تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: تحقيق مذهب شيخ الاٍسلام فيما يهجر فيه الأنام

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المشاركات
    30

    افتراضي تحقيق مذهب شيخ الاٍسلام فيما يهجر فيه الأنام

    بسم الله الرحمن الرحيـــم

    الحمد لله , وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله، وعلى ألــه وصحبه ومــن اِهــتدى بهــداه ..

    ( اللهم اٍحفظــني بالاٍســلام قــائمــاً، واحفظني بالاٍسلام قــاعــداً،واحف ظنــي بالاٍسلام راقــداً، ولا تشمت بي عــدوأ حــاسداً............)1

    ( اللهم اٍني أعوذ بك مــن خــلــيل مــاكــر، عــينه تــراني ، وقــلبه يــرعاني ، اٍن رأى حــسنة دفــنها، واٍن رأى ســيئــة أذاعــهــا.)1

    أمــا بعــد......::

    فــاٍن الفهم نعمة عظيمة ، ومنـّـة جليلة ، فهــي أساس العلم وركيزته، وهــي المراد مــنه وغــايته.

    قال الله ممتــناً عــلى نبيه ســليمان ..( وداود وسليمن اٍذ يحكمان في الحرث اٍذ نفشت فيه غنم القوم، وكــنا لحكمهم شــاهدين، ففهمنها سليمن وكل أتينا حــكمــأ وعــلمأ......)2

    قــال الاٍمــام اٍبن القيم ..( صحــة الفهم ــ وحــسن القصــد ـــ من أعظم نعم الله التي أنعم بها على عبــده، بل مــا أعطي

    عبد عطــاء بعد الاٍسلام أفضل ولا أجلّ منهما، بل هما ساقا الاٍسلام وقيامه عليهما، وبهــما يأمــن العبد طريق

    المغضوب عــليهم الذين فــسد قــصدهم ، وطــريق الضــالين الذين فسدت

    فــهــومهم ......)3

    وقال ذهبي العــصر الــشيخ عبدالرحمن المعلمي.((.. ووجــود النصوص التي يشكل ظاهرها - لــم يقع في

    الكــتاب والسنة عــفــوأ ، واٍنـما هو أمــر مقصــود شــرعأ، ليبلو الله تــعالى مــافي النفوس ، ويمــتحــن مــافي الــصدور ، وييــســر للــعلمــاء أبــوابأ من الجــهاد يــرفعهم به درجات))4


    فاللــهم يــامعلم اٍبراهيم علمــنا- ويــامفهم ســليمان فهــمنا..5

    واٍن من المسائل التــي حــارت فيها العـقول وتاشتت فيها الأفهــام، هي مسألة الرد على المــخــالف-مع مــا يتبعها مــن هــجــرأو تــعزيــر. فقــد كــثر فيها القيل والقــال ، ......و.....و....!!

    ورحم الله شــيخ الاٍسلام القائل كما في درء التعارض 7\174( ومنشأ الباطل من نقص العلم ، وسوء القصد )


    (ومن رزق فهمــاً في كتاب الله تعالى، ودراية بالسنة النبوية ، وطريقة سلف هذه الأمــة : رأى من المعالم الاٍيمانية، في نصوص المجادلة ووقائع المناظرة ، ما ستخلصه شروطـاً، وأدابــاً، للــرد على المــخالفين :: في تكييف حال الراد، والمردود عليه ، ونوعية الدافع ، وتجلية الطريق ، متى توفرت :ظفر الطالب المحق ببغيته ، وصار بمنأى على الغلط والاٍضطراب وهي قواعد هذا العلم وضوابطه.)6.


    وقد جلى هذا الأمــر وزاده وضوحــاً الاٍمــام الجليل أبو اٍسحــاق الشاطبي عــند كــلامه حــول قضــية القيام على أهل البدع...فقـــال..( (. وهذا باب كبير في الفقه... لكنه مفتقر اٍلى النظر في شعب كبيرة، منها ماتكلم عليه العلماء ومنها مالم يتكلموا عليه لان ذلك حدث بعد موت المجتهدين واهل الحماية للدين فهو باب يكثر التفريع فيه بحيث يستدعي تاليفا مستقلا.....)
    اٍلى أن قال ( اٍن القيام عليهم عليهم بالتثريب ـ أي أهل البدع ـ.. أو التنكيل ، أو الطرد والاٍبعاد أو الاٍنكار، هو بحسب حال البدعة في نفسها ، من كونها:عظيمة المفسدة في الدين أو لا ؟، وكون صاحبها مشتهرأبها أو لا؟، وداعيــأ اٍليها أو لا ؟،ومستظهرأبالأت باع أو لا ؟،وخـارجأ عن الناس أو لا ؟، وكونه عامــلا بــها على جهة الجهل أو لا؟.وكل هذه الأقسام له اٍجتهاد يخصه، اٍذ لم يأت في الشرع للبدع حــدّ لا يزاد عليه ولا ينقــص منه، كــما جاء في كثير من المعاصي كالسرقة ، والحرابة ، والقتل ، والقذف، والجراح والخمر ... وغير ذلك.
    لا جرم أن المجتهدين من الأمة نظروا فيها بحسب النوازل ، وحكــموا باجتهاد الرأي ، تفريعأ على مــا تقدم لهم في بعضها من النص ، كما جاء النص في الخوارج في الأمــر بقتلهم ، وما جاء عن عمــر بن الخطاب رضي الله - في صبيغ العراقي.....))7 أهـــ

    وقد جاء في مسائل اٍسحاق بن منصور أنه قال لأبي عبدالله من قال : القرأن مخلوف ؟ قال ..: ألـــحق به كل بلية ، قلت..: فيظهر العداوة لهم ام يدريهم ؟ قال أهل خــراسان لا يــقــوون عليهم..8

    قال شيخ في الاٍســلام مــعلقأ..( قلت : وهذا الجواب منه مع قوله في القدرية : لو تــركنا الرواية عن القدرية _ لتركناها عن أكــثر أهل البصرة _ ومع مــا كان يعاملهم به في المحنة من الدفع بالتي هــي أحسن ومخاطبتهم بالحجج يفسر مــا في كــلامه وأفعاله من هجــرهم ، والنهي عن مجالستهم ومكالمتهم .........)9

    وقــال أيــضأ ((.. وكثير من أجوبة الاٍمام أحمد - أو غــيره من الأئمة- خرج على سؤال سائل قد علم المسؤال حاله - أو خرج خــطابا لمعين قد علم حاله _ فيكون بمنزلة قضايا الأعيان الصادرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

    فاٍن أقوامــأ جعلوةا ذلك عــامأ، فاستعملوا من الهجر والاٍنكار مالم يؤمــروا به ، فلا يجب ولا يستحب ، وربــمــا تــركوا به واجبات أو مستحبات ، وفعلوا به محرمات ، وأخــرون أعرضوا عن ذلك

    بالــكلية فلم يهــجروا مــا أمــروا بهجره من السيئات البدعية ، بــل تركــوهــا تــرك المــعرض ، لا ترك المنتهي الكــاره ، أو وقعوا فيهــا ، وقــد يتــركونها تــرك المنتهي الــكــاره ، ولا ينــهون عنها غــيرهم ، ولا يــعاقبون بالــهجرة ونــحوها من يســتحق العقوبة عــليها، فيكــونو قد ضــيعوا من النــهي عــن الــمنــكر مــا أمــروا به اٍيــجــاباً أو اٍستــحبـاباً ، فهم بين فعل الــمنكر أو تــرك النهــي عنه ، وذلك فعل مــا نهوا عنه، أو تــرك مــا أمــروا به ، فهذا هذا، وديـــن الله بين الــغــالي فيه، والــجــافي عنه .. )10

    قــلت ..: صدق رحمه الله وكــأنه يــتكلم على زمــاننا..

    ولشيخ السنة الاٍٍمام محمد ناصر الدين الألباني كلمات رائقات مــاتعات في هذا الباب حيث قال.: طيب الله ثراه. ( الأثــار السلفية اٍذا لم تكن متضافرة ، لا ينبغي أن يؤخذ عن فرد من أفرادها ، لاينبغي أن يؤخذ من ذلك منهــج...)11

    ومن رأى الواقع الذي نعيشه ليرى اِفراطأ وتفريطأ في هذا الباب المهم ،الذي اٍذا لم ينضبط حصل الفساد الكبير والشر المستطير ،

    من اِغترار بأهل البدع ، ونــصرة وتــشيد!!،أو الغلو والتجاوز في الهجــر، أو هجر لمن لاّ يجوز هجره ،!!!.

    ورحم الله الاٍمام الكبير مخلد بن الحــسين حــيث قال ..( ما ندب الله العباد اٍلى شيئ ، اٍلاّ اٍعترض فيه اٍبليس بأمــرين، مــايبالي بأيهما ظــفر : اٍما غلو فيه ، واٍما تقصير فيه.)12
    والسبب في نظري في عدم الضبط لهذا الباب هو قلة الاٍخــلاص لله ســبحانه..مع ما يتبــعه من الــجــهل العظيم بــمنهج السلف ، وتقــليد بــثوب جــديد!!!

    وقد تعمدت في نقلي هذا هو الاٍقتصار على كلام شيخ الاٍسلام اٍبن تيمية الذي يكاد أن يكون كلمة اٍجماع بين المنتسبين لأهل السنة ( اٍذ هو الاٍمام المحيط بمذهب سلف الأمة وخلفها ) كما قال الشوكاني يرحمه الله ..13

    وقــد أثــرت التعليق على كــلامه لأنه كــمــا قيل أن كلامــه رحمه الله كــالذهب اٍذا لــمس ذهب بريقه !!،

    فــرحم الله شيــخ الاٍســلام وأعــظم له الأجــر والمــثوبة والــغفـــران...

    فاللهم رب جبرائيل وميكائيل واٍسرافيل فــاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اِهدني لما اٍختلف فيه من الحق باٍذنك، اٍنك تهدي من تشاء اٍلى صراط مــستقيم .
    أهل السنة هــم الــقــائمون ببيان حال أهل البدع وهجرهم

    ((..أئمةأهل البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة والعبادات المخالفة للكتاب والسنة ، فاٍن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين....))28 / 231
    ((وجماع الــهجرة هي هجر السيئات وأهلها ، وكذلك هجران الدعاة اٍلى البدع ، وهجران الفساق ..)) الفتاوى 15 /113

    تــكلم على أهل البدع ..فقال ((... فبهذا أو نــحوه رأى المسلمون أن يـهـجروا من ظهرت عليه علامات أهل الزيغ من المظهرين للبدع الداعين اٍليها والمظهرين للكبائر )) الفتاوى 42 / 175

    مــعنى البدعة


    ((ومــن فــعل شــئاً ديناً وقربة بــلا شرع ، فهو مبتدع ضال ، وهو الذي عناه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : كل بدعة ضلالة..)) الفتاوى 20 /103
    ( .. البدعة ..:مــا خالفت الكتاب والسنة واٍجماع سلف الأمة من الاٍعتقادات والعبادات )) 18 /346



    مــن هو المبتدع


    هذا الــسؤال الــذي جـعل الكثيرين ولــلأسف يتــخبطون ، بل يصل بهم الحال اٍلى أنهم يضللون ويبدعون !!

    قــال رحمه الله ((.. فالمبتدع هو من خالف أصلاً من أصول أهل السنة رحمهم الله )) الفتاوى 12 /485

    ((والبدعة التي يعد بها الرجل من أهل البدع والأهواء مــا اشــتهر عند أهل العلم بالسنة مخالفتها للكتاب والسنة كبدعة الخوارج والروافض والقدرية والمرجئة )) 35 / 414

    (( ومن خالف الكتاب المستبين، والسنة المستفيضة ، وما أجمع عليه سلف الأمة خلافاً لايعذر فيه ، فهذا يعامل بما يعامل به أهل البدع ))

    خــطرأهل البدع


    ((.. أهل البدع شر من أهل المعاصي الشهوانية ـ بالسنة والاٍجماع )) الفتاوى 20 /103

    (( .. وكلما اٍزداد العبد في البدع اٍجتهاداً ـ اٍزداد من الله بعداً ،لأنها تخرجه عن سبيل الذين أنعم الله عليهم من النبيئن والصديقين والشهداء والصالحين ، اٍلى بعض سبيل المغضوب عليهم والضالين ..)) 19 / 49

    ليس كل من وقع في البدعة ، وقعت البدعة عليه


    (( ما ثبت قبحه من البدع وغير البدع من المنهي عنه في الكتاب والسنة ،والمخالف للكتاب والسنة ، اٍذا صدر عن شخص من الأشخاص فقد يكون على وجه يعذر فيه ، اٍما لاٍجتهاد أو تقليد يعذر فيه ، واٍما لعدم قدرته......... .....ونصــوص الأئمة بالتكفير والتفسيق ونحو ذلك لا يستلزم ثبوت موجبها في حق المعين ، اٍلاً اٍذاوجدت الشروط وانتفت الموانع ،لا فرق في ذلك بين الأصول والفروع )) الفتاوى 10 /371

    لا يــهجــر اٍلاّ الدعية اٍلى بدعته!!



    (( لا يهجر اٍِلا الداعية اٍلى البدع ، دون الساكت الذي لايدعوا اٍليها - واٍن اٍعتقدها))
    الفتاوى 6/ 503

    وقال أيضأ...((ولهذا قال الفقهاء: اٍن الدعية اٍلى البدع المخالفة للكتاب والسنة يعاقب بما لايعاقب به الساكت ))
    الفتاوى 28/

    الـهجر عقوبة شــرعية فلا مجال للهوى وحــظ النفس


    (( فمن هــجر لهوى نفسه ،أو هجر هجراً غير مأمور به ،كان خارجاً عن هذا [الأخلاص والمتابعة] وما أكثر ما تفعل النفوس ما تهواه ، ظانة أنها تفعله لله )) الفتاوى 28 / 207

    (( فــاٍن كثير من الأمرين والناهين قد يتعدى حــدود الله ، اٍمأ بجهل واٍما بظلم ، وهذا باب يجب التثبت فيه ، وسواء ذلك كان مع الكفار والمنافقين والفاسقين والعاصين )) الفتاوى 14 / 481


    مــراعاة المصالح جــلباً ،والمفاسد درءاً


    (( وماجاءت به الشريعة من المأمورات والعقوبات والكفارات وغير ذلك ، فاٍته كان يفعل بحسب الاٍستطاعة........ فاٍن الشريعة جاءت بتحصبل المصالح وتكميلها ، وتعطيل المفاسد وتقليها ، فالقليل من الخير خير من تركه ، ودفع بعض الشر خير من تركه كله )) الفتاوى 15 /


    (( وأما هجر التعزيرـ فمثل هجر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الثلاثة الذين خلفوا ـ وهجر عمر والمسلمين لصبيغ ، فهذا نوع من العقوبات ـ فاٍذا كان يحصل بهذا الهجر حصول معروف ، أو اٍندفاع منكر ، فهي مشروعة ، واٍن كان يحصل بها من الفساد ما يزيد الذنب فليست مشروعة )) الفتاوى 28 / 216

    وقال أيضــاً ((ومــا أمر به [ الله سبحانه] من هجر الترك والاٍنتهاء وهجر العقوبة والتعزير، اٍنما هو اٍذا لم يكن فيه مصلحة دينية راجحة على فعله ، واٍلاّ فاٍذا كان في السيئة حسنة راجحة، لم تكن سيئة ،واٍذا كان في العقوبة مفسدة راجحة على الجريمة ، لم تكن حسنة ، بل تكون سيئة، واٍن كانت مكافئة لم تكن حسنة ولا سيئة )) الفتاوى 28 / 212


    يجب ان يفرق بين الزمان والمكان


    .(( ولهذا كان يفرق بين الأماكن التي تكثر فيها البدع كما كثر القدر في البصرة ، والتنجيم بخراسان والتشيع بالكوفة ، وبين ماليس كذلك ، ويفرق بين الائمة المطاعين وغيرهم ، واذا عرف مقصود الشريعة سلك في حصوله اوصل الطرق اليه )) 28/ 206

    ((واٍذا عرف هذا أنه من باب العقوبات الشرعية ـ علم أنه يختلف با ختلاف الأحوال من قلةالبدعة وكثرتها ، وظهور السنة .......)) منهاج السنة 1 / 64


    الهجر يختلف أيضأ باختلاف الأشخاص


    (( الهجر يختلف با ختلاف الهاجرين في قوتهم وضعفهم وقلتهم وكثرتهم ، فاٍن المقصود به زجر المهجور وتأيبه ورجوع العامة عن مثل حاله ، فاٍن كانت المصلحة راجحة بحيث يفضي هجره اٍلى ضعف الشر وخفيته كان مشروعاً ، واٍن كان المهجور يرتدع ، بل يزيد الشر والمهاجر ضعف ، بحيث يكون مفسدتة راجحة على مصلحة لم يشرع ، بل التأليف لبعض الناس أنفع من الهجر ، والهجــر لبعض الناس أنفع من التأليف ..)) 28 / 206

    (( ...وأن المشروع قد يكون هو التأليف تارة ، والهجران تارة أخرى ، كما كان يتألف[ النبي صلى الله عليه وسلم ]أقوامــاً من المشركين ممن هو حديث عهد بالاٍسلام .... وكما كان يهجر بعض المؤمنين كما هجر الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك، لأن المقصود دعوة الخلق اٍلى طاعة الله ،فيستعمل الرغبة حيث يكون أصلح ـ والرهبة حيث أصلح ؟)) منهاج السنة 1 / 65


    لا يلزم من الهجــر عند المصلحة الراجحة الحكم على المهجــور بالبدعة أو الفسوق
    .


    (( ومن هذا الباب هجر الاٍمام أحمد الذين أجابوا في المحنة قبل القيد ، ولمن تاب بعد الاٍجابة ، ولمن فعل بدعة ما ،مع أن فيهم أئمة في الحديث والفقه والتصوف والعبادة ، فاٍن هجره لهم والمسلمين معه لايمنع معرفة فضلهم كما أن الثلاثة الذين خلفوا لما امر النبي صبى الله عليه وسلم بهجرهم ، لم يمنع ذلك ماكان لهم من السوابق ، حتى قيل أن اٍثنيين منهما شهدا بدراوقد قال الله لأهل بدر ( اٍعملوا ماشئتم فقد غفرت لكم ) وأحدهم كعب بن مالك شاعر النبي صلى الله عليه وسلم وأحد أهل العقبة ، فهذا أصل عظيم أن عقوبة الدتيا المشروعة من الهجران اٍلى القتل لايمنع أن يكون المعاقب عدلاً أو رجلا صالحأ..)) الفتاوى 10 / 375
    المسائل العلمية والعملية التي تنازع فيه أهل السنة فيما بينهم لا هجــر فيها



    تكلم شيخ الاٍسلام على مسألة رؤية غير المؤمنين لربهم سبحانه في الأخــرة والخلاف الذي وقع فيها . ثم قال (( وليست هذه المسألة فيما علمت مما يوجب المهاجرة والمقاطعة ، فاٍن الذين تكلموا فيها قبلنا عامتهم أهل سنة واتباع ...))

    ثم ذكر مسألة هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه أم لا ؟..وما وقع فيها من خلاف ، فقال .((فما أوجب هذا النزاع تهاجرأ ولا تقاطعأ))

    ثم قال (( وهنا أمور تجب مرعاتها..: أن من سكت عن الكلام في هذه المسألة ولم يدع اٍلى شييءفاٍنه لايحل هجره ،واٍن كان يعتقد أحد الطرفين ، فاٍن البدع التي هي أعظم منها لايجر فيها اٍلاالداعية دون الساكت ، فهذه أولى، ومن ذلك: أنه لاينبغي لأهل العلم أن يجعلوا هذه المسألة محنة وشعرأ، يفضلون بها بين اٍخوانهم وأضدادهم ، فاٍن مثل هذا مما يكرهه الله ورسوله ))
    الفتاوى 6/ 502

    المــقصود من الهــجر؟


    ((فالهجران قد يكون مقصوده ترك سيئة البدعة التي هي ظلم وذنب واٍثم وفساد ، وقد يكون مقــصود فعل حسنة الجهاد والنهي عن المنكروعقوبة الظالمين لينزجروا ويرتدعوا ،وليقوى الاٍيمان والعمل الصالح عند أهله )) الفتاوى 28 /212

    (( وقد يهجر الرجل عقوبة وتعزيراً ، والمقصود من ذلك ردعه وردع أمثاله ، للرحمة والاٍحسان ، لا التشفي والاٍنتقام )) منهاج السنة 5 /239

    (( ولهذا ينبغي لمن يعاقب الناس على الذنوب أن يقصد بذلك الاٍحسان اٍليهم والرحمة لهم....................... فالذي يعاقب الناس عقوبة شرعية اٍنما هو نائب عن الله وخليفة له ، فعليه أن يفعل كما يفعل على الوجه الذي فعل )) منهاج السنة 6 237

    جــمــاع الدّين


    قال رحمه الله (( وجماع الدين أصلان ..:

    أن لا نعبد إلا الله .

    ولا نعبده اٍلاّ بــما شرع ، لا نعبده بالبدع .

    كما قال تعالى :: فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ، ولا يشرك بعبادة ربه أحد )
    وذلك تحقيق الشهادتين : شهادة أن لا اٍله اٍلاّ الله ، وشهادة أن محمداً رسول الله .

    ففي الأولى: أن لانعبد اٍلاّ الله.
    وفي الثانية .: أن محمداً صلى الله عليه وسلم هو الرسول المبلغ عنه ، فعلينا أن نصدق خبره ، ونطيع أمره .....)) العبودية صــ137

    أختم كلامي هذا بكلمات للمحدث الناقد الشيخ عبدالرحمن المعلمي اليماني طيب الله ثراه. كان لها وقع عظيم في نــفسي!!


    ما كان ما كان عن حــب لمحمـــدة #### ولم نرد سمعة بالبحث والجــدل

    لكـــنما الحــق أولى أن نعظمــه #### من الخداع بقـــول غير معـــتدل

    ولا أحب لكم اٍلاّ الصواب كــما #### أحبه وهو من خير المقاصــد لي

    فظن خيراً فظني فيك محتمـــلاً #### ماكــان أثتاء نصر الحق من خطل

    فاٍنما غضبي للحق حــيث أرى #### اٍعراضكم عنه تـــعــليلاّ بلاعــلل

    وقدعلمتم صوابي في محاورتي #### والحــمد لله رب السهـــل والجبــل 14



    وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ، وعلى أله وصحبه أجمعين..

    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـ












    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــ
    الصحيحة: 1540

    (1) الصحيحة 3137

    (2)وللعلامة الشنيقطي في تفسيره وقفات رائعات مع هذه الأيات4 /756 وما بعدها

    (3)اٍعلام الموقعين 2 /164طبعة شيخنا مشهور

    (4)الأنوار الكاشفة صـ123بواسطة( الصوارف عن الحق) للشيخ المفضال حمد العثمان.

    (5)أنــظر (العقود الدرية)صــ 42 لابن عبدالهادي

    (6)الردود صـ55 للــعلامة بــكر أبو زيد طيب الله ثراه.

    (7) كما في الاٍعتصام1 /291 طبعة شيخنا مشهور.

    (8)كما في السنة للخــلال برقم 2092

    (9) الفتاوى 28 /210


    (10)الفتاوى28 /213

    (11)) كما في شريط ( البدعة والمبتدعون) وهو برقم 666 من سلسلة الهدى والنورّ

    (12) سيــر أعلام النبلاء7 /131 للاٍمــام الذهــبي..

    13) كــما في ( شرح الــصدور..) صــ38

    14..تحريف النصوص ، للشيخ بكر أبو زيد رحمه الله.، صــ107(الردود)

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: تــحــقــيق مــذهب شــيخ الاٍســلام فــيما يــهــجر فيه الأنــام


  3. #3

    افتراضي رد: تــحــقــيق مــذهب شــيخ الاٍســلام فــيما يــهــجر فيه الأنــام

    جزاكم الله خيرا على هذا الجمع الطيب
    ورحم الله شيخ الإسلام ورضي عنه
    تَصْفُو الحَياةُ لجَاهِلٍ أوْ غافِلٍ ... عَمّا مَضَى فيها وَمَا يُتَوَقّعُ

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •