تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: علي بن محمد التهامي في رثاء ابن له

  1. #1

    افتراضي علي بن محمد التهامي في رثاء ابن له

    قال الشاعر : علي بن محمد التهامي في رثاء ابن له: (من الكامل)






    حُكمُ المَنِيَّـةِ فـي البَرِيَّـةِ جـاري


    مـا هَـذِهِ الدُنيـا بِــدار قَــرار


    بَينا يَرى الإِنسـان فيهـا مُخبِـراً


    حَتّى يُـرى خَبَـراً مِـنَ الأَخبـارِ


    طُبِعَت عَلى كـدرٍ وَأَنـتَ تُريدُهـا


    صَفـواً مِـنَ الأَقـذاءِ وَالأَكــدارِ


    وَمُكَلِّـف الأَيـامِ ضِـدَّ طِباعِـهـا


    مُتَطَّلِـب فـي المـاءِ جَـذوة نـارِ


    وَإِذا رَجَـوتَ المُستَحيـل فَإِنَّـمـا


    تَبني الرَجـاءَ عَلـى شَفيـرٍ هـارِ


    فَالعَيـشُ نَـومٌ وَالمَنِيَّـةُ يَقِـظَـةٌ


    وَالمَـرءُ بَينَهُمـا خَيـالِ سـاري


    وَالنَفسُ إِن رَضِيَت بِذَلِـكَ أَو أَبَـت


    مُنـقـادة بِـأَزمَّــة الأَقـــدارِ


    فاِقضـوا مآرِبكـم عُجَـالاً إِنَّـمـا


    أَعمارُكُـم سِفـرٌ مِـنَ الأَسـفـارِ


    وَتَراكَضوا خَيلَ الشَبـابِ وَبـادِروا


    إِن تُسـتَـرَدَّ فَإِنَّـهُـنَّ عَــواري


    فالدهر يَخدَع بِالمنـي وَيغُـصُّ إِن


    هَنّـا وَيَهـدِمُ مـا بَنـى بِـبـوارِ


    لَيسَ الزَمانَ وَإِن حرصت مُسالِمـاً


    خُلُـق الزَمـانِ عَـداوَة الأَحـرارِ


    إِنّـي وُتِـرتُ بِصـارِمٍ ذي رَونَـقٍ


    أَعـدَدتَـهُ لِطِـلابَـةِ الأَوتـــارِ


    أَثنـي عَلَيـهِ بِأثـرِهِ وَلَـو أَنَّــهُ


    لَـم يَغتَـبِـط أَثنَـيـتُ بِـالآثـارِ


    لَو كنت تُمنَعُ خاض نحـوكَ فَتيـة


    مِنّـا بحـار عَـوامِـل وَشـفـارِ


    وَدَحوا فُوَيقَ الأَرض أَرضاً مِـن دَمٍ


    ثُـمَّ اِنثَنـوا فَبَنـوا سَمـاءَ غبـارِ


    قَومٌ إِذا لَبِسـوا الـدُروعَ حَسِبتَهـا


    سُحُبـاً مـزرَّرَة عَلـى الأَقـمـارِ


    وَتَرى سيـوفَ الدارِعيـنَ كَأَنَّهـا


    خَلـج تَمُـدُّ بِهـا أَكُـفَّ بِـحـارِ


    لَو أَشرَعوا أَيمانِهِـم مِـن طولِهـا


    طَعَنوا بِها عـوض القَنـا الخَطَّـارِ


    شَوسٌ إِذا عدموا الوَغى انتَجَعوا لَها


    فـي كُـلِّ أَوبٍ نَجعَـة الأَمـطّـارِ


    جنبوا الجِيادَ إِلى المُطيِّ وَراوجـوا


    بَيـنَ السُـروجِ هُنـاكَ وَالأَكـوارِ


    فَكَأَنَّمـا مَـلأوا عِيـاب دروعهـم


    وَغمـود أَنصلهـم سَـراب قِفـارِ


    وَكَأَنَّمـا صَنـع السَوابِـغ عَــزَّهُ


    ماء الحَديـد فَصـاعَ مـاءَ قِـرارِ


    زَرَداً فَأحكـم كـل موصـل حَلقَـةٍ


    بِجُبابَـة فـي مَوضـع المُسمـارِ


    فَتَدَرَّعـوا بمتـون مـاء جـامِـدٍ


    وَتَقنَّعـوا بِحَبـاب مـاء جــاري


    أسـد ولكـن يؤثـرونَ بِـزادِهِـم


    وَالأسـد لَيـسَ تديـن بالإِيـثـارِ


    يَتَزَّيَنُ النـادي بِحُسـنِ وُجوهِهِـم


    كَتَـزَيُّـنِ الـهـالاتِ بـالأَقـمـارِ


    يَتَعَطَّفـونَ عَلـى المَجـاوِر فيهِـم


    بالمنفـسـات تعـطُّـف الآظــارِ


    مِن كل مَن جَعلَ الظُبـى أَنصـارَهُ


    وَكرُمنَ فاِستَغنـى عَـنِ الأَنصـارِ


    وَاللَيـثُ إِن بارَزتُـهُ لَـم يَعتَمِـد


    إِلّا عَـلـى الأَنـيـابِ وَالأَظـفـارِ


    وَإِذا هوَ اعتَقَـلَ القَنـاة حَسِبتُهـا


    صِـلاً تأبَّطُـهُ هـزبَـرٌ ضــاري


    زَرَدُ الدِلاصِ مِنَ الطِعـانِ بِرُمحِـهِ


    مِثلَ الأَسـاوِر فـي يـد الإِسـوارِ


    وَيَجُرُّ حينَ يُجَـرُّ صَعـدَةَ رُمحِـهِ


    في الجَحفَـلِ المُتَضائِـق الجِـرارِ


    مـا بَيـنَ ثَـوبٍ بِالدمـاءِ مُلَبَّـدٍ


    زَلـقٍ وَتَقَـع بِالـطِـرادِ مـثـارِ


    وَالهَون في ظِـلِّ الهوَينـا كامِـنٌ


    وَجَلالَـة الأَخطـارِ فـي الإِخطـارِ


    تنـدى أسـرة وَجهِـهِ وَيَميـنَـهُ


    فـي حالَـةِ الإِعسـارِ والإِيسـارِ


    وَيَمُـدُّ نَحـوَ المَكرُمـاتِ أَنـامِـلاً


    لِلـرِزقِ فـي أَثنائِهِـنَّ مَـجـاري


    يَحوي المَعالـي كاسِبـاً أَو غالِبـاً


    أَبـداً يُـدارى دونَهـا وَيُــداري


    قَد لاحَ في لَيـلِ الشَبـابِ كَواكِـبٌ


    إِن أَمهلـت آلَـت إِلـى الإِسفـارِ


    يا كَوكَباً مـا كـانَ أَقصَـرَ عُمـرَهُ


    وَكَـذاكَ عُمـرُ كَواكِـبِ الأَسحـارِ


    وَهلال أَيّـامٍ مَضـى لَـم يَستَـدِر


    بَدراً وَلَـم يمهـل لِوَقـت سِـرارِ


    عَجِلَ الخُسوف عَلَيـهِ قَبـلَ أَوانِـهِ


    فَمَحـاهُ قَبـلَ مَظَـنَّـة الإِبــدارِ


    واستَـلَّ مِـن أَتـرابِـهِ وَلِـداتِـهِ


    كَالمُقلَـةِ استَلَـت مِـنَ الأَشفـارِ


    فَكَـأَنَّ قَلـبـي قـبـره وَكَـأَنَّـهُ


    فـي طَيِّـهِ سِـرٌّ مِـنَ الأَســرارِ


    إِن يُحتقـر صِغَـراً فَـرُبٌ مُفَخَّـمٍ


    يَبـدو ضَئيـل الشَخـصِ لِلنُّظّـارِ


    إِنَّ الكَواكِـبِ فـي عُلُـوِّ مَكانِهـا


    لَتُرى صِغاراً وَهـيَ غَيـرُ صِغـارِ


    ولدُ المُعَزّى بَعضـه فَـإِذا مَضـى


    بَعضُ الفتـى فَالكُـلُّ فـي الآثـارِ


    أَبكيـهِ ثُـمَّ أَقـولُ مُعتَـذِراً لَــهُ


    وُفِّقـتَ حـيـنَ تَـرَكـتَ آلامَ دارِ


    جـاوَرتُ أَعدائـي وَجـاوَرَ رَبَّـهُ


    شَتّـان بَيـنَ جِـوارِهِ وَجِــواري


    أَشكو بُعادك لـي وَأَنـت بَمَوضِـعٍ


    لولا الرَدى لَسَمِعتَ فيـهِ سَـراري


    وَالشَرق نَحوَ الغَربِ أَقـرَبُ شُقـة


    مِن بُعـدِ تِلـكَ الخَمسَـةِ الأَشبـارِ


    هَيهات قَد علقتك أَشـراك الـرَدى


    واعتاقَ عُمـرَكَ عائِـق الأَعمـارِ


    وَلَقَد جَرَيـتَ كَمـا جريـتُ لِغايَـةٍ


    فبلغتهـا وَأَبـوكَ فـي المِضمـارِ


    فَـإِذا نَطَقـتُ فَأَنـت أَوَل مَنطِقـي


    وَإِذا سكت فَأَنـتَ فـي إِضمـاري


    أَخفي مِـنَ البُرَحـاء نـاراً مِثلَمـا


    يَخفى مِنَ النـارِ الزِنـادَ الـواري


    وَأُخَفِّضُ الزَفرات وَهـيَ صَواعِـدٌ


    وَأُكَفكِفُ العَبـرات وَهـيَ جَـواري


    وَشِهابُ زَندِ الحُـزنِ إِن طاوَعتُـهُ


    وَآرٍ وَإِن عاصَيـتَـهُ مُـتَــواري


    وَأَكُـفُّ نيـران الأَسـى وَلَرُبَّـمـا


    غلـب التَصَبُّـر فارتَمَـت بِشَـرارِ


    ثَوب الرِياء يَشِفُّ عَن مـا تَحتَـهُ


    فَإِذا التحفـت بِـهِ فَإِنَّـكَ عـاري


    قَصُرت جُفونـي أَم تَباعَـد بَينَهـا


    أَم صُـوِّرت عَينـي بِـلا أَشفـارِ


    جَفَت الكَـرى حَتّـى كَـأَنَّ غـراره


    عِندَ اِغتِماضِ العَيـنَ حـد غِـرارِ


    وَلَـو اِستَـزارَت رقـدة لَدَجابِهـا


    مـا بَيـنَ أَجفانـي إِلـى التَيّـارِ


    أُحَيي لَيالي التَـمِّ وَهـيَ تُميتُنـي


    وَيُميتُـهُـنَّ تبـلـج الأَنـــوارِ


    حَتّى رَأَيـتُ الصُبـحَ يَرفَـعُ كفـه


    بِالضـوءِ رَفـرَف خيمَـة كالقـارِ


    وَالصُبحُ قَد غمـر النُجـوم كَأَنَّـهُ


    سيل طَغـى فَطمـى عَلـى النَـوارِ


    وَتلهُّب الأَحشـاء شَيَّـب مفرقـي


    هَذا الضِيـاء شَـواظ تِلـكَ النـارِ


    شابَ القذال وَكُـلُّ غُصـنٍ صائِـرٍ


    فينانـه الأَحـوى إِلـى الإِزهــارِ


    وَالشِبه مُنجَذِبٌ فَلِم بَيـضُ الدُمـى


    عَـن بَيـضِ مفرقـه ذَوات نِفـارِ


    وَتَوَدُّ لَـو جعلـت سـواد قُلوبِهـا


    وَسواد أَعيُنهـا خِضـاب عِـذاري


    لا تَنفِر الظَبَيـاتُ عَنـه فَقَـد رأت


    كَيفَ اختِلاف النَبت فـي الأَطـوارِ


    شَيئـانِ يَنقَشِـعـانِ أَوَّل وَهـلَـةٍ


    ظِـلُّ الشَبـابِ وَخِلَّـةُ الأَشــرارِ


    لا حَبَّـذا الشيـب الوَفـيُّ وَحَبَّـذا


    شَـرخ الشَبـابِ الخائِـنِ الغَـدّارِ


    وَطري مِنَ الدُنيا الشَبـاب وَروقـه


    فَإِذا اِنقَضى فَقَد انقَضَـت أَوطـاري


    قصـرت مَسافَتـه وَمـا حَسَناتُـهُ


    عِـنــدي وَلا آلاؤُهُ بِـقِـصـارِ


    نَـزدادُ هَمّـاً كُلَمّـا اِزدَدنـا غِنَـىً


    وَالفَقرُ كُـلَّ الفَقـرِ فـي الإِكثـارِ


    ما زادَ فَوق الـزادِ خُلِّـف ضائِعـاً


    فـي حـادِثٍ أَو وارِث أَو عـاري


    إِنّـي لأَرحَـم حاسِـديَّ لِحَـرِ مـا


    ضَمَّـت صُدورُهُـم مِـنَ الأَوغـارِ


    نَظَروا صَنيعَ اللَـهِ بـي فَعُيونُهُـم


    فـي جَنَّـةٍ وَقُلوبهـم فـي نــارِ


    لا ذَنبَ لي كَم رمت كتـم فَضائِلـي


    فَكَأَنَّمـا برقعـت وَجـه نَـهـاري


    وَسترتهـا بِتَواضعـي فَتطلَّـعـت


    أَعناقهـا تَعلـو عَلـى الأَسـتـارِ


    وَمِـنَ الرِجـال مَعالِـم وَمَجاهِـل


    وَمِـنَ النُجـومِ غَوامِـض وَداري


    وَالناسُ مُشتَبِهـونَ فـي إِيرادِهِـم


    وَتَبايـن الأَقـوامِ فـي الإِصــدارِ


    عَمري لَقَد أَوطأتُهُم طُـرق العُلـى


    فَعَموا وَلَـم يَقَعـوا عَلـى آثـاري


    لَو أَبصَروا بِقُلوبِهِـم لاستَبصَـروا


    وَعمى البَصائِرِ مَن عَمى الأَبصـارِ


    هَلّا سَعوا سَعـيَ الكِـرامِ فَأَدرَكـوا


    أَو سَلَّـمـوا لِمَـواقِـعِ الأَقــدارِ


    ذهب التَكرم وَالوَفاء مِـنَ الـوَرى


    وَتصـرَّمـا إِلّا مِــنَ الأَشـعـارِ


    وَفَشَت خِيانات الثِقـاتِ وَغيرهـم


    حَتّـى أتَّهمنـا رُؤيـة الأَبـصـارِ


    وَلَرُبَّمـا اعتَضـد الحَليـم بِجاهِـلٍ


    لا خَير فـي يُمنـي بِغَيـرِ يَسـارِ


    لِـلَّـهِ دُرُّ النـائِـبـاتِ فَـإِنَّـهـا


    صَـدأُ اللِئـامِ وَصيقـل الأَحــرارِ


    هَـل كنـت إِلّا زَبـرَةً فَطَبَعنَـنـي


    سَيفاً وَأطلـق صرفهـن غـراري


    زَمن كـأمِّ الكلـب تنظـر جروهـا


    وَتصد عَن ولد الهزبـر الضـاري
    تواضعْ تكنْ كالنجم لاحَ لناظرٍ * على صفحات الماء وهْوَ رفيعُ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    164

    افتراضي رد: علي بن محمد التهامي في رثاء ابن له

    بارك الله فيك , حقا إنها رائعة ومعبّرة.
    و لا تكتب بخطّك غير شيىء
    *********** يسرّك في القيامة أن تراه

  3. #3

    افتراضي رد: علي بن محمد التهامي في رثاء ابن له

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن القاسم مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك , حقا إنها رائعة ومعبّرة.
    الفاضل الأستاذ/ محمد بن القاسم
    وفيك بارك الله تعالى
    وفقت إلى الخير حيثما كنت، ونفع الله بك
    تواضعْ تكنْ كالنجم لاحَ لناظرٍ * على صفحات الماء وهْوَ رفيعُ

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •