يا اخي محمد بارك الله فيك ، تدبر اخي ما يقال وافهم المقصود ، فهذا يغنيك عن ان تنشأ اقوالا ، وهي مردود عليها بالفعل ، فيكون ما نفعله ليس الا تكرارا لكلامنا وحسب ، فنحن نتحري ان نوضح كلامنا ومقصودنا جيدا ، حتي اننا نفصل بين كل جملة حتي لا يختلط فهم الكلام ، ثم نجد ان لا يفهم علي وجه المراد في الاخير ، وكم طلبنا منك مرارا التدبر والتأمل فيما نقول ونقصد ، وناقش بعد التأمل والتدبر كيفما تشاء ، ولكن لا تناقش في امور اوضحناها مرارا علي انها لم توضح لك بعد ، واعلم ان التكرار يلجئ الي ممر السآمة ، وان ممر السآمة لا يلجئ الا الي غار السكوت
فمثلا قولك (وقد طالبتك بالدليل على ايمان قوم لوط ........ والسؤال ما هى ظواهر الكتاب والسنة فى المخالفين لدعوة الرسل )
فقد اوضحنا مرارا ومرارا بل ومرارا ان النزاع قبل ارسال الرسول ، ثم مازلنا نجدك تقول المخالفين لدعوة الرسل
ومثلا قولك (والا لماذ اقحمنا الكلام على استصحاب اصل الفطرة ان لم يكن للحكم- انت اتيت بدليل الفطرة كدليل على ايمان قوم لوط فلم اذا قولك انه لا يعتد به فى الحكم وما الفائدة فى ذكر شئ لا يعتد )
فقد اوضحنا مرارا انه لا يعتد بها مع وجود الظواهر ثم نجدك تقول هذا الكلام
ومثلا قولك (صحح كلامك انت تنكر على من يقول الاصل فى الناس فى الجاهلية التى سبقت دعوة النبى صلى الله عليه وسلم الشرك)
وهذا يدل علي انك في واد وما نقول في واد ، وان سوء الفهم اصبح مشكلة كبيرة في النقاش ، وفي كل مرة تأتي هذه المشكلة بوخيمة العواقب ، اذ اني انكرت لكونهم فقط قبل مبعث نبي ، فانكرت ان تكون العلة في الحكم علي اصل دينهم زمانهم ، كما انكرت عليك ان اخوة يوسف مسلمون لكونهم في زمن نبي الله يعقوب ، بل قلنا ان العلة ليست حال الزمان بل في ظواهرهم سواء قريش او اخوة يوسف ، والذي يقول اننا ننكر القول بان الاصل في جاهلية قريش الشرك ، غدا سيقول اننا ننكر القول بان اخوة يوسف مسلمون وان الاصل فيهم الاسلام ، وهذا نص قولنا ( مرة اخري نأتي علي ما اتفقنا عليه دون جديد يذكر ، فالاولي كانت ان قريشا مشركين ، وهذه ان اخوة يوسف مسلمين ، ونقول لك كما قلنا لك في قريش ، ان اخوة يوسف مسلمون لظاهرهم لا لزمانهم ، فظاهرهم انهم ولدوا من ابوين مسلمين ، ولم يحدثوا شركا ) ولا حول لنا ولا قوة الا بالله
وكل ما اثرته هنا هو مردود عليه في المشاركة السابقة لو تأملتها ، وهذا ما اعجب منه ، الا امورا لو ناقشناها هنا لتشعب الحال اكثر واكثر
ولكن دعني الخص كل ماسبق في ردي علي سؤالك التالي ونبني عليه النقاش من بعد
سؤالك هو ( فكيف اوقعت نفسك فى هذا المأزق وتجادل عن قوم لوط )
ببساطه لانه انعدمت عندي الظواهر علي شركهم ، وان كان عندك ظواهر علي شركهم فأرنا اياها ، وما علينا بعد ان تأتينا بها والتحقق منها الا ان نعتبرها في الحكم ، وتقضي هي علي ما استصحبناه من اصل الفطرة ، هذا الذي نوضحه ونبينه منذ ايام ومشاركات ، الم يصلك الي الان
ولكن انت تقول لماذا استصحبت لهم اصل الفطرة ، ولم تستصحب لهم اصل الدين الشركي المبدل ، اليس كذلك
فأقول لان اصل الدين هو نفسه متوقف علي الظواهر ، التي هي معدومة اصلا ، وكما بينا في المثال الثاني ، ان الظواهر هي التي يحكم بها علي الزمان والمكان ، فكيف نقول ان اصل دينهم تبدل الا بظاهر وهو معدوم ، فلا عبرة لزمانهم ولا لمكانهم ، ومن اين لنا انهم من المبدلين
وانت تقول نستصحب لهم اصل الدين الشركي المبدل ، فقل لي لماذا ، وعلي اي شيء تستند عليه في هذا ، فقط لاغير حتي لا نتشعب اكثر
وان كنت تقول لان الشرك كان دين جميع اهل الارض في زمانهم ، ولم يكن في زمانهم امم مسلمة وامم مشركة ( وذلك قولي لعلهم .... )، فذلك لم يكن ليتبين لنا الا بعد حديث الكذبات الثلاثة ، وعلي ما وضحنا فيه القول سابقا ، هل وضح لك يا اخي الامر بعد
ولقد افدتنا في هذه المشاركة بإجماع ، فارجو نقل نصه ، بارك الله فيك