الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
جاء في كتاب دقائق التفسير جمع الدكتور محمد السيد الجليند ج3 ط مؤسسة علوم القران الطبعة الثانية (لم أجدهم تنازعوا إلا في قوله تعالى يوم يكشف عن ساق فروي عن ابن عباس وطائفة أن المراد به الشدة أن الله يكشف عن الشدة في الآخرة وعن أبي سعيد وطائفة أنهم عدوها في الصفات للحديث الذي رواه أبو سعيد في الصحيين ولا ريب أن ظاهر القرآن يدل على أن هذه من الصفات )اهـ
فالملاحظ سقوط ( لا ) من فهي مثبتة في مجموع الفتاوى والذي حملني على هذا التنبيه أن هذا السقط قد استُغل من قبل أحد الباحثين الأشاعرة لبين تضارب أقوال شيخ الإسلام مع تلميذه ابن القيم رحمهما الله
قال الباحث : (مثال لاختلاف أتباع السلف في إثبات بعض الصفات
قال ابن تيمية في دقائق التفسير وهو يحكي اتفاق السلف : (...لم أجدهم تنازعوا إلا في قوله تعالى يوم يكشف عن ساق فروي عن ابن عباس وطائفة أن المراد به الشدة أن الله يكشف عن الشدة في الآخرة وعن أبي سعيد وطائفة أنهم عدوها في الصفات للحديث الذي رواه أبو سعيد في الصحيين ولا ريب أن ظاهر القرآن يدل على أن هذه من الصفات)
وقال ابن القيم: (من أين في ظاهر القرآن أن لله ساقاً، وليس معك إلا قوله تعالى "يوم يكشف عن ساق" والصحابة متنازعون في تفسير الآية هل المراد الكشف عن الشدة ؟ أو المراد بها أن الرب تعالى يكشف عن ساقه؟ ولا يحفظ عن الصحابة والتابعين نزاع فيما يذكر أنه من الصفات أم لا في غير هذا الموضع. وليس في ظاهر القرآن ما يدل على أن ذلك صفة لله...)
هذا الاختلاف بين ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله تعالى يثير أسئلة
الأول: أن ابن القيم رحمه الله سلم باختلاف الصحابة الكرام في ما يُعد من الصفات فيقال إذن: وهذا دليل على أن المسألة ظنية وأن إنكار فريق لما يعده الآخر من الصفات ليس بدعة ولا مخالفة لمنهج السلف. وأنه إذا وسع الصحابةَ مثلُ هذا الخلاف من غير تبديع ولا تفسيق فلم أنكرتم على من لم يترجح عنده حمل مثل هذا الخبر على أنه من أخبار الصفات؟ )
أقول حتى مع سقوط الحرف فالسياق واضح في أن كلام شيخ الإسلام موافق لكلام ابن القيم وهذا هو النص كاملا
لم أجدهم تنازعوا إلا في قوله تعالى يوم يكشف عن ساق فروي عن ابن عباس وطائفة أن المراد به الشدة أن الله يكشف عن الشدة في الآخرة وعن أبي سعيد وطائفة أنهم عدوها في الصفات للحديث الذي رواه أبو سعيد في الصحيين ولا ريب أن ظاهر القرآن يدل على أن هذه من الصفات فإنه قال ( يوم يكشف عن ساق ) نكرة في سياق الإثبات لم يضفها إلى الله ,ولم يقل عن ساقه ,فمع عدم التعريف بالإضافة لا يظهر أنه من الصفات إلا بدليل آخر ) اهـ
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين