عن سليمان بن يسار قال: تفرق الناس عن أبي هريرة فقال له ناتِل أهل الشام: أيها الشيخ حدثنا حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استُشهد فأُتِيَ به فعرّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملتَ فيها؟ قال: قاتلتُ فيك حتى استشهدتُ، قال: كذبتَ ولكنك قاتلتَ لأن يقال جريء فقد قيل، ثم أُمِر به فسُحِب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وعلّمه وقرأ القرآن فأتِي به فعرّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملتَ فيها؟ قال: تعلمتُ العلم وعلّمتُه وقرأتُ فيك القرآن، قال: كذبت ولكنك تعلمتَ العلم ليقال عالم وقرأتَ القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل، ثم أُمر به فسُحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل وسَّع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله، فأتِي به فعرّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملتَ فيها؟ قال: ما تركتُ من سبيل تحب أن يُنفق فيها إلا أنفقتُ فيها لك، قال: كذبتَ ولكنك فعلتَ ليقال هو جواد فقد قيل، ثم أُمِر به فسُحب على وجهه ثم ألقي في النار".
أخرجه مسلم في صحيحه (1905).
وعند غيره أن أبا هريرة رضي الله عنه نشغ (أي: شهق حتى غُشي عليه) ثلاث مرات قبل أن يروي الحديث..
وأن معاوية رضي الله عنه لما سمع الحديث بكى بكاءً شديداً حتى ظن مَن حوله أنه هالك..