تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 60 من 79

الموضوع: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

  1. #41
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    503

    افتراضي رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

    من قال من أئمة اللغة أن الأمر للجمع يدل على الاجتماع؟


    عادة إذا قيل اقرأ ، أو اقرأوا هل ثم فرق؟


    الله تعالى يقول :" اقرأ باسم ربك الذي خلق" فهل الفعل للمفرد دل على أن الأمر خاص بفرد واحد أم داخل فيه جميع المسلمون ؟

    الله تعالى يقول :"وأقيموا الصلاة"
    فهل استدل أحد العلماء على أن الفعل أقيموا للجمع فيه دلالة على صلاة الجماعة؟

    الله تعالى يقول:" وافعلوا الخير"
    هل فيه دلالة بذاته على الاجتماع؟


    الجواب كل الأمثلة ليس فيها دلالة بذاتها ، الأمثلة خارجة عن أن الفعل للجمع
    حسنا سنتجاوز النقاش حول هذا
    فقوله تعالى (ان الذين يتلون كتاب الله )
    و قوله (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله )
    الا يدلان على الجمع ؟؟؟

  2. #42
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    189

    افتراضي رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

    شكرَ الله لكم ما أدليتُم به ..
    وباركَ الله فيكِ أختنا الفاضلة أم عبدالرحمن السلفيَّة ونفع بكِ ..
    فقد أجدتِ وأفدتِ ، وبيَّنتِ و وضَّحتِ ..
    والله أسأل أن يجعلَ ماكتبهِ زادًا لحسن المصير إليه وعتادًا ليمن القدوم عليه ..
    إنه بكل شيءٍ جميل وهو حسبُنا ونعم الوكيل ..



    سُئلَ
    سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمهُ الله - ..
    ما هو رأي الدين في تلاوة القرآن بصورة جماعية بعد صلاة الصبح والمغرب ، حيث إن بعض الإخوة قالوا لنا : إنها بدعة؟


    فأجاب ..

    "تلاوة القرآن الكريم من العبادات التي شرعها الله لعباده ، وبيَّنها رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن وأصحابه يستمعون ، ليستفيدوا مما يقول لهم ، ويفسره لهم عليه الصلاة والسلام ، وربما أمر بعض أصحابه أن يقرأ القرآن وهو يستمع عليه الصلاة والسلام ، ولم يكن من سنته ولا سنة أصحابه وطريقتهم أن يتلوا القرآن جميعاً بصوت واحد ، ليس هذا من سنتهم ، وليس هذا من فعله عليه الصلاة والسلام ، فالذين قالوا إنه بدعة هم مصيبون ؛ لأن هذا لا أصل له ، لكن ذكر العلماء أن هذا يعفى عنه مع الصبيان الصغار المتعلمين عن طريق التعليم حتى يستقيم لسانهم جميعاً .
    وكذلك المتعلمون في المدارس إذا رأى الأستاذ أن يتكلموا جميعاً حتى يعتدل الصوت وحتى تستقيم التلاوة من الصبيان الصغار في باب التعلم فهذا نرجو ألا يكون فيه حرج ؛ لما فيه من العناية بالتعليم والحرص على استقامة الأصوات وحسن الأداء .
    أما فيما بين الناس ؛ في التلاوة في المساجد ، أو في غير المساجد ، في الصباح أو في المساء أو أي مكان يتلون القرآن جميعاً فهذا لا نعلم له أصلاً .
    وقد قال عليه الصلاة والسلام : (مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ) فنصيحتي ألا يفعل مثل ذلك" انتهى .


    "فتاوى نور على الدرب" (1/347) .
    { وإذا الدَّعَاوَى لَم تَقُمْ بِدَلِيلِهَا بالنَّصِّ فَهِِيَ عَلَى السِّفَاهِ دَلِيلُ ..

  3. #43
    سارة بنت محمد غير متواجد حالياً مشرفة سابقة بمجالس طالبات العلم
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    3,129

    افتراضي رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

    الأخت الفاضلة

    طلبتِ توضيحا حول أثر ابن مسعود وٍسألت ما علاقته وما معنى إنكار الهيئة

    أثر ابن مسعود:

    عن عمرو بن سلمة الهمداني قال كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد فجاءنا أبو موسى الأشعري فقال أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد قلنا لا فجلس معنا حتى خرج فلما خرج قمنا إليه جميعا فقال له أبو موسى يا أبا عبد الرحمن إني رأيت في المسجد آنفا أمرا أنكرته ولم أر والحمد لله إلا خيرا قال فما هو فقال إن عشت فستراه قال رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل وفي أيديهم حصى فيقول كبروا مئة فيكبرون مئة فيقول هللوا مئة فيهللون مئة ويقول سبحوا مئة فيسبحون مئة قال فماذا قلت لهم قال ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك قال أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء ثم مضى ومضينا معه

    هذه الجزئية لا أظن أن فيها إشكال
    ---------
    تابع الأثر
    "حتى أتى حلقة من تلك الحلق فوقف عليهم فقال ما هذا الذي أراكم تصنعون قالوا يا أبا عبد الرحمن حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح قال فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء "

    من هذه الفقرة في كلام ابن مسعود نجد أنه أنكر أنهم يسبحون بعد التسبيحات على الحصى لماذا؟ سيأتي بيان السبب

    لكن تعليقا على قولك أن التسبيح على الحصا وارد أقول لك لم يرد بل هو ضعيف ، ولو كان لديك في المسألة حديث صحيح فأرجو بيانه



    تابع الأثر
    ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون وهذه ثيابه لم تبل وآنيته لم تكسر والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد أو مفتتحو باب ضلالة "


    اشتد نكير ابن مسعود ها هنا وأوضح أن السبب هو أن الصحابة أحياء ، وأن هذا الفعل الذي فعلوه وهو : الاجتماع والهتاف بعدد من التسبيح ثم عد التسبيح بالحصا (وهو ما عنيته بالهيئة) أقول أن هذا الفعل السابق بيانه ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا من فعل الصحابة
    وقوله أصل لقاعدة : لو كان خيرا لسبقونا إليه

    لهذا قال : إنكم على ملة أهدى من ملة محمد صلى الله عليه وسلم أو مفتتحون باب ضلالة

    تباع الأثر
    قالوا والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير قال وكم من مريد للخير لن يصيبه "

    دليل على صلاح نياتهم ، وفي كلام ابن مسعود دليل قاطع أن النية لا تكفي لأن شرط قبول العمل هو الإخلاص + الاتباع

    تابع الأثر
    إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا إن قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية وأيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم


    هنا الشاهد : ماذا كان يفعل القوم؟
    يسبحون بكيفية لم ترد لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة
    ما دليل نهي ابن مسعود؟
    دليل نهي ابن مسعود حديث عن القرآن
    ما العلاقة؟
    العلاقة أن ابن مسعود أنكر الهيئة لماذا ؟ لأنها بدعة ، واستشهد أن الرسول صلى الله عليه وسلم حذر من أقوام يقرأون القرآن ويشتدون في العبادة والطاعة لكن هذه العبادات لما كانت مخلوطة بالبدع ولما كانت على هيئات ليست من هدي النبوة كانت النتيجة أنها لاتجوز الحناجر ، فيقرأون باللسان ويظهرون العبادة ويظهرون الاجتماع على الخير ،بل في بعض الروايات أن الصحابة يحقرون صلاتهم مع صلاة هؤلاء! لكن كل ذلك لم يصلح قلوبهم لأن القلوب تصلح فقط بما أمر الله به لا بما استحسنه الناس

    تابع الأثر
    ثم تولى عنهم فقال عمرو بن سلمة فرأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج"
    . السلسلة الصحيحة للألباني رحمه الله


    وبالفعل نرى أن أهل البدع الذين يتعبدون بما يرونه حسنا بعقولهم دون دليل هم أول الناس طعنا في أهل السنة بالسيف واللسان وأول من يتراجع القهقرى في الفتن ، فهو لم يتزكى بالشرع بل تزكى بالبدع فلم تزكيه ولم تصلح قلبه


    حسنا سنتجاوز النقاش حول هذا
    فقوله تعالى (ان الذين يتلون كتاب الله )
    و قوله (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله )
    الا يدلان على الجمع ؟؟؟
    لا أرى أن نتجاوزه لأهميته طبعا لكن لا بأس
    ولكن هذه بشرى وعلامة خير والله ، فأنا أراك بخير وأراك تريدين الحق والحمد لله ، فتجاوزك لهذه النقطة يعني أنك اقتنعت بكونها ليست دليل

    الحمد لله الحمد لله اللهم بشرى خير


    نستمل الحوار:
    قوله تعالى: إن الذي يتلون كتاب الله أيضا لا يدل على الجمع لأنني أكرر يلزمك الدليل على أن الجمع يدل على الاجتماع فيلحق بما سبق

    أما قوله صلى الله عليه وسلم " ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله رغم أني أجبت عليه في أول مشاركة لكن لا بأس نعيد ونكرر
    أولا نكمل الحديث :
    ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده "
    صحيح الجامع عن أبي هريرة

    انظري إلى هذه الأحاديث:
    - ما اجتمع قوم ، ثم تفرقوا عن غير ذكر الله ، وصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم إلا قاموا عن أنتن من جيفة " صحيح الجامع عن جابر ابن عبد الله
    - ما اجتمع قوم ، على ذكر فتفرقوا عنه إلا قيل لهم : قوموا مغفورا لكم صحيح الجامع عن سهل ابن الحنظلية وأنس بن مالك
    - ما اجتمع قوم فتفرقوا عن غير ذكر الله إلا كأنما تفرقوا عن جيفة حمار ، و كان ذلك المجلس عليهم حسرة صحيح الجامع عن أبي هريرة

    فهذه الأحاديث كلها فيها كلمة "اجتمع "
    ولكن ابن مسعود أنكر على أهل الحلق السابق ذكرهم هيئة الاجتماع المذكورة في الأثر

    إذا نفهم أن هناك اجتماع مقبول وهناك اجتماع غير مقبول

    فما كان على هدي الصحابة فهو مقبول ، وما لم يكن من هديهم فليس مقبول

    نعود للحديث مرة أخرى:
    ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده "
    صحيح الجامع عن أبي هريرة
    الحديث في جلوسهم مجتمعين للدراسة والقراءة
    أما الدراسة فلا خلاف أن أي كيفية يتدراسون بها لا بأس بها لأن الكيفيات في الدراسة غير متعبد بها ، يعني أن الا أتعبد لله بالقراءة أو السماع في طلب العلم، أنا أتعبد بطلب العلم نفسه فما كان أنفع لي في الطلب فعلته : أكتب أقرأ أسمع أردد ، ما هو أنسب لي أفعله

    أما القراءة على سبيل التعبد فنعود للأدلة السابقة كلها والتي جعلت أكررها كثيرا ، من الآيات والأحاديث الدالة على وجوب اتباع هدي الصحابة + أثر ابن مسعود لأقول لك يا أختي الفاضلة :
    الدلالات ليست بأخذنا جزء وترك جزء بل هي بالمجموع

    فالأمر ليس : لا تقربوا الصلاة
    بل لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى

    فأنا جمعت لك أحاديث فيها لفظة "اجتمع " + أثر ابن مسعود = اثبات أن الاجتماع للعبادات له هيئة مذمومة وهيئة مطلوبة ومحمودة
    ولو اطلعت مرة أخرى على شروح الحديث السابق ذكرها أعلاه والمنقوله من كلام النووي فذلك كرما منك

    وهذا يدل حبيبتي مرة أخرى على تعجلك وعدم قراءتك المتأنية وهذا إخلال بشرط اشترطه وقبلتيه .


    ولعل هذا يجيب عن سؤالك التالي

    تلاوة القران عبادة مشروعة
    هل حصرنا الشارع بكيفيات محددة لادائها
    بحيث يكون ما عداها ممنوع و ذلك كالصوم والحج مثلا
    ان زعمت ان الامر كذلك
    فما هي هذه الكيفيات مع الدليل على ذلك
    وان لم يحصرنا بكيفية
    فالقراءة بصوت واحد جماعة داخل تحت عموم الا باحة لمختلف الكيفيات
    أضحك الله سنك أختي الحبيبة
    لو أعدت قراءة ما سبق لما كنت بحاجة لهذا القول !

    لكن لا بأس نكرر

    قراءة القرآن عبادة مشروعة وسألتك عن قراءة القرآن برواية ورش مع حفص مع قالون هيا نخلط الروايات ونزعم أن القراءة عبادة مشروعة!
    وعدم ردك عما قلتُ منذ قليل إقرار منك بصحته ، فمادام لا يجوز خلط الروايات لأننا نلتزم بما ورد عن الصحابة في القراءة كما هو فالجواب هو نفسه في شأن الاجتماع للقراءة نلتزم بما ورد عنهم في الاجتماع للقراءة

    وسكوتك عما ذكرتُ بشرى اللهم لك الحمد يا رب فيبدو لي أنك أعدت التفكير وترغبين في مزيد من الفهم وهذا يبشرني بالخير


    أما قولك أنه يلزمني أنا الدليل فغير صحيح ، لماذا ؟
    أولا لأن العبادات توقيفية وأن من أراد أن يتعبد بشيء يلزمه دليل مخصوص عليه وهو هذا الشرح أعلاه الذي تعتبريه خارج الموضع !

    وثانيا لأن كل عبادة نزلت لها كيفية ، والكيفية موجودة في تطبيق النبي صلى الله عليه وسلم ، فيلزمك أنت اثبات أنه قرأ بالأسلوب الذي تدعيه

    لأنه ببساطة كما قلت لك
    العبادة هو كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة


    فالعبادة هو ما يحبه الله ، فلو أردت التعبد لله بطريقة معينة يلزمك الدليل من فعل النبي وإلا فهو البدعة وادعاء أن الله يحب كذا بدون دليل!

    ثالثا الصوم والحج والصلاة عبادات وقراءة القرآن عبادة ، من أين أخذت كيفية الصوم والحج والصلاة؟

    من فعل النبي صلى الله عليه وسلم

    إذا فعبادة القراءة أيضا نأخذ كيفيتها من فعل النبي صلى الله عليه وسلم

    فقد قرأ على سبعة أحرف فلا نخلط الروايات عنه صلى الله عليه وسلم
    وقد استمع لفلان وهو يقرأ ، فنستمع مثله لمن يقرأ
    وقرأ في الصلاة فنقرأ في الصلاة
    وأمر ألا نختم في أقل من ثلاثة ، فلا نختم في أقل من ثلاثة
    وأمر بالاجتماع في المسجد مدارسة القرآن ، فنجتمع في المسجد ونتدارسه ، ونجتمع ونقرأ بالإدارة بالقرآن كما فعل هو صلوات ربي وسلامه عليه وكما فعل الصحابة

    ونقف بعد ذلك فلا نبتدع لأن من ابتدع شيء في الدين فهو آثم مردود عليه فعله
    وأقول لك أختي الحبيبة : ليتنا نعمل ربع ما عملوا فإن العمر والهمة لا تسع أن نعمل مثلهم ، فليس هذا دافع لنا لكي نبتدع سبيل غير سبيلهم لأنه مردود علينا



    أنهي الكلام بقولي لك
    أنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأحب صحابته ولا يمكنني أن أفعل شيء ما فعلوه لأنهم الميزان وهم الأسبق بالخيرات ومخالفة سبيلهم ضلال
    والله تعالى قال :" قل لو كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم "

    فالاقتصار على السنة خير من الاكثار من البدعة

    أتمنى بعد كل هذا النقاش الممتع أنك تفكري عدة أيام في المسألة ، وتقرأي كل المشاركات
    وعامة أنا لا أمانع في التكرار باعتبار أنه أسلوب تعليمي ممتاز

    بارك الله فيك


  4. #44
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    503

    افتراضي رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

    في الصلاة قيدنا صلوا كما رايتموني اصلي فنتقيد بالكيفية التي وردت
    في التلاوة لم يقيدنا فالامر على العموم
    هل يو جد نص يقيد

  5. #45
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    503

    افتراضي رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

    اما تحليلك واستنتاجاتك لموقف ابن مسعود رضي الله عنه
    فهي مو ضع نظر وبعيدا عن التكرار لو تكرمتي راجعي اجابتي لك حول هذا المو ضوع
    واما قولك
    لكن تعليقا على قولك أن التسبيح على الحصا وارد أقول لك لم يرد بل هو ضعيف ، ولو كان لديك في المسألة حديث صحيح فأرجو بيانه
    فقد روى عن سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه انه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امراة وفي يدها نوى او حصى تسبح به فقال لها
    الا اخبرك بما هو ايسر عليك من هذا...الحديث رواه ابن حبان في صحيحه
    ينظر موارد الظمآن الى زوائد ابن حبان للهيثمي الاذكار باب فضل التسبيح و التهليل و التحميد ص597 بر قم 2330
    -سنن ابي داود سجود القران -باب التسبيح بالحصى
    ومن المهم ان تلا حظي ان استعمال الحصى او السبحة او الرقائق الا لكترونية من سيديات وامثالها في عصرنامن مكبرات الصوت او الفضائيات والمسجلات
    كل هذا يعتبر استعماله في العبادات من المباح فهو وسيلة تساعد على اداء عبادة مشروعة
    و لا يمكننا القول لم يكن من سنة النبي صلى الله عليه وسلم سماع القران من الفضائيات مثلا

  6. #46
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    الدولة
    في مكان ما من هذا العالم.
    المشاركات
    372

    افتراضي رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

    سارت مشرقة وسرت مغربا شتان بين مشرق ومغرب
    تنبيه : أخت جمانة يجب عليك لزاما -وأنا أعني ماأقول -أن تراجعي الفرق بين البدعة والمصالح المرسلة فلديك خلط واضح في النقاش أعلاه , ولعلي لاأفيدك كثيرا بقولي :انظري ماكتبه الشاطبي في الإعتصام فهو ثمين وإن علت همتك وسمت نفسك فانظري الموافقات له, وللشيخ صالح آل الشيخ -حفظه المولى - تنبيهات ثمينة في شرحه على الأربعين عند حديث عائشة - رضي الله عنها - (( من احدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد )) يحسن أيضا تدبرها فله طريقة جميلة في العرض , ثم أرجوا أن يكون لك سلف فيما تذهبين إليه وإلا كان هذا كافيا في رد كل ماسطرتيه (( بعجره وبجره ولامؤاخذة !!)) أعلاه , والله الموفق .
    وللعلم ماكنت أود المشاركة لأن الأخت تقوم بالواجب معك لكن أحسست انك أثقلت عليها وتشتت النقاش دون فائدة .

    وتتميما للفائدة أظن في هذه الكلمات للشيخ تقي الدين الهلالي إجابة عن تلك التساؤلات التي طرحتها , والله الموفق
    قراءة القرآن جماعة بنغمة واحــــــــدة
    تأليف الشيخ العــــلامة
    الدكتور/محمد تقي الدين الهلالي الحسيني-رحمه الله-
    الحمد لله رب العالمين ، مالك يوم الدين ، لا إله إلا هو إياه أعبد ، وإياه أستعين ،وصلاته وسلامه على محمد عبده ورسوله النبي الأمين الذي أرسله الله رحمة للعالمين وأنزل عليه في الكتاب المبين ) يأيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ( وأمره بجهاد الكفار والمنافقين وعلى آله وأصحابه الذين كانوا أشداء على الكفار ، رحماء بالمؤمنين وعلى كل من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
    بدعة قراءة القرآن جماعة بنغمة واحدة
    أما بعد : فيقول العبد الفقير إلى رحمة ربه العلي الكبير محمد تقي الدين بن عبد القادر الهلالي
    اعلم أن الإجتماع لقراءة القرآن في المسجد في غير أوقات الصلاة مشروع لقول النبي (( وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه )). رواه مسلم من حديث أبي هريرة
    لكن الإجتماع لقراءة القرآن الموافقة لسنة النبي وعمل السلف الصالح أن يقرأ أحد القوم والباقون يسمعون، ومن عرض له شك في معنى آية استوقف القارئ وتكلم من يحسن الكلام في تفسيرها حتى ينجلي تفسيرها، ويتضح للحاضرين، ثم يستأنف القارئ القراءة. هكذا كان الأمر في زمن النبي وبعده إلى يومنا هذا في جميع البلاد الإسلامية ما عدا بلاد المغرب في العصر الأخير. فقد وضع لهم أحد المغاربة ويسمى :» عبد الله الهبطي «، وقفا محدثا ليتمكنوا به من القرآن جماعة بنغمة واحدة . فنشأ عن ذلك بدعة قراءة القرآن جماعة بأصوات مجتمعة على نغمة واحدة وهي بدعة قبيحة تشتمل على مفاسد كثيرة .
    الأولى : إنها محدثة وقد قال رسول الله : » وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة « .
    الثانية : عدم الإنصات فلا ينصت أحدهم إلى الآخر، بل يجهر بعضهم على بعض بالقرآن . وقد نهى رسول الله عن ذلك بقوله:» كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن . ولا يؤد بعضكم بعضا«.
    الثالثة: أن اضطرار القارئ إلى التنفس واستمرار رفقاءه في القراءة يجعله يقطع القرآن ويترك ثلما كثيرة فتفوته كلمات في لحظات تنفسه،وذلك محرم بلا ريب.
    الرابعة:انه يتنفس في المد المتصل مثل جاء وشاء وأنبياء وآمنوا وما أشبه ذلك فيقطع الكلمة الواحدة نصفين. كتسكين باء لا ريب، ووصلها بقوله تعالى: } فيه هدى{ قال الشيخ التهامي بن الطيب في فصوصه:
    الجمع بين الوصل والوقف حــــــــــــرا م ! نص عليه غير عـــــــالم هــــــمام
    الخامسة: إن في ذلك تشبها بأهل أهل الكتاب في صلواتهم في كنائسهم فواحدة من هذه المفاسد تكفي لتحريم ذلك والطامة الكبرى أنه يستحيل التدبر في مثل تلك القراءة وقد زجر الله عن ذلك بقوله في سورة محمد: } أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها {ونحن نشا هد معظم من يقرأ على تلك القراءة لا يتدبر القرآن ولا ينتفع به. وتالله لقد شاهدته قراء القرآن على القبر فلم يتعظوا بمشاهدته ولا برؤية القبور ولا بما يقرؤونه من القرآن، فقبح الله قوما هذه حالهم } وبعدًا للقوم الظالمين {. قال أبو إسحاق الشاطبي في الإعتصام :واعلموا أنه حيث قلنا أن العمل الزائد على المشروع يصير وصفا له أو كالوصف فإنما يعتبر بأحد أمور ثلاثة. إما بالقصد وإما بالعادة وإما بالشرع والنقصان . أما العادة كالجهر و الإجتماع في الذكر المشهور بين متصوفة الزمان. فإنه بينه وبين الذكر المشروع بونا بعيدا إذ هما كالمضادين عادة، وكالذين حكى عنهم ابن وضاح عن الأعمش عن بعض أصحابه قال : مر عبد الله برجل يقص في المسجد على أصحابه وهو يقول : سبحوا عشرا وهللوا عشرا، فقال عبد الله إنكم لأهدى من أصحاب محمد أو أضل؟ بل هذا» يعني أضل« . وفي رواية عنه أ ن رجلا كان يجمع الناس فيقول: رحمه الله من قال كذا وكذا مرة الحمد لله، قال فمر بهم عبد الله بن مسعود فقال لهم : هديتم لما لم يهد نبيكم وإنكم لتمسكون بذنب ضلالة، وذكر له أن ناسا بالكوفة يسبحون بالحصى في المسجد فأتاهم وقد كوم كل رجل بين يديه كوم بين يديه كوما من حصى قال فلم يزل يحصيهم بالحصى حتى أخرجهم من المسجد ويقول لقد أحدثتم بدعة وظلما وقد قفلتم أصحاب محمد(صلى الله عليه وسلم) علما - انتهى .
    تعليق : وقد روي هذا الحديث عن ابن مسعود من طريق كثيرة بعبارات مختلفة لفظا متفقة معنى، بعض الروايات مطول وبعضها مختصر وفيه فوائد:
    الأولى : هذا الحديث موقوف ولكنه في حكم المرفوع، لأن ابن مسعود صرح بأن ذلك مخالف لسنة النبي . ففي بعض الروايات ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم هذه ثيابه لم تبل وأوانيه لم تكسر ونساءه شواب، وقد أحدثتم ما أحدثتم. وفي رواية أخرى أن عبد الله بن مسعود لما طردهم من مسجد الكوفة ورماهم بالحصباء، خرجوا إلى ظاهر الكوفة وبنوا مسجدا وأخذوا يعملون ذلك العمل . فأمر عبد الله بن مسعود بهدمه فهدم.
    الثانية : أن البدعة وإن كانت إضافية هي شر من المعاصي كما حققه أبو إسحاق الشاطبي فهي حرام إنما كانت شرا من المعاصي، لأن المعصية يفعلها صاحبها وهو معترف بذنبه فيرجى له أن يتوب منها .
    الثالثة: أن المبتدع يستحق العقاب والطرد من المسجد إن كان الإبتداع فيه .
    الرابعة : أن كل مسجد بني على قبر أو بني لإرتكاب البدع فيه يجب هدمه. لأنه مثل مسجد الضرار الذي أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بهدمه وإحراقه. فهدمه أصحابه وجعل كناسة ترمى فيه الجيف، وقد نقل غير واحد عن ابن حجر الهيثمي أنه قال: إن هذه المساجد المبنية على القبور هي أحق بالهدم من مسجد الضرار، و ابن حجر هذا كان مبتدعا ضالا ولكنه في هذه المسألة قال الحق . أما الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني فهو إمام محقق لم يشرح أحد صحيح البخاري مثل شرحه المسمى بفتح الباري ولذلك قال العلماء لا هجرة بعد الفتح . أي لا شرح للبخاري يستحق الإعتبار بعد فتح الباري. ثم قال أبو إسحاق عاطفا على البدع ومن أمثلة ذلك أيضا قراءة القرآن على صوت واحد. فإن تلك الهيئة زائدة على مشروعية القراءة . وكذلك الجهر الذي اعتاده أرباب الرواية - انتهى .
    قال محمد تقي الدين : والعجب من هؤلاء المشركين المبتدعين الضلال، فإنهم يتلونون تلون الحرباء لا يستقرون على حال أبدا ، فتارة يدعون أنهم مقلدون لمالك ، ويرون أن من خالف مذهبه كمن خالف القرآن والسنة الثابتة المحكمة . ويغلون في ذلك إلى أن يجعلوا البسملة والتعوذ وقراءة الفاتحة خلف الإمام في الجهرية والجهر بالتأمين ووضع اليمنى على اليسرى ورفع اليدين عند الركوع والرفع منه وبعد القيام من التشهد الأول ، والسلام تسليمتين ) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته( وما أشبه ذلك من السنة الثابتة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) التي يراها من له أدنى إلمام بالفقه في الدين كالشمس في رابعة النهار كأنه يشاهد النبي (صلى الله عليه وسلم) يفعلها لا يشك في ذلك ولا يرتاب فيه، يجعلون ذلك من المنكرات التي يجب أن تغير. و يكتب فيها من بلد إلى بلد مع أن مالكا في الحقيقة قائل ببعضها تفصيلا و بسائرها إجمالا، ثم يخالفون فيما ينهى عنه ويكرهه كراهة تحريم من البدع التي لا تسند إلى أي دليل كعبادة القبور وزيارتها زيارة بدعية، وقراءة القرآن على الميت بعد موته وعلى قبره وقراءة القرآن جماعة بصوت واحد، وقراءة الأذكار و الأوراد كذلك. وقد صرح بذلك خليل الذي يعدون مختصره قرآن يتلى غلوا منهم وضلالا.قال في مختصره عاطفا على المكروهات . وجهر بها في مسجد كجماعة . ولا يبالون بخلافه فيما اعتاد وه من البدع ، فيحلونه عاما ويحرمونه عاما. وما أحسن قوله تعالى في سورة القصص يخاطب رسوله (صلى الله عليه وسلم):( فإن لم يستجيبوا لك فاعلم إ نما يتبعون أهواءهم، ومن ضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله، إن الله لا يهدي القوم الظالمين ).
    وفقني الله وإياك أختي ولاأزيد على كلام العلماء شيئا وأعتذر على الإطالة والقص واللصق !!!!.

  7. #47
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    503

    افتراضي رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فؤاد الليبي مشاهدة المشاركة
    وفقني الله وإياك أختي ولاأزيد على كلام العلماء شيئا وأعتذر على الإطالة والقص واللصق !!!!.
    شكرا على لطيف تعليقك
    وقداحسنت اذ اقتصرت على كلام العلماء
    وللتنبيه فان ما اوردته من استنباطات من مو قف ابن مسعود رضي الله عنه
    يعبر عن فهم لبعض اهل العلم
    بينما لا يسلم بذلك فر يق اخر
    وقد سبقت الا شارة لبعض التفصيل
    و بذلك تكون المسالة خلافية و الخطب فيها يسير ان شاء الله
    و القران كتاب مبارك
    فلن يكون الا رحمة و بر كة على قارئيه
    فرادى او مجتمعين
    والحمد لله رب العالمين

  8. #48
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    الدولة
    في مكان ما من هذا العالم.
    المشاركات
    372

    افتراضي رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

    أبدا ليست خلافية , والخطب جلل سبحان ربي كيف يكون أمر البدع يسيرا , وسبق الجواب , والحق واحد لايتعدد ولو قلنا في كل مسألة عرضت لنا خلافية لما سلم لنا شئ من الدين , هذه بدعة قبيحة هذا أقل مايقال , وأنا أقترح عليك مادمت ترين - حفظك الله - بانها خلافية ان تعمدي لتلك الآثار والحجج فترديها بعلم واحدة تلو الأخرى فإذا فعلت سلمنا لدليلك على أن يكون لك سلف في المسألة , وأما ماعرضت له فقد أجبنا عليه بما يليق فلاحجة لك البتة في القول بأنها خلافية إلا على الإعتداد بقولك مقابل تلك الجبال وهذا مالا سبيل إليه لأن كل خير في اتباع من سلف وكل شر في اتباع من خلف , وإقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة والله الموفق .

  9. #49
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    496

    افتراضي رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :أقول والله ولي التوفيق ........الحمد لله رب العالمين أن كحل اعيننا برؤية مثل هذا النقاش العلمي الجميل بين الأختين السلفيتين { والله ما ظننا أن في أخواتنا من يتحدث بهذه الكيفية }نحسبهما والله حسيبهما على خير وكل منهما تريد الوصول للحق .......أقول أما الاخت أم عبد الرحمن فرأيت في كلامهما أسسا وضوابط وقواعد علمية وجل ما قالته ليس فيه ما يستنكر بل قد أتت على كلام الأخت جمانة من القواعد وأزيد الأمر وضوحا :أما ذهبت إليه من تفسير قوله تعالى عن {فأقرؤا ما تيسر من القرآن }هو الاجتماع على القرءاة .........أقول لك من سبقك بهذا لتتفسير وسأنقل لك أقول المفسرين في تفسير هذه الآية :قال الطبري في تفسيره :وقوله:( فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ) يقول: فاقرءوا من الليل ما تيسر لكم من القرآن في صلاتكم؛ وهذا تخفيف من الله عزّ وجلّ عن عباده فرضه الذي كان فرض عليهم بقوله:( قُمِ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلا ).حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن أبي رجاء محمد، قال. قلت للحسن: يا أبا سعيد ما تقول في رجل قد استظهر القرآن كله عن ظهر قلبه، فلا يقوم به، إنما يصلي المكتوبة، قال: يتوسد القرآن، لعن الله ذاك؛ قال الله للعبد الصالح:( وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ )( وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آبَاؤُكُمْ ) قلت: يا أبا سعيد قال الله:( فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ) قال: نعم، ولو خمسين آية.اهــ كلامه رحمه الله .........والفاء فى قوله - تعالى - : { فاقرءوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ القرآن } للإِفصاح ، والمراد بالقراءة الصلاة ، وعبر عنها بالقراءة ، لأنها من أركانها . . أى : إذا كان الأمر كما وضحت لكم ، فصلوا ما تيسر لكم من الليل .قال الآلوسى : قوله : { فاقرءوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ القرآن } أى : فصلوا ما تيسر لكم من صلاة الليل ، وعبر عن الصلاة بالقراءة كما عبر عنها بسائر أركانها ، وقيل : الكلام على حقيقته ، من طلب قراءة القرآن بعينها وفيه بعد عن مقتضى السياق .ومن ذهب إلى الأول قال : إن الله - تعالى - افترض قيام مقدار معين من الليل ، لقوله :{ قُمِ الليل إِلاَّ قَلِيلاً . نِّصْفَهُ . . . } الخ . ثم نسخ بقيام مقدار ما منه ، فى قوله : { فَتَابَ عَلَيْكُمْ فاقرءوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ القرآن . . . } فالأمر فى الموضعين للوجوب ، إلا أن الواجب أولا كان معينا من معينات ، وثانيا كان بعضا مطلقا ، ثم نسخ وجوب القيام على الأمة مطلقا بالصلوات الخمس .ومن قال بالثانى : ذهب إلى أن الله - تعالى - رخص لهم فى ترك جميع القيام بالصلاة ، وأمر بقراءة شئ من القرآن ليلا ، فكأنه قيل : فتاب عليكم ورخص لكم من الترك ، فاقرءوا ما تيسر من القرآن ، إن شق عليكم القيام . .وقال الإِمام ابن كثير : وقوله : { فاقرءوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ القرآن } أى : من غير تحديد بوقت ، أى : لكن قوموا من الليل ما تيسر ، وعبر عن الصلاة بالقراءة ، كما قال فى آية أخرى : { وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ } أى : بقراءتك { وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا } وقد استدل الأحناف بهذه الآية على أنه لا يتعين قراءة الفاتحة فى الصلاة ، بل لو قرأ بها أو بغيرها من القرآن ، ولو بآية . أجزأه واعتضدوا بحديث المسئ صلاته الذى فى الصحيحين ، وفيه : ; ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ; .وقد أجابهم الجمهور بحديث عبادة بن الصامت ، وهو فى الصحيحين - أيضا - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ; كل صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن فهى خداج . . غير تمام ; وفى صحيح ابن خزيمة عن أبى هريرة مرفوعا : ; لا تجزئ صلاة من لم يقرأ بفاتحة الكتاب ; .أما عن الاستدلال الثاني بقوله تعالى {إن الذين يتلون كتاب الله }سأنقل لك كلاما ماتعا للألوسي رحمه الله تعالى وانظري الفرق بين فهمك وبين فهم العلماء فقد فسر الالوسي الآية علىأنه حث اتباع الصحابة لأنهم هم القرآء الموصوفون بها فقال: والمضارع لحكاية الحال الماضية ، والمقصود من الثناء عليهم وبيان ما لهم حث هذه الأمة على اتباعهم وأن يفعلوا نحو ما فعلوا ، والوجه الأول أوجه كما لا يخفى وعليه الجمهور..........قال رحمه الله :{ إِنَّ الذين يَتْلُونَ كتاب الله } أي يداومون على قراءته حتى صارت سمة لهم وعنواناً كما يشعر به صيغة المضارع ووقوعه صلة واختلاف الفعلين والمراد بكتاب الله القرآن فقد قال مطرف بن عبد الله بن الشخير : هذه آية القراء .وأخرج عبد الغني بن سعيد الثقفي في تفسيره عن ابن عباس أنها نزلت في حصين بن الحرث بن عبد المطلب القرشي ، ثم إن العبرة بعموم اللفظ فلذا قال السدي في التالين : هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال عطاء : هم المؤمنون أي عامة وهو الأرجح ويدخل الأصحاب دخولاً أولياً ، وقيل معنى يتلون كتاب الله يتبعونه فيعملون بما فيه ، وكأنه جعل يتلو من تلاه إذا تبعه أو حمل التلاوة المعروفة على العمل لأنها ليس فيها كثير نفع دونه ، وقد ورد «رب قارىء للقرآن والقرآن يلعنه» ويشعر كلام بعضهم باختيار المعنى المتبادر حيث قال : إنه تعالى لما ذكر الخشية وهي عمل القلب ذكر بعدها عمل اللسان والجوارح والعبادة المالية ، وجوز أن يراد بكتاب الله تعالى جنس كتبه عز وجل الصادق على التوراة والإنجيل وغيرهما فيكون ثناء على المصدقين من الأمم بعد اقتصاص حال المكذبين بقوله تعالى : { وَإِن يُكَذّبُوكَ } [ فاطر : 25 ] الخ والمضارع لحكاية الحال الماضية ، والمقصود من الثناء عليهم وبيان ما لهم حث هذه الأمة على اتباعهم وأن يفعلوا نحو ما فعلوا ، والوجه الأول أوجه كما لا يخفى وعليه الجمهور .اهـــــــوعلى هذا أقول إذا كان القراء الموصوفون بالآية وامرنا الله عزوجل باتباعهم والتأسي بهم لم يفعل هذا الفعل المقبوح وهو الاجتماع لقرءاة القرآن فعلينا نحن الا نبتدع ونستحسن من عندنا فإما أن هدينا خير من هديهم وهذا محال وإما أننا على ضلالة نسأل الله السلامة ........ختاما جزاكن الله خيرا على هذا الحوار أثلجتن صدورنا وأنا آسف إن أتى الكلام متصلا ببعضه وذلك لخلل في خدمة الانترنت عندي
    إذا استفدت من مشاركتي أو لم تستفد منها فادع الله أن يغفر لي

  10. #50
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    503

    افتراضي رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوبكر الذيب مشاهدة المشاركة
    بل قد أتت على كلام الأخت جمانة من القواعد

    اضحكتني هذه العبارة الطريفة ..
    جزاكم الله خيرا على اهتمامكم، وكلماتكم الايحابية ،وما تفضلتم به من تعقيب ..
    و لاشك اننا على ما ئدة القران يجب ان نكون على اشد درجات الحذر و الا نتباه
    لانه كلام الله تعالى نسال الله ان يكرمنا بالادب كما يرضى
    وان يوفقنا لتمام الصواب والسداد وان يكرمنا بالتو فيق لاتباعه وان يجعله سعادة لنا وللمسلمين اجمعين
    ومن هنا لامجال للنا حية الذاتية في ميدان البحث عامة وامام كتاب الله خاصة..
    وكفانا نعمة ان نتشرف بالوقوف على مائدته الكريمة
    ============================== =========
    وارغب بمنا قشتكم حول ما اوردتم
    :قال الطبري في تفسيره :وقوله:( فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ) يقول: فاقرءوا من الليل ما تيسر لكم من القرآن في صلاتكم؛ وهذا تخفيف من الله عزّ وجلّ عن عباده فرضه الذي كان فرض عليهم بقوله:( قُمِ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلا ).حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن أبي رجاء محمد، قال. قلت للحسن: يا أبا سعيد ما تقول في رجل قد استظهر القرآن كله عن ظهر قلبه، فلا يقوم به، إنما يصلي المكتوبة، قال: يتوسد القرآن، لعن الله ذاك؛ قال الله للعبد الصالح:( وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ )( وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آبَاؤُكُمْ ) قلت: يا أبا سعيد قال الله:( فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ) قال: نعم، ولو خمسين آية.اهــ

    والفاء فى قوله - تعالى - : { فاقرءوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ القرآن } للإِفصاح ، والمراد بالقراءة الصلاة ، وعبر عنها بالقراءة ، لأنها من أركانها . . أى : إذا كان الأمر كما وضحت لكم ، فصلوا ما تيسر لكم من الليل .قال الآلوسى : قوله : { فاقرءوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ القرآن } أى : فصلوا ما تيسر لكم من صلاة الليل ، وعبر عن الصلاة بالقراءة كما عبر عنها بسائر أركانها ، وقيل : الكلام على حقيقته ، من طلب قراءة القرآن بعينها وفيه بعد عن مقتضى السياق .ومن ذهب إلى الأول قال : إن الله - تعالى - افترض قيام مقدار معين من الليل ، لقوله :{ قُمِ الليل إِلاَّ قَلِيلاً . نِّصْفَهُ . . . } الخ . ثم نسخ بقيام مقدار ما منه ، فى قوله : { فَتَابَ عَلَيْكُمْ فاقرءوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ القرآن . . . } فالأمر فى الموضعين للوجوب ، إلا أن الواجب أولا كان معينا من معينات ، وثانيا كان بعضا مطلقا ، ثم نسخ وجوب القيام على الأمة مطلقا بالصلوات الخمس .ومن قال بالثانى : ذهب إلى أن الله - تعالى - رخص لهم فى ترك جميع القيام بالصلاة ، وأمر بقراءة شئ من القرآن ليلا ، فكأنه قيل : فتاب عليكم ورخص لكم من الترك ، فاقرءوا ما تيسر من القرآن ، إن شق عليكم القيام . .وقال الإِمام ابن كثير : وقوله : { فاقرءوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ القرآن } أى : من غير تحديد بوقت ، أى : لكن قوموا من الليل ما تيسر ، وعبر عن الصلاة بالقراءة ، كما قال فى آية أخرى : { وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ } أى : بقراءتك { وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا }..........

    يلاحظ على هذه النقول ما يلي
    1-القول بانه كان مفروضا على الا مة قيام الليل استنادا الى قوله تعالى:( قُمِ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلا ). هذا القول مو ضع نظر
    2-ما سرد من التفسيرات التي فهمت على ضوء دلالة السياق هي جزء من المعنى الذي تدل عليه الا ية و لاتحصر بهذا المعنى بدلالة عمو م اللفظ
    3-يعتبر المعنى الذي تدل عليه الاية من اجزاء ما تفيده من المعاني
    فهي تدل بالسياق
    كما تدل بذاتها
    و لاتعارض بين الدلالتين وهو من الاسرار القرانية ولذلك جاء اللفظ عاما في سياق معين
    ليدل على مضمون السياق و ليدل بعمو مه
    4-(فاقرأوا ما تيسر من القران ) فاقراوا تدل على الا مر بالقراءة و ذلك في جملة ما تدل عليه
    وهي تفيد الا مر بالقراءة لافراد العموم كما يمكن تدل على جواز القراءة معا في سياق عمو مها
    وبخاصة عندما نلاحظ ان تلاوة القران لا يو جد تحد يد من الشارع يقيد اداءها
    ولو كانت مقيدة بكيفية لجاء الا مر كما جاء عن الصوم والصلاة
    و لنقل لنا عن الصحابة والتابعين انه يلزم القراءة بالكيفية التالية
    و بخاصة ان القران كلام الله وكتاب هداية المسلمين الخالد
    فو كان هناك حصر لكيفية تلاوته
    لصرح بذلك و تواتر التنبيه و التحذير
    و لا شتملت كتب الفقه على باب كيفية تلاوة القران
    كما هو حال الصلاة و الصوم و الحج
    ولربما كان للعلماء مذاهب في فهم نصوص الكيفية
    ...; .أما عن الاستدلال الثاني بقوله تعالى {إن الذين يتلون كتاب الله }سأنقل لك كلاما ماتعا للألوسي رحمه الله تعالى وانظري الفرق بين فهمك وبين فهم العلماء فقد فسر الالوسي الآية علىأنه حث اتباع الصحابة لأنهم هم القرآء الموصوفون بها فقال: والمضارع لحكاية الحال الماضية ، والمقصود من الثناء عليهم وبيان ما لهم حث هذه الأمة على اتباعهم وأن يفعلوا نحو ما فعلوا ، والوجه الأول أوجه كما لا يخفى وعليه الجمهور

    لاشك انه عجيب حقا
    انك لم تلاحظ ان كلام الا لوسي هو جانب من دلالة الاية ومعانيها
    وليس منتهى دلالتها ومعانيها
    واحيلك على كتب التفسير

  11. #51
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    496

    افتراضي رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

    بارك الله في الجميع ........ولكن انا عندي طلب واحد من الاخت جمانة ..............لقد سبق أن أحلتيني على كتب التفسير وقد امتثلت أمرك ولكن لم أجد من المفسرين من سبقك في تفسير الايتين السابقتينبما فسرتيه أنت فأقول إن كان لك سلف من المفسرين فسر بمثل ما تفسرين فأتحفينا به .............
    إذا استفدت من مشاركتي أو لم تستفد منها فادع الله أن يغفر لي

  12. #52
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ ثم أما بعد..

    أحبتي الكرام؛ عند دراسة موضوع من ناحية فقهية حكمية تشريعية، فلابد أن يكون الكلام حفظكم الله قائماً على المنهجية والمنطقية وعلى التمكن التام من الإحاطة بدلائل المسألة المطروحة وأقوال أهل العلم حولها وفيها..

    ولا أعتقد أن مثل هذه المسألة قد تركها الأئمة سبهللاً لم تنضبط عندهم أم لم يحيطوا بحيثياتها رحمكم الله.
    وعليه أحبتي أقول:

    المتقرر رعاكم الله تعالى في الفقه الإسلامي حول هذه المسألة = صورتين اثنتين:
    إحداهما: القراءة الجماعية لحزب من الأحزاب المتلوة جماعة بصوت واحد بلا توزيع قراءة بينهم.
    ثانيهما: القراءة الجماعية لحزب من الأحزاب المتلوة جماعة من قِبَل مجموعة من القراء؛ وبعد الإنتهاء من مقطعهم المتلو تبدأ مجموعة أخرى بإكمال القراءة وهكذا.

    وللعلماء في هذا أقوال معروفة، الصحيح الصواب الذي عليه الأكثر منهم = مكروهٌ كراهة شديدة، لكن لا يصل إلى التحريم إطلاقاً إلا أن يتخذ عادة مستمرة ثابتة، أو أن يؤدي إلى تقطيع الكلمات القرآنية.

    ووجه الكراهة فيه ما يلي:
    - مخالفة العمل في مدارسة جبريل النبي عليهما السلام.
    - تأديها لترك بعضهم شيئا منه لبعض عند ضيق النفس وسبق الغير.
    - عدم الإصغاء للقرآن المأمور به في قوله تعالى: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون}.
    - تأديته إلى المباهاة والمنافسة كما هو مشاهد.

    فإن كان للتعليم أو نحوه فلا يكره. والله تعالى أعلم
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  13. #53
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    130

    افتراضي رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

    ينصح بمراجعة كتاب :
    إبراز الشناعة المتجلية في المساعي الحميدة في استنباط الذكر الجماعي
    للعلامة أبي أويس محمد بو خبزة التطواني ففيه ما يشفي الغليل
    ملآ السنابل تنحني بتواضع *** والفارغاتُ رؤوسهن شوامخُ

  14. #54
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    مصر - محافظة الشرقية - مدينة الإبراهيمية
    المشاركات
    1,463

    Lightbulb رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الطيب مشاهدة المشاركة
    ينصح بمراجعة كتاب :
    إبراز الشناعة المتجلية في المساعي الحميدة في استنباط الذكر الجماعي
    للعلامة أبي أويس محمد بو خبزة التطواني ففيه ما يشفي الغليل
    إبراز الشناعة المتجلية في المساعي الحميدة في استنباط مشروعية الذكر جماعة
    http://www.almeshkat.com/vb/showthread.php?t=54515

  15. #55
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    52

    افتراضي رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، مناقشة طيبة.

    وجدت ما يلي :

    قال الشيخ ابن تيمية -رحمه الله- في كتاب الفتاوى الكبرى، طبعة دار المعرفة : "..و قراءة الإدارة حسنة عند أكثر العلماء و من قراءة الإدارة قراءتهم مجتمعين بصوت واحد و للمالكيَة وجهان في كراهتها و كرَهها مالك و أمَا قراءة واحد و الباقون يستمعون له فلا يكره بغير خلاف..".
    و هذا الكلام فيه إثبات من الشيخ ابن تيمية -رحمه الله- بأنّه قد حصل خلاف دون أن أنفي بأنّ هناك من حكم على هذا النوع من القراءة للقرآن بصوت واحد بأنّه بدعة كالشيخ الطرطوشي المالكي -رحمه الله- إن لم تخني الذاكرة.

    و وجدت ما يلي عن الشيخ بن تيمية -رحمه الله- أيضا :

    جاء في ( مختصر الفتاوى المصرية ) 1 / 357 قوله : ( إذا عرف ذلك فقراءة كل واحد القرآن على حدته أفضل من قراءته مجتمعين بصوت واحد فإن هذه تسمى قراءة الإدارة وقد كرهها طوائف من أهل العلم كمالك وطائفة من أصحاب الإمام أحمد وغيرهم ومن رخص فيها كبعض أصحاب احمد لم يقل إنها أفضل من قراءة الانفراد إذ يحصل لكل واحد في قراءة الانفراد جميع القراءة وأما هذه فلا يحصل لكل واحد جميع القراءة بل هذا يتم ما بدأ فيه هذا وهذا يتم ما بدأ فيه هذا ) .
    http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?t=14438

    بخصوص ما يلي :

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبد الرحمان السلفية
    وقال النووي في شرح مسلم :
    ‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله تعالى ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة , وغشيتهم الرحمة ) ‏
    ‏قيل : المراد بالسكينة هنا : الرحمة , وهو الذي اختاره القاضي عياض , وهو ضعيف , لعطف الرحمة عليه , وقيل : الطمأنينة والوقار وهو أحسن , وفي هذا : دليل لفضل الاجتماع على تلاوة القرآن في المسجد , وهو مذهبنا ومذهب الجمهور , وقال مالك : يكره , وتأوله بعض أصحابه

    فالذي استحبه الجمهور هو الاجتماع في المسجد والذي كرهه مالك هو الاجتماع في المسجد لا مطلق الاجتماع لأن النووي نفسه نقل قول مالك لا بأس به بعد أن شرح كيفية هذا الاجتماع في فصل الإدارة بالقرآن ولهذا رد العلماء كلامه بالحديث الصحيح (في بيت من بيوت الله )
    http://www.shamsqatar.com/vb/f137/t104670.html

    فيا اختي؛ أم عبد الرحمان، لعلك توضحي كيف استنبطت ذلك الفهم من كلام النووي -رحمه الله- و لعلك تطّالعي هاته الفتوى و إن كانت نسبت لشخص لا أعرفه و لكن أنقلها لك لعلي أعرف رأيك فيما نسبه للنووي بفهم يغاير فهمك: حيث قال :

    ما حكم قراءة القرآن جماعة بصوت واحد؟
    أفيدونا جزاكم الله خيرا

    الجواب (منسوب لسليمان العيسى): الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

    إن مسألة قراءة القرآن جماعة بصوت واحد محل خلاف بين أهل العلم إلى عدة أقوال: أبرزها ثلاثة:

    القول الأول: أنها مكروهة وهو قول الإمام مالك رحمه الله،
    والقول الثاني: أنها مباحة وهو ظاهر مذهب الحنفية،
    والقول الثالث: أنه مستحبة وهو الظاهر من قول بعض الشافعية وقد قال به النووي. هذا،

    والراجح عندي والعلم عند الله تعالى أن القراءة الجماعية إن كان المقصود منها التعبد والتقرب إلى الله فهي لا تجوز بل هي بدعة لأن التعبد بهذه الطريقة لم يرد فعله عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه، والعبادات توقيفية لا يجوز فعلها إلا بدليل. أما إن كان المقصود من القراءة الجماعية تعلم القرآن كما يُفعل في تعليم الصبيان فأرى أن لا بأس به لما فيه من الفائدة من تعليم الناشئة بيسر وسهولة وسرعة حفظ وزيادة نشاط وتوفير وقت للمعلم والمتعلم هذا ما أردت إيضاحه. والله أعلم. وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين
    و أضيفا ما يلي :

    هل يجوز قراءة القرآن جماعة ؟

    الفتوى :
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

    فإن قراءة القرآن جماعة لها أربع صور:
    الصور الأولى: أن يقرأ واحد والباقون يستمعون له، فهذه الصورة مستحبة لا تكره بغير خلاف، لما في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: اقرأ علي، قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟! قال: فإني أحب أن أسمعه من غيري، فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً، قال: أمسك فإذا عيناه تذرفان.
    قال ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى 5/345: وأما قراءة واحد والباقون يستمعون له فلا يكره بغير خلاف وهي مستحبة، وهي التي كان الصحابة يفعلونها كأبي موسى وغيره.
    الصور الثانية: أن يقرأ قارئ ثم يقطع ثم يعيد غيره ما قرأ الأول لأجل مدارسة القرآن، فهذه الصورة مستحبة باتفاق الفقهاء لأن جبريل كان يدارس النبي صلى الله عليه وسلم برمضان يعرض كل منهما على الآخر. قال الحافظ في الفتح: يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، هذا عكس ما وقع في الترجمة لأن فيها أن جبريل كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم، وفي هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض على جبريل وتقدم في بدء الوحي، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فيحمل على أن كلا منهما كان يعرض على الآخر.
    وقال في مطالب أولي النهى 1/598: وأما لو أعاد ما قرأه الأول وهكذا فلا يكره؛ لأن جبريل كان يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن برمضان وهذا ما قرره البهوتي رحمه الله في كشاف القناع انظر 1/433.
    وقال الخرشي في شرحه على مختصر خليل 1/353: كما لا نكره المدارسة بالمعنى الذي كان يدارس به جبريل النبي صلى الله عليه وسلم برمضان من قراءته وإعادة النبي صلى الله عليه وسلم. انتهى
    الصورة الثالثة: أن يقرأ قارئ ثم يقطع ثم يقرأ غيره بما بعد قراءته، فذهب جمهور أهل العلم إلى أن ذلك حسن لا يكره، وذهب الحنابلة إلى كراهة تلك الصورة، قال ابن مفلح في الفروع 1/554: وكره أصحابنا قراءة الإدارة، وقال حرب: حسنة، وحكاه شيخنا -أي ابن تيمية رحمه الله- عن أكثر العلماء.
    والراجح في هذه الصورة أنها لا تكره، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده. رواه مسلم وأبو داود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
    وإذا اتفق الحنابلة مع الجمهور على استحباب الصورة الأولى فلا وجه للكراهة هنا.. إذ لا فرق بين أن يعيد القارئ ما قرأ الأول أو أن يقرأ من حيث ما وقف الأول.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى الكبرى 5/345: وقراءة الإدارة حسنة عند أكثر العلماء.
    وقال الإمام النووي في التبيان: فصل في الإدارة بالقرآن وهو أن يجتمع جماعة يقرأ بعضهم عشراً أو جزءاً أو غير ذلك ثم يسكت ويقرأ الآخر من حيث انتهى الأول، ثم يقرأ الآخر وهكذا، وهذا جائز حسن. وقد سئل مالك رحمه الله تعالى عنه فقال: لا بأس به. انتهى
    الصورة الرابعة: أن يقرأ الكل مجتمعين بصوت واحد.
    فمذهب الحنابلة والشافعية استحباب ذلك وهو القول الثاني عند الأحناف، قال البهوتي رحمه الله في شرح منتهى الإرادات 1/256: ولا تكره قراءة جماعة بصوت واحد.
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى 5/345: وقراءة الإدارة حسنة عند أكثر العلماء ومن قراءة الإدارة قراءتهم مجتمعين بصوت واحد، وللمالكية قولان في كراهتها. انتهى
    وقال محمد بن محمد الخادمي في بريقه محمودية: وكره أن يقرأ القرآن جماعة لأن فيه ترك الاستماع والإنصات المأمور بها، وقيل لا بأس به ولا بأس باجتماعهم على قراءة الإخلاص جهراً عند ختم القرآن، والأولى أن يقرأ واحد ويستمع الباقون. انظر 3/270

    القول الثاني: كراهة قراءة الجماعة معاً بصوت واحد لتضمنها ترك الاستماع والإنصات، وللزوم تخليط بعضهم على بعض، وهو المعتمد عند الحنفية والمالكية.
    قال صاحب غنية المتملي: يكره للقوم أن يقرءوا القرآن جملة لتضمنها ترك الاستماع والإنصات وقيل: لا بأس به.
    وقد أثبت المالكية القول بالكراهة في كتبهم وشنعوا على القائلين بالجواز بلا كراهة، وقد عقد ابن الحاج رحمه الله فصلاً في المدخل 1/94 وما بعدها رد فيه على الإمام النووي رحمه الله، وما نقله من أدلة وآثار عن السلف فليراجع.
    وقال الطرطوشي في الحوادث والبدع: لم يختلف قوله -يعني الإمام مالكاً - أنهم إذا قرؤوا جماعة في سورة واحدة أنه مكروه.
    ونقل عن مالك كراهة القراءة بالإدارة وقوله: وهذا لم يكن من عمل الناس.
    وقال أبو الوليد ابن رشد: إنما كرهه مالك للمجاراة في حفظه والمباهاة والتقدم فيه. انتهى
    ولهذا ينبغي ترك هذه الصورة الأخيرة، فإن الخير في اتباع من سلف، وحذراً من المجاراة والمباهاة واختلاط الأصوات وترك الإنصات.
    والله أعلم.
    http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/S...Option=FatwaId

    و هذا كلام وجدته منسوب للشيخ العثيمين -رحمه الله هذا نصه :

    اسم الفتوى : ما حكم قراءة القرآن جماعة بصوت واحد، وما مدى حقيقة وضع القارئ في هذه الحالة مع التوضيح والتوكيد ؟
    اسم المفتي: محمد بن صالح العثيمين
    السؤال كامل : ما حكم قراءة القرآن جماعة بصوت واحد، وما مدى حقيقة وضع القارئ في هذه الحالة مع التوضيح والتوكيد ؟
    الشيخ: قراءة القرآن بصوت واحد من جماعة هذا جائز إذا لم يتضمن محظوراً فما المحظور أن يحصل به تشويش على من حولهم فيمنع عن ذلك، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه وهم يصلون ويجهرون بالقراءة فقال صلى الله عليه وسلم كلكم يناجي ربكم فلا يجهر بعضكم على بعض في القرآن، ومنها أيضاً أي من المحاذير أن يتخذ هذا على سبيل الطرب وهز الظهور، وما أشبه ذلك مما يفعله بعض الناس أصحاب الطرق فهذا أيضاً يمنع منه، ومنها أيضاً أن يحصل به إعراض عن تلاوة الإنسان لنفسه يعني الذين يألفون هذه الطريقة حتى لا يستطيع المرء منهم أن يقرأ القرآن لنفسه فإن هذا محظور يجب تجنبه، فإذا سلم من المحاذير فليس به، وإذا كان الرجل إذا قرأ وحده صار أقرب إلى استحضاره وإلى تدبره كان ذلك أولى من القراءة للجمع
    http://al-gharbi.com/play-12117.html

  16. #56
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    503

    افتراضي رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

    حيث ثبت انه اختلفت اراء اهل العلم في هذه المسألة
    فلا يمكن الحكم على اي قول منها بأنه بدعة لان
    (النـظـر إلى المسائل الاجتهادية وإلى حكم الاختلاف فيها، كما بينه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله:
    « إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران ، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر ».
    وهذا صريح في أن المخطئ غير مبتدع، ولا ضال ؛
    لأن الله لا يأجر على البدعة، بل « كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النَّار ».
    فالذي يضلل مخالفه إمَّا أنه يغفل عن هذا الميزان،
    وإمَّا أنَّه يتجاهله لغاية في نفسه ضد مخالفه،
    وإما أنه يزعم أن هذه المسألة وأمثالها ليست مسائل اجتهادية، )

  17. #57
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    52

    افتراضي رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

    و بعد :

    أختي؛ جمانة، فهم النصوص الشرعية ينبغي أن يكون وفق فهم من سبقنا من الصحابة رضوان الله عليهم و من تبعهم بإحسان من علماء لأنّهم أعرف باللغة العربية و بمناسبات ورود تلك النصوص. و عند حصول الخلاف في الفهم بينهم فالعبرة عند الترجيح : بفهم من هو أقرب إلى عصر النبوة من دون إهمال لجانب : مراعاة مقاصد الشريعة الإسلامية، و القياس الصحيح، و عدم التعارض مع الأدلة الأخرى الصحيحة، و عدم إلغاء معاني نصوص شرعية.

    و عليه فأذكر ما يلي :


    فقد صحح البخاري عن عُبادة بن الصامت قال: "كُنَّا خَلْف رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر، فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فثقُلَتْ عليه القراءةُ، فلما فرغ قال: "لعلكم تقرؤون خَلْف إمامكم؟" قلنا: "نعم يا رسول الله"، قال: "لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب؛ فإنه لا صلاة لمَن لم يقرأ بها"، وفي لفظ: "فلا تقرؤوا من القرآن إذا جهرتُ به إلا بأمِّ القرآن" .

    (و عن أبي هريرة رضي الله عنه : أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- انصرف من صلاة فقال: "هل قرأ معي أحد منكم؟"، فقال رجل: " نعم يا رسول الله". قال عليه الصلاة و السلام : "ما لي أنازع القرآن". فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما جهر فيها من الصلوات، حين سمعوا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.) رواه مالك في الموطأ، وأبو داود وصححه الشيخ الألباني -رحمه الله-.


    فظهر أنّ منازعة من يقرأ بالقرآن و الإثقال عليه ليس بأمر مطلوب ...

    و قد كان بإمكان النبي صلى الله عليه و سلّم أن يُرشدهم إلى أن يقرؤوا معه بصوت واحد و إيقاع واحد و نسق واحد و بالتالي تخف المخالجة و المنازعة و الإثقال عليه و مع ذلك لم يرشدهم، و هذا يشير إلى :

    أنّ (المصلحة الناجمة من القراء بصوت واحد في الصلاة) أقل من (مصلحة الحلول الأخرى المتاحة).

    و هذا في الصلاة و التي يحتاج فيها الإنسان إلى التركيز و القيام بالأعمال التي تعينه على متابعة الإمام فما بالك في غيرها من الأمور التي لا تصل إلى درجة أهمية الإنصات إلى قراءة إمام الصلاة.

    فدلّ أنّ الأولى اجتناب قراءة القرآن في جماعة بصوت واحد و إيقاع واحد و نسق واحد حتى خارج الصلاة.


    و هنا أستفسر هل من أدلة عند الإخوة فيها ترجيح أفضلية أن يحفظ شخص القرآن في جماعة و بصوت واحد و نسق واحد لمن لا يستطيع أن يحفظه لوحده ؟ و كذا مراجعته بنفس الطريقة لمن يَفتُرُ عن مراجعته إن كان لوحده و يخشى أن يفقد ما حفظ ؟؟ أم أنّ استعمال هاته الطريقة مرجوحة الأفضلية حتى في هاته الحالات -أرجو البيان-؟؟؟؟

    و بارك الله فيكم

  18. #58
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    433

    افتراضي رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

    أصداء من المغرب الشقيق بقلم صحافي متخصص

    "الحزب الراتب" أو "الرتبة".. أسماء لأعراف قرآنية استحكمت في نفوس المغاربة، هذه الأعراف تخطت حدود المكان، سواء في البوادي أو المدن أو "المداشر"، وطبعت أجواء المساجد والزوايا والجمعيات. وقد جرى العمل بالقراءة الجماعية للقرآن في المغرب منذ القرن العاشر الهجري، بعد أن أوقف الشيخ الصوفي عبد الله الهبطي وقفا للقراءة الجماعية بنغمة واحدة، وخصصت لها أوقات معلومة، فقد تكون بعد صلاة الصبح أو بعد صلاة المغرب، أو قبيل صعود الخطيب إلى المنبر من يوم الجمعة.
    ورغم ما يقال من أن مذهب مالك -رحمه الله وهو المذهب الرسمي للدولة- يكرهها فإن القراءة الجماعية كرست افتراقا مذهبيا في النظر إلى شرعيتها.. كما جعلت كل إشارة تحاول النيل من هذه الشرعية إتيانا بدين جديد عن المغاربة!! وهذا ما حرصت الوزارة الوصية على الشأن الديني بالمغرب على تثبيته، وإلزام الأئمة والخطباء والوعاظ بالعض عليه بالنواجذ، كـ"خصوصية مغربية في التدين".
    تقنين وزاري
    وبهدف تقنين مجال فقه العبادات بأحكام أساسية تتوافق مع التوجهات الرسمية بالمغرب، أصدرت الوزارة المسئولة دليلا للإمام والخطيب والواعظ يساعدهم على تمثل الاختيارات الجديدة في إصلاح الشأن الديني وفق ما جرى العمل به في المغرب.
    وفي ركن "نماذج من الشعائر الدينية التي جرى بها العمل: تأصيل وتخريج" من دليل الإمام والخطيب والواعظ، دافعت الوزارة عن مشروعية القراءة الجماعية قائلة: "الأصل في مشروعية القراءة جماعة لما صح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فيه فقوموا".
    وتابع الدليل: "والائتلاف على القرآن والاختلاف فيه، مما لا يتصور حدوثه في التلاوة الفردية، وجمهور العلماء على جوازها واستحبابها"، وذكر الدليل بعد ذلك أن ترتيب هذا العمل جرى به منذ عصور، كما قال صاحب "العمل الفاسي" عبد الرحمن الفاسي:
    والذكر مع قراءة الأحزاب *** جماعة شاع مدى الأحقاب
    قال شارحه الشيخ عبد الصمد كنون: "وقد جرى العمل ببلدنا بين يدي العلماء، والأمر فيه خفيف، وجرى الأمر عليه في المغرب كله، وفي المشرق كما بلغنا ولا نكير". وقد كانت لهم في ذلك مقاصد معتبرة: منها تعاهد القرآن حسبما جاء فيه من الترغيب في الأحاديث، ومنها تسميع كتاب الله لمن يريد سماعه من عوام المسلمين، إذ لا يقدر العامي على تلاوته فيجد بذلك سبيلا إلى سماعه، ومنها التماس الفضل المذكور في الحديث إذ لم يخصص وقتا دون وقت.
    وبعد ذكر "دليل الإمام والخطيب والواعظ" للمقاصد الثلاثة للقراءة جماعة، التفت إلى بيان تأصيل المشروعية، وأشار إلى أن: "مسألة قراءة الحزب تئول إلى أمرين: أولهما القراءة جماعة، وثانيهما: ترتيب الحزب في الصباح والمساء في المساجد".
    أما القراءة جماعة فالقائلون بجوازها واستحبابها كثيرون ولهم أدلة قوية، قال النووي في المجموع: "فرع، لا كراهة في قراءة الجماعة مجتمعين، بل هي مستحبة، وكذا الإدارة...".
    أما ترتيب الحزب فمبني على الجواز الأصلي، إذ ليس في الشرع دليل على منعه في هذين الوقتين، وترتيبه فيهما لا يعتقد أحد أنه فرض أو سنة، لا من العامة ولا من غيرهم.
    ولتشجيع الاستمرار على تلاوة الحزب خصصت الوزارة تعويضا ماديا للأئمة المواظبين عليه في المساجد -وخاصة يوم الجمعة- يضاف إلى أجرتهم الشهرية.
    تمايز وافتراق مذهبي
    وعن رؤية هذه القراءة لدى التيارات الإسلامية في المغرب، فإن هناك خلافا وتمايزا خفيا بين تلك التيارات، خاصة بين أصحاب الاتجاه السلفي والاتجاه الصوفي.
    فالتيار الأول يرى أن القراءة الجماعية للقرآن الكريم لم تثبت من النبي صلى الله عليه وسلم و"تركها هو الأصل، وفعل ما لم يفعله النبي عليه الصلاة والسلام بدعة"، ويستدلون على رأيهم بعدة أحاديث منها أن الرسول الكريم أمر أبي بن كعب أن يقرأ عليه القرآن، أو قوله عليه الصلاة والسلام فيما رواه أحمد: "لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن"، كما أنه أثر عن الصحابة أنهم كانوا يقرؤون القرآن ويحسب السامع أصواتهم طنين النحل.
    لذلك فإن الشيخ محمد المغراوي، المشرف العام لجمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بمراكش (ذات اتجاه سلفي) يعتبر "تلاوة القرآن الكريم جماعة من أشهر البدع التي يتداولها المغاربة والتي لا حظّ لها من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم كما أنه لم يسلم من الاعتقاد بمشروعيتها إلا قلة من العارفين بأصول التجويد وكذلك أصول الدين".
    ويقول المغراوي في استفتاءين، نشرهما موقع الجمعية على الإنترنت: "السنة قول وفعل وتقرير، وقراءة القرآن جماعة لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في نص صحيح صريح لا من قوله ولا من فعله ولا من تقريره، فهو فعل محدث أنكره مالك رحمه الله وقال: لم يكن من الأمر الأول. ولا شك في بدعيته".
    ثم ينتقل إلى ذكر سيئات القراءة الجماعية، ويشير: "القراءة الجماعية فيها سيئات كثيرة ومحاذير جمة، يكفي في واحدة منها أن تمنع من أجلها. وغالب الذين يفعلون ذلك هم الجهلة المرتزقة وباعة القرآن، وأما أهل الدين والاستقامة فلا يَجْرُؤُون على فعل هذه البدع المنكرة، فهي من أنكر البدع التي انتشرت في بعض البلاد، فهي مفسدة للقرآن، وتختلط فيها الأصوات وتُقَطَّع فيها الكلمات والحروف، وفيه تشبه بالنصارى في تراتيلهم في كنائسهم، وفيها جهر البعض على البعض بالقرآن، وهو منهي عنه في السنة الصحيحة.. إلى غير ذلك من المفاسد والسيئات، أما الحديث الذي يستدل به هؤلاء على هذه البدعة فليس لهم فيه دليل؛ قال المناوي في بيان معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "يتدارسون كتاب الله": "أي يشتركون في قراءة بعضهم على بعض، وكثرة درسه، ويتعهدونه خوف النسيان".
    أما التيار الثاني (الصوفي) فهو يتبناها ويعتبرها وردا ضروريا لمريديه، مع اختلاف بين الزوايا المغربية من ناصرية وبودشيشية وتيجانية في ترتيبها مع أوراد الأذكار.
    فالشيخ أحمد بناصر، شيخ الزاوية الناصرية، يوصي مريدي الزاوية بالتزام الورد القرآني جماعة، وهو من أولويات الأذكار، تليه سلسلة الأوراد الأخرى منها "اللطيف"، "لا إله إلا الله"، أو "اسم الجلالة". أما الزوايا البودشيشية فهي ترى أن قراءة القرآن جماعة لا حرج فيها، ولكنها تجعل الأوراد والأذكار سابقة عن الورد القرآني، أي أنها تأتي بعد تلاوة أوراد "دليل الخيرات".
    أما الزاوية التيجانية، فهي ترى أن الإكثار من الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام جالب للخيرات، ولا يقع صاحبها في إثم التفريط فيها، بخلاف نسيان القرآن الكريم بعد حفظه، والذي يترتب عليه إثم كبير، وينال صاحبه وعيد الله تعالى، وهو ما يجعل أتباع الزاوية يلزمون الصلاة على النبي فقط"، حسب ما صرح به أحد أتباعها والذي يعمل موظفا بقطاع البريد بالرباط.
    ويعلق الدكتور محمد أبو صلاح، أستاذ الحديث والسيرة بكلية الآداب بالمحمدية، على هذا التمايز بين الاتجاهين بأن: "البعض رأى في القراءة الجماعية أنها عبادة محضة، وهي لم تثبت عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، والواجب فيها الاتباع، وهو قول مرجوح".
    ويتابع: "أما البعض الآخر فرأى مقاصدها في حفظ القرآن ودوام سماعه، فأجازوا ذلك لتعليم الناس وتعويدهم على القراءة السليمة، وشغلهم عن اللغو في المسجد، وهو الراجح لدي، كما سمعت بعض أهل العلم يبينه ( الأمين العام للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم).
    ويضيف أبو صلاح شارحا: فمن نظر إلى كونها عبادة منع، ومن نظر إلى الفوائد المتوخاة منها ومقاصدها أجاز، وتقريب هذا التمايز لدى الفريقين ينطلق من القاعدة الشرعية القائلة بأن "الأمور بمقاصدها"، والناس إذا لم نشغلهم بالحق اشتغلوا بالباطل، وكم سمعنا من طلاب -بل وأساتذة- يخطئون في قراءة بعض آيات القرآن، ولو ألفوا سماع القرآن منذ صغرهم في بيوت الله لما وقعوا فيما وقعوا فيه.
    تباين شعبي
    وعلى مستوى الجمهور المتعامل مع تلك القراءة، فإن هناك تباينا في الرؤية.. فمثلا مصطفى الناصري وهو كاتب مهتم بالشأن الدعوي والتربوي من الدار البيضاء، يعتبر قراءة القرآن جماعة "سنة مغربية محمودة، ومن فضلها أنها تثبت المحفوظ في الصدور، وهي أيضا بمثابة مدرسة لتعليم القرآن للأطفال، فحضورهم حلقات القرآن يمكنهم من العيش في روضاته"، ويدعو الجميع إلى ملازمتها، "لأنها الأساس لتعلم القراءة السليمة، فكل من لم يقرأ بها لا يمكن أن يتقن قراءة القرآن قراءة سليمة".
    ويرى الناصري أن "كل من يعتبرها بدعة سيضيع على الناس فضلا كبيرا، خاصة إذا لم يتيسر للفرد قراءة ورده اليومي فرديا، ولذا فهي نافلة لا تخلو من فائدة، ويجب عدم حرمان الناس منها".
    ويؤكد على أن القراءة "لتكون قراءة سنية يجب أن تكون متأنية، تحرص على تطبيق القواعد، وقد حضرت في مدن الشمال بالمغرب (طنجة وتطوان...) ووجدت أنهم يحافظون على الجزء الأكبر من القواعد في القراءة. كما يجب اجتناب بعض طرق القراءة الشاذة، حيث يتم التصايح بين الأفراد، وهي قراءة تخل بمعاني القرآن، ولا يتحصل معها معنى التدبر، وهذا غير مقبول".
    كذلك فإن حسن العمري، وهو موظف متقاعد من التعليم العمومي ويسكن مدينة سلا القريبة من العاصمة المغربية، يبدو فخورا ومجدا وهو يشارك الفقيه القراءة الجماعية بعد صلاة المغرب، إذ يهرع كل يوم بعد التسليم من الصلاة والدعاء إلى الخزانة الخاصة بالمصاحف للإتيان بها إلى حضرة الفقيه أو الإمام الراتب، حيث يتم توزيعها على الراغبين مع تحديد صفحة الحزب المراد تلاوته، وبعد الانتهاء من تلاوة الحزب الراتب، يحرص على إرجاع المصاحف للخزانة والحفاظ على ترتيبها.
    أماعلي رشيد، وهو يصلي بالمسجد ذاته مع حسن العمري، فهو يتحفظ على القراءة الجماعية، لأنها لا تنضبط بقواعد التلاوة والتدبر. ويفسر عدم مواظبته على قراءة الحزب وتفضيل قراءة ورده اليومي في المنزل لما رأى من سلوكيات بعض القارئين الذين اعتادوا القراءة بدون تدبر: "لم أعد أقرأ في المسجد، فمرة قال لي أحدهم: خذ المصاحف للخزانة؟! كأنه يأمر طفلا صغيرا، كما أنه بعد الانتهاء من القراءة يعود إلى لهوه ومزاحه مع الحاضرين، وكأن ما قرأناه ليس بكلام الله الذي لو أنزل على جبل لرأيناه خاشعا، كما أخبرنا الله تعالى ".


    منقول من هــــــــــــــ ـنا
    صدق من قال:
    بين الشيعة والصوفية شعرة فلوسب الصوفية الصحابة لصاروا شيعة ولولم يسب الشيعة الصحابة لكانواصوفية .

  19. #59
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    433

    افتراضي رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

    أما الدكتور رشيد بن عيسى الاطار بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف بالجزائر فيرى هذه القراءة بهذه الاجابة
    حكم قراءة القرآن جماعةً على طريقة ( الحزب الراتب ) - د. محمد عيسى


    القرآن الكريم كلام الله تبارك وتعالى، هو الذي لم تنته الجنّ إذ سمعته أن قالوا: ?إنا سمعنا قرآنا عجبا?(الجن/ 01) من علم علمَه سبق، ومن قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم.


    رغّب الله تعالى في تلاوته فقال: ?ورتل القرآن ترتيلا?(المزمل/ 04)، وقال في آية أخرى: ?فاقرءوا ما تيسر من القرآن?(المزمل/20).


    بينما حذّر من هجره وجعلَه من شكاوى الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ربه يوم القيامة، فقال: ?وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا?(الفرقان/30).


    فقراءة القرآن الكريم وتلاوته عبادة من أعظم العبادات وأجلّها عند المولى عزّ وجلّ لذلك رتّب عليها الأجر العظيم والرضوان العميم، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف))(الترمذي وقال: حسن صحيح غريب).


    وحتى لا يحرم الأميُّ أو المريض من هذا الخير بسبب العجز عن القراءة فقد رغّب الشارع في بذل المجهود ورتّب عليه أجرا مضاعفا.


    عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن يتعتع فيه، وهو عليه شاقّ له أجران))، وفي رواية: ((والذي يقرؤه وهو يشتد عليه له أجران))(البخاري ومسلم واللفظ له، وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه).


    وهذا تأكيد ظاهر على أن تلاوة القرآن أمر مرغوب فيه على كل حال


    ولقد درجت الجزائر كغيرها من بلاد المغرب على قراءة القرآن الكريم جماعة فيما يعرف "بالحزب الراتب" جريا على العرف الجاري بهذه الديار.


    لكن غزتنا بدعة الحكم بمنع الاجتماع لقراءة القرآن جماعة في المسجد، حتى أن بعض المنتسبين للعلم الشرعي شنّعوها تشنيعا عظيما فبلغ الأمر ببعضهم إلى الاعتداء على القراء، ومنعهم بالقوة، وجارى بعض ضعاف الأئمة هذا التيار اتقاءً للإذاية والتشهير.


    وسأحاول في هذه الدراسة المقتضبة أن أحقق هذه المسألة تحقيقا علميا موضوعيا، وأن أبحث عن وجه الحق فيها.


    تأصيل الموضوع:


    يجب أن نؤكد حقيقة دينية تاريخية أولاُ، وهي أن فكرة منع قراءة القرآن الكريم على طريقة "الحزب الراتب" وافدة على نظام ديني اجتماعي قائم من قرون خلت بالمجتمع الجزائري خاصّة وبالمجتمع المغربي عامة، بل وبالعالم الإسلامي بوجه من الوجوه.


    وإنّ الأصل في النقاش والمناظرة أن يورد الوافد أدلة رأيه، ذلك أنه لا يتصور أن تتمالأ الأمة على مدى أعصار متعاقبة وتجتمع على الضلالة ومخالفة أمر الله تعالى وفيها العلماء والصالحون.


    فقد ثبت –كما أفاده ابن لبّ( )-: «أن العمل بذلك تضافر عليه أهل هذه الأمصار والأعصار، وهي مقاصد من يقصدها فلن يخيب من أجرها»( ).


    دليل المانعين:


    إن الذين يمنعون هذه الطريقة أساساً هم الكُتبيون الذين لا شيخ لهم إلا أوراق الكتب والرسائل، وهم أيضا أنصار بدعة دخيلة على السنة الجارية في طلب العلم الشرعي وهي ثقافة الأشرطة والهواتف، تجدهم يتفقهون بسماع الأشرطة يوم الخميس ويدرّسون محتواها يوم الجمعة ليفتوا بمقتضاها يوم السبت?


    وبالجملة فإن أدلتهم لا تخرج عن أمرين اثنين:


    - نصوص من السنة النبوية الشريفة فهموها على عمومها وإطلاقها.


    - نصوص في المذهب المالكي يحاجّون بها من باب: إذا لم تحترموا نبيّكم فاحترموا على الأقل مذهبكم.


    أما الأمر الأوّل:


    وهو أقوى ما يستدل به المانعون فأن الاجتماع لقراءة القرآن بدعةٌ، إذ لم يثبت على زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من أصحابه. ويستدلون لذلك بأدلة منها:


    - ما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أحدث في ديننا ما ليس منه فهو ردٌّ))(متفق عليه).


    - وما بيّنه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من أن الإحداث في أمر الدين شرُّ الأمور إذ قال: ((إن أحسن الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرّ الأمور محدثاتها))(البخا ي).


    - وهو ما رواه جابر رضي الله عنه مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمّى فيه الإحداث ابتداعا بلفظ: ((إن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرّ الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة))(مسلم).


    ومقتضى هذا الاستدلال أن قراءة القرآن الكريم جماعة على الطريقة المعهودة محدثة ولا أشرّ من الإحداث في أمر الدين، فهو الابتداع المنهي عنه.


    التحقيق العلمي:


    إن التحقيق العلمي ينتهي إلى أن البدعة المنهي عنها في دين الله عزّ وجلّ لها شرطان:


    الأول:أن تكون حادثة لم تكن في الصدر الأول.


    والثاني: أن تناقض أصلاً من أصول الإسلام قرآنًا أو حديثًا نبويًّا شريفًا أو إجماعاً.


    فإذا اجتمع الشرطان كان الأمر المحدَث هو البدعة الضلالة الذي يُحمل عليه حديث ((كل بدعة ضلالة))(سبق تخريجه).


    ويحمل عليه أيضا قولُ الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه فيما رواه عنه ابن الماجشون( ): »مَن ابتدع في الإسلام بدعة يَراها حسنة فقد زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة؛ لأنّ الله يقول: ?اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ورَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا?(المائدة/03) فما لم يكن يومئذ دينا، فلا يكون اليوم دينا«( ).


    أما إذا لم يجتمع الشرطان فإما أن يكون الأمر غير محدث أصلا بل كان موجودا في الصدر الأول فلا يكون بدعة، أو أن يكون محدثا ولكنه لا يناقض أصلا من كتاب أو سنة أو إجماع فلا يكون حينئذ بدعة أيضا.


    وإن أطلق اسم البدعة عليه فإنما هو إطلاق بالمعنى اللغوي لا بالمعنى الديني الاصطلاحي.


    - ويستدل لذلك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من سنّ في الإسلام سنّة حسنةً يعمل بها من بعده كان له أجرها، ومثل أجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئا؛ ومن سنّ في الإسلام سنة سيئة يعمل بها من بعده، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص شيئا))(مسلم والنسائي).


    فالأمر المحدث إن كان حسنا فمقبول وإن كان قبيحا فممنوع؛ والقبيح ما ناقض أصلا من أصول الشريعة، والحسن ما وافقها.


    - ويستدل أيضا بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن صلاة التراويح: (نعمت البدعة هذه)(البخاري).


    وقد حمل العلماء قوله على المعنى اللغوي للبدعة. فقال شيخ الإسلام ابن تيمية( ) رحمه الله: »وهذا الذي فعله هو سنة لكنه قال ((نعمت البدعة هذه))(سبق تخريجه.) فإنها بدعة في اللغة لكونهم فعلوا ما لم يكونوا يفعلونه في حياة رسول الله«( ).


    - وعلى نفس هذا الوجه يتأوّل إحداث عثمان بن عفان رضي الله عنه للأذان الثالث لصلاة الجمعة كما روى ذلك السائب بن يزيد رضي الله عنه: ((كان النداء يوم الجمعة إذا جلس الإمام على المنبر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فلما كان زمان عثمان وكثر الناس زاد النداء الثالث على الزوراء))(البخار والنسائي).


    فالقاعدة في كل أمر محدث قبل أن نصدر حكم الله فيه، أن نعرضه على أدلة الكتاب والسنة والإجماع، فيكون حكمه ما نصت عليه هذه الأدلة بغضِّ النظر عن كونه محدثا أو غير محدث.


    قال شهاب الدين القرافي( ): »البدعة إذا عَرضت تُعْرض على قواعد الشريعة وأدلتها، فأي شيء تناولها من الأدلة والقواعد ألحقت به«( ).


    وربّ تصرف محدث يصحّ إطلاق اسم البدعة عليه في اللغة، ولكنه في ميزان الشرع سنّةٌ أو واجبٌ.


    قال مجد الدين بن الأثير( ): »البدعة بدعتان بدعة هُدًى وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم فهو في حِيِّز الذم والإنكار، وما كان واقعًا تحت عموم ما ندب الله إليه وحضّ عليه الله أو رسوله فهو في حيِّز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنوع من الجود والسخاء وفعل المعروف، فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما ورد الشرع به؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد جعل له في ذلك ثوابًا فقال: ((مَنْ سَنَّ سُنّة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها))( سبق تخريجه) وقال في ضده: ((ومَن سَنَّ سُنّة سَيئة كان عليه وزرها ووزر مَن عَمل بها))(سبق تخريجه)، وذلك إذا كان في خلاف ما أمر الله به ورسوله صلّى الله عليه وسلم«( ).


    وعلى هذا فهل قراءة القرآن الكريم جماعة على طريقة الحزب الراتب بدعة؟


    لِنَرَ إن كان شرطا البدعة الضلالة متوفرين فيها:


    - أمّا أنها محدثة، فلا يناقش في ذلك أحد، فهي طريقة لم تكن على زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك قال عنها الإمام مالك رضي الله عنه: (لا أعرفه عن السلف)( ).


    - أما أنها تناقض نصا في كتاب الله تعالى أو سنة النبي صلى الله عليه وسلم فالعكس هو الصحيح:


    فقد استند من اعتمد على القراءة الجماعية للقرآن الكريم على طريقة "الحزب الراتب" إلى أدلة من النقل والعقل منها:


    - الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده))(مسلم وأبو داود وغيرهما).


    - ومنها ما ثبت عن معاوية رضي الله عنه قال: ((خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على حلقة من أصحابه فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله تعالى ونحمده على ما هدانا للإسلام ومنّ به علينا، قال: آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله تعالى يباهي بكم الملائكة))(مسلم).


    - ومنها ما روي عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه: (كان يدرس القرآن معه نفر يقرؤون جميعا).


    - ومنها استحسان العلماء الذين عليهم المدار في الفتوى لهذه الطريقة. فقد نقل الإمام أبو العباس الونشريسي( ) أنه «شوهد الإمام ابن عرفة( ) رحمه الله يجمع الثلاثة والأربعة في حزب واحد للتجويد، وشوهد أبو الحسن البطرني( ) يجمع الثلاثة في القراءة»( ).


    - ومنها أن القراءة بهذه الكيفية المعهودة عادة حسنة لا تخالف الشرع، والعادة الحسنة إذا لم تخالف الشرع ولم تناقض أصلا من أصوله فلها اعتبارها، ولهذا قال العلماء: (الثابت بالعرف كالثابت بالنص)( ).


    فهذه الكيفية مما جرى به العمل، ولا يصحّ تغيير هذا العمل إلا إذا صادم وناقض أدلة الشريعة الصريحة.


    يشهد على ذلك تصريح الجمّ الغفير من العلماء الأعلام، من ذلك:


    قول عيسى السكتاني( ):«فإذا اتّضح لك توجيه ما جرى به العمل لزم إجراء الأحكام عليه لأن مخالفة ما جرى به العمل فتنة وفساد كبير»( ).


    قول أبي إسحاق الشاطبي( ):«والأَولى عندي في كل نازلة يكون فيها لعلماء المذهب قولان، فيعمل الناس فيها على موافقة أحدهما، وإن كان مرجوحا في النظر، أن لا يعرض لهم، وأن يجروا على أنهم قلّدوه في الزمان الأول وجرى به العمل، فإنهم إن حملوا على غير ذلك كان في ذلك تشويش للعامة وفتح لأبواب الخصام»( ).


    وقول ابن عبد البر( ):«إذا رأيت الرجل يعمل بالعمل الذي اختلف فيه وأنت ترى غيره فلا تنهه»( ).


    وقول أبي العباس الونشريسي: «والاستشهاد بعمل أهل البلد ببعض الأقوال الفقهية دون بعض أمر معروف شهير عند الخاص والعام لا يجهله من له بالطلب أقلّ تلبس»( ).


    وغير هذه النصوص كثيرة في المذهب المالكي وفي غيره من مذاهب الأمصار، وتستند كلها على أدلة من نصوص الكتاب العزيز والسنة النبوية الشريفة.


    وهي تدل في مجموعها أن ما جرى به العمل في الأمصار له سلطان ولو كان مرجوحا شرط ألا يصادم ويناقض أصلا من أصول الشريعة.


    وما قراءة القرآن الكريم على هذه الطريقة المعهودة إلا عمل جارٍ منذ قرون بهذه الديار، ففيما النزاع؟


    - ومن أدلتهم أيضا أن هذه الطريقة فيها منافع جمّة، ومصالح لا تعدّ إذا أحسن القارئ القراءة وتأدب بآدابها، واحترم الوقوف، وأحكام الترتيل، ومخارج الحروف.


    والعمل إذا تضافر عليه أهل الأمصار والأعصار، ولم يرد من الشرع ما يمنعه أو يقرُّه، فهو من المصالح المرسلة التي تأكدت فيها المصلحة.


    والمنافع والمصالح المترتبة على كيفية "الحزب الراتب" أكثر من تحصر، منها:


    أولا: تعهد القرآن الكريم، فهي تساعد على حفظه وضبطه ومراجعته وعدم نسيانه، وهي بذلك تحقق الاستجابة للأمر النبوي الوارد فيما رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تعاهدوا القرآن، فو الذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عُقُلها))(مسلم).


    وقد حمل بعض المفسرين قوله تعالى: ?ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى، قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا، قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى?(طه/125-126)، على نسيان القرآن بعد حفظه.


    ثانيا: تسميع كتاب الله تعالى لمن يريد سماعه من عوام المسلمين، إذ لا يقدر العامي على تلاوته فيجد بذلك سبيلا إلى سماعه، ثم إن كثيرين حفظوا القرآن من خلال مواظبتهم على الحزب مع الجماعة.


    ثالثا: ومنها التماس الفضل المذكور في حديث: ((ما اجتمع قوم...))(سبق تخريجه)، فقد استفيد منه أن كل قوم اجتمعوا لما ذكر حصل لهم الأجر من غير اشتراط وصف خاص فيهم من علم أو صلاح أو زهد.


    وبالجملة فإن الذين أحدثوا طريقة "الحزب الراتب" لحفظ القرآن الكريم واستدامة استحضاره لم يبتدعوا البدعة الضلالة التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أحدثوا طريقة علمية تربوية في الحفظ والاستحضار مثلما أحدث عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما طرقا في حفظ الدين. وأنه نشأ عن هذا الاختيار نظام ديني اجتماعي يعتبر الخروج عنه فتنة وفسادا كبيرا.


    الأمر الثاني:


    يدّعي هؤلاء أن الذين يعتمدون كيفية الحزب الراتب قد خالفوا مذهبهم الذي نهى عن هذا الفعل، ومما يستند إليه هؤلاء:


    - ما ورد عن الإمام مالك عندما سئل عن هذه المسألة فقال: (لا أعرفه عن السلف).


    ولكن التحقيق أن المراد بهذه العبارة كما قال ابن رشد( ): «أن هذا العمل لم يثبت فيه نص»( ).


    فقول الإمام مالك على هذا لا يحمل على النهي والتحريم، ولكنه يحمل على أمرين:


    الأول: تأصيل المسألة ببيان أن الطريقة محدثة ومن ثمّ تعتريها الأحكام المذكورة سابقا.


    الثاني: أن هذا منهجه في إيثار الاتباع، وكراهة مخالفة السلف.


    - كما يستند المخالف إلى ما تناقله بعض فقهاء المذهب من المنع عن قراءة القرآن جماعة.


    ولكنّه متأوّل من وجهين:


    1/ حملوا المنع على الكراهة وعلّلوها بالتقطيع، والحكم يدور مع علته وجودا وعدما، فقد قال محمد البناني( ): « وقد عللوا النهي عن قراءة القرآن جماعة بالتقطيع، ومع ذلك قالوا النهي للكراهة لا أنه منع»( ).


    قال ابن لبّ: « أما قراءة الحزب في الجماعة على العادة فلم يكرهه أحد إلا مالك على عادته في إيثار الاتباع، وجمهور العلماء على جوازه واستحبابه وقد تمسكوا في ذلك بالحديث الصحيح »( ).


    2/ حملوا المنع على المعلم يغرر في تعليم تلامذته قراءة القرآن، فإنهم إن قرأوا جماعة لا يعرف الحافظ منهم من غير الحافظ؛ وبالتالي فإنه لا يفي بحقهم في التعلم في مقابل الأجر الذي يتقاضاه. فسّر ذلك القابسي( ) عندما سئل فأجاب: « إن اجتماعهم على القراءة بحضرته يخفي عليه القوي الحفظ من ضعيفه»( ). فإذا زالت علة الغرر زال الحكم بزوالها.


    لذلك علّق أبو العباس الونشريسي على اشتهار ذلك عن بعض الأعلام بقوله: «لكن إنما يقرؤون لله تعالى، فلا يدركهم هذا الحكم المذكور، وهذا بعد تسليم جواز الاجتماع على القراءة وهو مذهب الجمهور، وتعضده الآثار الصحيحة»( ). أي أنهم لا يتقاضون على تعليمهم أجرا، فلا يلحقهم حكم الكراهة؛ أما جواز القراءة الجماعية في غير وجه التعليم المأجور فهو مسلَّم كما ترى.


    - وعلى فرض عدم التسليم، واستصحاب الخلاف، فقد سبق سوق عبارات الفقهاء الصريحة في أنه (لا إنكار في مورد الخلاف)( ).


    ونضيف عليها قول أبي عبد الله السجلماسي( ):«وإذا كان القول المعمول به راجحا بالعمل، لم يجز للقاضي ولا المفتي العدول عنه إلى غيره، وإن كان مشهورا»( ).


    وقول القاضي المجاصي( ):«وخروج القاضي عن عمل بلده ريبة قادحة، لكن يقتصر من العمل على ما ثبت، ويسلك المشهور فيما سواه»( ).


    وخلاصة القول:


    إنّ الأدلة التي ساقها أدعياء البدعية، على قوتها، لا تتوجه على موضوعنا، وهي استدلال في خارج محلّ النزاع؛ فشروط البدعة غير متوفرة في قراءة القرآن جماعة على طريقة "الحزب الراتب". بل إنّ الأدلة التي استند إليها معتمدو هذا المنهج من القوة والتنوّع بحيث تنفي كل ريب أو شك في مشروعية الطريقة.


    إن أقلّ ما يمكن أن يقال: إنّ قراءة القرآن جماعة بصوت واحد جائزة إن لم تكن مندوبة ومستحبة، وذلك إذا كانت القراءة صحيحة خالية من اللحن ومن الكبر والرياء، بحيث يراد منها الحفظ والضبط والمراجعة، ولا يعتقد فاعل ذلك أنه يقدم على مكروه تقليدا لمالك، بل يعتقد معنى الحديث النبوي الشريف المتقدم وتقليد من يستحب ذلك ويستحسنه والله أعلم بالصواب.


    أما هجر هذه الطريقة ومنعها حتى أمسى بعض الأئمة يؤمون التراويح من المصاحف، وآخرون يلحنون في القراءة، ولا يكادون يحفظون من كلام الله إلا قليلا، بل يعجزون عن الاستشهاد بآي القرآن فخطير خطورة هجر القرآن ذاته.


    وإننا نحذر هؤلاء من مثل هذا الغلو، فإن نسيان القرآن فيه وعيد شديد محتمل، ألم يقل عليه الصلاة والسلام: ((إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب))(الترمذي وقال: حسن صحيح؛ والحاكم وقال: صحيح الإسناد)؟


    لطف الله بنا، ومنّ علينا بصلاح أحوالنا بجوده وفضله وكرمه. أمين.


    الهوامش


    انظر أيضا: فتوى الشيخ أحمد حماني رحمه الله، في جريدة "العقيدة" الصادرة بتاريخ: 03 جمادى الأولى 1414ه الموافق 17 نوفمبر 1993م.


    ( ) هو أبو العباس فرج بن لب الغرناطي، مفتي محقق، ولد في 701ه وتوفي في حدود 782ه.


    ( ) المعيار المعرب لأبي العباس الونشريسي: 1/155.


    ( ) هو أبو مروان، عبد الملك بن الماجشون، فقيه مالكي شهير، توفي في حدود 213ه.


    ( ) الاعتصام لأبي إسحاق الشاطبي: 1/49.


    ( ) هو أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني الحنبلي، ولد في 661ه وتوفي في 718ه.


    ( ) فتاوى ابن تيمية في الفقه: 22/234-235.


    ( ) هو أبو العباس، أحمد بن إدريس القرافي الصنهاجي، رئيس المالكية في وقته، توفي في 684ه.


    ( ) أنوار البروق في أنواء الفروق لشهاب الدين القرافي: 4/204.


    ( ) هو المبارك بن الأثير، محدث، ولد في 544ه وتوفي في 606ه؛ وهو أخو ابن الأثير المؤرخ.


    ( ) النهاية في غريب الحديث والأثر لمجد الدين ابن الأثير: مادة بدع.


    ( ) البيان والتحصيل لأبي الوليد ابن رشد.


    ( ) هو أبو العباس، أحمد بن يحيى الونشريسي؛ من أعلام المذهب المالكي، توفي في 914ه.


    ( ) هو أبو عبد الله، محمد بن عرفة الورغمي التونسي، ولد في 716ه وتوفي في 748ه.


    ( ) هو محمد بن أحمد البطرني التونسي، فقيه ومحدث، ولد في 702ه وتوفي في 793ه.


    ( ) المعيار المعرب: 8/249.


    ( )حاشية ابن عابدين: 4/364؛ المبسوط للسرخسي: 13/14؛ قواعد الفقه للمجددي: 1/74.


    ( ) هو أبو مهدي عيسى السكتاني، متكلم وفقيه مالكي، ولد بمراكش، وبها أفتى وقضى، توفي سنة 1062ه.


    ( ) فتح الجليل الصمد في شرح التكميل والمعتمد لأبي عبد الله محمد السجلماسي: ص.6.


    ( ) هو إبراهيم بن موسى الغرناطي الشهير بالشاطبي، أصولي من أئمة المالكية؛ توفي في 790ه.


    ( ) فتاوى الإمام أبي إسحاق الشاطبي: 150.


    ( ) هو أبو عمر، يوسف بن عبد الله النمري، محدث نظار، ولد في 368ه وتوفي في 463ه.


    ( )العرف والعمل في المذهب المالكي ومفهومهما لدى علماء المغرب، د.عمر الجيدي: 362.


    ( ) المعيار المعرب: 2/196.


    ( ) هو أبو الوليد، محمد بن رشد، قاضي الجماعة بقرطبة ومفتيها؛ له كتاب "البيان والتحصيل"، توفي في 520ه.


    ( ) البيان والتحصيل لابن رشد.


    ( ) هو أبو عبد الله محمد البناني، من كبار الفقهاء، تولى قضاء طنجة والصويرة وغيرها، توفي في 1307ه.


    ( ) حاشية الدسوقي: 1/198


    ( ) المعيار المعرب: 1/155. والمراد بالحديث: "ما اجتمع قوم..." السابق تخريجه.


    ( ) هو أبو الحسن، علي المعافري، المعروف بالقابسي، أول من أدخل صحيح البخاري إلى افريقية، وسنده مذكور في أوائل "فتح الباري"، ولد في 324ه وتوفي في: 403ه.


    ( )المصدر السابق: 8/249.


    ( ) نفسه.


    ( ) الأشباه والنظائر للسيوطي: 175.


    ( ) هو أبو عبد الله محمد بن الفلاني السجلماسي، فقيه بارع في تحرير الأحكام والنوازل، توفي في 1214ه.


    ( ) فتح الجليل: ص.6.


    ( ) هو أبو محمد عبد الله المجاصي، محدث وفقيه أصولي، كان خطيبا بتلمسان، وهو من شيوخ المقري الجد.
    ملاحظة: هذا المقال نشر في مجلة رسالة المسجد التي تصدرها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بالجزائر
    صدق من قال:
    بين الشيعة والصوفية شعرة فلوسب الصوفية الصحابة لصاروا شيعة ولولم يسب الشيعة الصحابة لكانواصوفية .

  20. #60
    سارة بنت محمد غير متواجد حالياً مشرفة سابقة بمجالس طالبات العلم
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    3,129

    افتراضي رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

    بالنسبة للحديث الذي أوردته الأخت جمانة في التسبيح على الحصا أقول لها أنا اشترطت حديث صحيح وليس حديث موجود في الكتب وهناك فرق طبعا بين الأمرين وإلا فهذا الحديث نعرف أنه موجود لكن ابذلي جهد وانقلي لنا قول عالم معتبر في تصحيحه ثم نتحدث بارك الله فيك

    [quote]

    فيا اختي؛ أم عبد الرحمان، لعلك توضحي كيف استنبطت ذلك الفهم من كلام النووي -رحمه الله- و لعلك تطّالعي هاته الفتوى و إن كانت نسبت لشخص لا أعرفه و لكن أنقلها لك لعلي أعرف رأيك فيما نسبه للنووي بفهم يغاير فهمك: حيث قال :
    [quote]

    حياك الله أيها الأخ الفاضل وأعتذر لم أقرأ مشاركتكم إلا الآن


    لم أستنبطه بفهمي بل هو كلام النووي في التبيان وهو كتاب ورقي بين يدي أنقل منه لأني وجدت اختلافا بينه وبين الموجود في مكتبة المشكاة الإسلامية على النت :

    " فصل استحباب قراءة الجماعة مجتمعين وفضل القارئين من الجماعة والسامعين وبيان فضيلة من جمعهم عليها وحرصهم وندبهم :
    اعلم أن قراءة الجماعة مجتمعين مستحبة بالدلائل الظاهرة وأفعال السلف والخلف المتظاهرة فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من وراية أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما أنه قال .....(وجعل يعدد الأدلة على فضل الاجتماع ) ثم قال النووي في نفس الباب:
    "وأما ما روى ابن أبي داود عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عزرب أنه أنكر هذه الدراسة وقال ما رأيت ولا سمعت ، وقد أدركت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني ما رأيت أحد فعلها وعن وهب قال : قلت لمالك أرأيت القوم يجتمعون فيقرأون جميعا سورة واحدة حتى يختموها فأنكر ذلك وعابه فهذا الانكار منهما مخالف لما كان عليه السلف والخلف ولما يقتضيه الدليل فهو متروك والاعتماد على ما تقدم من استحبابها ،لكن القراءة في حال الاجتماع لها شروط قدمناها ينبغي أن يعتنى بها والله أعلم ." اهـ
    ثم قال في الفصل الذي يليه :
    فصل في الإدارة بالقرآن
    وهو أن يجتمع جماعة يقرأ بعضهم عشرا أو جزءا أو غير ذلك ثم يسكت ويقرأ الآخر من حيث انتهى الأول وهذا جائز حسن ةقد سئل مالك رحمه الله ورضي الله تعال عنه فقال لا بأس به " اهــ من التبيان

    فلو نظرنا في تفسير النووي + كلامه في التبيان لوجدنا أن الانكار من مالك منصب على التدارس في المسجد جماعة ، وليس على الادارة بالقرآن ولهذا قال وهو مخالف للحديث الصحيح ،
    وإلا فكيف يكون مالك مخالفا للحديث الصحيح في قول النووي في صحيح مسلم ؟؟:
    وقال النووي في شرح مسلم :
    ‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله تعالى ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة , وغشيتهمالرحمة ) ‏
    ‏قيل : المراد بالسكينة هنا : الرحمة , وهو الذي اختاره القاضي عياض , وهو ضعيف , لعطف الرحمة عليه , وقيل : الطمأنينة والوقار وهو أحسن , وفي هذا : دليل لفضل الاجتماع على تلاوة القرآن في المسجد , وهو مذهبنا ومذهب الجمهور , وقالمالك : يكره , وتأوله بعض أصحابه " اهـ

    يعني كلام النووي في التبيان + كلامه في شرح مسلم يوضح بعضه بعضا

    وإن كان كلامي خطأ فالله يغفر لنا ولكم وليست هذه النقطة دليل المسألة ولا تفت في عضد المانعين في ظني والله تعالى أعلم




    ثم بالنسبة لما أروده الأخ الفاضل من فتاوى الشيخ عيسى قد قرأتها من قبل أثناء البحث ، وما جعلني أعرض عنها هو اغفاله لأقوى دليل في الموضوع
    فقد اعتبر أن أقوى دليل هو أقوال النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن البدعة

    وبالفعل هذه أدلة قوية للمانعين لكنها عامة ففي رأيي أقوى دليل هو نهي ابن مسعود لأهل الحلق الذي ذكرته أثناء الحوار وهو الذي يعد دليلا تطبيقيا لهذه الأحاديث السابقة واعراض أي باحث عنه أثناء دراسته للمسألة أو أشباهها يعد حيدة منه عن الرد عليه لأنه في الواقع لا رد مقنع عليه .

    ويكفي اعتبار هذا الأسلوب في القراءة تدين خاص بأهل المغرب للقول بمنعه فليس أهل المغرب متميزون عن أهل الإسلام ولا ينبغي لهم مخالفة جماعة المسلمين والتميز عنهم بفعل أبدا ، لا لهم هذا ولا لغيرهم بل نحن أمة واحدة .

    وللعلم أنا أقول أن هذا الفعل بدعة بناء على شرح الإمام الشاطبي في الاعتصام فهو يفرق بين البدعة والمحرم ، المحرم ما ورد فيه نص بالنهي ، أما البدعة فهو الفعل الذي يتعبد به الإنسان ولم يرد فيه نص بالفعل . ونهي ابن مسعود دليل على الحكم بالبدعة على هذه الأفعال وأشباهها .



    ثم أيها الإخوة الأفاضل كلمة على الهامش:

    الصحابة أحرص الناس على الخير

    والنبي صلى الله عليه وسلم لم يأل جهدا في البلاغ

    فما بالنا نريد أن نتعبد بأسلوب مختلف ؟

    يعني هل فعلنا كل السنن التي بلغتنا عنهم ؟

    أيها الإخوة الأفاضل

    إذا عملنا بكل السنن التي وردت عنهم نبحث بعد ذلك (إن بقي فينا جهد )عن انشاء أمر لم يكن على عهدهم !

    فلو كان ثم خيرا فهم أحرص الناس عليه وأسرع الناس إليه

    فكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف

    والبدعة من شرها أنها تهدم السنن

    يعني لو نظرنا للكعبة والطواف تجد الناس يتمسحون بالأستار وكل جزء فيها فتتبعتهم بعيني فوجدت هؤلاء بالذات ويتركون مسح الركن اليماني ! بل يقبل البعض الأخر الركن اليماني ويتركون مسحه ! فوالله ما ابتدع قوم بدعة إلا تركوا مثلها سنة !!

    والقارئين بالاجتماع بصوت واحد لا نجدهم تخشع أصواتهم ويبكون عند القراءة ولا أظن أن الواحد منهم سيعيد قراءة الآية مرة بعد مرة تدبرا لها لأنه ببساطة هو يقرأ ترسلا مع الجماعة ولم نعهد خشوعا جماعيا وبكاءا جماعيا لنفس الآية سبحانك ربي إلا لو قرأ قارئ واحد والباقي ينصتون فيتفاعلون مع قراءته .
    ولهذا القراءة الجماعية جائزة عند الدراسة لأن عند الدراسة لا نتعبد بالاجتماع بل هو مقام تعليم .

    ولاحظ أنني لا أستدل بهذا على التحريم أو البدعة ولكن أدلل لكم أن البدع تهدم السنن .
    ولعل من المفيد قراءة كتاب الاعتصام للشاطبي بارك الله فيكم فهو كتاب جامع ماتع لمسائل البدع وأصول التعرف عليها

    وفي الأخير أقول ما هو السبيل الأسلم للدين ؟
    أن نقرأ جماعة أو لا ننكر ثم نأتي يوم القيامة فنجد فعلنا هباء منثورا(احتمال ضعوه في الحسبان ) ؟ أم نفعل ما فعله من قبلنا من الصحابة والتابعين وتابعيهم ثم إن وقفنا بين يدي الله تعالى نقول يا رب أخذنا ديننا عن هؤلاء وفعلنا فعلهم فاحشرنا معهم (ومضمون أين يكون هؤلاء الصحابة طبعا)؟

    يعني لو اتضح يوم القيامة أن هذه القراءة بدعة فقد أضعنا أوقاتنا وأعمارنا في ..لا شيء

    يعني خلينا في المضمون كما يقال ، وهو قوله تعالى " رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه" والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأعتذر عن الإطالة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •