المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سليمان البدراني
قال ابن القيم - رحمه الله - في معرض سياقه لأدلة من يرى السنة الراتبة قبل الجمعة ، قال : " ومنهم من احتج بما رواه ابن ماجه في سننه عن أبي هريرة وجابر قال : جاء سليك الغطفاي ورسول الله
يخطب فقال له : [ أصليت ركعتين قبل أن تجيء ؟ ] قال : لا قال : [ فصل ركعتين وتجوز فيهما ] وإسناده ثقات .
قال أبو البركات ابن تيمية : وقوله : [ قبل أن تجيء ] يدل عن أن هاتين الركعتين سنة الجمعة ، وليستا تحية المسجد . قال : شيخنا حفيده أبو العباس : وهذا غلط والحديث المعروف في الصحيحين عن جابر ، قال : دخل رجل يوم الجمعة ورسول الله
يخطب فقال : [ أصليت ؟ ] قال : لا قال : [ فصل ركعتين ] ، وقال : [ إذا جاء أحدكم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما ] فهذا هو المحفوظ في هذا الحديث ،
وأفراد ابن ماجه في الغالب غير صحيحة هذا معنى كلامه .
وقال شيخنا أبو الحجاج الحافظ المزي : هذا تصحيف من الرواة إنما هو : [ أصليت قبل أن تجلس ؟ ] فغلط فيه الناسخ ، وقال :
وكتاب ابن ماجه إنما تداولته شيوخ لم يعتنوا به بخلاف صحيحي البخاري ومسلم ؛ فإن الحفاظ تداولوهما واعتنوا بضبطهما وتصحيحهما . قال : ولذلك وقع فيه أغلاط وتصحيف . .
زاد المعاد 1/434-435 .
أقول : وإذا كان هذا شأن سنن ابن ماجه فمن باب أولى أن يأخذ هذا الأمر بالحسبان عند النظر في الأجزاء والأمالي ونحوها ، والله أعلم .