تناقل الإخوة كلام العلامة أبي إسحاق الحويني في تضعيف قراءة سورة الكهف يوم الجمعة وأن الصواب قراءتها مطلقاً دون تقييد بيوم ولما كان الإمام الألباني رحمه الله صحح الحديث حار الإخوة بين كلام الشيخين فقمت بسؤال طلاب العلم فأرشدني بعض الإخوة إلى بحث فأحببت نقله ليكون نواة للنظر في كلام الشيخين ومن ثم نخلص إلى قول فصل فيه إن شاء الله فأرجو من فرسان الحديث وعلله المشاركة
حديث أبي سعيد الخدري في فضل سورة الكهف "مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ الْعَتِيق" تفرد به أَبُو هَاشِمٍ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي.
واختلف في إسناده ومتنه عليه
أما إسناده فاختلف في رفعه ووقفه
فرواه نعيم ويزيد بن خالد عن هشيم مرفوعاً
ورواه أبو النعمان وسعيد بن منصور والقاسم بن سلام وأحمد بن خلف وزيد بن سعيد عن هشيم موقوفاً.
ورواه الثوري عن أبي هاشم موقوفاً.
ورواه شعبة عن أبي هاشم فاختلف عليه فيه
فرواه يحيى بن كثير وعبد الصمد وروح بن القاسم عن شعبة عن أبي هاشم مرفوعاً
قلت: لكن رواية روح قال عنها الدارقطني: وهو غريب عن روح بن القاسم تفرد به عيسى بن شعيب. قلت: قال ابن حبان عنه فحش خطأه.
ورواه محمد بن جعفر ومعاذ بن معاذ عن شعبة عن أبي هاشم موقوفاً
ورجح النسائي والدارقطني والبيهقي الوقف وقال ابن الملقن: (( ولك أن تقول: أي دليل على صواب رواية الوقف وخطأ رواية الرفع ، ورواة هذه هم رواة هذه ؟! والحق - إن شاء الله - الذي لا يتضح غيره أن رواية الرفع (صريحة) صحيحة كما قررناه )).
وقال الإمام الألباني: (( ثم هو وإن كان موقوفاً فله حكم المرفوع؛ لأنه مما لا يقال بالرأي كما هو ظاهر )).
وأما متنه
فروي قراءتها
ليلة الجمعة ويوم الجمعة ومطلقاً دون تقييد بيوم
أما ليلة الجمعة فرواه أبو النعمان عن هشيم.
وأما يوم الجمعة فرواه نعيم بن حماد ويزيد بن مخلد والقاسم بن سلام وأحمد بن خلف وسعيد بن منصور وزيد بن سعيد عن هشيم.
ولا شك أن رواية الجماعة هي المحفوظة عن هشم.
وأما الإطلاق
فرواه شعبة والثوري مطلقاً دون تقييد بيوم ولا شك أن روايتهم مقدمة على رواية هشم وحده لكن يعضد رواية هشيم أن للحديث شاهداً من رواية ابن عمر عند ابن مردويه في تفسيره بإسناد قال فيه الحافظ المنذري لا بأس به ولفظه: (( من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء يضيء له يوم القيامة، وغفر له ما بين الجمعتين )).
وله شاهد من حديث عائشة بإسناد ضعيف عند ابن مردويه كما قال ابن عراق في تنزية الشريعة.
وله شاهد عند الضياء في المختارة من حديث علي بن أبي طالب بإسناد ضعيف.
وله شاهد في أمالي الشجري من حديث أبي عتبة عمرو بن سعيد.
وقال السيوطي في الدر المنثور:
وأخرج سعيد بن منصور عن خالد بن معدان قال : من قرأ سورة الكهف في كل يوم جمعة قبل أن يخرج الإمام كانت له كفارة ما بينه وبين الجمعة وبلغ نورها البيت العتيق.
وأخرج ابن الضريس عن أبي المهلب قال : من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة كانت له كفارة إلى الجمعة الأخرى.
الخلاف في إسناده لا يضر لأننا وإن رجحنا الوقف فهو مرفوع حكماًالخلاصة
وأما المتن فالإطلاق لا يعارض التقييد وخصوصاً أن هناك ما يشهد له من حديث ابن عمر وعائشة وعلي ومراسيل التابعين فمجموعها يدل على أن هناك أصلاً في قراءتها يوم الجمعة والله سبحانه وتعالى أعلم
والله سبحانه وتعالى أعلم