عليك : { عليك زيداً } كان جارَّا ومجرورًا ، ثم صار اسم فعل هنا
وعليك : اسم فعل معناه الزم ، ومنه : قول الله تعالى : { عليكم أنفسَكم } .
وعليكم : من أسماء الفعل ، الزموا إصلاح أنفسكم ، وهو من كَلم الإغراء ، وهو معدود في أسماء الأفعال ، وعليكم اسم لقولك الزم فهو متعدٍ ، فلذلك نُصب المفعول به ، (( أنفسكم )) على الإغراء ب (( عليكم )) لأن عليكم اسم فعل .
وعليك : بمعنى تمسك ، نحو : عليك بالعلم فإنه جاه من لا جاه له .
أي: تمسك بالعلم ومنه قول القطامي
عليك بالقصد فيما أنت فاعله إن التخلق بأني دونه الخلق
وعليك بمعنى : أعتصم – فعل مضارع – نحو : علي بالكفاح لبلوغ الأماني .
أي : أعتصم .
وقد تتصل بحرف الجر غير كاف الحطاب فقد ورد عن العرب قولهم
(( عليَّ زيداً )) أي : أولني زيداً . عدها ابن مالك من الشواذ ،، وشذ قولهم :
(عليه رجلاً ) بمعنى ليلزم .
و(عليَّ الشيء ) بمعنى : أولني ، ويرى ابن حيان أن ( عليّ زيدا ) وضعتها العرب موضع فعل يتعدّى إلى اثنين ، وشد إغراء الغائب في قولهم : ( عليه رجلُ ليسني ) ، وأجاز بعضهم إغراء الغائب
ومن الظروف وشبهها ، تجر ضمير المخاطب كثيراً ، وضمير الغائب شاذاً قليلاً نحو : عليه شخصاً ليسني ، وقوله عليه الصلاة والسلام (( من اشتهى منكم الباءة فليتزوج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم ، فإنه له وجاء )) .
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم : قد حسنه الخطاب قبله في : يا معشر الشباب وقيل إن عليه خبر الصوم ، مبتدأ والباء زائدة .
واعلم أن جميع ما ذكر من اسم الفعل لا يستعمل في الأمر والنهي إلا للمخاطب وأما من قال عليه رجلاً ليسني فشاذ ، والشاذ لا يقاس عليه ، وإنما وجب ألا يستعمل للغائب ، لأن هذه الأسماء موضوعة لأمر المخاطب ونهيه .وعليك اسم فعل متعدٍ ، وتتعدى بالباء تقول : عليك بزيد ، ومنه قول: الرسول صلى الله عليه وسلم (( فعليك بذات الدين )) .
وقول الأخطل :
فعليك بالحجاج لا تعدل به أحداً إذا نزلت عليك أمور
فهنا الشاعر عدى اسم الفعل بالباء
وقد يتعدى عليك بنفسه نحو قول الله تعالى { عليكم أنفسكم }
وعليك زيداً .
ويجوز تأكيد الضمير المجرور البارز في هذه الظروف وشبهها بالجر نحو : عليك نفسك باعتبار الأصل فبل صيرورتها أسماء أفعال ، ويجوز تأكيد الضمير المرفوع المستتر الذي عرض لها صيرورتها أسماء أفعال ، نحو : عليكم كلكم بالرفع .
ويجوز أن يؤكد ذلك الضمير المرفوع . ويجوز أن يجري مجر التوكيد على المخفوض فتقول : عليك نفسك ، وعليكما أنفسِكما وعليكم أنفسِكم . ويجوز أن تقول : عليك أنت نفسك ، وعليكما أنتما أنفسُكما ، وعليكم أنتم أنفسُكم ولا يؤكد الضمير المرفوع (( بالنفس )) و (( العين )) حتى يؤكد بالضمير المنفصل ، بخلاف (( كل )) و (( أجمع )) فتقول :
عليكم أجمعين إن أجريته على الضمير المخفوض . فإن أجريته على المرفوع قلت : عليكم أنتم أجمعون . ولك أن تقول : عليكم أجمعون . كذلك : عليكم كّلِكم ، وعليَكم أنتم كلُّكم ،وعليكم كلُّكم .