جزاكم الله خيرا شيخنا الحمادي.
كل من قارن بين الكتابين مع إنعام نظر عرف فضل المحرر وتميزه على البلوغ.
والبلوغ عليه انتقادات كثيرة، منها أخطاء في الألفاظ ، ومنها في التخريج والعزو ، وهو بحق يحتاج إلى تحرير، زد على ذلك أن أغلب نشراته سقيمة ولا تكاد تسلم لك إلا الواحدة بعد الواحدة.
أما المحرر فألفاظه محررة جدا، ومن قارنه بالأصول عرف ذلك، وتخريجاته غاية في الدقة، وقد حلاه مؤلفه بنفائس من كلام الأئمة النقاد، تعليلا وتصحيحا، وبالكلام على رجاله تعديلا وتجريحا، فمن حفظه حصل خيرا كثيرا من جهة ممارسة ألفاظ الأئمة ومعرفة عباراتهم.
أما استفادة ابن جحر من المحرر فلعلها لم تكن بتلك الاستفادة الكبيرة، فالفروق بينهما في الألفاظ والعزو كثيرة، فتجد العزو في المحرر - مثلا - لأهل السنن، وتجده في البلوغ لثلاثة منهم أو أقل.