تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: من العقوبات الخفية وما فيها من حسنات غير مرئية

  1. #1

    Lightbulb من العقوبات الخفية وما فيها من حسنات غير مرئية


    بدت لي خواطر حول العقوبات التي تحل بأحدنا وقد يغفل عنها أو ربما يظنها فتحا أو كرامة أجزم بأن الكثير يعرفها لكن لعل في ذكرها تذكيرا وكما أردد أن الذكرى تنفع المؤمنين وليس الفاسقين فاللهم اجعلنا من عبادك المؤمنين المتذكرين.

    وأحب أن أشير إلى أن ما أورده لا يعني الجزم بكونها عقوبة فمعلوم أن المؤمن معرض للبلاء ولكن قد يمكن القول أنها عقوبة وبلاء ولكن في الإشارة إليها تنبيها لأولي النهى وكذلك قد تكون هذه العقوبة نعمة تردع العبد عن ذنب هو أخفى وأخطر من هذه العقوبة، والله أسأل أن يرزقنا الحكمة ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا .

    من هذه العقوبات ما يحصل أحيانا فقد توفق في استغلال وقتك وتسر بذلك وكيف لا تسر بمثل هذا ثم تقع في ذنب لا تحس به وتفاجأ بتسلط الناس على وقتك وتبعثره وتفلته منك وأنت تحاول جاهدا جمع ما تفرق ولكن هيهات ومن منّ الله عليه قد يحس ويتذكر ما وقع فيتداركه بالتوبة ويعلم عظم الجرم الذي وقع فيه في جنب الله.

    ومنها أيضا ـ وهو كثير في أيامنا هذه ـ أن يحرم العبد لذة مناجاة الله، وهو غير مفرط في عبادته بل ربما كان من المواظبين على الصف الأول ولكنه لا يستطيع أن يتلذذ بعيادته ومن ثم يبدأ تراجعه في عبادته دون أن يشعر حتى يتخلف ويفرط في صلاته ثم يرزق توبة فتجده يصل متأخرا إلى الصلاة وتفوته الركعات لكن؛ سبحان الله يكتب الله له أن يتصل به فتغرورق عيناه بالدموع فيستغرب أين هذه الدموع أيام كنت في الصف الأول؟ لكن يتدبر ويعلم أن المعوّل على أعمال القلوب وليس على ما يظهر والله لا ينظر إلى المظاهر؛ ويجدر التنبيه أن هذا ليس دعوة إلى ترك الصف الأول لأن هذه حماقة وتفريط لكن المراد الاهتمام بضرورة أن يلتفت القلب إلى خالقه وليس إلى نظر الناس.

    وتجد أحدهم يرافق الصالحين ويسر بذلك ولكنه يحس في نفسه ضيقا شديدا ولا يحس بأي راحة ويستعجب أنه يذكر الله ولا يجد أثرا للطمأنينة التي ظنها متعلقة بظواهر ونسي أن أعمال القلوب أخطر من أعمال الجوارح وأن عليها المعول وقد تجده مع بعض من ظاهرهم التقصير ولربما وعظك بموعظة أو قال لك كلمة صارت لك نبراسا ولربما تكون قصة الإمام أحمد مع السكير وكيف أنه قال له أنه يصبر على جلده في باطل وهو شرب الخمر فكيف لا يصبر الإمام وهو يجلد على الحق؟!!

    وأريد أن أشير إلى أن الذنب قد يخفى عليك فالذنوب الظاهرة كل يعلمها لكن هناك ما هو خفي وخطير بل ربما أوصل العبد إلى أن يكفر وهو لا يشعر ومثال هذا الكبر الخفي الذي قد يدخل على العبد أثناء حديث عابر قد يتكلم فيه بما يسخط الله من ذم وطعن في نفس معصومة بلمز أو همز و أشد ذلك أن يكون عرض من عرف بالصلاح أو الدعوة وقد يلبس هذا اللمز لبوس النصح للأمة وحماية جناب الدين ولكن هل من ذلك مثلا الكلام فيما لم يشتهر عن الشخص بقصد زيادة الطعن فيه هل هذا من بيان الحال؟

    وكذلك من الذنوب التي قد نهملها وهي لربما كانت من الكبائر إساءة الظن بالله فتجد أحدهم قد آتاه الله من العقل والذكاء ما لو سخره في سبيل خير أو علم لفتح الله به الفتوح فتجده ينصرف إلى أمور هي أقل شأنا ويظنها الإنسان فتوحا ولو صدق في تأمله لبدا له عوار وزيف كل هذا.

    ويجب أن لا نغفل أن من الأدوية التي لا غنى لأحد عنها ذكر الله بمعناه الذي يتبادر أولا وهو الذكر المطلق وهو ما قصر فيه الكثير من شباب الصحوة ولربما كان لتعلق المتصوفة بشيء من هذا أثره في جفاء بعضهم. كيف بالله ترجو أن تنصر فيي معركتك التي تخوضها في هذه الدنيا مع نفسك ومع الدنيا والشيطان بدون نصرة الله؟ وكيف ترجو نصرة الله وأنت لا تذكره. والله لو صدقنا في هذا لكانت معية الله حافظة لنا ومضيئة لكثير مما يخفى ويظلم فلا نعرفه لكن نعمة الله علينا في معرفة الذنب وفي التوبة منه وفي الذنب الذي خلصك من خصلة ذميمة ملازمة لك هذه كلها نعم تحتاج إلى تدبر.

    اللهم تب علينا وارزقنا لذة مناجاتك ولا تحرمنا نعمك وأفضالك وكن لنا يا ربنا.

  2. #2

    افتراضي رد: من العقوبات الخفية وما فيها من حسنات غير مرئية

    ولعل من الأمثلة الواضحة التي تقع لكل أحد ما يقع بالقلب حين يغضب مديره في عمله أو في دائرته أو إذا حدثت مشكلة فيخاف المرء حتى يفسد خوفه عليه يومه وصلاته وعبادته ولعمري إن كنا لندرس العقيدة ومنها الكلام في أن الخوف لا يصرف إلا لله فأين ما نقرأه وندرسه من التطبيق أم نظن أن الكلام في كتب العقائد متعلق بالمخالفين والرد عليهم! ووالله لئن كان هذا صحيحا فعندها تكون أنفسنا من المخالفين ونحتاج إلى أن نردعها بتمثل هذه العقيدة عملا وبالتوبة من الخوف من المخلوقين وتجريد هذا الخوف لله وأنت تعلم نفسك أن الرزاق ذا القوة المتين هو الله وأن تضع نصب عينك أن هذا الذي خفته متحقق فتخبر نفسك أنك ستطرد من وظيفتك حتى تعلم نفسك يقينا أن لا مفر إلا إلى الله فلئن ذهبت الوظيفة فالرزاق حي لايموت.

    وبالمقابل يتعلق الإنسان بالمخلوقين وثنائهم ومن ذلك ما قد يتعلق بالقلب أن ينتظر ثناء الناس مثل أن يتطلع بقلبه إلى أن يرد عليه الناس ويقرؤوا مقالاته في منتدى من المنتديات وتفسد نيته بل يصل ذلك إلى عقيدة المحبة فيشوبها ما يشوبه ويحتاج إلى أن يجرد المحبة الخالصة لله ويكفر بكل محبة تحاول أن ترقى لذلك ومعلوم أن من المحبة ما هو فطري وتقسيم ذلك معلوم في كتب العقيدة لكن المراد أن هذه المحبة التي تتسلل في القلب دون أن يحس بها صاحبه حتى تصل إلى درجات تفسد على الإنسان عقيدته مع أن ظاهر كتابته لمقال في منتدى إسلامي هو خير بل وعلم ينشر وصدقة جارية لكن الحقيقة المغيّبة أن مرد كل الأعمال إىل ما يقوم بالقلب من تعظيم لله حال العمل.

    ومن تأمل كل هذا علم يقينا أن العبد مطلوب منه الموازنة بين الخوف والرجاء ومجاهدة نفسه في تجريدهما لله بل وتجريد كل أعمال القلوب والجوارج مما يشوبها من شوائب الرياء والعجب وغيرها من الأدواء التي تضر بعقيدة الإنسان وتنعكس في حياته إما بما يسميه بعض أهل العلم بالالتزام ألأجوف أو قد تكون سحابة أو غشاوة تمر على القلب فيمرض منها حتى يكتب الله له الشفاء فيعود الإنسان ويسأل الله الثبات على دينه نسأل الله أن يثبتنا جميعا على دينه حتى نلقاه إنه سميع قريب.

  3. #3

    افتراضي رد: من العقوبات الخفية وما فيها من حسنات غير مرئية

    جزاكم الله الخير في الدنيا و الأخرة

  4. #4

    افتراضي رد: من العقوبات الخفية وما فيها من حسنات غير مرئية

    وإياك أخي

    أسأل الله أن لا يحرمني وإياك والجميع الأجر

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    84

    افتراضي رد: من العقوبات الخفية وما فيها من حسنات غير مرئية

    أحسن الله إليكم على هذا التذكير .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •