بسم الله الرحمن الرحيم
في مقابل السلفية- في معناها الحقيقي و من منبعها الصافي الرقراق قبل أن تتعدد السلفيا ت و يصبح بعضها مطية لتمرير خطابات شاذة أو ركوب موجات من العنف و التشدد - يمكن أن نضع "الخلفية" انطلاقا من قول الله عز وجل:{ فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشيطان فسوف يلقون غيا إلا من تاب وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا}
والاختيار أن تكون " الخلفية" بتسكين اللام لتبقى بفتح اللام للخلف الصالح
قال أبوعبيدة : "خلف" ساكن ثاني الحروف وإن شئت حركت الحرف الثاني وهما في المعنى واحد ... وقوم إذا حركوه جعلوه خلفا صالحا .. " فالخلف بالسكون للخلف الرديء
جاء في تفسير الآية عن محمد بن كعب ومجاهد وعطاء : قوم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم آخر الزمان ، أي يكون في هذه الأمة من هذه صفته لا أنهم المراد بهذه الآية
قال ابن كثير قال مجاهد : ذلك عند قيام الساعة وذهاب صالحي أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، ينزو بعضهم على بعض في الأزقة وقال ابن جرير عن مجاهد: هم في هذه الأمة يتراكبون تراكب الأنعام والحمر في الطرق لا يخافون الله في السماء ولا يستحيون من الناس في الأرض ... وقال الحسن البصري : عطلوا المساجد ولزموا الضيعات "
إن "الخلفية" بهذا المعنى تدخل تحتها كل التيارات الفكرية والمذهبية التي ظهرت في بلاد المسلمين وهاجمت الدين أو دعت إلى فصله عن الدنيا وكذلك مختلف الجمعيات الشاذة والمنحرفة عن الدين بما فيها التي تدعي السلفية والسلفية منهم براء
آمل أن يجد هذا الطرح من أهل العلم والفضل من التجاوب ما يغنيه ويرشده
والله من وراء القصد