السلف الصالح، هم أهل القرون الثلاثة المفضلة
والعصمة لست في أفرادهم وإنما في مجموعهم وبهذا فلا يتأتى قولك: فهل قول بعض السلف حجة على البعض الآخر؟
لأن العصمة في مجموعهم وليس في أفرادهم والإمام أبوحنيفة رحمه الله قد خالف الأدلة المتواترة في هذه المسألة والتي قد أجمع عليها الصحابة فلا يجوز الأحداث على قولهم رضي الله عنهم ولهذا أنكر عليه الأئمة في عصره ومن بعده ولم يجعلوا الخلاف فيها كالخلاف في المسائل الاجتهادية التي تتجاذبها الأدلة واتفاق هؤلاء الأئمة على الإنكار عليه يجعلنا أن نتبع سبيلهم في ذلك وقد جمع أقوال علماء الأمصار الإمام البخاري في صحيحه في أن الإيمان قول وعمل
ولابد أن نتنبه إلى أن العالم يزل وقد حذرنا السلف من الصحابة ومن بعدهم من زلة العالم كما جاء في الأثر عن عمر ومعاذ وغيرهم رضي الله عنهم ولهذا أنكر الصحابة على من ذهب إلى جواز زواج المتعة وربا الفضل لعدم علمهم بالدليل ..فإذا كان الخلاف ناتج عن خفاء بعض الأدلة وعدم الإطلاع عليها فلا يعتد بهذا الخلاف لأنه الحقيقة ليس خلافاً ونقل الخلاف في مسألة لا خلاف فيها على الحقيقة خطأ كما ذكر ذلك الإمام الشاطبي في الموافقات تحت عنوان أسباب عدم الاعتداد بالخلاف
وهناك قاعدة عظيمة ذكرها الإمام الشاطبي في الموافقات وهي: ((إذا أنفرد صاحب قول عن عامة الأمة فليكن أعتقادك أن الحق مع السواد الأعظم من المجتهدين)) تهذيب الموافقات للجيزاني
والله أعلم