تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: لفظة لا تليق ونسب لايشرف...قراءة في كلمة.

  1. Lightbulb لفظة لا تليق ونسب لايشرف...قراءة في كلمة.

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
    سألني صاحب لي من طلاب علم الفقه عن وصف عمل قوم لوط الخبيث الذي ذكره الله جل اسمه في القرآن وكرره لقبحه ورزالته، وألصقه بالنكارة كما في قوله سبحانه: وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ () أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ وغيرها من الآيات الكريمات.
    قال صاحبي: ومع كل ذلك نسميه - كما هو شائع في كتب الفقه وغيرها - [لواط] فننسبه إلى هذا النبي الكريم!!! فما تقول؟؟
    فقلت له: أولًا كان الأحرى أن نسمي هذا الفعل "قواط"، ونسمي فاعله "قوطي" من باب النسب إلى نحت الكلمتين ( قوم لوط) مع حذف كلمة "عمل" على سبيل الاختصار، حتى لا يضطر المتكلم كلما ذكره أن يقول: "يعمل عمل قوم لوط" أو نحوها من العبارات.
    قال صاحبي: وما النحت؟؟..وما علمته في الكلام إنما علمته في الأحجار!!
    قلت له: النحت أن تصيغ من كلمتين فأكثر كلمة واحدة طلبًا للاختصار؛ كما تقول البسملة، تعني: " بسم الله الرحمن الرحيم "، وتقول: الحوقلة، وتعني: " لا حول ولا قوة إلا بالله "، وتقول للمبتلى تصبره: استرجع، تعني قل: " إنا لله وإنا إليه راجعون "...إلخ وهذا استعمال شائع وهو من مكارم لغتنا العربية الشجاعة.
    قال صاحبي: فهمت، فهمت، فلما إذن لم يشتهر هذا اللفظ "قوطي" , ولفظ "قواط" على الألسنة وفي الكتب؟!
    قلت: لأن القاف من الأحرف الثقيلة، فأبدلت بأصل الكلمة على غير بابها.
    قال صاحبي: وما ثقل القاف؟ وما دليل ذلك، ولست أفهم قولك: "أبدلت بأصل الكلمة على غير بابها".
    فقلت له: رويدك أمهلني أشرح، وأفصح، وسأجلي لك غواشيها..بإذن باريها.
    أما ثقل القاف ففي مخرجها، وأنت رجل من أهل القرآن، والمعرفة بالتجويد، ومخارج الحروف، ودليل ثقلها أنها أبدلت في لسان العامة إلى ألف "أ" ، وربما إلى جيم "ج" في لهجة بعض القوم، فيقولون: " ألت " بدل "قلت"، ويقولون: "بأرة" بدل "بقرة"، ومن يبدلها "ج" يقول "بجرة"
    والاستعمال شائع رائج.
    فقاطعني قائلًا: وما علاقة ذلك بما نحن بصدده لو كان ذلك كذلك، لقلنا بدل "قواط"، "أواط".
    قلت صدقت..لكن قد سبق أن قلت لك: أنها أبدلت بأصل الكلمة على غير بابها، وقصدت بذلك: أن كلمتي: "قواط"، و "قوطي"، لما أبدلت القاف فيهما ألفًا لم يبق من جملة " قوم لوط" التي نحتت منها كلمتي: "قواط"، و "قوطي" من أصل كلمة " قوم" شيء إنما بقي بدلها وهو الهمزة، فصح أن تهمل في النحت، ويلغى النحت من أصله، ومن ثم رجعت الكلمة إلى أصلها على خلاف الشائع في هذا الباب، واقتصر في نسب عمل قوم لوط على "لواط" والنسب إليه "لوطي".
    فكأن صاحبي لم يعجبه قولي فقال: بكل حال لفظة لا تليق ونسب لايشرف وأنت وشأنك.
    فوجدت أن قلمي قد مل، وعقلي قد كل، وحلقي قد جف،...وصاحبي لم يتفق له ما اتفق لي من الرضا بما ذكرت فأمسكت عن الكلام....والسلام .

  2. Arrow رد: لفظة لا تليق ونسب لايشرف...قراءة في كلمة.

    أين المشاركات ياكرام بالنقد أو بالإضافة، فإنما يطرح كل منا آراءه، ويسوق بنات أفكاره، ليستفيد ما عتد غيره.
    ومن غير المعقول أن يطالع الموضوع (28) شخصًا بغير كلمة واحدة، مهما كانت.

    من أوسع أودية الباطل: الغلوُّ في الأفاضل
    "التنكيل" (1/ 184)

  3. #3

    افتراضي رد: لفظة لا تليق ونسب لايشرف...قراءة في كلمة.

    تريد تعليقايا أخي الكريم فلك ذلك ، لم يعجبني موضوعك كأني بمتكلف يتكلم في اللغة بما ليس فيها:

    القوْطُ: القطيع من الغنم، والجمع: الأقواط وقال ابن عبادٍ: القواط: الذي يرعى قوطاً من الضان، قال رؤبة: من حارِث أوناعقٍ قوّاطِ .

    فما زعمته لا أصل له لأن الكلمة المذكورة موجودة في اللغة و لا تعني ما قلت و لم يغيرها العرب بما قلت. !!!!

    عباس بن محمد الدوري ، ثنا يزيد بن هارون ، أنبا اليمان بن المغيرة ، عن عطاء بن أبي رباح ، قال : « شهدت ابن الزبير أتي بسبعة أخذوا في لواط : أربعة قد أحصنوا النساء ، وثلاثة لم يحصنوا ، فأمر بالأربعة فأخرجوا من المسجد ، فرضخوا بالحجارة ، وأمر بالثلاثة فضربوا الحدود » ، وابن عمر ، وابن عباس في المسجد.

    فهذه كلمة اللواط مستعملة كما هي و الله أعلم
    طالب الحق يكفيه دليل وصاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل
    الجاهل يتعلم وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل

  4. افتراضي رد: لفظة لا تليق ونسب لايشرف...قراءة في كلمة.

    جزاكم الله خيرًا

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    40

    افتراضي رد: لفظة لا تليق ونسب لايشرف...قراءة في كلمة.

    قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في معجم المناهي اللفظية:
    ( عمل قوم لوطٍ : لوطي . ويراد به النسبة إلى نهيه، لا إلى لوط عليه السلام .
    ومحال أن يخطر ببال أحد خاطر سوء في حق نبي الله لوط - عليه السلام - أو في حق نبي الله يعقوب - عليه السلام - .
    ولهذا فلا تلتفت إلى ما قاله بعض من كتب في : قصص الأنبياء - عليهم السلام - من أهل عصرنا ، فأنكر هذه اللفظة : ((اللواط )) وبنى إنكاره على غلط وقع فيه بيان الحقيقة اللغوية لمعنى (( لاط )) وأن مبناها على (( الإصلاح )) فإن الحال كما تقدم من أن مبناها على: الحب والإلزاق، والإلصاق، وقد يكون هذا إصلاحاً وقد يكون إفساداً، حسب كل فعل وباعثه والله أعلم .
    وبعد تقييد ما تقدم تبين لي بعد استشارة واستخارة ، أن جميع ما قيدته من استدلال استظهرته لا يخلو من حمية للعلماء الذين تتابعوا على ذلك، والحمية لنبي الله لوط - عليه السلام - وهو معصوم ، أولى وأحرى ، والله - سبحانه وتعالى - يقول : {هَلْ جَزَاءُ الْأِحْسَانِ إِلَّا الْأِحْسَانُ} [ الرحمن:60] فكيف ننسب هذه الفعلة الشنعاء : (( الفاحشة )) إلى نبي الله : لوط - عيه السلام - ولو باعتباره ناهياً، ولو كان لا يخطر ببال مسلم أدني إساءة إلى لوط - عليه السلام - ؟
    ولعل من آثار هذه النسبة أنّك لا تجد في الأعلام من اسمه لوط إلا على ندرة . فهذا - مثلاً - (( سير أعلام النبلاء )) ليس فيه من اسمه لوط، سوى واحد: أبو مخنف لوط بن يحيى.
    هذا جميعه أقوله بحثاً، لا قطعاً، فليحرره من كان لديه فضل علم زائد على ما ذكر؛ ليتضح الحق بدليله . والله المستعان.)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •