تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 21

الموضوع: فوائد وملح ونواد من كتاب التراتيب الإدارية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    35

    افتراضي فوائد وملح ونواد من كتاب التراتيب الإدارية

    بسم الله الرحمن الرحيم
    فوائد وملح ونواد من كتاب التراتيب الإدارية
    للكتاني
    " الحلقة الأولى " :
    والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
    من المعلوم أن التأليف والتصنيف له أنواع وأشكال متعددة من ذلك التأليف ابتداءً ، والشروح ، والاختصار ، وجمع الفوائد و الملح في صعيد واحد بين دفتي كتاب ، أو استخراج فواد وملح ونوادر كتاب معين ، ومنه هذه الأسطر التي بين يديك الموسومة بـ " فوائد وملح ونواد من كتاب التراتيب الادارية " لعبد الحي بن شمس الكتاني الفاسي.
    وهذا الكتاب أكثر مما عني به من التصنيف ـ وهو تسطير أسس وخطط ، والطرق التي سير عليه في الدولة الإسلامية في العهد النبوي ـ فقد احتوى على فوائد ونوادر قلّ أن تجدها في كتاب آخر ، الذي يظهر من خلاله على الحضارة الإسلامية ، مما فيه رد على الذين ينفون أن يكون للإسلام حضارة ، ومدنية تذكر.
    فهذا الكتاب فيه جملة من المعارف والفوائد والملح تشرئب إلى معرفتها أنفس الطالبين ، وترتاح بمذاكرتها قلوب المتأدبين ..
    ومما يدل على أهمية الكتاب غزارة المراجع التي رجع إليها في جمع مادة هذا الكتاب وتنوعها فشملت فنون العلم " التفسير ، الحديث ، والفقه ، والأدب ، والتاريخ ، واللغة ...... بل إن بعض هذه المراجع نادرة وغير متوفرة بين أيدي الناس (1م/21ـ 32).
    ومما يقوي أهمية هذا الكتاب الكتب والرسائل والأجزاء التي يذكرها عندما يتكلم على بعض المسائل والأبواب جمعة بين الكثرة وقيمتها العلمية ، وبعضها يُظن أنها من ضمن ما فقدم من تراث هذه الأمة ، فقد وقف عليها ونقل منها ، ويذكر مكانها ؛ حتى أن كاتب هذه الأسطر ندم على عدم تقيدها ؛ فحبذا لو انتدب أحد الطالبين للعلم ، والبحث عن الكتب النادرة لجمعها وترتيبها .
    فهذا المصنف مشغوف في الوقوف على ما كتبه علماء هذه الأمة وجمعها ؛ حتى اجتمع لديه الشيء الكثير من المصنفات في شتى العلوم ، حتى أن مما ذكره من هذه الكتب لم يسبق لك الوقوف عليها بل السماع بها
    على سبيل المثال حيث قال (1/36) : وقد أفرد ما يتعلق بالنعال النبوية بالتأليف جماعة من الأعلام ثم ذكر هؤلاء الأعلام ومؤلفاتهم ، وذكر ما طبع منها . ، وكذا ما يتعلق الشعر والشعراء زمن النبي  (1/211) .
    أنه يتوسع في الكلام على بعض المسائل ، بذكر الأقوال ، ومن قال بها ، والكتب ، والأجزاء في ذلك ، على سبيل المثال ، تكلمه على بداية التاريخ الهجري ، متى البداية بهذا التاريخ ، وهل أول من بدأ به هل هو النبي  أم عمر  ؟(1/180) ، وكلامه على أحكام الهجر ، والعزلة (1/301ـ 308) .
    وهذا الكتاب كثير ما ينقل منه فضيلة الشيخ العلامة الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد ـ ألبسه الله لباس الصحة والعافية ـ ويشيد بهذا الكتاب .
    فإلى هذه الفوائد والملح مراعياً في ذلك الاختصار ، والأكثر فائدة مما تجذب القارئ إلى قراءة هذا الكتاب المرة بعد المرة ، فقد جمع بين غزارة المسائل والفوائد العلمية ، والمتعة والأنس .
    • اسم الكتاب كاملاً :
    " كتاب التراتيب الإدارية ، والعمالات والصناعات والمتاجر والحالة العلمية التي كانت على عهد تأسيس المدنية الإسلامية في المدينة المنورة العلية " .
    المرجع الأساس لهذا الكتاب " تخريج الدلالات السمعية على ما كان في عهد رسول الله  من الحرف والصنائع العمالات الشرعية " لأبي الحسن علي بن ذي الوزارتين محمد بن أحمد الخزاعي .
    مع أهمية هذا الكتاب حافظ عليه المؤلف فدونه في كتاب ، وجعله بخط أسود وتحته خط .
    • المؤلف :
    عبد الحي بن شمس الكتاني الفاسي .
    في طرة الكتاب اهداء الكتاب إلى شيخه والده بأبيات لابن طباطبا العلوي يقول فيها :
    لا تنكرن اهداءنا لك منطقاً منك استفدنا حسنه ونظامه
    فالله عز وجل يشكر فعل من يتلو عليه وحيهُ وكلامه
    وبأبيات لابن حجر يقول فيها : هنيئا لأصحاب خير الورى وطوبى لأصحاب أخباره
    ..... ....
    (1م/10 ، 16) مقدمة نافعة بين فيها عن الحضارة الإسلامية ، ورد فيها على الذين ينفون أن يكون للإسلام حضارة ، ومدنية تذكر .
    وفي (1م/ 11) ناقشة ابن خلدون على قوله في " مقدمة العبر " (ص 349) : إن الملة في أولها لم يكن فيها علم ولا صناعة، لمقتضى أحوال السذاجة والبداوة، وإنما أحكام الشريعة التي هي أوامر الله ونواهيه، كان الرجال ينقلونها في صدورهم، وقد عرفوا مأخذها من الكتاب والسنة، بما تلقوة من صاحب الشرع وأصحابه. والقوم يومئذ عرب لم يعرفوا أمر التعليم والتآليف والتدوين ، ولا رجعوا إليه ولا دعتهم حاجة ، وجرى الأمر على ذلك زمن الصحاية والتابعين ، ناقشه بكلام ماتن مفيد .
    (1م/15) ذكر الخلاف في حكم معرفة وتعلم نسب النبي  ومولده ونشأته ، ..... وغير ذلك من المعارف التي تخصه  .
    نقل عن ابن فارس أنه قال بالوجوب ، وبين الحد من سيرته التي يجب معرفتها ...
    وذكر كلام ابن القيم في " زاد المعاد " (1/ 68 ) : وإذا كانت سعادة العبد في الدارين معلقة بهدي النبي صلى الله عليه وسلم فيجب على كل من نصح نفسه وأحب نجاتها وسعادتها أن يعرف من هديه وسيرته وشأنه ما يخرج به عن الجاهلين به ويدخل به في عداد أتباعه وشيعته وحزبه والناس في هذا بين مستقل ومستكثر ومحروم والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .
    • من غايات مجيء محمد  عمارة الدنيا والعمل للآخرة (1م/ 16) :
    قال : ولا شك أن المسلم إذا تتبع السيرة لم يبق له شك في أن نبيه  جاء بعمارة الدنيا والعمل للآخرة ، لا بخراب العالم والانقطاع عن العمل حاشا وكلاّ نعم جاء  بعتم تعمير القلب بالدنيا تعميراً يغفل به المسلم عن ربه وتوحيدة ، ولا كن أمرك أن تجد وتجهد حتى تملا منها يدك ، وتترك قلبك لله وما يرضيه منك من وجوه مبرات وحسنات ....
    • حكم طلب الرئاسة والمراتب العالية كالولاية والقضاء (1م/ 21):
    استدل بعض أهل العلم بقوله  : " وجعلنا للمتقين إماماً " أن الإنسان يجوز أن يطلب المراتب العالية .
    وقال السيوطي على قول يوسف  : " اجعلني على خزائن الأرض ... " جواز طلب الولاية ونحوه لمن وثق من نفسه القيام بحقوقه وجواز التولية عند الكافر والظالم .
    • نقد مقولة : ما ترك الأول للآخر من شيء(1م/ 79):
    نقل عن ابن عبد البر أنه قال : ما كان أضر بالعلم وبالعلماء وبالمتعلمين من هذه المقولة ، وقال عن كلمة علي بن أبي طالب قيمة كل امرئ ما يحسنه : قال لم يسبق إليه بهذه المقولة ، وأي كلمة أحض على طلب العلم منها .
    • مكان المتقدمين عند الناس ، وتقديمهم على المتأخرين في العلوم وغيرها ، وأن من عادة الناس مدح الماضي ، وذم الباقي في هذا الشأن (1م/ 21):
    نقل كلام المسعودي في كتابه " التنبيه والإشراف " (1/ 30) أنه قال : ونحن وإن كان عصرنا متأخراً عن عصر من كان قبلنا من المؤلفين ، وأيامنا بعيدة عن أيامهم فلنرجو أن لا نقصر عنهم في تصنيف نقصده وغرض نؤمه، وإن كان لهم سبق الابتداء فلنا فضيلة الإقتداء ، وقد تشترك الخواطر، وتتفق الضمائر، وربما كان الآخر أحسن تأليفاً، وأمتن تصنيفاً ، لحكمة التجارب ، وخشية التتبع ، والاحتراس من مواقع الخطأ . ومن هاهنا صارت العلوم نامية، غير متناهية، لوجود الآخر ما لا يجده الأول ، وذلك إلى غير غاية محصورة ، ولا نهاية محدودة ، وقد أخبر الله عز وجل بذلك فقال " وفوق كل ذي علم عليم " على أن من شيم كثير من الناس إطراء المتقدمين، وتعظيم كتب السالفين، ومدح الماضي، وذم الباقي، وإن كان في كتب المحدثين ما هو أعظم فائدة، وأكثر عائدة . فقد حكى الجاحظ - على جلالة قدره - أنه قال: كنت أؤلف الكتاب الكثير المعاني، الحسن النظم، وأنسبه إلى نفسي فلا أرى الأسماع تصغي إليه ولا الإردادات تتيم نحوه، ثم أؤلف ما هو أنقص منه رتبة، وأقل فائدة، ثم ينحله عبد الله بن المقفع، أو سهل بن هارون، أو غيرهما من المتقدمين، ممن صارت أسماؤهم في المصنفين، فيقبلون على كتبها، ويسارعون إلى نسخها، لا لشيء إلا لنسبتها للمتقدمين، ولما يداخل أهل هذا العصر من حسد من هو في عصرهم، ومنافسته على المناقب التي عني بتشيدها ، وهذه طائفة لا يعبأ بها كبار الناس، وإنما العمل على أهل النظر والتأمل الذين أعطوا كل شيء حقه من القول، ووفوه قسطه من الحق، فلم يرفعوا المتقدم إذا كان ناقصاً، ولم ينقصوا المتأخر إذا كان زائداً؛ فلمثل هؤلاء تصنف العلوم، وتدون الكتب. وانظر صبح الأعشى - (ج 5 / 484) .
    علق الكتاني على هذا بقوله : وإذا كان هذا في ذلك الزمن زمن نفاق أسواق العلم ورجحان أهله بالمدارك والغايات فكيف بزماننا هذا زمن التأخر والانحطاط والتقليد الأعمى لكل مستهجن وغلبة الأعراض السافلة والمقاومة للكمال والكاملين والتشبت بأذيال الناقصين والساقطين سخطاً على الفضيلة ومقاومة لها .
    ثم ذكر كلام ابن حزم في هذا الباب ؛ حيث قال : وأما جهتنا فالحكم في ذلك ما جرى به المثل السائر " أزهد الناس في عالمٍ أهله " ، وقرأت في الإنجيل أن عيسى عليه السلام قال: " لا يفقد النبي حرمته إلا في بلده " وقد تيقنا ذلك بما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من قريش - وهم أوفر الناس أحلاماً وأصحهم عقولاً وأشدهم تثبتاً، مع ما خصوا به من سكناهم أفضل البقاع، وتغذيتهم بأكرم المياه - حتى خص الله تعالى الأوس والخزرج بالفضيلة التي أبانهم بها على جميع الناس، والله يؤتي فضله من يشاء، ولا سيما أندلسنا فإنها خصت من حسد أهلها للعالم الظاهر فيهم الماهر منهم، واستقلالهم كثير ما يأتي به، واستهجانهم حسناته، وتتبعهم سقطاته وعثراته، وأكثر ذلك مدة حياته، بأضعافما في سائر البلاد، إن أجاد قالوا: سارق مغير ومنتحل مدع، وإن توسط قالوا: غث بارد وضعيف ساقط، وإن باكر الحيازة لقصب السبق قالوا: متى كان هذا ومتى تعلم وفي أي زمان قرأ ولأمه الهبل! وبعد ذلك إن ولجت به الأقدار أحد طريقين إما شفوفاً بائناً يعليه على نظرائه أو سلوكاً في غير السبيل التي عهدوها فهنالك حمي الوطيس على البائس، وصار غرضاً للأقوال وهدفاً للمطالب ونصباً للتسبب إليه ونهباً للألسنة وعرضة للتطرق إلى عرضه، وربما نحل ما لم نقل وطوق ما لم يتقلد وألحق به ما لم يفه به ولا اعتقده قلبه، وبالحرى وهو السابق المبرز إن لم يتعلق من السلطان بحظ أن يسلم من المتالف وينجو من المخالف، فإن تعرض لتأليف غمز ولمز وتعرض وهمز واشتط عليه، وعظم يسير خطبه واستشنع هين سقطه وذهبت محاسنه وسترت فضائله وهتف ونودي بما أغفل، فتنكس لذلك همته وتكل نفسه وتبرد حميته، وهكذا عندنا نصيب من ابتدأ يحوك شعراً أو يعمل رسالة، فإنه لا يفلت من هذه الحبائل، ولا يتخلص من هذا النصب إلا الناهض الفائت والمطفف المستولي على الأمد . وانظر " نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب " ( 3 / 166) .
    علق الكتاني على هذا بقوله : فليت شعري ما يقال بعد خراب الأندلس وضعف الإسلام في القرن الرابع عشر . وجماع القول أن من جهل شيئاً عاداه ، والمزكوم لا يجد رائحة العطر بل يأباه .
    • المراد بالخلافة (1/2) :
    الخلافة هي : الرياسة العظمى والولاية العامة الجامعة القائمة بحراسة الدين والدنيا ، والقائم بها يسمى الخليفة لأنه خليفة رسول الله  ، وأول خليفة هو أبي بكر الصديق  .
    • أول من اتخذ بيتاً للمال ، وأول من لقب بشيخ الإسلام (1/5) :
    قال : أبو بكر هو أول من اتخذ بيت المال ، وقال السخاوي : وهو أول من لقب بشيخ الإسلام .
    • المراحل التي مر عليها لقب " أمير المنؤمنين " وأول من لقب به (1/ 6 ـ 17) :
    أول من سمي بأمير المؤمنين من الخلفاء عمر بن الخطاب اتفاقاً .
    وأول من أطلق عليه هذا الاسم عبد الله بن جحش .
    ثم قال : ثم توارث الخلفاء هذا اللقب سمة لا يشاركهم فيها أحد ، وتنافسوا فيها خصوصاً ملوك بني أمية ثم بني العباس ببغداد إلا من راء أنه أحق منهم بالخلافة .
    • تقديم محمد النفس الزكية بالخلافة على بني العباس (1/7) :
    محمد النفس الزكية بويع بالخلافة في المدينة قبل بيعة أبي جعفر المنصور فكان هو الخليفة الشرعي ، ولهذا مالك وأبو حنيفة يجنحان إليه ويرجحان أمامته على بني العباس ويريان أن إمامته أصح من إمامة أبي جعفر لأنقاد هذه البيعة من قبل .
    • سبب انتشار مذهب مالك في المغرب (1/8 ) :
    لأن إدريس بن عبد الله أمير المغرب أخ محمد النفس الزكية أمر أتباعه بإتباع مالك ، وقال نحن أحق بإتباع مذهب وقراءة الموطأ مالك .
    • فائدة من عدم إعادة الفعل عند ذكر أولي الأمر في قوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } " النساء : 59"(1/17) .
    قال الطيبي : أعاد الفعل في قوله أطيعوا الرسول إشارة إلى استقلال الرسول بالطاعة ، ولم يعده في أولي الأمر إشارة إلى أنه يوجد فيهم من لا تجب طاعته ثم بين ذلك بقوله فإن تنازعتم في شيء كأنه قيل : فإن لم يعملوا بالحق فلا تطيعوهم وردوا ما تخالفتم فيه إلى حكم الله ورسوله .
    • بيان أن لفظة الوزارة ، ومزاولة أعمالها كانت معروفة في عهد النبي  ، وذكر أحاديث الوزارة ، والرد على من قال أن الوزارة أخذت من كسرى (1/17ـ 20) :
    من أحاديث الوزارة حديث عائشة أن النبي  قال : إذا أراد الله بالأمير خيراً جعل الله له وزير صدق ...... " أخرجه أبو داود .
    • نظم الأشياء التي كان النبي  لا يردها(1/33) :
    قال بعدما تكلم ونقل كلام أهل الحديث على الأحاديث فذلك :
    وأنشد بعضهم : قد كان من سيرة خير الورى * صلى عليه الله طول الزمن
    أن لا يرد الطيب والمتكأ * والتمر واللحم معاً واللبن
    وأوصلها السيوطي إلى سبع :
    عن المصطفى سبع يسن قبولها * إذا ما بها قد أتحف المرء خلان
    فحلو وألبان ودهن وسادة * ورزق لمحتاج وطيب وريحان
    وذكر نظم لأصحاب نعلي النبي  في (1/34) .
    • ضابط من يصلح للمناصب الدينية من الموظفين (1/40) :
    قال : هاهنا قاعدة في الموظفين الشرعيين يصلح للمناصب الدينية كما في " الفوائد " كل وضيع وشريف إذا كان ذا دين وعلم ولا يصلح لها فاسق وإن كان قرشياً نعم يقع الترجيح إذا اجتمعا في شخص وانفرد الآخر فيما سوى النسب .
    • نقده للمصنفين الذين يعزو الحديث لمسلم وحده مع أن الحديث عند البخاري (1/42) :
    نقد الخزاعي صاحب " التخريج " بقوله : استفتح الخزاعي فصل الفقه في الدين في الحض على التفقه في الدين بحديث معاوية " من يرد الله به خيراً يفقه في الدين " مقتصراً على عزوه لمسلم مع أنه في البخاري وهذا معيب منه رحمه الله لما تقرر أن الحديث إذا كان في البخاري لا يعزى إلى غيره .
    • ذكر من كان يحفظ القرآن على عهد النبي  ، والرد على من قال إن أبا بكر الصديق  لم يكن حافظاً للقرآن . (1/44) .
    ومما يدل على إن أبا بكر كان حافظاً للقرآن قوله  " يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله " وقد قدمه النبي  في مرضه إماماً للمهاجرين والأنصار .....
    • حكم تعلم المرأة للكتابة والقراءة (1/50) :
    تكلم عن هذا المسألة بإسهاب وماتع ، ومما قاله أن في كتاب " نور النبراس " أنه قال : كان في عهده بدمشق فقيها سئل هل يجوز أن يتعلم النساء الكتابة فأجابه : لا يجوز تعليمهن الكتابة . قال الحافظ برهان الدين الحلي وغفل هذا المفتي عن الحديث الذي عند أبي داود ( ح 3887 ) عن الشفاء بنت عبد الله قالت : دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة ، فقال لي " ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة ؟ " .
    وذكر كلام فيه نوع من الطرافة ، وأن ما كان يخشاه بعض المجتمعات من تعلم النساء للكتابة والقراءة قد سبقهم لذلك أجيال بعد أجيال .
    ومما قاله : يعجبني أن أثبت هنا قول عصرينا الشاعر المصري المشهور وهو الشيخ مصطفى الرافعي :
    ياقوم لم تخلق بنات الورى للدرس والطرس وقال وقيل
    لنا علوم ولها غيرها فعلموها كيف نشر الغسيل
    والثوب والإبرة في كفها طرس عليه كل خط جميل
    • الرد على من قال إن اتخاذ المنير بدعة (1/63) :
    قال اشتهر في كتب المتأخرين أن اتخاذ المحاريب في المساجد لوقوف الأئمة بدعة ، وأفرد ذلك الحافظ السيوطي بمؤلف ، وفي " عون المعبود " ما قاله القاري من أن المحاريب من المحدثات بعده  ، وفيه نظر لأن وجود المحراب في زمنه  يثبت من بعض الروايات ، أخرج البيهقي في السنن الكبرى [ جزء 2 - صفحة 30 ] ، عن وائل بن حجر قال : حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أو حين نهض إلى المسجد فدخل المحراب ... " وقال ابن الهمام لا يخفى أن امتياز الإمام مقرر شرعاً وثبتت المحاريب في المسجد من لدن رسول الله  . .............
    ========================
    تنبيه : هل كتاب التراتيب الإدارية نسخ في (cd) فإذا لم ينسخ فحبذا لو انتدب أحد الأخوة لنسخه

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    الأردن
    المشاركات
    152

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا يا اخي الحبيب وبارك فيكم

    اختياركم يدل على حسن ذوق ، ونباهة فكر ، فتقييد الأوابد وقنص الشوارد لا يحسنه الا المهرة .
    ونحن بانتظار باقي الحلقات
    أسال الله ان يتقبل منك .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    35

    افتراضي

    أشكررك على مرورك ، وإلى حلقات قادمة قريبة ـ إن شاء الله . والسلام

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    35

    افتراضي

    الحلقة الثانية :
    • من هو أعبر هذه الأمة ؟ (1/60) :
    كان أبو بكر غاية في تعبير الرؤيا وكان يعبر في زمن النبي  الرؤيا ،وقد قال محمد بن سيرين وهو المقدم في هذا العلم بالاتفاق كان أبو بكر أعبر هذه الأمة بعد رسول الله  .
    • الشروط الواجب توفرها في المعبر (1/60) :
    قال وفي " الرسالة " ولا ينبغي أن يعبر الرؤيا من لا علم له بها ، وقال التادلي : إلا إذا كان عالماً بأصول التفسير ، وهي الكتاب والسنة وكلام العرب وأشعارها وأمثالها ، وكان له فضل وصلاح وفراسة ولا يعبرها بالنظر في كتب العبارات ، ويعني بذلك على جهة التقليد لذلك فإن ذلك لا يجوز لأنها تختلف باختلاف الأشخاص والأزمان والأحوال .
    وقال تنبيه : الكتب المنسوبه إلى ابن سيرين في علم تعبير الرؤيا من أهجن ما كذب على السلف ولا يتصور من التابعين أن يكون هذا أول ما ألفوا فيه من أبواب العلم ، والتصنيف إنما شاع بعد ذلك .
    وقال ابن القيم في " الطرق الحكمية " (ص 256) : لما تكلم على الذين أنكروا من السلف التدوين ما نصه : وكان ابن سيرين وأصحابه لا يكتبون الحديث فكيف بالرؤيا . ............ وذكر كلام ماتع في بابه .
    • صلاة الجماعة من خصائص هذه الأمة (1/66) :
    قال فائدة : صلاة الجماعة من خصائص هذه الأمة .
    • من حج بالمسلمين في السنة الثامنة (1/66 ، 109، 240) :
    أول من أقام للناس الحج عَتّاب بن أسيد سنه ثمان للهجرة ؛ لأنه أمير على مكة ، أمره النبي  بعدما رجع إلى المدينة بعد الفتح ، وكان عمره إذ ذاك قريباً من العشرين سنه ، وأقره أبو بكر إلا أن مات عتاب في يوم مات أبو بكر .
    • العلة من تسمية الأسبوع جمعة (1/69) :
    قال : فائدة في " التوشيح " للسيوطي كان اليهود يسمون الأسبوع كله سبتاً وقد وقع ذلك في حديث أنس في الاستسقاء فحدث في الإسلام تسميته جمعة نظراً لليوم الأشرف .
    • الرد على من استدل على أن علي بن أبي طالب  أفضل من أبي بكر  إرسال براءة مع علي (1/72) :
    قال بعض العلماء : إنما أرسل علياً لأنها تتضمن نقض العهد ، فأراد قطع ألسنة العرب بأن يرسل ابن عمه من بيته لينقض العهد ، وقال الجاحظ : لا يؤخذ من تفضيل علي على أبي بكر وإنما عامل العرب بما يتعارفونه بينهم أن السيد الكريم إذا عقد لقوم عهد فإنه لا يحل ذلك الأمر إلا رجل من أقاربه المقربين ....
    • الروايات في نقل ماء زمزم إلى المدينة (1/ 101) :
    ذكر روايات عن النبي  أنه أمر أن يرسل إليه في المدينة من ماء زمزم نقلاً من كتاب " الإصابة " لابن حجر ، من ذلك أن النبي  كتب إلى سهيل بن عمرو إن جاءك كتابي ليلاً فلا تصبحن أو نهارا فلا تمسين حتى تبعث إلى من ماء زمزم .
    • حكم أخذ الأجرة على دخول الكعبة (1/111) :
    قال المحب الطبري : لا خلاف في تحريم أخذ الأجرة على دخول الكعبة ، وأنه من أشنع البدع .....
    • لماذا اختيرت الهجرة للابتداء بها في التاريخ دون وقت الولادة ، أو البعثة (1/182) :
    قال اختيرت الهجرة لاختلافهم فما دونها ، ووقت الوفاة ، وإن شارك الهجرة في الاتفاق لا يحسن الابتداء بها عقلا لما ينشأ عنه من تهيج الحزن والاسف بخلاف وقت الهجرة وقت استقامة ملة الإسلام ، واختير لافتتاح السنة المحرم دون غيره لكونه شهر الله ، وأحد الأشهر الحرم وفيه تنصر الناس من الحج .
    • أصح الكتب التي أمر بكتابتها النبي  ، وذكر كلام أهل العلم عليه (1/168) :
    أجمع وأوعب وأطول كتاب حفظ التاريخ نصه كتابه  لعمر بن حزم فيه من أنواع الفقه ، وعمرو كان أميراً على نجران ، وذكر طرقه ابن كثير في " إرشاده " قال : وعلى كل تقدير فهذا كتاب متداول بين أئمة الإسلام قديماً وحديثاً يعتمدون عليه يرجعون في مهمات هذا الباب إليه ، كما قال يعقوب بن سفيان لا أعلم في جميع الكتاب كتاباً أصح من كتاب عمرو بن حزم .... وصح أن عمر ترك رأيه ورجع إليه .......... ثم ذكر من نقل الإجماع على العمل بما فيه ، وتكلم عن أحكام الوجادة ............
    • ما معنى البريد ، ومن هو أول من اتخذه (1/191) :
    البريد اسم للمسافة التي بين كل محطة وأُخرى من محطات البريد ، وهي أربعة فراسخ ، أو اثنا عشر ميلاً ثم أطلق على حامل الرسائل ، وتوسعوا فيه الآن فأطلقوه على أكياس البريد وأصله من وضع الفرس ثم استعمل في الإسلام وأقيم له عامل مخصوص يسمى عامل البريد ينقل أخبار الولاة والبلاد لدار الخلافة والعكس ، والمشهور أن أول من وضعه في الإسلام معاوية بن أبي سفيان ، ولعل أول من رتبه على طرق ومناهج مخصوصة رتب له الميل ، والمحطات ، و إلا فالبريد معروف عند من قبله من الخلفاء ، واشتهر أمره في زمن عمر بن الخطاب .
    • فوائد ونوادر في تعلم اللغة غير العربية (1/203) :
    تكلم على حديث زيد بن ثابت حينما أمره النبي  أن يتعلم لغة اليهود ، فتعلم السريانية في 17يوماً . وفي " صبح الأعشى " [ 3 / 7 ] : مما يحتاج إليه الكاتب أنه ينبغي للكاتب أن يتعلم لغة من يحتاج إلى مخاطبته أو مكاتبته من اللغات غير العربية فكذلك ينبغي أن يتعلم من الخطوط غير العربية ما يحتاج إليه من ذلك فقد قال محمد بن عمر المدائني في كتاب " القلم والدواة " إنه يجب عليه أن يتعلم الهندية وغيرها من الخطوط العجمية .
    أما نهي عمر عن رطانة الاعاجم ، حمل النهي عن التكلم بها في المساجد ، وقيل إن النهي إذا تكلم بها بحضرة من لا يفهماه فيكون من تناجي الاثنين دون واحد ، والتأويل الثاني أسعد ...........
    وللشيخ صفي الدين الحلي ، وهو ممن كان يحفظ عدة لغات :
    بقدر لغات المرء يكثر نفعهُ وتلك له عند الملمات أعوان
    فبادر إلى حفظ اللغات مسارعاً فكل لسان في الحقيقة إنسان
    وقال من أغرب ما قرأته في " مرآة الزمان " لسبط ابن الجوزي حين تكلم عن موالي عبد الله بن الزبير قال كان له مائه غلام كل غلام يتكلم بلغة ، وكان ابن الزبير يكلم كل أحد بلغته ، وما ذكره ابن عساكر عن عمر بن قيس فهذا أعجب ما سمعت في معرفة اللغات وتعداها عن الصحابة ، وتابعيهم . راجع تأليف ابن خالنا العلامة المحدث أبي عبد الله بن جعفر الكتاني " المطالب العزيزة في تكلمه عليه السلام بغير اللغة العربية " .
    وتكلم بكلام في توسع عن هل النبي  يعرف لغة غير العربية ، وهل تكلم بكلمات غير عربية ...
    • فوائد في الشعر في العصر الأول (1/211) :
    كانت عائشة رضي الله عنها تروي كلام الشعراء ما لا يحفظه الرجال فضلاً عن النساء ، وكانت أشعر من الخنساء .
    ومن شعراء النبي  حسان بن ثابت كان إذا مد لسانه بلغ أرنفه ، وكان يحلف بالله أنه لو أمره على شعر لحرقه ، أو صخر لخرقه .
    كلام جميل حول قصيدة كعب بن زهير " بانت سعاد " . مناسبة هذه القصيدة ، حقن دمه  ، ومقدار ما أجازه عليه .
    وذكر أن بعض العلماء كان لا يفتتح مجلسه إلا بهذه القصيدة ، لرؤيا في المنام حيث رأى النبي  ، وقال أن أحبها , وأحب من يحبها .
    من الشعراء الذين رثوا النبي  بعد موته ، أبي بكر ، وعلية ، وأم حكيم .............
    • خطبة الجمعة بلغة غير العربية (1/ 219) :
    لم يرد أن ترجمة الخطبة لغير العربية في زمن النبي  مع أنه كان يحضر خطبه ، وخطب الخلفاء الراشدين رجال من الفرس والروم ، والحبش ... مع أن من الصحابة من كان يعلم اللسان العجمي والرومي ، كزيد  . ولم ينقل شيئاً من وقوع ترجمة لخطب الجمعة في القرون الثلاثة الأولى .
    ومن النوادر أن الدولة الموحدية كان خطباؤها بفاس يخطبون باللسان البربري .
    • المراد بالديوان ، وأول من وضعه (1/225) :
    الديوان دفتر يكتب فيه أسماء أهل العطاء ، والعساكر على القبائل والبطون ، وأول من وضعه عمر بن الخطاب  . بسبب أن الناس كثروا في عهده ، وجبيت الأموال ، وتأكدت الحاجة إلى ضبهم ، على ترتيب الأنساب الأقرب فالأقرب .
    • السر في أن عمر بن الخطاب لا يرغب أن يلي العامل له أكثر من عامين (1/269) :
    روي أن عمر أوصى حين كتب عهده أن لا يولي العامل أكثر من عامين ، قال : وكان من عادة الموحدين قديماً في تونس أنهم كانوا لا يولون القضاء أكثر من عامين ، وكانوا يرون أن القاضي إذا طالت مدة قضائه أكثر الأصحاب والأخدان ، وإذا كان بمظنة العزل لا يغتر ، وأيضاً فإن الحال إذا كان هكذا ظهرت مخايل المعرفة بين الأقران ، وكثر فيهم القضاة بتدربهم على الواقع فيبقى الحال محفوظاً بخلاف ما إذا استبد الواحد ...
    • لماذا سميت المسألة الفرضية " الاكدرية " بهذا الاسم (1/278) :
    قال عن الاكيدر بن حمام اللخمي : ذكر أن له إدراكاً ، وكان ذا دين وفضل وفقه ، وهو صاحب الفريضة التي تسمى الاكدرية ، وقد قيل للاعمش لم سميت الفريضة الاكدرية ، فقال : طرحها عبدالملك بن مروان على رجل يقال له الاكدر ، وكان ينظر في الفرائض فأخطأ فيها ، وقيل : إن زيد بن ثابت تكدر فيها .
    • المراد بالحبس الشرعي ، وحال السجن في عهد عمر بن الخطاب  (1/295) :
    قال الماوردي : الحبس الشرعي ليس هو السجن في مكان ضيق ، وإنما هو تعويق الشخص ومنعه من التصرف بنفسه سواء كان في بيت أو مسجد ، وكان يتولى نفس الخصم أو وكيله عليه وملازمته له ولهذا سماه النبي  أسيراً في حديث بني تميم " يا أخا بني تميم ما تريد أن تفعل بأسيرك " ، وكان هذا هو السجن في زمن النبي  ، وأبي بكر .
    وكذا قال ابن القيم في " الطرق الحكمية " ( ص 148) .
    أما اتخاذ محلاً معين بني لذلك خصيصاً فلم يكن إلا في زمن عمر  ، وقد حبس عمر الحطيئة في بئر ، وبعد ذلك اشترى عمر دار صفوان بن أمية ، ومن ثم سميت دار السجن .
    وقال العيني : وكانت السجون آبارا فأول من بنى السجن علي بن أبي طالب باتخاذه مقصوداً لهذا الغرض .

    وقال الماوردي : أم الحبس الذي هو الآن فإنه لا يجوز عند أحد من المسلمين وذلك أنه يجمع الجمع الكثير في موضع يضيق عنهم غير متمكنين من الوضوء والصلاة وقد يرى بعضهم عورة بعض ويؤذيهم الحر والصيف .
    • من الذي يهجر في الدين ؟ (1/304) :
    قال ابن زرقون في " شرح الموطأ " : حديث كعب بن مالك في الذين خلفوا أصل في هجر أهل البدع ومن أحدث في الدين ما لا يرضى ومن خشي من مجالسته الضرر في الدين أو في الدنيا في العدواة والبغضاء فهجرته والبعد عنه خير من قربه لأنه يحفظ عليك زلاتك ويماريك في صوابك ، وربما صرم جميل خير من مخالطة موذيه .
    وقال الحسن البصري : هجران الأحمق قربة إلى الله فإن ذلك يدوم إلى الموت إذ الحماقة لا ينتظر علاجها .
    • فوائد في تخصيص بعض الآيات بالقراءة في الصلاة (1/307) .
    قال في كتاب السماع من " الإحياء " لدى الكلام على قوله تعالى : {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ }" لقمان : 6 " .لو قرئي ليضل به عن سبيل الله كان حراماً كما حكي عن بعض المنافقين أنه كان يؤم الناس ولا يقرأ إلا سورة عبس لما فيها من العتاب مع رسول الله  فهم عمر بقتله ورأى فعله حراماً لما فيه من الاضلال .
    • فائدة في التشهير بالخطاء (1/308) :
    الجمع بين قوله  " ما بال أقوام " ، وقوله لأبي ذر : إن فيك خصلة من خصال الجاهلية " ، قال : كان الشيخ الوالد عاتب مرة بعض مواريده في وجهه فعرض له بأن المصطفى كان لا يواجه أحداً بما يكره في وجهه ، فأجبته بقوه لأبي ذر ، و جماع القول في الباب أن  كان يختلف حاله باختلاف الناس بين راسخ الود ثابت الاعتقاد وبين غيره من المذبذبين فكان يخاطب كل واحد على حسب منزلته وإيمانه .
    • الجمع بين قوله تعالى : " إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور " ، وقوله : " وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد " . (1/312) .
    قال في شرحي " الشفا " للخفاجي ، وابن عبد السلام الفاسي ، سئل العتبي أي مناسبة بين ذلك وبين الحديد ، وما هو إلا كما يجمع بين الضب والنون ، فأجاب بأن ملك الملوك سبحانه أرسل رسوله لاجراء أوامره ونواهيه بين عباده وهما قسمان عقلاء ذوو بصيرة ، وإرشادهم بالكتب الالاهية وما حوته من الأدلة القطعية ، وجهلة وتسخيرهم بالقهر والإرهاب بالسيف والسنان ، فصار المعنى أرسلناهم لضبط العامة والخاصة وأي مناسبة أتم من هذه .
    أقول : قال ابن تيمية في " مجموع الفتاوى " [ 28/ 264 ] : " وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب " فمن عدل عن الكتاب قوّم بالحديد ، ولهذا كان قوام الدين بالمصحف والسيف ، وقد روى عن جابر بن عبد الله ـ رضى الله عنهما ـ قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نضرب بهذا يعنى السيف من عدل عن هذا يعنى المصحف " .
    • أبيات لأحمد شوقي في هذا المعنى :
    قالوا غَزَوتَ وَرُسلُ اللَهِ ما بُعِثوا لِقَتلِ نَفسٍ وَلا جاؤوا لِسَفكِ دَمِ
    جَهلٌ وَتَضليلُ أَحلامٍ وَسَفسَطَةٌ فَتَحتَ بِالسَيفِ بَعدَ الفَتحِ بِالقَلَمِ
    لَمّا أَتى لَكَ عَفواً كُلُّ ذي حَسَبٍ تَكَفَّلَ السَيفُ بِالجُهّالِ وَالعَمَمِ
    وَالشَرُّ إِن تَلقَهُ بِالخَيرِ ضِقتَ بِهِ ذَرعاً وَإِن تَلقَهُ بِالشَرِّ يَنحَسِمِ
    • الرد على من قال إن رسم الهلال على المنارات من البدع المحدثة (1/320) :
    قال ترجم في " الإصابة في تمييز الصحابة " (3/ 72 ) : لسعد بن مالك الأزدي ، فنقل عن ابن يونس ، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وعقد له راية على قومه سوداء فيها هلال أبيض . فيؤخذ من هذا أصل رسم صورة الهلال في الراية الإسلامية ، وبذلك تعلم ما وقع لصاحب " وفيات الأسلاف " فإنه قال في ( ص 380) : إن وضع رسم صورة الهلال على رءوس منارات المساجد بدعة ، وإنما يتداول ملوك الدولة العثمانية رسم الهلال علامة رسمية أخذاً من القياصرة وأصله أن فيلبش المقدوني والد الاسكندر الأكبر لما هاجم بعسكره على القسطنطينية في بعض الليالي دافعه أهلها وغلبوا عليه وطردوه عن البلد وصادف ذلك وقت السحر ، فتفاؤلوا به واتخذوا رسم الهلال في علمهم الرسمي تذكيراً للحادثة ، وورث ذلك منهم القياصرة ثم العثمانية لما غلبوا عليها ثم حدث ذلك في بلاد قازان .
    • نادرة : أن النبي  وأصحابه كانوا لا يركبون إلا الفحلولة من الخيل (1/333) :
    ذكر ابن بطال في " شرحه للبخاري " (9/ 85) على باب الفحولة من الخيل .
    وقال راشد بن سعد : كان السلف يستحبون الفحولة؛ لأنها أجرأ وأجسر.
    لا فقه في هذا الباب ، وإنما فيه أن فحول الخيل أفضل للركوب من الإناث لشدتها وجرأتها ، ومعلوم أن المدينة لم تخل من إناث الخيل ، ولم ينقل أن النبى - صلى الله عليه وسلم - ولا جملة أصحابه ركبوا غير الفحول، ولم يكن ذلك إلا لفضلها على الإناث، إلا ما ذكر عن سعد بن أبى وقاص أنه كان له فرس أنثى بلقاء.
    • أعجوبة في ترجمة الصحابي بدر بن امرئ القيس التميمي السعدي الزبرقان (1/333) :
    قال ابن حجر في " الإصابة " (2 /551 ) أنه وفد على عبد الملك ، وقاد إليه خمسة وعشرين فرساً ونسب كل فرس إلى آبائه وأمهاته ، وحلف على كل فرس منا يمينا غير التي حلف بها على غيرها فقال عبد الملك عجبي من اختلاف أيمانه أشد من عجبي بمعرفته بأنساب الخيل .
    ولُقب بالزبرقان لحسن وجهه ، وهو من أسماء القمر .
    • دليل على أن الصحابة لا يحبون أحداً ينازع المُكلف بشؤون النبي  (1/342) :
    قال وجدت قصة في " أسد الغابة " (1/ 678 ) تدل عل أن الصحابة كانوا لا يحبون أحداً ينازع المكلف بشؤون رسول الله  ، بل كان المصطفى ، وهم يحبون اختصاص كل مكلف بما كلف به ، وذلك في ترجمة سعد بن الأخرم ، قال : أتيت النبي  ، وأريد أن أسأله فقيل هو بعرفة ، فاستقبلته فأخذت بزمام ناقته ، فصاح بي الناس .... وفي آخر القصة قول المصطفى له : دع الناقة .
    • من لطائف التأليف (1/345) :
    قال للشيخ علاء الدين على السعدي (ت 717) رسالة في المفاخرة بين السيف والرمح ، ولأبي حفص أحمد الكاتب الأندلسي " مفاخرة بين السيف والقلم " ولعلي بن هبة الله بن ماكولا " المفاخرة بين السيف والقلم والدينا " ، ولأبي نباته ـ أيضاً ـ وغيرهم .
    • السبب في تسمية عائلة المؤلف " الكتاني " بهذا الاسم (1/353) :
    قال : الخباء تسمى في المغرب " الخزانة " ، وكانت في القديم تستعمل من جلد أو صوف أو شعر ، وأول من عملها من كتان أحد أسلافنا وهو يحيى بن عمران ، ومن هنا جرى على عائلتنا الكتانية اللقب بالكتاني ، وذكر في ذلك أبيات جميلة في ذلك ....
    • حكم سفر أمهاته المؤمنين بعد وفات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (1/355) :
    قال وفي " التوشيح " للسيوطي كان عمر بن الخطاب يتوقف أولاً في الإذن لأمهات المؤمنين بالحج اعتماداً على قوله " وقرن في بيوتكن " يرى تحريم السفر عليهن فظهر له جوازه فأذن لهن في آخر خلافته فكان عثمان يحج بهن في خلافته ـ أيضاً ـ ووقف بعضهن عند ظاهر الآية ، وهي زينب وسودة فقالتا لا تحركهما دابة بعد سول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ . وذكر قبل ذلك قصص تدل على شدة عناية الصحابة بحفظ أمهات المؤمنين ، حتى أنهم يمنعون الغير من القرب منهن .
    ============================== ==
    وإلى الحلقة الثالثة إن شاء الله

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    35

    افتراضي

    الحلقة الثالثة :
    • من عجائب متابعة الشيخ ابن غازي لأحوال الناس في وقته (1/364) :
    كان قد عين بعض أصحابه أن يكتب له كل ما جرى في البلد ، وما قال ، وما قيل من خميس إلى خميس فيطالع ذلك ويكون ذلك يوم الخميس الذي تفرغ فيه من التدريس ، فحمل هذا من الشيخ على معرفة الزمان وأهله المأذون فيه أو المكلف به .
    ونقل عن الحافظ أبي العباس المقرئ أنه كان يوم مقامه بمصر قد اتخذ رجلاً بنفقته وكسوته وما يحتاج على أن يكون كلما أصبح ذهب يخترق البلد أسواقاً ومساجد ورحابا وأزقته وكلما راء من أمر وقع أو سمع يقصه عليه في الليل .
    قال معلقاً : لا شك أن ابن غازي والمقرئ لو ظهرت الجرائد في أيامهما لكانا أول المشتركين فيها ، وكان الاشتراك عليهما في عشرة من الجرائد يومية أهون من الرجل المذكور وتوابعه .
    ثم ذكر أمثلة لمشايخ على مثل هذا المنوال .
    • وجود الدبابة آلة الحرب في العصر الأول (1/374) :
    الدبابة بفتح الدال آلة من آلات الحرب يدخل فيها الرجال فيدبون إلى الأسوار ينقبون ، قال : القاموس المحيط (1/106 ) : الدَّبَّابَة مُشَدَّدَةً : آلَةٌ تُتَّخَذُ لِلْحُروبِ فَتُدْفَعُ في أصْلِ الحِصْنِ فَيَنْقُبونَ وهُمْ في جَوْفِها . وهي بيت صغيرة تعمل للحصون يدخلها الرجال ، ويكون سقفها حرزاً لهم من الرمي . وفي كتاب " نفحة الحدائق والخمائل في الابتداع والاختراع للأوائل " أول دبابة صنعت في الإسلام دبابة صنعت على الطائف حين حاصرها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
    وفي " الطبقات الكبرى " لابن سعد (1/312) : قال لم يحضر عروة بن مسعود ولا غيلان بن سلمة حصار الطائف كانا بجرش ـ بلد في الأردن ـ يتعلمان صنعة العرادات والمنجنيق والدبابات فقدما وقد انصرف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الطائف فنصبا المنجنيق والعرادات والدبابات . والعرادات : أصغر من المنجينق .
    • فائدة في السياسة (1/377) :
    قال بعد الحديث عن حفر الخندق : في ذلك أعظم دلالة على أن الممالك والدول التي لا تنسج على منوال مجارريها فيما يتخذونه من الآلات الحربية والتراتيب العسكرية والنظامات العلمية والعملية الصناعية والزراعية يوشك أن تكون غنيمة لهم ولو بعد حين ، فحال بنينا الكريم كان يقضي بأخذه بالأحسن والأنفع في كل باب ، سواء كان قومه يعلمونه ويعملون عليه أم لا ولذلك ثبت أنه قال لعاصم بن ثابت : " من قاتل فليقاتل كما يُقاتل "....... ثم ذكر كلاماً لابن تيمية وغيره فيه تأصيل يُستحسن قراءته كاملاً .
    • هل كل ما لبسه الأعاجم يكون محرماً علينا (1/378) :
    كلام نفيس في موضوع التشبه بالكفار :
    قال العز بن عبد السلام : ليس كل ما فعلته الجاهلية منهياً عن ملابسته ، بل ما خالف شرعنا ، وقد حفر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الخندق ولم تكن العرب تعرفه ، ومدح قسي العجم ، وقال هم أقوى منكم رمية .
    وقال المواق في " سنن المهتدين " : كنت أبحث لأهل الفحص في لبسهم الرندين كما قال مالك في المظال ليست من لباس السلف ، وأباحها لأنها تقي من البرد ، فأفتيت بإباحتها فشنع علي في ذلك ، فقلت الرندين ثوب رومي يضمحل التشبه فيه بالعجم في جنب منفعته ، إذ هو ثوب مقتصد ينتفع به ويقي من البرد ، ونص أئمة على أنه ليس كل ما فعلته الأعاجم نهينا عن ملابسته إلا ذا نهت عنه الشريعة ودلت القواعد على تركه ، ويختص النهي بما يفعلونه على خلاف مقتضى شرعنا ، وأما ما فعلوه على وفق الندب أو الإيجاب أو الإباحة في شرعنا فلا تترك ذلك لأجل تعاطيهم إياه لأن الشرع لا ينهى عن التشبه بفعل ما أذن الله فيه ......
    قال أبو سالم العياشي في كتابه " الحكم بالعدل والانصاف " أن المواق كسر شوكة من يرى أن كل ما لم يكن في الصدر الأول بدعة وأن كل ما خالف المشهور ضلالة .
    • الفرق بين الغزوة والسرية (1/387) :
    وقد جرت عادة المحدثين وأرباب السير أن يسموا كل عسكر حضره عليه السلام بنفسه غزوة وما لم يحضره بل أرسل بعضاً من أصحابه إلى العدو سرية وبعثاً .
    • حكم أخذ المال على المناصب الدينية كالقضاء وكذا التعليم (1/395) :
    تكلم في ذلك بكلام موسع ، ومما قاله : أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عماله أجروا على طلبة العلم الرزق وفرغوهم ، ونُقل عن الغزالي أنه قال : يجب لحافظ القرآن في كل سنة من بيت مال المسلمين مائه دينار . وقال السيوطي : أن لمعلم الصبيان من بيت مال المسلمين مائة دينار فإن لم يكن من بيت المال فعلى جماعة المسلمين ، فإن لم يكن فعلى أهل الحسبة لأن تعليم الصبيان فرض كفاية يحمله من قام به .
    • الإشارة إلى أن الوقف من خصائص الإسلام ، وأول من أوقف (1/409) :
    قال الشافعي ، وغيره : الوقف من خصائص الإسلام ، فهو من الأمور التي اختص بها الإسلام ، ولم يبلغني أن الجاهلية وقفوا داراً أو أرضاً ولا يرد بناء الكعبة وحفر زمزم لأنه كان على وجه التفاخر لا التبرر .
    • ضرب صور الملوك على النقود في قديم الزمان وكان أول الإسلام على ذلك (1/415 ، 2/67) :
    قال ابن عبد البر في " التمهيد " (22/170 ) : كانت الدنانير في الجاهلية وأول الإسلام بالشام وعند عرب الحجاز كلها رومية تضرب ببلاد الروم عليها صورة الملك واسم الذي ضربت في أيامه مكتوب بالرومية ، وكانت الدراهم بالعراق وأرض المشرق كلها كسروية عليها صورة كسرى واسمه فيها مكتوب بالفارسية . وقال الخطابي : كانت الدنانير تحمل إليهم في زمن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من بلاد الروم فكانت العرب تسميها الهرقلية ، قال : وهذه الدراهم مع إثبات صور ملوك الروم عليها كانوا في صدر الإسلام يصلون بها ويحملونها معهم ولا يتنزهون عن ذلك ، وقد كنت رأيت في سفري لتطوان عام 1341هـ درهماً من هذه الدراهم الهرقلية منقوش عليها صورة هرقل ثم اشتريت بعد ذلك درهما رسم عليه اسم قيصر وصورته ولعله أحد القياصرة المعاصرين لأول الإسلام ، وفي فتاوي الشهاب أحمد بن حجر الهيثمي جماعة ذكروا جواز حمل الدنانير التي تجلب من أرض الافرنج وعليه صورة حيوان حقيقة يقيقاً واستدلوا على ذلك بأنها كانت تجلب من عندهم في زمن السلف ولم ينهوا عن حملها في العمامة وغيرها لأن القصد منها النقد لا تلك الصور ولتعذر إزالتها أو تعسره ، قال فإذا جاز هذا في تلك الدنانير فجواز الكتابة في الورق الإفرنج أولى وإن تحقق أن فيه صورة حيوان ا. هـ .
    وفي فتاوي الشهاب أحمد الرملي الشافعي المصري أنه قال : لا يحرم حمل الدنانير التي فيها صور ، فقد قال ابن العراقي : عندي أن الدراهم التي عليها الصور من القسم الذي لا ينكر لامتهانها بالاتفاق والمعاملة وقد كان السلف يتعاملون بها من غير نكير فلم تحدث الدراهم الإسلامية إلا في زمن عبد الملك بن مروان كما هو معروف ، وفيها صورة ، وقدمت مدينة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبها بقايا الصحابة فلم ينكروا منها شيئاً سوى . ............. وقد تكلم عن الدنانير عبر التاريخ الإسلام بإسهام فطالعه فلن تعدم فائدة .
    • فائدة التحقق من المكيال والميزان الشرعيين (1/435) :
    بعدم توسع في ذكر أقوال العلماء في تحديد المكيال والميزان كالصاع النبوي ، والرسائل المؤلفة في ذلك ، نقل عن الإمام أبي سالم العياشي : مما ينبغي الاعتناء به تحقيق المكيال والميزان الشرعيين لأداء الحقوق المتعلقة بذلك كالنصب والكفارات والحدود والنفقات . ثم قال : خاتمة إنما أطال الفقهاء في هذه المسألة محافظة على القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر ، ولأنه تكره الزيادة على الصاع لأن التحديد من الشارع فالزيادة عليه بدعة مكروهة كالزائد في التسبيح على 33 قاله القرافي .
    • استعمال الحقنة الطبية في الصدر الأول (1/463) :
    بعدما تكلم عن الطب لدى العرب قبل الإسلام ، و في العهد النبوي ، قال لقد عرفت الحقنة الطبية في الصدر الأول فقد أخرج أبو نعيم عن سعيد بن أيمن أن رجلاً كان به وجع فنعت له الناس الحقنة فسأل عمر بن الخطاب فزجره فلما غلبه الوجع احتقن فبرئي من وجعه ذلك فرآه عمر فسأله عن برئه فقال احتقنت ، فقال عمر إن عاد لك فعد لها .
    • كيفية التحرز من الأمراض التي تنتقل عدواها إلى الغير وخاصة في الرسائل والطرود (1/467) :
    ومن أعجب ما وقفت عليه في مكتوب السلطان أبي العباس المنصور لولده أبي فارس وهو خليفته على مراكش بتاريخ (1011هـ ) في أمر وباء حدث إذ ذاك بسوس ، والبطاقة التي ترد عليك من سوس لا تقرأ ولا تدخل دار ، ولا تفتح إلا بعد أن تغمس في خل ثقيف وتنشر حتى تيبس وحينئذ تقرأ . قال هذا هو عمل الافرنج اليوم في تحفظهم من الوباء المسمى عندهم بـ (الكرنتينه ) .
    وقد وقعت محاورة بين عالمين من تونس أبي عبد الله محمد المالكي ، والشيخ أبي عبد الله محمد الحنفي في أباحتها فألف الأول في الحرمة ، وألف الثاني في الجواز .
    • أقسام علم القافية عند العرب (1/472) :
    كان علم القافية عند العرف ينقسم إلى نوعين : الاستدلال بأثر الماشي عليه ، والاستدلال بتقاطيع الجسم على صحة النسب وبطلانه .
    • كلام موسع عن الصفة وأصحابها في عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (1/ 473) :
    تكلم عن أحوال أهل الصفة ، وعددهم والرسائل المؤلفة في ذلك بكلام موسع ماتع ، فطالعه لترى حال الصحابة في العهد الأول من التقشف ، وتقدم الآخرة على الأولى .

    تم المراد من الجزء الأول ، فإلى الجزء الثاني ـ إن شاء الله ـ
    ============================== =====

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    35

    افتراضي

    البدء بالجزء الثاني :
    الحلقة الرابعة :
    • معنى قوله " اختلاف أمتي رحمة " (2/3) :
    قال العضد في " صدر المواقف " قال بعض أكابر الأمة وأحبار الأئمة في معنى هذا الخبر المشهور : يعني اختلاف همتهم في العلوم فهمة واحدة في الفقه ، والآخر في الكلام كما اختلفت الحرف ليقوم كل واحد بحرفة فيتم النظام .ا هـ .
    • كسب البخاري ، وشيء من ورعه (2/5) :
    كان البخاري صاحب تجارة وزرع ، وقد روي أنه أعطي ببضاعة له خمسة آلاف فذكر في نفسه ولم يتلفظ فأُعطي فيها بعد ذلك أضعاف الأولى ألوفاً مؤلفة ، قال : لا قد كنت ركنت إلى الأولى فحاسب نفسه على الهواجس التى لا تلزم .
    • الرد على من قال إن الصحابة لا يعرفون بيعاً ولا شراءً بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم (2/6) :
    قال أبو علي اليوسي في " قانونه " توفي رسول الله r عن ألوف من الصحابة ما كان يحسن الواحد منهم أن شتري حاجة من السوق بقيراط ، وهم فقهاء في دين الله . اهـ قال : فإن هذا الإطلاق بصيغة الشمول والاستغراق عجيب من مطلقه وأغرب ما يذكر عن عالم مثله إلا أن يكون عنى أهل الصفة الذين انقطعوا للعبادة والتعلم ، وهم لم يصلوا إلى الألوف على أن انقطاعهم لا عن جهل بالبيع والشراء بل إيثارا لم يبقى على ما يفني .
    • الرد على من قال إن إغلاق المحلات التجارية وقت الأذان لم يعرف في العهد الأول (2/7) :
    قال قتادة : كان القوم يتبايعون ويتجرون لا كنهم إذا نابهم حق من حقوق الله لم يلههم تجارة ولا بيع عن ذكر الله حتى يؤدوه إلى الله ، قال العيني في " العمدة " أراد بالقوم الصحابة فإنهم كانوا في بيعم وشرائهم إذا سمعوا الصلاة يتبادرون إليها لإقامتها . ويؤيد ذلك هذا ما أخرجه عبد الرزاق من كلام ابن عمر أنهكان في السوق فأقيمت الصلاة فأغلقوا حوانيتهم ودخلوا المسجد ، قال ابن عمر : فيهم نزلت قوله تعالى : " رجال لا تليهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله " .
    • من أسباب سقوط قيمة الشاب عند عمر بن الخطاب t (1/23) :
    قال ابن الجوزي في " تلبيس إبليس " (ص 347 ) : عن محمد بن عاصم ، قال بلغني أن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ كان إذا رأى غلاماً فأعجبه سأل عنه هل له حرفة ، فإن قيل : لا ، قال : سقط من عيني .
    • هل امتناع دخول الملائكة للبيت الذي فيه صورة يشمل الدراهم إذا كانت فيها صور (2/68) :
    واختلفوا فيما إذا كانت الصورة على الدراهم والدنانير هل تمتنع الملائكة من دخول البيت بسببها فذهب القاضي عياض إلى أنهم لا يمنعوا وأن الأحاديث مخصصة ، وذهب الثوري إلى القول بالعموم .
    • امتناع وصف النبي r بأوصاف الضعف كالفقير واليتيم تعظيماً لشأنه r (2/89) :
    قال الحليمي كما في " شعب الإيمان " من تعظيمه u أن لا يوصف بما هو عند الناس من أوصاف الضعة فلا يقال كان فقيراً . وأنكر بعضهم إطلاق الزهد عليه ، وقد ذكر القاضي عياض في " الشفا " [2/ 188 ] :
    وأفتى فقهاء الأندلس بقتل ابن حاتم المتفقه الطليطلي و صلبه بما شهد عليه به من استخفافه بحق النبي صلى الله عليه و سلم وتسميته إياه أثناء مناظرته باليتيم ، وزعمه أن زهده لم يكن قصداً ، و لو قدر على الطيبات أكلها .
    • إجادة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لفن السباحة (2/93) :
    في حديث ابن عباس في السيرة أنه صلى الله عليه وسلم قال في المدينة أحسنت العوم في بير بني عدي بن النجار ، قال الزرقاني في " شرح المواهب " استدل به السيوطي على أنه عليه السلام عام راداً على القائل من معاصريه الظاهر أنه لم يعم ؛ لأنه لم يثبت أنه u سافر في بحر وليس بالحرمين بحر ....... وتكلم بكلام موسع عن السباحة في دين الإسلام .
    • من أجمع من كتب عن الصيد وأحكامه من المعاصرين (2/99) :
    قال من أجمع من كتب عن الصيد وأحكامه من المعاصرين منظومة أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الجبار بن أحمد الفجيجي ، والتي أولها :
    يلومنني في الصيد والصيد جامع لأشياء للإنسان فيها منافع
    • من الإمارات التي يُستدل بها على وجود الماء في جوف الأرض (2/103) .
    ومن الإمارات ما يعرف بها على بعد الماء وقربه : إما بشم التراب ، أو برائحة بعض النباتات فيه ، أو بحركة حيوان مخصوص ، وهو من فروع الفراسة .
    • كلام حول خروج نساء الصحابة للجهاد (2/116) :
    قال شيخنا الشبيهي في " الفجر الساطع " : قال القرطبي على قوله : " يداوي الجرحى " أي أنهن يهئين الأدوية للجراح ويصلحنها ولا يلمسن من الرجال ما لا يحل ثم أولائك النساء إما متجالات " أي كبيرات " فيجوز لهن كشف وجههن ، وأما الشواب فيحتجبن ، وهذا كله على عادة نساء العرب في الانتهاض والنجدة والجرأة والعفة ، وخصوصاً نساء الصحابة فإن اضطر لمباشرتهن بأنفسهن جاز والضرورات تبيح المحظورات ، وقال ابن زكريا في هذا الحديث معالجة الأجنبية للرجل للضروات ا. هـ
    • كلام المحققين على حديث الجارتين اللتين كانتا تغنيان عند عائشة " (2/126) :
    قال ابن الجوزي : " تلبيس إبليس " (ص 277 ) : والظاهر من هاتين الجاريتين صغر السن لأن عائشة كانت صغيرة وكان رسول الله يسرب إليها الجواري فيلعبن معها ، ثم ذكر بعض طرق هذه القصة ، وما كانوا يغنون فيه ، قال : فقد بان بما ذكرنا ما كانوا يغنون به ، وليس مما يطرب ولا كانت دفوفهن على ما يعرف اليوم . وقال النووي في " شرحه على مسلم " (6/182) ، وقول عائشة : " وليستا بمغنيتين " معناه ليس الغناء عادة لهما ولا هما معروفتان به ، وليستا ممن يتغنى بعادة المغنيات من التشويق والهوى والتعريض بالفواحش والتشبيب بأهل الجمال وما يحرك النفوس ويبعث الهوى والغزل ، وليستا ـ أيضاً ـ ممن اشتهر وعرف بإحسان الغناء الذي فيه تمطيط وتكسير وعمل يحرك الساكن ويبعث الكامن ، ولا ممن اتخذ ذلك صنعة وكسباً والعرب تسمى الإنشاد غناءً .....
    ونحوه للقسطلاني في " الإرشاد ، وغيره .
    • من معاني الغناء في الزمن الأول ؛ رفع الصوت بالشعر العربي مع التلحين (2/136) :
    قال ذكر ابن عبد البر في " الاستيعاب " (1/135 ) ، وابن قدامة في " الاستبصار " في ترجمة خوات بن جبير الصحابي المعروف قال : خرجنا حجاجاً مع عمر بن الخطاب فسرنا في ركب فيهم أبو عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف ، فقال القوم : غننا من شعر ضرار فقال عمر : دعوا أبا عبد الله فليغن من بنيات فؤاده يعني من شعره قال : فما زلت أغنيهم حتى كان السحر فقال : عمر ارفع لسانك يا خوات فقد أسحرنا .
    وفي " الصحيح " عن بلال : أنه رفع عقيرته ينشد شعراً ، قال ابن بطال في شرح على " الصحيح " (ج/ 161) : ففيه من المعانى جواز هذا النوع من الغناء، وهو نشيد الأعراب للسفر بصوت رفيع .
    قال الطبرى: وهذا النوع من الغناء هو المطلق المباح بإجماع الحجة، وهو الذى غنى به فى بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يَنْهَ عنه، وهو الذى كان السلف يجيزون ويسمعون ، وقال عروة بن الزبير : نعم زاد الراكب الغناء نصبًا ، وقال عمر بن الخطاب : الغناء من زاد الراكب ، وقال الطبرى : وإنما تسميه العرب النصب لنصب المتغنى به صوته وهو الإنشاد له بصوت رفيع.
    • نقد من قال إن إنشاد أهل المدينة للنبي الأبيات المشهورة " طلع البدر علينا " عند هجرته (2/130) :
    قال وفي الكلام على غزوة تبوك من " المواهب " ولما دنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من المدينة خرج الناس لتلقيه وخرج النساء والصبيان والولائد يقلن : " طلع البدر علينا " . وقد وهم بعض الرواة فقال : إنما كان هذا عند مقدمه المدينة ، وهو وهم ظاهر لأن ثنيان الوداع إنما هي من ناحية الشام لا يراها القادم من مكة إلى المدينة ولا يراها إلا إذا توجه إلى الشام .
    وقال الزرقاني : لا مانع من تعدد وقوع هذا الشعر مرة عند الهجرة ومرة عند قدومه من تبوك ، فلا يحكم بغلط ابن عائشة لأنه ثقة .
    • الفرق بين حجر ثمود ، وبين أسواق الجاهلية كعكاظ حيث أسرع النبي r لما دخل الحجر ، والأسواق أطال فيها المكث (2/163) :
    قال البدر الدماميني في " المصابيح " يتساءل عن الفرق بين حجر ثمود ، وبين أسواق الجاهلية حيث أسرع النبي r لما دخل الحجر ، وأمرهم أن لا ينتفعوا بشيء منه حتى لا يأكل العجين الذي عجنوه بالماء ، والأسواق الجاهلية طال مكثه فيها ، والانتفاع بها ؟
    الجواب : أن أهل الأسواق لم يتعاطوا فيها إلا البيع المعتاد ، وأما ثمود فإنهم تعاطوا عقر الناقة والكفر بالله ورسوله ونزلت النقمة هناك فهذا فرق ما بينهما .
    ولمزيد بحث عن هذه الأسواق يراجع " فتح الباري " لابن حجر (3/594، 8 /671 ) .
    • من ( ص 168حتى ص 186) :
    تكلم بكلام نفيس عن القرآن الكريم : " إعجازه ، وبلاغته ، وشموليته ، وأسلوبه ، وكلام فطاحل الفرنج عن هذا القرآن الكريم ، والنبي r . يستحسن قراءته المرة بعد المرة .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    35

    افتراضي

    الحلقة الخامسة :
    • استحالة التعارض بين القرآن والسنة ، وأن كل ما صح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فله أصل في القرآن (1/199) :
    قال سعيد بن جبير : ما بلغني حديث عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا وجدت مصداقه في كتاب الله ، وقال ابن مسعود : إذا حدثكم بحديث أبنأتكم بتصديقه من كتاب الله ، وقال برهان الدين : ما قال صلى الله عليه وسلم إلا وهو في القرآن ، أو فيه أصله قرب أو بعد فهمه من فهمه وعمي عنه من عمي ، وكذا كل ما حكم به أو قضي به ، وإنما يدرك الطالب من ذلك بمقدار اجتهاده وبذل وسعه ومقدار فهمه ............ وذكر كلاما طويل في هذا المعنى ، ثم قال ولي جدنا من قبل الأم أبي الفيض حمدون ابن الحاج بقلمه : أنه كان يدرس الصحيح ويبين في كل باب أصله من الكتاب .
    ولابن برهان المعروف بأبي الرجال كتاباً أفرده قصد به استخراج أحاديث صحيح مسلم فيما من كتاب الله فتارة يريك الحديث من آية ، وتارة من فحواها ، وتارة من إشارتها .
    • إحصاء أحاديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ غير ممكن (2/201ـ 210) :
    لا يخفى أن إحصائها غير ممكن ضرورة ؛ لأن الصحابة لم يحصوا إلى على وجه التقريب ، فالناس في القرن الأول لم يعتنوا كل الاعتناء بالتدوين ، كيف وفي الصحيح أن كعب بن مالك قال في قصة تخلفه عن تبوك ، وأصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كثير لا يجمعهم كتاب حافظ .
    ففي ألفية العراقي : والعد لا يحصرهم فقد ظهر سبعون ألفاً بتبوك وحضر
    أربعون ألفاً وقبض عن دين مع أربع آلاف تنص
    وليكن بعلمك مقدار ما كان الأئمة يحفظونه من الأحاديث ، قال أبو بكر بن أبي شيبة : من لم يكتب عشرين ألف حديث إملاء لم يعد صاحب حديث . و قيل لأحمد بن حنبل : إذا كتب الرجل مائة ألف حديث له أن يفتي ؟ قال : لا ، فمائتي ألف ، قال : لا ، قيل فثلاثمائة ألف ؟ قال : أرجو .
    في " غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب " للسفاريني (1/ 465) وقال عبد الوهاب الوراق : ما رأيت مثل أحمد بن حنبل . قالوا له : وأي شيء بان لك من فضله وعلمه على سائر من رأيت ؟ قال : رجل سئل عن ستين ألف مسألة فأجاب فيها بأن قال حدثنا وأخبرنا وروينا .
    وإلى هذا أشار الإمام الصرصري في لاميته بقوله :
    حوى ألف ألف من أحاديث أسندت وأثبتها حفظا بقلب محصل
    أجاب على ستين ألف قضية بأخبرنا لا من صحائف نقل
    قال السفاريني : وهذه لا يعلم أحد من أئمة الدنيا فعلها .
    ثم قال وفي " كشف الظنون " (1/ 597 ) لدى كلامه على " جمع الجوامع " : لا مجال إلى دعوى الاحاطة والاستيعاب لتعذر الوصول إلى جميع المرويات والمسموعات . هـ
    وقال أبو زرعة الرازي : كان أحمد بن حنبل يحفظ ألف ألف حديث ، قيل له وما يدريك ؟ قال : ذاكرته فأخذت عليه الأبواب .
    ثم ذكر ما يحفظه كل إمام ممن عرف عنه كثرة الحفظ للحديث النبوي ، كالبخاري ....
    ثم ناقش من يشكك بهذه النقول ، وهذه الكثرة للحديث النبوي . ويقول أين هي الآن !
    ومما قاله : ما علقه البيهقي على قول أحمد بن حنبل : صح من الحديث سبعمائة ألف . بقوله : أراد ما صح من الأحاديث وأقاويل الصحابة والتابعين .
    قال أراد البيهقي : أن مرادهم بهذه الأعداد العظيمة ما يشمل السنة وآثار الصحابة والتابعين ، أو أنهم كانوا يريدون طرق الحديث المتنوعة فيجعلون لكل طريق ورواية للحديث حديثاً .....
    ثم ذكر كلاماً نفيساً في هذا الموضوع يستحسن الرجوع إليه .
    • هل تصدى أحد من المتأخرين لجمع السنة (2/208) :
    قال السيوطي في طليعة كتابه " الجامع الصغير " المشتمل على عشرة آلاف وتسعمائة وأربعة وثلاثين حديثاً : حوى من نفائس الصناعة الحديثية ما لم يودع قبله في كتاب وسميته " الجامع الصغير " لأنه مقتضب من الكتاب الكبير الذي سميته " بجمع الجوامع " وقصدت فيه جمع الأحاديث النبوية بأسرها .
    علق عليه المناوي في شرحه " فيض القدير " (1/17 ) بقوله : هذا بحسب ما اطلع عليه المؤلف لا باعتبار ما في نفس الأمر لتعذر الإحاطة بها وإنافتها على ما جمعه الجامع المذكور لو تم ، وقد اخترمته المنية قبل إتمامه .
    قال : وكتاب " جمع الجوامع " المذكور كتاب عظيم الشأن لم يؤلف في الملة مثله اشتمل على نحو ثمان مجلدات ضخمة سبر ألفاظ النبوة ويشر للناس الوقوف على كلام نبيهم الكريم ، وعرفهم بمخريها ، ومظان أسانيدها ورواتها فمنته على جميع من تأخر بعده من المسلمين عظيمة .
    وعدد أحاديثه على ما في صدر " الدرر اللوامع " على أحاديث جمع الجوامع لأبي العلاء العراقي الحسيني (ت 1183) مائه ألف حديث .
    وأبو العلاء له اهتمام بهذا الكتاب فله كتاب بالتعريف برجال الجامع ، وآخر تذيل عليه ، مع " الدرر اللوامع " ، وآخر خصه بإستدركاته على الجامع .
    وقال في (2/215) : لا أعلم في الإسلام من اهتم بجمع الأحاديث فوصل جمعه إلى العدد الذي بلغه السيوطي إلا ما رأيته في " كشف الظنون " في ترجمة الحافظ الحسن بن أحمد بن محمد السمرقندي (ت 491) له كتاب جمع فيه مائه ألف حديث ورتبه وهذبه ولم يقع في الإسلام مثله . واسمه " صحاح المسانيد ، وهو في ثلثمائه جزء كبار .
    • أحاديث " المسند " لأحمد بن حنبل عدداً وصحة (2/207) :
    قال : ذكر أبو محمد العراقي فيما وجدته بخطه على أول نسخة بخط أحد سله عندي من مسند أحمد : أن المسند فيه أربعون ألف حديث ، ولم يلتزم الصحة فيه ، وإنما أخرج فيه من لم يجتمع الناس على تركه ، وليس كل ما فيه صحيحاً خلافاً لمن زعمه .
    وفي حواشي أبي الحسن السندي على المسند نقلاً عن ابن عساكر أن عدد أحاديث تبلغ ثلاثين ألفاً سوى المعاد ، وغير ما ألحق به ابنه عبد الله .
    أما المقولة التي تنقل عن أحمد بن حنبل أنه قال : أن هذا الكتاب جمعته وانتقيته من أكثر من سبعمائة ألف حديث فما اختلف المسلمون فيه من حديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فارجعوا إليه فإن وجدتموه فيه وإلا فليس بحجة . قال أبو المكارم على بن شهاب الظاهر أن هذا القول موضوع على الإمام أحمد لأن في الكتاب الصحيح من الأحاديث من لم يوجد في المسند مع الإجماع على حجتها .
    • مقدار تفسير النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للقرآن (2/222) :
    قال السيوطي في " الإتقان " (2/539) : وقد صرح ابن تيمية وغيره بأن النبي بين لأصحابه تفسير جميع القرآن أو غالبه . ويؤيد هذا ما أخرجه أحمد ، وابن ماجة ، عن عمر أنه قال : من آخر ما نزل آية الربا ، وإن كان رسول الله قبض قبل أن يفسرها " ، فدل فحوى الكلام على أنه كان يفسر لهم كل ما نزل ، وأنه إنما لم يفسر هذه الآية لسرعة موته بعد نزولها ، و إلا لم يكن للتخصيص بها وجه.
    وأما ما أخرجه البزار عن عائشة قالت : " ما كان رسول الله يفسر شيئاً من القرآن إلا آيا بعد أن علمه إياهن من جبريل" فهو حديث منكر كما قاله ابن كثير ، وأوله ابن جرير ، وغيره على أنها إشارات إلى آيات مشكلات أشكلن عليه فسأل الله علمهن فأنزله إليه على لسان جبريل .
    • التحديث عن بني إسرائيل ، وحكم ذكر القصص التي تدور على الكذب ككتاب " ألف ليلة وليلة "(2/224) :
    ذكر كلام : أهل العلم على الحديث الصحيح " حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج " ومما قاله ابن رشد : أنه r أباح التحديث عنهم بما يذكرون فيهم من العجائب وإن لم يأت ذلك بنقل العدل عن العدل . إذا كان من الكلام الحسن الذي لا يدفعه العقل ، وأنه ليس تحته حكم فيلزم التثبت في روايته هـ .
    وقال المناوي في " التيسير " أي بلغوا عنهم القصص والمواعظ ونحو ذلك ولا حرج في ذلك بدون إسناد لتعذر ذلك .
    وفي " الدر المختار في شرح تنوير الأبصار " للحصفكي الدمشقي من كتب فقه الحنفية (5/724) : أن هذا الحديث يفيد حل سماع العجائب والغرائب من كل ما لا يتيقن كذبه بقصد الفرجة لا الحجة ، بل وما يتيقن كذبه لا كن بقصد ضرب الأمثال والمواعظ والتعليم نحو الشجاعة على لسان آدميين أو حيوانات ذكره ابن حجر هـ
    وقال ابن عابدين في حواشيه " رد المختار " وذلك كمقامات الحريري فإن الظاهر أن الحكايات التي فيها عن الحرث ابن همام والسروجي لا أصل لها ، وإنما أتى بها على هذا السياق العجيب لما لا يخفى على من طالعها ، وهل يدخل في ذلك مثلاً قصة عنترة والملك الظاهر إذا قصد به ضرب الأمثال ، ونحوها فليحرر هـ
    قلت : ومنه قصص ألف ليلة وليلة وألف يوم ويوم فكل ذلك من معنى ما ذكر وأمثاله مما يقصد به زيادة تنشيط النفس العلم بمجريات من سبق لأن القصص ، وإن كانت خرافية فلا تخلو من إفادة عن حال واضعيها ومدونيها أو من دونت على لسانهم .والله أعلم
    وفي فتاوى ابن حجر الهيثمي : مقامات الحريري على صورة الكذب ظاهراً ولا كنها في الحقيقة ليست كذلك ، وإنما هي من ضرب الأمثال وإبراز الطرق الغريبة والأسرار العجيبة والبديع الذي لم ينسج على منواله ولا خطر بفكر أديب فشكر الله سعي واضعها .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    35

    افتراضي

    الحلقة السادسة :
    • الحث على طلب العلم قبل الزواج (2/234) :
    ذكر البخاري عن عمر  أنه قال : تعلموا قبل أن تسودوا " نقل عياض عن بعض العلماء : أي قبل أن تتزوجوا ليلا تشغلكم أزواجكم وبيوتكم عن ذلك .
    • تقدم رواية النساء على الرجال عند التعارض (2/235) :
    قال ومن اللطائف أن الإمام أبا إسحاق الإسفرايني ذهب إلى أن الأحكام والأحاديث التي يرويها الرجال والنساء إذا تعارضت فالمقدم مروي المرأة ، قال : واضبطية جنس الذكر إنما تراعى حيث ظهرت في الآحاد وإلا فكثير من النساء اضبط من كثير من الرجال وصوبه الزركشي ونقله عنه العراقي وأقره ، وعكس السبكي في " جمع الجوامع " فجعل من ا لمرجحات كون الراوي ذكراً ، قال المحلي لأنه اضبط منها في الجملة قال العبادي ظاهره تقديم خبر الذكر حتى على خبر الأنثى التي علمت اضبطيتها ، وفيه نظر ولا يبعد تخصيص هذا إذا جهل الحال أما لو علمت اضبطية تلك الأنثى فيقدم خبرها هـ .
    وثالثها يرجح الذكر في غير أحكام النساء بخلاف أحكامهن لأنهن اضبط فيها .........
    • العلة من عدم ظهور التصنيف في عصر الصحابة والتابعين (2/249) :
    قال النوي في " تهذيب الأسماء " (1/ 65) : الصحابة كانت همتهم مصروفة إلى جهاد الكفار لإعلاء كلمة الإسلام، وإلى مجاهدة النفوس والعبادة، فلم يتفرغوا للتصنيف ، وكذلك التابعون لم يصنفوا .
    • هل التأليف والتصنيف ينسب إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (2/250) :
    قال أبو علي اليوسي : لما تلكم على أصول طرق نشر العلم وأنها مأثورة قديمة ، قال : وأما التأليف فاصله ما كان صلى الله عليه وسلم يفعله من كتب الوحي إذا نزل ، وكتب الرسائل إلى الملوك وغيرهم ، و" كتاب الصدقات " الذي جمع مسائل فهو علم مدون وذلك هو التأليف ، ولئن كان صلى الله عليه وسلم لا يكتب بيده لما أغناه الله عن ذلك ، لقد كان يأمر بالكتب ، والمقصود إنما هو وضع العلم وتدوينه وتخليده سواء كتب العالم بيده أم لا ، وكم من عالم يملي ، ولا يكتب ويكون ذلك تأليفاً .
    • أول من دون في الإسلام ، وأول تصنيف في تراجم الصحابة (2/250) :
    قال : وقد غاب عن علم الجميع في هذا الباب ، وعن كل من تكلم على أول تدوين في الإسلام " ديوان العطاء " الذي دون في زمن عمر ـ رضي الله عنه ـ وبإذنه . وأن يكتب الناس على منازلهم في العطاء ؛ فإنه ينبغي أن يكون هذا الديوان العمري من أول ما دون في الإسلام .
    وإن اعتبرنا كتابة أول من أسلم في زمن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي بوب عليه البخاري في المغازي باب كتابة الإمام الناس ، وذكر فيه قوله عليه السلام : " اكتبوا لي من تلفظ بالإسلام " قال الدماميني : قيل كان هذا عام الحديبية .
    فيمكننا الجزم بأن أول تدوين وقع هو ما ذكر ، ولا شك أن كتاب الناس على مراتبهم في الأسبقية للإسلام والهجرة والنصرة هو المادة الأولى لكتب تراجم الصحابة ، ولهذا أرى أن هذا هو أول ما دون .
    • الحكمة الداعية إلى الاشتغال في تفسير القرآن ، والتأليف فيه (2/253) :
    وفي " بلوغ أقصى المرام " للطرنباطي : لما علم مهرة الصحابة والتابعين أن ليس كل أحد يقدر يفهم معاني القرآن اشتغلوا بتفسيره ، ودونوا التفاسير نصحاً لمن بعدهم ، ودون الأحاديث النبوية لأن ذلك وسيلة إلى معرفة ما وقع به التكليف وهو وسيلة إلى امتثال المقصود .
    • ما صحة التفسير المنسوب إلى ابن عباس (2/254) ؟ :
    قال : ويتداول الناس تفسيراً ينسبونه لعبد الله بن عباس ، ولكن لم يدونه هو وإنما جمع عنه ما نقل عنه ومنه ما لا يصح .
    وممن جمع ما روي عن ابن عباس الفيروزبادي صاحب " القاموس" بكتاب سماه " تنوير المقياس من تفسير ابن عباس " ، وقد طبع مراراً .
    • كتابة العلم في عهد الصحابة (2/ 253ـ 265) :
    ذكر كلاماً مطولاً حول التدوين في عهد الصحابة ، وذكر الصحابة الذين عرف عنهم الكتابة للعلم ، وذكر بعض الصحف التي كانت عند بعض الصحابة .
    وممن قاله : وذكر صديقنا البحاثة طاهر الجزائري في " توفية النظر إلى أصول الأثر " (ص 8) ، قال : توهم أناس أن لم يقيد في عصر الصحابة وأوائل عصر التابعين بالكتابة شيء غير الكتاب العزيز ، وليس الأمر كذلك فقد ذكر بعض الحفاظ أن لزيد بن ثابت كتاباً في علم الفرائض .....
    • بداية ترجمة كتب الطب والنجوم (2/ 268) :
    وفي " كشف الظنون "(1/ 676 ) وكان خالد بن يزيد بن معاوية يسمى : حكيم آل مروان فاضلاً في نفسه له همة ومحبة للعلوم خطر بباله الصنعة فأحضر جماعة من الفلاسفة فأمرهم بنقل الكتب في الصنعة من اليوناني إلى العربي ، وهذا أول نقل كان في الإسلام .
    وذكر ابن النديم في " فهرسته " (ص497) : أن صناعة الكيمياء كانت رائجة في أيام خالد بن يزيد بن معاوية في مدرسة الأسكندرية فاستقدم جماعة منهم راهب رومي اسمه اسطفار القديم .
    ثم قال : وتعلم مما سبق ، ومن كلام غيرهم ما في تعقل ابن خلدون البارد في " مقدمته " (ص 695 ) : ومن المعلوم البين أن خالداً من الجيل العربي ، والبداوة إليه أقرب ، فهو بعيد عن العلوم ، والمهناج بالجملة فكيف له بصناعة غريبة المنحى مبنية على معرفة طبائع المركبات ، وأمزجتها ، وكتب الناظرين في ذلك من الطبيعيات ، والطب لم تظهر بعد ، ولم تترجم أللهم إلا أن يكون خالد بن يزيد آخر من أهل المدارك الصناعية تشبه باسمه فممكن .
    ثم ذكر كلاماً في الرد على كلام ابن خلدون هذا .
    • المنهجية للصحابة في طلب العلم ومدارسته (2/275ـ 297) :
    ذكر فصولاً ومباحث في كيفية طلب العلم في عهد الصحابة ، ومدارسته ، وكتابته ، وأوقات الطلب ، فهي فصول تساعد من يسأل عن المنهجية في طلب العلم .
    • كراهية الإمام مالك جعل المصحف أجزاءً (2/287) :
    قال : " لطيفة " وقع في حواشي الأمير الكبير على الزرقاني على المختصر عن شيخه الشمس البليدي المالكي : فرع يكره جعل القرآن أجزاء ، قال مالك : إنه تعالى يجمعه ، وهو يفرقونه .
    ووجدت في " العتبية " أن مالكاً كره ذلك كراهية شديدة .
    • صفة كتابة المصحف في عهد الصحابة ، والسبب في العناية الفائقة فيها كتابة وجمالاً (2/287) :
    المصاحف القديمة الموجودة في المكاتب العظيمة التي يظن أنها كتبت في القرون الأولى لا تجدها إلا بأرفع الخطوط ، وأوضحها في أغلا الصحف ثمناً وأجمالها وأغلظها ، وما ذلك إلا لأنهم كانوا يرون ذلك من رفع المصحف ، وإكباره ، وقد روي أن عمر بن الخطاب كان إذا رأى مصحفاً كتب بقلم دقيق ضرب كاتبه ، وإذا رأى مصحفاً عظيماً سر به ، وكان علي يكره أن تتخذ المصاحف صغاراً .
    وفي قد عد في " الطريقة المحمدية " من الآفات تصغير المصحف . وقد نقل كراهة ذلك عن أبي حنيفة .

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    الرياض
    المشاركات
    112

    افتراضي

    جزاك الله خيراً

    هلا تفضلت بجمعها في ملف وورد أو على الأقل بضم بعضها إلى بعض في تعقيب واحد

    أثابك الله

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,469

    افتراضي

    ماشاء الله زادك الله من فضله
    قال العلامة الأمين : العقيدة كالأساس والعمل كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    35

    افتراضي رد: فوائد وملح ونواد من كتاب التراتيب الإدارية

    الحلقة السابعة :
    تقبيل المصحف (2/289) : قال في " شرح الأحاديث الأربعين " لمحمد الكرماني الحنفي ، المصحف قبله عمر ، وعثمان في كل غداة ، وقيل : بدعة كما في " المنية " (ص 106) ، وفي " الدر المختار " للحصكفي من كتب الحنفية ، روي أن ابن عمر كان يأخذ المصحف كل غداة ويقبله ، ويقول : عهد ربي ومنشور ربي عزوجل ، .......
    وأخرج الدارمي في " السنن " (2/532 ) : أن عكرمة بن أبي جهل كان يضع المصحف على وجهه ، ويقول : كتاب ربي ، كتاب ربي " .
    أخذ الأجرة على تعليم القرآن (2/291) : أخرج البخاري عن ابن عباس عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ " إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله " .
    قال ابن بطال على هذا الحديث (11 / 419) : قوله عليه السلام: « إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله » هو عام يدخل فيه إباحة التعليم وغيره ، وهو قول مالك ، والشافعي ، وأحمد ...... وقد توسع ببحث هذه المسألة .
    بداية جعل هناك عطلة عن العمل في نهاية الأسبوع (2/294) . قال سئل الشيخ المختار الكتبي عن الأصل في ترك المعلم للصبي قراءة الخميس والأربعاء والجمعة ، فأجاب بأن الصحابة كانوا قبل ولاية عمر إنما كان الرجل يقرئي ابنته وأخاه الصغير ، ويأخذ الكبير على الكبير مفاهمة لسيلان أذهانهم فلما كثرت الفتوحات وأسلمت الأعاجم وأهل البوادي أمر عمر ببناء بيوت المكاتب ، ونصب الرجال لتعليم الصبيان وتأديبهم وكانوا يستمرون القراءة في الأسبوع كله فلما قفل عمر من الشام إلى المدينة تلقاه أهلها ومعهم الصبيان وكان اليوم الذي لاقوه فيه يوم الأربعاء ويوم الخميس وصدر يوم الجمعة فجعل ذلك لصبيان المكاتب وأوجب لهم سنة للاستراحة ، ثم اقتدى به السلف في الاستراحات .
    حد السن الذي يبدأ فيه تعليم الصبيان للقرآن ، والعلم (2/295) : اُستدل بحديث قصة إزالة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لتمر الصدقة من في الحسن  ؛ أن الأطفال إذا نهوا عن شيء عرفوا لأي شيء نهوا عنه ليكبروا فيأتي عليهم وقت التكليف ، وهم على علم من الشريعة ، على أن مالكاً كره أن يُعجل بتعليم الطفل القرآن ، وأنكر لما قيل له عن طفل جمع القرآن وهو ابن سبع سنين ، ونحوها . وقيل سبب كراهية ذلك من مالك خشية أن ينطق به على خلاف ما ينبغي له من إقامة الحروف ، وإخراجها من مخارجها ، أو فيه منع من الذي ينبغي أن يفسح له فيه من اللهو المقيم لبينة الأطفال المروح لأنفسهم .
    قال الكتاني : لا شك أن قصة عمرو بن سلمة في تقديمه لإمامة الصلاة مع صغره لأنه أكثرهم قرآناً يدل دلالة صريحة على أنهم كانوا يبتدئون بتعليم الصبيان وهم صغار . ............. وفيه كلام ماتع عن هذه المسألة فراجعه .
    لماذا قيل لعلم الفرائض بأنه علم قرآني (2/303) ؟:
    قال حافظ المذهب المالكي أبو علي بن رحال : علم الفرائض علم قرآني حيث بين فيه السدس ، وغيره ولمن هو ، وبين فيه الحجب من حال لحال ، وغير ذلك.
    وذكر جملة من الآثار تدل على أهمية تعلم علم الفرائض .
    إشكال في قوله عليه الصلاة والسلام في الفرائض : " أنها نصف العلم( )" ، والحديث المروي " أن حسن السؤال نصف العلم "( )(2/306) .
    قال أبو يوسف السيتاني : أورد على قوله عليه الصلاة والسلام في الفرائض : " أنها نصف العلم " سؤالان ، أنها نصف العلم ، و" أن حسن السؤال نصف العلم " والشيء لا يكون له أكثر من نصفين ، والذي بقي أضعاف ما اندرج بكثير ، وثانيهما : أن مسائل الفرائض بالنسبة إلى مسائل الفقه لا تفي بعشرها فضلاً عن مسائل غير الفقه من سائر العلوم الشرعية .
    وأجب بثلاثة أوجه : أحدهما : " أن حسن السؤال " باعتبار السائل والمسؤول ، وهذا الحديث باعتبار الفرائض مع غيرها ، فلم يتواردان على محل واحد .
    الوجه الثاني : أن هذا جاء على جهة التشريف والمبالغة في الحث عليها ، كقوله عليه الصلاة والسلام : " الحج عرفة " .
    الوجه الثالث : أن ما أمر به الإنسان شيئان شيء من الحياة بعد الممات فهو نصف بهذا الاعتبار .
    قال أبو علي ابن الرحال : أن المراد بالعلم ، العلم الذي وقع عليه السؤال كما إذا قال إنسان لعالم ما حكم الوتر هل هو الوجوب أو الندب ؟ فيقول له العالم مثلاً : هو واجب . فسؤال الرجل هو نصف هذا العلم الذي أجيب به إذ بسؤاله ظهر هذا الحكم مع إجابة العالم ، وذلك لأنه لما أحسن السؤال أعان المجيب على إجابته ، فللسائل جهة التصور وحده ، وللعالم المجيب جهة التصديق ، وحده ، وإن شئت قلت السائل صور ، والعالم حكم ، وإن شئت قلت السائل هيأ المحل للحكم ، والعالم أنزله في ذلك المحل ، ومن ابتلي بالفتوى علم قدر حسن السؤال .
    من أهم ما يحتاجه من يريد إتقان علم المواريث (2/310) :
    قال أبو يوسف السيتاني : ذكر ما يحتاج إليه في فن المواريث علم الحساب ؛ وبحسب قوته في الحساب يكون اقتداره على إخراج الحظوظ فإن كان فقيهاً لا حساب له لم يقدر على عملها .
    المراد بحساب العقود (2/311) : المراد بالعقود عقود الأصابع ، وكان هذا العلم يستعمله الصحابة ، وقد جاء ذلك في الحديث في كيفية وضع اليد على الفخذين في التشهد ؛ أنه عقد خمساً وخمسين ، وأراد بذلك هيئة وضع الأصابع لا هيئة وضع خمس وخمسين ، وهي عقد ما عدى الإبهام والسبابة من الأصابع وتختلف الإبهام مع السبابة .
    متى دخلت الأرقام العربية إلى أوربا (2/312) : قال باب في أخذ أهل أوربا الأرقام العربية عن العرب ودخولها إلى بلادهم في زمن علي ـ رضي الله عنه ـ ، قال ذكر ذلك الشهاب المرجاني في " الوفيات " قائلاً دخلت بلادهم في سنة أربعين في خلافة علي .
    أول من لقب بأمير المؤمنين في الحديث (2/319) : للحافظ أبي علين الحسن البصري رسالة " التبيين بمن سمي أمير المؤمنين " أن أول من سمي به من المحدثين أبو الزناد ، ثم بعده مالك ، ومحمد بن إسحاق ، وشعبة بن الحجاج .....
    حديث اجتمع أربعة من الصحابة يرويه بعضهم عن بعض (2/323) :
    وهو حديث الزهري ، عن السائب بن يزيد ، عن حويطب بن عبد العزى ، عن عبد الله بن السعدي ، عن عمر أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " ما جاءك من هذا المال ، وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه و إلا فلا تتبعه نفسك " أخرجه البخاري (ح 6744) وغيره .
    حديث اجتمع في روايته أربع نسوه صحابيات يرويه بعضهن عن بعض (2/323) : هو حديث الزهري ، عن عروة ، عن عن زينب بنت أم سلمة ، عن حبيبة ، عن أم حبيبة ، عن زينب بنت جحش ، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " ويل للعرب من شر قد اقترب " .أخرجه مسلم (ح 2880) ، وغيره .
    قال النووي في شرحه على مسلم : (9/ 257) : هذا الإسناد اجتمع فيه أربع صحابيات ، زوجتان لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ، وربيبتان له ، بعضهن عن بعض ، ولا يعلم حديث اجتمع فيه أربع صحابيات بعضهن عن بعض غيره .
    وأما اجتماع أربعة صحابة أو أربعة تابعيين بعضهم عن بعض فوجدت منه أحاديث قد جمعتها في جزء ، ونبهت في هذا الشرح على ما منها في صحيح مسلم .

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    35

    افتراضي رد: فوائد وملح ونواد من كتاب التراتيب الإدارية

    أشكر الأخوة على هذه التعليقات
    أما طلب جمعها في ملف ورد سيكون ذلك قريباً إن شاء الله ، وحبذا لو شرحت طريقة إنزال الورد بأسهل الطرق
    .
    الحلقة الثامنة : وجود الخلاف في عهد الصحابة (2/324) : لقد ثبت أن ابن عباس خالف عمر ، وعلي ، وزيد بن ثابت ، وكان قد أخذ عنهم ، وقد ألف السيوطي رسالة أثبت فيها تهاجر الصحابة فيما بينهم بسبب خلافات في مسائل سياسية ودينية .
    رواية الصحابة عن التابعين (2/325) : قال هذا نوع مهم كثير الفائدة ، لأن الغالب رواية التابعين عن الصحابة ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، حتى أنه أنكر بعضهم وجود ذلك ، وقال رواية الصحابة عن التابعين إنما هي في الإسرائليات ، والموقوفات ، وليس كذلك ، وقد جمع الحافظ العراقي الأحاديث التي بهذا الشرط فبلغت إلى عشرين حديثاً .
    الشروط الواجب توفرها فيمن تصدر ليقص على الناس (2/338) :
    قال الزبيدي في " الإتحاف " لا ينبغي أن يقص على الناس إلا العالم المتقن الحافظ لحديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ العارف بصحيحه من سقيمه وسنده ومقطوعه ومنفصله العالم بالتواريخ وسير السلف الحافظ لأخبار الزهاد ، الفقيه في دين الله العالم بالعربية واللغة ، ومدار كل ذلك على تقوى الله ، وأن يخرج الطمع في أموال الناس من قلبه ، كذا حققه ابن الجوزي فانظره .
    علم الطب النبوي حدّه ، وأفضل من صنف فيه (2/339) :
    قال أحمد طاشبكري زاده : هو علم يعرف منه ما قاله النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أمر تصحيح الأبدان الإنسانية وموضوعه ومباديه ، ولا أجمع وأنفع من كتاب بن طرخان .
    وابن طرخان ، هو الشيخ أبي الحسن : علي بن المهذب أبي المكارم : عبد الكريم بن طرخان بن تقي الحموي ثم الصفدي .
    قال الكتاني : وهو كتاب نفيس في مجلد اسمه " الأحكام النبوية في الصناعة الطبية " ، وهو كتاب نادر الوجود ، وعندي منه نسخة قديمة بخط مشرقي ، كنت ظفرت بها بالمدينة المنورة .
    وممن أتى بقسم نابع من الطب النبوي الحافظ ابن القيم .
    ثم تكلم بكلام موسع عن الطب النبوي ، وأنواع التداوي .
    وفي (2/324) توسع في الرد على مقولة ابن خلدون في " المقدمة " (1/ 301) : وللبادية من أهل العمران طب بنونه في غالب الأمر على تجربة قاصرة على بعض الأشخاص، ويتداولونه متوارثاً عن مشايخ الحي وعجائزه، وربما يصح منه البعض ، إلا أنه ليس على قانون طبيعي ، ولا عن موافقة المزاج. وكان عند العرب من هذا الطب كثير، وكان فيهم أطباء معروفون : كالحرث بن كلدة وغيره. والطب المنقول في الشرعيات من هذا القبيل، وليس من الوحي في شىء ، وإنما هو أمر كان عادياً عند العرب .
    بقوله : كلامه خشن ، ولله در عبد الهادي الأبياري المصري إذ قال إثره في " سعود المطالع " (ص 155) ما نصه : هذه هفوة لا ينبغي النظر إليها كيف وقد قال عليه السلام للمبطون الذي أمره بشرب العسل فلم ينجح " صدق الله ، وكذب بطنك " ...والجواد قد يكبو ، والكمال لله .
    وفي «العجائب» للكرماني ، قال طبيب نصراني لعليّ بن الحسين بن واقد : ليس في كتابكم من علم الطب شيء والعلم علمان : علم الأبدان وعلم الأديان . فقال له عليّ : قد جمع الله الطب كله في نصف آية من كتابه وهو قوله { وكُلُواْ واشربوا وَلاَ تُسْرِفُواْ } فقال النصراني : ولم يرو عن رسولكم شيء في الطب فقال : قد جمع رسولنا الطب في ألفاظ يسيرة وهي قوله عليه السلام « المعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء وأعط كل بدن ما عودته » فقال النصراني : ما ترك كتابكم ولا نبيكم لجالينوس طباً . وانظر " تفسير الألوسي " ( 6 / 156) .
    جمل من درر الكلام عن العلم ما بين حِكم ، وأشعار (2/348ـ 351) :
    من ذلك ما نقله من كلام ابن عبد البر في " جامع بيان العلم وفضله " (1 / 476) على قول علي ـ رضي الله عنه ـ « قدر كل امرئ ما يحسن ، فتكلموا في العلم تتبين أقداركم » . يقال : إن قول علي بن أبي طالب : قيمة كل امرئ ما يحسن لم يسبقه إليه أحد ، وقالوا : ليس كلمة أحض على طلب العلم منها قالوا : ولا كلمة أضر بالعلم وبالعلماء والمتعلمين من قول القائل : ما ترك الأول للآخر شيئا قال أبو عمر : قول علي رضي الله عنه : قيمة كل امرئ - أو قدر كل امرئ - ما يحسن من الكلام العجيب الخطير وقد طار الناس به كل مطير ونظمه جماعة من الشعراء إعجابا به وكلفا بحسنه .
    منهج الصحابة في الترويح عن القلوب (2/351ـ 362) :
    ومن ذلك أن ابن عباس إذا جلس مع أصحابه حدثهم ساعة ، قال : حمضونا فيأخذ في أحاديث العرب ، ثم يعود فيفعل ذلك مراراً .
    مسألة فقهية في الصحابة في باب الحدود (2/357) : ورد أن نعيمان بن عمرو الأنصاري الذي عرفه عنه كثرة المزاح ، وقد شهد العقبة وبدر والمشاهد ، أنه قد ابتلي بشرب الخمر فكثير ما يؤتى به إلى الرسول  فيضربه بنعله ، ويأمر أصحابه أن يضربه بنعالهم ، فقال مرة أحد الصحابة : لعنك الله ، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : لا تفعل فإن يحب الله ورسوله .
    علق السيوطي على ذلك في كتابه " قوت المغتذي على جامع الترمذي " : الصحابة خصوا في باب الحدود بما لم يخص به غيرهم ولهذا لا يفسقون بما يفسق به غيرهم خصوصية لهم ، فالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ علم من باطنه صدق محبته لله ورسوله فأكرمه بترك القتل ، وله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يخص من شاء بما شاء من الأحكام .
    دفاع عن جحا صاحب الفكاهة (2/361) :
    قال : جحا صاحب النوادر وهو لقب لأبي الغصين بن ثابت ، يعد من التابعين ، قال السيوطي : كانت أمه خادمة لأم انس بن مالك ، وكان الغالب عليه السماحة ، وصفاء السريرة ، فلا ينبغى لأحد أن يسخر به إذا سمع ما يضاف إليه من الحكايات المضحكة ، وغالب ما يذكر عنه من الحكايات المضحكة لا أصل له .
    وقد ذكره غير واحد ونسبوا له كرامات وعلوما جمة . وانظر " تاج العروس " (1/ ص 8323)
    ذكر مكانة الصحابة في الاجتهاد ، وقوة استنباطهم للأحكام ( 2/363ـ 367) :
    من ذلك قول الجوجري : أحكامهم ليست صادرة عن هوى النفس ، بل ناشئة عن الاجتهاد التام المستوفي الشروط الاجتهاد المحصل للأجران أصابوا أو أخطأوا .
    أعلم الصحابة (2/368) :
    عقد السيوطي في " تاريخ الخلفاء " (1 / ص 42) : فصل في أعلم وأذكاهم ثم نقل عن النووي في " تهذيبه " استدل أصحابنا على عظم علمه بقوله ـ رضي الله عنه ـ في الحديث الثابت في الصحيحين : " والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة و الزكاة و الله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه " واستدل الشيخ أبو إسحاق بهذا و غيره في طبقاته على أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه أعلم الصحابة لأنهم كلهم وقفوا عن فهم الحكم في المسألة إلا هو ثم ظهر لهم بمباحثته لهم أن قوله هو الصواب فرجعوا إليه .
    المراد بشيخ الإسلام ، أو من الذي يستحق أن يطلق عليه لقب شيخ الإسلام (2/374) : قال ابن عبد الهادي في " الرد الوافر " ( ص 22) : معناه المعروف عند الجهابذة النقاد المعلوم عند أئمة الإسناد أن مشايخ الإسلام والأئمة الأعلام هم المتبعون لكتاب الله عز و جل المقتفون لسنة النبي صلى الله عليه وسلم الذين تقدموا بمعرفة أحكام القرآن ووجوه قراآته وأسباب نزوله وناسخه ومنسوخه والأخذ بالآيات المحكمات والإيمان بالمتشابهات قد أحكموا من لغة العرب ما أعانهم على علم ما تقدم وعلموا السنة نقلاً وإسناداً وعملاً بما يجب العمل به اعتماداً وإيمانا بما يلزم من ذلك اعتقادا واستنباطا للأصول والفروع من الكتاب والسنة قائمين بما فرض الله عليهم متمسكين بما ساقه الله من ذلك إليهم متواضعين لله العظيم الشان خائفين من عثرة اللسان لا يدعون العصمة ولا يفرحون بالتبجيل .

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    35

    افتراضي رد: فوائد وملح ونواد من كتاب التراتيب الإدارية

    الحلقة التاسعة : من (2/ ص 322حتى 438) ذكر فوائد ونوادر ، ومواقف عن الصحابة رضي الله عنهم قلّ أن تجدها في كتاب آخر . فيمن يضرب به المثل في الهيبة من الصحابة (2/376) :
    قال الشعبي كانت درة عمر أهيب من سيف الحجاج ، قال ابن عباس مكثت سنة وأنا أريد أن أسأل عمر عن آية فلا أستطيع هيبته ... ثم ذكر بعض القصص التي تدل على عظم هذه الهيبة من عمر .
    مفخرة لأمين هذه الأمة أبي عبيدة ابن الجراح (2/380) : قال عمر بن الخطاب لجلسائه ذات يوم تمنوا فتمنوا ، فقال عمر لكني أتمنى بيتاً ممتلئا رجالا مثل أبي عبيدة . فقال له رجل : ما ألوت الإسلام قال ذاك الذي أردت .
    من هو ذو اليدين ولماذا سمي بذلك (2/385) :
    هو عمير بن عبد عمرو من خزاعة ، كان يعمل بيديه جميعاً فقيل له ذو اليدين ، وكان يدعى ذا الشمالين . ، وقيل ذو اليدين غير ذو الشمالين ، فذو اليدين هو الذي ورد في حديث سهو النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وسمي ذلك لأن في يديه طول ، وذو الشمالين لأنه كان يعمل بيديه جميعاً . وانظر " الاستيعاب " (1/141) .
    قال عمار كان مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثلاثة كلهم أضبط : ذو الشمالين ، وعمر بن الخطاب ، وأبو ليلى ، والأضبط هو الذي يعمل بيديه جميعاً .
    الصحابي الذي يعد صوته في الجيش بألف رجل (2/386) :
    فعن عن أنس عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم قال : " لصوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة
    أخرجه أحمد بن حنبل في المسند (3/111) ، وعند الحاكم (3/397) " خير من ألف رجل " .
    قال وفي " الذهب الابريز " ولا مستنكر أن يجمع هيبة ألف في واحد على طريق الحقيقة لا المبالغة وقد وقع ذلك في أفراد من الناس .
    من عرف من الصحابة بالدهاء بحيث كان يضرب به المثل (2/387) : قال الذهبي : كان يقال داهية قريش : أبو بكر ، وأبو عبيدة . وعن الشعبي أنه قال : دهاة العرب أربعة : معاوية بن أبي سفيان ، وعمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، وزياد ، فأما معاوية فللحلم و الأناة ، وأما عمرو فللمعضلات ، وأما المغيرة فللمبادهة ، وأما زياد فللكبير والصغير . وانظر " تاريخ الخلفاء " للسيوطي (ص175) .
    من عرف من الصحابة بالطول (2/389) :
    عمر بن الخطاب : كأنه راكب والناس يمشون لطوله ، وكان عدي بن حاتم : إذا ركب تكاد رجلاه تخط في الأرض وكذلك جرير بن عبد الله البجلي .
    من عرف من الصحابة في غاية القصر (2/391) :
    كان عبد الله بن مسعود قصير يكاد الجالس يوازيه من قصره .
    • من كان من الصحابة فرداً في زمانه بحيث يضرب به المثل (2/391) :أبو بكر في معرفة الأنساب ، وعمر بن الخطاب في قوة الهيبة ، وعثمان بن عفان في التلاوة ، وعلي بن أبي طالب في القضاء ، ومعاوية في كثرة الاحتمال ، وأبو عبيدة في الأمانة ، وأبو ذر في صدق اللهجة وأبي بن كعب في القرآن ، وزيد بن ثابت في الفرائض ، وأبو موسى الأشعري في سلامة الباطن .
    من عرف من الصحابة بالجمال (2/392) :
    جرير بن عبد الله البجلي كان كامل الجمال حتى قال فيه عمر هو يوسف هذه الأمة ، وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحبه ويكرمه . وكان  طويلاً يصل إلى سنام البعير ، وكانت نعله ذراعاً .
    وممن عرف عنه الجمال الصحابي دحية الكبي ، فكان جريل  ينزل على صورته .
    أخوة سبعة من الصحابة تباعدت قبورهم (2/393) :
    عن مسلم قال ما رأيت مثل بني أم واحدة أشرافاً ولدوا في دار واحدة أبعد قبوراً من بني العباس عبد الله بالطائف ، وعبيد الله بالمدينة والفضل بالشام ومعبد وعبد الرحمن بإفريقية وقثم بسمرقند ، وكثير بالينبع وقيل إن الفضل بإجنادين ، وعبيد الله بإفريقية .
    فمن مات من الصحابة فمات بموته تسعة أعشار العلم (2/396) :
    لما مات عمر بن الخطاب قال ابن مسعود : مات تسعة أعشار العلم ، قيل له تقول هذا وأصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ متوافرون فقال : إني لست أعني العلم الذي تذهبون إليه إنما أعني العلم بالله  .
    ذكر الصحابة الأغنياء الذين انفتحت لهم الدنيا ، وذكر شيء من بذلهم للمال في سبيل الله (2/397) : ذكر جملة من الصحابة ، ومقدار مال كل واحد ، من ذلك عثمان بن عفان ، وعبد الرحمن بن عوف ، وعبد الله بن الزبير ، وسعد بن الربيع وهو أكثر الأنصار مالاً ، وعمرو بن حريث المخزومي ......
    ومن أسباب التي كانت وراء هذا الغنى لهؤلاء الصحابة ، وغيرهم دعاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لهم بكثرة المال وبركته ، فقد دعاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعروة بن الجعد ، وكان لو اشترى التراب لربح فيه . وكذا أنس بن مالك ....
    في " تهذيب الأسماء واللغات " للنووي (2/20) في ترجمة أبي سعيد عمرو بن حريث القرشى المخزومى، سكن الكوفة ، وهو أول قرشي اتخذ بالكوفة دارًا . روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحاديث، ومسح النبي- صلى الله عليه وسلم - رأسه ودعا له بالبركة في صفقته وبيعته، فكسب مالاً عظيمًا، فكان من أغنى أهل الكوفة .
    ولقد ضرب أصحابة أروع الأمثلة في الإنفاق ، فقد ورد أن عبد الرحمن بن عوف أعتق ثلاثين ألفاً من الرقيق ، وأنفق هو عثمان بن عفان في غزوة تبوك بما يبهر العقول .... وكذا الزبير بن العوام ...
    فائدة عزيزة في فوله : { وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ .....} " الشورى آية : 27" (2/404) .
    في الجمع بين هذه الآية ، وبين ما فتحه الله على بعض الصالحين من الصحابة وغيرهم من المال ، ولم يكن منهم بغي بل زيادة في الإنفاق والبذل في سبيل الله ، نقل عن المغربي العيدروس ، أنه قال : الضمير للزرق لا للاسم الشريف ، فإن الله بسط لعثمان بن عفان ، وعبد الرحمن بن عوف وغيرهما ولم يكن منهم بغي . ثم قال المصنف : وجدت أن العيدروس مسبوقاً بذلك .
    عدد الصحابة (2/406) : لما قيل لأبي زرعة الرازي : حديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أربعة آلاف حديث قال : ومن قال : ذا قلقل الله أنيابه ، هذا قول زنديق ، ومن يحصي حديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبض عن مائه ألف وعشرة آلاف ممن روى عنه وسمع ، فقيل له هؤلاء أين كانوا ، وأين سمعوا منه ، قال : أهل المدينة ، وأهل مكة ، ومن بينهما من الأعراب ، ومن شهد معه حجة الوداع ، كل رآه وسمع منه بعرفة .
    علق عليه السخاوي في شرح الألفية بقوله : وكذا لم يدخل في ذلك من مات في حياته صلى الله عليه وسلم في الغزوات وغيرها .
    ونُقل عن ابن المديني أنه قال : عدد الصحابة مائة ألف وأربعة وعشرون لفاً .
    وعن الشافعي أنه قال : قبض رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والمسلمون ستون ألفاً بالمدينة وثلاثون ألفاً في قبائل العرب وغيرهم .
    وقال السخاوي : وسبب خفاء كثير من هذا العدد ؛ أن أكثرهم أعراب ، وأكثرهم خضروا حجة الوداع .
    أفضل من صنف في معرفة الصحابة (2/406) :
    وقد ألف في معرفة الصحابة جماعة من المتقدمين والمتأخرين كابن سعد ...... وابن عبد البر وهو أشهر من ألف فيهم ، وابن الأثير .... وابن حجر وكتابه " الإصابة " وهو أجمعها وأقربها إفادة ولم يأت بعده إلا من خدمه بالاختصار ونحوه .
    السبب في قلة الرواية عن أكابر الصحابة كأبي بكر (2/408) :
    قال محمد بن عمر الأسلمي : إنما قلت الرواية عن الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم ماتوا قبل أن يحتاج إليهم ، وإنما كثرت عن عمر بن الخطاب ، وعلي بن أبي طالب ؛ لأنهما وليا فسئلا وقضيا بين الناس ، وكل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا أئمة يقتدى بهم ويحفظ عليهم ما كانوا يفعلون ويستفتون فيفتون وسمعوا أحاديث فأدوها فكان الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل حديثا عنه من غيرهم مثل أبي بكر وعثمان وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص ..... انظر ؟ طبقات ابن سعد " (2/376 ) .
    أحفظ الصحابة ، وأول محدث في الإسلام (2/409) :حكى الإجماع النووي وغيره على أن أبا هريرة هو أحفظ الصحابة .
    وقال ابن القيم : أبو هريرة أحفظ الأمة على الإطلاق يؤدي الحديث كما سمعه .

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    220

    افتراضي رد: فوائد وملح ونواد من كتاب التراتيب الإدارية

    أخي الكريم؛ اسمه: عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني، لا ابن شمس الكتاني، فلتتنبه...

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    121

    افتراضي رد: فوائد وملح ونواد من كتاب التراتيب الإدارية

    جزاك الله خيراً على هذه الفوائد ،،،
    وهل تم تصويره الكتاب ، أو على pdf ؟

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    7,909

    افتراضي رد: فوائد وملح ونواد من كتاب التراتيب الإدارية

    أخي الفاضل نعم الكتاب مصور هنا على المكتبة الوقفية :

    http://www.waqfeya.com/open.php?cat=17&book=494
    قال أبو عبدِ الله ابنِ الأعرابي:
    لنا جلـساء مـا نــمَلُّ حـدِيثَهم *** ألِبَّاء مأمونون غيبًا ومشهدا
    يُفيدوننا مِن عِلمهم علمَ ما مضى *** وعقلًا وتأديبًا ورأيا مُسدَّدا
    بلا فتنةٍ تُخْشَى ولا سـوء عِشرَةٍ *** ولا نَتَّقي منهم لسانًا ولا يدا
    فإن قُلْتَ أمـواتٌ فلـستَ بكاذبٍ *** وإن قُلْتَ أحياءٌ فلستَ مُفَنّدا


  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    342

    افتراضي رد: فوائد وملح ونواد من كتاب التراتيب الإدارية

    سؤال مهم:

    اشتريت أمس كتاب من مكتبة العبيكان (التراتيب الادراي في نظام الحكومة النبوية)تقريب وتهذيب :د.منير الغضبان
    طبعة مركز الراية للتنمية الفكرية,فمارأيك في هذه الطبعة,ونوع الكتاب.وهل هو تلخيص للتراتيب الادارية,او هو كامل؟
    جزاكم الله خيرا ,

  18. #18

    افتراضي رد: فوائد وملح ونواد من كتاب التراتيب الإدارية

    موضوع جميل وفوائد غالية.
    جزاكم الله خيراً.

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    11

    افتراضي رد: فوائد وملح ونواد من كتاب التراتيب الإدارية

    جزاكم الله خيرآ على ما قدمتم ولكن الرابط الذي قدمه الاخ علي لايعمل
    وهذا هو الرابط الصحيح إن شاء الله
    http://www.waqfeya.com/book.php?bid=500

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    11

    افتراضي رد: فوائد وملح ونواد من كتاب التراتيب الإدارية

    وهذا رابط من المكتبة الشاملة لسهولة البحث في الكتاب
    http://shamela.ws/index.php/book/23688

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •