القاعدة في العبادات المطلقة أنه لا يجوز أن تخصص بزمان أو مكان معين ما دام الشرعلم يرد بذلك ، وهذه القاعدة تنطبق على الاستغفار ، فالاستغفار ورد مطلقًا في جميع الأوقات ،وقد ورد الشرع بالحث على الاستغفار في أوقات معينة ، مثل دبر الصلوات الخمس كما جاء في حديث ثَوْبَانَ ـ رضي الله عنه ـ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللّهِ ، إِذَا انْصَرَفَ من صلاته ، اسْتَغْفَرَ ثَلاَثاً . وَقَالَ : «اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ وَمِنْكَ السَّلاَمُ . تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ» . قَالَ الْوَلِيدُ: فَقُلْتُ لِلأَوْزَاعِيِّ : كَيْفَ الإِسْتِغْفَارُ ؟ قَالَ : تَقُولُ : أَسْتَغْفِرُ اللّهَ ، أَسْتَغْفِرُ اللّهَ . رواه مسلم (5/74) ح (1285) وغيره . وكذا في وقت السحر ، قال تعالى : ( وَبِالْأَسْحَار ِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) [الذاريات 18] ، فيقتصر على ذلك في التحديد ويبقى الأمر على إطلاقه . قال تعالى : ( أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُو نَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) [المائدة74] . وعن أبي هُرَيْرَةَ ـ رضي الله عنه ـ قال : سَمِعْتُ رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ ، يَقُولُ : " والله إنِّي لأسْتَغْفِرُ الله وأتُوبُ في اليَوْمِ أكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً ". رواه البخاري في صحيحه (6307) وتأمل قوله : " في اليَوْمِ " فهو عام يشمل اليوم كله دون تحديد .
أما ما لم يرد الشرع به فلا يجوز تخصيص ساعة معينة أو تحديد وقت معين يحمل الناس عليه بالاستغفار ، وإذا كان المقصود حمل الناس على الاستغفار ودعوتهم إلى ذلك فبغير هذه الطريقة التي تخالف الشريعة ، فالشريعة لها أسرار في سد الذرائع . والله أعلم.