سيدي أبا مالك العوضي ، سلام الله عليك و رحمته و بركاته
أرجو أن تكون هذه المشاركة أول ما قاد المودة بيننا ، و أملي في دوام الوصال و الاتصال ؛ فأنا - علم الله - أحبكم فيه و له. إن المعارف بين أهل التهى ذمم
سيدي ، ما كانت العربية لساني ، و لا الاسلام سربالي ، و لكن :
الحمد لله إذ لم يأتني أجلي حتى اكتسيت من الاسلام سربالا
( اتظر الخلاف في قائل البيت في ديوان لبيد بتحقيق العلامة إحسان عباس)
فأرجو أن تأخدوا بيدي ، فأكونَ لكم شاكرا ، و أكن من المخلصين الداعين لكم
و دمتم للحافظ ودكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ولست سيدك يا أخي الكريم، ويكفيني أن أكون أخاك ( ولو الصغير )
أما جوابك الثاني فهو صحيح، وبارك الله فيك، وبيانه أنه ورد في قوله تعالى: { ويطاف عليهم بآنية }، وهذا جمع (إناء)، فوزنه (أفعلة)، وورد في قوله تعالى: { تسقى من عين آنية }، وهذا وصف للعين، فهو بوزن (فاعلة)، قالوا: بمعنى حارة.
وأما جوابك الأول فهو محتمل للصحة أيضا، وإن كنت لم أقصده ( ابتسامة ).
وبيانه أنه ورد في قوله تعالى: {يلقون أقلامهم} أي سهامهم، وفي قوله تعالى: {من شجرة أقلام}، والمراد بها المستعملة في الكتابة، ولكن يعكر على هذا الجواب أن المعنى العام في الموضعين واحد، وهو أن الأقلام المتخذة للكتابة والمتخذة للاستهام كانت تؤخذ من أصل واحد عندهم، وإنما اختلافها في الاستعمال.
والجواب الصحيح هو (أسفار)، فقد وردت في قوله تعالى: {باعد بين أسفارنا} جمعا لـ(سَفَر)، ووردت في قوله تعالى: {يحمل أسفارا} جمعا لـ(سِفْر).
وكان ينبغي لي أن أقيد السؤال بأن أقول: (ومفرد كل منهما بوزن مختلف) أو نحو ذلك.
وفقك الله وسدد خطاك.
حمضونا أكثر
هذا ليس إحماضا يا أخي الكريم، بل هو من صميم العلم، فكتاب الله عز وجل وعلومه أعلى ما يُطلب وأنفس ما يُتعلم.
إلا أن تكون تعني بالإحماض أن هذه المسائل من دقيق العلم لا من جليله.
وإذا أردت إحماضا - بمعنى دقيق المسائل - فأتنا بكلمة وردت في القرآن واختلف في وزنها على أربعة أقوال ( ابتسامة )
وأتنا بفعل ألحق به ضمير التأنيث مع أنه منسوب للمذكر، وحذف منه ضمير التأنيث مع أنه منسوب للمؤنث !!
الأقوال في (ملائكة) ثلاثة فيما أذكر، فلعلك تفيدنا أكثر
والفعل المقصود كما في مثل قولنا (ضرب النساء - ضربت الرجال)
قالت الأعراب آمنا ........ سورة الحجرات
وقال نسوة في المدينة ...... سورة يوسف
أما الكلام عن الملائكة فهذا ما وقفت عليه وأنتم أعلم مني بهذا الفن
قال أبو حيان في تفسيره البحر المحيط (1/169 ترقيم الشاملة) (1/284 pdf)
(الملك : ميمه أصلية وهو فعل من الملك ، وهو القوة ، ولا حذف فيه ، وجمع على فعائله شذوذاً ، قاله أبو عبيدة ، وكأنهم توهموا أنه ملاك على وزن فعال ، وقد جمعوا فعالاً المذكر ، والمؤنث على فعائل قليلاً . وقيل وزنه في الأصل فعأل نحو شمأل ثم نقلوا الحركة وحذفوا ، وقد جاء فيه ملأك ، فيحتمل أن يكون فعأ ، وعلى هذا تكون الهمزة زائدة في فاء الكلمة وعينها ، فمنهم من قال : الفاء لام ، والعين همزة ، من لاك إذا أرسل ، وهي لغة محكية ، فملك أصله ملأك ، فخفف بنقل الحركة والحذف إلى فعل ، قال الشاعر :
فلست لإنسى ولكن لملأك ... تنزل من جو السماء يصوب
فجاء به على الأصل ، وهذا قول أبي عبيدة ، واختاره أبو الفتح ، وملائكة على هذا القول مفاعلة . ومنهم من قال الفاء همزة ، والعين لام من الألوكة ، وهي الرسالة ، فيكون على هذا أصله مألكاً ، ويكون ملأك مقلوباً ، جعلت فاؤه مكان عينه ، وعينه مكان فائه ، فعلى هذا القول يكون في وزنه معلاً . ومنهم من قال : الفاء لام ، والعين واو ، ومن لاك الشيء : أداره في فيه ، وصاحب الرسالة يديرها في فيه ، فهو مفعل من ذلك ، نحو : معاذ ، ثم حذفوا العين تخفيفاً . فعلى هذا القول يكون وزنه معلاً ، وملائكة على القول مفاعلة ، والهمزة أبدلت من واو كما أبدلت في مصائب . وقال النضر بن شميل : الملك لا تشتق العرب فعله ولا تصرفه ، وهو مما فات علمه ، انتهى . والتاء في الملائكة لتأنيث الجمع ، وقيل : للمبالغة ، وقد ورد بغير تاء ، قال الشاعر :
أنا خالد صلت عليك الملائك ......) ا.هـ
ما رأيكم ....؟
أبـا مالك
حفظك الله و رعاك ما زلنا نستفيد منك ،
لعمرُك ما إنْ أبو مالك بوانٍ و لا بضعيفٍ قـُـواه ....
أبو مالك قاصرٌ فـقـرَه على نفسه و مُـشِـيـعٌ غِـناه
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
(( فأتنا بكلمة وردت في القرآن واختلف في وزنها على أربعة أقوال ؟ ))
لـعـلـهـا كـلـمـة ( أشـيـاء ) فـي قـول اللـه عـز وجـل :( ... لا تسألوا عن أشياء إن تـُـبْـدَ لكم تسؤكم .. )
أحسنت يا أبا المقداد
أثقال- وأسأل أيضا عن جمع من جموع القلة ورد مرتين في القرآن كل منهما بمعنى مختلف
النحل (آية:7): وتحمل اثقالكم الى بلد لم تكونوا بالغيه الا بشق الانفس ان ربكم لرؤوف رحيم
الزلزلة (آية:2): واخرجت الارض اثقالها
سبق جواب هذا السؤال في المشاركة (23)
والأثقال في الآيتين كلمة واحدة، وإنما الاختلاف من حيث الإضافة (أثقالكم) (أثقالها).
وفقك الله يا أخ نضال !
الكلمة واحدة، ولكن الخلاف إنما هو في وزنها فقط !!
يعني مثلا كلمة (آنية) ما وزنها؟
إن قصدنا قوله تعالى: {تسقى من عين آنية} فوزنها (فاعلة)
وإن قصدنا قوله تعالى: {يطاف عليهم بآنية} فوزنها (أفعلة)
هذا للتوضيح فقط، وليست هذه الكلمة.
ما وزن (معين) في قوله تعالى : ( قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين ) ، وفي قوله : ( وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين ) ؟
فيها قولان:
- (معين) من (م ع ن) فوزنها (فعيل) .
- (معين) من (ع ي ن) فوزنها (مفعول)، مثل (مقيل من قيل) و(مهين من هين) .
من الأسماء؛ لأن الخلاف في أوزان الأفعال قليل عادة.
وخذ هذا المثال:
كلمة (مدينة) اختلف في وزنها على ثلاثة أقوال:
- فعيلة
- مفعولة
- مفعلة