتنقذني من مخاصمات شعبي وتحفظني رأسا للأمم) ([7]) ، وقد كان بيغن يعتقد أن موشى دايان أنه الملك المنتظر ([8]) وكان مفتونا به، ولكن سقط هذا الإعتقاد في دايان بعد الخسارة الجزئية في حرب 73 ضد العرب ([9]) ، وللذكر فإن النص المتقدم من التوراة قامت مجموعات نصرانية سبتية وطوائف يهودية بتوزيعه في الغرب بعد حرب1967م، لتثبت صحة التوراة ولإثبات ربانية دولة إسرائيل، وأنها من أبنيته التي يجب أن يدعمها المؤمنون بها. ومن النبوءات التي ترتكز عليها الدولة اليهودية في إقامة الملك الكامل من النيل إلى الفرات هو وجوب الحركة خطوة خطوة وليس دفعة واحدة، ففي سفر التثنية تقول التوراة: (لكن الرب إلهك يطرد هؤلاء الشعوب من أمامك قليلا قليلا، لا تستطيع أن تفنيهم سريعا لئلا تكثر عليك وحوش البرية) ([10]) . والدولة اليهودية تسير بإتجاه قوي إلى سيطرة الأصولية اليهودية هناك، وذلك بعد انتخاب حزب الليكود بقيادة نتنياهو لرئاسة الحكومة، وقد استلم اليهود المتدينون أهم مراكز القوى في الدولة.
أما الإرتباط بين اليهود في دولة إسرائيل وبين النصارى البروتستانت في أمريكا فهو ارتباط مبني على نبوءات توراتية ويراجع في ذلك كتاب "النبوءة والسياسة" فهو خير كاشف لحقيقة هذه العلاقة، وأن إيمان مراكز القرار في أمريكا بعقيدة هرمجدون (جبل المجد) ([11]) هو الدافع الذي جعل قادة أمريكا من أشد الناس وفاء لهذه الدولة المسخ، هذا بالنسبة إلى نصارى السبتيين، وقد زادت الصورة وضوحا عندما تولى اليهود الأصلاء أقوى المراكز في الحكومة الأمريكية، فوزارة الخارجية بيد أولبرايت اليهودية، ووزارة الدفاع بيد كوهين اليهودي، وكذلك وارن ميلر مسؤول التخطيط السياسي في الخارجية الأمريكية، ومارتن أنديك مسؤول الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي ومرشح مساعد لوزيرة الخارجية في شؤون الشرق الأوسط، ومبعوث الحكومة الأمريكية للشرق الأوسط ديميس روس كلهم من اليهود الأصلاء.
وأما مجلسي القرار -مجلسي الشيوخ والكونغرس- فقرارهما الأخير باعتبار القدس عاصمة أبدية لإسرائيل هو قرار يهودي أشد من قرارات اليهود العلمانيين.
2- جزر الطوائف في العالم الإسلامي:
الطوائف المفارقة لأهل السنة والجماعة تعتمد في وجودها وحركتها على النبوءات الدينية في كتبها، ولعله يجب علينا أن نذكر ولا ننسى إيمان الدروز ([12]) في وقت من الأوقات أن جمال عبد الناصر هو الحاكم بأمر الله الفاطمي، فالدروز يعتقدون أن الله جل وعلا في أدوار زمنية معينة ينزل عن عرشه ويظهر بصورة إنسان (يتأنس) ، وقد كان كمال جنبلاط الدرزي ([13]) ممن يعتقدون في عبد الناصر ذلك، وقارئ مقدمة كتاب"جمال عبد الناصر= من حصار الفالوجة إلى الإستقالة المستحيلة" يستطيع أن يلمح هذه العقيدة في طيات كلامه، وللذكر فإن جنبلاط هو الذي أعطى للعقيدة الدرزية فعاليتها والكثير من تفسيراتها، حيث ربطها بعقائد الهنود وأديان الشرق ومذاهب الإشراق الغنوصية، وهو بنفسه الذي كتب "المصحف المنفرد" والذي كان يعتقد الدروز وجوده مع عدم إطلاعهم عليه على مدار تاريخهم، حتى أظهره جنبلاط من كتابته هو بعد تتريبه. والدروز بسبب اعتقاد عندهم يدخلون في خدمة الدولة اليهودية ضد المسلمين هناك، فإن من مبادئ دينهم هو خدمة الظاهر والتذلل له وإظهار موافقته.
أما النصيريون فما تسليمهم الجولان في سوريا لليهود إلا بناء على نبوءة في كتبهم، فقد كان وزير الدفاع في تلك الفترة إبان حرب 1967م النصيري حافظ الأسد، وقد ذكر ذلك رئيس وزراء الأردن يومها سعد جمعة ([14]) .
واستغلال السياسيين للنبوءات الكاذبة عند العامة من جهلة المسلمين وغيرهم أمر معروف ومنتشر في مجتمعاتنا بحجم كبير، ففي حرب الخليج انتشر بين الناس في العالم العربي حديث (صادم) ، وهو الشخص الذي سيقضي على أعداء الأمة، وقد وزعت في الأردن منشورات جاء فيها أن في كتاب الجفر للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه حديث: "يجتمع بنو الأصفر والفرنجة ومصر في البيداء على رجل يسمى صادم، ولا يرجع منهم أحد. قيل: متى يا رسول الله؟ قال: بين جمادي ورجب وترون فيه العجب".
ثم ذكروا رواية ثانية وهي: "يجتمع الروم والبرابرة والإفرنجة، ومعهم المصريون على رجل اسمه صادم، فيبيدهم في البيداء، ولا يرجع منهم أحد. قيل: متى يا رسول الله؟ قال: بين جمادي ورجب وترون فيه العجب" ([15]) .
وفي تلك الأثناء التقيت بدكتور في كلية الشريعة وجرى بيننا حوار حول قضية الخليج وما صارت إليه من دمار للأمة، فأقسم لي بالأيمان أن صداما سينتصر، وأن معركة أخرى سوف تقوم بين صدام وأمريكا، وسيدمر صدام أمريكا ولمح إلى هذا الحديث... ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ومن النبوءات التي يعتقدها بعض متصوفة أهل السنة وجهلهم هو إعتقاد مشايخ جماعة التبليغ أن المهدي المنتظر هو الذي سيتولى قيادة الجماعة بعد وفاة شيخهم إنعام الحسن (حضرة جي!!) ، وهذا بناء على نبوءة في كتاب السحر: "شمس المعارف الكبرى". فقد ذكر البوني فيه أن الإمام جعفر الصادق أخبر في جفره نبوءات الزمان القادم وهي كثيرة جدا ثم قال تحت عنوان: (فصل في معرفة الجفر الذي ذكره الإمام جعفرالصادق رضي الله عنه) : وذلك أسماء والقصد بهذه الأسماء إنما هو عددها ومعرفة تكسيرها في ضرب المبادئ بالأصول، ولم أوضح لك أكثر من ذلك، وإنما ذكرت هذه الرموز لكي يكمل كتابي هذا ويفوق غيره من الكتب، والطريق إلى مكة كما بينا، وهذه الرموز الجفرية الموضعة الأصلية بسم ال ل ه الرحمن الرحي م شعيب سميع شيت حرقيل قابيل طوس دمياط نابس طرابس طرطوس حلب حمص ودمشق تفارقا احر مواد محمد أحمد موسى إلياس يوسف محمد المهدي الملك المبين الله وكيل ... ثم قال في آخرها وكل هذه قواعد كلية لو أبصرت كل فتنة أو واقعة وقعت لوجدتها على هذا الحساب وهذا المعنى لا يختلف ابدا ([16]) أ.هـ.
وتفسيرهم لهذه النبوءة أن: إلياس هو الشيخ محمد إلياس الكندهلوي مؤسس جماعة التبليغ في الهند، ثم يوسف هو الشيخ محمد يوسف ابن المؤسس وخليفته في إمارة الجماعة، ثم محمد وإنه الشيخ إنعام الحسن وبعده يأتي المهدي الذي ينتظرونه.
ثم توفى إنعام الحسن ولم يأتي المهدي، فرفضوا تعيين أميرا بدلا منه تصميما على هذا الإعتقاد، ولذلك عينوا مجلسا استشاريا جماعيا مكونا من مجموعة من مشايخهم خلفا لإنعام الحسن، وذلك انتظارا للمهدي الصوفي التبليغي المنتظر ([17]) .
ولهم ممارسات كثيرة غير هذة تدل على هذا الإعتقاد لا حاجة لذكرها هنا.
حقيقة المنتظر :
من الثابت عند أهل السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر بوجود رجل من أهل بيته سيخرج في آخر الزمان وهو من علامات القيامة الكبرى لقبه المهدي، وعلى يديه سينتصر أهل الإسلام على خصومهم من اليهود والنصارى وغيرهم، وهو رجل سيملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن وجود علم آخر من أعلام الساعة وهو المسيح الدجال، فحديثنا هنا عن المسيح الدجال، وأن ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وصف الدجال هو عين حقيقة الرجل الذي ينتظره الشيعة الروافض ويسمونه المهدي، وهو كذلك نفس الرجل الذي ينتظره اليهود ويعتقدون فيه الخلاص والذي سيرفع أمرهم.
فنحن أمام حقيقتين تختلط فيهما الأسماء هما:-
الحقيقة الأولى: المهدي عند أهل السنة والجماعة -وليس هو عيسى بن مريم عليه السلام، الذي سينزل آخر الزمان في زمن المهدي أثناء قتاله مع الدجال.
الحقيقه الثانية: المهدي عند الشيعة الروافض، والمسيح عند أهل السنة، وملك اليهود المنتظر وأن أوصاف هؤلاء الثلاثة تنطبق على شخص واحد فهي ثلاث أسماء لشخص واحد.
والحديث لن يكون عن مهدي السنة، ولا عن عيسى عليه السلام، ولكن سيكون في الحديث عن الحقيقة الثانية إن شاء الله تعالى.
من هو مهدي الشيعة الروافض؟
موقظة: ارتباط المذهب الشيعي بالعقيدة اليهودية اكتشافه ليس وليد اليوم ولا هو من إفرازات الفكر التآمري الذي صار مصدر هزء عند أكثر الناس، بل إن الأئمة الأوائل قد كشفوا هذا الإرتباط وتحدثوا عنه، وذلك قبل وجود تهمة الفكر التآمري، والتي صارت كافية عند البعض في إسقاط أي معلومة أواي استنتاج، وكأن معاداة أعداء الله تعالى من يهود ونصارى وأذناب لهما قد توقفت عند زمن شعارات الإنسانية، ولعل الهجوم الذي لاقاه كتاب ادوارد سعيد"الإستشراق" هو نوع من هذا الهجوم لإسقاط المعلومات عن النفسية الحاقدة والنية الخبيثة عند المستشرقين في دراستهم لأمتنا، بل لقد صار التزام الرجل بمركز دراسات ما وهو جزء من دولة أجنبية لا يعد كفرا، وذلك كله تحت دعوى العلمية المجردة أو العلم من أجل وجه العلم، بل وتحت دعوى المصالح المشتركة لم يعد يستنكف أحد أن يؤجر نفسه في عمل إعلامي لدولة كافرة، ويرى في هذا قمة الفذلكة السياسية.
الإمام الشعبي رحمه الله، (عامر بن شراحيل المتوفى سنة104هجرية ثقة تابعي ومن أهل الكوفة) ، كان هذا الإمام خشبيا –والخشبية طائفة من الشيعة كانت ترفض القتال بالسيف، ويحمل أتباعها سيوفا من خشب– ثم تاب من بدعتهم، وكان من أخبر الناس بهذه الطائفة، وقد حدث أصحابه عن صلة العقيدة بين الشيعة وبين اليهود ([18]) ، قال مالك بن مغول: قلت للشعبي: ما ردك على هؤلاء القوم، وقد كنت منهم رأسا؟ قال: رأيتهم يأخذون أعجازا لا صدور لها، ثم قال لي: يا مالك لو أردت أن يعطوني رقابهم أو يملؤوا لي بيتا ذهبا أو يحجوا إلى بيتي هذا على أن أكذب على علي رضي الله عنه لفعلوا، ولا والله لا أكذب عليه أبدا، يا مالك إني قد درست الأهواء فلم أرى فيها أحمق من الخشبية، فلو كانوا من الطير لكانوا رخما، ولو كانوا من الدواب لكانوا حمرا… يريدون أن يغمصوا دين الإسلام كما غمص بولس بن يوشع ملك اليهود دين النصرانية… منهم عبد الله بن سبأ يهودي من يهود صنعاء… يا مالك: إن محنتهم محنة اليهود ([19]) .
وقد حاول بعض الشيعة المعاصرين وهو المرتضى العسكري في كتاب له سماه "عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى" ([20]) أن ينفي وجود هذه الشخصية، وذلك بتعليق جميع الروايات الواردة في حق عبد الله بن سبأ اليهودي على راو ضعيف وهو سيف بن عمر الضبي التميمي، وقد استخدم منهج أهل السنة في تضعيف سيف بن عمرو من أجل عقيدته، والرد على مرتضى العسكري له ذيول مطولة ولكني سأكتفي هنا بذكر رواية واحدة لا مطعن فيها من جهة سندها لإثبات وجود عبد الله بن سبأ اليهودي، وهي رواية صحيحة على منهج المحدثين الصارم، فكيف على منهج المؤرخين المتسمحين في هذا الباب، وليست هي من طريق سيف هذا.
قال أبو طاهر الذهلي: حدثنا محمد بن عباد قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا عبد الجبار بن العباس الهمداني عن سلمة بن كهيل عن حجية عدي الكندي قال: رأيت عليا عليه السلام وهو على المنبر وهو يقول: من يعذرني في هذا الحميت ([21]) الأسود الذي يكذب على الله عز وجل وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم -يعني ابن السوداء– لولا أنه لايزال تخرج عليّ عصابة تنعي عليّ دمه، كما ادعيت عليّ دماء أهل النهر، لجعلت منهم ركاما ([22]) .
مهدي الشيعة المختفي في سرداب في سامراء :
الشيعة الإثنى عشرية (تمييزا لهم عن الشيعة الزيدية وعن الشيعة الإسماعيلية السبعية) يقولون أن الإمامة هي ركن الإسلام العظيم، وأن الإمامة ثبتت بالنص في علي وبنيه رضي الله عنهم إلى اثني عشر إماما هم: علي بن أبي طالب والحسن والحسين (ابناه) ثم في ولد الحسين البكر ([23]) وهو علي السجاد (زين العابدين) ثم ولده البكر محمد الباقر ثم ولده جعفر الصادق ثم ولده الكاظم ثم ولده علي الرضي ثم ولده محمد الجواد ثم ولده علي الهادي ثم ولده الحسن العسكري ثم آخرهم وهو المهدي المنتظر محمد بن الحسن العسكري...
ومحمد المهدي هذا يقولون أنه ولد سنة255هجرية، وبسبب خوف أهله عليه من حكام زمانهم ذهب وتخفى في سرداب في مدينة سامراء (مدينة العسكر) وهو صغير، فكانت غيبته الصغرى التي كان من خلالها يرسل إرشاداته وأوامره ونواهيه إلى أتباعه عن طريق رسل، ثم انقطعت آخر الرسل سنة329هجرية أي وعمر المهدي الشيعي74سنه هجريه، ثم بدأت الغيبة الكبرى، وهو مازال في سردابه إلى اليوم، ينتظر الشيعة خروجه ويدعون عند ذكره في احتفالاتهم أن يعجل الله فرجه، وقد ربطوا أعمال الإمامة العظمى به حتى يخرج، ابتداءا من صلاة الجماعة الى الجهاد وإقامة الحدود.
هذا هو معتقد أغلب الشيعة الاثني عشرية فيه وقد خالف في ذلك البعض قديما وحديثا، فممن رفض فكرة المهدي العسكري الشيعي عندهم من المعاصرين أحمد الكاتب الذي بين من خلال نشريته الشورى الصادرة في لندن أن الحسن العسكري مات ولم يعقب، وأن المهدي لم يولد قط وأن اعتقاد الشيعة بوجود هذا الإمام مبناه على التجويز العقلي فقط، ولا حجة لهم في أي مستند خبري في ذلك.. وقد رد عليه أصوليو الشيعة ردودا كثيرة.. وقوله هذا هو قول كثير من قدماء
الشيعة الأوائل حيث أنكر بعض معاصري الحسن العسكري أن يكون قد عقب ولدا، بل إن أخا الحسن العسكري واسمه جعفر من هؤلاء الشهود النافين، وجمع شهادات لجيرانه أنه مات ولم يعقب، وقد سمى الشيعة جعفرا هذا بجعفر الكاذب، تمييزا له عن جعفر الصادق.
واعتقد الشيعة الإثني عشرية بوجود المهدي وبرجعته مبني على روايات منسوبة في كتبهم لأئمتهم منها ما نقلوه عن جعفر الصادق قوله : "ليس منا من لم يؤمن بكرتنا -أي رجعتنا- ويستحل متعتنا" ([24]) .. وهو من ضروريات المذهب عندهم حتى قال الحر العاملي: "فلا يظهر منهم مخالف يعتد به من العلماء السابقين واللاحقين، وقد علم دخول المعصوم في هذا الإجماع" ([25]) ، وقال محمد بن النعمان الملقب بالمفيد: "اتفقت الإمامية على وجوب رجعة كثير من الأموات إلى الدنيا قبل يوم القيامة" ([26]) .
وللمهدي هذا عند خروجه أوصاف كثيرة لن نأتي إلا على ما يهمنا في بحثنا هذا وهي السمات اليهودية لهذا المهدي الشيعي المنتظر.
السمات اليهودية لمهدي الشيعة المنتظر :
أ- مهدي الشيعة سيحكم بشريعة داود وآل داود وبتوراة موسى:
في كتاب الحجة من الأصول في الكافي ([27]) قال الكليني:
"باب في الأئمة عليهم السلام أنهم إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم داود وآل داود ولا يسألون البينة عليهم السلام والرحمة والرضوان"
1) علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن منصور عن فضل الأعور عن أبي عبيد الحذاء قال: كنا زمن جعفر عليه السلام حين قبض نتردد كالغنم لا راعي لها، فلقينا سالم بن أبي حفصة فقال لي: يا أبا عبيدة من إمامك؟ فقلت: أئمتي آل محمد، فقال: هلكت وأهلكت أما سمعت أنا وأنت أبا جعفر عليه السلام يقول: من مات وليس له إمام مات ميتة الجاهلية؟ فقلت: بلى لعمري، وقد كان قبل ذلك بثلاث أو نحوها دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فرزق الله المعرفة، فقلت لأبي عبد الله عليه السلام: إن سالما قال لي كذا وكذا، قال: يا أبا عبيدة إنه لا يموت منا ميت حتى يخلف من بعده من يعمل بمثل عمله ويسير بسيرته ويدعو إلى ما دعى إليه، يا أبا عبيدة إنه لم يمنع ما أعطى داود أن أعطى سليمان، ثم قال: يا أبا عبيدة إذا قام قائم آل محمد عليه السلام حكم بحكم داود وسليمان ولا يسأل بينة.
2) محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن أبان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا تذهب الدنيا حتى يخرج رجل مني يحكم بحكومة آل داود ولا يسأل بينة، يعطي كل نفس حقها.
3) محمد عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار الساباطي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: بما تحكمون إذا حكمتم؟ قال: بحكم الله وحكم داود، فإذا ورد علينا الشيء الذي ليس عندنا تلقانا به روح القدس.
4) محمد بن أحمد عن محمد بن خالد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عمران بن أعين عن جعيد الهمداني عن علي بن الحسن عليه السلام قال: سألته بأي حكم تحكمون؟ قال: حكم آل داود، فإن أعيانا شيء تلقانا به روح القدس.
5) أحمد بن مهران رحمه الله عن محمد بن علي عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار الساباطي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما منزلة الأئمة؟ قال: كمنزلة ذي القرنين وكمنزلة يوشع وكمنزلة آصف صاحب سليمان، قلت: فبما تحكمون؟ قال: بحكم الله وحكم آل داود وحكم محمد صلى الله عليه وسلم ويتلقانا به روح القدس ([28]) .
موقظة : درج الشيخ محمد حسين فضل الله الشيعي الإمامي اللبناني أن يفسر نصوص الشيعة تفسيرا عقلانيا قريبا مما يرضاه العامة، كما فعل مع مصحف فاطمة، فإنه من المعروف في المذهب الشيعي أن مصحف فاطمة هو أحكام وأخبار مستقبلية (نبوءات) وأخبار ماضية وتطمينات نفسية ألقاها جبرائيل عليه السلام عليها بعد أن منعها أبو بكر رضي الله عنه حقها في ميراث النبي صلى الله عليه وسلم في فدك، وبعد أن ضربها عمر بن الخطاب رضي الله عنه على بطنها فأجهضت جنينا في بطنها اسمه محسن (مزاعم شيعية) ، فالتجأت إلى بيتها حزينة، فكان ينزل عليها جبريل عليه السلام فيسليها بهذا الحديث وهي تلقي على علي رضي الله عنه ما يلقيه جبريل عليه السلام عليها، فتجمع لديها ما سمى بمصحف فاطمة، فهذا هو معتقد الشيعة في مصحف فاطمة.. ولكن الشيخ محمد حسسين فضل الله (باعتباره شيعيا متنورا) يفسر مصحف فاطمة أنه مجموعة فتاوى وأحكام ومواعظ كانت تلقيها فاطمة رضي الله عنها على بنات جنسها، هذا تفسير من الشيخ فضل الله لم يقبله الشيعة ولا أئمتهم فراحوا يردون عليه تفسيره ([29]) .
أقول: ربما يذهب الشيخ فضل الله في تأويل هذه الأحاديث على معنى إقامة العدل وإصابة الحق، كون حكم آل داود هو الحق والعدل، ولكن هذا التفسير ستجابهه نصوص، شيعية كثيرة في هذا الباب، ومنها ما هو صريح أنه يحكم بما يسمى (الجفر الأحمر) كما في "بحار الأنوار" للمجلسي: عن جعفر أنه قال: إن القائم يسير في العرب في الجفر الأحمر. قال (رفيد) : قلت: جعلت فداك وما الجفر الأحمر؟ قال: فأمر إصبعه على حلقه. قال: هكذا يعني الذبح ([30]) .
والجفر عند الشيعة في كتبهم هو ما رواه الكليني في الكافي ([31]) قال أبو عبد الله عليه السلام: إن عندي الجفر الأبيض. قال: قلت: فأي شيء فيه؟ قال: زبور داود وتوراة موسى وإنجيل عيسى وصحف إبراهيم عليه السلام والحلال والحرام.
وواضح من هذه النصوص الشيعية أن حكم المهدي الشيعي سيكون بشريعة داود عليه السلام، هذا مع حكمه بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم كذلك، وهو رد على زعم أن مقصد الكلام هو إقامة الحق فقط لا شريعة داود عليه السلام، والمغايرة بين شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وبين آل داود عليه السلام معلومة واضحة قال تعالى: (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) [المائدة48].
وقد وردت رواية صريحة تبين هذا المعنى: ففي"بحار الأنوار" لمحمد باقر المجلسي: "وأنه يحكم بينهم مرة بحكم آدم ومرة بحكم داود ومرة بقضاء إبراهيم وفي كل واحد منها يعارضه بعض أصحابه" ([32]) .
إذا علمنا هذا، ثم رأينا أن القرآن المزعوم الذي سيعلمه المهدي الشيعي القادم لأتباعه ليس فيه حرف من القرآن، وهو ثلاثة أضعاف مصحفنا، علمنا من المقصود بذلك هو التلمود وليس القرآن الكريم.
روى المفيد في كتاب "الإرشاد" بإسناده إلى جابر الجعفي عن أبي جعفر أنه قال: "إذا قام قائم آل محمد صلى الله عليه وسلم ضرب فساطيط ويعلم الناس القرآن على ما أنزل الله عز وجل فأصعب ما يكون من حفظه اليوم لأنه يخالف فيه التأليف" ([33]) .
وروى النعماني في "الغيبة" بإسناده إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كأني بالعجم فساطيطهم في مسجدالكوفة يعلمون الناس القرآن كما أنزل. قلت: يا أمير المؤمنين أو ليس هو كما أنزل؟ فقال: "لا، محي منه سبعون من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم، وما ترك أبو لهب إلا إزراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله لأنه عمه" ([34]) .
ولذلك قال الجزائري: وقد روي في الأخبار أنهم عليهم السلام أمروا شيعتهم بقراءة هذا الموجود من القرآن في الصلاة وغيرها، والعمل بأحكامه حتى يظهر مولانا صاحب الزمان فيرتفع هذا القرآن من أيدي الناس إلى السماء ويخرج القرآن الذي ألفه أمير المؤمنين فيقرأ ويعمل بأحكامه ([35]) .
وقد روى الكليني في "الكافي" عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام: أن القرآن الذي جاء به جبرائيل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم سبعة عشر ألف آية ([36]) .
وروى الكليني بإسناده عن أبي الحسن عليه السلام قال قلت له: جعلت فداك إنا نسمع الآيات في القرآن ليس هي عندنا كما نسمعها، ولا نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم، فهل نأثم؟ قال: لا، اقرؤوها كما تعلمتم فيجيبكم من يعلَمكم. ([37]) .
وقد أقر الخوئي –المرجع السابق للشيعة في العراق– دعوى وقوع التحريف والنقص في القرآن، يقول: إن كثرة الروايات على وقوع التحريف في القرآن تورث القطع بصدق بعضها عن المعصومين، ولا أقول من الإطمئنان بذلك فيها ما روي بطريق معتبر ([38]) .
وفي"الكافي" للكليني: وإن عندنا مصحف فاطمة... مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد ([39]) .
ب– مهدي الشيعة المنتظر أنه يتكلم العبرانية :
في كتاب "الغيبة" للنعماني: إذا أذن الإمام دعا الله بإسمه العبراني (فانتخب) له صحابته الثلاثمائة والثلاثة عشر قزع كقزع الخريف، منهم أصحاب الألوية، منهم من يفق فراشه ليلا فيصبح بمكة، ومنهم من يرى يسير في السحاب نهارا يعرف باسمه واسم ابيه وحليته ونسبه... ([40])
ج– اليهود من أتباع المهدي الشيعي المنتظر :
روى الشيخ المفيد في "الإرشاد" عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله قال: يخرج مع القائم عليه السلام من ظهر الكوفة سبعة وعشرون رجلا من قوم موسى، وسبعة من أهل الكهف ويوشع بن نون وسليمان وأبو دجانة الأنصاري والمقداد ومالك الأشتر فيكونون بين يديه أنصارا ([41]) .
وواضح من النص أن القصد هم قوم موسى وأما البقية ممن ذكروا فمن أجل التمويه فقط، وحين خروجه ليس من الصعب أن يزعم أحدهم أنه سلمان الفارسي أو أبو دجانة الأنصاري أو أنه من أصحاب الكهف.
وبهذا نخلص أن مهدي الشيعة :-
1) يحكم بشريعة آل داود، وبقرآن جديد ليس هذاالذي بين أيدينا، ولو سأل سائل فأين شيعة آل داود لوجد الإجابة ولا شك أنه التلمود، ولذلك يبايع الناس على كتاب جديد، ففي كتاب "الغيبة" للنعماني عن أبي جعفر أنه قال: فوالله كأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس بأمر جديد شديد، وكتاب جديد، وسلطان جديد من السماء ([42]) .
2) لسان المهدي هو العبرانية.
3) أتباعه من اليهود.
أعداء المهدي الشيعي :
1) فعن أبي جعفر أنه قال: لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم ألا يروه مما يقتل من الناس، أما إنه لا يبدأ إلا بقريش فلا يأخذ منها إلا السيف، ولا يعطيها إلا السيف، حتى يقول كثير من الناس: هذا ليس من آل محمد ولو كان من آل محمد لرحم ([43]) .
2) وفي الغيبة كذلك للنعماني عن جعفر أنه قال: إذا قام القائم من آل محمد أقام خمسمائة من قريش فضرب أعناقهم، ثم أقام خمسمائة فضرب أعناقهم، ثم خمسمائة أخرى حتى يفعل ذلك ست مرات. قلت: ويبلغ عدد هؤلاء هذا؟ قال: نعم منهم ومن مواليهم. ([44]) .
3) وعن جعفر أنه قال: يخرج موتورا غضبا أسفا… يجرد السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل هوجاء. فأول ما يبدأ ببني شيبة فيقطع أيديهم ويعلقها في الكعبة وينادي مناديه: هؤلاء سراق الله، ثم يتناول قريشا فلا يأخذ منها إلا السيف ولا يعطيها إلا السيف ([45]) .
فأعداؤه هم أهل السنة، وستهدى إليهم دماؤهم.