بسم الله الرحمن الرحيم نحمده تعالى ونستغفره ونتوب إليه اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وبارك وسلم وأنعم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

فإن الرافضة ليس لهم منطلقات ثابتة في الرد على أهل السنة، ولا لهم معتقد يدافعون عنه ونلزمهم به، ولا يمتلكون أوراقاً ليحافظوا عليها، ولذا فإن محاورتهم وبيان فضائحهم تضر في كثير من الأحيان أكثر مما تنفع، فنحن نتعب أنفسنا بالرد عليهم وهم يزيدوننا شبهات واستفسارات وأكاذيب ومغالطات، فما أكثر زلات العلماء، والألفاظ المجملة، والأحاديث الضعيفة والموضوعة، والعبارات الموهمة. وليس أسهل من أن نأتي لنص صحيح ونغير معناه ونلعب في دلالاته، ونحوله إلى قصة من قصص الخزعبلات الرافضية. إن أتوا بشبهة لأهل السنة، فرددنا على هذه الشبهة، فسيأتون بشبهة أخرى من الرد، وقد لاحظت أن كثيراً من الشبه التي يأتون بها يسرقونها من مواقع للرد على الرافضة وكشف شبهاتهم! شغلونا عن الذكر أحرق الله قبورهم بالنار.
الرافضة لا دين لهم، ليس لهم معتقد واضح، فلا تدري أين دينهم من تقيتهم، ولا تستطيع تمييز المعتمد عنهم من الروايات، وليس لهم معتقد يدافعون عنه، بل لو انتقص من حق علي بن أبي طالب رضي الله عنه لشجعوك كما لو أنك ألَّـهته أو مدحته، فالشر عندهم كالخير، والإفساد كالإصلاح إن لم يكن أفضل منه دام أنه سيعجل من خروج القائم المهدي دجالهم المنتظر!
هم يعلمون بحقيقة هذا الفراغ الروحي والديني والفكري الذي يعانون منه، ولذا فإنهم يبقون على بقايا من الخير والأدعية والصلوات والأخلاق تلبية لحاجة الشعوب التي يستعبدونها، كالصحيفة السجادية ونهج البلاغة وصلاة الجمعة وبعض المأثورات ثم الملاطم والمباكي والمظلوميات التي تبقي على التشيع روحاً دينية.
وقد جمعوا مع هذه المعاناة أسفهم وحقدهم على الموروث الذي ورثه لنا السلف الصالح من نقل مصدق وعلم محقق، فهذا القرآن المتواتر الذي نقله الملايين عن الملايين، وهذه السنة المتواترة، وهذه الأحاديث التي تلقاها علماء الأمة بالقبول، حتى تلك الآحاد التي يشكك البعض في صحتها تثبت صحتها بالموافقة العجيبة بينها وبين المتواتر من السنة والظاهر من القرآن.
لنا ميراث عظيم يجب أن نهتم به، إذ له بريق وجاذبية وتوافق ومصداقية وإعجاز لا يقف أمامه أي مذهب مخذول من المذاهب الأخرى.
هذا الكنز العظيم لا يصلح أبداً أن يوضع قسيماً مع خرافة في طاولة حوار.
الرافضة يشككون في الصحابة وتاريخهم الوضاء من خلال خصومة حدثت استغلها الزنادقة وجعلوها أصلاً في حياة الصحابة، فلم لا نهتم بسيرة الصحابة ونشرها في القنوات والمقالات والإذاعات والكتب والنشرات.
الرافضة يشككون بالقرآن، وهم بين قائل بالتحريف أو مخلوقية اللفظ أو رمزيته، مما لا يدع للقرآن فائدة ولا معنى! فلم لا نهتم بهدي القرآن ونشر حقائقه والأسس الرئيسة التي يدعو إليها كالتوحيد وإفراد العبادة لله وغيره من المعاني المخالفة للأسس التي تقوم عليها الطقوس والمباكي في الدين الشيعي.
إن النظر لصلاة التراوريح في الحرمين وما يكسوها من الهيبة والروحانية والاجتماع والإجلال أبلغ في الرد على الرافضة من مليون مقال، إذ به تعرف الشعوب المخدوعة مقدار الحرمان الذي حرمت منه بسبب انتهاجها لهذا المذهب اللعين.
أين البرامج النبوية الأصيلة التي تلبي الحاجة العاطفية والروحية والفكرية لدينا، أين برامج البكاء من خشية الله، أين برامج القراءة الخاشعة، والمواعظ، وقيام الليل.
عيب علينا أن ننشغل بالرد على الرافضة ثم نترك أهل السنة في فراغ روحي، ولا نتابع فيهم برامج الصلاة والصيام والصدقة والذكر والدعاء والخشوع والخضوع.
ويأتي الرافضة ليملؤوا عواطف أتباعهم بالبكاء والعويل والمظالم والمآتم والصلوات والأدعية والمواعظ والمأثورات، ويعتمدوا ذلك أساساً في دعوتهم، ثم يشغلونا عن الكنز الثمين الذي عندنا.
إن أهل الإسلام أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح يمتلكون الأصالة في فكرهم وأخلاقهم وقيمهم ومعتقدهم ولكنهم ضعفوا في جعل هذه الأصالة فاعلة وحاضرة ومؤثرة.
أما الرافضة فمعتقدهم فاعل وحاضر ومؤثر في كثير من الأغبياء.
فلتكن أصالتنا فاعلة ومؤثرة إذ لا تبنى أي حضارة إلا بالمبادئ الفاعلة صحيحة كانت أم خاطئة، فقد كانت التوراة والإنجيل حاضرة أمام أهلها ولم تغن عنهم يوم لم يعملوا بها، وكذلك نحن إن لم نعمل بالعلم الذي حملناه
والله المستعان