تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 22

الموضوع: ليس كل عمل يهدى من الأحياء يصل ثوابه إلى الاموات

  1. #1

    Post ليس كل عمل يهدى من الأحياء يصل ثوابه إلى الاموات

    نعيش في زمان أكثر الناس فيه لا يعرف من الدين إلا اسمه، فتراهم يؤمنون بكل ما يقال من البدع والخرفات، والتي أكثرها أغرب من الخيال، خاصة في مجال الغيبيات (عالم الأموات أو عالم الجن والملائكة أو...).
    فهم للأسف بعداء عن الدين، فتجدهم يضيعون أوقاتهم بل حياتهم أمام التلفاز، ولا يصبرون للجلوس ولو دقائق قليلة لتعلم دينهم.
    فهذا من أكبر الأسباب في تخلفهم، وانحطاط مستواهم في العلم الشرعي.
    فهم يجهلون أبسط الأمور في الدين، ولهذا ترى بعضهم يضع الخبز أو الماء على القبر، أو يغرسون فيه الورود ظنا منهم أن الميت ينتفع بذلك (أي إذا عطش أو جاع يأكل من ذلك الطعام).
    و بعضهم يصلي على أبيه المرحوم لأنه كان لا يصلي أو يستأجر من يقرأ القرآن على أبيه الميت، لعله ينفعه!!!
    ولأنهم يظنون أن كل شيء من الأعمال يهدى للأموات يصل إليهم، فهم يهدون كل شيء، رغم أن كثيرا من الأعمال لا يصل ثوابها إلى الأموات.
    فكان من الواجب عليهم تعلم ما ينتفع به الميت من الأعمال و يهدونه له، حتى لا يضيع وقتهم ويذهب جهدهم سدا، فلا هم انتفعوا(بذلك) ولا الميت نفعوا.
    ولهذا رأيت أنه من الواجب علي كتابة هذا الموضوع لعلي أنفع وأنتفع به والله أعلم.
    فأقول وعلى الله التكلان:

    لقد اختلف العلماء فيما يصل من الأعمال المهدى ثوابها من الأحياء إلى الأموات.
    فاتفقوا في أشياء من الأعمال يصل ثوابها، واختلفوا في أعمال أخرى رأى بعضهم أنه لا يصل ثوابها إلى الأموات.
    فاتفقوا رحمهم الله تعالى في:
    01: الدعاء (بالرحمة والمغفرة للأموات):
    فقد أجمعوا على وصوله.
    02: الصلاة:
    فقد أجمعوا أنه لا يصلي أحد عن أحد.
    03: قراءة القرآن بالأجرة:
    إذا كانت القراءة مقابل الأجرة، فقد اتفق الأئمة الأربعة أنه لا يحصل الثواب لا للقارئ ولا للميت، فتدبر!!!
    وقد اختلفوا رحمهم الله في وصول ثواب :
    _ قراءة القرآن بدون أجرة:
    ذهب الإمام الشافعي رحمه الله أنّ القراءة لا يصل إهداء ثوابها إلى الموتى، وذهب بعضهم إلى وصول ذلك والله أعلم.
    _ الصدقة والصيام والحج:
    لم يجز الإمام مالك رحمه الله ذلك، ‘إلا أنه قال في الحج، أنه إن أوصى بالحج جاز أن يحج عنه، أما الشافعي وغيره فقد أجاز حج التطوع(بدون القيد السابق) والله أعلم.

    ما هو مصدر الخلاف في المسألة؟

    قال تعالى: { ألا تزر وازرة وزر أخرى * وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}(النجم 38-39).
    - ذهب بعض أهل العلم أنه:
    كما لا يحمل أحد وزر أحد، فكذلك لا يحمل من الأجر إلا ما كسب هو لنفسه، إلا أن يكون من ولده (لأن الإبن من كسب أبيه)، أما من غير الأبناء فإنه لا يصل شيء من الناس إلى الأموات.
    - وقال آخرون:
    أنه ليس في هذه الأيات ما يدل على أنه لا ينتفع بسعي غيره، إذا أهداه ذلك الغير إليه.
    ولا بأس أن نذكر بعض أقوال أهل العلم في المسألة:


    قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الأية:
    قال تعالى: { ألا تزر وازرة وزر أخرى * وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}(النجم 38-39).
    <<.... (ألا تزر وازرة وزر أخرى) أي كل نفس ظلمت نفسها بكفر أو شيء من الذنوب، فإنما عليها وزرها لا يحمله عنها أحد، كما قال{وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى}،{ وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} أي كما لا يحمل عليه وزر غيره، كذلك لا يصل من الأجر إلا ما كسب هو لنفسه.
    ومن هذه الأية الكريمة استنبط (الإمام) الشافعي رحمه الله، أن القراءة لا يصل ثوابها إلى الموتى، لأنه ليس من عملهم ولا من كسبهم، ولهذا لم يندب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته ولا حثهم عليه، ولم ينقل ذلك عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم، ولو كان خيرا لسبقونا إليه.
    فأما الدعاء والصدقة فذلك مجمع على وصولهما ومنصوص من الشارع عليهما، وأما الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه: {إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: من ولد صالح يدعوا له، أو صدقة جارية، أو علم ينتفع به}، فهذه في الحقيقة هي من كسبه وكده وعمله كما جاء في الحديث: {إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه وإن ولده من كسبه}.
    والصدقة الجارية كالوقف ونحوه هي من آثار عمله ووقفه، وقد قال تعالى: {إنا نحن نحي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم}.
    والعلم الذي نشره في الناس فاقتدى به الناس بعده، هو أيضا من سعيه وعمله، وثبت في الصحيح{من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه من غير أن ينقص من أجورهم شيئا}، وقوله تعالى: {وأن سعيه سوف يرى}، أي يوم القيامة، كقوله تعالى: {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} فيجزيكم عليه أتم الجزاء، إن كان خيرا فخير، وإن شرا فشرا، وهكذا قال ههنا {ثم يجزاه الجزاء الأوفى} أي الأوفر...>>.


    قال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسير هذه الأية:
    قال تعالى: { ألا تزر وازرة وزر أخرى * وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}(النجم 38-39).
    <<.... قوله تعالى: { وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} روى ابن عباس(رضي الله عنهما) أنها منسوخة بقوله تعالى{والذين ءامنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم}(الطور21) .
    فيصل الولد الطفل يوم القيامة في ميزان أبيه، ويشفع الله تعالى الأباء في الأبناء والأبناء في الأباء، يدل على ذلك قوله تعالى: {أباكم وأبنائكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا}(النساء11)،.
    وقال أكثر أهل التأويل هي محكمة ولا ينفع أحد عن أحد، وأجمعوا أن لا يصلي أحد عن أحد.
    ولم يجز (الإمام) مالك الصيام والحج والصدقة عن الميت إلا أنه قال: إن أوصى بالحج جاز أن يحج عنه، وأجاز (الإمام) الشافعي وغيره الحج التطوع عن الميت، وروى عن عائشة رضي الله عنها أنها اعتكفت عن أخيها عبد الرحمان وأعتقت عنه، وروى أن سعد ابن عبادة قال للنبي صلى الله عليه وسلم إن أمي توفيت أفأتصدق عنها؟
    قال: {نعم}، قال فأي الصدقة أفضل؟
    قال: {سقي الماء} وقد جاء جميع هذا مستوفى في البقرة وآل عمران.....>>.


    قال الشيخ العلامة ناصر السعدي في تفسير هذه الأية:
    قال تعالى: { ألا تزر وازرة وزر أخرى * وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}(النجم 38-39).
    <<.... {ألا تزر وازرة وزر أخرى} أي كل عامل، له عمله الحسن والسيئ، فليس له من عمل غيره شيء، ولا يتحمل أحد عن أحد ذنبا...
    { و أنّ ليس للإنسان إلا ما سعى } فوصول سعي غيره إليه، مناف لذلك، وفي هذا نظر!!!
    فإن الأية إنما تدل على أنه ليس للإنسان إلا ما سعى بنفسه، وهذا حق لا خلاف فيه، وليس فيها ما يدل على أنه لا ينتفع بسعي غيره، إذا أهداه ذلك الغير إليه، كما أنه ليس للإنسان من المال إلا ما هو في ملكه وتحت يده، ولا يلزم من ذلك، أن لا يملك ما وهبه الغير له، من ماله الذي يملكه...>>.

    هذا ما تيسر لي جمعه في هذا الموضوع.
    كما أرجوا من كل من يستطيع أن يقدم لموضوعنا إضافة أن لا يبخل بها علينا، خاصة فيما يخص قراءة القرآن للموتى وأخذ الأجرة على ذلك، فهو باب قد فتح للتجارة بكلام الله (أكل أموال الناس بالباطل)، فلم يسلم من ذلك لا الأحياء ولا الأموات، حتى أصبح ذلك عندنا ( أي قراءة القرآن في الجنائز) من السنن الواجبة والفرائض المحتمة!!! فالله المستعان.
    فمن الناس من يقرؤون عليه ثلاثة أيام، ومنهم سبعة، ومنهم أربعون يوما، ويرجع ذلك إلى حسب حال ومكانة الميت، فتدبر!!
    فإذا كان الميت من الأغنياء فهم يتهافتون على القرأة عليه، (لأن نصيبهم وربحهم سيكون أكبر)، وإذا كان فقيرا فهم يزهدون فيها، فكم من جنازة قلّ حاضروها لأن صاحبها فقير(ولو كان رجلا فاضلا). وكم من جنازة ضاقت على حاضريها لأن صاحبها غني (ولو كان من أهل الفسق والمجون أو لا يصلي) فلا حولة ولا قوة لا قوة إلا بالله.
    ولقد كان السلف الصالح رضي الله عنهم على خلاف ذلك كله، فترك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لذلك وعدم فعله هو السنة التي يجب إتباعها (السنة التركية) وعدم العدول إلى غيرها.
    قال الشيخ الألباني رحمه الله (حجة النبي صلى الله عليه وسلم100):
    << من المقرر عند ذوي التحقيق من أهل العلم أن كل عبادة مزعومة لم يشرعها لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بقوله، ولم يتقرب هو بها إلى الله بفعله، فهي مخالفة لسنته.
    لأن السنة على قسمين:
    01: سنة فعلية.
    02: سنة تركية.
    فما تركه صلى الله عليه وسلم من تلك العبادات، فمن السنة تركها..>>.
    ورحم الله الإمام الشافعي لما قال:

    << ولكنا نتبع السنة فعلا وتركا >>.(فتح الباري3/475).


    << ورحم الله امرأ انتهى إلى ما سمع >>.



    << سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك >>.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    503

    Lightbulb رد: ليس كل عمل يهدى من الأحياء يصل ثوابه إلى الاموات

    [quote=أبوعبيدة الوهراني;311585]

    يغرسون فيه الورود

    01: الدعاء (بالرحمة والمغفرة للأموات):
    فقد أجمعوا على وصوله.
    [quote=أبوعبيدة الوهراني;311585]


    لعل من الضروري الا شارة الى
    ان النبي وضع النخل على قبر و بين
    ان ذلك ينفع الميت مادام الزرع اخضر
    و بذلك يكون وضع الورود و الزرع
    يفيد من فضل الله ما دام فيه حيا ة نبا تية
    --------------------------
    لم يخصص احد الدعاء انما نر جو الله ان يقبل عمو م الدعاء
    حيث انه خروجا من الخلاف في و صول ثواب القراءة
    يمكن للقارىء بعد انتهاءه
    ان يقول اللهم تقبل قراءتي و اجعل ثو ابها في صحيفة والدي
    و هذا امر لاخلاف في جوازه
    و نرجو من الله قبوله
    ----------------------
    و لا شك ان القران نور الله لهداية الا نسان في مختلف المجالات
    ومن كرم الله ان جعل مجرد تلاوته فيها الثواب العظيم
    ففي تلاوة القران و الدعاء بايصال ثو ابها للاموات
    يستفيد الحي بالمواعظ القرانية
    كما يستفيد الميت بثواب القراءة
    كما يكون بر و تو اصل بين الا حياء و الا موات
    ----------------------
    ومن الجد ير بالذكر هنا
    ان ابن كثير عندما ترجم لا بن تيمية في البداية و النهاية
    اشار الى انه قر ئت ختمات كثيرة لابن تيمية بعد وفاته و اهدي ثو ابها له
    وفي هذا الا مر دلالة على ان المؤمن يتفاءل بر حمة الله
    و سعة كرمه و رضو انه

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    165

    افتراضي رد: ليس كل عمل يهدى من الأحياء يصل ثوابه إلى الاموات

    لعل من الضروري الا شارة الى
    ان النبي وضع النخل على قبر و بين
    ان ذلك ينفع الميت مادام الزرع اخضر
    و بذلك يكون وضع الورود و الزرع
    يفيد من فضل الله ما دام فيه حيا ة نبا تية



    أختي المكرمة جمانة :هذا خاصٌ بالنبي صلى الله عليه وسلم في حادثة معينة ولا يقاس عليه, بأمارة أنه لم يفعله أحد من الصحابة قط, كما لم يفعلها النبي مع غير هذين الرجلين
    ثم هو لم يضع نخلاً, وإنما جريدة وقال :لعله يخفف عليهما مالم ييبسا
    والله الموفق

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    503

    افتراضي رد: ليس كل عمل يهدى من الأحياء يصل ثوابه إلى الاموات

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن العباس مشاهدة المشاركة

    أختي المكرمة جمانة :هذا خاصٌ بالنبي صلى الله عليه وسلم في حادثة معينة ولا يقاس عليه, بأمارة أنه لم يفعله أحد من الصحابة قط, كما لم يفعلها النبي مع غير هذين الرجلين
    ثم هو لم يضع نخلاً, وإنما جريدة وقال :لعله يخفف عليهما مالم ييبسا
    والله الموفق
    لا دليل على التخصيص
    لان العلة في النفع
    مالم ييبسا

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    165

    افتراضي رد: ليس كل عمل يهدى من الأحياء يصل ثوابه إلى الاموات

    ليس تخصيصاً , ولكن خصوصية النبي صلى الله عليه وسلم
    وقوله "ما لم ييبسا" ليس تعليلاً بل هو توقيت, ومعلومٌ أن طلب الرحمة والتخفيف عن المقبور
    من المقاصد العظيمة, التي تتوافر عليها همة أشد الناس كسلاً وأقلهم طاعة فكيف بأهل السبق؟
    قال الخطابي رحمه الله تعالى :"
    فإنه من ناحية التبرك بأثر النبي صلى الله عليه وسلم ودعائه بالتخفيف عنهما وكأنه صلى الله عليه وسلم جعل مدة بقاء النداوة فيهما حدّاً لما وقعت به المسألة من تخفيف العذاب عنهما وليس ذلك من أجل أن في الجريد الرطب معنى ليس في اليابس ، والعامة في كثير من البلدان تفرش الخوص في قبور موتاهم وأراهم ذهبوا إلى هذا ، وليس لما تعاطوه من ذلك وجه والله أعلم"

    ثم هنا أمرٌ آخر :وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم أطلعه الله على حال الرجلين ففعل ما فعل لمكانته عند ربه
    فمن فعل مثله مدعيا أنه مستن به يلزمه أن يكون بلغه خبر عذاب المقبور حتى يفعل كفعله وإلا كان عبثا
    ثم اعلمي أني لا أزعم إجماعاً في هذا بل فيه خلاف, ولكن الصواب الذي لامحيد عنه أن فعل ذلك ليس مشروعاً, بل أقرب للبدعة
    والله الموفق

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    503

    افتراضي رد: ليس كل عمل يهدى من الأحياء يصل ثوابه إلى الاموات

    أُخذ من الحديث استحبابُ وَضْعِ الجريدة الرَّطْبة ونحوها على القبر رَجَاءَ التَّخْفيف ، قال الحافظ أبو عبد الله الجَوْزجَاني رحمه الله تعالى في : "الأباطيل والمناكير" : "في الحديث دلالة على استحباب وَضْع الجريدة الرَّطْبة على ما فَعَلَهُ صلى الله عليه وسلم "أ.هـ. وقال الإمام النووي رحمه الله تعالى في : "شرح مسلم" : "واستحب العلماء قراءة القرآن عند القبر لهذا الحديث؛ لأنه إذا كان يرجى التخفيف بتسبيح الجريد فتلاوة القرآن أولى والله أعلم" أ.هـ.
    ويُؤَكِّده فِعْلُ بعضِ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث ذكر البخاري في : "صحيحه" أن بريدة بن الحصيب الأسلمي الصحابي رضي الله عنه أوصى أن يجعل في قبره جريدتان قال النووي في : "شرح مسلم" : "ففيه رضي الله عنه تبرك بفعل مثل فعل النبي صلى الله عليه وسلم " أ.هـ. وقال ابن المُلَقِّن رحمه الله تعالى في : "الإعلام بفوائد عمدة الأحكام" : "ذكر البخاري في صحيحه أن بريدة بن الحصيب الصحابي رضي الله عنه أوصى أن يُجْعَلَ في قبره جريدتان ففيه أنه رضي الله عنه تبرك بفعل مثل فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال القاضي: وقد عمل الناس في بعض الآفاق تبسيط الخوص على القبر، لعلهم فعلوه اقتداء بهذا الحديث" أ.هـ.
    وعلى استحباب ذلك الشافعية والحنابلة في آخرين، قَرَّره عن الشافعية جماعة، ومنهم الشمس الرملي رحمه الله تعالى في : "نهاية المحتاج" حيث قال: "ويستحب وضع الجريد الأخضر على القبر للاتباع أي: اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك ...، وكذا الريحان ونحوه من الأشياء الرطبة. ويُمْنَع على غير مالكه أَخْذُهُ مِنْ على القَبر قَبْلَ يُبْسه لعدم الإعراض عنه، فإن يبس جاز لزوال نفعه المقصود منه حال رطوبته وهو الاستغفار" أ.هـ. قال الشبراملي في : "حاشية نهاية المحتاج" : " قوله (من الأشياء الرطبة) أي : فيدخل في ذلك البرسيم ونحوه من جميع النباتات الرطبة" أ.هـ.
    وكذا قرَّر ابن حجر المكي رحمه الله تعالى في : "تحفة المحتاج" حيث قال : "يُسَنّ وضع جريدة خضراء على القبر للاتباع وسنده صحيح ؛ ولأنه يخفف عنه ببركة تسبيحها إذ هو أكمل من تسبيح اليابسة لما في تلك من نوع حياة وقيس بها ما اعتيد من طرح الريحان ونحوه . ويحرم أَخذُ ذلك كما بحث لما فيه من تفويت حق الميت . وظاهره أنه لا حرمة في أخذ يابس أعرض عنه لفوات حق الميت بيبسه، ولذا قيّدوا ندب الوضع بالخضرة وأعرضوا عن اليابس بالكلية نظراً لتقييده صلى الله عليه وسلم التخفيف بالأخضر بما لم ييبس" أ.هـ.
    وقرره عن الحنابلة جماعة، ومنهم ابن مفلح رحمه الله تعالى في : "الفروع" حيث قال: "ويُسَنّ ما يُخَفِّف عنه ـ أي الميت ـ وإذا تأذى بالمنكر انتفع بالخير، صَرَّح به جماعة، وظاهره ولو بجعل جريدة رطبة في القبر للخير وأوصى به بريدة . ذكره البخاري وفي معناه غرسُ غيرها" أ.هـ. المراد .
    قال ابن قندس رحمه الله تعالى في : "حاشية الفروع" مَعَلِّقاً : ويدل عليه استدلاله بخبر الجريدة، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم كسر الجريدة وجَعَلَ عل كل قبر ٍواحدةٍ وقال : "لعله أن يَخَفّف عنهما ما لم ييبسا" أ.هـ. وكذا قَرَّره ابن النجار رحمه الله تعالى في : "منتهى الإرادات" ، و"شرحه" حيث قال : "سُنَّ للزائر الميت فعل (ما يُخَفِّف عنه) أي : عن الميت، وظاهره (ولو بجعل جريدة رطبة في القبر) للخبر، و"أوصى به بريدة" ذكره البخاري ، وفي معناه : غرس غيرها" أ.هـ المراد . وكذا في : "غاية المنتهى" : "وفيه : "(وسُنَّ لزائره (فعل ما يخفف عنه) أي : الميت (ولو بجعل جريدة رطبة في القبر) للخبر، وأوصى به بريدة . ذكره البخاري وفي معناه: غرس غيرها" أ . هـ المراد

    (( منقول))

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    165

    افتراضي رد: ليس كل عمل يهدى من الأحياء يصل ثوابه إلى الاموات

    أختي الفاضلة ..جمانة:سددها الله
    قد قلتُ ما يعفيك عن النقل ,وهو بيان الخلاف, ولعلي هنا أهمس في أذن قلبك
    هل تطلب النصرة للنفس أم للحق؟
    ليتنا نتعلم التجرد للحق مهما كان مصدره
    والله المستعان
    ثم..
    الله المستعان

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    503

    افتراضي رد: ليس كل عمل يهدى من الأحياء يصل ثوابه إلى الاموات

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن العباس مشاهدة المشاركة
    أختي الفاضلة ..جمانة:سددها الله
    قد قلتُ ما يعفيك عن النقل ,وهو بيان الخلاف, ولعلي هنا أهمس في أذن قلبك
    هل تطلب النصرة للنفس أم للحق؟
    ليتنا نتعلم التجرد للحق مهما كان مصدره
    والله المستعان
    ثم..
    الله المستعان
    النقل كان لبيان ان قولكم
    بأمارة أنه لم يفعله أحد من الصحابة قط,
    موضع نظر

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    165

    افتراضي رد: ليس كل عمل يهدى من الأحياء يصل ثوابه إلى الاموات

    فعلتها إذن وأنا من الضالين, وجل من لا يسهو
    ويبقى أن الاستدلال به ضعيف, من حيث أصول النظر
    فالصحابي الذي روى الحديث نفسه لم يفعلها وهو ابن عباس الحبر
    رضي الله عنه
    والله الموفق

  10. #10

    افتراضي رد: ليس كل عمل يهدى من الأحياء يصل ثوابه إلى الاموات

    بسم الله الرحمان الرحيم:

    أختي الكريمة جمانة بارك الله فيك، وكما أردت نفعنا بإضافتك، نسأل الله أن يعننا على نفعك في ردنا هذا.
    أ: أما قولك01:
    << أن القرآن نور وهداية للإنسان.........يست يد الحي بالمواعظ القرآنية >>.
    فهذا أمر ثابت مع مراعاة الحي هنا، هو حي القلب، فمن مات قلبه يخرج من هذا الإطلاق، قال تعالى: << لتنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين >>.
    ب: أما قولك02:
    << ...... أن الميت يستفيد بثواب القرآن>>.
    01: إذا كان من الأبناء للآباء فهذا لا خلاف في وصوله.
    02: أما إذا كان من عند غير الأبناء، وجزمت بوصوله فهذا رجم بالغيب، فلا يثبت أحد وصول ثواب ما إلى الأموات إلا بدليل صحيح صريح، وعندما طلبت من أخينا الحبيب ابن العباس حفظه الله الدليل على خصوصية وضع الجريد، فهذا حقك المشروع، ولكن هلا ألزمت نفسك بما ألزمت به غيرك!!!.
    ج: أما قولك03:
    << أن (الإمام) ابن كثير عندما ترجم (لشيخ الإسلام) إبن تيمية في البداية والنهاية.......>>.
    01: قول العالم يستدل له ولا يستدل به، فما بالك بمن دونه من عامة الناس.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في(مجموع الفتاوى 2/ 202 ـ 203):
    << وليس لأحد أن يحتج بقول أحد في مسائل النزاع، وإنما الحجة النص و الإجماع، و دليل مستنبط من ذلك، تقرّر مقدماته بالأدلة الشرعية، لا بأقوال بعض العلماء، فإن أقوال العلماء يحتج لها
    بالأدلة الشرعية، لا يحتج بها على الأدلة الشرعية، ومن
    تربّى على مذهب قد تعوده واعتقد ما فيه، وهو لا يحسن الأدلة
    الشرعية وتنازع العلماء لا يفرق بين ما جاء عن الرسول و تلقته
    الأمة بالقبول بحيث يجب الإيمان به، وبين ما قاله بعض العلماء
    وتعسر أو يتعذر إقامة الحجة عليه >>.
    02: أن الإمام ابن كثير رحمه الله على مذهب إمامه الشافعي، ثم لماذا ذكرت فعل الناس لشيخ الإسلام ولم تكلف نفسك عناء معرفة مذهب الشيخ رحمه الله في هذه المسألة!!!.
    والشيخ رحمه الله يرى أن قراءة القرآن عند القبور من البدع.

    د: أما عن سؤالك عن الخصوصية ؟
    01: هو في علم الغيب، فالنبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم علم بتعلم الله له أن صاحبا القبرين يعذبان، فأنى لغيره أن يعرف أن هذا صاحب القبر يعذب أو ذاك القبر يعذب صاحبه دون غيره، حتى يفعل ما فعله النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم.

    02: ذكر النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم فيما كان يعذبان من أجله، وهذه معضلة أخرى عليك حلها، وهي: من من أهل القبور
    يعذب فيما كان يعذب من أجلها صاحبا القبرين!!.
    أما إطلاق ذلك: أي أنه ينفع (الجريد) كل الذنوب، أو أنّ كل أنواع النباتات كالورود وغيرها تنفع في ذلك، فهذا لابد أن يكون لك فيه دليل، وأنى لك ذلك، وهنا أيضا لم تلزم نفسك بما ألزمت به غيرك!!
    وإلا قولي لي بربك كيف لك أو لغيرك، تقيد ما أطلقه الشرع، أو إطلاق ما قيده الشرع، بدون دليل يعمّم أو يخصص ذلك!!
    سارت مشرقة وسرت مغربا********** شتان بين مشرق ومغرب.

    03: قال تعالى { لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم}، إذا سلمنا لك جدلا أن غرس الجريد كان تعليلا ولم يكن توقيتا، فلقد علم الصحابة بتعليم رسول الله صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم لهم أن صاحبا القبران يعذبان، ولعل الجريد أن يزيل عنهما شيئا من عذاب القبر، فلماذا لم يأمرهم النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم أن يغير الجريد عنهما إذا يبس؟، أليس هذا من باب أولى من أن يفعل مع غيرهما؟، ولماذا توقف فعل ذلك على حسب فهمك مرة واحدة؟

    ه: قياسك وصول ثواب قراءة القرآن عند القبور على غرس الجريد:
    أن هذا القياس خاطئ، لأنه قياس مع فارق:
    01: لأن الأول فعله النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم ، والثاني لم يفعله، أي أن الأول عندنا دليل خاص عنه والثاني ليس فيه دليل.
    02: الأول لا يفعل إلا عند القبر(أي غرسه)، والثاني إذا كان يصل فلا يحتاج إلى تقيده بأن يكون عند القبر فقط.
    03: لقد مات قبل النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم أكثر أبنائه بل كلهم ما عدا فاطمة رضي الله عنها، وكثير من أصحابه رضي الله عنهم، فلماذا لم يقرأ أو على الأقل أمر من يقرأ عليهم، أوليس هو من أحرص الناس على ما ينفع أمته (وخاصة أصحابه ) أحياءا كانوا أو أمواتا!!!!
    04: فعل بعض الصحابة واختلاف العلماء في الجريد ثابت، ولو أن الراجح في خلاف ذلك، لكن أين الثابت في أقوال الصحابة في وصول ثواب القراءة إلى الأموات (وخاصة عند القبور)؟
    وأين نحن من حديث رسول اللهصلى الله عليه وعلى ءاله وسلم {لا تجعلوا بيوتكم مقابر} أو ليس الخلاف بينه وبين المقبرة، قراءة القرآن وإقامة الصلاة!!
    05: أوليس الراوي أدرى بمرويه من غيره ؟
    فهذا ترجمان القرآن وحبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما راوي هذا الحديث، لماذا فاته القول بذلك برأيك ؟!!


    وأخيرا:
    أقول لك أخيتي الفاضلة: ليس كون المسألة خلافية بين أهل العلم يقتضي ذلك جوازه فعلها (وانظري مشكورة رسالتي ليس كون المسالة ......)، بل على طالب الحق أن يكون همه هو إتباع الحق، لا التعصب للأقوال الرجال، وكما قال بعض السلف:<< اعرف الحق تعرف أهله >>، وقال آخر:<< الحق لا يعرف بالرجال، ولكن الرجال هم الذين يعرفون بالحق.>>.

    أسأل الله أن يجعلني وإياك من أهل الحق وخاصته.


    << ورحم الله امرأ انتهى إلى ما سمع >>.

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    503

    Lightbulb رد: ليس كل عمل يهدى من الأحياء يصل ثوابه إلى الاموات

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعبيدة الوهراني مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمان الرحيم:

    أختي الكريمة جمانة بارك الله فيك، وكما أردت نفعنا بإضافتك، نسأل الله أن يعننا على نفعك في ردنا هذا.
    أ: أما قولك01:
    << أن القرآن نور وهداية للإنسان.........يست يد الحي بالمواعظ القرآنية >>.
    فهذا أمر ثابت مع مراعاة الحي هنا، هو حي القلب، فمن مات قلبه يخرج من هذا الإطلاق، قال تعالى: << لتنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين >>.
    ...
    أسأل الله أن يجعلني وإياك من أهل الحق وخاصته.
    << ورحم الله امرأ انتهى إلى ما سمع >>.
    جزاكم الله خيرا
    واسأل الله ان يأخذ بايدي الجميع الى ما يحبه و ير ضاه
    اطلعت على اضافتكم القيمة و احببت ان اتنا قش معكم في بعض ما ورد فيها
    وسابدا النقاش بالفقرة الا ولى كي لا تتداخل المو ضوعات
    تفسيركم للحي في قوله تعالى (من كان حيا) بأنه حي القلب و ان اطلاق الاية مقيد به
    يعتبر هذا التفسير -حسب علمي-خطأ
    لان المعنى الصحيح كما يلي
    لتنذر من كان حيا سواء أكان مؤمنا أم كان كافرا
    ليكون حال الكافرين على نو عين
    --الا يمان و الترا جع عن الكفر
    --الثبات على كفره فيكون القران حجة عليه
    و يحق العذاب عليه بكفره
    -----------------------------------------
    ==و يؤكد هذا قوله تعالى في بداية السورة
    (لتنذر قوما ما انذر اباؤهم فهم غا فلون
    --------------------------
    و القران تضمن من الا عجاز و العظمة ما يؤ ثر بالكافر و يقنعه و يقيم عليه الحجة
    فابلاغه له و انذاره به بالصورة الصحيحة ينفعه فيعطيه الصورة الصحيحة
    للايمان الحق
    فان استجاب افلح و ان اعرض وكفر خسر و حق عليه القول
    -------------------------------------

    و ساتابع النقاش في فقرة اخرى ان شاء الله
    بعد الا نتهاء من الحوار حول هذه الفقرة
    والله المو فق وهو الهادي الى سواء السبيل

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    165

    افتراضي رد: ليس كل عمل يهدى من الأحياء يصل ثوابه إلى الاموات

    تنبيه :لم أشأ الرد على الأخت جمانة في كل ما قالت, وهي استشهدت بفعل العوام على صحة حكم, وهو غريب
    وأوصي نفسي والأخت وجميع طلبة العلم أن يتفقهوا بفقه الصحابة والسلف فإنهم الترجمان الحقيقي لكلام النبي صلى الله عليه وسلم, ولو كانت الأمور تؤخذ بالعقل والرأي معزولة عن فقههم لما كان هنالك معنى لوصية النبي صلى الله عليه وسلم "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي " وهنا مسألة للفائدة,
    قد يقول قائل :أليس قد كمُل الدين, فلماذا نص النبي-صلى الله عليه وسلم- على سنة الخلفاء,أليس كان يسعه أن يضبط الأمر باتباع سنته فحسب؟
    قيل في جواب هذا السؤال المهم:سنة الصحابة ولاسيما الخلفاء الراشدين= فقهٌ يكشف تنزيل الفروع على الأصول أو هو فقهٌ مُبِينٌ في معرفة تنزيل القاعدة الشرعية على الوقائع ,فكثيرا ما يتفق الناس في أصل لكنهم يختلفون أيما اختلاف عند تنزيل الحكم فيقول أحدهم هذا بدعة, ويقول الثاني بل هو سنة!
    فإذا نص النبي على شيء ظاهره قد يحتمل شيئا ثم علمنا أن أكابر الصحابة وبخاصة الخلفاء لم يفعلوا ما فهمناه من النص بادي الرأي, كان هذا قرينة قوية على غلط الفهم, وأن سنتهم كاشفة في بيان المقصود
    وهذا النظر الدقيق في تحقيق المسائل لايكون إلا بمعرفة فقه السلف الذين عايشوا صاحب الشريعة ونهلوا من المعين المباشر
    فكلامهم وفعالهم بمنزلة الشرح للسنة النبوية كما أن السنة النبوية شرح للكتاب العزيز
    لهذا كله ولأسباب أخرى قال النبي "وسنة الخلفاء الراشدين" وقال "أصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون"
    وجزى الله صاحب الموضوع المكرم الحبيب الوهراني والأخت الفاضلة جمانة
    والله الموفق

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    607

    افتراضي رد: ليس كل عمل يهدى من الأحياء يصل ثوابه إلى الاموات

    يرى جماهير من أهل السنة أن وضع الجريد أو الريحان أو الزهور على القبر غير مشروع، وليس له أصل في الشريعة؛ بل هو بدعة، مأخوذة من الأعاجم([1]).
    وما ورد أن النبي r وضع الجريد على قبرين، فقد أجاب عنه أهل العلم: بأنه من خصوصياته عليه الصلاة والسلام.
    فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مر النبي r بقبرين فقال: (إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة، ثم أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين فغرز في كل قبر واحدة، قالوا: يا رسول الله! لم فعلت هذا؟ قال: لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا)([2]).
    وعلق البخاري في صحيحه، في باب الجريدة على القبر عن بريدة الأسلمي: (أنه أوصى أن يجعل في قبره جريدتان)([3]).
    وأما فعل بريدة t فقد علق عليه ابن حجر بقوله: «قال ابن المرابط([4]) وغيره: يُحتمل أن يكون بريدة أمر أن يُغرزا في ظاهر القبر اقتداءً بالنبي r في وضعه الجريدتين في القبرين، ويُحتمل أن يكون أمر أن يُجعلا في داخل القبر لما في النخلة من البركة؛ لقوله تعالى: (ﯺ ﯻ)([5])، والأول أظهر، ويؤيده إيراد المصنف حديث القبرين في آخر الباب، وكأن بريدة حمل الحديث على عمومه ولم يره خاصًّا بذينك الرجلين»([6]).
    وقال الشيخ ابن باز معلقاً على كلام ابن حجر: «القول بالخصوصية هو الصواب؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يغرز الجريدة إلا على قبورٍ عَلِمَ تعذيب أهلها، ولم يفعل ذلك لسائر القبور، ولو كان سنةً لفعله بالجميع، ولأن الخلفاء الراشدين وكبار الصحابة لم يفعلوا ذلك، ولو كان مشروعاً لبادروا إليه، أما ما فعله بريدة فهو اجتهاد منه، والاجتهاد يخطئ ويصيب، والصواب مع ترك ذلك كما تقدم، والله أعلم»([7]).
    وأما القول بأن تعليل النبي r بالتخفيف عنهما ما لم ييبسا معناه: أنه يخفف عنهما ببركة تسبيحهما؛ إذ إن الرطب أكمل من تسبيح اليابس؛ لما في الأخضر من نوع حياة، فقد أجاب عنه الخطابي بقوله: «وأما غرسه شق العسيب على القبر، وقوله: (لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا)؛ فإنه من التبرك بأثر النبي r ودعائه بالتخفيف عنهما، وكأنه جعل مدة بقاء النداوة فيهما حدًّا لما وقعت به المسألة من تخفيف العذاب عنهما، وليس ذلك من أجل أن في الجريد الرطب معنىً ليس في اليابس، والعامة في كثير من البلدان تغرس الخُوص([8]) في قبور موتاهم، وأراهم ذهبوا إلى هذا، وليس لما تعاطوه من ذلك وجه»([9]).
    ويؤيد كلام الخطابي ما جاء في حديث جابر t وفيه: (إني مررت بقبرين يعذبان فأحببت بشفاعتي أن يُرفّه([10]) عنهما ما دام الغصنان رطبين)([11]).
    فالسبب في التخفيف هو شفاعته r، ومدة التخفيف هي ما بقيت هذه النداوة.
    وقال الألباني: «ويؤيد كون وضع الجريد على القبر خاصاً به، وأن التخفيف لم يكن من أجل نداوة شقها أمور:
    1- حديث جابر t الطويل في صحيح مسلم وفيه: قال r: (إني مررت بقبرين يعذبان فأحببت بشفاعتي أن يُرفّه عنهما ما دام الغصنان رطبين)، فهذا صريح أن رفع العذاب إنما هو بسبب شفاعته r ودعائه لا بسبب النداوة...»([12]).
    وعلق أحمد شاكر([13]) على كلام الخطابي السابق بقوله: «وصدق الخطابي، وقد ازداد العامة إصراراً على هذا العمل الذي لا أصل له، وغلوا فيه، خصوصاً في بلاد مصر، تقليداً للنصارى، حتى صاروا يضعون الزهور على القبور، ويتهادونها بينهم، فيضعها الناس على قبور أقاربهم ومعارفهم تحيةً لهم، ومجاملة للأحياء، وحتى صارت عادة شبيهة بالرسمية في المجاملات الدولية، فتجد الكبراء من المسلمين إذا نـزلوا بلدة من بلاد أوروبا ذهبوا إلى قبور عظمائها، أو إلى قبر من يسمونه: (الجندي المجهول) ووضعوا عليها الزهور، وبعضهم يضع الزهور الصناعية التي لا نداوة فيها تقليداً للإفرنج، واتباعاً لسنن من قبلهم، ولا ينكر ذلك عليهم العلماء أشباه العامة؛ بل تراهم أنفسهم يضعون ذلك في قبور موتاهم، ولقد علمتُ أن أكثر الأوقاف التي تسمى أوقافاً خيرية موقوفٌ ريعها على الخوص والريحان الذي يوضع على القبور، وكل هذه بدع ومنكرات لا أصل لها في الدين، ولا سند لها من الكتاب والسنة، ويجب على أهل العلم أن ينكروها وأن يبطلوا هذه العادات ما استطاعوا»([14]).
    وأما قولهم أن تخفيف العذاب عن الميت بسبب تسبيح الأشجار أو الحيوان القريب منه فقول «لا دليل عليه، ولو كان كذلك لكان يقتضي أن يكون الدفن في البساتين مستحباً»([15]).
    ثم إن التسبيح لا تعلّق له بالرطوبة والنداوة، فإن كل شيء يسبح بحمد الله، قال الألباني: «يضاف إلى ما سبق أن بعض العلماء كالسيوطي قد ذكروا أن سبب تأثير النداوة في التخفيف كونها تسبح الله تعالى، قالوا: فإذا ذهبت من العود ويبس انقطع تسبيحه! فإن هذا التعليل مخالف لعموم قوله تبارك وتعالى: ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم)([16])» ([17])

    ([1]) انظر: المدخل لابن الحاج (3/280)، أحكام المقابر في الشريعة الإسلامية (ص:172).

    ([2]) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب الدليل على نجاسة البول ووجوب الاستبراء (292).

    ([3]) صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب الجريدة على القبر (ص:218).

    ([4]) هو أبو عبد الله محمد بن خلف بن سعيد الأندلسي، الشهير بابن المرابط، مفتي مدينة المريَّة وقاضيها، توفي سنة (485هـ)، من مؤلفاته: تاريخ بلنسية، شرح صحيح البخاري. انظر: سير أعلام النبلاء (19/66).

    ([5]) سورة إبراهيم، آية: (24).

    ([6]) فتح الباري (4/141).

    ([7]) تعليق الشيخ ابن باز على فتح الباري (4/142).

    ([8]) الخوص: ورق النخل. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (ص:289).

    ([9]) معالم السنن (1/17-18).

    ([10]) يُرفه: يُخفف ويُنفَّس، انظر: شرح مسلم على النووي (18/144)، النهاية في غريب الحديث والأثر (ص:369).

    ([11]) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الزهد والرقائق، باب حديث جابر الطويل وقصة أبي اليسر (3014).

    ([12]) أحكام الجنائز وبدعها (ص:254).

    ([13]) هو أحمد بن محمد شاكر بن أحمد بن عبد القادر، عالم بالحديث والتفسير، ولد بالقاهرة سنة: (1309هـ) ، وتوفي سنة (1377هـ)، من مؤلفاته: عمدة التفسير، تحقيق مسند الإمام أحمد، نظام الطلاق في الإسلام. انظر: الأعلام للزركلي (1/253).

    ([14]) جامع الترمذي بتعليق أحمد شاكر (1/103).

    ([15]) أحكام المقابر للسحيباني (ص:171)، وقد رجّح الباحث أن أفضل مكان للدفن هو الصحراء؛ لأنه أقل ضرراً على الأحياء، وأقل ضرراً على الأموات. انظر (ص:459).

    ([16]) سورة الإسراء، آية: (44).

    ([17]) أحكام الجنائز وبدعها (ص:255).
    وقلَّ من جدَّ في أمر ٍ يؤملهُ **** واستعملَ الصبرَ إلا فازَ بالظفرِ

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    503

    افتراضي رد: ليس كل عمل يهدى من الأحياء يصل ثوابه إلى الاموات

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله العلي مشاهدة المشاركة
    يرى جماهير من أهل السنة أن وضع الجريد أو الريحان أو الزهور على القبر غير مشروع، وليس له أصل في الشريعة؛ بل هو بدعة، مأخوذة من الأعاجم([1]).
    وما ورد أن النبي r وضع الجريد على قبرين، فقد أجاب عنه أهل العلم: بأنه من خصوصياته عليه الصلاة والسلام.
    فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مر النبي r بقبرين فقال: (إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة، ثم أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين فغرز في كل قبر واحدة، قالوا: يا رسول الله! لم فعلت هذا؟ قال: لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا)([2]).
    وعلق البخاري في صحيحه، في باب الجريدة على القبر عن بريدة الأسلمي: (أنه أوصى أن يجعل في قبره جريدتان)([3]).
    وأما فعل بريدة t فقد علق عليه ابن حجر بقوله: «قال ابن المرابط([4]) وغيره: يُحتمل أن يكون بريدة أمر أن يُغرزا في ظاهر القبر اقتداءً بالنبي r في وضعه الجريدتين في القبرين، ويُحتمل أن يكون أمر أن يُجعلا في داخل القبر لما في النخلة من البركة؛ لقوله تعالى: (ﯺ ﯻ)([5])، والأول أظهر، ويؤيده إيراد المصنف حديث القبرين في آخر الباب، وكأن بريدة حمل الحديث على عمومه ولم يره خاصًّا بذينك الرجلين»([6]).
    وقال الشيخ ابن باز معلقاً على كلام ابن حجر: «القول بالخصوصية هو الصواب؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يغرز الجريدة إلا على قبورٍ عَلِمَ تعذيب أهلها، ولم يفعل ذلك لسائر القبور، ولو كان سنةً لفعله بالجميع، ولأن الخلفاء الراشدين وكبار الصحابة لم يفعلوا ذلك، ولو كان مشروعاً لبادروا إليه، أما ما فعله بريدة فهو اجتهاد منه، والاجتهاد يخطئ ويصيب، والصواب مع ترك ذلك كما تقدم، والله أعلم»([7]).
    وأما القول بأن تعليل النبي r بالتخفيف عنهما ما لم ييبسا معناه: أنه يخفف عنهما ببركة تسبيحهما؛ إذ إن الرطب أكمل من تسبيح اليابس؛ لما في الأخضر من نوع حياة، فقد أجاب عنه الخطابي بقوله: «وأما غرسه شق العسيب على القبر، وقوله: (لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا)؛ فإنه من التبرك بأثر النبي r ودعائه بالتخفيف عنهما، وكأنه جعل مدة بقاء النداوة فيهما حدًّا لما وقعت به المسألة من تخفيف العذاب عنهما، وليس ذلك من أجل أن في الجريد الرطب معنىً ليس في اليابس، والعامة في كثير من البلدان تغرس الخُوص([8]) في قبور موتاهم، وأراهم ذهبوا إلى هذا، وليس لما تعاطوه من ذلك وجه»([9]).
    ويؤيد كلام الخطابي ما جاء في حديث جابر t وفيه: (إني مررت بقبرين يعذبان فأحببت بشفاعتي أن يُرفّه([10]) عنهما ما دام الغصنان رطبين)([11]).
    فالسبب في التخفيف هو شفاعته r، ومدة التخفيف هي ما بقيت هذه النداوة.
    وقال الألباني: «ويؤيد كون وضع الجريد على القبر خاصاً به، وأن التخفيف لم يكن من أجل نداوة شقها أمور:
    1- حديث جابر t الطويل في صحيح مسلم وفيه: قال r: (إني مررت بقبرين يعذبان فأحببت بشفاعتي أن يُرفّه عنهما ما دام الغصنان رطبين)، فهذا صريح أن رفع العذاب إنما هو بسبب شفاعته r ودعائه لا بسبب النداوة...»([12]).
    وعلق أحمد شاكر([13]) على كلام الخطابي السابق بقوله: «وصدق الخطابي، وقد ازداد العامة إصراراً على هذا العمل الذي لا أصل له، وغلوا فيه، خصوصاً في بلاد مصر، تقليداً للنصارى، حتى صاروا يضعون الزهور على القبور، ويتهادونها بينهم، فيضعها الناس على قبور أقاربهم ومعارفهم تحيةً لهم، ومجاملة للأحياء، وحتى صارت عادة شبيهة بالرسمية في المجاملات الدولية، فتجد الكبراء من المسلمين إذا نـزلوا بلدة من بلاد أوروبا ذهبوا إلى قبور عظمائها، أو إلى قبر من يسمونه: (الجندي المجهول) ووضعوا عليها الزهور، وبعضهم يضع الزهور الصناعية التي لا نداوة فيها تقليداً للإفرنج، واتباعاً لسنن من قبلهم، ولا ينكر ذلك عليهم العلماء أشباه العامة؛ بل تراهم أنفسهم يضعون ذلك في قبور موتاهم، ولقد علمتُ أن أكثر الأوقاف التي تسمى أوقافاً خيرية موقوفٌ ريعها على الخوص والريحان الذي يوضع على القبور، وكل هذه بدع ومنكرات لا أصل لها في الدين، ولا سند لها من الكتاب والسنة، ويجب على أهل العلم أن ينكروها وأن يبطلوا هذه العادات ما استطاعوا»([14]).
    وأما قولهم أن تخفيف العذاب عن الميت بسبب تسبيح الأشجار أو الحيوان القريب منه فقول «لا دليل عليه، ولو كان كذلك لكان يقتضي أن يكون الدفن في البساتين مستحباً»([15]).
    ثم إن التسبيح لا تعلّق له بالرطوبة والنداوة، فإن كل شيء يسبح بحمد الله، قال الألباني: «يضاف إلى ما سبق أن بعض العلماء كالسيوطي قد ذكروا أن سبب تأثير النداوة في التخفيف كونها تسبح الله تعالى، قالوا: فإذا ذهبت من العود ويبس انقطع تسبيحه! فإن هذا التعليل مخالف لعموم قوله تبارك وتعالى: ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم)([16])» ([17])

    ([1]) انظر: المدخل لابن الحاج (3/280)، أحكام المقابر في الشريعة الإسلامية (ص:172).

    ([2]) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب الدليل على نجاسة البول ووجوب الاستبراء (292).

    ([3]) صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب الجريدة على القبر (ص:218).

    ([4]) هو أبو عبد الله محمد بن خلف بن سعيد الأندلسي، الشهير بابن المرابط، مفتي مدينة المريَّة وقاضيها، توفي سنة (485هـ)، من مؤلفاته: تاريخ بلنسية، شرح صحيح البخاري. انظر: سير أعلام النبلاء (19/66).

    ([5]) سورة إبراهيم، آية: (24).

    ([6]) فتح الباري (4/141).

    ([7]) تعليق الشيخ ابن باز على فتح الباري (4/142).

    ([8]) الخوص: ورق النخل. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (ص:289).

    ([9]) معالم السنن (1/17-18).

    ([10]) يُرفه: يُخفف ويُنفَّس، انظر: شرح مسلم على النووي (18/144)، النهاية في غريب الحديث والأثر (ص:369).

    ([11]) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الزهد والرقائق، باب حديث جابر الطويل وقصة أبي اليسر (3014).

    ([12]) أحكام الجنائز وبدعها (ص:254).

    ([13]) هو أحمد بن محمد شاكر بن أحمد بن عبد القادر، عالم بالحديث والتفسير، ولد بالقاهرة سنة: (1309هـ) ، وتوفي سنة (1377هـ)، من مؤلفاته: عمدة التفسير، تحقيق مسند الإمام أحمد، نظام الطلاق في الإسلام. انظر: الأعلام للزركلي (1/253).

    ([14]) جامع الترمذي بتعليق أحمد شاكر (1/103).

    ([15]) أحكام المقابر للسحيباني (ص:171)، وقد رجّح الباحث أن أفضل مكان للدفن هو الصحراء؛ لأنه أقل ضرراً على الأحياء، وأقل ضرراً على الأموات. انظر (ص:459).

    ([16]) سورة الإسراء، آية: (44).

    ([17]) أحكام الجنائز وبدعها (ص:255).
    ماهي القاعدة الا صولية للحكم على الشيء
    انه من خصوصيات النبي
    ---
    وتجدر الا شارة الى انه هناك
    جماهير من أهل السنة ترى أن وضع الجريد أو الريحان أو الزهور على القبر مشروع
    ويرجون من الله ان ينتفع الميت به بفضل الله
    فالمسألة خلافية
    فرفقا في الحكم على الراي المقابل

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    165

    افتراضي رد: ليس كل عمل يهدى من الأحياء يصل ثوابه إلى الاموات

    أختي الفاضلة جمانة سددها الله تعالى ,هل ترين الشيخ عبدالله أغظ عليك حتى يقال له رفقاً؟
    انظري في الكلام الذي تفضل بنقله نظر فاحص طالب للحق
    وليس مجرد كون الشيء مختلفاً فيه يعني أن نتشهى من الأقوال ما يكون وفق المزاج
    أما سؤالك فقد تضمنه جوابي من قبل , كما تضمنه نقل الشيخ أبي أنس حفظه الله بطريق مسهب
    وإليك نبذة نافعة إن شاء الله :
    أولا-الأصل في أفعال النبي صلى الله عليه وسلم عدم الخصوصية حتى ترد قرينة مقالية أو حالية ونحو ذلك
    ثانيا-قد عرفنا الخصوصية بأن هذا الأمر مع شدة فاقة كل مسلم له إذ هو متعلق بالغاية تعلقا لصيقاً جدا, فهل كدح الناس في الدنيا إلا لأجل الخلاص من النار والفوز بالجنة؟و لم يفعله الصحابة مع ما سبق التنويه إليه من أهمية الأمر وحرصهم على نوال هذه الشفاعة وفعل بعض آحادهم لا ينقله إلى حيز المشروعية إلا أن يكون مما علم بين الصحابة أنه فعله ثم سكتوا عنه
    ثالثا-ثم إن النبي علق فعله بعرفانه أنهما يعذبان, وقد توفي الكثير بين يديه في المعارك ولم يفعل هذا مع غيرهما فهذه حادثة عين مقرونة بحالة خاصة, فمن أين لك أن تقيسي عليها وهي مع هذا منافية لمقاصد الشرع وقواعده العريضة
    رابعا-قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي نقله الشيخ عبدالله مجزياً خيراً صريحٌ في الشفاعة النبوية, ومعنى الخصوصية هنا واضح
    خامسا-ولو جعلنا هذا من المشروع المسنون لجاز لرجل أن يوظف عاملاً بعد موته فيضع عليه جريدة وكلما يبست, جاء بجريدة خضراء غيرها,إلى أن تقوم الساعة, فما أسعد حاله!

    أكتفي بهذا
    والله يفتح علينا وعليك بالفقه في دينه
    والسلام عليكم

  16. #16

    افتراضي رد: ليس كل عمل يهدى من الأحياء يصل ثوابه إلى الاموات

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمانة انس مشاهدة المشاركة
    ماهي القاعدة الا صولية للحكم على الشيء
    انه من خصوصيات النبي
    ---
    وتجدر الا شارة الى انه هناك
    جماهير من أهل السنة ترى أن وضع الجريد أو الريحان أو الزهور على القبر مشروع
    ويرجون من الله ان ينتفع الميت به بفضل الله
    فالمسألة خلافية
    فرفقا في الحكم على الراي المقابل
    سبحان الله لو ركزتى جيدا فى ماكتبه إخواننا فى هذا الموضوع من نقلهم لادلة شرعية وكلام اهل العلم لستنبطتى دليلا الخصوصية ولكن أراكى فقط تتنطعين على المسالة فقط ولم تنقلى اي دليل لمن الكتاب ولا السنة وفقط فلسفة لا غير وإستنبطات باطلة ولى ملاحضة مايدركي ان الذى فى القبر يتعذب لعله فى نعيم فيصبح فعلكى لوضع الجريد عبث فركزى اكثر او انقلي افضل نسأل الله ان يوفقنا فى دينناويفقهنا فيه وجزاكم الله خيرا

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    503

    افتراضي رد: ليس كل عمل يهدى من الأحياء يصل ثوابه إلى الاموات

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسحاق الوهرانى مشاهدة المشاركة
    سبحان الله لو ركزتى جيدا فى ماكتبه إخواننا فى هذا الموضوع من نقلهم لادلة شرعية وكلام اهل العلم لستنبطتى دليلا الخصوصية ولكن أراكى فقط تتنطعين على المسالة فقط ولم تنقلى اي دليل لمن الكتاب ولا السنة وفقط فلسفة لا غير وإستنبطات باطلة ولى ملاحضة مايدركي ان الذى فى القبر يتعذب لعله فى نعيم فيصبح فعلكى لوضع الجريد عبث فركزى اكثر او انقلي افضل نسأل الله ان يوفقنا فى دينناويفقهنا فيه وجزاكم الله خيرا
    لاتكن ظاهريا في تفكيرك

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    165

    افتراضي رد: ليس كل عمل يهدى من الأحياء يصل ثوابه إلى الاموات

    فائدة :لو كان هذا مشروعاً ثم لم يوص به المرء قبل موته فهو من أعظم الحمق
    لأن أهوال ما بعد الموت فوق الوصف,فمجرد الذهول عن هذه الوصية التي يرجى منها التخفيف
    من أكبر معالم الغباء , وقد وصى النبي صلى الله عليه وسلم :"ما حق امريء مسلم يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده"
    أو كما قال عليه الصلاة والسلام

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    الجزائر - باتنة -
    المشاركات
    486

    افتراضي رد: ليس كل عمل يهدى من الأحياء يصل ثوابه إلى الاموات

    الإخوة الأفاضل/ سبق وأن درس الإخوة المسألة في هذا المجلس
    اضغط على الرابط:
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=438
    والمشاركة رقم: 19
    نقل فيها صاحب الموضوع نقولا عن أتباع المذاهب
    نفعكم الله بها.
    قال الإمام الشاطبي:
    "خذ من العلم لبه، ولا تستكثر من ملحه، وإياك وأغاليطه".

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    503

    افتراضي رد: ليس كل عمل يهدى من الأحياء يصل ثوابه إلى الاموات

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمانة انس مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيرا
    واسأل الله ان يأخذ بايدي الجميع الى ما يحبه و ير ضاه
    اطلعت على اضافتكم القيمة و احببت ان اتنا قش معكم في بعض ما ورد فيها
    وسابدا النقاش بالفقرة الا ولى كي لا تتداخل المو ضوعات
    تفسيركم للحي في قوله تعالى (من كان حيا) بأنه حي القلب و ان اطلاق الاية مقيد به
    يعتبر هذا التفسير -حسب علمي-خطأ
    لان المعنى الصحيح كما يلي
    لتنذر من كان حيا سواء أكان مؤمنا أم كان كافرا
    ليكون حال الكافرين على نو عين
    --الا يمان و الترا جع عن الكفر
    --الثبات على كفره فيكون القران حجة عليه
    و يحق العذاب عليه بكفره
    -----------------------------------------
    ==و يؤكد هذا قوله تعالى في بداية السورة
    (لتنذر قوما ما انذر اباؤهم فهم غا فلون
    --------------------------
    و القران تضمن من الا عجاز و العظمة ما يؤ ثر بالكافر و يقنعه و يقيم عليه الحجة
    فابلاغه له و انذاره به بالصورة الصحيحة ينفعه فيعطيه الصورة الصحيحة
    للايمان الحق
    فان استجاب افلح و ان اعرض وكفر خسر و حق عليه القول
    -------------------------------------

    و ساتابع النقاش في فقرة اخرى ان شاء الله
    بعد الا نتهاء من الحوار حول هذه الفقرة
    والله المو فق وهو الهادي الى سواء السبيل
    للمناقشة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •