ولقد أدرك العقلاءُ والفضلاءُ أهمية علم التراجم وسير الأفراد، لأن ذِكر رجالات الأمم والبلدان (فيه إحياء ذِكر الأولين والآخرين مِن علمائها.. فإن ذِكرها حياة جديدة، ومَن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً).
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبدالله القرشي الحنبلي البغدادي المعروف بابن البنّاء، المتوفى سنة (471هـ): هل ذكرني الخطيب في تاريخه في الثّقات أو مع الكذّابين؟ فقيل له: ما ذكرك أصلاً!
فقال: ليته ذكرني ولو مع الكذابين.
قال السخاوي (ت902هـ): ونحوه قول بعضهم ممن توهم اقتصاري على تراجم الأموات: ليتني أموتُ في حياة السَّخاوي حتى يُترجمني!
وقال الإمام أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد النيسابوري الواحدي: إذا ذُكر الإنسان بعد موته كان ذلك حياة ثانية له.
[مقدمة تحقيق كتاب «إرشاد الطالبين إلى شيوخ جمال الدين» (1/13-14)]
قال أبو عثمان: هذه النقول لا تحتاج إلى تعليق....فرحم اللهُ علماءنا...
و{تلك أمةٌ قد خَلَت}.
والله المستعان.