تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 30

الموضوع: الكشف عن أوهام المتأخرين في طريقة عزْوِهم إلى تاريخ قزوين !

  1. #1

    افتراضي الكشف عن أوهام المتأخرين في طريقة عزْوِهم إلى تاريخ قزوين !

    قال في ( رحمات الملأ الأعلى بتخريج مسند أبي يعلى ) :
    ( .............................. ..............................
    [تنبيه مهم] قد رأيت الإمام الألباني قد جزم في الضعيفة [9/ 461]، بكون الرافعي قد أخرج هذا الحديث في ( تاريخ قزوين )!
    وظاهر صنيعه يوهم أن الرافعي قد أخرجه بسنده إلى أنس بن مالك به ...! وليس من ذلك شيء !
    وإنما علَّقه أبو القاسم القزويني ! فقال في ترجمة: ( غسان بن علي السيال): ( سمع مع الخليل الحافظ علي بن أحمد بن صالح المقرئ سنة ست وسبعين وثلاثمائة حديثه عن أبي عبد الله محمد ابن مسعود ثنا سهل بن زنجلة ثنا إسحاق بن سليمان سمعت موسى بن عبيدة عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك به ...) وساق الحديث.
    فالجادة أن يُقال: أخرجه غسان بن علي السيال ( فيما سمعه من علي بن أحمد بن صالح المقرئ ) كما في ( تاريخ قزوين ). وهذا الذي فعلناه في تخريجنا للحديث هنا.
    أو يُقال: علَّقه الرافعي في ( تاريخ قزوين ) من طريق فلان به ...
    أو يقال: أخرجه الرافعي في ( تاريخ قزوين ) - مُعَلَّقًا - من طريق فلان به ...
    وهذا الأمر : لم ينتبه له جماعة من كبار المتأخرين في كثير من تخاريجهم ! فتراهم يعزون الحديث إلى الرافعي في ( تاريخ قزوين ) جازمين بكونه قد أخرجه !
    وعند النظر في كلام الرافعي هناك: تراه قد رواه معلَّقا منسوبًا إلى من رواه من الحفاظ والمحدثين ومشيخة النَّقَلَة وحسب ! دون أن يسوق سنده إليهم !
    ولا ريب أن هذا من الأخطاء الدالة على قصور في التثبُّت، وقلةٍ في إمعان النظر وإنعامه !
    وقد وقفتُ على نماذج كثيرة من هذا القبيل وقعتْ لجماعة من كبار المحدثين في الغابر واللاحق ! ولا بأس إن ذكرتُ طرفًا من ذلك هنا فأقول:

  2. #2

    افتراضي رد: الكشف عن أوهام المتأخرين في طريقة عزْوِهم إلى تاريخ قزوين !

    1- قال الحافظ في ترجمة ( مضاء بن الجارود ) من اللسان [8/ 80/طبعة أبي غدة]: ( رأيت له خبرا منكرا أخرجه الإمام الرافعي في تاريخ قزوين في ترجمة المحسن بن الحسين[ كذا ( الحسين!) ! وعند الرافعي: الحسن ] بن هبة الله بن علي بن محمد بن عمر أبو الفتح الراشدي قال حدثنا علي بن أحمد بن صالح قال حدثنا محمد بن مسعود بن الحارث بن حبيب الأسدي قال ثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن قال ثنا مضاء بن الجارود قال ثنا عبد العزيز بن زياد عن أنس رضى الله تعالى عنه رفعه أن يوشع دعا ربه فقال اللهم إني أسألك ... ) وساق الحديث.
    هكذا أطلق القول بأن الرافعي أخرجه ! وإنما علَّقه الرافعي تاريخه [4/64/الطبعة العلمية] فقال في ترجمة ( المحسن بن الحسن الراشدي ) : ( حدَّث عن علي بن أحمد بن صالح ثنا أبو عبد الله محمد بن مسعود بن الحارث بن حبيب الأسدي .....) وساق إسناده إلى أنس به ...
    فالصواب أن يقال: أخرجه أبو الفتح الراشدي ( فيما سمعه من علي بن أحمد بن صالح ) كما في ( تاريخ قزوين ) من طريق علي بن أحمد بن صالح به ...
    أو يقال: أخرجه الرافعي - معلقًا - من طريق أبي الفتح الراشدي به
    أو نحو تلك العبارات الدالة على نسبة الحديث إلى من أخرجه على الجادة والحقيقة.
    ولم أجد الحافظ قد أكثر من تلك الغفلة في كتبه !
    بل وجدته في مواطن أخرى قد فطن لهذا الأمر وقعد له !
    فنقل عنه ابن عِراق في تنزيه الشريعة المرفوعة [2/456]: أنه ( سُئِل هل يأتي الميت ملك اسمه رومان؟ فأجاب: بأنه ورد بسند فيه لين، وذكره الرافعي في تاريخ قزوين عن الطوالات لأبي الحسن القطان بسنده برجال موثقين إلى ضمرة بن حبيب قال: فتان القبر أربعة منكر ونكير وناكور وسيدهم رومان ...).
    فانظر إلى قوله : ( ذكره الرافعي في تاريخ قزوين ...) ولم يقل أخرجه الرافعي!
    والأثر كذلك في تاريخ قزوين [3/346] في ترجمة ( علي بن الحسن بن شمة) وفيها قال الرافعي: ( سمع أبا طلحة الخطيب في الطوالات لأبي الحسن بسماعه منه ...).
    والأولى عندي أن يُقال: أخرجه أبو الحسن القطان في ( الطوالات ) كما في ( تاريخ قزوين).
    وقال الحافظ أيضًا في اللسان [1/536] في ترجمة ( أحمد بن عصمة النيسابوري ) بعد أن ساق له حديثًا موضوعًا ! قال: ( وهذا الحديث أورده الرافعي في تاريخ قزوين من رواية محمد بن مهران ثنا محمد بن عمر بن زنبور ثنا محمد بن السري بن عثمان ثنا أحمد بن عصمة ...).
    وهذا الخبر قد ذكره الرافعي في تاريخه [2/94] في ترجمة ( محمد بن مهران بن أحمد أبي عبد الله ) فقال: ( رأيت بخط هبة الله ثنا الشيخ الجليل شيخ الإسلام أبو عبد الله محمد بن مهران بن أحمد بقزوين في جامعها العتيق في صفر سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة ثنا ابن زنبور ثنا محمد بن السري بن عثمان ثنا أحمد بن عصمة بن نوح ...).
    وهذا وجادة كما ترى ! ولأجل ذلك لم يقل الحافظ : ( أخرجه الرافعي ! ) وإنما عدل عن ذلك إلى قوله: ( ذكره الرافعي ).
    وقال الحافظ أيضًا في ترجمة ( الفضل بن غانم الخزاعي ) من اللسان [6/347-348] بعد أن ساق له حديثًا من رواية إبراهيم بن محمد المخرمي عنه، قال: (أورده الامام الرافعي في تاريخ قزوين في ترجمة أبي الفتح الراشدي من روايته عن محمد بن أيوب عن المخرمى ....).
    وهو كما قال، فالخبر قد علقه الرافعي في تاريخه [4/65] عن أبي الفتح الراشدي بإسناده به ...
    فتأمَّل يقظة الحافظ هذه المرة وهو يعزو إلى ( تاريخ قزوين ) ؟!

  3. #3

    افتراضي رد: الكشف عن أوهام المتأخرين في طريقة عزْوِهم إلى تاريخ قزوين !

    2- وكذلك الحافظ السيوطي ! قد أكثر في جملة تصانيفه من العزو إلى الرافعي فيما يكون عنده معلَّقًا غير موصول !
    وتجد ذلك بكثرة في كتابه الكبير ( جمع الجوامع / أو الجامع الكبير )، وكذا فيما ينقله عنه المتقي الهندي في ( كنز العمال ) ! وكذا في ( الجامع الصغير ).
    ويكفي هنا أن نذكر مثالا فردًا من هذا القبيل فنقول:
    أورد السوطي في الجامع الصغير [1/رقم/419 / مع فيض القدير ] حديث ابن عباس مرفوعًا : ( إذا أردت أن تذكر عيوب غيرك فاذكر عيوب نفسك) ثم عزاه إلى الرافعي في ( تاريخه ) !
    وهذا الحديث قد أورده الرافعي في ترجمة ( سعد الله بن عبد الرشيد بن أبي عنان الطاؤسي ) من تاريخه [3/38-39/الطبعة العلمية] فقال: ( سمع - يعني سعد الله هذا - صحيح مسلم من أبي القاسم عبد الله بن حيدر، وكذلك الأربعين لإمام الحرمين الجويني بسماعه من الفراوي عن الإمام فيما سمعه من عبيد الله بن حيدر بن أبي القاسم بهمدان حديثه عن سهل بن إبراهيم المسجدي ثنا أبو سعيد الخشاب ثنا أبو بكر الجوزقي ثنا ثنا أبو العباس الدغولي ثنا إبراهيم بن إسحاق الزهري ثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن يحيى بن مجاهد[كذا في الأصل ! والصواب: عن أبي يحيى عن مجاهد ] عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك فاذكر نفسك ).
    فهذا كما ترى مُعلَّقًا ! لم يذكر الرافعي سنده إلى هذا السعد !
    وإنما صواب العزو أن يُقال: أخرجه إمام الحرمين في ( الأربعين ) كما في ( تاريخ قزوين ).
    أو يقال: أخرجه الرافعي - مُعلقًا - من طريق سعد الله - أو إمام الحرمين به ...
    ولم يفطن الإمام الألباني إلى هذا كله !
    فقال عن هذا الحديث في الضعيفة [رقم / 6975 ] : ( أخرجه الرافعي في تاريخ قزوين ( 3/ 29 ) من طريق عبيد الله ابن موسى عن إسرائيل عن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعاً ... ) !
    كذا قال ! وقد عرفتَ ما فيه؟!
    3- وكذلك العالم المحدث محمد بن يوسف الشامي صاحب ( السيرة الشامية الكبرى ) المعروفة باسم: ( سبل الهدى والرشاد، في سيرة خير العباد، وذكر فضائله وأعلام نبوته وأفعاله وأحواله في المبدأ والمعاد ).
    فله في هذا الكتاب جملة من الأوهام في هذا الصدد ! حيث كان يعزو للرافعي ما يكون عنده مُعلَّقًا ! أو منسوبًا إلى من أخرجه من الحفاظ والمحدثين !
    وأكتفي هنا بأنموذج واحد فأقول:
    قال الشامي في ( سيرته الكبرى ) [10/75/الطبعة العلمية] : ( روى الخليل بن عبد الجبار في فضائل قزوين، والرافعي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل الثغور أرض ستفتح يقال لها: قزوين، من بات بها ليلة احتسابا مات شهيدا، وبعث مع الصديقين في زمرة النبيين حتى يدخل الجنة).
    وهذا الحديث: علَّقه الرافعي في تاريخه [1/20] فقال: ( روى الخليل بن عبد الجبار - وقد أجاز لمن أجاز عن أميركا بن زيتارة - ثنا سليمان بن يزيد ثنا أبو الحسين أحمد بن محمد ثنا محمد بن هبيرة الغاضري ثنا سلم بن قادم ثنا سليمان بن عوف النخعي ثنا عثمان بن الأسود عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة به ... ).
    فالصواب أن يقال: أخرجه الخليل بن عبد الجبار في ( فضائل قزوين ) كما في ( تاريخ الرافعي ) من طريق سليمان بن يزيد به ...

  4. #4

    افتراضي رد: الكشف عن أوهام المتأخرين في طريقة عزْوِهم إلى تاريخ قزوين !

    4- وكذا للمُناوي أوهام من هذا القبيل في كتابه ( فيض القدير ) !
    منها : قوله في تخريج حديث ابن عمر مرفوعًا : ( أتاني جبرئيل عليه السلام فقال يا محمد كن عَجَّاجًا ... ) من الفيض [3/337] فقال بعد أن حكى عزْو السيوطي للحديث إلى القاضي عبد الجبار في ( أماليه الحديثية) : ( وكذا رواه عنه الإمام الرافعي في تاريخ قزوين بإسناده! ).
    كذا قال ! ولم يفعل شيئًا ! وإنما علقه الرافعي في تاريخه [3/337] فقال في ترجمة (علي بن أحمد الجصاصي) : ( سمع القاضي عبد الجبار بن أحمد مجالس من أماليه فيها ثنا القاسم بن علي المالكي .....) وساق إسناد القاضي.
    فالصواب أن يُقال: أخرجه القاضي عبد الجبار بن أحمد في ( أماليه ) كما في ( تاريخ قزوين ). فانتبه لهذه الأوهام يا رعاك الله.
    5- وكذا أكثر الإمام الألباني من تلك الغفلة في ( كتبه ) كإكثار السيوطي منها !
    وقد مضى مثالان من كلامه في هذا الصدد !
    وهناك المزيد غيرهما في السلسلتين ( الصحيحة / والضعيفة ) ! وليس لي حاجة في حَشْدِ تلك الأوهام في هذا المقام !
    نعم: رأيتُ الإمام ربما انتبه لهذا الأمر أخيرًا في مواطن معدودة من ( السلسلة الضعيفة).
    فكان يقول: ( أخرجه الرافعي في "تاريخه" (2/ 47) معلقاً ....) هكذا كان يتيقظ في عزْوه ، ويتبصَّره في أمره. روَّح الله روحه، وأضاء قبره وضريحه.
    6- وكذا وجدتُ تلك الغفلة في مواضع من تخاريج محدِّث الديار المصرية في هذا الزمان: الشيخ الفاضل النبيل أبي إسحاق الحويني - شفاه الله وعافاه.
    فمن ذلك : قوله في تخريج حديث ابن عباس مرفوعاً : ( من ترك الصف الأول مخافة أن يؤذي أحدا ، أضعف الله له أجر الصف الأول ) من كتابه ( تنبيه الهاجد ) [1/رقم/270 ] : ( أخرجه ابن عدى فى " الكامل (7/2507) ، وابن حبان فى المجروحين (3 / 48 - 49 ) ، و الرافعى فى أخبار قزوين ( 2 / 20 ) ....) !
    وليس هذا منه بجيد ! لأن الحديث عند الرافعي معلَّقٌ غير موصول !
    فقد أورده أبو القاسم القزويني في ترجمة ( محمد بن محمود الشيباني الفقيه ) من تاريخه فقال : ( سمع - يعني الشيباني - الأستاذَ الشافعيَّ ابنَ أبي سليمان المقرىء بقزوين سنة سبع وخمسمائة، ومما سمع: ما رواه الأستاذ عن أبي بدر محمد بن علي النهاوندي ....) ثم ساق إسناد الأستاذ المقرئ إلى ابن عباس به ...
    فالجادة أن يقال: أخرجه محمد بن محمود الشيباني الفقيه ( فيما سمعه من الأستاذ ابن أبي سليمان المقرئ) كما في ( تاريخ قزوين ).
    أو يقال: أخرجه الرافعي في ( تاريخه ) معلقًا - من طريق محمد بن محمود الشيباني الفقيه به ....
    أو يُقال غير ذلك مما استدركناه في كتابنا ( إيقاظ العابد بما وقع من الوَهَم في تنبيه الهاجد).
    ومن ذلك: قول المحدث الحويني أيضًا في تخريجه لحديث سعد بن أبي وقاص مرفوعًا : ( ليس منا من لم يَتَغَنَّ بالقرآن ) من تعليقه على ( فضائل القرآن الكريم / لابن كثير / طبعة مكتبة ابن تيمية ) [ص/187-188]: ( فأما رواية الليث فأخرجها: أبو داود ......... والرافعي في أخبار قزوين [2/ 268] ....) !!
    كذا جزم وقال ! وليس الأمر بالذي قال ! ورواية الليث إنما أخرجها الرافعي في ( تاريخه ) معلقة غير موصولة !
    فإنه أورد الحديث في ترجمة ( أحمد بن الهيثم بن حماد أبي الحسين اليماني) فقال: ( قال الخليل الحافظ: وحدثنا عنه - يعني أحمد بن الهيثم - ابنُ صالح ومحمد بن إسحاق ومحمد بن سليمان، ويقال: إنه كان من الأبدال، ومما رواه: ثنا محمد بن إسحاق الصاغاني أنبأ هاشم بن القاسم ثنا الليث بن سعد ....) وساق إسناد الليث إلى سعد بن أبي وقاص به ...
    فالصواب أن يُقال: أخرجه أحمد بن الهيثم اليماني ( فيما سمعه من محمد بن إسحاق الصاغاني ) كما في ( تاريخ قزوين ).
    أو يُقال: أخرجه الرافعي في ( تاريخه ) -مُعلَّقًا - من طريق أحمد بن الهيثم اليماني بإسناده به ...

  5. #5

    افتراضي رد: الكشف عن أوهام المتأخرين في طريقة عزْوِهم إلى تاريخ قزوين !

    7- وقد وقعت تلك الغفلة في تخاريج جماعات كثيرة من أصحابنا وأقراننا ومشايخ أهل الحديث في هذا الزمان، بحيث لو أردتُ استيعاب ذلك لهم لَفَنِيَ من كثرته القِرطاس، وذهبتْ في تسطير حروفه الأنفاس !
    ولقد أعْملتُ فِكْري ونظرتُ: فإذا الغفلة قد أدركتْ هؤلاء من جرَّاء عدة أمور ؟! منها :
    1- أن ( تاريخ قزوين ) مكتظٌّ بـ ( حدثنا ) و ( أخبرنا ) و ( أنبأنا )، مع إيراد الرافعي لكثير من الأحاديث والآثار بأسانيده المحضة، لا سيما في أوائل
    ( التاريخ ). فكأنَّ ذلك كان داعيًا لاعتقاد كون الرافعي هو المتفرد بإخراج أخبار ( تاريخه ) بأسانيده دون سواه!
    2- ومنها: أن عبارة الرافعي في تعليقه للحديث لم تكن بالواضحة في مواطن كثيرة ! فربما استشكلها بعضهم ولم يفطن لها !
    3- ومنها: اعتماد المتأخر على تصرُّف المتقدم في العزو دون التبصر في معاينة الأصول المَعْزُوِّ إليها ! وهذه آفة من الآفات ! وغفلة داحضة من جملة الغفلات!
    فكأنَّ المتأخِّر لمَّا رأى في تخاريج المتقدِّم - كالسيوطي وغيره - عَزْوَ الأحاديث إلى ( تاريخ قزوين ) دون تفصيل ! ظن أن كل حديث في هذا ( التاريخ ) لا بد وأن صاحبه قد رواه بسنده الموصول، فأغلق على نفسه بهذا الظنِّ سُبلَ الكشف عن حقائق الأمور بمعاينة الأصول ! فوقع فيما وقع ! حيث عن التحرِّي تمنَّع أو امتنع !
    وقد كان جماعة ممن عثر بهم جَوَادُهم في هذا المقام، قد فطنوا لهذا الأمر، وصاروا يتيقَّظون له في تخاريجهم الحديثية، كما مضى عن الحافظ والإمام الألباني.
    وقد رأيتُ الشيخ العلامة المحدث الناقد محمد عمرو عبد اللطيف - يرحمه الله - في كتابه ( أحاديث ومرويات في الميزان ) [ص/20] قد عزا حديثًا إلى الرافعي في «تاريخه»! ولم يُنَبِّه على كونه عنده معلَّقًا ! لكنه استدرك ذلك بالهامش قائلا : (في ترجمة ( سنقر بن عبد الله الأرمني ) - يعني أخرجه الرافعي في ترجمة سنقر هذا - وقال - يعني الرافعي - : « سمع أبا الحسن سعد الله بن محمد بن علي بن طاهر الدقاق ببغداد ... » فذكره إسناده ، فلم يتبين لي اتصاله ! ....).
    فانظر: إلى يقظة هذا الرجل الذي ما رأيتُ في مجموعه مثله ممن أدركتُ من مشيخة المحدثين بالديار المصرية ! سقى الله قبره بماء غيثه الصيِّب، وضوَّع جَدَثه بريحان كَرَمه الطَّيِّب.
    ومما يجدر لفْتُ الأنظار إليه: أن الطبعة المتداولة الآن بين المشايخ والعلماء من ( تاريخ قزوين / الطبعة العلمية ) هي في غاية السوء وعدم الضبط ! ففيها من التحريف والتصحيف والسقط ما يحار له عقل اللبيب !
    وقد كنتُ وجدتُ الإمام الألباني قد وصف تلك الطبعة في السلسلة الضعيفة [14/1075] : بقوله ( وهو - يعني تاريخ قزوين - من أسوأ المطبوعات وأكثرها تحريفاً وتصحيفاً ؛ لأن القائم على [ طبعها ] رجل شيعي رافضي جاهل. والله المستعان. ) وهو يعني بهذا الشيعي المحترق: عزيز الله العطاردي !
    ولله أموال أنفقها طلبة العلم والعلماء في تحصيل تلك الطبعة !
    والحقيقة: أن هذا التاريخ من عجائب التواريخ وأنفسها ! ففيه من نوادر الأسانيد وغرائبها ما لا تراه إلا فيه ! وكثير من الباحثين في غفلة سادرة عن الاستفادة منه ! فضلا عن العزو إليه !
    ولعل الله يُهيَّئ له من يُشيد أركانه ويُقيم مبانيه، ويسعى جاهدًا على أن يبعث مواتَ الحياة فيه !
    فإنه بكل جميل .. وهو حسبنا ونعم الوكيل ).

    انتهى بحروفه : من ( رحمات الملأ الأعلى بتخريج مسند أبي يعلى ) [ ذيل الحديث / رقم/4110].
    وكتبه: أبو المظفر السناري .. ذلك العاثر الأثيم !

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: الكشف عن أوهام المتأخرين في طريقة عزْوِهم إلى تاريخ قزوين !

    وعدت وأوفيت يا (أبا المظفر).. أنالك الله سعادة الدارين آمين
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,092

    افتراضي رد: الكشف عن أوهام المتأخرين في طريقة عزْوِهم إلى تاريخ قزوين !

    وفقك الله.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو المظَفَّر السِّنَّاري مشاهدة المشاركة
    فالجادة أن يُقال: أخرجه غسان بن علي السيال ( فيما سمعه من علي بن أحمد بن صالح المقرئ ) كما في ( تاريخ قزوين ).
    كيف جزمت أن غسان بن علي "أخرجه"؟
    أم مصطلح (أخرجه) ليس مقصورًا على أن يكتبَه الرجل في مصنَّفٍ ما، ويسندَه فيه؟
    وقل مثل هذا في عددٍ من النماذج التي أوردتَها.

  8. #8

    افتراضي رد: الكشف عن أوهام المتأخرين في طريقة عزْوِهم إلى تاريخ قزوين !

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي مشاهدة المشاركة
    وعدت وأوفيت يا (أبا المظفر).. أنالك الله سعادة الدارين آمين
    جزاك الله خيرًا يا شيخ خالد.

  9. #9

    افتراضي رد: الكشف عن أوهام المتأخرين في طريقة عزْوِهم إلى تاريخ قزوين !

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله مشاهدة المشاركة
    كيف جزمت أن غسان بن علي "أخرجه"؟
    أم مصطلح (أخرجه) ليس مقصورًا على أن يكتبَه الرجل في مصنَّفٍ ما، ويسندَه فيه؟
    .
    ومن أين لك أن عبد الكريم القزويني لم ينقل هذا الحديث من جُزء أو كتاب حديثي رآه لغسان السيال؟!
    والعبد الفقير لم يقل بأنه يجب على الباحث أن يتبع لفظي في حكاية العزو هذه !
    بل إنني قلتُ عقب كلامي الذي نقلتَه أنت عني :
    أو يُقال: علَّقه الرافعي في ( تاريخ قزوين ) من طريق فلان به ...
    أو يقال: أخرجه الرافعي في ( تاريخ قزوين ) - مُعَلَّقًا - من طريق فلان به ...
    فما الذي دعاك إلى التعلُّق باللفظ الأول دون ما بعده يا رعاك الله ؟!
    لا سيما وأنت تراني أُخُيِّر الباحث في أيِّ العبارات شاء ؟!
    ودعك من هذا كله ! فهل اكتحلتْ عيناك بمثل ما أبصرتْه من هذا التنبيه الشريف ولو مرة في لحظات العمر ؟!
    أقول هذا : لأن أخاك بحاجة من مزيد دعائك بأن يُفرِّج الله عنه ما هو فيه؟!

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,092

    افتراضي رد: الكشف عن أوهام المتأخرين في طريقة عزْوِهم إلى تاريخ قزوين !

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو المظَفَّر السِّنَّاري مشاهدة المشاركة
    ومن أين لك أن عبد الكريم القزويني لم ينقل هذا الحديث من جُزء أو كتاب حديثي رآه لغسان السيال؟!
    لم أزعم عدم ذلك، وليس بلازم من كلامي.
    كما أن هذا لا يكفي في أن يعبِّر الباحث بلفظ: "أخرجه غسان...".
    وربما نقله الرافعي مِن تآليف مَنْ دون غسان، وربما نقله من غير ذلك، فالأمر محتمل.
    وإنما نبَّهتُ على اللفظ الأول لأنك أوردتَه خيارًا مُساويَهُ بغيره من الخيارات، بل قدَّمتَه عليها في غير موضع.
    وفقك الله.

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    61

    افتراضي رد: الكشف عن أوهام المتأخرين في طريقة عزْوِهم إلى تاريخ قزوين !

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو المظَفَّر السِّنَّاري مشاهدة المشاركة
    ولا ريب أن هذا من الأخطاء الدالة على قصور في التثبُّت، وقلةٍ في إمعان النظر وإنعامه !
    على رِسلك؛ فالأمر أهون مما تراه!!
    وفقك الله.

  12. #12

    افتراضي رد: الكشف عن أوهام المتأخرين في طريقة عزْوِهم إلى تاريخ قزوين !

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فواز الحر مشاهدة المشاركة
    على رِسلك؛ فالأمر أهون مما تراه!!
    وفقك الله.
    لو أن رجلا جعل يكثر من عزو الأحاديث إلى البخاري أو أبي داود أو غيرهما من أصحاب السنن والمسانيد، دون التنبيه إلى كون هذه الأحاديث معلقة عند من عزاها إليه !
    ألا يكون هذا الرجل ملومًا عندك أيها الفائز الحر؟!
    وكيف لا يُعدٌّ هذا الصنيع قصورًا في التثبُّت ، وعجلةً في الأمر ؟!

  13. #13

    افتراضي رد: الكشف عن أوهام المتأخرين في طريقة عزْوِهم إلى تاريخ قزوين !

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله مشاهدة المشاركة
    لم أزعم عدم ذلك، وليس بلازم من كلامي.
    كما أن هذا لا يكفي في أن يعبِّر الباحث بلفظ: "أخرجه غسان...".
    وربما نقله الرافعي مِن تآليف مَنْ دون غسان، وربما نقله من غير ذلك، فالأمر محتمل.
    وإنما نبَّهتُ على اللفظ الأول لأنك أوردتَه خيارًا مُساويَهُ بغيره من الخيارات، بل قدَّمتَه عليها في غير موضع.
    وفقك الله.
    الأمر كله يدور في دائرة الاحتمال يا أبا عبد الله.

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    7,909

    افتراضي رد: الكشف عن أوهام المتأخرين في طريقة عزْوِهم إلى تاريخ قزوين !

    جزاك الله خيرًا أبا المظفر.
    ومن الكتب التي وقع فيها هذا الأمر لكثير من المشايخ وطلبة العلم كتاب "التاريخ الكبير" لأبي عبد الله البخاري، وهو أولى بالتنبيه عليه من "تاريخ قازوين" لتقدمه وشهرته وعلو كعب مصنفه في الصناعة.
    وأما بخصوص "تاريخ قزوين" فقد تنبه لهذا الأمر فضيلة شيخنا الشيخ سعد الحميد، حفظه الله وبعض طلبة العلم ممن كان يعمل معه في تخريج أحاديث العلل لابن أبي حاتم وأحسب أنه قد تنبه له كثير من أهل العلم وطلبته، لكن لم يكن الأمر يستحق تسويد كل هذه الصفحات إذ في النادر ما ينفرد القزويني بهذه الروايات، فيكون ذكره من باب الاستئناس وحينها ليس هناك كبير فرق بين وصله وتعليقه، وكذلك في حالة التفرد أيضًا، فإن الإسناد الذي لا يعرف في الكتب ولا يروى حتى يأتي به القزويني لا يخرج عن كونه من مناكير الروايات.
    ولي تعليق مختصر بخصوص تعقب الأخ محمد بن عبد الله لأبي المظفر وهو محق - من وجهة نظري - فيما تعقبه به.
    لأن الشيخ سعيد السناري مفهوم من كلامه أن هذا الصنيع جائز في العزو من ناحية المصطلح وهذا غير معروف ولم أجد من سبق أبا المظفر إليه مع قلة بضاعتي التي يعرفها هو في هذا العلم ، فلو اتحافنا الشيخ سعيد السناري بذكر علم واحد من أهل هذه الصناعة مشى أبو المظفر في العزو على طريقته أو سلك سبيله في هذا الأمر، تتميمًا للفائدة التي ابتدأها ، أكن له من الشاكرين.
    وعلى كل حال شكر الله جهدك وجعل ما كتبت يمينك في ميزان حسناتك يوم تلقاه.
    قال أبو عبدِ الله ابنِ الأعرابي:
    لنا جلـساء مـا نــمَلُّ حـدِيثَهم *** ألِبَّاء مأمونون غيبًا ومشهدا
    يُفيدوننا مِن عِلمهم علمَ ما مضى *** وعقلًا وتأديبًا ورأيا مُسدَّدا
    بلا فتنةٍ تُخْشَى ولا سـوء عِشرَةٍ *** ولا نَتَّقي منهم لسانًا ولا يدا
    فإن قُلْتَ أمـواتٌ فلـستَ بكاذبٍ *** وإن قُلْتَ أحياءٌ فلستَ مُفَنّدا


  15. #15

    افتراضي رد: الكشف عن أوهام المتأخرين في طريقة عزْوِهم إلى تاريخ قزوين !

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي أحمد عبد الباقي مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرًا أبا المظفر.

    وجزاك يا أبا الحسام.
    أخيرًا تكرَّمتَ بالنظر في آخر ما سطره يراع أخيك !

    ومن الكتب التي وقع فيها هذا الأمر لكثير من المشايخ وطلبة العلم كتاب "التاريخ الكبير" لأبي عبد الله البخاري، وهو أولى بالتنبيه عليه من "تاريخ قازوين" لتقدمه وشهرته وعلو كعب مصنفه في الصناعة.

    هو كما تقول؛ لولا أن البخاري كثيرا ما يقول ( قال عمرو بن علي ) و ( وقال موسى بن إسماعيل ) و( وقال علي بن عبد الله ) و ( قال إبراهيم بن المنذر ) ...... إلخ. ثم يسوق أسانيدهم. وهذا كله في حكم الموصول.
    فكل هؤلاء من مشايخه الذين سمع منهم وروى عنهم، فقوله عن بعضهم : ( قال فلان ) بمنزلة ( حدثنا فلان ) والبخاري من أبعد خلق الله عن التدليس ! خلافًا لابن إسحاق الأصبهاني الحافظ؟!
    وهذا الأسلوب لا تكاد تجده للرافعي عن شيوخه في ( تاريخ قزوين ) إلا في مواطن قليلة وحسب .
    وأيضًا : فإن كثيرًا ممن يُخطأ في عزو المعلَّق عند البخاري على كونه موصولا؛ تجده قد انتبه في مكان آخر وجعل يتيقظ ويقول : ( أخرجه البخاري تعليقًا )
    في حين أنك ترى نفس هؤلاء المخطئين : قلَّ منهم من يتفطن لهذا الأمر وهو يعزو إلى ( تاريخ قزوين ) ! لا سيما أقراننا وأصحابنا وجملة من الباحثين على تلك الشبكة العريضة !
    فإنك تجد أحدهم يمشي على وتيرة واحدة وهو يدندن : ( أخرجه الرافعي في تاريخه ) ! مع كون الحديث عند أبي القاسم معلَّقًا غير موصول !
    وهذان الأمران : هما اللذان حدا بي إلى إفراد هذا الموضوع فيما يتعلق بـ ( تاريخ قزوين ) وحده !

    وأما بخصوص "تاريخ قزوين" فقد تنبه لهذا الأمر فضيلة شيخنا الشيخ سعد الحميد، حفظه الله وبعض طلبة العلم ممن كان يعمل معه في تخريج أحاديث العلل لابن أبي حاتم
    بالمناسبة ومن باب الإفادة والمذاكرة : لعلك تذكر لي ولو مثالا واحدًا في طريقة عزو بعض طلبة العلم هؤلاء ممن عملوا في ( علل عبد الرحمن الرازي ) - وأنت منهم طبعًا - إلى الرافعي في ( تاريخه ) ؟!
    فلعلي أستفيد منكم أمرًا في تلك البابة؛ فأحمده لكم يا أهل الخير.

    وأحسب أنه قد تنبه له كثير من أهل العلم وطلبته
    نعم هذا صحيح ! لكن الذين لم ينتبهوا لهذا الأمر من أهل العلم أكثر وأزيد وأعمُّ !
    ومعذرة فهذا رأيي المتواضع ! ولست أقوله اعتباطًا إن شاء الله، ودونك تخاريج النابهين من أهل العلم خارج تلك الشبكة وداخلها، فانظر فيها بإنصاف ثم أخبرني بماذا خرجتَ ؟!

    لكن لم يكن الأمر يستحق تسويد كل هذه الصفحات

    سبق السيف عذْلَ العاذلين يا أخي ! ولولا تلك الصفحات ما كنتَ لتقولَ لي:
    شكر الله جهدك وجعل ما كتبت يمينك في ميزان حسناتك يوم تلقاه

    أما قولك:
    إذ في النادر ما ينفرد القزويني بهذه الروايات، فيكون ذكره من باب الاستئناس وحينها ليس هناك كبير فرق بين وصله وتعليقه، وكذلك في حالة التفرد أيضًا، فإن الإسناد الذي لا يعرف في الكتب ولا يروى حتى يأتي به القزويني لا يخرج عن كونه من مناكير الروايات
    .

    فأقول: سواء كان العزو من باب الاستئناس أو غيره : فإن هذا لا يدرء تبعة اللوم عن صاحبه ! لأن اليقظة في مثل تلك الأحوال مطلوبة مرغوبة.
    وهل لو كان هذا المستأنِسُ يكثر من عزْو المعلقات على أنها موصولة إلى بعض أصحاب الكتب الستة أو المسانيد بدعوى ( الاستئناس ) هذه ! هل ستكون حروف كلامك هي نفسها التي أبصرتُها هنا !؟

    ولي تعليق مختصر بخصوص تعقب الأخ محمد بن عبد الله لأبي المظفر وهو محق - من وجهة نظري - فيما تعقبه به.
    أخشى أن يكون هذا الانتصار لكونك تشارك أخانا محمدًا في مهنة ( الإشراف ) ؟! ( ابتسامة ) و ( مداعبة صادقة ).

    لأن الشيخ سعيد السناري مفهوم من كلامه أن هذا الصنيع جائز في العزو من ناحية المصطلح وهذا غير معروف ولم أجد من سبق أبا المظفر إليه مع قلة بضاعتي التي يعرفها هو في هذا العلم ، فلو اتحافنا الشيخ سعيد السناري بذكر علم واحد من أهل هذه الصناعة مشى أبو المظفر في العزو على طريقته أو سلك سبيله في هذا الأمر، تتميمًا للفائدة التي ابتدأها ، أكن له من الشاكرين.
    أولا: لستُ من المشيخة ولا هي مني في شيء ! وسواء كان وصفك لي حقا أم مداعبة أو غير ذلك ؟!
    ثانيًا: ماذا تقصد بهذا الصنيع غير المعروف ! والذي أبو المظفر غير مسبوق به من أحد ؟!
    كأنك تعني ما أخذه علينا أخونا محمدٌ من قولنا ( أخرجه فلان في ..... كما في تاريخ قزوين ) !
    ألا فلتعلم: أن مطلق الإنكار على العبد الفقير في هذا الأمر غير محمود لأمرين :
    أولهما : أن هذا العزو كثيرًا ما يكون صحيحًا مستقيمًا لا أظن أحدًا من العارفين ينتهض للاعتراض عليه !
    وذلك: عندما يُعلَّق الرافعي الحديث منسوبًا إلى ذلك الكتاب أو الجزء الذي أخرجه صاحبه فيه.
    مثال ذلك : قوله في ترجمة (علي بن أحمد الجصاصي) : ( سمع القاضي عبد الجبار بن أحمد مجالس من أماليه فيها ثنا القاسم بن علي المالكي .....) وساق إسناد القاضي.
    فهنا يكون قولنا في العزو إليه: أخرجه القاضي عبد الجبار بن أحمد في ( مجالس من أماليه ) كما في ( تاريخ قزوين ). صحيحًا ليس فيه خدشة !
    وهناك أمثلة أخرى على هذا النوع: مضى جملة منها في تنبيهنا الطويل !
    وثانيهما : أنني اجتهدت في إخراج طريقة للعزو إلى الرافعي فيما علقه إلى غير كتاب أو جزء ! كقوله في ترجمة: ( غسان بن علي السيال): ( سمع مع الخليل الحافظ علي بن أحمد بن صالح المقرئ سنة ست وسبعين وثلاثمائة حديثه عن أبي عبد الله محمد ابن مسعود ثنا سهل بن زنجلة ثنا إسحاق بن سليمان سمعت موسى بن عبيدة عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك به ...) وساق الحديث.
    فهنا يجيئ الاحتمال بكون الرافعي ربما وقف لهذا الغَسَّان على بعض تواليفه، أو أوراق فيها حديثه عن علي بن أحمد بن صالح المقرئ !

    فلذلك استجزنا أن نقول : ( أخرجه غسان بن علي السيال " فيما سمعه من علي بن أحمد بن صالح المقرئ " كما في تاريخ قزوين ).
    فهنا نهض إلينا أخونا محمد معترضًا وقال:
    كما أن هذا لا يكفي في أن يعبِّر الباحث بلفظ: "أخرجه غسان...".
    وربما نقله الرافعي مِن تآليف مَنْ دون غسان، وربما نقله من غير ذلك، فالأمر محتمل
    فأقول له: إذا كان الأمر محتملا فلماذا التعقب ؟! لا سيما وأنا أعترف أنني أقول ذلك من باب الاحتمال الراجح عندي ! فذلك جزمت به مع التنبيه إلى جواز الاعتياض عن هذه الطريقة إلى الطرق الأخرى في العزو مثل قولنا :
    علَّقه الرافعي في ( تاريخ قزوين ) من طريق فلان به ...
    أو: أخرجه الرافعي في ( تاريخ قزوين ) - مُعَلَّقًا - من طريق فلان به ...
    فالأمر واسع يا عباد الله. ولكل وجهة هو مولِّيها .
    فكون أبي المظفر غير مسبوق في هذا الصدد : ليس له معنى في هذا المقام، لأنني لا أُلزم أحدًا باتباع حروف كلماتي ! ولا زعمتُ أنها الصواب دون ما كان غيرها مما هو نحوها أو في نفس معناها !
    مع اعترافي بأن هذا الأمر : قائم على الظن الراجح فيما أنا بسبيله.
    وشكر الله لك يا أبا الحسام ... والسلام.

  16. #16

    افتراضي رد: الكشف عن أوهام المتأخرين في طريقة عزْوِهم إلى تاريخ قزوين !

    ولو لم يكن لنا من هذا التنبيه كله سوى قول بعض الإخوان لنا في مكان آخر لـَّما طالع هذا التنبيه:

    جزاكم الله خيراً ..
    وقد كنت أخرج حديثاً فوجدته عند الرافعي فأشكل علي عدم اتصاله ولم أعرف طريقة العزو إليه فاستبعدته إذ لم يكن في تيك الطريق كبير فائدة فأهملتها ..
    فاستفدت منك هذه الفائدة الرائعة ..

    لكفانا إن شاء الله.

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,092

    افتراضي رد: الكشف عن أوهام المتأخرين في طريقة عزْوِهم إلى تاريخ قزوين !

    لا شك في أن هذا الموضوع مفيدٌ لمن اطَّلع عليه من الباحثين، وقد نبَّههم على أمر ربما غفلوا عنه، وربما كانوا منه على نُبْهٍ فسهَّلوا أمره لما لا يرون فيه داعيًا إلى التشديد والتضييق.
    هذا أمر غير مغفل، ولا ينبغي أن يُفهَم من تعقُّب بعض حيثياتِ الموضوع إغفالُه، كما لا ينبغي أن يفهم من التنبيه عليه صحَّةُ حيثيات الموضوع جميعًا.
    وأما "أخرجه غسان بن علي العسال" ونحوه، فلا يصح -فيما أرى- إقامتها على الاحتمال؛ لأنها وما يلزم منها -إذ لها لوازم- مفتقرٌ إلى أدلة بيِّنة، ولا أراه يصح أن "يُجزَم" بأمرٍ بناءً على أمرٍ محتمل.
    وقد بدا فيما سبق الاحتمالاتُ الواقعةُ في صنيع الرافعي (وعلى ذلك مزيد، فربما أربت الاحتمالات على أربعة)، وهي مدعاةٌ إلى التعقُّب بما تعقَّبتُ به من باب أولى، لا إلى الجزم بمفاد أحدها وليس له -فيما رأيتُ مما زبرَهُ الجازمُ- مرجِّح، حاشا التحكُّم.
    وقياسُ ما ذكرَ الرافعيُّ فيه اسمَ المصنَّف الذي نقل منه على ما ساق إسنادَهُ حكايةً كما وقع له= قياسٌ مع الفارق البيِّن، بله إيهام تساوي الأمرين وكون العزو فيهما "كثيرًا ما يكون صحيحًا مستقيمًا"!
    بل لو قيل: إنما لم يذكر الرافعيُّ جزءًا أو مصنَّفًا ينقل منه؛ لأنه لا جزءَ ثَمَّ ولا مصنَّف، ولو كان ينقل من شيءٍ من ذلك؛ لصرَّح به وبيَّنه كما بيَّن في المواضع الأخرى= ما كان ذلك بعيدًا.
    ولم يُلزم (أبو المظفر) أحدًا بكلامه، لكنني أردتُ ألاّ يخطئ أحدٌ خطأَه -وقد رأيتُهُ خطأً-، ووافقني عليه الشيخ علي، فالحمد لله.
    وقد أبرز كل فريق حجَّته، وإن لم يكن مزيد؛ فربما لم أزد على هذا.
    والله أعلم.

  18. Lightbulb رد: الكشف عن أوهام المتأخرين في طريقة عزْوِهم إلى تاريخ قزوين !

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو المظَفَّر السِّنَّاري مشاهدة المشاركة
    ولا ريب أن هذا من الأخطاء الدالة على قصور في التثبُّت، وقلةٍ في إمعان النظر وإنعامه !
    وقد وقفتُ على نماذج كثيرة من هذا القبيل وقعتْ لجماعة من كبار المحدثين في الغابر واللاحق !

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو المظَفَّر السِّنَّاري مشاهدة المشاركة
    ولم أجد الحافظ قد أكثر من تلك الغفلة في كتبه !


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو المظَفَّر السِّنَّاري مشاهدة المشاركة

    ولم يفطن الإمام الألباني إلى هذا كله !
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو المظَفَّر السِّنَّاري مشاهدة المشاركة
    4- وكذا للمُناوي أوهام من هذا القبيل في كتابه ( فيض القدير ) !
    5- وكذا أكثر الإمام الألباني من تلك الغفلة في ( كتبه ) كإكثار السيوطي منها !
    وقد مضى مثالان من كلامه في هذا الصدد !
    وهناك المزيد غيرهما في السلسلتين ( الصحيحة / والضعيفة ) ! وليس لي حاجة في حَشْدِ تلك الأوهام في هذا المقام !
    6- وكذا وجدتُ تلك الغفلة في مواضع من تخاريج محدِّث الديار المصرية في هذا الزمان: الشيخ الفاضل النبيل أبي إسحاق الحويني - شفاه الله وعافاه.
    وليس هذا منه بجيد !

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو المظَفَّر السِّنَّاري مشاهدة المشاركة
    7- وقد وقعت تلك الغفلة في تخاريج جماعات كثيرة من أصحابنا وأقراننا ومشايخ أهل الحديث في هذا الزمان، بحيث لو أردتُ استيعاب ذلك لهم لَفَنِيَ من كثرته القِرطاس، وذهبتْ في تسطير حروفه الأنفاس !

    3-
    ومنها: اعتماد المتأخر على تصرُّف المتقدم في العزو دون التبصر في معاينة الأصول المَعْزُوِّ إليها ! وهذه آفة من الآفات ! وغفلة داحضة من جملة الغفلات!

    فكأنَّ المتأخِّر لمَّا رأى في تخاريج المتقدِّم - كالسيوطي وغيره - عَزْوَ الأحاديث إلى ( تاريخ قزوين ) دون تفصيل ! ظن أن كل حديث في هذا ( التاريخ ) لا بد وأن صاحبه قد رواه بسنده الموصول، فأغلق على نفسه بهذا الظنِّ سُبلَ الكشف عن حقائق الأمور بمعاينة الأصول ! فوقع فيما وقع ! حيث عن التحرِّي تمنَّع أو امتنع !
    وقد كان جماعة ممن عثر بهم جَوَادُهم في هذا المقام، قد فطنوا لهذا الأمر، وصاروا يتيقَّظون له في تخاريجهم الحديثية، كما مضى عن الحافظ والإمام الألباني.
    أما عن هذه فأقول:
    لا شك أن الموضوع هام، ولابد أن يُنتبَه له، فجزاك الله خيرًا.
    ولكن ...!
    لو أن أخانا أبا المُظفَّر - وفقه الله - تحلَّى بالرفق في عباراته = لكان خيرًا لنا وله.
    فقد قال النبي : «إِنَّ الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلاَّ زَانَهُ، وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ شَانَهُ».
    لم يمنع أحدٌ من الردِّ على من أخطأ من العلماء، ويُبيِّن الصواب، ولكن لنُسلك سبيلهم في الرد والبيان، ولا نُغفِل أدبهم في بيان الأخطاء.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو المظَفَّر السِّنَّاري مشاهدة المشاركة
    لو أن رجلا جعل يكثر من عزو الأحاديث إلى البخاري أو أبي داود أو غيرهما من أصحاب السنن والمسانيد، دون التنبيه إلى كون هذه الأحاديث معلقة عند من عزاها إليه !
    ألا يكون هذا الرجل ملومًا عندك أيها الفائز الحر؟!
    وكيف لا يُعدٌّ هذا الصنيع قصورًا في التثبُّت ، وعجلةً في الأمر ؟!
    بَوْنٌ شاسعٌ بين مثالك هذا وما زبَرتَه في مشاركاتك السابقة؛ فإن كتابَيْ البخاري وأبي داود؛ بَلْه كل كتب الإمامَيْن - رحمهما الله - لا يجهلهما عالمٌ، وينهل من معينهما كل أحد، أما «تاريخ قزوين» فليس بتلك المنزلة.

    أسأل الله أن يُوفِّقنا وإياك لما يُحبُّه ويرضاه.

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    7,909

    افتراضي رد: الكشف عن أوهام المتأخرين في طريقة عزْوِهم إلى تاريخ قزوين !

    أخي الفاضل / أبو المظفر
    بداية لم أقصد إلى تنقص موضوعك ، وما جاء في كلامي مما يفهم منه هذا إنما هو ردة فعل لإكثارك من استعمال ألفاظ الغفلة ومرادفاتها، مع مشايخ كبار وطلبة علم، ولا شك أن الأسلوب له دور في قبول الحق أحسن الله إليك.
    أما بخصوص "العلل" فقد وقع فيه مواضع فيها الوهم ومواضع روعي هذا الأمر مثل المسألة رقم (1848) وهذا شأن الأعمال الكبيرة التي يعمل فيها أكثر من شخص وأيضًا ظروف طباعة الكتاب جعلتنا لا نستطيع أن نتفادى الكثير مما كان يمكن تفاديه ، فقدر الله وما شاء فعل والعزم قائم على تفادي هذا وأمثاله في طبعة قادمة من العلل إن شاء الله.
    على كل حال الأمر سهل إن شاء الله، أما بخصوص النقطة التي تعقبك فيها الشيخ محمد فالتفصيل فيها - من وجهة نظري - أن من أحال الرافعي على كتبهم فصنيعك فيه صحيح بلا شك.
    وأما المواضع التي لا يذكر فيها مصنفات فيكون هذا الصنيع خلاف ما عليه أهل الفن، والتوسع فيه قد يوقع في أخطأ ، وأضرب لك مثالا يوضح مرادي :
    ابن كثير عليه رحمة الله كثيرًا ما يأتي إلى أسانيد الطبري وابن أبي حاتم في تفسيريهما ويعلقها ، فإذا روى أحدهما من طريق الطيالسيي أو غيره يقول ابن كثير :
    قال الطيالسي: حدثنا شعبة ............
    فيمكن بناء على هذا أن نقول في التخريج :
    أخرجه الطيالسي - كما في تفسير ابن كثير - .........
    وحقيقة الحال أن الحديث ليس في مصنفات الطيالسي وإنما أخذه ابن كثير من تفسير الطبري الذي رواه بسنده إلى الطيالسي وليس الحديث في مصنفات الطيالسي الموجودة.
    لذلك توحيد الموقف في الموضعين وحملهما بعضهما على بعض قد يؤدي إلى مثل هذه الخطأ.
    بارك الله فيك ونفع بك.




    رجاء يا أخانا الحبيب خفف نبرتك فيما يتعلق بنقد العلماء فهذا يكون جارحًا للمشاعر، ولا أقصد من ذلك ادعاء العصمة لأحد أو أن أحدًا من أهل العلم فوق النقد، لكن فقط اختيار العبارة اللائقة في نقد أهل العلم.
    رزقنا الله وإياك العلم النافع.
    قال أبو عبدِ الله ابنِ الأعرابي:
    لنا جلـساء مـا نــمَلُّ حـدِيثَهم *** ألِبَّاء مأمونون غيبًا ومشهدا
    يُفيدوننا مِن عِلمهم علمَ ما مضى *** وعقلًا وتأديبًا ورأيا مُسدَّدا
    بلا فتنةٍ تُخْشَى ولا سـوء عِشرَةٍ *** ولا نَتَّقي منهم لسانًا ولا يدا
    فإن قُلْتَ أمـواتٌ فلـستَ بكاذبٍ *** وإن قُلْتَ أحياءٌ فلستَ مُفَنّدا


  20. #20

    افتراضي رد: الكشف عن أوهام المتأخرين في طريقة عزْوِهم إلى تاريخ قزوين !

    باسمك اللهم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •