تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 41 إلى 58 من 58

الموضوع: هل هناك إشكال في ترجمة نصوص الصفات لغير اللغة العربية؟

  1. #41
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: هل الرؤية والسمع لله عز وجل الذي هو مطلق الإدراك يكون بمشيته؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسـامة مشاهدة المشاركة
    اللغات تتفاوت... فما وصفته بالاستحالة، تجده في العبرية... إن لم يكن في غيرها أيضًا من اللغات.
    ربما لقرب اللغة من العربية، أو أنها لغة أنزل بها الكتاب من قبل.
    والمتوفر في لغة قد لا يتوفر في لغة غيرها.
    اللغة لم تعطيك المثل للمراد... فأعطاك أقرب معنى.
    لا أتكلم عن هذه الكلمة (الاستواء) بعينها ولوحدها، بل عن مجموع الكلمات في لغةٍ ما لن نجد ترجمتها الحرفية كلها في لغة أخرى، أما أن تجد بعض الكلمات بمعناها الحرفي فهذا معلوم.
    وما ذكرته بأقرب معنى، هو الذي عبَّر به الأئمة عن الاستواء بالمعاني الأربعة المتقدم ذكرها من نظم ابن القيم.

  2. #42
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: هل الرؤية والسمع لله عز وجل الذي هو مطلق الإدراك يكون بمشيته؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زوجة وأم مشاهدة المشاركة
    ‏20:5 الرحمن على العرش استوى

    hilali/khan
    the most beneficent (allah) istawa (rose over) the (mighty) throne (in a manner that suits his majesty).
    وهذه هي المنهجية التي قصدتها في المشاركة
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسـامة مشاهدة المشاركة
    لذا ما قررته أثناء عملي، هو استخدام اللفظ المنزل من رب العالمين، مع بيان وتوضيح معناه فيما تدركه عقول البشر.
    وبهذا تزول الاشكالية... وفيما أظن أن هذا ما يقوم به الإخوة الفضلاء في ملتقى أهل الحديث باللغة الإنجليزية - حفظهم الله.
    - فتكون الترجمة لتقريب العلم.
    - ويكون الأصل المنزل للإثبات.
    وهذا الأقرب للصحة والصواب.
    ــــ
    شيخ عدنان... لا نختلف في هذا... ولا ما ذكره في الشافية الكافية.
    ولكن نتحدث عن جودة اللغة والترجمة... وأدوات اللغة... من حيث اللغة ذاتها.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  3. #43
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: هل هناك إشكال في ترجمة نصوص الصفات لغير اللغة العربية؟

    اللغات تتفاوت... فما وصفته بالاستحالة، تجده في العبرية... إن لم يكن في غيرها أيضًا من اللغات.
    ربما لقرب اللغة من العربية، أو أنها لغة أنزل بها الكتاب من قبل.
    والمتوفر في لغة قد لا يتوفر في لغة غيرها.

    اللغة لم تعطيك المثل للمراد... فأعطاك أقرب معنى.
    هذا الكلام غير محرر يا أخي الكريم.
    فهناك فرق بين وجود المعنى وعدمه في لغة من اللغات، وبين سهولة اختيار اللفظ أو الألفاظ الأوفق للتعبير عنه في تلك اللغة .. فلا يقال إن من بني آدم من تخلف في لغتهم أحد المعاني التي خاطب الله بها العرب في زمان التنزيل! هذا باطل ولازمه طعن في التنزيل نفسه كما لا يخفى. أما التفاوت بين اللغات في الفصاحة وفي اتساع الألفاظ والتراكيب فيها لأكثر من معنى، فهذا متقرر ولا شك، وتأتي العربية على رأس لغات الأرض في ذلك كما هو معروف، ولهذا نقرر أن الترجمة الحرفية من اللغة العربية إلى أي لغة أخرى مستحيلة، فما بالك بلسان القرءان الذي أعجز أهل اللغة العربية أنفسهم في فصاحته وبيانه؟ ولكن هل معنى هذا أن من معاني القرءان ما لا يمكن نقله - بأكمله - إلى لغات أخرى؟ كلا! هذا باطل ولا يصح! نعم يستحيل استيفاء المعنى بالنقل الحرفي لآي القرءان لفظا بلفظ، ولكن ليس هذا ما نتكلم عنه!
    وأما معاني الصفات فالخبير باللسان المنقول إليه يدري - ولابد - أي الألفاظ هي الأقرب في نقل المعنى الصحيح للصفة كما فسرها السلف، ولا إشكال من جهة التفاوت بين اللغتين إلا في تخير الألفاظ الأنسب والأوفق لكل معنى، وهذا محل اجتهاد من فاعله في جميع الأحوال، قد يوفق فيه وقد لا يوفق، ولكن لا يقال إن سبب عجزه = خلو اللغة المنقول إليها من المعنى المراد نفسه!!
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  4. #44
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: هل هناك إشكال في ترجمة نصوص الصفات لغير اللغة العربية؟

    بارك الله فيك...
    - تفاوت اللغة معلوم، وقد يكون التفاوت في اللغة الإنجليزية أوسع من غيرها لركاكة اللغة.
    - والمعنى المطلوب، قد يكون أحيانًا كما هو، وأحيانًا يكون قريب جدًا، وأحيانا دون ذلك.
    وذلك لعوامل، منها سعة اللغة التي أثبتنا فيها التفاوت، وتابع لها قدرة اللغة نفسها على التعبير.
    ما وصفته بالعجز... هو العجر عن نقل المعنى اللفظي المنزل إلى أقرب معنى في اللغة الأخرى.
    لذا قلتُ:
    فالأولى مع الصفات خاصة، أن يتم إثبات ما أثبته الله لفظًا، وتقريب المعنى من اللغة.
    كمنهجية ترجمة الشيخ هلالي خان.
    فأين الإشكالية؟
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  5. #45
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: هل هناك إشكال في ترجمة نصوص الصفات لغير اللغة العربية؟

    تفاوت اللغة معلوم، وقد يكون التفاوت في اللغة الإنجليزية أوسع من غيرها لركاكة اللغة
    التفاوت الذي أعنيه هو ما يكون بين اللغات، لا في اللغة الواحدة، فما مقصودك بالتفاوت في اللغة الانجليزية الذي هو أوسع من مثله في غيرها؟؟
    والمعنى المطلوب، قد يكون أحيانًا كما هو، وأحيانًا يكون قريب جدًا، وأحيانا دون ذلك
    هل هذا دليل - عندك - على قصور اللغة نفسها عن إيصال المعنى المراد، أم على قصور المتكلم بها عن الإلمام بألفاظها وتراكيبها، ومن ثم قصوره هو عن حسن استعمالها في التعبير عن مراده؟
    وتابع لها قدرة اللغة نفسها على التعبير
    هذا يا أخي الكريم هو وجه تعقبي على كلامك .. لا توجد لغة في الأرض لا يستطيع أهلها فهم معنى من المعاني والتعبير عنه بلسانهم، وإلا لو صح هذا، لكان من القرءان أو من اللغة العربية بعموم ما يستحيل على أهل ذلك اللسان الأعجمي فهمه حتى لو تعلموا اللغة العربية لأن المعنى نفسه لا يمكن إيصاله إليهم عند تعليمهم اللغة، فتأمل!
    هب أن اللفظة العربية (س) يعبر عن معناها في اللسان العربي بجملة من عشر كلمات.. فعندما أريد أن أعلم هذه اللفظة في اللسان العربي لرجل أعجمي لسانه الانكليزية، فسأحتاج إلى ترجمة هذه الجملة إلى لسانه.. فإن قلتَ إن المعنى الذي تحمله هذه الجملة لا يمكن التعبير عنه باللسان الانكليزي، فقد قررت استحالة تعليم تلك الكلمة (س) لهذا الأعجمي، وهذا باطل لا يكون! ولو صح للزم أن ينزل الوحي بلسان العرب، وكذا بكل لسان آخر لا يمكن نقل المعاني إليه من لسان العرب، وإلا امتنع قيام الحجة بالقرءان على أمة الدعوة!
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  6. #46
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: هل هناك إشكال في ترجمة نصوص الصفات لغير اللغة العربية؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسـامة مشاهدة المشاركة
    ما وصفته بالعجز... هو العجر عن نقل المعنى اللفظي المنزل إلى أقرب معنى في اللغة الأخرى.
    لذا قلتُ:
    فالأولى مع الصفات خاصة، أن يتم إثبات ما أثبته الله لفظًا، وتقريب المعنى من اللغة.
    كمنهجية ترجمة الشيخ هلالي خان.
    بارك الله فيكم.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  7. #47
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: هل هناك إشكال في ترجمة نصوص الصفات لغير اللغة العربية؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسـامة مشاهدة المشاركة
    فالأولى مع الصفات خاصة، أن يتم إثبات ما أثبته الله لفظًا، وتقريب المعنى من اللغة.
    كمنهجية ترجمة الشيخ هلالي خان.
    فأين الإشكالية؟
    بارك الله فيك..
    ما دام أنَّ القضيَّة مجرَّد أولويَّة (مع عدم ظهور وجه هذه الأولوية عندي!) وليس بواجبٍ =فلا إشكالية.
    والخلاصة: لا يجب نقل المعنى "اللَّفظي الحرفي" للكلمة؛ لأنَّ هذا ((تفسير)) وليس بترجمة "حرفية"، وقد تقدَّم وجود استحالة في مثل هذا في كل اللغات ومع كل الكلمات، فمتى حصل التعبير بالمعنى الصحيح جاز وكفى؛ إذا القضيَّة إيصال العقيدة الصَّحيحة للصفات فقط.
    ففي مثل قضيتنا: بأي لغةٍ فهم الناس الخطاب خوطبوا به دون إلزامهم بترديد لفظ القرآن، فالمقصود بيان ما يعتقدونه لا ما نزل على رسولهم بلفظه، (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم).
    وهذا ليس خاصًّا كما تقدَّم بنصوص الصفات بل بكل شيءٍ له تعلق بتفهيمه للناس تفهيما صحيحًا.

    سؤال: ما عقيدة الشيخ "هلالي خان" في الصفات، هل يثبتها كما يثبتها أهل السنَّة؟
    وهذا السؤال مهم (كأهميَّة هذا الموضوع)؛ من جهة أنَّ الالتزام بلفظ الصفة دون تجويز ترجمتها (بحجَّة قصور المعنى الحرفي) قد يكون ذريعةً للمفوِّضة في ترك ترجمة معاني الصفات!

    تنبيه: أمَّا التعبُّد بلفظ أسماء الله وكونها توقيفية بالغة الحسن، وأن ذلك لا يتم بلغةٍ أخرى لقصورها عن هذه البلاغة فليس كلامنا عن هذا، كما أنَّنا حين نترجم القرآن لا نجوِّز قراءته بالترجمة في الصلاة مثلاَ، فلْيلْحظ الفرق بين هذا المقام وذاك المقام.

  8. #48
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: هل هناك إشكال في ترجمة نصوص الصفات لغير اللغة العربية؟

    بارك الله فيك يا أبا عاصم على هذه النقاط الهامة - حفظك الله.
    - بالنسبة لعقيدة هلالي خان... ربما يفيدنا أحد الإخوة.
    ولكن منهجيته وترجمته التي رأيتها... هي الأقرب للصواب والفهم الجيد للنصوص.
    فقد أثبت النص القرآني، وأثبت المعنى.
    وفيما يظهر لي أنه على عقيدة السلف، على أقل الوصف في هذه الصفة.
    وكانت ترجمته احترافية سليمة من ناحية المعنى ومن ناحية المنهجية. حفظه الله ونفع به.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  9. #49
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: هل هناك إشكال في ترجمة نصوص الصفات لغير اللغة العربية؟

    آمين.. وفيك بارك الله ونفع


    Hilali/Khan
    The Most Beneficent (Allah) Istawa (rose over) the (Mighty) Throne (in a manner that suits His Majesty).
    يبدو أنَّ هذه ترجمة "هلالي خان" لآية الاستواء التي نقلتها لنا الأخت الكريمة في مشاركتها السابقة، ولا إشكال فيها كما ظهر لي بترجمة النص للعربية (مع جهلي باللغة وضعف الدقة في برامج الترجمة).

  10. #50
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: هل هناك إشكال في ترجمة نصوص الصفات لغير اللغة العربية؟

    يعجبني استدراكه بين المعقوفتين In a manner that suits His majesty
    وهذا ما أقصده من أن المترجم ينبغي أن يجتهد في إفهام السامع ودفع الشبهة التي غلب على ظنه وقوعها عند القارئ بأقل الكلمات، يقول هذه معاني القرءان، وليس ترجمة القرءان .. English Translation of the Meanings ويؤكد على هذا، ويذكر على الغلاف بوضوح:
    Those are not the words of Allah, but my humble work in translating their meanings
    "هذا ليس كلام الله، ولكنه عملي المتواضع في ترجمة معانيه من كتاب الله"
    وذلك حتى لا يتوهم القارئ أن هذا مصحف - كما يسميه كثير من العوام للأسف، يريدون المعنى المشهور للمصحف لا المعنى اللغوي - فيه كلام الله باللغة الانكليزية! وحبذا لو يقول عند ترجمته لمعاني كل آية: Meanings of Verse X:X
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  11. #51
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    فلسطين المحتلة
    المشاركات
    84

    افتراضي رد: هل هناك إشكال في ترجمة نصوص الصفات لغير اللغة العربية؟

    بارك الله فيكم
    وجزاكم ربي خيرات وجنات

  12. #52
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    447

    افتراضي رد: هل هناك إشكال في ترجمة نصوص الصفات لغير اللغة العربية؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري مشاهدة المشاركة

    /// سؤال: ما عقيدة الشيخ "هلالي خان" في الصفات، هل يثبتها كما يثبتها أهل السنَّة؟
    هي ترجمة للدكتور محمد تقي الدين الهلال
    والدكتور محمد محسن خان

    عقيدتهما موافقة لعقيدة أهل السنة والجماعة
    وترجمتهما هي التي يقوم بنشرها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف

    وهي أفضل ترجمة رأيتها حتى الآ، لمعاني القرآن
    وهي مُطولة لأنه يفسر بعض الكلمات بين قوسين في كثير من الآيات
    وكأنني سمعت بأن هناك مختصرا لهذه الترجمة المطولة ولكن لستُ متأكدة


    وتجدون رابط لتحميل ترجمتهما هنا:

    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=36913
    إذا استفدت من المشاركة فادع الله لي ولزوجي أن يهدينا ويرزقنا الجنة من غير حساب
    التواني في طلب العلم
    معهد آفاق التيسير

  13. #53

    افتراضي رد: هل هناك إشكال في ترجمة نصوص الصفات لغير اللغة العربية؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زوجة وأم مشاهدة المشاركة
    هي ترجمة للدكتور محمد تقي الدين الهلال
    والدكتور محمد محسن خان
    عقيدتهما موافقة لعقيدة أهل السنة والجماعة
    وترجمتهما هي التي يقوم بنشرها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف
    وهي أفضل ترجمة رأيتها حتى الآ، لمعاني القرآن
    ....
    خبر طيب فالعلامة الهلالي معروف بسلامة الاعتقاد والتوجه الفقهي ويجيد لغات بني الأصفر
    وحبذا لو تولى أحد المجامع الفقهية الموثوقة نشر الترجمة مع التحشية والإضافات عليها
    أبو محمد المصري

  14. #54
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: هل هناك إشكال في ترجمة نصوص الصفات لغير اللغة العربية؟

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة النبوية (2/583-584): «وزعم ابن حزم أنَّ أسماء الله تعالى الحسنى لا تدلُّ على المعاني، فلا يدلُّ عليمٌ على عِلْمٍ، ولا قديرٌ على قُدرةٍ؛ بل هي أعلامٌ محضةٌ.
    وهذا يشبه قول من يقول بأنَّها تُقَال بالاشتراك اللَّفظي.
    وأصل غلط هؤلاء شيئان: إمَّا نفي الصِّفات، والغُلُو في نفي التشبيه، وإمَّا ظنُّ ثبوت الكُلِّيَّات المشتركة في الخارج.
    فالأول هو مأخذ الجهميَّة، ومن وافقهم على نفي الصِّفات.
    قالوا: إذا قُلْنَا «عليمٌ» يدلُّ على علمٍ، و«قدير» يدلُّ على قدرةٍ لزم من إثبات الأسماء إثبات الصِّفات. وهذا مأخذ ابن حزم؛ فإنَّه من نُفَاة الصِّفات، مع تعظيمه للحديث والسُّنَّة، والإمام أحمد، ودعواه أنَّ الذي يقوله في ذلك هو مذهب أحمد وغيره.
    وغلطه في ذلك بسبب أنَّه أخذ أشياء من أقوال الفلاسفة والمعتزلة عن بعض شيوخه، ولم يتَّفق له من يبيِّن له خَطَأَهم، ونقل المنطق بالإسناد عن مَتَّى الترجمان.
    وكذلك قالوا إذا قلنا موجود وموجود وحي وحي لزم التشبيه فهذا أصل غلط هؤلاء...» الخ كلامه.

  15. #55
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: هل هناك إشكال في ترجمة نصوص الصفات لغير اللغة العربية؟

    قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله في الجواب الصَّحيح (5/7-8): «... أمَّا تسمية الباري جوهرًا فهو من أهون ما يُنْكَر على النَّصارى، ولهذا كان من الناس من يُنْكِره من جهة الشَّرع فقط، أو اللَّغة، ومنهم من ينكره من جهة العقل أيضًا.
    ومنهم من يراه نزاعًا لفظيًّا.
    وطائفةٌ من المسلمين يسمونه جوهرًا وجِسْمًا أيضًا.
    وذلك أنَّ المسلمين في أسماء الله تعالى على طريقتين.
    فكثيرٌ منهم يقول: إنَّ أسماءَه سمعيَّة شرعيَّة، فلا يُسمَّى إلَّا بالأسماء التي جاءت بها الشَّريعة؛ فإن هذه عبادةٌ، والعبادات مبناها على التَّوفيق والاتِّباع.
    ومنهم من يقول: ما صحَّ معناه في اللُّغة وكان معناه ثابِتًا له لم يحرُم تسميته به؛ فإنَّ الشَّارع لم يحرِّم علينا ذلك، فيكون عفوًا.
    والصَّواب القول الثَّالث وهو: أن يفرَّق بين أن يُدْعَى بالأسماء أو يخبر بها عنه.
    فإذا دُعِي لم يُدْعَ إلَّا بالأسماء الحسنى، كما قال تعالى: ﴿ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه﴾.
    وأمَّا الإخبار عنه فهو بحسب الحاجة، فإذا احتيج في تفهيم الغير المراد إلى أنْ يترجم أسماؤه بغير العربية، أو يعبر عنه باسمٍ له معنىً صحيحٌ لم يكن ذلك محرَّمًا.
    وأمَّا الذين منعوه من جهة العقل فكثيرٌ منهم من يقولون: إنَّ الجوهر ما شَغَل الحيِّز، وحَمَل الأعراض، والله سبحانه وتعالى ليس كذلك.
    وهذا قول من نفى ذلك من أهل الكلام... الخ»، وهو مبحث نفيسٌ في بابه.

  16. #56

    افتراضي رد: هل هناك إشكال في ترجمة نصوص الصفات لغير اللغة العربية؟

    1. (وإذا كان فائدة الحد بيان مسمى الاسم والتسمية أمر لغوي وضعي رجع في ذلك إلى قصد ذلك المُسمِّي ولغته، ولهذا يقول الفقهاء من الأسماء ما يعرف حده باللغة، ومنه ما يعرف حده بالشرع، ومنه ما يعرف حده بالعرف، ومن هذا تفسير الكلام وشرحه إذا أريد به تبيين مراد المتكلم فهذا يبنى على معرفة حدود كلامه، وإذا أريد به تبيين صحته وتقريره فإنه يحتاج إلى معرفة دليل صحة الكلام، فالأول فيه بيان تصوير كلامه، والثاني بيان تصديق كلامه، وتصوير كلامه كتصوير مسميات الأشياء بالترجمة، تارة لمن يكون قد تصور المسمى ولم يعرف أن ذلك اسمه، وتارة لمن لم يكن قد تصور المسمى فيشار له إلى المسمى بحسب الإمكان، إما إلى عينه وإما إلى نظيره، ولهذا يقال الحد تارة يكون للاسم وتارة يكون للمسمى) الرد على المنطقيين ص40



    2. (الاسم المُستَفهم عنه ... إما أن يكون السائل غير عالم بمسماه، وإما أن يكون عالما بمسماه.


    فالأول كالسائل عن اسم في غير لغته، أو عن اسم غريب في لغته، أو عن اسم معروف في لغته لكن مقصوده تحديد مسماه، مثل العربي إذا سأل عن معاني الأسماء الأعجمية، والعجمي إذا سأل عن معاني الأسماء العربية، وبعض الأعاجم إذا سأل بعضا عن معاني الأسماء التي تكون في لغة المسؤول دون السائل، وهذا هو الترجمة.


    فالمترجِم لا بد أن يعرف اللغتين، التي يترجمها والتي يترجم بها، وإذا عرف أن المعنى الذي يُقصد بهذا الاسم في هذه اللغة هو المعنى الذي يُقصد به في اللغة الأخرى ترجمه، كما يترجم اسم الخبز والماء والأكل والشرب والسماء والأرض والليل والنهار والشمس والقمر ونحو ذلك من أسماء الأعيان والأجناس وما تضمنته من الأشخاص، سواء كانت مسمياتها أعيانا أو معان، والترجمة تكون للمفردات وللكلام المؤلف التام.


    وإن كان كثير من الترجمة لا يأتي بحقيقة المعنى التي في تلك اللغة، بل بما يقاربه، لأن تلك المعاني قد لا تكون لها في اللغة الأخرى ألفاظ تطابقها على الحقيقة، لا سيما لغة العرب، فإن ترجمتها في الغلب تقريب.


    ومن هذا الباب ذكر غريب القرآن والحديث وغيرهما، بل وتفسير القرآن، وغيره من سائر أنواع الكلام، وهو في أول درجاته من هذا الباب، فإن المقصود ذكر مراد المتكلم بتلك الأسماء أو بذلك الكلام.


    ...... ثم إن هذا الاسم المسؤول عنه الذي لا يعلم السائل معناه إذا أجيب عنه .... فيقسم حال السائل فيه إلى نوعين:


    أحدهما أن يكون قد تصور المعنى بغير اللفظ ولكن لم يعرف أنه يعنى بذلك اللفظ، فهذا لا يفتقر إلا إلى ترجمة اللفظ، الكمعاني المشهورة عند الناس من الأعيان والصفات والأفعال كالخبز والماء والأكل والشرب والبياض ولاسواد والطول والقصر والحركة والسكون ونحو ذلك.


    والثاني أن يكون غير متصور للمعنى كما أنه غير عالم بدلالة اللفظ عليه، وهذا يحتاج إلى شيئين، إلى ترجمة اللفظ، وإلى تصور المعنى، إلى حدّ الاسم والمسمى، وهذا مثل من يأل عن لفظ الثلج وهو لم يره قط، أو يسأل عن اسم نوع من الفاكهة أو الحيوان الذي لم يره أو لم يكن في بلاده، أو يسأل عن اسم المسجد والصلاة والحج وكان حديث عهد بالإسلام لم يتصور هذه المعاني، أو يسأل عن اسم نوع من الأطعمة والأشربة التي لا يعرفها، أو اسم نوع من أنواع الثياب والمساكن التي لا يعرفها، وبالجملة فكل ما لا يعرفه الشخص من الأعيان والأفعال والصور إذا سمع اسمه إما في كلام الشارع أو كلام العلماء أو كلام بعض الناس فإنه إذا كان ذلك المعنى هو لم يتصوره ولا له في لغته لفظ فهنا لا يمكن تعريفه إياه بمجرد ترجمة اللفظ، بل الطريق في تعريفه إياه إما التعيين وإما الصفة ....) الرد على المنطقيين ص48- 55



    3. (... إذا أثبت الرجل معنى حقا ونفى معنى باطلا واحتاج إلى التعبير عن ذلك بعبارة لأجل إفهام المخاطب لأنها من لغة المخاطب ونحو ذلك لم يكن ذلك منهيا عنه، لأن ذلك يكون من باب ترجمة أسمائه وآياته بلغة أخرى ليفهم أهل تلك اللغة معاني كلامه وأسمائه، وهذا جائز، بل مستحب أحيانا، بل واجب أحيانا، وإن لم يكن ذلك مشروعا على الإطلاق، كمخاطبة أهل هذه الاصطلاحات الخاصة في أسماء الله وصفاته وأصول الدين باصطلاحهم الخاص إذا كانت المعاني التي تبين لهم هي معاني القرآن والسنة تشبه قراءة القرآن بغير العربية، وهذه الترجمة تجوز لإفهام المخاطب بلا نزاع بين العلماء ...) بيان تلبيس الجهمية (2/389)



    4. (فالحجة تقوم على الخلق ويحصل لهم بالهدى بمن ينقل عن الرسول تارة المعنى وتارة اللفظ، ولهذا يجوز نقل حديثه بالمعنى، والقرآن يجوز ترجمة معانيه لمن لا يعرف العربية باتفاق العلماء) الجواب الصحيح (2/55)



    5. (وإنما يجب على المسلم أن يعلم ما أمره الله به وما نهاه عنه بأي عبارة كانت، وهذا ممكن لجميع الأمم، ولهذا دخل في الإسلام جميع أصناف العجم من الفرس والترك والهند الصقالبة والبربر، ومن هؤلاء من يعلم اللسان العربي، ومنهم من يعلم ما فرض الله عليه بالترجمة، وقد قدمنا أنه يجوز ترجمة القرآن في غير الصلاة ...، كما يجوز تفسيره باتفاق المسلمين، ... وأما جُمل ما أمر به الرسول r من الصلاة والزكاة الصوم والحج وصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وما حرمه الله من الشرك والفواحش والظلم وغير ذلك فهذا مما يمكن أن يعرفه كل واحد بتعريف من يعرفه، إما باللسان العربي، وإما بلسان آخر لا يتوقف تعريف ذلك على لسان العرب) الجواب الصحيح (2/66)



    6. (ترجمة الكلام من لغة إلى لغة لا تحتاج إلى معصوم، بل هذا أمر تعلمه الأمم، فكل من عرف اللسانين أمكنه الترجمة) الجواب الصحيح (2/84).



    7. قال عن بني إسرائيل: (ويعلمون المعاني التي فيه أنها موافقة لأقوال الرسل قبله في الخبر والأمر، فإنه أخبر عن توحيد الله وصفاته وعرشه وملائكته وخلقه السماوات والأرض وغير ذلك، بمثل ما أخبرت به الرسل قبله، وأمر بتوحيد الله وعبادته وحده لا شريك له وبالعدل والصدق والصلاة والزكاة ونهى عن الشرك والظلم والفواحش، كما أمرت ونهت الرسل قبله، والسور المكية نزلت بالأصول الكلية المشتركة، التي اتفقت عليها الرسل، التي لا بد منها، وهي الإسلام العام، الذي لا يقبل الله من أحد من الأولين والآخرين دينا غيره، وأما السور المدنية ففيها هذا وفيها ما يختص به محمد r من الشرعة والمنهاج، فإن دين الأنبياء واحد ...) الجواب الصحيح (5/342)

  17. #57
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: هل هناك إشكال في ترجمة نصوص الصفات لغير اللغة العربية؟

    بارك الله فيك.
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الجواب الصَّحيح: « ... وجمهور الناس لا يعرفون معاني الكتب الإلهية التوراة والإنجيل والقرآن إلا بمن يبيُّنها ويفسِّرها لهم، وإن كانوا يعرفون اللُّغة، فهؤلاء يجب عليهم طلب علم ما يعرفون به ما أمرهم الله به، ونهاهم عنه، وهذا هو طلب العلم المفروض على الخلق.
    وكذلك ما بينه الرَّسول من معاني الكتاب الذي أنزله الله عليه، يجب على الخلق طلب علم ذلك ممَّن يعرفه، إذا كان معرفة ذلك لا تحصل بمجرَّد اللِّسان.
    كما يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّه قال: «تفسير القرآن على أربعة أوجه؛ تفسيرٌ تعْرِفه العرب من كلامها، وتفسير لا يُعْذَر أحدٌ بجهالته، وتفسيرٌ يعلمه العلماء، وتفسيرٌ لا يعلمه إلَّا الله تبارك وتعالى، فمن ادَّعى علمه فهو كاذبٌ.
    والله تعالى قال: ﴿وما أرسلنا من رسول إلَّا بلسان قومه ليبيِّن لهم﴾، لم يقل: وما أرسلنا من رسول إلَّا إلى قومه! لكن لم يرسله إلَّا بلسان قومه الذين خاطبهم أولًا ليبيِّن لقومه، فإذا بيَّن لقومه ما أراده حصل بذلك المقصود لهم ولغيرهم؛ فإنَّ قومه الذين بلغ إليهم أولا يمكنهم أن يبلغوا عنه اللَّفظ ويمكنهم أن ينقلوا عنه المعنى لمن لا يعرف اللغة، ويمكن غيرهم أن يتعلم منهم لسانه فيعرف مراده.
    فالحجة تقوم على الخلق ويحصل لهم الهدى بمن ينقل عن الرسول تارة المعنى وتارة اللَّفظ.
    ولهذا يجوز نقل حديثه بالمعنى.
    والقرآن يجوز ترجمة معانيه لمن لا يعرف العربية باتِّفاق العلماء.
    وجوَّز بعضهم أن يقرأ بغير العربية عند العجز عن قراءته بالعربية.
    وبعضهم جوزه مطلقا وجمهور العلماء منعوا أن يقرأ بغير العربية، وإن جاز أن يترجم للتفهم بغير العربية، كما يجوز تفسيره وبيان معانيه.
    وإن كان التفسير ليس قرآنا متلوا. وكذلك الترجمة.
    وقد قال النبي نضر الله امرءا سمع منا حديثا فبلغه إلى من لم يسمعه فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، وقال أيضا في الحديث الصحيح مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها طائفة أمسكت الماء فنفع الله به الناس فزرعوا وسقوا وكانت منها طائفة إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من تفقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به من الهدى والعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به.
    فدعا النبي لمن يبلغ حديثه وإن لم يتفقه فيه وقال رب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه.
    وقد كان العارفون باللُّغة العربية حين بعث الله محمدا إنما يوجدون في جزيرة العرب وما والاها كأرض الحجاز واليمن وبعض الشام والعراق ثم انتشر فصار أكثر الساكنين في وسط المعمورة العربية حتى اليهود والنصارى الموجودون في وسط الأرض يتكلمون بالعربية كما يتكلم بها أكثر المسلمين، بل كثير من اليهود والنصارى يتكلمون بالعربية أجود مما يتكلم بها كثير من المسلمين.
    وقد انتشرت هذه اللغة أكثر مما انتشرت سائر اللغات حتى إن الكتب القديمة من كتب أهل الكتاب ومن كتب الفرس والهند واليونان والقبط وغيرهم عُرِّبت بهذه اللغة.
    ومعرفة الكتب المصنفة بالعربية والكلام العربي أيسر على جمهور الناس من معرفة الكتب المصنفة بغير العربية؛ فإنَّ اللسان العبري والسرياني والرومي والقبطي وغيرها وإن عرفه طائفة من الناس فالذين يعرفون اللسان العربي أكثر ممن يعرف لسانا من هذه الألسنة.
    وأيضا فمعرفة ما أمر الله عباده أمرا عاما هو مما نقله الأمة عن نبيها نقلا متواترا وأجمعت عليه مثل الأمر بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنه أرسل إلى جميع الناس أميهم وغير أميهم وإقام الصلوات الخمس وإيتاء الزكاة وصيام شهر رمضان وحج البيت العتيق من استطاع إليه سبيلا وإيجاب الصدق وتحريم الفواحش والظلم والأمر بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت هو ما يعرفه المسلمون معرفة عامة ولا يحتاج الإنسان في معرفة ذلك إلى أن يحفظ القرآن، بل يمكن الإنسان معرفة ما أمر الله به على لسان رسوله وإن لم يعرف اللغة العربية ويكفيه أن يقرأ فاتحة الكتاب وسورا معها يصلي بهنَّ.
    وكثير من الفرس والروم والترك والهند والحبشة والبربر وغيرهم لا يعرفون أن يتكلموا بالعربية الكلام المعتاد وقد أسلموا وصاروا من أولياء الله المتقين.
    ومنهم من يحفظ القرآن كله وإذا كلم الناس لا يستطيع أن يكلمهم إلا بلسانه لا بالعربية وإذا خوطب بالعربية لم يفقه ما قيل له...».
    وقال رحمه الله أيضًا فيه: «ترجمة الكلام من لغةٍ إلى لغةٍ لا تحتاج إلى معصوم؛ بل هذا أمر تعلمه الأمم فكل من عرف اللِّسانين أمكنه الترجمة ويحصل العلم بذلك، إذا كان المترجمون كثيرين متفرقين لا يتواطؤون على الكذب وبقرائن تقترن بخبر أحدهم وبغير ذلك، وهذا موجود معلوم.
    بل إذا ترجمه إثنان كل منهما لا يعرف ما يقوله الآخر ولم يتواطؤوا حصل بذلك المقصود في الغالب...
    وهذه التوراة في زماننا والإنجيل والزبور يترجم باللغة العربية ويعرف المقصود به بلا ريب؛ فكيف بالقرآن الذي يفهم أهله معناه ويفسرونه ويترجمونه أكمل وأحسن مما يترجم اهل التوراة والإنجيل التوراة والإنجيل...
    ليس فهم كل آية من القرآن فرضا على كل مسلم وإنما يجب على المسلم أن يعلم ما أمره الله به وما نهاه عنه بأي عبارة كانت، وهذا ممكن لجميع الأمم، ولهذا دخل في الإسلام جميع أصناف العجم من الفرس والترك والهند والصقالبة والبربر ومن هؤلاء من يعلم اللسان العربي.
    ومنهم من يعلم ما فرض الله عليه الترجمة.
    وقد قدمنا أنه يجوز ترجمة القرآن في غير الصلاة والتعبير كما يجوز تفسيره باتفاق المسلمين...
    إذا تبين لقومه لكونه بلسانهم أمكن بعد هذا أن يعرفه غير قومه إما بتعلمه بلسانهم وإما بتعريف بلسان يفهم به والرجل يكتب كتاب علم في طب أو نحو أو حساب بلسان قومه ثم يترجم ذلك الكتاب وينقل إلى لغات أخر وينتفع به أقوام آخرون.
    كما ترجمت كتب الطب والحساب التي صنفت بغير العربي وانتفع بها العرب وعرفوا مراد أصحابها وإن كان المصنف لها أولا إنما صنفها بلسان قومه وإذا كان هذا في بيان الأمور التي لا يتعلق بها سعادة الآخرة والنجاة من عذاب الله فكيف يمتنع في العلوم التي يتعلق بها سعادة الآخرة والنجاة من العذاب أن ينقل من لسان إلى لسان حتى يفهم أهل اللسان الثاني بها ما أراده بها المتكلم بها أولا باللسان الأول».

  18. #58

    افتراضي رد: هل هناك إشكال في ترجمة نصوص الصفات لغير اللغة العربية؟

    ولما سبق وبعد دراسة متأنية رأى مجمع الملك فهد أن يصدر تفسيرا ميسرا للقرآن الكريم باللغة العربية يكون أساسا لما يطبعه المجمع من ترجمات معاني القرآن الكريم إلى لغات الشعوب الإسلامية وغيرها.

    فكان من ضوابط صيغته الأولى مراعاة المفسِّر أن هذا التفسير سيترجم إلى لغات مختلفة وتجنب ذكر المصطلحات التي يتعذر ترجمتها.

    كما ذكر معالي الشيخ صالح آل الشيخ في مقدمة الطبعة الثانية 1430هـ للتفسير الميسر.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •