تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 35

الموضوع: تأملات أم ....

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    Exclamation تأملات أم ....

    - تأملات أم
    باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
    كل أمهات اليوم كنّ بنات الأمس ، وغالب بنات اليوم هنّ أمهات الغد ، ولكن هل كل من مرت بهذه التجربة حدث لها مثل ما حدث معي ؟
    أم إن ما حدث معي ، شيء خاص بي وحدي ؟
    هذا السؤال مابرح خاطري منذ زمن طويل ، فكم طرحت على نفسي هذا السؤال مرارًا وتكرارًا ، وها أنا ذا أطرحه عليكن عبر هذه الصفحة بعد سنوات طوال ما من يوم فيها إلا ولي فيه مشاعر وأحاسيس وتجارب تعمقت أثارها التي لا تنمحي في شخصي ، حتى إنني كلما راجعت ذكريات الماضي البعيد عن شخصي قبل أن أصبح أمًا ، أنكر نفسي ولا أكاد أتعرف على شخصي ، ويزداد السؤال إلحاحًا على خاطري : فيا تُرى ما السبب؟ وهل هذه التجربة (الأمومة) هي السبب الرئيس في اتساع البون بين أم هانئ قبل الأمومة ، وأم هانئ بعدها ؟
    - وأضرب لكنّ مثلا علِّي أقرِّب به المراد :-
    *عندما وضعت أول مولود لي وكان ذكرًا ، كنتُ كثيرًا ما أتأمل ضعفه الشديد - كأي مولود - وهالني ما شعرت به وما تواتر إلى خاطري من أفكار مثلًا :
    - كان كلما جاع أخذ يصرخ باكيًا يحرك رأسه ها هنا وها هنا فاتحًا فاه على اتساعه يبحث عما يتقوت به
    عاجزًا -حبيبي- عن ترجمة إحساسه في كلمات قليلة : (أنا جائع) وساعتها خطر على بالي لو أني لا أرحمه ، وقررت أن أتركه يصرخ هكذا إلى ما شاء الله ، فماذا عساه يفعل ؟ سيموت جوعًا ؟ لن يستطيع الصراخ طويلا ، بله الحركة للبحث عن قوت ، ما أعجز الإنسان ! هل كنتُ يومًا بهذا الضعف ؟ لم أستطع تصوّر ذلك ، وساعتها حضرني قوله تعالى :
    ((قتل الإنسان ما أكفره من أيّ شيء خلقه ...)) سورة : عبس
    هل كل العصاة -وأنا منهم كنا- بهذا العجز يومًا ، بغير حول لنا ولا قوة ، وضع الله في قلوب أمهاتنا رحمة جعلها تهرع لجبر عجزنا ، وإطعامنا لنحيى وننمو ثم نبارز الله بالمعاصي - كلنا نعلم أننا كنا كذلك ولكن كما قالوا : (( ليس الخبر كالمعاينة )). حقًـــــــا :(( قتل الإنسان ما أكفره ))هــــــــذه واحــــــــدة .

    -وأخـــــرى :
    * حينما كنت أضع عنه حافاظته بعد قضاء حاجته- مسرعة لئلاّ يتأذى - حبيبي- وهنا
    حضرني خاطر
    ماذا عساه هذا العاجز يفعل إن تركته هكذا لساعات وساعات؟؟!، يبكي ويصرخ متأذيًا لا يستطيع حتى طلب التطهر من القاذرات ، منزوع الحول والقوة لا يستطيع البعد والتنزه حتى عنها بجسده ، ياالله هل كنتُ يومًا بهذا الضعف؟؟! تحت رحمة أمي تمامًا أحيا بسبب شفقتها عليّ ،واعتمادي الكلي على ما وضعه الله في قلبها من رحمات عليّ!!!.
    **الحق بكيت لمجرد تخيلي شدة ضعفي وتجردي من الحول التام والقوة ، لن أستطيع وصف ما أثارته تلك الخواطر من مشاعر داخلي ، غير أنــِّــــــي :
    1-ازددت حبًا لأمي ما لا أستطيع وصفه ، شعرت كم أني مقصرة نحوها ، تحرك نبض قلبي حبًا لها ، ومن ساعتها
    أحاول برّها ما استطعت إلى ذلك سبيلا ، وكنت قبلا بارة بها -بزعمي وفي ظني- قبل أن أصبح أمًا ،وازداد هذا الشعور ونما في قلبي ،كلّما بكَّتُّ أحد الأولاد على تقصيره في برِّي ؛ معدِّدةً له كم كنت أحبه وأرحمه صغيرًا ، و....و.... ، أضيفُ إلى ذلك وصية رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- له بذلك ، ولكـــــــن مهلا لحظة : هنا يـأتي سؤال تَوَلَّد عن السؤال السابــــق :
    لِـمَّ أتوقع من أبنائي أن يبروني ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا ، بينما لا أفعل نفس الشيء بنفس القوة و بهذه الكيفية مع أمّـــــــي ؟-وهنا قفز إلى خاطري قوله تعالى : (( ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون )) سورة : المطففون
    ، لم يخطر لي على بال -قط -أنني منهم ، كيف وأنا الملتزمة -بزعمي- حاشا لله أنا من المطففين ؟ ولكن مهلا يبدو أني واقعة فيه من حيث لا أدري !!
    ألـــــــيس كـــــــــذلك ؟!
    ***هنــــــا حدثت نفسي لا بد من وقفة مع النفس لا بل وقفات ، واللــــه المستعـــــــــ ـان .

    2-وهنا علمت بل شعرت- بكل كياني - بمعنى حديث عمر بن الخطاب حيث قال : [[ قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي ، فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسقي ، إذا وجدت صبيا في السبي أخذته ، فألصقته ببطنها وأرضعته ، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم : ( أترون هذه طارحة ولدها في النار ) . قلنا : لا ، وهي تقدر على أن لا تطرحه ، فقال : ( لله أرحم بعباده من هذه بولدها ) ]] صحيح البخاري / رقم : (5999). **ساعتها فقط علمت -نعم كنت أحفظه وأعرف معانى ألفاظه الظاهرة ، ولكن إحساس المعنى بالقلب شيء آخر- لماذا ضرب رسولنا الكريم -صلوات ربي وسلامه عليه- المثل للصحابة برحمة الأم ؛ ليقرب لهم التصور لرحمة أرحم الراحمينِ ، حيث من رحمته أنه جعلها رحيمة وأي رحمة !!!!!!!!!!!!
    رحمك الله يا أمـــــي حية وميتة .، وما ظنكم برب من صفاته أنه أرحم بعباده من والدة بولدها ، بل وكتب سبحانه على نفسه الرحمة وهو الغني عن العالمين ، ما أجملك من رب وما أعظمك من إلــه .
    ومما زادني فخرًا وتيها ****وكدت بأخمصي أطأ الثريا
    دخولي تحت قولك يا عبادي****وأن صيرت أحمد لي نبيا

    وحتى لا أطيل عليكن : هذا مثال واحد للتغير في سمت شخصي ، فهل استطعت تقريب المراد ؟
    ولعلي أذكر لكن قريبا ، تأمل آخر لموقف آخر .

    والله أسأل أن يرحمنا برحمة من عنده ، يجبر بها تقصيرنا في عبادته ، إنه الغني ذو الرحمة.

  2. افتراضي رد: تأملات أم ....

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    أختي الغاليه ام هانئ أسأل الله أن يجعلنا واياكِ من المحاسبات انفسهن في الدنيا ليسهل حسابهن يوم القيام,


    أختــآآه رويــدك. رويــدك.


    هي النفس تنسى نعم المولى ما إن نتذكـر إلا ونتسأل !؟أين أنا منذوا قبـل.! !


    هي ذكره لنا ياأم هانئ قبل أن نأتي هذه المرحله من العمر..


    وربما أراد الله بك خير في هذا الموضوع بذات للأخوات الأتي لم يصلنا لمرحلـة الأمومه


    وأعتقد هذا كله يصب في الأدراك الذي أنعمـه الله لنا


    أهمية الأدراك الذاتي من المولى سبحانه وتعالى لنا


    نفع الله بكِ وجزاك المولى خير
    ]قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له"

    قلبي مملكه وربي يملكه>>سابقا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: تأملات أم ....

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قلبـ مملكه ـي وربي يملكه مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    أختي الغاليه ام هانئ أسأل الله أن يجعلنا واياكِ من المحاسبات انفسهن في الدنيا ليسهل حسابهن يوم القيام,


    أختــآآه رويــدك. رويــدك.


    هي النفس تنسى نعم المولى ما إن نتذكـر إلا ونتسأل !؟أين أنا منذوا قبـل.! !


    هي ذكره لنا ياأم هانئ قبل أن نأتي هذه المرحله من العمر..


    وربما أراد الله بك خير في هذا الموضوع بذات للأخوات الأتي لم يصلنا لمرحلـة الأمومه


    وأعتقد هذا كله يصب في الأدراك الذي أنعمـه الله لنا


    أهمية الأدراك الذاتي من المولى سبحانه وتعالى لنا



    نفع الله بكِ وجزاك المولى خير
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    جزاك الله خيرا أختنا الكريمة على تعليقك الطيب

    ومرورك العطر وتفاعلك الكريم مع خربشاتي بوركت

    نسأل الله الإخلاص والسداد والقبول آمين .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: تأملات أم ....

    باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعـــــد :



    2-تــــــأمـــــل اتُ أمٍّــــ
    ***************

    نتابع معًا أخواتي الكريمات رحلتنا مع تأملات الأمّ ، أبدأ مستعينة بالله تعالى سائلته التوفيق والسداد :

    ** نصحتني بعض كبيرات العائلة- حفظها الله تعالى - أن أطعم ولدي بعض الأغذية الخفيفة بجوار الرضاع بعد أن نما قليلا ، فسارعت أعمل بالنصيحة ، أخذت ولدي لأطعمه بالملعقة بعض الأغذية اللبنية السائلة نوعًا ؛ نظرًا لصغر سنه ،
    ومن الطبيعي جدًا أن يسيل بعض الطعام على جانبي فِيـه ، ويبقي الكثير من الأثر على شفتيه الصغيرتين ، فإذا بي -بي أنا- وبكل تلذذ ألعق كل ما سبق ذكره بلساني -بدل أن أزيله بالمحارم الورقية التي في يدي-،

    والأعجب أني لم أجد في نفسي أدنى تقززا ، ولا شائبة من نفور-سبحان الله-، وكأني اعتدت هذا الفعل طيلة عمري.


    رغم أنني كنت قبلًا : أتحرى وبشدة ألا أشرب أو آكل سؤرًا لطفل مهما كان قريبًا لي ، أو عزيزًا عليّ، والحق أنني لم انتبه لفعلتي هذه إلا عندما نبهتني إحدى أخواتي -والتي كانت حاضرة - لـمَّا تعجبت من فعلي قائلة : ما هذا الذي تفعلين ؟
    قلت لها : وماذا أفعل ؟

    - حتى أني لم أنتبه لما أشارت إليه من فعلى المعنيّ بسؤالها-
    ، فقالت دهِشَةً : أتلعقين باقي طعام الولد ، وما يتفله من فيه ؟!!!
    فبُهتُّ لقولها ، و لم أُحرْ جوابًا ؛ لأني - وبكل بساطة - لم أنتبه لفعلتي حتى نبهتني إليها.


    ** فما برح عقلي يُعمل الفكر ؛ محاولًا الوصول لسبب هذا الفعل العجيب -مني بالذات- ومرت سحابة يومي وأنا شاردة ، حتى أنارت في عقلى فكرة ، إنه الحبّ الذي فطر الله العليم الحكيم الأم عليه تجاه أولادها ، غيَّر في شخصي سمتًا كنت أظنه
    ثابتًا ، وهنا توارد على خاطري فعل رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه
    مع الحبيبة عائشة أم المؤمنين حيث قالت -رضي الله - عنها :

    -((
    كنت أشرب وأنا حائض . ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم . فيضع فاه على موضع في . فيشرب . وأتعرق العرق وأنا حائض . ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم . فيضع فاه على موضع في
    .)) صحيح مسلم / رقم : (300)
    هذه واحدة ، وأما الثانية فأشد حيث قالت - رضي الله عنها -

    -(( توفي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي وفي يومي ، وبين سحري ونحري ، وكانت إحدانا تعوذه بدعاء إذا مرض ، فذهبت أعوذه ، فرفع رأسه إلى السماء وقال : ( في الرفيق الأعلى ، في الرفيق الأعلى ) . ومر عبد الرحمن بن أبي بكر ، وفي يده جريدة رطبة ، فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم ، فظننت أن له بها حاجة ، فأخذتها ، فمضغت رأسها ، ونفضتها ، فدفعنها إليه ، فاستن بها كأحسن ما كان مستنا ، ثم ناولنيها ، فسقطت يده ، أو : سقطت من يده ، فجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة .
    )) صحيح البخاري / رقم: (4451)

    **كم فرحت أن لي فيما فعلت سنة ، مع الفارق بلا شك ، والأمر لا يحتاج إلى مزيد تعليق .
    ***فاقتضت حكمة الله -سبحانه- أن يفطر قلب الأم على المحبة الشديدة لأولادها ؛ حتى يتسنى لها القيام بما هو منوط بها من واجبات الأمومة التي تعْلمها كل أمّ : فتتحمل مواصلة السهر ، ومباشرة الأذى ، وعنت التوجيه ، و...و...و.... إذن هذه المحبة لازمة ولا غنىً لأم سوية عنها فبها أعانها الله ويسرها لما خلقت له ، سبحان الحكيم .
    - فقد تواترت النصوص في الشرع تحض الأبناء على بر الآباء ، بينما لم يأت نصًا صريحًا بالعكس
    - وقد سمعتُ قولا لبعض أهل العلم مفداه
    : ((إن حب الأبناء للآباء تكلف ، بينما حب الآباء الأبناء فطرة))

    هنا يأتي السؤال :-

    هل يستوي ما هو فطرة بما هو تكلف ؟!
    كلنا يلمس الفارق بلا شك.

    **وهنا جاءت منحة ربانية من الوهاب ، أزالت إشكالًا كان في عميق نفسي منذ زمن طويل ، حيث جاء في حديث عبد الله بن عمرسمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم - يقول :

    (( انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم ، حتى أووا المبيت إلى غار فدخلوه ، فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار ، فقالوا : إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعو الله بصالح أعمالكم ، فقال رجل منهم : اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران ، وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا ، فناء بي في طلب شيء يوما ، فلم أرح عليهما حتى ناما ، فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين ، وكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا ،
    فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر
    ، فاستيقظا فشربا غبوقهما ، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة ، فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج .....)) صحيح البخاري / رقم : ( 2272 )

    كان الإشكال :- لِمَ ظل واقفًا طوال الليل حاملا الغبوق لوالديه ؟
    [ وقد جاء في رواية أخري لهذا الحديث : وأولاده يتطاغون عند قدميه ]
    استطاع هذا الرجل -بحول من الله وقوة- أن يقدم ويؤثر ما هو تكلف على
    ما هو فطرة ؛ فاستحق بذا أن تتحرك له الصخرة .



    **فمن منا يطيق ذلك وبخاصة مع الصغار ؟ مـــــــــن ؟؟!!


    فالله المستعان ، الله المستعان ، الله المستعان.


    فالله أسأل أن يعيننا على أنفسنا ، وأن يلهمنا رشدنا ،

    ويوفقنا لما يرضيه عنا ؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.


    يتبع

  5. افتراضي رد: تأملات أم ....


    وتفاعلك الكريم مع خربشاتي



    لا
    لا أعتقد ذلك انما هناك بؤره يجب الجميع ينظر من خلالها وهي مثل المنشور
    بارك الله فيك ام هانئ وتشرفت في قراءة ماكتبتي بل واستفدت منه بإذن الله

    ولــي رد بإذن المولى على التأمل الثاني..
    ]قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له"

    قلبي مملكه وربي يملكه>>سابقا

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    305

    افتراضي رد: تأملات أم ....

    تأملت يوما حال رضيعي ،، ضعفه ،، انعدام حيلته
    كيف وأنه لا حول له ولا قوة ،،
    تفحصت تلك التي كانت نطفة ،، فعلقة
    فمضغة ،، و ثم عظاما كساها الله لحما فتبارك الله أحسن الخالقين
    نظرت ،، كيف الوهن ،، وكيف الكبد ،،
    أبصرت رضيعي العديم الفقير ،،
    كيف له أن يمنحني الكم الهائل من تلك السعادة البالغة مداها ، الغير متناهية ؛
    حين يرضع من صدري الحليب،،
    علمت وأيقنت بأن هناك سر وضعه فيه رب العالمين ،،
    واستنكرت أن تكون هناك أم لا شفقة في قلبها
    ولا رحمة ولا حنان لرضيعها ،،!!
    بل تعجبت أن تكون هناك نسوة لا يمسحن بإيديهن رأس طفل وإن كان عنهن غريب ،،،!!
    هي فطرة ،، زرعها الخالق في قلب جنس المرأة ،،
    فسبحان الله والحمد لله ،،
    خربشة ملموسة
    أمومة ،،، بكل ما فيها
    تقابلها طفولة ،،، فيها وفيها وفيها !!
    قوة عظيمة في ضعف ،، وأي ضعف !!!
    تبارك الرحمن ،،،

    أم هانيء ،، زادك الله من فضله ونعيمه ،
    فكم أنت ِ يا أخية تسعدينا ؛ بما تكتبين ,,

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    2,172

    افتراضي رد: تأملات أم ....

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    أثرت المدامع يا أم هانيء بهذه الخربشات الرائعة!

    سبحان الذي فطر قلوب الأمهات على هذا الحب العجيب وتلك العاطفة الجياشة..

    نعم في تأمل حال الرضيع آية وأي آية.. "وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ", [الذاريات : 21]

    جميعنا كنا كذلك, ثم تغير الحال وتبدل المقال.." اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ"؛ [الروم : 54]

    وما حدث لي لا يختلف كثيرًا عما حدث لك, أسأل الله تعالى أن يرزقنا البر بوالدينا وأن يرزقنا بر أبنائنا وأن يصلح حالنا ويعيننا على طاعته, وفي انتظار المزيد من تأملاتك الراقية..
    أرجو من أخواتي الفاضلات قبول عذري عن استقبال الاستشارات على الخاص.
    ونرحب بكن في قسم الاستشارات على شبكة ( الألوكة )
    انسخي الرابط:
    http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/Counsels/PostQuestion.aspx

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    503

    افتراضي رد: تأملات أم ....

    عندما دبت الروح في الجنين
    وتحرك برحمة الله
    شعور بانه اصبح كا ئنا حيا
    بدأفي الا حشاء يتحرك
    فلذة كبدة حولها الله الى كائن جدد
    كانت لحظة لا تنسى
    سبحان المبدع الخلاق

    من لحظة
    جاء الملك
    نفخ الروح
    لحظة قدسية عظمى
    لاتوصف
    اعظم هدية
    اكرم نعمة


    سجد قلبي و روحي وكلي لك يارب
    سبحان المبدع الخلاق

    بدأ قلب ينبض
    و تكونت دورة دمو ية جد يدة
    قلب الى جانب قلب
    دورتين دمو يتين متصلتين
    بدأ يحس كل الا حاسبس
    شعور مشترك
    بدا يتكون من خلاصة الحشا


    الان
    فهمت
    ادركت
    شعرت
    كم هي
    عظمة الا م
    كم هي
    نعمة من الله وفضل وكرم
    لماذا تشعر باولادها
    و لو كانوا بعيدين عنها
    لماذا تحس باحساسهم
    تتاثر بتأثرهم
    لانه دبت روحهم في حنا ياها
    و انطلقت حياتهم في كيانها
    فهم قطعة من روحها تسير على الا رض


    لم يعد عجيبا ذلك التو اصل الر وحي بين الام و اولادها
    اصبح سره مكشوفا وواضحا
    لم تعد غريبة قصص الا مهات مع الا ولاد
    فخالق الروح اودع فيها خصا ئص وعوالم و عجائب
    فسبحان الخلاق


    اذا كانت ارواح المؤمنين عالما عجيبا
    فكيف روح الام


    نعم
    كانت لحظة خاصة لم ولن انساها
    فتحت افاقا و افاقا...
    ...........
    ...
    ****************
    الشكر
    لام هانىء
    التي حركت الاحساس ..
    و اطلقت الخربشات..
    ********************
    بوركت يمينك

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: تأملات أم ....

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قلبـ مملكه ـي وربي يملكه مشاهدة المشاركة



    لا
    لا أعتقد ذلك انما هناك بؤره يجب الجميع ينظر من خلالها وهي مثل المنشور
    بارك الله فيك ام هانئ وتشرفت في قراءة ماكتبتي بل واستفدت منه بإذن الله

    ولــي رد بإذن المولى على التأمل الثاني..
    جزاك الله خيرا وبارك فيك أختنا الكريمة

    و لا أجد ردا على ما تفضلت به إلا أن أقول :

    إنما الجمال في العين الناظرة --- ابتسامة

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: تأملات أم ....

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حكمة مشاهدة المشاركة
    تأملت يوما حال رضيعي ،، ضعفه ،، انعدام حيلته

    كيف وأنه لا حول له ولا قوة ،،
    تفحصت تلك التي كانت نطفة ،، فعلقة
    فمضغة ،، و ثم عظاما كساها الله لحما فتبارك الله أحسن الخالقين
    نظرت ،، كيف الوهن ،، وكيف الكبد ،،
    أبصرت رضيعي العديم الفقير ،،
    كيف له أن يمنحني الكم الهائل من تلك السعادة البالغة مداها ، الغير متناهية ؛
    حين يرضع من صدري الحليب،،
    علمت وأيقنت بأن هناك سر وضعه فيه رب العالمين ،،
    واستنكرت أن تكون هناك أم لا شفقة في قلبها
    ولا رحمة ولا حنان لرضيعها ،،!!
    بل تعجبت أن تكون هناك نسوة لا يمسحن بإيديهن رأس طفل وإن كان عنهن غريب ،،،!!
    هي فطرة ،، زرعها الخالق في قلب جنس المرأة ،،
    فسبحان الله والحمد لله ،،
    خربشة ملموسة
    أمومة ،،، بكل ما فيها
    تقابلها طفولة ،،، فيها وفيها وفيها !!
    قوة عظيمة في ضعف ،، وأي ضعف !!!
    تبارك الرحمن ،،،

    أم هانيء ،، زادك الله من فضله ونعيمه ،

    فكم أنت ِ يا أخية تسعدينا ؛ بما تكتبين ,,
    ما أرق ما تفضلت به من كلمات رائقات
    أسعدك الله بكل خير في الدنيا والآخرة أختنا الكريمة أم بدر
    نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص وينفع بما نكتب جميعا

    ويبدو أن للأمومة بصمات واضحات ملموسات نيرات .... ابتسامة

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: تأملات أم ....

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة التوحيد مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أثرت المدامع يا أم هانئ بهذه الخربشات الرائعة!

    سبحان الذي فطر قلوب الأمهات على هذا الحب العجيب وتلك العاطفة الجياشة..

    نعم في تأمل حال الرضيع آية وأي آية.. "وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ", [الذاريات : 21]

    جميعنا كنا كذلك, ثم تغير الحال وتبدل المقال.." اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ"؛ [الروم : 54]

    وما حدث لي لا يختلف كثيرًا عما حدث لك, أسأل الله تعالى أن يرزقنا البر بوالدينا وأن يرزقنا بر أبنائنا وأن يصلح حالنا ويعيننا على طاعته, وفي انتظار المزيد من تأملاتك الراقية..
    آمين آمين آمين

    اللهم استجب طيب دعائها ، واجزها خيرا على كريم مشاركتها

    أحسن الله إليك أختنا الكريمة إضافة قيمة وتفاعل أسعدني بوركت

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: تأملات أم ....

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمانة انس مشاهدة المشاركة
    عندما دبت الروح في الجنين

    وتحرك برحمة الله
    شعور بانه اصبح كا ئنا حيا
    بدأفي الا حشاء يتحرك
    فلذة كبدة حولها الله الى كائن جدد
    كانت لحظة لا تنسى
    سبحان المبدع الخلاق

    من لحظة
    جاء الملك
    نفخ الروح
    لحظة قدسية عظمى
    لاتوصف
    اعظم هدية
    اكرم نعمة


    سجد قلبي و روحي وكلي لك يارب
    سبحان المبدع الخلاق

    بدأ قلب ينبض
    و تكونت دورة دمو ية جد يدة
    قلب الى جانب قلب
    دورتين دمو يتين متصلتين
    بدأ يحس كل الا حاسبس
    شعور مشترك
    بدا يتكون من خلاصة الحشا


    الان
    فهمت
    ادركت
    شعرت
    كم هي
    عظمة الا م
    كم هي
    نعمة من الله وفضل وكرم
    لماذا تشعر باولادها
    و لو كانوا بعيدين عنها
    لماذا تحس باحساسهم
    تتاثر بتأثرهم
    لانه دبت روحهم في حنا ياها
    و انطلقت حياتهم في كيانها
    فهم قطعة من روحها تسير على الا رض


    لم يعد عجيبا ذلك التو اصل الر وحي بين الام و اولادها
    اصبح سره مكشوفا وواضحا
    لم تعد غريبة قصص الا مهات مع الا ولاد
    فخالق الروح اودع فيها خصا ئص وعوالم و عجائب
    فسبحان الخلاق


    اذا كانت ارواح المؤمنين عالما عجيبا
    فكيف روح الام


    نعم
    كانت لحظة خاصة لم ولن انساها
    فتحت افاقا و افاقا...
    ...........
    ...
    ****************
    الشكر
    لام هانىء
    التي حركت الاحساس ..
    و اطلقت الخربشات..
    ********************

    بوركت يمينك
    وفيك بارك الله على تلك الدرر واللؤلؤات
    فلا عجب أن تتفضل بها من كان اسمها جمانة
    جزاك الله خيرا وأحسن إليك سعدت بتفاعلك الطيب

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: تأملات أم ....

    باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعـــــد :

    3- تــــــأمــــــ ـلاتُ أمٍّــــ
    ****************************** **********

    **نتابع أخواتي الكريمات ما مرّ بي من بعض التأملات عسى الله أن ينفع بها.
    أبدأ مستعينة بالله سائلته التوفيق والسداد :-
    -أخطأ صغيري يومًا ، وكان لما يتقن جلّ الكلام بعدُ ، فضربته بشدة مغتاظة من قبيح عمله ؛ لأني كنت نبهتُه ليس مرة على قبح هذا الفعل ، وكأن هذا العقاب لم يشفِ غيظي ؛ فضممت إليه وعيدًا شديدًا ، وقرارًا أكيدًا بحرمانه مما يحب ، وكأني لم أكتفِ بعدُ ، فزدته عقابًا بحرمانه من اللعب سائر يومه ،وكانت ثالثة الأثافي بالنسبة إليه -هذا على ما أذكر بالتقريب وإلا فالأحداث بعيدة العهد - ما يعنينا في هذا المقام تعليقه -حبيبي- وأنتن في غنىً عن ذكر أنهار الدموع الجارية من مآقيه على خديه الصغيرين ، واحمرار أذنيه وأنفه وسيلان الأخير -حيث هذا المشهد لا ينفك عن ذهن إحدانا لتكراره في كل البيوت ومع كل الأطفال -
    * نعود لتعليقه -حبيبي- بكل كرب المظلوم يشكوني إلـيَّ -وهو يعدد على يديه الصغيرتين و لـمَّا يتقن العدّ بعدُ - : (( أنا أخطأتُ واحدًا ، و أمي ضربتْ/ واحد ، حلوى لا/ اثنين ، و لعب لا / ثلاثة )) - هذه الصيغة أقرب لما قاله حينها على ما أذكر-، رأيت في عينيه الشعور بالقهر والظلم ، كل ذلك مقترن بدموع الذل والانكسار ، قال ما سبق منتحبًا يائسًا نائحًا، فلما أتمه وفتح فاه كأنه يريد قول المزيد أطبقه ، واندفع اندفاعًا شديدًا إلى أحضاني كأنه يتوقى بي مني .
    -لا تسألنَ عن حالي حيث تملكني العجب ، و واتسعت عيناي دَهِشة ، فكانت كلماته المبعثرة -حبيبي - صدمات متعاقبة على عقلي ، فلم استطع فهم - أو بمعنى أدق استيعاب- ما قال ؛ حيث حالت الدهشة - التي أخذت بجماع نفسي -، و كذا نظراته الشاكية دون ذلك ، فأرجأتُ ذلك ، وأخذته في أحضاني أهدهده وأبكِّته
    في آنٍ : ((أنت سبب ذلك ، فلا تلومنَّ إلا نفسك ، لا تعد لمثلها إذن ....)) حتى نام على ذراعيّ - فقد كان كثيرًا ما ينام إذا بكى ، وكانت مسحة الأسى على محياه الصغير وآثر حمرة الجهد على وجهه ، وخطوط من الدموع الرطبة مرسومة على خديه الصغيرين ، أما عن نفسه وهو نائم فكان ينبأ ويفضح شديد بكائه قبل نومه لوقت ليس بالقصير .

    ** فقــه العقــاب **
    **********************
    -بعد عدة أيام كنت في مجلس مع بعض أخواتنا الفضليات بحضور معلمتنا الفاضلة -يرحمها الله- فإذا بي أحكي لهن
    ما حدث مع ولدي فكان لمعلمتي التعليق الآتي :
    ((أولا :- الناس في مسائل العقاب بين غالي وجافي ، مفْرِط ، ومُفَرِّط
    1- مُفَرِّط جافي : الذي لا يأبه بعقاب ولده بله أحد من رعيته إن أخطأ ، فهو متساهل في القيام على الرعية
    ولا شك أنه أضاع بذلك حقوقهم في التوجيه لما يحب الله ويرضاه ، وقصّر في أن يدلهم على الصواب وهو يعلمه
    فلا شك أنه غاش لرعيته ، موقوف بين يدي ربه مسئول على ما قدمت يديه ، ثم استدلت -رحمها الله- بالحديث الآتي:- * عن معقل بن يسار المزني قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :-
    { ما من عبد يسترعيه الله رعية ، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته ، إلا حرم الله عليه الجنة .}
    صحيح مسلم / رقم: 142.

    2- مفْرِط غالي : وهذا الذي يعاقب بشدة ، ويتعدى الحدّ في ذلك ، وهذا يجب أن يسأل نفسه ما يلي :-
    لِـمَ نُعاقِب ؟ أ لنشف غيظ صدورنا ؟ أم لنصلح ؟
    -فإذا كان الجواب : لنذهب غيظ صدورنا ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، لا تنتظرى إصلاحًا فهذا سبيل الشيطان
    ليبغِّضكِ إلى الرعية ، وتضربي لهم مثل السوء والتعدي والظلم ، ولا تنخدعي و يقتصر نظرك على الإصلاح الفوري الظاهري في الصغر فهذا لعمري إصلاح وهمي مؤقت ، فعند أشتداد العود -بنية- لن تفلحي في أطرهم على الحق بسبب خراب نفوسهم فمن حيث لا تشعري بنيت قصرًا -ظاهريًا فقط- وهدمت بفعلك هذا مصرّا.
    -اتقين الله في الرعية ؛ فقد تواترت النصوص في الشرع تحض على العقاب المنصف :
    - (( وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به)) سورة النحل / الآية 126
    -(( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا ))
    سورة النساء / الآية 123
    - (( والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ))سورة يونس / الآية 27
    - عن أبي مسعود عقبة بن عمرو قال :-
    {كنت أضرب غلاما لي بالسوط . فسمعت صوتا من خلفي ( اعلم ، أبا مسعود ! ) فلم أفهم الصوت من الغضب . قال : فلما دنا مني ، إذ هو رسول الله صلى الله عليه وسلم . فإذا هو يقول ( اعلم ، أبا مسعود ! اعلم ، أبا مسعود ! ) قال : فألقيت السوط من يدي . فقال ( اعلم ، أبا مسعود ! أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام ) قال فقلت : لا أضرب مملوكا بعده أبدا . وفي رواية : غير أن في حديث جرير : فسقط من يدي السوط ، من هيبته .}
    صحيح مسلم / رقم: 1659
    نصيحة غاليــة :-

    اجعلن العقاب رحمة ...!


    قالت - رحمها الله تعالى - ناصحة لنا
    :[ لا تكسلن أن تعاقبن إذا وجب العقاب ، احتسبن الأجر في ضرب أولادكن ، استحضرن نية : [* القيام على الرعية ، و* عدم غش الرعية بترك تأديبهم ،تقربن إلى الله بذلك ]
    -فوالله إنك إن استصحبت هذه النية حال عقابكِ لأيهم ، إلا ألهمكِ الله
    رشدك ، وأصلح بعقابك ، وأثابك عليه خيرا.
    - فلن تألفي نفسك ضاربة لوجه أو مقبحة بسوء تأثمين عليه .
    تعبَّدنَ بتطبيق العقاب المنصف إلى الله فهذا من الفقه .
    - وكرري لأولادك أتك تحبينهم فهم فلذات كبدك ، وأعلميهم : إ نكِ إنما تفعلين ذلك شفقة عليهم من النار ورغبة في صلاحهم ، فليس أحد يحبهم من خلق الله مثلك ولا يدانيك محبة لهم حتى .]



    **واختتمت كلامها -رحمها الله - قائلة :
    *العقاب رحمة ونعمة يجب علينا شكرها ؛ ألم يقل سبحانه وتعالى : (( هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون يطوفون بينها وبين حميم آن فبأي آلاء ربكما تكذبان )) سورة الرحمن / آية :
    فجعل سبحانه جهنم أداة عقاب المجرمين من النِّعم ، لأنها تردع المؤمن عن المعاصي ، وتحقق عدل الله في خلقه
    فلا يستوي الصالح بالطالح .
    * كذا فالله من صفاته العدل ، ويحب الإنصاف حتى إنه لما يدخل أهل النار -عياذا بالله- النار ؛ ليخلدوا فيها يحمدونه سبحانه على ذلك ،* لعلمهم ويقينهم أن ما هم فيه عدل منه فالله لم يظلمهم بل هم الذين ظلموا أنفسهم لما كفروا به سبحانه ، فيحمدونه على أنهم ليسوا أسوأ حالًا في النار.


    ((وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين))
    سورة الزمر / آية :75]
    اللهم ارزقنا البصيرة والفقه والإنصاف آمين .

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: تأملات أم ....

    باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعـــــد :


    4- تــــــأمــــــ ـلاتُ أمٍّــــ
    **********************

    **نتابع أخواتي الكريمات ما مرّ بي من بعض التأملات عسى الله أن ينفع بها.
    أبدأ مستعينة بالله سائلته التوفيق والسداد :-
    - كنت يوما أصلي وكان ابني الصغير الذي لـمَّا يكمل عامه الثاني بعدُ يلعب بجواري ، حتى إذا ما سجدت هبَّ واقفًا ، وامتطى ظهري مرتحلا إياي ، فشعرت بغضب شديد وغيظ من فعلته هذه ، وشرعت أجذبه بيدي
    لينزل حتى أستطيع القيام من السجود ، ومن نافلة القول : إني لم أكن على تلك الحالة أفقه مما أذكربه الله شيئًا،
    و مما زاد الأمر سوءًا أن الولد زاد تمسكًا بثوبي مما أشعرني بالاختناق ، فما كان مني إلا أن حملته من طوق ثوبه وألقيت به على الأرض بشدة ، فأخذ يصرخ ؛ وقد تركتْ حاشية ثوبه آثارًا مبرحة حول عنقه الصغير ، وأكملت صلاتي وصراخه لا ينقطع ، مما زادني غيظا وأبعد عني فقه ما أتلفظ به في صلاتي ، حتى إذا ما انتهيت أخذت أعنفه وأصرخ عليه ، وفي الأخير ختمت الموقف مهددة إياه ومتوعدة له أن يعود لمثلها ؛ معللة قولي بأن فعل ذلك من سوء الخلق وقلة التهذيب . *هـــــــذه واحــــــــدة .
    **والثـــــانيــ ـــة :-
    - كنت وابني عند الأهل في زيارة ثم انصرفنا منقلبين إلى البيت ، وكان بيت الأهل بالجوار ، على مسيرة قصيرة من بيتنا ، فأمسكت يده الصغيرة بين يدي ، ومشينا في الطريق وكان حديث عهد بسير ، وكنت أمشي الهوينى
    لتتواكب خطانا ، ولكنه -حبيبي- كلما مشى خطوات أخذ يتلفت حواليه ينظر هنا وهنا وهنا ؛ يقف ليتأمل هذا المشهد أوذاك ، وأنا أستحثه كي يسرع ، ولكُنّ أن تتصورن كيف كان البون يتسع بيننا شيئا فشيئا ، حتى صار قدر طول ذراعينا أنا فرطه وهو بالخلف ، كأنه في عالم آخر غير منتبه ألبتة أني استحثه ليسرع قليلًا ، فزاد غيظي مما يفعل ، حتى إنني شرعت أدعو الله بصوت أسمعه :(( اللهم وسع لي وسعي )) يصاحب دعائي زفرات ملتهبة قلقة ، وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير أنه تعثَّر ، وسقط على الأرض يبكي ، فاضطررت لحمله حتى إذا ما وصلنا بشق الأنفس وضعته في باحة البيت لاهثة الأنفاس ، أنظر إليه شزرًا ، وأنا أحاول عبّ الهواء ؛ أتعجل انتظام أنفاسي ؛ لأبكته وأقرعه وأتوعده أن يعود لمثلها ، وقد كان ، وهو -حبيبي - منكمش كهرة صغيرة مروَّعة في ركن عند الجدار .

    **ومرت أيام وأيام ............وكنت أطالع مسألة في كتاب:( صفة الصلاة) لشيخنا الألباني -رحمه الله تعالى - وإذا بهذا الحديث يستوقفني طويلا :

    -عن شداد بن الهاد الليثي -رضي الله عنه- قال : - [ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشاء ، وهو حامل حسنا أو حسينا ، فتقدم رسول الله- صلى الله عليه وسلم -، فوضعه ، ثم كبر للصلاة ، فصلى ، فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها ، قال أبي : فرفعت رأسي ، وإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد ، فرجعت إلى سجودي ، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال الناس : يا رسول الله ! إنك سجدت بين ظهرني صلاتك سجدة أطلتها ! حتى ظننا أنه قد حدث أمر ، أو أنه يوحى إليك ؟ ! قال : كل ذلك لم يكن ؛ ولكن ابني ارتحلني ، فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته ]
    صححه الألباني في : ( صحيح النسائي )/ رقم : : 1140

    *والحق أنني لم أكن أجهله ، ولكن هالني المعنى الذي فيه من رفق النبي صلوات ربي وتسليماته عليه وهو رجل-ليس بمرأة بله أمّ - بطفل يتركه مرتحلا إياه حتى يقضي حاجته وهو إمام ، بل ويصرح للناس بذلك ، لِـمَ ؟؟؟! ليعلمنا الرفق والرحمة والتنزل لعقل وحاجات الأولاد ، يا اللـــه !!! كيف غاب عني ذلك المعنى ؟ أستغفرك ربي وأتوب إليك إني كنت من الظالمين .

    * فما إن شرعت أستغفر حتى توارد إلى ذهني أحاديث تتــرى :-

    - عن أبي قتادة الأنصاري الحارث بن ربعي -رضي الله عنه-: [ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي ، وهو حامل أمامه بنت زينب ، بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولأبي العاص بن الربيع بن عبد شمس ، فإذا سجد وضعها ، وإذا قام حملها . ] صحيح البخاري / رقم : 516
    * لماذا لم يأمر مائة من المسلمين بحملها عنه حتى يخشع في صلاته ؟! أتعجب ولا أنتظر جوابًا ، فالإجابة واضحة.

    -وعن أنس بن مالك قال :- [إني لأدخل في الصلاة ، وأنا أريد إطالتها ، فأسمع بكاء الصبي ، فأتجوز في صلاتي ، مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه .] صحيح البخاري / رقم : 709
    * يهتم عليه الصلاة والسلام بوجد الأم على بكاء صغيرها ، فما بالي أبكيه لأصلي بخشوع . عجبًـــا.

    **وإذ زاد تفكُّري في تلطفه عليه الصلاة والسلام ، زاد توارد الأحاديث على خاطري :-
    فعن عائشة -رضى الله عنها- قالت :
    -[كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان لي صواحب يلعبن معي ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل يتقمعن منه- { يستخفين هيبة منه} رواية آخرى-، فيسربهن إلي فيلعبن معي . ] صحيح البخاري / رقم : 6130
    * يفعل - صلوات ربي وتسليماته عليه - ذلك مع زوجته صغيرة السن ، يدخل بيته -عليه الصلاة والسلام- فيجد زوجته تلعب باللعب مع أترابها ، فتخجل البنات ويستخفين منه هيبة له فيأتي بهن -بكل رفق ولطف إليها لمـــــــاذا ؟؟؟!!! ليلعبن معها ( وهي زوجته ) ولـن أعلــق

    .
    ***وتتداعى الأحاديث عن سيد المرسلين في سِمْطٍ -والله - رائق ثمـــــين :-

    - وعن عائشة - رضي الله عنها -[ سابقني النبي صلى الله عليه وسلم فسبقته فلبثنا حتى إذا رهقني اللحم سابقني فسبقني فقال هذه بتلك ] صححه الألباني في : (إرواء الغليل ) /ج5 /رقم: 327. وفي رواية لهذا الحديث :
    [ أنها خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر الركب فتقدموا ثم قال انزلي يا عائشة فنزلت ونزل فقال تعالي سابقني وأنا حينئذ خفيفة فاستبقت أنا وهو فسبقته حتى إذا كان بعد ذلك خرجت في سفر آخر فأمر الركب فتقدموا ثم قال لي انزلي فنزلت ثم قال سابقيني يا عائشة فسابقته فسبقني فقال هذه بتلك فقلت يا رسول الله قد كنت نسيت تلك] وأيضا لــن أعلــق ...

    -وعنها - رضي الله عنها - أنها قالت : [كان الحبش يلعبون بحرابهم فسترني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أنظر ، فما زلت أنظر حتى كنت أنا أنصرف ، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن تسمع اللهو .] صحيح البخاري / رقم : 5190.

    * وهنا سالت دموعي لمشاعر شتي انتابتني ، اللهم يا رفيق ارزقنا من يرفق بنا ، وارزقنا رفقًا ترضى به عنا آمين.

    - وعن أنس بن مالك قال : [ أن امرأة كان في عقلها شيء . فقالت : يا رسول الله ! إن لي إليك حاجة . فقال " يا أم فلان ! انظري أي السكك شئت ، حتى أقضي لك حاجتك " فخلا معها في بعض الطرق . حتى فرغت من حاجتها .] صحيح مسلم / رقم : 2326

    * يخاطب الناس على قدر عقولهم ، اللهم اغفر لنا وارحمنا آمين .

    - عن يعلى بن مرة : [ أنهم خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى طعام دعوا له فإذا حسين يلعب في السكة قال فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم أمام القوم وبسط يديه فجعل الغلام يفر ها هنا وها هنا ويضاحكه النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذه فجعل إحدى يديه تحت ذقنه والأخرى في فأس رأسه فقبله وقال حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط
    حسنه الألباني في : (صحيح ابن ماجه ) / رقم: 118

    * يمازح سبطه أمام جمهرة من الصحابة في سكة من سكك المدينة ، ويعتنقه ويتنزل فيلاعبه و....

    - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال :

    [ إن كان النبي صلى الله عليه وسلم ليخالطنا ، حتى يقول لأخ لي صغير : ( يا أبا عمير ، ما فعل النغير )] .
    صحيح البخاري / رقم: 6129 --- وقد ترجم له البخاري في كتابه الماتع : {الأدب المفرد} : بــــ (باب المزاح مع الصبي).


    ** يلاطف ولد صغير كان له طائر مثل العصفور اسمه (النغير) ، كناه وتنزل إليه رفقًا ورحمة يمازحه ويواسيه
    ليسليه في مصابه وحزنه على موت طائره العزيز .

    بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي يا رسول الله .

    ** ولي تعليق أخير :-
    - لم أكن جاهلة بهذه الأحاديث قبلُ ، ولكنها لما تواترت على قلبي بعد ما سقته لكُنَّ من أحداث،
    علمت أنني لم أكن أعلمـها على الحقيقة ، إذ العلـم بالشيء علم بمعناه ، فلما كنت جاهلة بمعناها رغم علمي بألفاظها ، كان حقيق عليّ أن أوصف بالجهل ،

    والسؤال : أين كنت أنا من معنــاهــا ؟إ



    وكم من الأحاديث أتوهم علمها ، وأنا أبعد ما أكون عن فقهها؟؟.


    **اللهم هب لنا من لدنك علمًا نافعًا آمين .

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: تأملات أم ....

    باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعـــــد :
    5- تــــــأمــــــ ـلاتُ أمٍّــــ
    ****************************** **********

    **نتابع أخواتي الكريمات ما مرّ بي من بعض التأملات عسى الله أن ينفع بها.
    أبدأ مستعينة بالله سائلته التوفيق والسداد :-

    - اصطحبت ابني عصر يوم من الأيام إلى بيت إحدى أخواتنا ، وقد كنت دُعيت على عجلٍ من قِبلها وبعض أخواتنا الكريمات ؛ لاصلاح ذات بين ، حيث حدثت وقيعة بينهن لأسباب متفرقة ، فلبَّيتُ الدعوة ، واصطحبت أصغر الأولاد معي وكان قد جاوز السنتين بقليل - وجلست والأخوات في حجرة ، وشرع الأولاد الصغار يلعبون في حجرة الألعاب ، وبُدئ الكلام بالترحاب والتحية ، وشيئا فشيئا تصاعد الحديث وتخللته دموع أخوات ، ووصف حال ودفع لأخريات ، وتعليق على ذلك من الباقيات ، وأثناء هذا الخضم من المشاعر والأحداث كان الأولاد يتناوبون علينا ؛ كل له عند أمه حاجة ، وكان ابني بحاجتي مثل أقرانه ، فكان يأتيني بين الفينة والأخرى ؛ ليريني هذه اللعبة أو تلك قائلا -على سبيل المثال -: (انظري يا أمي : أليست هذه كلعبتي ؟... انظري يا أمي : كم هذه اللعبة جميلة! أريد لعبة مثلها ...... )
    ولم يكن ما يفعله الأطفال ليفت في عضد الناقش ، وزاد وطيس الحوار واستغرَقَنا بكليتنا ، وفي تلكم الحال
    جاءني ابني وهو حامل للعبة على شكل ( سلاح ) قائلا : ( انظري يا أمي ، فأخذتها منه ، وأنا أكمل حديثي وقد صمّتُ الجميع لأهمية ما أقول ، ولم أشعر إلا ويدي على الزناد ، وقد اعتصرته أثناء حديثي انفعالا – فإذا بصراخ مروّع يملأ المكان، يصم الآذان ، وإذا مصدره ولدي الصغير .
    يا الله ماذا حدث ؟ ما الذي يبكيك؟ إنا لله وإنا إليه راجعون !!، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم !!
    فأخذت أهدهده ، وهو يصرخ ويصرخ وضعًا كفه الصغيرة- حبيبي - على إحدى عينيه ، وقد اتسعت عيون الحضور دهشة وتعجبًا ، وبعد زمن ليس بالقليل هدأ الولد قليلا ؛ ليريني أسفل جفنه الأيسر وقد أثرت به خرزة صغيرة خرجت من فِي اللعبة والتي ضغطها دون شعور مني – غير عالمة ولا واعية لخطورة ما يخْرج منها ، حيث لم أرَ مثلها قبلُ- فلله الأمر من قبل ومن بعد ، و الحمد لله على كل حال ، قدر الله وما شاء فعل ، كم لطف الله بنا أن جنبها العين ذاتها .
    وهنا لم أستطع الاسترسال في الحديث فاستأذنت منصرفة ، ولم يخطر لي على بال أن أراجع طبيًا ، أو أصحبه للمشفى ؛ لسلامة ظاهره ، وكفه عن البكاء حينها .
    إلا أنه أصرّ عليّ كي أحمله - فحسبته دلال الأولاد بعد البكاء من صغار الحوادث - وحملته وقد ألقى برأسه الصغير -حبيبي- على عاتقي ، ونام حتى وصلنا البيت ، فوضعته على الفراش متأثرة ، واعية -تماما - أني سبب ما حدث له وإن لم أتعمده .
    * فنام تلكم الليلة وكان يئن في نومه ، ويقعد صارخا أحيانا فأهدهده ؛ ليعاود نومه الذي أقل ما أستطيع وصفه به : أنه كان مضطربا ، وكانت ليلة ليلاء ،منيت النفس بانقشاع
    الغمة مع انجلاء الليل ، ولكن هيهات ، فما إن جاء الصباح إلا وقد علا الصياح ، وزاد الأمر سوءً ، ونظرت إلى عينه المصابة ، فهالني احمرار بؤبؤتها الشديد ، خيل إلي أنه قد غشيتها الدماء ، فبادرت به الشروق إلى المشفى القريب فارغ فؤادي يحدوني الرجاء ، وفحصه الطبيب ، وكان حديثه إليّ كالصواعق مرسلات عليّ : (( لن يرى بعينه إلى ما شاء الله ، فأمامنا أمد طويل...... )).... وبالكاد وعيتُ ما قاله بعدُ ، ولكني اِخاله ، رام تقريعي على شنيع صنيعي ، وإهمالي في مراجعة الطبيب ، مما جعل أمر علاجه عصيب ..............................
    ((إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم أجرني في مصبيتي واخلف لي خيرا منها) فلا تسألنني عن حالي !! جرت عيني بالدمع ، مع انقطاعي عن السمع ، فلم أعلق على قوله بشيء....

    وفي الأخير أمرني الطبيب :
    بالمكث في المشفى إلى أجل غير مسمىً ؛ ليكون – حبيبي- تحت الملاحظة الدائمة
    وأمرني ألا أجعل رأسه في وضع أفقي بأي حال آناء الليل وأطراف النهار ، مع وضع العديد من علاجات العيون على مدار الليلة و اليوم ، و............................ ..........

    فانصرفت إلى دعاء ربي أناجيه بقلبي ، أبثه كربي ، وفيض عيني في اتصال ، و قد أصبح كفها عن البكاء محال .
    وتوارد عليّ الأهل والجيران و......و ...... فمن راقية ، ومن داعية ، ومن مواسية مسلية ، وقد أجمع الأحباب والأهل والأصحاب
    (1)-على : لطيف قدر الله بنا ،
    (2)- و نصحي : بالكف عن البكاء ، وعدم الاعتراض على القضاء .*
    فأجيبهم : بالحمد لله على كل حال ، وبأن الكف عن البكاء محال ، فالدموع مني فياضة ،
    وعيني -والله يا قومي- لي غير منقادة ، فصرتُ عن كفها كليلة ، وليس -ياقومي - بيدي من حيلة .
    * وزاد وعظ إحدى المقرَّبات فنصحتني بكلمات شعرت بها كالسياط :- [[ لماذا شديد البكاء ، فماذا إن أصبحت إحدى عينيه عمياء !! يا أختنا : أين الرضى بالقضاء والصبر على البلاء ؟! ]]
    فألفتني وقد ضاق صدري من كلامها ، و غص حلقي بنصحها ، وإن لم أستطع ساعتها الرد على قولها ، فصبَّرتُ النفس حتى انصرف الحضور ، وسألت نفسي :
    هل أنا غير راضية ؟ لا والله بل أم على طفلها حانية .
    فما لهم لا يفقهون ، وبالتسخط يرمونِ !!!
    ** والحق أني لم أكن أتجاوز عن قولها إن كنت في مكانها ، فكلامها حق ، نردده لكل مصاب ، فلماذا النفور من الخطاب ؟!
    وأتاني الجواب :


    ما كان أحوجني : إلى كلمات مواسية ، رقيقة حانية ، رفيقة العبارة ، جميلة البشارة .
    ويشهد الله أني كنت بقضائه راضية ، فمتى كان محض البكاء دليلا على عدم الرضى ؟
    وهل مني التسخط قد بدا ؟!
    مـــــــــن قال ذلك ؟و مـتى يُنهى عن البكاء متـــــــى ؟!

    - فقد بكى يعقوب ابنه يوسف عليهما السلام بكاءً ذهب بعينيه :
    (( وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم )) يوسف : 84
    ** فابيضت عيناه وهو كظيم .

    - عن أسماء بنت يزيد – رضي الله عنها- قالت : - ((لما توفي ابن رسول الله إبراهيم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له المعزي ؛ أبو بكر أو عمر : أنت أحق من عظم الله حقه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب ، لولا أنه وعد صادق وموعود جامع وأن الآخر تابع للأول ؛ لوجدنا عليك يا إبراهيم أفضل مما وجدنا ، وإنا بك لمحزونون))
    حسنه الشيخ الألباني في : صحيح ابن ماجه - / رقم: 1302
    ** تعجب الصحابة من بكاء الرسول؟ وكذا أمام جمع من الحضور!!
    - عن محمود بن لبيد الأنصاري - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم -:
    ((إنما أنا بشر ، تدمع العين ، و يخشع القلب ، و لا نقول ما يسخط الرب ، و الله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون.))
    صححه الشيخ: الألباني قي : صحيح الجامع / رقم: 2340
    ** فدمع العين من خصيصة البشر.

    - وعن أسامة بن زيد - رضي الله عنه – قال :- ((كان ابن لبعض بنات النبي صلى الله عليه وسلم يقضي ، فأرسلت إليه أن يأتيها ، فأرسل : ( إن لله ما أخذ ، وله ما أعطى ، وكل إلى أجل مسمى ، فلتصبر ولتحتسب ) . فأرسلت إليه ، فأقسمت عليه ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقمت معه ، ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وعبادة بن الصامت ، فلما دخلنا ، ناولوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبي ، ونفسه تقلقل في صدره ، حسبته قال : كأنها شنة ، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال سعد بن عبادة : أتبكي ؟ فقال : ( إنما يرحم الله من عباده الرحماء ) . )) صحيح البخاري / رقم: 7448
    ** فمن يرحم صغيرًا إن لم ترحمه أمه ؟!

    -و عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه – قال : ((أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد عبد الرحمن بن عوف فانطلق به إلى ابنه إبراهيم فوجده يجود بنفسه فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه في حجره فبكى فقال له عبد الرحمن أتبكي أولم تكن نهيت عن البكاء ؟ قال لا . ولكن نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين : صوت عند مصيبة ؛ خمش وجوه ، وشق جيوب ، ورنة الشيطان.))
    حسنه الشيخ : الألباني في : صحيح الترمذي / رقم: 1005
    ** لم ينه عن كل البكاء ، فالأمر فيه تفصيل كما فسر لنا الرسول .

    - عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنه – قال : ((أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بنتا له تقضي ، فاحتضنها فوضعها بين ثدييه ، فماتت وهي بين ثدييه ، فصاحت أم أيمن ، فقيل : أتبكي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ! قالت : ألست أراك تبكي يا رسول الله ؟ قال : لست أبكي ، إنما هي رحمة ، إن المؤمن بكل خير ، على كل حال ، إن نفسه تخرج من بين جنبيه وهو يحمد الله عز وجل .))
    علق عليه الشيخ الألباني في : السلسلة الصحيحة / رقم: 4/173- قائلا : إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات.
    ** ففرق -بأبي هو وأمي- بين بكائها (فصاحت أم أيمن) المحظور في الشرع ، وبين بكائه الذي يدل على الرحمة ، فليس البكاء كالبكاء بحال.
    ** وهنا تمثلت حالي فتذكرت ما سبق من شديد قالي لكل مصاب كنت أظنني أسليه ، وفي مصابه الجلل أعزيه
    وإذا بي كنت بشديد قولي أؤذيه ، فشرعت أستغفر الله على ما فات ، عقدة العزم على الرفق و التلطف لما هو آت برحيم العبارة ، وجميل البشارة .
    وبتُّ أبث همي لربي ، أدعوه وأتوسل إليه ، أن يفرج كربي ، أناجيه أني بقضائه راضية ، ولكريم ألطافه واعية ...... ........................

    وفي الأخير بفضل من الله و نعمة ، و بسبب دعاء الصالحين والصالحات عفا الله عنه وأنار له عينه .

    أسأل الله أن ينير له بصيرته و إخوانه وأخواته وجميع ذراري المسلمين بمنه وجوده وكرمه آمين .

  16. افتراضي رد: تأملات أم ....

    وقفتُ كثيرا على تلك التأملات أختي الغاليه
    وكل تأمل أوقفني كثيرا وكأنني معك في القصه وكأنني أرجع بشريطي إلى الوراء
    أمي >أختيبنة أختي>أنا
    هذا مادار في مخيلتي هذه الشخصيات متصله في كل تأمل من تأملاتك قد مررت بها

    سبحــان الله سبحـان الله
    قلب الأم>>>ماذا نقول عنه!
    أنا أقف صامتــه لهذا الكلام ولا أستطيع الأكمال.
    قبل الختام حمدا على سلامة أبنك وأسأل الله أن يجعله من أعلام الأمه الأسلاميه
    حديثي لكي ياأم هانئ ...تأملاتك في مكانها بل لها أثر في قلبي
    رأيت في سطورك ماأردتي قوله ...

    بارك الله فيك ونفع بك كلامك رائع أكملي فأنا قارئه لك ......قلبـ مملكه ـي وربي يملكه
    ]قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له"

    قلبي مملكه وربي يملكه>>سابقا

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    253

    افتراضي رد: تأملات أم ....

    الســـــــــــل ام عليكم ورحمة الله وبركـــــــــــ ــــاته
    مهــــــــــلاً ......... مهـــــــــــلا ً .......أختي الغاليه
    ماأجملها من كلمات وماأروعها من تأملات لقد اثارت في نفسي شيئاً كثيراً ..
    الأم .....................
    ماذا أستطيع أن أقول عنها .......؟
    فهي فوق الوصف كله ... وحديثي فيها مجروووووووووووح مهما قلت ومهما أبدعت في كلامي لن أصل لثمن ماتقدمه ..
    فهي مثل البحر تعطي وتعطي ................
    ولا ينتهي عطااااااااااءها , ولا تنتظر رداً لذلك العطاء والحنان والجميل ...
    أختي بل حبيبتي في الله ( أم هانئ ) سلمت أناملك الذهبيه التي أبدعت وتألقت في الكتابه , وأقف حائره أمام تأملاتك الرائعه للإبداع الذي رأيته أيتها الأم الرائعه ( أم هانئ ) وإلى الأمام عزيزتي ..
    محبتك في الله / ريم الغامدي
    لا إله إلا أنت سبحـــانك إني كنت من الظالمين

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: تأملات أم ....

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قلبـ مملكه ـي وربي يملكه مشاهدة المشاركة
    وقفتُ كثيرا على تلك التأملات أختي الغاليه


    وكل تأمل أوقفني كثيرا وكأنني معك في القصه وكأنني أرجع بشريطي إلى الوراء
    أمي >أختيبنة أختي>أنا
    هذا مادار في مخيلتي هذه الشخصيات متصله في كل تأمل من تأملاتك قد مررت بها

    سبحــان الله سبحـان الله
    قلب الأم>>>ماذا نقول عنه!
    أنا أقف صامتــه لهذا الكلام ولا أستطيع الأكمال.
    قبل الختام حمدا على سلامة أبنك وأسأل الله أن يجعله من أعلام الأمه الأسلاميه
    حديثي لكي ياأم هانئ ...تأملاتك في مكانها بل لها أثر في قلبي
    رأيت في سطورك ماأردتي قوله ...


    بارك الله فيك ونفع بك كلامك رائع أكملي فأنا قارئه لك ......قلبـ مملكه ـي وربي يملكه
    لا أجد خيرا من دموع تجري لأرد بها على عطر مرورك وكلماتك الـ ...التي
    أعجز عن وصفها - يعلم الله-
    ولكني رزقت بتعليل واحد لم أجد له ثانٍ أخية :

    ما يخرج من القلب بلا تكلف لابد وأنه يصل إلى القلب .

    أحسن الله إليك أختنا الكريمة وبارك فيك ورزقني وإياك الإخلاص والقبول آمين .

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: تأملات أم ....

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم الغامدي مشاهدة المشاركة
    الســـــــــــل ام عليكم ورحمة الله وبركـــــــــــ ــــاته



    مهــــــــــلاً ......... مهـــــــــــلا ً .......أختي الغاليه



    ماأجملها من كلمات وماأروعها من تأملات لقد اثارت في نفسي شيئاً كثيراً ..


    الأم .....................


    ماذا أستطيع أن أقول عنها .......؟


    فهي فوق الوصف كله ... وحديثي فيها مجروووووووووووح مهما قلت ومهما أبدعت في كلامي لن أصل لثمن ماتقدمه ..


    فهي مثل البحر تعطي وتعطي ................


    ولا ينتهي عطااااااااااءها , ولا تنتظر رداً لذلك العطاء والحنان والجميل ...


    أختي بل حبيبتي في الله ( أم هانئ ) سلمت أناملك الذهبيه التي أبدعت وتألقت في الكتابه , وأقف حائره أمام تأملاتك الرائعه للإبداع الذي رأيته أيتها الأم الرائعه ( أم هانئ ) وإلى الأمام عزيزتي ..


    محبتك في الله / ريم الغامدي
    أولا :
    أحبك الله الذي أحببتني فيه أختنا الكريمة

    ثانيا :
    لست بالأم الرائعة يعلم الله ولكنه حسن ظن شديد منك والله أعلم بحقيقة الحال
    نسأل الله الستر في الدنيا والآخرة

    ثالثا :
    أحسن الله إليك وبارك فيك وجزاك على عطر مرورك ورائق تعليقك
    خيرا آمـــــــــــين .


  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: تأملات أم ....

    باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعـــــد :-

    6- تــــــأمــــــ ـلاتُ أمٍّــــ
    ****************************** **********

    **نتابع أخواتي الكريمات ما مرّ بي من بعض التأملات عسى الله أن ينفع بها.
    أبدأ مستعينة بالله سائلته التوفيق والسداد :-

    من منّا لم يمنِّ النفس بحفظ كتاب الله الكريم ؟ بل ويحدو كل منا الرجاء مشفوعًا بكثير من الدعاء أن يحفظ أولاده كتاب الله من الصغر ، وكلنا يبادر إلى الأخذ بالأسباب والعمل ؛ لتحقيق هذا الأمل ، واضعا نصب عينيه مقولة الأسلاف : ((التعليم في الصغر كالنقش على الحجر )) .
    ولأني كالجميع ، بادرت الولد فور تمكنه من الكلام ، فأرسلته إلى دار ليحفظ القرآن ؛ شافعةً رجائي بالعمل
    وكانت الدار عن الجوار بعيدة ، والشقة في الذهاب والإياب إليها ومنها شديدة ، فاستعنت بالله ، وسألته التيسير
    فتقبل الدعاء ، وسَهُلتْ لنا الصعاب.
    وانتظم الولد في تلكم الدار ، وبدأ يحفظ من الكتاب الكريم ، وزاد حفظه من صحيح السنة المطهرة ، وكذا القليل من الشعر ، و الأذكار- ما شاء الله لا قوة إلا بالله – ....
    **وذات يوم ألفت الولد يردد الحديث التالي :-
    عن أبي هريرة -رضى الله عنه - قال : قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم – :-
    (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ ِ جاره )) متفق عليه./ صحيح البخاري - رقم : 5185.
    وكان يقرن الترديد بالقفز الشديد من الفراش على أرض الحجرة ، وفعل ذلك ليس مرة ، يردد ويقفز ...وهـــكذا ، فعَجِلْتُ إليه ؛ أنهره وأزجره على شنيع فعله ، فقال : وماذا فعلتُ ؟!
    أجبته ألا تفهم ما تقول ؟! إنك بفعلك تؤذي الجيران ؛ وهذا ينقص من حسناتك في الميزان .
    قال متعجبا حيران : أي ميزان ؟!
    فصمتُّ أتفكَّر، وهو إليّ ينظر ،فأخذت نفسا عميقا، وشرعت أبين له ما جنت يداه :
    - يا بني : ألم تقل في الحديث أبي هريرة - وكان يحفظ الراوي - : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ) وهذا يعني : أن تصدق أن الله موجود ، وهو إلهك الذي خلقك وكل ما حولك ، و لأنه خلق ويرزق جميع الخلق فهو الذي له الحق أن يأمرنا فنطيعه، أليس كذلك حبيبي ؟! أومأ برأسه أن بلى .
    - (واليوم الآخر) أي : يوم القيامة نصدق أننا بعد أن نموت جميعا يحينا الله ؛ ليحاسبنا على ما عملناه : فمن أطاع أوامرالله ، وفعل الخير ؛ أعطاه من الحسنات الكثير وأدخله الجنة في الأخير.
    ومن لم يطع أوامر الله ، وفعل الشر ، وجد الكثير من السيئات ، وأدخله الله النار بعد الممات.
    فمن كان مصدقا قلبه بالله و اليوم الآخر : لن يفعل السوء والشر ؛ لأنه يخاف أن يدخل النار-نعوذ بالله- أليس كذلك يا بني ؟! أومأ برأسه أن بلى .
    - إذن من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فـــلا ...... مـــــــاذا يا بني ؟
    قال : (فلا يؤذِّ جاره )
    قلت : وأنت عندما أخذت تقفز بشدة آذيت الجيران ، لأن صوت القفز مزعج
    فهل هذا ما جاء في الحديث الذي تقول وما أمر به الرسول ؟! أومأ أن لا .فختمت معه الحديث بالدعاء ، وعلى فهمه الذي أبدا بالثناء.

    ** ومر يوم ويوم و أيام ، وعاد ليردد حديثا جديدا :-
    عن عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال : قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم – :- (( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه )) صحيح البخاري / رقم : 6484
    واصطحبته مساء ذلك اليوم إلى بيت الأقارب ، وهناك وجد أطفال
    يلعبون فانطلق يخوض فيما فيه يخوضون ، وما هي إلا برهة يسيرة ، وإذا بالصراخ يعلو ، والجميع من ولدي يشكو : فمِن قائلا : ضربني ، ومِن قائلا : ظلمني ، ومن قائلة : نهرني ..جذبني...،فنظرت إليه عاتبة ، تخرج من عينين سهام له مؤنبة ، و أجلسته بجواري حتى انقلبنا إلى الدار ، وحال ولوجنا ، اتخذ ركنا بالجدار ،
    فأخذت نفسا عميقا وكان هذا الحوار :
    - شرع يدافع عن نفسه ، ويقول : إن السبب فيما حدث أقرانه ....
    فأقبلت بكليتي إليه وأنا ناظرة إلى عميق عينيه ، فسكت في الحال ، وترك لي المقال فسألته :
    - ألا تعقل ما تقول ؟! ألم تردد قبل خروجنا من الدار قول الرسول : (( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده )) المسلم الذي يرضى الله عنه المسلم الذي سيدخل الجنة الذي يسلم المسلمون من( لسانه ): فلا يسبهم ولا يغيظهم بقوله ،(و يده ) : فلا يعتدي عليهم بالضرب أو الدفع أو الجذب ....
    هل هذا الذي فعلت فعل مسلم يرضى الله عنه ؟!
    . فغض الطرف وقال : أن لا .
    فجتزأت بذلك ، ومر هذا كالسابق .

    ** ومرت أيام.... وأيام...
    وجاءت لزيارتنا خالته ومعها بنت في سن الفطام ، فأخذها ؛ ليريها ما عنده من لعب ولم يمر من الزمن غير اليسير ، وإذا بمعركة بينهما تصير ، وبكؤهما كأنه النفير ؟ ! فهرعنا إليهما فأمرته : أن يكف في الحال ، فرفض وأكمل كأنه محال : لن تأخذ لعبتي ، فأمسكته وقد دميت يداه ، وفاضت بالدمع عيناه !
    وأمسكت أختي الصغيرة وقد تركت أصابعه آثارا وقد رسمت على وجهه - حبيبي - كالحد ، قد أشتد منها إحمرار الخدّ !
    وعندما نامت الصغيرة ، وهدأ ابني قليلا شرعت أحاوره : أتضرب ضيفة ؟!
    ألم يقل رسول الله - –صلى الله عليه وسلم – :- (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت .)) صحيح البخاري / رقم : 6136
    فإذا به يكمل لي الحديث : عن أبي هريرة -رضى الله عنه -قال .......
    قلت : اللهم لا حول ولا قوة إلا بالله ، إذن تحفظ الحديث !
    قال : نعم ، فتنفست بعمق وقلت له : فلماذا لم تعطها اللعبة وهي ضيفتنا ؟
    أليس هذا من إكرام الضيف؟!
    فسكت هنيهة ثم برقت عينيه وقال : لا هي صغيرة !!!
    فقلت له : الضيف يطلق على الكبير والصغير.
    -ألم تأخذ في الدار حديث أنس بن مالك -رضى الله عنه - قال :
    قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم – :-
    (( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ، و يوقر كبيرنا ))
    صححه الألباني بمجموع طرقه في : السلسلة الصحيحة / رقم: 2196؟ أومأ أن بلى .
    فسألته ما معنى يرحم صغيرنا ؟ و أجبت في الحال :
    هي صغيرة ، وأنت كبير يجب أن ترحمها وتعطي لها ما تريد ولا تضربها ..
    ففتح فاه ليقول عضتني ... فأسكته وقلت : وإن عضتك هي صغيرة ؛
    قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – :-
    (ليس منا من ..) أي : ليس مثله ولا مثل أصحابه لأنهم يرحمون الصغير ، ويوقرون الكبير وأنا كبيرة قلت لك :
    كفّ عنها فلم توقرني ولم تستجب لأمري ، ألا تخشى ألا تكون مثل الرسول وأصحابه وأن تحرم صحبتهم في الجنة؟!
    فنكس رأسه وبكى ولم يحر جوابا .
    فختمت الكلام بالدعاء : (( هداك الله ، هداك الله ، هداك الله)).

    ** ومرت الأيام وجاءني بمحفوظات مادة السلوك والآداب ، وكان عليه حفظ ا لآيات من سورة لقمان :-

    { يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ *وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحا * إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَال ٍ فَخُور *واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير}آية : 17-19.
    فكان يرددها صارخا ؛ معللا ذلك أنه يقلد طريقة قراءتها في الدار ، الله المستعان الله المستعان الله المستعان
    لن أعلق على ذلك الموقف وسأترك لخيالكنَّ العنان .

    *** الحق أنني لم أقصص كل المواقف ، ولكني ضربت بعض الأمثال ، لتكون شاهدا لكنَّ عن الحال.
    والحق أن الأطفال ليس بها العيب ، فقد ألفت الكبار يفصلون بين ما يفعلون وما يقولون بله يحفظون
    وبدأت ألحظ ما كنت عنه غافلة ، من أفعالي وأفعال كل غريب ، بله من العاقلة ،
    وأصبحت من تلك المواقف أتحسس ، ووالله ما على خلق الله أتجسس ،فهي لكل ذي مسكة من عقل ظاهرة ؛ شاهدة على غفلتنا السافرة .
    وما -والله- أفتري فهاكن مثلا واحدا على ما أدعي:
    صلى إمام المسجد- حافظ القرآن ذو الصوت الفتّان في مسجد من أكبر مساجد العاصمة في رمضان - صلاة القيام فأطاله حتى أذان الفجر ،ولم يعطِ لأحد من المأمومين خلفه من وقت للسحور ، راغبا بفعله عن سنة الرسول ؛ راغبا في إطالة القيام ، مضيعا لحق كثير من الأنام ، ولعل قاله حال قيامه كان :
    ((وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )) الحشر : آية : 7
    لله الأمر من قبل ومن بعدُ ، إلى الله المشتكى .
    { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون *كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون } سورة الصف / الآية : 2-3

    - سئلت عائشة -رضي الله عنها - عن أخلاق الرسول -عليه الصلاة والسلام - فقالت :
    (( كان خلقه القرآن ))
    صححه الألباني في : صحيح الجامع / رقم: 4811


    ** وفي الأخير عدَّلت من رجائي وألححت على الله بدعائي :
    ((اللهم اجمع القرآن في صدر أولادي ، وارزقهم العمل به آمين ))
    وأولادكن وأولاد المسلمــين أجمعــــــين .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •