بسم الله الرحمن الرحيم





كم من مقال وحديث نبتدئه باسم الله وكم من قرار واستقرار عزوناه لبركات الله حتى وان ساخت به هامتنا الى الحضيض واستخنعت فيه ارادتنا لاملاءات المرجفين.

منذ خيم الصمت في فضاءات الحق واستطرد الجدل في جنبات الصواب كنا نحن نقيس الكلمات ونزن آثارها ننكثها ثم نقيمها نستلهم ردود الفكر والظنون هذا سيفهم بكذا وتلك ستفسر بهذا وصراع لاينتهي جعلنا من طحنه مالاينبغي زادا ولا ينفع معادا ...كلمات مجرد كلمات تذوب في عين الساخر يرفع لها حجاجه ويبتسم او يصطلي فوقها آآآآه لاتلبث أن تنساه او يقرأها عابد فيقفز به الظن بأن يؤاخذ ثم يقلب ويفند فما ان يستبين له الحق منها صرفها وبحث عما سواها لعله يشحذ تقواه بسقط العقول والأفواه حينا يتبسط وحينا يتشنج وهو في شغل عن ان يعلم انه في زمان غدا فيه رقم لايحسب ورأي لايؤخذ او يلتقفها غرٌ ممجون راقت له اللذات وترقب الشهوات فاستقصى عن معناها وهل في خياله مافحواها فيمدح الخبيث دلالةً ويشكك بماخالف شماتة .

فهذا وزن الكلمه ان (ابتدعت صلحا لما أفسده الدهر) وهنا قدرها , وفي غيرهذه المكانه بيدقا وسلطة للقوي وقدرا مظلما او مفرجا للقادر والمتسلط .

ومن كل هذا يظهر جليا ان الكلمه ليست حرفه ولا شرفا ولا حكمه ولكن عزها وحكمها من ملقيها او من مستنفع بها او ممن يستوعبها ويأخذ بها .

وبين حجمها وعزمها تندرج امتنا المحدودبة عجزا تصارع الألفاظ وتمجمج الاحلام وتلفظها في معركة لكسب الوقت لايعلم أحد منهم نهايتها او حتى بدايتها , مستنقع للحوار جدبت فيه المعاني والأفكار وخبثت في الهوية والأخبار كسب للوقت وضياع للهمه والعزه , فيها الرفعه لمن ذل واصغورر وفيها الولاية لمن ملك واستعبد ولاقيمة للكلمه الا في استذلال الصغير واستكبار المستعبد واستنفاره .

واستطرادا في لب الصواب يجب علينا ان نرقى بكلماتنا وان نسعى جاهدين الى استحكام نفعتها واستدراك ان عزتنا بعزة مشهدها والصوره التي تمثلها الكلمة النافعه فليس لكل مقام مقال ولكن لكل مقال مقام فالمقام يجب ان يأتي قدرا لعلو مقالنا والا صرنا علوج لاندرك مانقول .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته