الأخ محمد ـ رعاه الله ـ :
الأصل في هذا ما جاء في حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ ، عن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، قال : " تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأرْبعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَلِجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ " رواه الجماعة إلا الترمذي .
وعن جابر ـ رضي الله عنه ـ ، أن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال : " إِنَّ الْمَرْأَةَ تُنْكَحُ عَلَى دِينِهَا وَمَالِهَا وَجَمَالِهَا، فَعَلَيْكَ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ " . رواه مسلم والترمذي وصححه .
وهذا يشمل القريبة والبعيدة ، ولا يخفى أن عليَّ بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ تزوج فاطمة بنت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي بنت ابن عمه .
فالصواب أنه لا يلتفت للقرابة والبعد ، ولكن يلتفت إلى ما أرشد إليه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ " فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ " ، " فَعَلَيْكَ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ " .
وقد ذهب إلى ما ذكرت بعض العلماء ـ رحمهم الله ـ لفائدتين :
الفائدة الأولى : أنه أنجب للولد . أي : أنه يجذبه عرق أمه إذا كانت بعيدة ، وعرق أبيه إذا كان بعيداً ، فيجتمع في الولد أخلاق هؤلاء وهؤلاء .
الفائدة الثانية : البعد عن خلافات الأقارب في حال عدم التوافق بين الزوجين فربما حصل في هذا تقاطع الأرحام بسبب المشاكل الزوجية .
وهناك فائدة ثالثة يذكرها الأطباء في تناقل الجينات ، لا علم لي بها .
والله اعلم .