كرسي المخطوطات وجهود الدكتور ابن جنيد
وإنني بهذه المناسبة التي أُشيد فيها بمكتبة الأمير سلمان المركزية وبالجامعة التي تحتضنها لأقول إن هذه الريادة التي تضطلع بها المملكة، ونحن في عصر المعلومات، تبيّن أنه ليس من الحكمة في شيء التفريط بهذا النوع من المكاسب العلمية؛ إذ كلنا يعلم أن المخطوطات نوع من أنواع وسائط الكتابة، ونقل العلم عرفته الإنسانية زمناً حتى ظهر ما يدعونا إلى أن نذهب إلى غيره، فلعل من الوفاء لهذا النوع أن تسعى الجامعة ممثلة في عمادة شؤون المكتبات إلى ما يأتي:
1 - ضرورة العمل من لدن العمادة وإدارة الجامعة لتأسيس كرسي ل(المكتبات والمخطوطات) يكون باسم الأستاذ الدكتور يحيى بن جنيد، الذي سبق أن حصل على جائزة الملك فيصل، ويعنى الكرسي بأمور مهمة عدة، منها:
- تدريب العاملين في هذا المجال المهم على التقنيات الحديثة التي أصبحت تتطور وتتغير بشكل ليس من السهل متابعته دون تخصيص موارد مالية داعمة.
- ترميم المخطوطات التي تعود لعصور مختلفة.
- دعم الباحثين والدارسين على دراسة وتحقيق ونشر المخطوطات التي لم تنشر بعد.
- العمل على إقامة الورش واللقاءات العلمية بين العاملين والمهتمين في هذا المجال المهم الذي تتزايد أهميته يوما بعد آخر.
- نشر الفهارس الخاصة بالمكتبة وبغيرها من المكتبات.
2 - إقامة تجمع أو رابطة تحت مسمى يتفق عليه فيما بعد يكون معنياً بعلم المخطوطات والخطوط.
3 - يحبذ أن تتبنى العمادة إقامة ورشة عمل يدعى لها من يعمل في فهرسة المخطوطات وترميمها على مستوى الوطن العربي يتخلل هذه الورشة حلقات تدريب ونقاش يقدمها نخبة ممن أفنوا جزءاً من عمرهم في هذا النوع من المعرفة الإنسانية من داخل المملكة ومن خارجها، وأنا على أتم الاستعداد لأن أكون أول المشاركين في هذا الجانب تنظيماً وتدريباً.
المملكة ومكانتها في حفظ المخطوطات
كما لا يفوتني أيضا أن أشير إلى أن المملكة العربية السعودية تعد واحدة من أكثر الدول على مستوى العالم حفظاً للمخطوطات وفي أفضل الظروف، وما قيام مشروع حماية التراث المخطوط في المملكة العربية السعودية الذي عملت عليه عندما كنت مسؤولاً عن المخطوطات والوثائق في مكتبة الملك فهد الوطنية إلا دليل على اهتمام القيادة في المملكة - أعزهم الله - بمثل هذا النوع من الأوعية. وقد كانت فكرة التراث المخطوط من الأفكار النيرة التي تبناها وسعى إلى تحقيقها بدعم من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أمير الرياض المحب للكتاب أيّاً كان نوعه، ذلك الأستاذ الفذ الأستاذ الدكتور يحيى محمود بن جنيد (أبو حيدر)، الأمين العام لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية حالياً. لهذا أقترح على عمادة شؤون المكتبات أن تسعى سعياً حثيثاً لعقد شراكة مع عدد لا بأس به من مكتبات العالم العربي والإسلامي والعالم، التي تضم مكتباتها عدداً كبيراً من مخطوطات عربية إسلامية، وتوقع معها اتفاقيات تبادل لمصورات المخطوطات التي يطلبها الباحثون، كل حسب تخصصه، وبهذا العمل سوف تفيد وتستفيد من جوانب عدة، منها:
- ربطها بعدد من الباحثين المميزين الذين يهتمون بهذا النوع من الأوعية.
- سوف تنمِّي مجموعاتها على مر السنين بما سوف يصل إليها من مصورات يتم طلبها لصالح الباحثين، وبهذا تكون قد جمعت الحسنيين.
- القضاء على تجارة مصورات المخطوطات التي برزت خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
وقبل أن أختم مقالي أود أن أورد بعض الإحصائيات عما تمتلكه العمادة من مخطوطات؛ فأقول: يبلغ عدد مخطوطات الجامعة 8280 مخطوطاً. عدد لقطات تصويرها يبلغ 2090672 لقطة. وعدد عناوين المخطوطات أكثر من 13000 عنوان، طبع من فهارسها 6 مجلدات فقط. وتعد فهارس الجامعة المطبوعة وغير المطبوعة من أفضل فهارس المخطوطات في المملكة دقة وأقلها أخطاء فنية ومطبعية.
آمل أن أكون قد نوهت بهذا الجهد الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية ممثلة بعمادة شؤون المكتبات بجامعة الملك سعود، وهي عمادة لا تألو جهداً في النهوض بالعملية التعليمية وباقتصاديات المعرفة، وهو مما يميز جامعتنا. فإلى الأمام، والسلام.
عبد الله بن محمد المنيف
* وكيل كلية السياحة والآثار، جامعة الملك سعود
رابط المقال
http://www.al-jazirah.com/119462/wo1d.htm