أخي الكريم : منيف
لفظ المكان والجهة والعرض والجسم ونحوها مما لم يرد نفيه ولا إثباته في كتاب أو سنة إنما هو من المجملات التي تحتاج إلى بيان واستفصال كما قرره شيخ الاسلام في عامة كتبه عند رده على المتفلسفة والجهمية والمعتزلة ومتأخري الأشعرية ؛ فإن هؤلاء يستعملون هذه الألفاظ لنفي المعاني الثابتة عن الله في القرآن والسنة ..
فنفوا بالمكان والجهة صفة العلو ، ونفو بالعرض صفة المحبة والرضا ، وهذا كله بني على مقدمات باطلة لم يسلم بها أهل السنة.
وعلى هذا ،، فإن قصد بالمكان أن شيئا ما قد أحاط بالله فهذا ما لا يجوز مسلم أن يعتقده ..
وإن قصد به الجهات الست ، فهنا موطن النزاع ومعترك الخصام
فأهل السنة يثبتون الفوقية والعلو - ذاتا ومعنى - لله تعالى ، لأن الله وصف بها نفسه في القرآن في كثر ما آية .
ولذا .. فإن التعبير بأن الله فوق المكان فيه إشكال على نحو ما تقرر سلفا ، والمأثور عن السلف قولهم : فوق العرش ، على العرش ، مرتفع عنه ، فهذا هو الأسلم ، والله أعلم .