ليس الأصل في علم النظام أن نربط الآية بالآية، أوالفقرة بالفقرة، أوالسورة بالسورة، بأيّ رابط كان، حتى ولوكان رابطا غثا بعيدا! رابطا فيه وهن وتكلف!
إنما الأصل في علم النظام أن نتملى الآيات ونتدبرها حتى تتكشف لنا تلك الروابط اللطيفة، والوشائج الحكيمة:


ـ التي تملؤ الآيات، وتتشابك فيها كتشابك الأفنان، أو كتشابك العروق في جسم الإنسان.
ـ والتي تُظهر وتبلور ما في آي القرآن من روعة وطلالة تبهج الوجدان.
ـ والتي تساعد في تذوّق ما فيها من جلال الأسلوب وبديع الخطاب وعذوبة البيان.
ـ والتي تقرب الذهن إلى إدراك ما فيها من قوة ورصانة وإتقان.
ـ والتي تُمدّ العقل بما تزخر به الآيات من علوم جمّة وحكم حسان.
ـ والتي تشفي الروح بما وُضع فيها من علاج لأدوائها العضال وأسقامها الجسام.
ولايعزبنّ عن بالنا أن النظام هو سرّ إعجازالآيات، وملاك معارف القرآن.
* فهو الذي أعجز فرسان الكلام، وأفحم فحول البيان. وأخرس حكماء اليونان!
* وهو الذي جعل القرآن بحرا لايسبرغوره، ولا تنفد درره!
* وهو الذي جعل القرآن بحيث لا تبلى جدّته، ولا تنتهي روعته. فهو جـديـد ما اختلف الجديدان! و رائع أخّاذ ما خفق الفؤاد و خطّ البنان !
زد إلى ذلك أن الإمعان في النظام هو المفتاح لفهم القرآن.
* فهو الطريق إلى ما فيه من كنوز ورموز.
* وهو المنظار لما فيه من علوم وحكم ليست لها حدود.