نداء إلى جميع الأخوة أن يحذروا ويحذروا إخوانهم من الأحاديث المجهولة التي تأتي من مصادر مجهولة
للدكتور :مرهف عبد الجبار سقا
السلام عليكم ورحمة الله
السادة القراء الكرام
جميل أن يتواصل الناس بالخير وأن ينصح بعضهم بعضاً بالهداية، وأن يرشد بعضهم بعضاً للخير والذكر والدعاء، ولكن المسلم الصادق الواعي لا يخرج عن حدود الشرع في نصيحته وإرشاده وتعليمه، أقول هذا لأنه قد كثر في الآونة الأخيرة انتشار الإيميلات بما يتعلق بالأحاديث وأغلب الذين ينشرونها إنما ينشرونها بدافع الخير والمحبة ولكن قد يتفاجأ الكثير أن هذه الأحاديث بعضها قد يكون مكذوباً على الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقد حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من الكذب عليه فقال: (من كذب علي عامداً متعمداً فليتبوّأ مقعده من النار) أخرجه البخاري ومسلم، وبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الذي يروي حديثاً غير متثبت بروايته والمخاطر تلوح حول هذا الحديث فهو أحد الكاذبين فقال في الحديث الصحيح الذي أخرجه مسلم وغيره : (من حدّث بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين).
أقول هذا بعد أن قرأت هذا الحديث المنتهي بالدعاء المذكور وهذا الحديث مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلو أن الذي نشره تأكد وتثبت منه قبل نشره لسلم وإن كانت نيته سليمة فينبغي عليه الحذر في المرة القادمة، وأوجه نداء إلى جميع الأخوة أن يحذروا ويحذروا إخوانهم من الأحاديث المجهولة التي تأتي من مصادر مجهولة.
ولا يقول أحدكم: إن الكلام الذي فيه كلام جميل وهو دعاء فما المشكلة في نشره ونسبته للرسول صلى اله عليه وسلم؟
فالجواب: نسبة الكلام للرسول صلى الله عليه وسلم وهو لم يقله يعني ذلك افتراء على الله تعالى لأن الرسول لا ينطق عن الهوى ولا يقول كلاما من عنده وإنما بوحي من الله تعالى فالذي ينسب له كلاما ولم يقله فكأنما كذب على الله تعالى.
هذا من جهة ومن جهة أخرى الثواب والعقاب من الغيبيات والكلام فيها من الخطورة بمكان فتقدير الثواب والعقاب لا يعلمه إلا الله ورسوله ومن روى ثواب عمل بدون دليل جعل نفسه في مقام الألوهية أو مقام الرسالة وهذا لوحده خطير في الدين
فأرجو من جميع الأخوة الانتباه وفقكم الله جميعا لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أخوكم: مرهف عبد الجبار سقا
دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن
http://sakka2005.maktoobblog.com/