تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 18 من 18

الموضوع: فوائد وشرائد ونكات

  1. #1

    افتراضي فوائد وشرائد ونكات

    بسم الله الرحمن الرحيم
    إخوتاه،، لا يخفى عليكم أن العلماء أحيانا يتكلمون بكلام يفوح منه عطر النبوة وتعلوه الحكمة ولولا علمنا بكتاب الله لقلنا إنها منه.
    على أية حال، أضع بين أيدي إخواني ما عثرت عليه من فوائد وشرائد ونكات العلماء وسوف أضعها بصفة دورية وفي كل مشاركة فائدة واحدة؛ دفعا للسآمة والملل

  2. #2

    افتراضي رد: فوائد وشرائد ونكات

    قال ابن رجب في الفتح
    فَإنَّ النَّبِيَّ - - قَدْ يَتكَلَّمُ بِكَلَامٍ مِنْ كَلَامِ العَرَبِ يَسْتَعْمِلُهُ فِي مَعْنًى هُوَ أَخَصُّ مِنَ اسْتِعْمَالِ الْعَرَبِ ، أَوْ أَعَمُّ مِنْهُ ، وَيَتَلَقَّى ذَلِكَ عَنْهُ حَمَلَةُ شَرِيعَتِهِ مِنَ الصَّحَابَةِ، ثُمَّ يَتَلَقَّاهُ عَنْهُمُ التَّابِعُونَ، وَيَتَلَقَّاهُ عَنْهُمْ أَئِمَّةُ الْعُلَمَاءِ، فَلَا يَجَوزُ تَفْسِيرُ مَا وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ الْمَرْفُوعِ إِلَّا بِمَا قَالَهُ هَؤُلَاءِ، أَئِمَّةُ الْعُلَمَاءِ الَّذَينَ تَلَقَّوُا الْعِلْمَ عَمَّنْ قَبْلَهُمْ ، وَلَا يَجُوزُ الإِعْرَاضُ عَنْ ذَلِكَ وَالِاعْتِمَادُ عَلَى تَفْسِيرِ مَنْ يُفَسِّرُ ذَلِكَ اللَّفْظَ بِمُجَرَّدِ مَا يَفْهَمُهُ مِنْ لُغَةِ الْعَرَبِ؛ وَهَذَا أَمْرٌ مُهِمٌّ جِدًا ، وَمَنْ أَهْمَلَهُ وَقَعَ فِي تَحْرِيفِ كَثِيرٍ مِنْ نُصُوصِ السُّنَّةِ ، وَحَمْلِهَا عَلَى غَيْرِ مَحَامِلِهَا . والله الموفق .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    دولة الكويت
    المشاركات
    102

    افتراضي رد: فوائد وشرائد ونكات

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو صهيب أشرف المصري مشاهدة المشاركة
    ولولا علمنا بكتاب الله لقلنا إنها منه.
    بارك الله فيك أخي الكريم على جهدك الطيب و مشاركتك الجميلة و بانتظار المزيد منها ...
    و عندي تعليق بسيط على كلمة ولولا علمنا بكتاب الله لقلنا إنها منها ...
    أما اللفظ فلا و الله ما سمعنا كلاما مثل كلام الله بل حتى كلام النبي صلى الله عليه و سلم وهو أفصح العرب لسانا و قد علمه الله و آتاه الحكمة و النبوة لم يكن كلامه مثل كلام الله عز و جل في كتابه فكيف بمن هو دونه ... و شكرا لسعة صدرك ...

  4. #4

    افتراضي رد: فوائد وشرائد ونكات

    جزاك الله خيرا على نصيحتك، وجزاك الله خيرا على براعة استهلالاك ليسنا مثلك
    ولكني أذكر -إن لم تخني ذاكرتي-أن الألباني قال عن عبارة البنا: أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم .... قال نحو مما قلت
    أرجو أن أكون وفقت في نسبة القول
    والله أعلم

  5. #5

    افتراضي رد: فوائد وشرائد ونكات

    ( قَالَ الشَّافِعِيُّ ) : وَقَدْ نُهِيَ عَنْ صِيَامِ السَّفَرِ وَإِنَّمَا نُهِيَ عَنْهُ عِنْدَنَا وَاَللَّهُ أَعْلَمُ عَلَى الرِّفْقِ بِالنَّاسِ لَا عَلَى التَّحْرِيمِ وَلَا عَلَى أَنَّهُ لَا يُجْزِي وَقَدْ يَسْمَعُ بَعْضُ النَّاسِ النَّهْيَ وَلَا يَسْمَعُ مَا يَدُلُّ عَلَى مَعْنَى النَّهْيِ فَيَقُولُ بِالنَّهْيِ جُمْلَةً

  6. #6

    افتراضي رد: فوائد وشرائد ونكات

    قَالَ الْفُضَيْلُ : أَمَا عَلِمْتُمْ أَنَّ حَاجَةَ النَّاسِ إِلَيْكُمْ نِعْمَةٌ مِنَ اللهِ عَلَيْكُمْ فَاحْذَرُوا أَنْ تَمَلُّوا وَتَضْجَرُوا مِنْ حَوَائِجِ النَّاسِ فَتَصِيرَ النِّعَمُ نِقَمًا

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    المشاركات
    39

    افتراضي رد: فوائد وشرائد ونكات

    بارك الله فيك أخي
    واختياراتك فذة وتدل على رجاحة عقلك وكما قيل اختيار الرجل قطعة من عقله
    لكن حبذا أشرت إلى المرجع لكل فائدة مع رقم الجزء و الصحيفة تتميما للفائدة

  8. #8

    افتراضي رد: فوائد وشرائد ونكات

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر سيف مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك أخي
    واختياراتك فذة وتدل على رجاحة عقلك وكما قيل اختيار الرجل قطعة من عقله
    لكن حبذا أشرت إلى المرجع لكل فائدة مع رقم الجزء و الصحيفة تتميما للفائدة
    بارك الله فيك
    وأجيب مطلبك إن شاء الله

  9. #9

    افتراضي رد: فوائد وشرائد ونكات

    وَلَا يَتِمّ الْجِهَادُ إلّا بِالْهِجْرَةِ وَلَا الْهِجْرَةُ وَالْجِهَادُ إلّا بِالْإِيمَانِ وَالرّاجُونَ رَحْمَةَ اللّهِ هُمْ الّذِينَ قَامُوا بِهَذِهِ الثّلَاثَةِ . قَالَ تَعَالَى : { إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَالّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [ الْبَقَرَةُ 218 ] وَكَمَا أَنّ الْإِيمَانَ فَرْضٌ عَلَى كُلّ أَحَدٍ فَفَرْضٌ عَلَيْهِ هِجْرَتَانِ فِي كُلّ وَقْتٍ [ ص 11 ] عَزّ وَجَلّ بِالتّوْحِيدِ وَالْإِخْلَاصِ وَالْإِنَابَةِ وَالتّوَكّلِ وَالْخَوْفِ وَالرّجَاءِ وَالْمَحَبّةِ وَالتّوْبَةِ وَهِجْرَةٌ إلَى رَسُولِهِ بِالْمُتَابَعَة ِ وَالِانْقِيَادِ لِأَمْرِهِ وَالتّصْدِيقِ بِخَبَرِهِ وَتَقْدِيمِ أَمْرِهِ وَخَبَرِهِ عَلَى أَمْرِ غَيْرِهِ وَخَبَرِه
    زاد المعاد

  10. #10

    افتراضي رد: فوائد وشرائد ونكات

    لماذا توقفت؟؟

    تابع بارك الله فيك
    اوصيك بتقوى الله واتباع محمداخي ادعي الله ان يشفيني ويتوب علي اسأل الله ان يدخلك الجنةغيرحسابhttp://www.livequran.org/
    مفيد جدا لطالب علمhttp://majles.alukah.net/showthread....755#post324755

  11. #11

    افتراضي رد: فوائد وشرائد ونكات

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القزلان مشاهدة المشاركة
    لماذا توقفت؟؟

    تابع بارك الله فيك
    لم أتوقف بارك الله فيك ولكنه ضيق الوقت

  12. #12

    افتراضي رد: فوائد وشرائد ونكات

    قال الحافظ معلقا على حديث خسوف الشمس
    وَيُؤْخَذ مِنْ قَوْله " يَا أُمَّة مُحَمَّد " أَنَّ الْوَاعِظ يَنْبَغِي لَهُ حَالَ وَعْظه أَنْ لَا يَأْتِي بِكَلَامٍ فِيهِ تَفْخِيم لِنَفْسِهِ ، بَلْ يُبَالِغ فِي التَّوَاضُع لِأَنَّهُ أَقْرَب إِلَى اِنْتِفَاع مَنْ يَسْمَعهُ .
    وقال
    وَفِي الْحَدِيث تَرْجِيح التَّخْوِيف فِي الْخُطْبَة عَلَى التَّوَسُّع فِي التَّرْخِيص لِمَا فِي ذِكْر الرُّخَص مِنْ مُلَاءَمَة النُّفُوس لِمَا جُبِلَتْ عَلَيْهِ مِنْ الشَّهْوَة ، وَالطَّبِيب الْحَاذِق يُقَابِل الْعِلَّة بِمَا يُضَادّهَا لَا بِمَا يَزِيدهَا

  13. #13

    افتراضي رد: فوائد وشرائد ونكات

    قال تقي الدين: مَا مِنْ طَائِفَةٍ إلَّا وَفِي بَعْضِهِمْ مَنْ يَقُولُ أَقْوَالًا ظَاهِرُهَا الْفَسَادُ وَهِيَ الَّتِي يَحْفَظُهَا مَنْ يَنْفِرُ عَنْهُمْ وَيُشَنِّعُ بِهَا عَلَيْهِمْ وَإِنْ كَانَ أَكْثَرُهُمْ يُنْكِرُهَا وَيَدْفَعُهَا كَمَا فِي هَذِهِ الْمَسَائِلِ الْمُنْكَرَةِ الَّتِي يَقُولُهَا بَعْضُ أَصْحَابِ أَحْمَد وَمَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ فَإِنَّ جَمَاهِيرَ هَذِهِ الطَّوَائِفِ
    المجموع

  14. #14

    افتراضي رد: فوائد وشرائد ونكات

    اعْلَمْ أَنَّ الطَّرِيقَ فِي رِيَاضَةِ الصِّبْيَانِ مِنْ أَهَمِّ الْأُمُورِ وَأَوْكَدِهَا ، وَالصَّبِيُّ أَمَانَةٌ عِنْدَ وَالِدَيْهِ ، وَقَلْبُهُ الطَّاهِرُ جَوْهَرَةٌ نَفِيسَةٌ سَاذَجَةٌ خَالِيَةٌ عَنْ كُلِّ نَقْشٍ وَصُورَةٍ ، وَهُوَ قَابِلٌ لِكُلِّ مَا نُقِشَ ، وَمَائِلٌ إِلَى كُلِّ مَا يُمَالُ بِهِ إِلَيْهِ ، فَإِنْ عُوِّدَ الْخَيْرَ وَعُلِّمَهُ نَشَأَ عَلَيْهِ وَسَعِدَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَشَارَكَهُ فِي ثَوَابِهِ أَبَوَاهُ وَكُلُّ مُعَلِّمٍ لَهُ وَمُؤَدِّبٍ ، وَإِنْ عُوِّدَ الشَّرَّ وَأُهْمِلَ إِهْمَالَ الْبَهَائِمِ شَقِيَ وَهَلَكَ ، وَكَانَ الْوِزْرُ فِي رَقَبَةِ الْقَيِّمِ عَلَيْهِ ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا) [التَّحْرِيمِ : 6] وَمَهْمَا كَانَ الْأَبُ يَصُونُهُ عَنْ نَارِ الدُّنْيَا فَبِأَنْ يَصُونَهُ عَنْ نَارِ الْآخِرَةِ أَوْلَى ، وَصِيَانَتُهُ:
    بِأَنْ يُؤَدِّبَهُ وَيُهَذِّبَهُ وَيُعَلِّمَهُ مَحَاسِنَ الْأَخْلَاقِ ، وَيَحْفَظَهُ مِنْ قُرَنَاءِ السُّوءِ ، وَلَا يُعِوِّدُهُ التَّنَعُّمَ ، وَلَا يُحَبِّبُ إِلَيْهِ الزِّينَةَ وَأَسْبَابَ الرَّفَاهِيَةِ ، فَيَضِيعُ عُمْرُهُ فِي طَلَبِهَا إِذَا كَبِرَ فَيَهْلِكُ هَلَاكَ الْأَبَدِ ،
    بَلْ يَنْبَغِي أَنْ يُرَاقِبَهُ مِنْ أَوَّلِ أَمْرِهِ ، فَلَا يَسْتَعْمِلُ فِي حَضَانَتِهِ وَإِرْضَاعِهِ إِلَّا امْرَأَةً صَالِحَةً مُتَدَيِّنَةً تَأْكُلُ الْحَلَالَ .
    وَمَهْمَا رَأَى فِيهِ مَخَايِلَ التَّمْيِيزِ فَيَنْبَغِي أَنْ يُحْسِنَ مُرَاقَبَتَهُ ، وَأَوَّلُ ذَلِكَ ظُهُورُ أَوَائِلِ الْحَيَاءِ ، فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ يَحْتَشِمُ وَيَسْتَحِي وَيَتْرُكُ بَعْضَ الْأَفْعَالِ فَلَيْسَ ذَلِكَ إِلَّا لِإِشْرَاقِ نُورِ الْعَقْلِ عَلَيْهِ ، وَهَذِهِ بِشَارَةٌ تَدُلُّ عَلَى اعْتِدَالِ الْأَخْلَاقِ وَصَفَاءِ الْقَلْبِ ، فَالصَّبِيُّ الْمُسْتَحِي لَا يَنْبَغِي أَنْ يُهْمَلَ ، بَلْ يُسْتَعَانُ عَلَى تَأْدِيبِهِ بِحَيَائِهِ وَتَمْيِيزِهِ .
    وَأَوَّلُ مَا يَغْلِبُ عَلَيْهِ مِنَ الصِّفَاتِ : شَرَهُ الطَّعَامِ ، فَيَنْبَغِي أَنْ يُؤَدَّبَ فِيهِ ، مِثْلُ أَنْ لَا يَأْخُذَ الطَّعَامَ إِلَّا بِيَمِينِهِ ، وَأَنْ يَقُولَ عَلَيْهِ : «بِسْمِ اللَّهِ» عِنْدَ أَخْذِهِ ، وَأَنْ يَأْكُلَ مِمَّا يَلِيهِ ، وَأَنْ لَا يُبَادِرَ إِلَى الطَّعَامِ قَبْلَ غَيْرِهِ ، وَأَنْ لَا يُحَدِّقَ فِي النَّظَرِ إِلَيْهِ وَلَا إِلَى مَنْ يَأْكُلُ ، وَأَنْ لَا يُسْرِعَ فِي الْأَكْلِ ، وَأَنْ يُجِيدَ الْمَضْغَ ، وَأَنْ لَا يُوَالِيَ بَيْنَ اللُّقَمِ ، وَلَا يُلَطِّخَ يَدَهُ وَلَا ثَوْبَهُ ، وَأَنْ يُعَوَّدَ الْخُبْزَ الْقَفَارَ فِي بَعْضِ الْأَوْقَاتِ حَتَّى لَا يَصِيرَ بِحَيْثُ يَرَى الْأُدْمَ حَتْمًا ، وَأَنْ يُقَبَّحَ عِنْدَهُ كَثْرَةُ الْأَكْلِ ، بِأَنْ يُشَبَّهَ كُلُّ مَنْ يُكْثِرُ الْأَكْلَ بِالْبَهَائِمِ ، وَبِأَنْ يُذَمَّ بَيْنَ يَدَيْهِ الصَّبِيُّ الَّذِي يُكْثِرُ الْأَكْلَ ، وَيُمْدَحُ عِنْدَهُ الصَّبِيُّ الْمُتَأَدِّبُ الْقَلِيلُ الْأَكْلِ ، وَأَنْ يُحَبَّبَ إِلَيْهِ الْإِيثَارُ بِالطَّعَامِ ، وَقِلَّةُ الْمُبَالَاةِ بِهِ ، وَالْقَنَاعَةُ بِالطَّعَامِ الْخَشِنِ ، أَيَّ طَعَامٍ كَانَ ،
    وَأَنْ يُحَبَّبَ إِلَيْهِ مِنَ الثِّيَابِ مَا لَيْسَ بِمُلَوَّنٍ وَحَرِيرٍ ، وَيُقَرَّرَ عِنْدَهُ أَنَّ ذَلِكَ شَأْنُ النِّسَاءِ وَالْمُخَنَّثِي نَ ، وَأَنَّ الرِّجَالَ يَسْتَنْكِفُونَ مِنْهُ وَيُكَرَّرُ ذَلِكَ عَلَيْهِ ، وَمَهْمَا رَأَى عَلَى صَبِيٍّ ثَوْبًا مِنَ الْحَرِيرِ أَوْ مُلَوَّنًا فَيَنْبَغِي أَنْ يَسْتَنْكِرَهُ وَيَذُمَّهُ ،
    وَأَنْ يُحْفَظَ عَنِ الصِّبْيَانِ الَّذِينَ عُوِّدُوا التَّنَعُّمَ وَالرَّفَاهِيَة َ وَلُبْسَ الثِّيَابِ الْفَاخِرَةِ ، وَعَنْ مُخَالَطَةِ كُلِّ مَنْ يُسْمِعُهُ مَا يُرَغِّبُهُ فِيهِ ، فَإِنَّ الصَّبِيَّ مَهْمَا أُهْمِلَ فِي ابْتِدَاءِ نُشُوئِهِ ، خَرَجَ فِي الْأَغْلَبِ رَدِيءَ الْأَخْلَاقِ ، كَذَّابًا حَسُودًا سَرُوقًا نَمَّامًا لَحُوحًا ، ذَا فُضُولٍ وَضَحِكٍ وَكِيَادٍ وَمَجَانَةٍ ، وَإِنَّمَا يُحْفَظُ عَنْ جَمِيعِ ذَلِكَ بِحُسْنِ التَّأْدِيبِ .
    ثُمَّ يَشْتَغِلُ فِي الْمَكْتَبِ ، فَيَتَعَلَّمُ الْقُرْآنَ وَأَحَادِيثَ الْأَخْيَارِ وَحِكَايَاتِ الْأَبْرَارِ وَأَحْوَالَهُمْ ؛ لِيَنْغَرِسَ فِي نَفْسِهِ حُبُّ الصَّالِحِينَ ، وَلَا يَحْفَظُ مِنَ الْأَشْعَارِ الَّتِي فِيهَا ذِكْرُ الْعِشْقِ وَأَهْلِهِ ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ يَغْرِسُ فِي قُلُوبِ الصِّبْيَانِ بَذْرَ الْفَسَادِ ،
    ثُمَّ مَهْمَا ظَهَرَ مِنَ الصَّبِيِّ خُلُقٌ جَمِيلٌ وَفِعْلٌ مَحْمُودٌ فَيَنْبَغِي أَنْ يُكْرَمَ عَلَيْهِ ، وَيُجَازَى عَلَيْهِ بِمَا يَفْرَحُ بِهِ وَيُمْدَحُ بَيْنَ أَظْهُرِ النَّاسِ ، فَإِنْ خَالَفَ ذَلِكَ فِي بَعْضِ الْأَحْوَالِ مَرَّةً وَاحِدَةً فَيَنْبَغِي أَنْ يَتَغَافَلَ عَنْهُ ، وَلَا يَهْتِكَ سِتْرَهُ ، وَلَا يُكَاشِفَهُ ، وَلَا يُظْهِرَ لَهُ أَنَّهُ يَتَصَوَّرُ أَنْ يَتَجَاسَرَ أَحَدٌ عَلَى مِثْلِهِ ، وَلَا سِيَّمَا إِذَا سَتَرَهُ الصَّبِيُّ وَاجْتَهَدَ فِي إِخْفَائِهِ ، فَإِنْ أَظْهَرْ ذَلِكَ عَلَيْهِ رُبَّمَا يُفِيدُهُ جَسَارَةً حَتَّى لَا يُبَالِيَ بِالْمُكَاشَفَة ِ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ إِنْ عَادَ ثَانِيًا أَنْ يُعَاتَبَ سِرًّا ، وَيُعَظَّمَ الْأَمْرُ فِيهِ ، وَيُقَالُ لَهُ : «إِيَّاكَ أَنْ تَعُودَ بَعْدَ ذَلِكَ لِمِثْلِ هَذَا ، وَأَنْ يُطَّلَعَ عَلَيْكَ فِي مِثْلِ هَذَا ، فَتَفْتَضِحَ بَيْنَ النَّاسِ» .
    وَلَا تُكْثِرِ الْقَوْلَ عَلَيْهِ بِالْعِتَابِ فِي كُلِّ حِينٍ ؛ فَإِنَّهُ يَهُونُ عَلَيْهِ سَمَاعُ الْمَلَامَةِ وَرُكُوبُ الْقَبَائِحِ ، وَيَسْقُطُ وَقْعُ الْكَلَامِ مِنْ قَلْبِهِ . وَلْيَكُنِ الْأَبُ حَافِظًا هَيْئَةَ الْكَلَامِ مَعَهُ ، فَلَا يُوَبِّخُهُ إِلَّا أَحْيَانًا ، وَالْأُمُّ تُخَوِّفُهُ بِالْأَبِ وَتَزْجُرُهُ عَنِ الْقَبَائِحِ . وَيَنْبَغِي أَنْ يُمْنَعَ عَنِ النَّوْمِ نَهَارًا ؛ فَإِنَّهُ يُورِثُ الْكَسَلَ ، وَلَا يُمْنَعَ مِنْهُ لَيْلًا ، وَلَكِنْ يُمْنَعُ الْفُرُشَ الْوَطِيئَةَ ؛ حَتَّى تَتَصَلَّبَ أَعْضَاؤُهُ ،
    وَلَا يُسْخَفَ بَدَنُهُ فَلَا يَصْبِرُ عَلَى التَّنَعُّمِ ، بَلْ يُعَوَّدُ الْخُشُونَةَ فِي الْمَفْرَشِ وَالْمَلْبَسِ وَالْمَطْعَمِ . وَيَنْبَغِي أَنْ يُمْنَعَ مِنْ كُلِّ مَا يَفْعَلُهُ فِي خِفْيَةٍ ، فَإِنَّهُ لَا يُخْفِيهِ إِلَّا وَهُوَ يَعْتَقِدُ أَنَّهُ قَبِيحٌ ، فَإِذَا تَعَوَّدَ تَرَكَ فِعْلَ الْقَبِيحِ ،
    وَيُعَوَّدُ فِي بَعْضِ النَّهَارِ الْمَشْيَ وَالْحَرَكَةَ وَالرِّيَاضَةَ ؛ حَتَّى لَا يَغْلِبَ عَلَيْهِ الْكَسَلُ ، وَيُعَوَّدُ أَنْ لَا يَكْشِفَ أَطْرَافَهُ ، وَلَا يُسْرِعَ الْمَشْيَ .
    وَيُمْنَعُ مِنْ أَنْ يَفْتَخِرَ عَلَى أَقْرَانِهِ بِشَيْءٍ مِمَّا يَمْلِكُهُ وَالِدَاهُ ، أَوْ بِشَيْءٍ مِنْ مَطَاعِمِهِ وَمَلَابِسِهِ ، بَلْ يُعَوَّدُ التَّوَاضُعَ وَالْإِكْرَامَ لِكُلِّ مَنْ عَاشَرَهُ ، وَالتَّلَطُّفَ فِي الْكَلَامِ مَعَهُمْ ،
    وَيُمْنَعُ مِنْ أَنْ يَأْخُذَ مِنَ الصِّبْيَانِ شَيْئًا بَدَا لَهُ ، بَلْ يَعْلَمُ أَنَّ الرِّفْعَةَ فِي الْإِعْطَاءِ لَا فِي الْأَخْذِ ، وَأَنَّ الْأَخْذَ لُؤْمٌ وَخِسَّةٌ وَدَنَاءَةٌ ، وَأَنَّ ذَلِكَ مِنْ دَأْبِ الْكَلْبِ ، فَإِنَّهُ يُبَصْبِصُ فِي انْتِظَارِ لُقْمَةٍ وَالطَّمَعِ فِيهَا .
    وَبِالْجُمْلَةِ يُقَبَّحُ إِلَى الصِّبْيَانِ حُبُّ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالطَّمَعِ فِيهِمَا ، وَيُحَذَّرُ مِنْهُمَا أَكْثَرُ مِمَّا يُحَذَّرُ مِنَ الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبِ ؛ فَإِنَّ آفَةَ حُبِّ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ أَضَرُّ مِنْ آفَةِ السُّمُومِ عَلَى الصِّبْيَانِ ، بَلْ وَعَلَى الْكِبَارِ أَيْضًا .
    وَيَنْبَغِي أَنْ يُعَوَّدَ أَنْ لَا يَبْصُقَ فِي مَجْلِسِهِ وَلَا يَتَمَخَّطَ وَلَا يَتَثَاءَبَ بِحَضْرَةِ غَيْرِهِ ، وَلَا يَسْتَدْبِرَ غَيْرَهُ وَلَا يَضَعَ رِجْلًا عَلَى رِجْلٍ وَلَا يَضَعَ كَفَّهُ تَحْتَ ذَقْنِهِ وَلَا يَعْمِدَ رَأْسَهُ بِسَاعِدِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ دَلِيلُ الْكَسَلِ ، وَيُعَلَّمُ كَيْفِيَّةَ الْجُلُوسِ ،
    وَيُمْنَعُ كَثْرَةَ الْكَلَامِ وَيُبَيَّنُ لَهُ أَنَّ ذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى الْوَقَاحَةِ وَأَنَّهُ فِعْلُ أَبْنَاءِ اللِّئَامِ ، وَيُمْنَعُ الْيَمِينَ رَأْسًا - صَادِقًا كَانَ أَوْ كَاذِبًا - حَتَّى لَا يَعْتَادَ ذَلِكَ فِي الصِّغَرِ ، وَيُعَوَّدُ حُسْنَ الِاسْتِمَاعِ مَهْمَا تَكَلَّمَ غَيْرُهُ مِمَّنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ سِنًّا ، وَأَنْ يَقُومَ لِمَنْ فَوْقَهُ وَيُوَسِّعَ لَهُ الْمَكَانَ ، وَيَجْلِسَ بَيْنَ يَدَيْهِ ،
    وَيُمْنَعُ مِنْ لَغْوِ الْكَلَامِ وَفُحْشِهِ ، وَمِنَ اللَّعْنِ وَالسَّبِّ ، وَمِنْ مُخَالَطَةِ مَنْ يَجْرِي عَلَى لِسَانِهِ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَسْرِي لَا مَحَالَةَ مِنْ قُرَنَاءِ السُّوءِ .وَأَصْلُ تَأْدِيبِ الصِّبْيَانِ : الْحِفْظُ مِنْ قُرَنَاءِ السُّوءِ .
    وَيَنْبَغِي أَنْ يُؤْذَنَ لَهُ بَعْدَ الِانْصِرَافِ مِنِ الْكُتَّابِ أَنْ يَلْعَبَ لَعِبًا جَمِيلًا يَسْتَرِيحُ إِلَيْهِ مِنْ تَعَبِ الْمَكْتَبِ ، فَإِنَّ مَنْعَ الصَّبِيِّ مِنَ اللَّعِبِ وَإِرْهَاقَهُ إِلَى التَّعَلُّمِ دَائِمًا يُمِيتُ قَلْبَهُ ، وَيُبْطِلُ ذَكَاءَهُ ، وَيُنَغِّصُ عَلَيْهِ الْعَيْشَ ، حَتَّى يَطْلُبَ الْحِيلَةَ فِي الْخَلَاصِ مِنْهُ رَأْسًا .
    وَيَنْبَغِي أَنْ يُعَلَّمَ طَاعَةَ وَالِدَيْهِ وَمُعَلِّمِهِ وَمُؤَدِّبِهِ ، وَكُلِّ مَنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ سِنًّا مِنْ قَرِيبٍ وَأَجْنَبِيٍّ ، وَأَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهِمْ بِعَيْنِ الْجَلَالَةِ وَالتَّعْظِيمِ ، وَأَنْ يَتْرُكَ اللَّعِبَ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ،
    وَمَهْمَا بَلَغَ سِنَّ التَّمْيِيزِ فَيَنْبَغِي أَنْ لَا يُسَامَحَ فِي تَرْكِ الطَّهَارَةِ وَالصَّلَاةِ ، وَيُؤْمَرُ بِالصَّوْمِ فِي بَعْضِ أَيَّامِ رَمَضَانَ ، وَيُعَلَّمُ كُلَّ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ مِنْ حُدُودِ الشَّرْعِ ،
    وَيُخَوَّفُ مِنَ السَّرِقَةِ ، وَأَكْلِ الْحَرَامِ ، وَمِنَ الْخِيَانَةِ ، وَالْكَذِبِ ، وَالْفُحْشِ ، فَإِذَا وَقَعَ نُشُوؤُهُ كَذَلِكَ فِي الصِّبَا
    فَمَهْمَا قَارَبَ الْبُلُوغَ أَمْكَنَ أَنْ يَعْرِفَ أَسْرَارَ هَذِهِ الْأُمُورِ .

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    578

    افتراضي رد: فوائد وشرائد ونكات

    جزاك الله كل خير ....
    إذا أصلحنا أعمالنا التي يحبها الله ونستطيعها ، أصلح الله أحوالنا التي نحبها ولانستطيعها ...!!!

  16. #16

    افتراضي رد: فوائد وشرائد ونكات

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح الطريف مشاهدة المشاركة
    جزاك الله كل خير ....
    وإياكم
    والكلام للقاسمي في "موعظة المؤمنين"

  17. #17

    افتراضي رد: فوائد وشرائد ونكات

    قال الحافظ: قَوْله : ( بَاب ظُلْم دُون ظُلْم ) دُون يَحْتَمِل أَنْ تَكُون بِمَعْنَى غَيْر ، أَيْ أَنْوَاع الظُّلْم مُتَغَايِرَة . أَوْ بِمَعْنَى الْأَدْنَى ، أَيْ : بَعْضهَا أَخَفّ مِنْ بَعْض ، وَهُوَ أَظْهَر فِي مَقْصُود الْمُصَنِّف . وَهَذِهِ الْجُمْلَة لَفْظ حَدِيث رَوَاهُ أَحْمَد فِي كِتَاب الْإِيمَان مِنْ حَدِيث عَطَاء ، وَرَوَاهُ أَيْضًا مِنْ طَرِيق طَاوُسٍ عَنْ اِبْن عَبَّاس بِمَعْنَاهُ ، وَهُوَ فِي مَعْنَى قَوْله تَعَالَى ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُم بِمَا أَنْزَلَ اللَّه ) الْآيَة
    فتح الباري

  18. #18

    افتراضي رد: فوائد وشرائد ونكات

    أسباب تسلط الكفار
    قال ابن تيمية
    وَكَانَ كَثِيرٌ مِمَّنْ يَنْتَسِبُ إلَى الْإِسْلَامِ فِيهِ مِنْ النِّفَاقِ وَالرِّدَّةِ مَا أَوْجَبَ تَسْلِيطَ الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلَ الْكِتَابِ عَلَى بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ . فَتَجِدُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيَّ يَطْعَنُ فِي دَلَالَةِ الْأَدِلَّةِ اللَّفْظِيَّةِ عَلَى الْيَقِينِ وَفِي إفَادَةِ الْأَخْبَارِ لِلْعِلْمِ . وَهَذَانِ هُمَا مُقَدِّمَتَا الزَّنْدَقَةِ كَمَا قَدَّمْنَاهُ .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •