- قال تعالى: ({وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }البقرة221
فصل يؤخذ من نهي الله عن نكاح المشركة وإنكاح المؤمنة للمشرك وتعليل الله لذلك أنه ينبغي اختيار الخلطاء والأصحاب الصالحين الذين يدعون إلى الجنة بأقوالهم وأفعالهم، وتجنب ضدهم من الأشرار الذين يدعون إلى النار بحالهم ومقالهم ولو كانوا ذوي جاه وأموال وأبهة، ولو كان الأولون فقراء ولا جاه لهم ولا قدر عند كثير من الناس؛ لأن اختيار السعادة الأبدية أولى بالعاقل من حصول حظ عاجل يعقب أعظم الحسرة وأشد الفوت، فتخير الخلطاء والأصحاب من شيم أولي الألباب.
- {قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّيَ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ }آل عمران41.
في أمر الله تعالى لزكريا بالذكر بالعشي والإبكار بعد البشارة له بيحي عليهما السلام، وفي أمر زكريا لقومه بتسبيح الله بكرة وعشيا، تنبيه على شكر الله تعالى على النعم المتجددة لا سيما النعم التي يترتب عليها خير كثير ومصالح متعددة، وأنه ينبغي للعبد كلما أحدث الله له نعمة أحدث لذلك شكرًا، وأن أفضل أنواع الشكر الإكثار من ذكر الله وتسبيحه وتقديسه والثناء عليه.