تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 41 إلى 56 من 56

الموضوع: تصحيح خطأ وقع فيه صاحب كتاب "التعامل مع المبتدع"

  1. #41

    افتراضي رد: تصحيح خطأ وقع فيه صاحب كتاب "التعامل مع المبتدع"

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    مرة أخرى لا صلة لهذا بالعذر ؛لأن العمل الفاسد = فاسد أبداً وإنما ينفع العذر في تأثيم فاعله وعدمه ،فالذي يحكم بفساد المحبة لفساد العمل يلزمه إفساد المحبة مطلقاً ؛لأن جهة العذر منفكة عن جهة فساد العمل الواقع فهو فاسد بكل حال ويسري فساده لفساد المحبة القلبية..
    العذر ينفع في عدم التأثيم بالعمل المخالف للشرع ، كما ينفي عنه تعمد مخالفة الشرع؛ كما قال الله تعالى: (وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورًا رحيمًا)، وقال: (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل: نعم قد فعلت .رواه مسلم. والعذر يقترن بالعمل، ويؤثر فيه؛ فجهته ليست منفكة عن جهة حكم العمل...فإذا اقترن بالعمل؛ يصير كأن لم يكن؛ ففي مسألتنا يبقى حسن القصد، وهو محبة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن من يعظم المولد، ويتخذه موسمًا؛ يعتقد معذورًا؛ أن تعظيم المولد، واتخاذه موسمًا؛ مشروع، وأنه بالنسبة إلى محبة النبي صلى الله عليه وسلم الواجبة؛ كالنافلة بالنسبة إلى الفريضة؛ فهو يريد أن يثبت محبته للنبي صلى الله عليه وسلم ويقويها...


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    وما زلت حفظك الله لم تُقم دليلاً صحيحاً لا على إبطال العبادة القلبية التي وقعت ولا على التفريق بين إفساد العمل للعبادة القلبية حال عذر فاعله وعدم إفساده لها حال عدم العذر رغم إن العمل في كلٍ = فاسد..
    تعني التفريق بين إفساد العمل للعبادة القلبية حال عدم عذر فاعله، وعدم إفساده لها حال العذر.
    وليس فيما سبق نص على عدم إفساد العمل للعبادة القلبية حال العذر...
    أما الفرق فهو أن:
    العمل المخالف للشرع بلا عذر فاسد حقيقة.
    أما العمل المخالف للشرع بعذر فهو فاسد صورة.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    أما استدلالك بسراية فساد العمل لفساد عمل القلب فلا يصلح هاهنا
    لماذا؟


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    أما استدلالك بسراية فساد العمل لفساد عمل القلب فلا يصلح هاهنا وهو نفس خطأ من يصحح عمل الجوارح لصحة عمل القلب فيقلب عليك الدليل..

    وإنما هذا الباب باب مختلف : وهو الباب يصح فيه وينضبط ويؤجر عليه صاحب عمل القلب ولكن يفسد العمل الجارحي لفقد شرط المتابعة وإنما يفسد هاهنا أعمال القلب المصاحبة والناتجة عن هذا العمل الجارحي ولا تفسد الأعمال الدافعة له..
    عمل القلب في هذه المسألة ليس صحيحًا؛ لأن محبة النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة لا تستدعي تعظيم مولده واتخاذه موسمًا، وأعمال القلب الدافعة لعمل جارحي مخالف للشرع؛ إن أريد بها أصل المحبة ومبدؤها؛ فإن فساد العمل الجارحي لا يفسد ذلك، وإن أريد بها فرع لأصل المحبة ومبدئها (تعظيم مولده)؛ فهذه هي التي قيل: إنها تفسد...


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    وحديث سعد حجة عليك ؛لأن النبي صلى الله عليه وسلم حمد سعداً على غيرته رغم كون الفعل الناتج عنها ليس مشروعاً بل هو مخالف لما عند النبي من العلم والعمل الواجبين في هذا المقام..

    وشدة الغيرة ليست عذراً من الأعذار الشرعية وإلا لكانت شدة المحبة عذراً..
    يظهر أن معنى ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في حديث غيرة سعد رضي الله عنه الإنكار لا الحمد، كما قال الأنصار: يا رسول الله، لا تلمه؛ فإنه رجل غيور، والله ما تزوج امرأة قط إلا عذراء، ولا طلق امرأة؛ فاجترأ رجل منا أن يتزوجها من شدة غيرته...ومن قال: إن قوله صلى الله تعالى عليه وسلم: أتعجبون من غيرة سعد يدل على أنه حمد ذلك، قال: وأجازه له فيما بينه وبين الله... وإن قيل: إنه حمد غيرة سعد ، على الرغم من كون الفعل الناتج عنها ليس مشروعاً. بل مخالف لما عند النبي من العلم والعمل الواجبين في هذا المقام..؛ فلأنه معذور في الفعل الناتج عنها كذلك، لأنه في تلك الحالة يكون عقله محجوبًا بشدة الغضب الذي أثارته الغيرة.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    وشدة الغيرة ليست عذراً من الأعذار الشرعية وإلا لكانت شدة المحبة عذراً..
    شدة الغيرة عذر من الأعذار الشرعية فيما بين العبد وبين ربه إذا حجبت العقل وغلبت الإرادة، وكذلك شدة المحبة...
    روى البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام، فضربت التي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها يد الخادم؛ فسقطت الصحفة؛ فانفلقت، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فلق الصحفة، ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة، ويقول: غارت أمكم، ثم حبس الخادم حتى أتي بصحفة من عند التي هو في بيتها، فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كسرت صحفتها، وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت).
    قال جميع من شرح هذا الحديث: فيه إشارة إلى عدم مؤاخذة الغيراء بما يصدر منها؛ لأنها في تلك الحالة يكون عقلها محجوبًا بشدة الغضب الذي أثارته الغيرة.

    وهذا جدول يوضح الخلاف في علة الأجر على حسن القصد في عمل المولد:

  2. #42

    افتراضي رد: تصحيح خطأ وقع فيه صاحب كتاب "التعامل مع المبتدع"

    الفرق إذا واضــــــــــــ ــح بين العالم والجاهل . الأجرين للعالم و الأجر الواحد للجاهل على الخطأ ؟؟؟

  3. #43

    افتراضي رد: تصحيح خطأ وقع فيه صاحب كتاب "التعامل مع المبتدع"

    الذي يعلم ثم يجحد أو المبتدع أولائك خارجون عن الموضوع لأن الجواب واضــــــــــــ ــــح

  4. #44
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,444

    افتراضي رد: تصحيح خطأ وقع فيه صاحب كتاب "التعامل مع المبتدع"

    بارك الله فيك..

    1- كلام النبي صلى الله عليه وسلم لسعد = مدح كما نبه فريق من أهل العلم..

    2- لا دليل على أن شدة الغيرة هاهنا أذهبت العقل فهذا تزيد على النص ولا حجة عليه..

    3- العذر لا ينفي وجود العمل ولا ينفي فساده وإنما يمنع تأثيم صاحبه بدليل أن العذر لا ينفع في الضمان لجنايات المعذور على حقوق الخلق..ولا ينفع في رفع الأسماء الظاهرة فتبقى الأسماء الظاهرة دون أحكامها..وكل هذا من تأثيرات بقاء الفعل رغم وقوع العذر..

    4- وباقي كلامكم كهذا :

    العمل المخالف للشرع بلا عذر فاسد حقيقة.
    أما العمل المخالف للشرع بعذر فهو فاسد صورة.
    وهذا :

    وأعمال القلب الدافعة لعمل جارحي مخالف للشرع؛ إن أريد بها أصل المحبة ومبدؤها؛ فإن فساد العمل الجارحي لا يفسد ذلك، وإن أريد بها فرع لأصل المحبة ومبدئها (تعظيم مولده)؛ فهذه هي التي قيل: إنها تفسد...
    فهذه مصادرة محضة وليست حججاً بل هي تفتقر للحجج..ولذا فالمسألة بحالها تفتقر للاحتجاج الصحيح :

    ولتظل المسألة معكم للمذاكرة.. نريد الحجة على مسألتين :

    الأولى : ما هو الدليل على إفساد الععمل القلبي الدافع للعمل الجارحي الفاسد (لا يصلح الاستدلال بفساد العمل الجارحي لأن غايته أن يفسد الأعمال المصاحبة والناتجة لا الأعمال الصحيحة التي سبقته فأنتجته وأنتجت غيره).

    الثانية : على القول بإفساد العمل الجارحي ما هو الدليل على إن العذر ينفع في احتساب أجر العمل القلبي ؛فغاية ما ذكرتموه هو فساد العمل الجارحي وسريان فساده وهذا واقع في العذر وغيره ،وغاية العذر هو رفع الإثم عن العملين الفاسدين (القلبي والجارحي) أما إثبات الأجر لأحدهما دون الآخر فيفتقر لدليل..
    اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وأصلح لنا شأننا كله ..

  5. #45

    افتراضي رد: تصحيح خطأ وقع فيه صاحب كتاب "التعامل مع المبتدع"

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    العذر لا ينفي وجود العمل
    ليس فيما قيل : إن العذر ينفي وجود العمل.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    ولا ينفي فساده
    ينظر الجدول، وهذا:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الله الغيثي مشاهدة المشاركة
    العمل المخالف للشرع بلا عذر فاسد حقيقة.
    أما العمل المخالف للشرع بعذر فهو فاسد صورة.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    وإنما يمنع تأثيم صاحبه بدليل أن العذر لا ينفع في الضمان لجنايات المعذور على حقوق الخلق..
    قياس تأثير العذر في حقوق الله على تأثيره في حقوق الخلق؛ قياس مع الفارق؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح العمدة (3/398): الأصل فيما كان من باب المنهي عنه؛ أن لا يؤثر فعله مع النسيان في حقوق الله؛ لأن المسلمين لما قالوا: ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا؛ قال الله: قد فعلت، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (عفي لأمتي عن الخطأ والنسيان)؛ بخلاف حقوق الأدميين؛ فإنهم لم يعفوا عن حقوقهم...
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    ولا ينفع في رفع الأسماء الظاهرة فتبقى الأسماء الظاهرة دون أحكامها..
    لا فرق بين هذا وهذا:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الله الغيثي مشاهدة المشاركة
    العمل المخالف للشرع بلا عذر فاسد حقيقة.
    أما العمل المخالف للشرع بعذر فهو فاسد صورة.
    الذي قيل: إنه
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    مصادرة محضة وليست حججاً بل هي تفتقر للحجج..
    على الرغم من أنه مبين في هذا:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الله الغيثي مشاهدة المشاركة
    العذر ينفع في عدم التأثيم بالعمل المخالف للشرع ، كما ينفي عنه تعمد مخالفة الشرع؛ كما قال الله تعالى: (وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورًا رحيمًا)، وقال: (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل: نعم قد فعلت .رواه مسلم. والعذر يقترن بالعمل، ويؤثر فيه؛ فجهته ليست منفكة عن جهة حكم العمل...فإذا اقترن بالعمل؛ يصير كأن لم يكن؛ ففي مسألتنا يبقى حسن القصد، وهو محبة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن من يعظم المولد، ويتخذه موسمًا؛ يعتقد معذورًا؛ أن تعظيم المولد، واتخاذه موسمًا؛ مشروع، وأنه بالنسبة إلى محبة النبي صلى الله عليه وسلم الواجبة؛ كالنافلة بالنسبة إلى الفريضة؛ فهو يريد أن يثبت محبته للنبي صلى الله عليه وسلم ويقويها...
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    ولتظل المسألة معكم للمذاكرة.. نريد الحجة على مسألتين :

    الأولى : ما هو الدليل على إفساد الععمل القلبي الدافع للعمل الجارحي الفاسد (لا يصلح الاستدلال بفساد العمل الجارحي لأن غايته أن يفسد الأعمال المصاحبة والناتجة لا الأعمال الصحيحة التي سبقته فأنتجته وأنتجت غيره).
    تحرير المراد بالعمل القلبي الدافع للعمل الجارحي المخالف هنا:
    أعمال القلب الدافعة لعمل جارحي مخالف للشرع إن أريد بها أصل المحبة ومبدؤها؛ فإن فساد العمل الجارحي لا يفسد ذلك، وإن أريد بها فرع لأصل المحبة ومبدئها (تعظيم مولده)؛ فهذه هي التي قيل: إنها تفسد...
    العمل الجارحي لازم للأعمال القلبية التي أنتجته، لم يسبق وصفها بغير هذا، وقد سبق بيان التلازم بينها وبين العمل الجارحي الناتج عنها، والدليل عليه...حيث قيل:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الله الغيثي مشاهدة المشاركة
    لأن عمل القلب وعمل الجوارح متلازمان؛ أحدهما مرتبط بالآخر؛ لا ينفك عنه؛ فهما كالشيء الواحد؛ فإذا صلح هذا صلح هذا، وإذا فسد هذا فسد هذا، كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إلا أن في الجسد مضغة؛ إذا صلحت؛ صلح لها سائر الجسد، وإذا فسدت؛ فسد لها سائر الجسد؛ ألا وهي القلب)، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى (14/121): (فبين أن صلاح القلب مستلزم لصلاح الجسد؛ فإذا كان الجسد غير صالح؛ دل على أن القلب غير صالح).
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الله الغيثي مشاهدة المشاركة
    فعدم الاتباع يقع على المحبة الداعية إلى فعل مخالف للشرع بلا عذر، كما يقع على العمل الناتج عنها.
    فالحديث يثبت التلازم بين العمل الجارحي وبين الأعمال القلبية التي أنتجته، وليس بينه وبين الأعمال المصاحبة والناتجة !!
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    الثانية : على القول بإفساد العمل الجارحي ما هو الدليل على إن العذر ينفع في احتساب أجر العمل القلبي ؛فغاية ما ذكرتموه هو فساد العمل الجارحي وسريان فساده وهذا واقع في العذر وغيره ،وغاية العذر هو رفع الإثم عن العملين الفاسدين (القلبي والجارحي) أما إثبات الأجر لأحدهما دون الآخر فيفتقر لدليل..
    سبق ذكر الفرق بين فساد العمل المخالف للشرع في حالة عدم العذر وبين فساده في حالة العذر، حيث قيل:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الله الغيثي مشاهدة المشاركة
    أما الفرق فهو أن:
    العمل المخالف للشرع بلا عذر فاسد حقيقة.
    أما العمل المخالف للشرع بعذر فهو فاسد صورة.
    لأن العذر ينفي تعمد مخالفة الشرع؛ لا ينفي مخالفة الشرع. فإذا اقترن بالعمل يصير كأن لم يكن؛ ففي مسألتنا يبقى حسن القصد، وهو محبة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن من يعظم المولد ويتخذه موسمًا يعتقد معذورًا أن تعظيم المولد واتخاذه موسمًا مشروع، وأنه بالنسبة إلى محبة النبي صلى الله عليه وسلم الواجبة؛ كالنافلة بالنسبة إلى الفريضة؛ فهو يريد أن يثبت محبة النبي صلى الله عليه وسلم، ويقويها...فيؤجر على حسن قصده هذا، ويلغى ذاك؛ لأنه ليس مقصودًا. بل المقصود تثبيت محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتقويتها؛ بأي طريق مشروع...
    أما تعظيم المولد بلا عذر فهو مقصود، وإن قصد تثبيت محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتقويتها؛ فإن يقصد ذلك بهذه الطريق بعينها.

    الأصول:
    وذلك لما تقرر من: أن حسن القصد مع مخالفة الشرع؛ لا يقبل.
    بدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى). وقوله: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).
    فمخالفة الشرع بلا عذر مانع من الإثابة على النية الصالحة؛ فإن وجدت بدون مخالفة الشرع؛ أثيب عليها، كما قال الله تعالى: (فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره).
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( الذي وقع الخلاف في معنى قوله: تعظيم المولد واتخاذه موسمًا؛ قد يفعله بعض الناس، ويكون له أجر؛ لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) في اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم: (إن من كان له نية صالحة أثيب على نيته، وإن كان الفعل الذي فعله ليس بمشروع، إذالم يتعمد مخالفة الشرع). فلا عبرة بالمخالفة إذا لم تكن متعمدة.
    والعذر ينفي تعمد مخالفة الشرع؛ كما قال الله تعالى: (وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورًا رحيمًا)...
    هذا والله أعلم، وصلى الله على رسوله محمد وآله وسلم.

  6. #46

    افتراضي رد: تصحيح خطأ وقع فيه صاحب كتاب "التعامل مع المبتدع"

    بارك الله فيك على هذا الرد الدقيق المفصل .

  7. #47
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,444

    افتراضي رد: تصحيح خطأ وقع فيه صاحب كتاب "التعامل مع المبتدع"

    المسألة بحالها : فتعمد المخالفة وعدمه إنما متعلقه العمل الجارحي أما القلبي فعبادة صحيحة تامة ما الذي أفسدها ؟

    ولا موضع لحشر النية هنا فالنية هي نية عمل المولد ولا نزاع في فسادها كلامنا عن المحبة الدافعة للمولد وما يصاحبه وينتج عنه من الأعمال القلبية ما الذي أفسدها ؟

    وكلام الشيخ عن النية لا يقصد به النية الخاصة للقيام بالعمل وإنما يقصد به النية الدافعة ومراده أنه حركه الحب ولم يحركه طلب الرياسة أو المكاسب فهذا هو تعمد مخالفة الشرع في كلامه..

    والحاصل : أن إدخال العذر وعدمه وجعله مناطاً للإثابة على المحبة باطل وهو باطل يجمع أموراً :

    أولها : التزيد على كلام الشيخ وذكر مالم يذكره

    وثانيها: عدم الانضباط في الحجة لكون فساد العمل واقعاً على كل حال وهو يسري للقلب على كل حال.والعذر إنما يرفع الإثم على الفساد وهو إن أثبت أجراً فإنما يثبته من جهة الاجتهاد في إثبات العبادة ولا تعلق له بالمحبة وحدها.

    والثالث : خلطه بين عدم العذر الظاهر وبين عدم العذر الباطن فالأصل المحكم أن كل من حركته المحبة ورأى هذا الفعل من مقتضياتها أنه معذور وإنما لا يعذر في الظاهر بناء على قانون التأويل وأحكامه وإلا فكل من حركته المحبة وإرادة الله والرسول فهو معذور في الجملة.

    والرابع : إبطال العمل القلبي بلا دليل صحيح مع دلالة حديث سعد على حمد ذلك العمل القلبي وإن كان الفعل مخالفاً للشرع وعدم إيراد ما يبطل هذه الدلالة..

    والحمد لله وحده..والصلاة والسلام على من لا نبي بعده..
    اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وأصلح لنا شأننا كله ..

  8. #48
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    393

    افتراضي رد: تصحيح خطأ وقع فيه صاحب كتاب "التعامل مع المبتدع"

    يا أبا فهر ، تعقيبك الأول لا معنى له ، وكأنك تخوّنه ..
    اذكر أن صاحب الكتيب استفاده من الاقتضاء ، أما باقي كلامك ففلسفة ، والله المستعان
    نحن في ذي الحياة ركب سفار-يصل اللاحقين بالماضينا = قد هدانا السبيل من سبقونا-وعلينا هداية الآتينا
    عبد الوهاب عزام-ديوان المثاني ص149
    اللهم اكفني شر كل ذي شر لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

  9. #49

    افتراضي رد: تصحيح خطأ وقع فيه صاحب كتاب "التعامل مع المبتدع"

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    المسألة بحالها : فتعمد المخالفة وعدمه إنما متعلقه العمل الجارحي أما القلبي فعبادة صحيحة تامة ما الذي أفسدها ؟
    تعمد المخالفة عمل قلبي، والعذر يقترن بالعمل القلبي، والعمل القلبي والعمل الجارحي متلازمان؛ أحدهما مرتبط بالآخر؛ لا ينفك عنه؛ فهما كالشيء الواحد؛ لا يتعلق شيء بأحدهما دون الآخر، ولا يفسد أحدهما دون الآخر.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    ولا موضع لحشر النية هنا فالنية هي نية عمل المولد ولا نزاع في فسادها كلامنا عن المحبة الدافعة للمولد وما يصاحبه وينتج عنه من الأعمال القلبية ما الذي أفسدها ؟
    وكلام الشيخ عن النية لا يقصد به النية الخاصة للقيام بالعمل وإنما يقصد به النية الدافعة ومراده أنه حركه الحب ولم يحركه طلب الرياسة أو المكاسب فهذا هو تعمد مخالفة الشرع في كلامه..
    هذه الأعمال متلازمة؛ فلا حشر!
    يلاحظ على هذا الكلام:
    التفريق بين النية الخاصة للقيام بالعمل أو نية عمل المولد والنية الدافعة (أنه حركه الحب).
    وعدم التفريق بين المحبة الدافعة للمولد والمحبة المطلقة أو أصل المحبة ومبدئها.
    وأن ظاهره أن المحبة الدافعة للمولد هي المحبة المطلقة؛ محبة النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك يصفها بالصحيحة التامة، ويسأل ما الذي أفسدها؟!
    وليس الأمر كذلك؛ فالمحبة الدافعة للمولد ليست المحبة المطلقة أو أصل المحبة ومبدئها. بل هي زيادة في محبة النبي صلى الله عليه وسلم؛ ليست منها؛ يعتقد أنها منها.
    وهذا هو سبب الخلاف.
    فهي محبة غير صحيحة؛ لأنها مبنية على تصور غير صحيح، أو مقترنة به، كما سيأتي في التعليق على هذا:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    أن كل من حركته المحبة ورأى هذا الفعل من مقتضياتها أنه معذور
    وتعمد مخالفة الشرع في كلام الشيخ المذكور ليس هو أنه يحركه طلب الرياسة والمكاسب، لأنه قال: (إن من كان له نية صالحة؛ أثيب على نيته، وإن كان الفعل الذي فعله ليس بمشروع،إذا لم يتعمد مخالفةالشرع). يعني إذا كان معذورًا في مخالفة الشرع.
    قال الشيخ محمد ابن عثيمين -رحمه الله - في القول المفيد على كتاب التوحيد (1/385 ، 386) : " إن البدعة شر، ولو حسن قصد فاعلها، ويأثم إن كان عالمًا أنها بدعة، ولو حسن قصده؛ لأنَّه أقدم على المعصية؛ كمن يجيز الكذب والغش، ويدَّعي أنه مصلحة , أما لو كان جاهلاً ؛ فإنه لا يأثم؛ لأن جميع المعاصي لا يأثم بها إلا مع العلم , وقد يثاب على حسن قصده، وقد نبَّه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه "اقتضاء الصراط المستقيم "؛ فيثاب على نيَّته دون عمله , فعمله هذا غير صالح ولا مقبول عند الله ولا مرضي؛ لكن لحسن نيَّته مع الجهل؛ يكون له أجر، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم للرجل الذي صلى، وأعادالوضوء بعدما وجد الماء، وصلى ثانية : " لك الأجر مرتين " ؛ لحسن قصده , ولأن عمله عمل صالح في الأصل , لكن لو أراد أحد أن يعمل العمل مرتين مع علمه أنه غير مشروع , لم يكن له أجر؛ لأن عمله غيرمشروع؛ لكونه خلاف السنة؛ فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - للذي لم يعد: "أصبت السنة".اهـ.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    والحاصل : أن إدخال العذر وعدمه وجعله مناطاً للإثابة على المحبة باطل وهو باطل يجمع أموراً
    أولها : التزيد على كلام الشيخ وذكر مالم يذكره
    ما قيل هو معنى كلامه، ولا يخالف ما ذكره؛ ولا فرق بينه وبين هذا:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    وكلام الشيخ عن النية لا يقصد به النية الخاصة للقيام بالعمل وإنما يقصد به النية الدافعة ومراده أنه حركه الحب ولم يحركه طلب الرياسة أو المكاسب فهذا هو تعمد مخالفة الشرع في كلامه..
    فإن كان ذلك تزيدًا؛ فهذا تزيد!!!
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    وثانيها: عدم الانضباط في الحجة لكون فساد العمل واقعاً على كل حال وهو يسري للقلب على كل حال.والعذر إنما يرفع الإثم على الفساد وهو إن أثبت أجراً فإنما يثبته من جهة الاجتهاد في إثبات العبادة ولا تعلق له بالمحبة وحدها.
    سبق ذكر الفرق بين فساد العمل المخالف للشرع في حالة عدم العذر وبين فساده في حالة العذر، حيث قيل:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الله الغيثي مشاهدة المشاركة
    أما الفرق فهو أن:
    العمل المخالف للشرع بلا عذر فاسد حقيقة.
    أما العمل المخالف للشرع بعذر فهو فاسد صورة.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الله الغيثي مشاهدة المشاركة
    لأن العذر ينفي تعمد مخالفة الشرع؛ لا ينفي مخالفة الشرع. فإذا اقترن بالعمل يصير كأن لم يكن؛ ففي مسألتنا يبقى حسن القصد، وهو محبة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن من يعظم المولد ويتخذه موسمًا يعتقد معذورًا أن تعظيم المولد واتخاذه موسمًا مشروع، وأنه بالنسبة إلى محبة النبي صلى الله عليه وسلم الواجبة؛ كالنافلة بالنسبة إلى الفريضة؛ فهو يريد أن يثبت محبة النبي صلى الله عليه وسلم، ويقويها...فيؤجر على حسن قصده هذا، ويلغى ذاك؛ لأنه ليس مقصودًا. بل المقصود تثبيت محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتقويتها؛ بأي طريق مشروع...
    أما تعظيم المولد بلا عذر فهو مقصود، وإن قصد تثبيت محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتقويتها؛ فإن يقصد ذلك بهذه الطريق بعينها.


    فالعذر؛ كالجهل والشبهة؛ يقترن بالعمل القلبي (المحبة)، ويؤثر فيه؛ فيقع غير مقصود، ولذلك يرفع الإثم على الفساد؛ فهذه الأمور متلازمة، كما يفهم من القول بأن العذر:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    إن أثبت أجراً فإنما يثبته من جهة الاجتهاد في إثبات العبادة ولا تعلق له بالمحبة وحدها.
    فيفهم منه أنه يتعلق بالمحبة، ولكن ليس وحدها!!
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    والثالث : خلطه بين عدم العذر الظاهر وبين عدم العذر الباطن
    سبق القول بأن:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الله الغيثي مشاهدة المشاركة
    بيان وجه الخطأ إذا كان بالأدلة الشرعية التي يجب قبولها، وكان ممن يحسن إقامة الحجة ؛ فإنه تقوم به الحجة، ويرفع به العذر؛ في الظاهر، ولا سيما إذا تبين أن المخطئ قد فهم الحجة أو انقطع عن الجواب، وإذا كان كذلك؛ فلا يفتقر إلى حكم قضائي؛ لأنه لا فرق بين الحكم القضائي وغير القضائي في ذلك ... أما في الباطن (عند الله تعالى) ، فلا يكون رفعًا للعذر إلا إذا أزال العذر بالفعل؛ وفي الحقيقة والباطن، الذي لا يعلمه إلا الله عز وجل، وهذا هو المقصود، وليس المقصود أنه يلزم من بيان وجه الخطأ بالأدلة الشرعية التي يجب قبولها؛ انتفاء العذر ...

    وسبق الجواب على هذا السؤال:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    بالسؤال يتضح المقال: رجل يقيم بدعة المولد وقد ناقشتَه وبينتَ له الحجة على وجه رأيتَ أنتَ أنه انقطع عن الجواب فرفعتَ عنه العذر الظاهر وأثبتَ له الإثم الظاهر وظل هو على بدعته يظنها دين الرسول وإن عجز عن جوابك فهو يرد هذا العجز لضعف ملكته وقوة شبهتك لا لأن هذا هو الحق .
    الآن : هل تحكم بانتفاء أجره على أصل المحبة الدافعة للمولد ؟؟ وهل حكمك يكون على الظاهر مع بقاء احتمال الأجر الباطن أم تنفيه في الظاهر والباطن معاً ؟
    بهذا الجواب:

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الله الغيثي مشاهدة المشاركة
    قد لا يكون له أجر على أصل المحبة الدافعة للمولد؛ لأنه لا يظهر أنه معذور في مخالفته للشرع، وحسن القصد مع مخالفة الشرع؛ لا يقبل. وقد يكون له أجر على أصل المحبة الدافعة للمولد؛ إذا كان معذورًا في الحقيقة والباطن الذي لا يعلمه إلا الله عز وجل؛ لأن العذر ينفي مخالفته للشرع، ويبقى حسن القصد؛ فيؤجر عليه...
    فأين الخلط في هذا؟ ولماذا هو خلط؟
    الظاهر أن عدم العذر في الظاهر إذا توفرت في الحكم به الشروط المذكورة يلزم منه عدم العذر في الباطن.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    فالأصل المحكم أن كل من حركته المحبة ورأى هذا الفعل من مقتضياتها أنه معذور وإنما لا يعذر في الظاهر بناء على قانون التأويل وأحكامه وإلا فكل من حركته المحبة وإرادة الله والرسول فهو معذور في الجملة.
    لماذا كل من حركته المحبة وإرادة الله والرسول ورأى هذا الفعل (اتخاذ المولد موسمًا) من مقتضياتها أنه معذور ؟!!
    ليس كل من حركته محبة النبي صلى الله عليه وسلم، ورأى أن عمل المولد من مقتضياتها؛ معذورًا. لأن بعضهم قد يكون قصر في طلب الحق؛ فلم يتبين له، أو أعرض عنه؛ لهوى أو كسل، ونحو ذلك، أو تبين له وجه الخطأ بالأدلة الشرعية التي يجب قبولها؛ ممن يحسن إقامة الحجة؛ فتركه...
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الاستقامة (1/456): (إن المحبة هي أصل كل حركة في العالم). وأصلها العلم والتصور؛ فإذا كان ذلك باطلاً؛ فما بني على باطل فهو باطل، قال في منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية: (الحب والإرادة ونحو ذلك يتبع العلم والاعتقاد؛ فهو فرع الشعور؛ فمن اعتقد باطلاً؛ فأحبه؛ كان محبًا لذلك الباطل، وكانت محبته باطلة؛ فلم تنفعه).
    فالمحبة في حالة العذر؛ كالجهل والشبهة؛ تتبع تصورًا غير صحيح، وهو أن تعظيم المولد بالنسبة إلى محبة النبي صلى الله عليه وسلم؛ كالنافلة بالنسبة إلى الفريضة، أو أن هذا الفعل من مقتضياتها، كما قيل في هذا الأصل المحكم!! فتكون غير صحيحة.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    والرابع : إبطال العمل القلبي بلا دليل صحيح مع دلالة حديث سعد على حمد ذلك العمل القلبي وإن كان الفعل مخالفاً للشرع وعدم إيراد ما يبطل هذه الدلالة..
    قال ابن القيم -رحمه الله- في زاد المعاد في هدي خير العباد (5/407): (عجب النبي صلى الله عليه وسلم من غيرته، وأخبر أنه غيور، وأنه صلى الله عليه وسلم أغير منه، والله أشد غيرة، وهذا يحتمل معنيين: أحدهما: إقراره وسكوته على ما حلف عليه سعد أنه جائز له فيما بينه وبين الله، ونهيه عن قتله في ظاهر الشرع، ولا يناقض أول الحديث آخره.
    والثاني: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك كالمنكر على سعد، فقال: "ألا تسمعون إلى ما يقول سيدكم " يعني: أنا أنهاه عن قتله، وهو يقول: بلى، والذي أكرمك بالحق، ثم أخبر عن الحامل له على هذه المخالفة، وأنه شدة غيرته، ثم قال: أنا أغير منه، والله أغير مني. وقد شرع إقامة الشهداء الأربعة مع شدة غيرته سبحانه، فهي مقرونة بحكمة ومصلحة، ورحمة وإحسان، فالله سبحانه مع شدة غيرته أعلم بمصالح عباده، وما شرعه لهم من إقامة الشهود الأربعة دون المبادرة إلى القتل، وأنا أغير من سعد، وقد نهيته عن قتله. وقد يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم كلا الأمرين، وهو الأليق بكلامه وسياق القصة).
    وقياس العمل القلبي الدافع إلى عمل المولد على الغيرة الدافعة إلى قتل الرجل من وجده يزني بزوجته دون إقامة الشهداء الأربعة؛ قياس مع الفارق؛ لأن عمل المولد مخالف للشرع مخالفة حقيقية؛ فهو محرم لذاته، أما قتل الرجل من وجده يزني بزوجته دون إشهاد؛ فليس مخالفًا للشرع؛ لذاته؛ لأنه جائز فيما بين العبد وربه، ولكنه مخالف للشرع في الظاهر؛ فهو محرم لغيره؛ لئلا تقع المفسدة التي درأها الله بالقصاص، ويتهالك الناس في قتل من يريدون قتله في دورهم، ويدعون أنهم كانوا يرونهم على حريمهم؛ فسد الشرع الذريعة، وحمى المفسدة، وصان الدماء .
    وبينهما فرق آخر، وهو: أن شدة الغيرة عذر من الأعذار الشرعية فيما بين العبد وبين ربه إذا حجبت العقل وغلبت الإرادة، كما قال الأنصار: يا رسول الله، لا تلمه؛ فإنه رجل غيور، والله ما تزوج امرأة قط إلا عذراء، ولا طلق امرأة؛ فاجترأ رجل منا أن يتزوجها من شدة غيرته...
    وفي لسان العرب: وأَبْلَيْت فلاناً عُذراً؛ أَي بَيَّنت وجه العذر؛ لأُزيل عني اللوم. فقول الأنصار: فإنه رجل غيور، والله ما تزوج امرأة قط إلا عذراء، ولا طلق امرأة؛ فاجترأ رجل منا أن يتزوجها من شدة غيرته؛ بيان للعذر؛ لإزالة اللوم.

  10. #50
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,444

    Lightbulb رد: تصحيح خطأ وقع فيه صاحب كتاب "التعامل مع المبتدع"

    الظاهر أن عدم العذر في الظاهر إذا توفرت في الحكم به الشروط المذكورة يلزم منه عدم العذر في الباطن.

    هذا غير صحيح ..

    بل التلازم بينهما يقع في حالات قليلة ..

    أما الغالب فلا يجوز الحكم بهذه الملازمة ؛لأن ما يظهر للقاضي أو الحاكم بخلاف المتعلق بعلم الله عز وجل..

    وكل من اجتهد في طلب الحق من جهة الله والرسول وحركه طلب مرضاة الله والرسول = فهو معذور في الباطن ولا يرتفع عنه العذر الباطن أبداً وإن كان قد يرتفع العذر الظاهر بالنسبة لنظر القاضي في أدلة الواقع في البدعة أو الكفر..فباب الكفر الظاهر ينبني على نظر القاضي في الأدلة وما يظهر له من تحقق المخالف بها..اما العذر الباطن فمبناه على عدم المعاندة والهوى وإنما ينبني على هل اجتهد في طلب الحق من جهة الله والرسول وحركه على ما معه محبة الله وطلب رضاه وأنه يظن أن ما معه هو الحق الذي أتى به الرسول أم لا..فكل من كان كذلك في معذور في الجملة وإن لم يعذر في الظاهر وقد يقع له تقصير في الاجتهاد أو الإرادة يحاسب عليه بقدره لكن كونه اجتهد في طلب هذا الحق من جهة الوحي هذا يكفل له الإعذار في الجملة..


    ليس كل من حركته محبة النبي صلى الله عليه وسلم، ورأى أن عمل المولد من مقتضياتها؛ معذورًا. لأن بعضهم قد يكون قصر في طلب الحق؛ فلم يتبين له، أو أعرض عنه؛ لهوى أو كسل، ونحو ذلك، أو تبين له وجه الخطأ بالأدلة الشرعية التي يجب قبولها؛ ممن يحسن إقامة الحجة؛ فتركه...


    وهذا معنى معذور في الجملة فليس كلامنا عن صاحب الهوى أو المعرض أو من تبين له الحق كلامنا عمن بقي على ما معه يظن أنه الحق الذي أتى به النبي وهذا قد يقدر القاضي عدم إعذاره أحياناً وهذا حكم الظاهر أما الباطن فالأصل أنه معذور ما دام يظن هذا هو الدين الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم ..والخلط في هذه من جنس الخلط الذي في التي قبلها..


    أن شدة الغيرة عذر من الأعذار الشرعية فيما بين العبد وبين ربه إذا حجبت العقل وغلبت الإرادة،



    تزيد على النص ولا دليل عليه..




    عمل المولد مخالف للشرع مخالفة حقيقية؛ فهو محرم لذاته،



    كلاهما محرم ولذاته أو لغيره لا تؤثر هاهنا..ولا دليل على تأثيرها ومجرد حرمة العمل وحمد العمل القلبي الدافع (وهو حمد عندي وليس في ما نقلتَ ما ينفي أنه حمده على الغيرة)= دليل في محل النزاع..



    فهي محبة غير صحيحة؛ لأنها مبنية على تصور غير صحيح،



    خطأ !!



    بل هي محبة صحيحة وأنتجت تصوراً غير صحيح لما تكون به المحبة = فبطل التصور وبقت المحبة..



    تعمد المخالفة عمل قلبي، والعذر يقترن بالعمل القلبي، والعمل القلبي والعمل الجارحي متلازمان؛ أحدهما مرتبط بالآخر؛ لا ينفك عنه؛ فهما كالشيء الواحد؛ لا يتعلق شيء بأحدهما دون الآخر، ولا يفسد أحدهما دون الآخر.



    ليس في كلامي نفي أن يكون تعمد المخالفة عملاً قلبياً ولم أتعرض لذلك أصلاً !!



    معنى كلامي : أن المخالفة التي يقال عنها متعمدة أم غير متعمدة هي العمل الجارحي ولا شأن للعمل القلبي بها ..فالعمل القلبي الذي هو المحبة هو عمل متعمد ونعم التعمد أن يتعمد محبة الله..

    والعمل القلبي الذي يفسد بفساد العمل الجارحي هو المقارن والناتج وليس الدافع..وهذا كمن حركته محبة الله وعبادته لأن يصوم فصام يوما العيد فنية هذا اليوم وما ينتج عنه من الخشوع والإخبات = باطلين أما تلك المحبة التي حركته فهي محبة صحيحة محمودة وإن أخطأ في تصديقها بالعمل من جهة بدعية العمل وإلا فهي على أصلها صحيحة لم تُجرح..



    فإن كان ذلك تزيدًا؛ فهذا تزيد!!!



    بالعكس !!



    فالذي معي هو نص كلام الشيخ فالشيخ ذكر عدم التعمد وعلقه على المحبة المحركة فالوصف المؤثر عند الشيخ في عدم التعمد هو المحبة المحركة .
    فذكر العذر بمعنى الجهل والتأويل هاهنا ورفع عدم التعمد عند عدمهما في الظاهر = هو تزيد أجنبي عن كلام الشيخ فالشيخ هنا يتكلم على أنه مادام لم يتعمد مخالفة الشرع أي : ليس فعله من جنس المعصية المحضة وإنما حمله عليه محبة النبي = أنه يؤجر على تلك المحبة ..أما من لم تحمله المحبة وليس معه حسن القصد فهذا لا يؤجر ؛لأن فعله يكون من جنس المعاصي المحضة ..

    فبناء الحكم على عدم التعمد وتعليله بحسن القصد والمحبة هو نص عبارته وغيرها تزيد..




    وباقي الكلام تكرار ومصادرة سبق ردهما..
    اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وأصلح لنا شأننا كله ..

  11. #51

    افتراضي رد: تصحيح خطأ وقع فيه صاحب كتاب "التعامل مع المبتدع"

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    اقتباس:

    الظاهرأن عدم العذر في الظاهر إذا توفرت في الحكم به الشروط المذكورة يلزم منه عدم العذرفي الباطن.
    هذا غير صحيح ..
    بل التلازم بينهما يقع في حالات قليلة ..
    أما الغالب فلا يجوز الحكم بهذه الملازمة ؛لأن ما يظهر للقاضي أو الحاكم بخلاف المتعلق بعلم الله عز وجل..
    تعليل المخالفة غير صحيح؛ لأن ما يظهر للقاضي أو الحاكم لا يلزم أن يكون بخلاف المتعلق بعلم الله عز وجل..
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    وكل من اجتهد في طلب الحق من جهة الله والرسول وحركه طلب مرضاة الله والرسول = فهو معذور في الباطن ولا يرتفع عنه العذر الباطن أبداً وإن كان قد يرتفع العذر الظاهر بالنسبة لنظر القاضي في أدلة الواقع في البدعة أو الكفر..فباب الكفر الظاهر ينبني على نظر القاضي في الأدلة وما يظهر له من تحقق المخالف بها..اما العذر الباطن فمبناه على عدم المعاندة والهوى وإنما ينبني على هل اجتهد في طلب الحق من جهة الله والرسول وحركه على ما معه محبة الله وطلب رضاه وأنه يظن أن ما معه هو الحق الذي أتى به الرسول أم لا..فكل من كان كذلك في معذور في الجملة وإن لم يعذر في الظاهر وقد يقع له تقصير في الاجتهاد أو الإرادة يحاسب عليه بقدره لكن كونه اجتهد في طلب هذا الحق من جهة الوحي هذا يكفل له الإعذار في الجملة..
    كل من اجتهد ... معذور (بدون في الجملة).
    ثم كل من كان كذلك (اجتهد...)؛ فهو معذور؛ في الجملة.
    كما في:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    فالأصل المحكم أن كل من حركته المحبة ورأى هذا الفعل من مقتضياتها أنه معذور وإنما لا يعذر في الظاهر بناء على قانون التأويل وأحكامه وإلا فكل من حركته المحبة وإرادة الله والرسول فهو معذور في الجملة.
    حيث استدرك عليه بأنه:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الله الغيثي مشاهدة المشاركة
    ليس كل من حركته محبة النبي صلى الله عليه وسلم، ورأى أن عمل المولد من مقتضياتها؛ معذورًا. لأن بعضهم قد يكون قصر في طلب الحق؛ فلم يتبين له، أو أعرض عنه؛ لهوى أو كسل، ونحو ذلك، أو تبين له وجه الخطأ بالأدلة الشرعية التي يجب قبولها؛ ممن يحسن إقامة الحجة؛ فتركه...
    فرد:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    وهذا معنى معذور في الجملة فليس كلامنا عن صاحب الهوى أو المعرض أو من تبين له الحق كلامنا عمن بقي على ما معه يظن أنه الحق الذي أتى به النبي وهذا قد يقدر القاضي عدم إعذاره أحياناً وهذا حكم الظاهر أما الباطن فالأصل أنه معذور ما دام يظن هذا هو الدين الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم ..والخلط في هذه من جنس الخلط الذي في التي قبلها..
    إذا كان هذا معنى معذور في الجملة: أنه ليس كل أولئك معذروًا؛ فلماذا أورد هذا الكلام إذًا؟!!
    أليس أورد في مقابل مثل هذا:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الله الغيثي مشاهدة المشاركة
    المخالف للشرع بجهل أو شبهة قد يكون معذورًا، وقد يكون غير معذور، وأن من يعظم المولد، ويتخذه موسمًا، ويكون له أجر؛ لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ هو من يكون معذورًا في فعله المخالف للشرع بجهل أو شبهة، أو بعبارة أخرى: من يفعله بجهل يعذر به أو شبهة يعذر بها...والله أعلم.

    ؟!!!
    وما فائدة أن يقال: كل من كان معذورًا؛ فهو معذور؟!!!!
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    والخلط في هذه من جنس الخلط الذي في التي قبلها..
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    اقتباس:
    أن شدة الغيرة عذر من الأعذارالشرعية فيما بين العبد وبين ربهإذا حجبت العقل وغلبت الإرادة
    تزيد على النص ولا دليل عليه..
    قد ذكر الدليل على هذا...
    فينبغي الجواب عنه، وبيان سبب وصفه بأنه تزيد على النص، وأنه لا يدل على المراد.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    اقتباس:
    عمل المولد مخالف للشرع مخالفة حقيقية؛ فهو محرم لذاته
    كلاهما محرم ولذاته أو لغيره لا تؤثر هاهنا..
    لماذا ؟
    الفرق المذكور فرق مؤثر؛ لأنه يمكن تعليق الحكم عليه بأن يقال: إنه إن حمد الغيرة الدافعة إلى قتل الرجل من وجده يزني بزوجته دون إقامة الشهداء الأربعة؛ فلأن القتل ليس مخالفًا للشرع في هذه الحال لولا الذريعة...
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    ولا دليل على تأثيرها ومجرد حرمة العمل وحمد العمل القلبي الدافع (وهو حمد عندي وليس في ما نقلتَ ما ينفي أنه حمده على الغيرة)= دليل في محل النزاع..
    تعني: ولا دليل على تأثيرها، ومجرد حرمة العمل، وحمد العمل القلبي الدافع (وهو حمد عندي وليس في ما نقلتَ ما ينفي أنه حمده على الغيرة= [لأنه]دليل في محل النزاع)..
    كيف هو دليل في محل النزاع؟!
    النبي صلى الله عليه وسلم حمد الغيرة، ولم يحمد الغيرة الدافعة إلى قتل الرجل من وجده يزني بزوجته دون إقامة الشهداء الأربعة، قال ابن القيم في الجواب الكافي:وفي الصحيح أيضًا عنه أنه قال: (لا أحد أغير من الله؛ من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه العذر من الله؛ من أجل ذلك أرسل الرسل مبشرين ومنذرين، ولا أحد أحب إليه المدح من الله؛ من أجل ذلك أثنى على نفسه) فجمع في هذا الحديث بين الغيرة التي أصلها كراهة القبائح وبغضها، وبين محبة العذر الذي يوجب كمال العدل والرحمة والإحسان، والله سبحانه مع شدة غيرته يحب أن يعتذر إليه عبده، ويقبل عذر من اعتذر إليه، وأنه لا يؤاخذ عبده بارتكاب ما يغار من ارتكابه حتى يعذر إليهم؛ ولأجل ذلك أرسل رسله، وأنزل كتبه إعذارًا وإنذارًا، وهذا غاية المجد والإحسان ونهاية الكمال؛ فإن كثيرًا ممن تشتد غيرته من المخلوقين تحمله شدة الغيرة على سرعة الإيقاع والعقوبة من غير إعذار منه، ومن غير قبول العذر ممن اعتذر إليه، بل قد يكون له في نفس الأمر عذر، ولا تدعه شدة الغيرة أن يقبل عذره، وكثير ممن تقبل المعاذير يحمله على قبولها قلة الغيرة حتى يتوسع في طريق المعاذير، ويرى عذرًا ما ليس بعذر؛ حتى يعذر كثير منهم بالعذر، وكل منهما غير ممدوح على الإطلاق...
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    اقتباس:
    فهي محبة غير صحيحة؛ لأنها مبنية على تصور غير صحيح
    خطأ !!
    بل هي محبة صحيحة وأنتجت تصوراً غير صحيح لما تكون به المحبة = فبطل التصور وبقت المحبة..
    المحبة تتبع التصور، وليس العكس، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية: (الحب والإرادة ونحو ذلك يتبع العلم والاعتقاد؛ فهو فرع الشعور؛ فمن اعتقد باطلاً؛ فأحبه؛ كان محبًا لذلك الباطل، وكانت محبته باطلة؛ فلم تنفعه).
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    اقتباس:
    تعمد المخالفة عمل قلبي، والعذر يقترن بالعمل القلبي، والعمل القلبي والعمل الجارحي متلازمان؛ أحدهما مرتبط بالآخر؛ لا ينفك عنه؛ فهما كالشيء الواحد؛ لا يتعلق شيءبأحدهما دون الآخر، ولا يفسد أحدهما دون الآخر
    ليس في كلامي نفي أن يكون تعمد المخالفة عملاً قلبياً ولم أتعرض لذلك أصلاً !!
    معنى كلامي : أن المخالفة التي يقال عنها متعمدة أم غير متعمدة هي العمل الجارحي ولا شأن للعمل القلبي بها ..فالعمل القلبي الذي هو المحبة هو عمل متعمد ونعم التعمد أن يتعمد محبة الله..
    تعمد المخالفة عمل قلبي، والعذر يقترن بالعمل القلبي، والعمل القلبي والعمل الجارحي متلازمان؛ أحدهما مرتبط بالآخر؛ لا ينفك عنه؛ فهما كالشيء الواحد؛ لا يتعلق شيء بأحدهما دون الآخر، ولا يفسد أحدهما دون الآخر.
    وحديث القلب يثبت التلازم بين العمل الجارحي وبين الأعمال القلبية التي أنتجته أصلاً، وليس بينه وبين الأعمال المصاحبة والناتجة، وإن كانت كل هذه الأعمال متلازمة...

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الله الغيثي مشاهدة المشاركة
    المحبة الدافعة للمولد ليست المحبة المطلقة أو أصل المحبة ومبدئها. بل هي زيادة في محبة النبي صلى الله عليه وسلم؛ ليست منها؛ يعتقد أنها منها.

    وهذا هو سبب الخلاف.
    لا يمكن أن يكون العمل القلبي متعمدًا، والعمل الجارحي اللازم له غير متعمد!!!
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    والعمل القلبي الذي يفسد بفساد العمل الجارحي هو المقارن والناتج وليس الدافع..وهذا كمن حركته محبة الله وعبادته لأن يصوم فصام يوما العيد فنية هذا اليوم وما ينتج عنه من الخشوع والإخبات = باطلين أما تلك المحبة التي حركته فهي محبة صحيحة محمودة وإن أخطأ في تصديقها بالعمل من جهة بدعية العمل وإلا فهي على أصلها صحيحة لم تُجرح..
    قول: من حركته محبة الله (وعبادته؟) لأن يصوم؛ إما أن يكون المراد به أن محبة الله حركته لأن يصوم صومًا مطلقًا؛ وإما أن يكون المراد به أن محبة الله حركته لأن يصوم يوم العيد؛ فإن أريد أن محبة الله حركته لأن يصوم صومًا مطلقًا؛ فهذه المحبة محبة مطلقة لم تحركه لعمل مخالف للشرع؛ فليست موضوع البحث، وإن أريد بذلك أن محبة الله حركته لأن يصوم يوم العيد؛ فهذه المحبة حركته لعمل مخالف للشرع، فهي محبة غير صحيحة؛ لأنها ليست مبنية على علم صحيح، وموضوع البحث مثل هذه المحبة، وليس المحبة المطلقة، كما سبق مرارًا.
    ومما يبين أن في المثال المذكور حلقة مفقودة استبدال محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم بمحبة الله تعالى، وعمل المولد (موضوع البحث) بالصوم؛ فإن صورة المسألة ستظهر كالتالي:
    من حركته محبة النبي لأن يعمل المولد؛ فعمل المولد؛ فنية هذا العمل وما ينتج عنه من الحال والذكر= باطلان، أما تلك المحبة التي حركته؛ فهي محبة صحيحة محمودة، وإن أخطأ في تصديقها بالعمل من جهة بدعية العمل، وإلا فهي على أصلها صحيحة لم تُجرح..
    وهذا غير صحيح؛ لأن المحبة الدافعة إلى عمل المولد محبة غير صحيحة ولا محمودة؛ لأنها مبنية اعتقاد غير صحيح، وهو أن عمل المولد مما يثبت محبة النبي صلى الله عليه وسلم ويقويها؛ كالنافلة بالنسبة إلى الفريضة.
    أو – وهو ما يظن أنه سيقال؛ ليصح القول بأن المحبة المحركة محبة صحيحة- :
    من حركته محبة النبي لأن يعمل(؟)؛ فعمل المولد؛ فنية هذا العمل وما ينتج عنه من الحال والذكر= باطلان، أما تلك المحبة التي حركته؛ فهي محبة صحيحة محمودة، وإن أخطأ في تصديقها بالعمل من جهة بدعية العمل، وإلا فهي على أصلها صحيحة لم تُجرح..
    فالمحبة هنا صحيحة، ولكنها المحبة المطلقة؛ ليست المحبة الدافعة لعمل المولد...فالمحبة الدافعة لعمل المولد لم تذكر هنا.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    اقتباس:
    فإن كان ذلك تزيدًا؛ فهذا تزيد!!!
    بالعكس !!
    فالذي معي هو نص كلام الشيخ فالشيخ ذكر عدم التعمد وعلقه على المحبة المحركة فالوصف المؤثر عند الشيخ في عدم التعمد هو المحبة المحركة .
    فذكر العذر بمعنى الجهل والتأويل هاهنا ورفع عدم التعمد عند عدمهما في الظاهر = هو تزيد أجنبي عن كلام الشيخ فالشيخ هنا يتكلم على أنه مادام لم يتعمد مخالفة الشرع أي : ليس فعله من جنس المعصية المحضة وإنما حمله عليه محبة النبي = أنه يؤجر على تلك المحبة ..أما من لم تحمله المحبة وليس معه حسن القصد فهذا لا يؤجر ؛لأن فعله يكون من جنس المعاصي المحضة ..
    فبناء الحكم على عدم التعمد وتعليله بحسن القصد والمحبة هو نص عبارته وغيرها تزيد..
    هذا نص كلام الشيخ: (إن من كان له نية صالحة؛ أثيب على نيته، وإن كان الفعل الذي فعله ليس بمشروع،إذا لم يتعمد مخالفةالشرع).
    وهذا ما قيل في معناه:

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    وكلام الشيخ عن النية لا يقصد به النية الخاصة للقيام بالعمل وإنما يقصد به النية الدافعة ومراده أنه حركه الحب ولم يحركه طلب الرياسة أو المكاسب فهذا هو تعمد مخالفة الشرع في كلامه..
    طلب الرياسة أو المكاسب سبب تعمد مخالف الشرع، وليس هو تعمد مخالفة الشرع.
    فإذا استبدل ما قيل إنه هو تعمد مخالفة الشرع في كلام الشيخ (معناه) بقوله: (يتعمد مخالفة الشرع) يصبح الكلام : (إن من كان له نية صالحة؛ أثيب على نيته، وإن كان الفعل الذي فعله ليس بمشروع، إذا لم يحركه طلب الرياسة أو المكاسب).
    فيؤول معنى الكلام إلى: (إن من كان له نية صالحة؛ أثيب على نيته، وإن كان الفعل الذي فعله ليس بمشروع،إذا لم تكن له نية صالحة)!!!
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    فذكر العذر بمعنى الجهل والتأويل هاهنا ورفع عدم التعمد عند عدمهما في الظاهر = هو تزيد أجنبي عن كلام الشيخ فالشيخ هنا يتكلم على أنه مادام لم يتعمد مخالفة الشرع أي : ليس فعله من جنس المعصية المحضة وإنما حمله عليه محبة النبي = أنه يؤجر على تلك المحبة ..أما من لم تحمله المحبة وليس معه حسن القصد فهذا لا يؤجر ؛لأن فعله يكون من جنس المعاصي المحضة ..
    فبناء الحكم على عدم التعمد وتعليله بحسن القصد والمحبة هو نص عبارته وغيرها تزيد..
    الكلام على معنى عدم التعمد.
    معنى تعمد مخالفة الشرع على هذا= أنه لم تحمله المحبة، وليس معه حسن القصد.
    ومعنى عدم تعمد مخالفة الشرع= أنه حمله عليه محبة النبي صلى الله عليه وسلم...
    فإذا استبدل معنى تعمد مخالفة الشرع على هذا بقوله: (يتعمد مخالفة الشرع) يصبح الكلام : (إن من كان له نية صالحة؛ أثيب على نيته، وإن كان الفعل الذي فعله ليس بمشروع، إذا حمله عليه حسن القصد...).
    فيؤول معنى الكلام إلى: (إن من كان له نية صالحة؛ أثيب على نيته، وإن كان الفعل الذي فعله ليس بمشروع، إذا حمله عليه نية صالحة)!!!
    والتعمد في اللغة القصد، وهو ضد الخطأ، كما قال الله تعالى: (وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به، ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورًا رحيمًا).
    وهو كذلك في كلام شيخ الإسلام، كما في قوله: (فرق بين المتعمد لتنكيس الوضوء، وبين المعذور بنسيان أو جهل...).
    فعدم التعمد هو الخطأ، وعدم القصد، وسبب ذلك العذر ...
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    وباقي الكلام تكرار ومصادرة سبق ردهما..
    لو سبق رده لما تكرر، وإنما سبق وصفه باستعمال مصطلحات الجدل والمنطق: مصادرة – تزيد – خلط – بالعكس - لا دليل في ذلك - دليل في محل النزاع؛ دون بيان وتعليل.

  12. #52
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,444

    افتراضي رد: تصحيح خطأ وقع فيه صاحب كتاب "التعامل مع المبتدع"

    المحبة تتبع التصور، وليس العكس، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية: (الحب والإرادة ونحو ذلك يتبع العلم والاعتقاد؛ فهو فرع الشعور؛ فمن اعتقد باطلاً؛ فأحبه؛ كان محبًا لذلك الباطل، وكانت محبته باطلة؛ فلم تنفعه).

    هذا في محبة المولد وليس في المحبة الدافعة للمولد ،وبينهما فرق ولا نزاع في بطلان محبة المولد..

    إذا لم يتعمد مخالفةالشرع

    ووصف الشيخ عدم التعمد بأنه النية الصالحة المحركة وهذا هو نص كلامنا أم جعل عدم التعمد هو النسيان والجهل(حصراً) فهو تزيد على كلام الشيخ ولا دليل عليه..

    طلب الرياسة أو المكاسب سبب تعمد مخالف الشرع، وليس هو تعمد مخالفة الشرع.

    تعمد المخالفة هو فعل المعصية من جهة العلم بأنها معصية وإنما ضربنا الرياسة والمكاسب مثلاً للعلل الدافعة..

    أما عدم التعمد فمعناه فعل المعصية من جهة اعتبارها طاعة وكلامنا : أن القاضي قد لا يرى عذراً لمن اعتبرها طاعة لكن مجرد القصد للطاعة يعني أنه ليس قاصداً للمعصية وهاهنا حالتان : إما أن يكون له عذر يعلمه الله ولم يظهر للقاضي فيؤجر على المحبة لبقاء العذر الباطن وإن ارتفع الإعذار الظاهر ..
    أو يكون معه هوى مخلوط بالشبهة (وهذا هو الغالب) وهذا يؤاخذ على هواه ويعذر لخطأه..

    كلامي خارج عن هاتين وإنما صححتهما لك (في نظري واجتهادي) استطراداً: أما كلامي فهو أن نفس المحبة مادامت وقعت (وهي لا تقع إلا مع حسن القصد) فهي محبة صحيحة يؤجر عليها ولا دليل على عدم أجره لانفكاك تلازمها مع العمل الجارحي فهي دافعة وليست ملازمة..

    فعدم التعمد هو الخطأ، وعدم القصد، وسبب ذلك العذر

    هذا خطأ فالعذر هو حكم الله في المخطئ وليس هو سبباً لعدم القصد..والخطأ وعدم القصد يعمان في كلام الشيخ : (الخطأ والنسيان والجهل والتأويل ).

    فالمحبة هنا صحيحة، ولكنها المحبة المطلقة؛ ليست المحبة الدافعة لعمل المولد...فالمحبة الدافعة لعمل المولد لم تذكر هنا.

    المحبة العامة تتجدد في قلب العبد فلما يحضر موعد ولادة النبي صلى الله عليه وسلم يتذكره فتحركه المحبة لعمل ما يراه احتفاء بالمولد فالمسألة هنا بمنزلة تحريك دلوك الشمس للرغبة والرهبة الدافعة للصلاة..

    لا يمكن أن يكون العمل القلبي متعمدًا، والعمل الجارحي اللازم له غير متعمد!!!

    كلا العملين تعمد لطاعة الله فأحدهما فسد لعدم المتابعة والآخر صحيح لا يوجد ما يفسده..ومعنى قولي لا يقال عن القلبي غير متعمد أنه عمل صحيح تام وليس هو معصية لنسأل هل تعمده ام لا وإنما يسأل عن التعمد المتعلق بالعذر وغيره عند الأعمال الفاسدة في الظاهر..ولا يقال للمصلي هل هو معذور أم لا وإنما يقال للكاذب هل هو معذور أم لا

    النبي صلى الله عليه وسلم حمد الغيرة، ولم يحمد الغيرة الدافعة إلى قتل الرجل من وجده يزني بزوجته دون إقامة الشهداء الأربعة،

    هذه مصادرة بل دعاوي أن الحمد كان على الغيرة الدافعة تلك..ولا ترد بمجرد الدعوى المقابلة ..

    الفرق المذكور فرق مؤثر؛ لأنه يمكن تعليق الحكم عليه

    إن كنت تقصد يمكن تعليق الحكم عليه من جهتك فهذا مسلم لكن الأوصاف المؤثرة إنما يبحث في إمكانية تعليق الحكم عليها من جهة الشرع ويثبت ذلك بإيراد فروع متفق عليها بين المتحاورين ولا يثبت بمجرد الدعوى..

    ودعواي : إن الحمد على الغيرة مع فساد العمل دليل في محل النزاع أما رتبة فساد العمل فليست مؤثرة في إثبات هذا القدر..
    وكلام ابن القيم إنما هو في صلاحية الغيرة عذراً مطلقاً وهذا نحن نقول به ونقول إن المحبة لا تصلح عذراً مطلقاً لكن كلامنا في إن كونها عذر هذه جهة وكونها عمل صحيح في نفسه هذه جهة أخرى..


    تعليل المخالفة غير صحيح؛ لأن ما يظهر للقاضي أو الحاكم لا يلزم أن يكون بخلاف المتعلق بعلم الله عز وجل..


    عبارتي هي :

    أما الغالب فلا يجوز الحكم بهذه الملازمة ؛لأن ما يظهر للقاضي أو الحاكم بخلاف المتعلق بعلم الله عز وجل..

    ومعنى بخلاف المتعلق بعلم الله أي إن حكمهما إنما هو اجتهاد يصيب حكم الله ولا يصيب أما المتعلق بعلم الله فهو قاطع وبالتالي فيتفقان ويختلفان فيمتنع الجزم بتلازمهما..

    لو سبق رده لما تكرر، وإنما سبق وصفه باستعمال مصطلحات الجدل والمنطق: مصادرة – تزيد – خلط – بالعكس - لا دليل في ذلك - دليل في محل النزاع؛ دون بيان وتعليل.

    بالعكس يا مولانا فالتكرار في كلامك كثير جداً وفي مواضع سبق ردها وإنما تكرر أنت عرض الدعوى ودليلها بصيغ مختلفة رغم سبق الرد ،وهذا هو الذي جرني أنا أيضاً للتكرار وهذا ظاهر جداً لكل من يقرأ الموضوع .
    أما البيان والتعليل فمجرد تطبيق معنى المصطلح المذكور سيُظهر لك أن كلامك كذلك بلا حاجة لمزيد شرح مني واعتبر بهذا الموضع وطبق هذا عليه :

    النبي صلى الله عليه وسلم حمد الغيرة، ولم يحمد الغيرة الدافعة إلى قتل الرجل من وجده يزني بزوجته دون إقامة الشهداء الأربعة،

    هذه مصادرة بل دعوي أن الحمد كان على الغيرة الدافعة تلك وأن هذا هو مدلول النص الذي لا صارف له ..وهذا هو محل النزاع وأنت تكرر فيه دعوى مقابلة وليس حجة..ولا ترد الدعاوى بمجرد الدعوى المقابلة ..
    ============

    من نافلة القول أنني استفدتُ كثيراً من هذه المحاورة فلا يكن في صدرك حرج من بعض التخشين غير المقصود وأعتذر لك مما أعلم ومما لا أعلم..

    بارك الله فيك ونفع بك..

    اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وأصلح لنا شأننا كله ..

  13. #53

    افتراضي رد: تصحيح خطأ وقع فيه صاحب كتاب "التعامل مع المبتدع"

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    اقتباس:
    المحبة تتبع التصور، وليس العكس، كما قال شيخالإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية: (الحبوالإرادة ونحو ذلك يتبع العلم والاعتقاد؛ فهو فرع الشعور؛ فمن اعتقد باطلاً؛ فأحبه؛كان محبًا لذلك الباطل، وكانت محبته باطلة؛ فلم تنفعه).
    هذا في محبة المولد وليس في المحبة الدافعة للمولد ،وبينهما فرق ولا نزاع في بطلان محبة المولد..
    سبب إيراد القول بأن المحبة تتبع التصور، وليس العكس هو هذا:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    بل هي محبة صحيحة وأنتجت تصوراً غير صحيح لما تكون به المحبة = فبطل التصور وبقت المحبة..
    فهذا يخالف القول: بأن المحبة تتبع العلم والاعتقاد؛ حيث إنه جعل التصور (العلم والاعتقاد) يتبع المحبة.
    هذا هو محل الخلاف.
    فإذا تم الاتفاق على هذا؛ يأتي البحث في التصور الذي تتبع له المحبة، وهل هو صحيح أو غير صحيح؛ المراد هنا.
    وقد سبق الكلام في معنى المحبة الدافعة للمولد، وأنه لا يصح أن تكون هي محبة النبي صلى الله عليه وسلم المطلقة؛ ولم يناقش على الرغم من أنه سبب الخلاف، كما أشير إلى ذلك مرارًا وتكرارًا !!!
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    ووصف الشيخ عدم التعمد بأنه النية الصالحة المحركة وهذا هو نص كلامنا
    لم يصف الشيخ عدم التعمد بأنه النية الصالحة المحركة؛ وبيان معنى عدم تعمد مخالفة الشرع، ومناقشة ما قيل فيه سبق (في الرد 51).
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    أم جعل عدم التعمد هو النسيان والجهل(حصراً) فهو تزيد على كلام الشيخ ولا دليل عليه..
    النسيان لا يتصور في مسألتنا أصلاً، وقد ورد في الكلام عن التعمد في اللغة؛ أي في العموم حيث قيل:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الله الغيثي مشاهدة المشاركة
    والتعمد في اللغة القصد، وهو ضد الخطأ، كما قال الله تعالى: (وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به، ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورًا رحيمًا).
    وهو كذلك في كلام شيخ الإسلام، كما في قوله: (فرق بين المتعمد لتنكيس الوضوء، وبين المعذور بنسيان أو جهل...).
    فعدم التعمد هو الخطأ، وعدم القصد، وسبب ذلك العذر ...
    ولا يفهم منه جعل عدم التعمد هو النسيان والجهل(حصراً)؛ فهذه من أسباب عدم التعمد...
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    تعمد المخالفة هو فعل المعصية من جهة العلم بأنها معصية وإنما ضربنا الرياسة والمكاسب مثلاً للعلل الدافعة..
    أما عدم التعمد فمعناه فعل المعصية من جهة اعتبارها طاعة
    كيف يكون فعل المعصية من جهة اعتبارها طاعة؟
    أ يكون بهذا:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    فالوصف المؤثر عند الشيخ في عدم التعمد هو المحبة المحركة .
    أو بالعذر؛ بالجهل أو الشبهة ...أو نحو ذلك من الأسباب؟!!
    يظهر أن الجواب قد صار الثاني بدليل:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    وكلامنا : أن القاضي قد لا يرى عذراً لمن اعتبرها طاعة لكن مجرد القصد للطاعة يعني أنه ليس قاصداً للمعصية وهاهنا حالتان : إما أن يكون له عذر يعلمه الله ولم يظهر للقاضي فيؤجر على المحبة لبقاء العذر الباطن وإن ارتفع الإعذار الظاهر .
    أو يكون معه هوى مخلوط بالشبهة (وهذا هو الغالب) وهذا يؤاخذ على هواه ويعذر لخطأه..
    كلامي خارج عن هاتين وإنما صححتهما لك (في نظري واجتهادي) استطراداً
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    مجرد القصد للطاعة يعني أنه ليس قاصداً للمعصية
    وهل يخطئ أحد في هذا؛ ليصحح له؟!!
    الكلام على الحقيقة.
    والقاضي وغيره لا دخل له في الحكم بالأجر وعدمه...
    والحالة الأولى من الحالتين المذكورتين سبق التنبيه عليها حيث قيل:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الله الغيثي مشاهدة المشاركة
    قد يكون له أجر على أصل المحبة الدافعة للمولد؛ إذا كان معذورًا في الحقيقة والباطن الذي لا يعلمه إلا الله عز وجل؛ لأن العذر ينفي مخالفته للشرع، ويبقى حسن القصد؛ فيؤجر عليه...

    والهوى المخلوط بالشبهة يكون الحكم فيه بحسب ما يغلب؛ فعدم العذر للخطأ في هذه الحالة ليس على إطلاقه، كما في هذا:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    وإنما يرتفع هذا الأجر إما بعدم وجود حسن القصد وهذا موجود حتى في الذين معهم شبهة مثل الذين ينصبون المولد لرفع رياسة بدعهم وإما لاخنلاط حسن القصد بالهوى اختلاطاً يغلب فيه الهوى ولا يغفره الله..

    وحقيقة هذا الكلام:
    إن الذي يقال: إنه غير معذور؛ هو معذور؛ لأنه إما أن يكون له عذر يعلمه الله، أو يكون معه هوى مخلوط بالشبهة (وهذا هو الغالب) وهذا يؤاخذ على هواه ويعذر لخطئه..
    فيظهر من هذا الحصر أنه لا يوجد من يكون غير معذور...
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    أما كلامي فهو أن نفس المحبة مادامت وقعت (وهي لا تقع إلا مع حسن القصد) فهي محبة صحيحة يؤجر عليها ولا دليل على عدم أجره لانفكاك تلازمها مع العمل الجارحي فهي دافعة وليست ملازمة..
    وصف المحبة بالتي وقعت يعني أنها حادثة؛ فهي ليست المحبة المطلقة؛ فلابد لها من سبب (تصور) حادث؛ وقعت تبعًا له، ثم وقع العمل تبعًا لها؛ فالحكم عليها يتبع الحكم على التصور الذي وقعت تبعًا له؛ فإن كان صحيحًا؛ كانت صحيحة، وإن كان غير صحيح؛ كانت غير صحيحة؛ فلم تنفع صاحبها.
    والعمل الجارحي لازم للمحبة الدافعة إليه، كما في حديث القلب، وهذا ملخص يوضح علاقة هذه الأعمال ببعضها، والفرق بين محبة النبي صلى الله عليه وسلم المطلقة، والمحبة الدافعة إلى عمل المولد:
    - معرفة رسول الله تستلزم محبة رسول الله، وهي تستلزم اتباعه وطاعته.
    - اعتقاد أن المولد زيادة في محبة رسول الله يستلزم تعظيم المولد، وهو يستلزم اتخاذ المولد موسمًا.
    فالعمل القلبي الذي استلزم عمل المولد هو تعظيم المولد، وليس محبة رسول صلى الله عليه وسلم.
    فإن اعتقد أن المولد زيادة في محبة رسول الله بعذر أجر على قصده؛ لأنه قصد زيادة محبة الرسول؛ ولم يقصد العمل بعينه، وإن لم يكن له عذر؛ لم يؤجر على قصده؛ لأن قصده زيادة محبة الرسول بهذا العمل بعينه.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة

    اقتباس:
    فعدم التعمد هو الخطأ، وعدم القصد، وسبب ذلك العذر
    هذا خطأ فالعذر هو حكم الله في المخطئ وليس هو سبباً لعدم القصد..والخطأ وعدم القصد يعمان في كلام الشيخ : (الخطأ والنسيان والجهل والتأويل ).
    العذر هو الحجة التي تزول بها المؤاخذة على مخالفة الحق، وهو الخطأ والنسيان والجهل والتأويل والشبهة والإكراه، وما إلى ذلك من وجوه العذر؛ فهو بهذا المعنى سبب لعدم القصد أو عدم التعمد بلا شك.
    أما القول بأن العذر هو حكم الله في المخطئ فهذا كلام عن حقيقة اتصاف معين في أمر معين بالعذر، وليس هو معنى العذر.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    اقتباس:
    فالمحبة هنا صحيحة، ولكنها المحبة المطلقة؛ ليست المحبة الدافعة لعمل المولد...فالمحبة الدافعة لعمل المولد لم تذكر هنا.
    المحبة العامة تتجدد في قلب العبد فلما يحضر موعد ولادة النبي صلى الله عليه وسلم يتذكره فتحركه المحبة لعمل ما يراه احتفاء بالمولد فالمسألة هنا بمنزلة تحريك دلوك الشمس للرغبة والرهبة الدافعة للصلاة..
    ليست المحبة العامة التي تتجدد هنا بل تعظيم المولد والاحتفاء به، كما سبق بيانه...
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    اقتباس:
    لا يمكن أن يكون العمل القلبي متعمدًا، والعمل الجارحي اللازم له غير متعمد!!!
    كلا العملين تعمد لطاعة الله فأحدهما فسد لعدم المتابعة والآخر صحيح لا يوجد ما يفسده..ومعنى قولي لا يقال عن القلبي غير متعمد أنه عمل صحيح تام وليس هو معصية لنسأل هل تعمده ام لا وإنما يسأل عن التعمد المتعلق بالعذر وغيره عند الأعمال الفاسدة في الظاهر..ولا يقال للمصلي هل هو معذور أم لا وإنما يقال للكاذب هل هو معذور أم لا
    هما كالشيء الواحد، كما سبق مرارًا.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    اقتباس:
    النبي صلى الله عليه وسلم حمد الغيرة، ولم يحمدالغيرة الدافعة إلى قتل الرجل من وجده يزني بزوجته دون إقامة الشهداءالأربعة،
    هذه مصادرة بل دعاوي أن الحمد كان على الغيرة الدافعة تلك..ولا ترد بمجرد الدعوى المقابلة ..
    اقتباس:
    الفرق المذكور فرق مؤثر؛ لأنه يمكن تعليق الحكم عليه
    إن كنت تقصد يمكن تعليق الحكم عليه من جهتك فهذا مسلم لكن الأوصاف المؤثرة إنما يبحث في إمكانية تعليق الحكم عليها من جهة الشرع ويثبت ذلك بإيراد فروع متفق عليها بين المتحاورين ولا يثبت بمجرد الدعوى..
    إذا لم يكن حمد الغيرة الحاملة على مخالفة الشرع، بل التي لا توافق غيرة الله تعالى؛ للعذر في مخالفة الشرع، ولا لأن المخالفة ليست حقيقية؛ فلماذا حمدت على الرغم من مخالفتها للشرع؟!
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    ودعواي : إن الحمد على الغيرة مع فساد العمل دليل في محل النزاع أما رتبة فساد العمل فليست مؤثرة في إثبات هذا القدر..
    رتبة فساد العمل ليست مؤثرة لو كان الحكم (الحمد) لا يمكن أن يتعلق بها.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    وكلام ابن القيم إنما هو في صلاحية الغيرة عذراً مطلقاً وهذا نحن نقول به
    هل قيل به هنا:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    وشدة الغيرة ليست عذراً من الأعذار الشرعية وإلا لكانت شدة المحبة عذراً..
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    اقتباس:
    تعليل المخالفة غير صحيح؛ لأن ما يظهر للقاضي أو الحاكم لا يلزم أن يكون بخلاف المتعلق بعلم الله عزوجل..
    عبارتي هي :
    اقتباس:
    أما الغالب فلا يجوز الحكم بهذه الملازمة ؛ لأن ما يظهر للقاضي أو الحاكم بخلاف المتعلق بعلم الله عز وجل..
    ومعنى بخلاف المتعلق بعلم الله أي إن حكمهما إنما هو اجتهاد يصيب حكم الله ولا يصيب أما المتعلق بعلم الله فهو قاطع وبالتالي فيتفقان ويختلفان فيمتنع الجزم بتلازمهما..
    إذا كان هذا هو معنى العبارة؛ فالعبارة التي خولفت بهذه العبارة، وهي:


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الله الغيثي مشاهدة المشاركة
    الظاهر أن عدم العذر في الظاهر إذا توفرت في الحكم به الشروط المذكورة يلزم منه عدم العذر في الباطن.
    ليس فيها الجزم بتلازمهما!! ومع ذلك حكم على هذا الكلام بأنه غير صحيح!!!
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    اقتباس:
    لو سبق رده لما تكرر، وإنما سبق وصفه باستعمال مصطلحات الجدل والمنطق: مصادرة – تزيد – خلط – بالعكس - لا دليل في ذلك - دليل في محل النزاع؛ دون بيان وتعليل.
    بالعكس يا مولانا فالتكرار في كلامك كثير جداً وفي مواضع سبق ردها وإنما تكرر أنت عرض الدعوى ودليلها بصيغ مختلفة رغم سبق الرد ،وهذا هو الذي جرني أنا أيضاً للتكرار وهذا ظاهر جداً لكل من يقرأ الموضوع .
    ينبغي ذكر أمثلة (ثلاثة على الأقل) من الكلام المكرر الكثير جدًا على الرغم من سبق الرد (الصحيح) عليه.
    التكرار ظاهر جدًا، لكن سبق الرد غير ظاهر!!
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    أما البيان والتعليل فمجرد تطبيق معنى المصطلح المذكور سيُظهر لك أن كلامك كذلك بلا حاجة لمزيد شرح مني
    لو ظهر أن الكلام كذلك لما طلب البيان والتعليل، والكاتب عليه أن يضع في اعتباره أنه يكتب لغيره لا لنفسه، وهذا يتطلب منه ذكر تفصيلات، وتحليلات يحتاجها القارئ، وإن كانت هي بدهية وأولية بالنسبة إليه.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    واعتبر بهذا الموضع وطبق هذا عليه :
    اقتباس:
    النبي صلى الله عليه وسلم حمد الغيرة، ولم يحمدالغيرة الدافعة إلى قتل الرجل من وجده يزني بزوجته دون إقامة الشهداءالأربعة،
    هذه مصادرة بل دعوي أن الحمد كان على الغيرة الدافعة تلك وأن هذا هو مدلول النص الذي لا صارف له ..وهذا هو محل النزاع وأنت تكرر فيه دعوى مقابلة وليس حجة..ولا ترد الدعاوى بمجرد الدعوى المقابلة ..
    استدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم حمد الغيرة، ولم يحمد الغيرة الدافعة إلى قتل الرجل من وجده يزني بزوجته دون إقامة الشهداءالأربعة؛ بقول الأنصار: يا رسول الله، لا تلمه؛ فإنه رجل غيور، والله ما تزوج امرأة قط إلا عذراء، ولا طلق امرأة؛ فاجترأ رجلمنا أن يتزوجها من شدة غيرته.
    ولم يسبق الرد على هذا الاستدلال مطلقًا على الرغم من تكرره. كما أنه لم يسبق للمستدل بهذا الحديث على حمد الغيرة المخالفة للشرع مطلقًا؛ تعليل ذلك وبيان مسوغه، مع أن الإطلاق يتطلب التعليل؛ لأنه على خلاف القياس الصحيح؛ ولذلك قيده المقيد بقيدين؛ جرت مناقشتهما...
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    من نافلة القول أنني استفدتُ كثيراً من هذه المحاورة فلا يكن في صدرك حرج من بعض التخشين غير المقصود وأعتذر لك مما أعلم ومما لا أعلم.
    بارك الله فيك ونفع بك..
    وقد أفدت أيضًا؛ فجزاك الله خيرًا، ولا أجد في نفسي؛ فقل ما شئت، ولم يكن منك ما يعتذر منه.

  14. #54
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,444

    افتراضي رد: تصحيح خطأ وقع فيه صاحب كتاب "التعامل مع المبتدع"

    كيف يكون فعل المعصية من جهة اعتبارها طاعة؟


    أي يفعل ما هو معصية في نفس الأمر على أنه طاعة وقربة..

    ليس فيها الجزم بتلازمهما!! ومع ذلك حكم على هذا الكلام بأنه غير صحيح!!!


    الجزم أي تقرير التلازم وإلا فمجرد ظن التلازم خطأ ظاهر ..

    فلماذا حمدت على الرغم من مخالفتها للشرع؟!


    حمدت لأنها ليست مخالفة للشرع في نفسها وإن كانت قد دفعت لما هو مخالف للشرع فهذا لا يمنع صحتها في نفسها وهذا هو محل الدلالة..

    ليست المحبة العامة التي تتجدد هنا بل تعظيم المولد والاحتفاء به، كما سبق بيانه...


    دعوى..ومجرد تقابل الدعوتان ليس حجة وبالتالي لا يكون هناك على إفساد المحبة حجة صحيحة ويبقى لنا أصل صحة العمل وعدم ما يفسده وحديث سعد..

    هما كالشيء الواحد، كما سبق مرارًا.


    سبق بالادعاء وليس بالحجة..

    أما القول بأن العذر هو حكم الله في المخطئ فهذا كلام عن حقيقة اتصاف معين في أمر معين بالعذر، وليس هو معنى العذر.


    خطأ

    بل العذر والإعذار هما فعل الله ولا شيء أحب إليه من العذر من الله وإنما الجهل والتأويل ونحوهما هما الأسباب التي يبنى عليها العذر ويجمعها جميعاً إرادة الحق من جهة الله والرسول وعدم إرادة الباطل واختياره..وكل من كان كذلك فهو معذور في الجملة ..ولا يرتفع العذر الباطن كلية إلا على صاحب الهوى الخالص أما من دونه فلا يرتفع عنه العذر وإن ارتفع في الظاهر..

    لأن قصده زيادة محبة الرسول بهذا العمل بعينه.


    فما يزيد من المحبة بالمولد = فاسد ..

    لكن المحبة التي حضرت بحلول موعد المولد والتي هيجتها الذكرى التي لا كسب للإنسان فيها = محبة صحيحة يؤجر عليها..ومثلها المحبة التي يهيجها ذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم فتنتج صيغة صلاة مبتدعة ..

    فيظهر من هذا الحصر أنه لا يوجد من يكون غير معذور...


    غير المعذور كلية صنفان :

    الأول : هو من لم يرد الحق من جهة الله والرسول أصلاً وإنما أراد محض المعصية من جهة أنها معصية ..

    الثاني : من لم يجتهد أي جنس من أجناس الاجتهاد في هذه الإرادة..

    وأنه لا يصح أن تكون هي محبة النبي صلى الله عليه وسلم المطلقة؛ ولم يناقش على الرغم من أنه سبب الخلاف، كما أشير إلى ذلك مرارًا وتكرارًا !!!


    بل نوقش وبينا أنها محبة عامة تجددت بسبب خاص وهو موعد المولد كما تتجدد بذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم..وأن هذا لا يمنع صحتها ولا يفيد فسادها..فلم يُنتجها المولد ولم تنشأ عنه وإنما دفعت إليه وبينهما فرق..

    ..

    بارك الله فيك ونفع بك..
    اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وأصلح لنا شأننا كله ..

  15. #55

    افتراضي رد: تصحيح خطأ وقع فيه صاحب كتاب "التعامل مع المبتدع"

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    اقتباس:
    كيف يكون فعل المعصية من جهة اعتبارها طاعة؟
    أي يفعل ما هو معصية في نفس الأمر على أنه طاعة وقربة..
    السؤال عن الكيفية أو العلة، وليس عن معنى الكلام!!
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    اقتباس:
    ليس فيها الجزم بتلازمهما!! ومع ذلك حكم على هذا الكلام بأنه غير صحيح!!!
    الجزم أي تقرير التلازم وإلا فمجرد ظن التلازم خطأ ظاهر ..
    خالفت القول بأن الظاهر أن عدم العذر في الظاهر إذا توفرت في الحكم به الشروط المذكورة يلزم منه عدم العذر في الباطن؛ بتعليلٍ يخالف الجزم لا الاستظهار؛
    فقيل لك: ولكن القول الذي خالفته ليس فيه الجزم بتلازمهما؛
    فقلت هنا: وإن...فمجرد ظن التلازم خطأ ظاهر،
    فعاد السؤال الأول: لماذا (مجرد ظن التلازم خطأ ظاهر)!!!
    فأنت لم تعلل حتى الآن مخالفة أو تخطئة القول بأن الظاهر (الأكثر) أن عدم العذر في الظاهر إذا توفرت في الحكم به الشروط المذكورة يلزم منه (يدل على) عدم العذر في الباطن، كما في كل أمر يعمل فيه بالأسباب!!!
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    اقتباس:
    فلماذا حمدت على الرغم من مخالفتها للشرع؟!
    حمدت لأنها ليست مخالفة للشرع في نفسها وإن كانت قد دفعت لما هو مخالف للشرع فهذا لا يمنع صحتها في نفسها وهذا هو محل الدلالة..
    يفهم من هذا أن الغيرة في نفسها (وليس نوعًا منها) قد تدفع إلى ما هو مخالف للشرع؛ فما الفرق بينها في حال دفعها إلى ما هو مخالف للشرع، وحال عدم ذلك، وحال موافقتها للشرع؟!!
    أو متى تكون الغيرة في نفسها دافعة إلى ما هو مخالف للشرع، ومتى لا تكون الغيرة في نفسها دافعة إلى ما هو مخالف للشرع؟!!
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    اقتباس:
    ليست المحبة العامة التي تتجدد هنا بل تعظيم المولد والاحتفاء به، كما سبق بيانه...
    دعوى..ومجرد تقابل الدعوتان ليس حجة وبالتالي لا يكون هناك على إفساد المحبة حجة صحيحة ويبقى لنا أصل صحة العمل وعدم ما يفسده وحديث سعد..
    ألم تر البينة؟!! أين الجواب عما نوقش به الأصل المشار إليه، وحديث غيرة سعد رضي الله عنه؟!!
    لماذا لا يجاب عن أقوال المخالف وإيراداته بالتفصيل كلمة كلمة، كما يفعل بكلامك، لا بالإجمال والانتقاء...؟!!
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    اقتباس:

    هما كالشيء الواحد، كما سبق مرارًا.
    سبق بالادعاء وليس بالحجة..
    ألم تر البينة؟! أليس في حديث العلاقة بين القلب والجسد حجة على ذلك؟!
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    اقتباس:
    أما القول بأن العذر هو حكم الله في المخطئ فهذا كلام عن حقيقة اتصاف معين في أمر معين بالعذر، وليس هو معنى العذر.
    خطأ
    بل العذر والإعذار هما فعل الله ولا شيء أحب إليه من العذر من الله وإنما الجهل والتأويل ونحوهما هما الأسباب التي يبنى عليها العذر ويجمعها جميعاً إرادة الحق من جهة الله والرسول وعدم إرادة الباطل واختياره..وكل من كان كذلك فهو معذور في الجملة ..ولا يرتفع العذر الباطن كلية إلا على صاحب الهوى الخالص أما من دونه فلا يرتفع عنه العذر وإن ارتفع في الظاهر..
    حديث: (لا شيء أحب إليه العذر من الله) لا ينافي ما قيل: إنه خطأ.فالعذر هنا بمعنى الإعذار، وهو إزالة العلل؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية (3/37): (ثبت في الحديث الصحيح [عن سعد بن عبادة رضي الله عنه أنه قال: لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح؛ فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (أتعجبون من غيرة سعد، والله لأنا أغير منه، والله أغير مني؛ ومن أجل غيرة الله؛ حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه العذر من الله؛ ومن أجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين، ولا أحد أحب إليه المدحة من الله؛ ومن أجل ذلك وعد الله الجنة)] فبين أنه سبحانه يحب أن يمدح، وأن يعذر، ويبغض الفواحش؛ فيحب أن يمدح بالعدل والإحسان، وأن لا يوصف بالظلم، ومن المعلوم أنه من تقدم إلى أتباعه: بأن: افعلوا كذا، ولا تفعلوا كذا، وبين لهم، وأزاح علتهم، ثم تعدوا حدوده، وأفسدوا أموره؛ كان له أن يعذبهم، وينتقم منهم، فإذا قالوا: أليس الله قدَّر علينا هذا؟! لو شاء الله ما فعلنا هذا؛ قيل لهم: أنتم لا حجة لكم، ولا عندكم ما تعتذرون به؛ يبين أن ما فعلتموه؛ كان حسنًا، أو كنتم معذورين فيه؛ فهذا الكلام غير مقبول منكم، وقد قامت الحجة عليكم؛ بما تقدم من البيان والإعذار).
    وكل ما قيل في معنى العذر عبارات مختلفة باختلاف الاعتبار ( العذر نفسه، الإعذار، قبول العذر أو الحكم به...)، وليس فيها خطأ، وقد عرف في اللغة بما ذكر في الرد الذي قبل هذا...
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    الجهل والتأويل ونحوهما هما الأسباب التي يبنى عليها العذر ويجمعها جميعاً إرادة الحق من جهة الله والرسول وعدم إرادة الباطل واختياره..
    بل يجمعها عدم إرادة العمل الذي وقع بسببها، أما المراد الحقيقي لصاحبها؛ فهو قصة أخرى!!
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    وكل من كان كذلك فهو معذور في الجملة ..ولا يرتفع العذر الباطن كلية إلا على صاحب الهوى الخالص أما من دونه فلا يرتفع عنه العذر وإن ارتفع في الظاهر..
    حاصل هذا الكلام، وكلام قائله كله: "كل من" [عمل عملاً مخالفًا لشرع الله؛ معتقدًا] "بجهل وتأويل ونحوهما"؛ [أنه حق أو حسن أو مشروع...]؛ فعنده "إرادة الحق من جهة الله والرسول، وعدم إرادة الباطل واختياره"؛"فهو معذور" "في الجملة"، "ولا يرتفع" "عنه" "العذر الباطن كلية"، "وإن ارتفع [عنه العذر] في الظاهر..".
    س- لماذا لا يرتفع عنه العذر الباطن كلية؟!
    ج- لأن سبب العذر له جهتان:
    1- الجهل والتأويل ونحوهما...
    2- وإرادة الحق من جهة الله والرسول، وعدم إرادة الباطل واختياره.
    فالجهل والتأويل ونحوهما من الأسباب التي يبنى عليها العذر؛ قد ترتفع بالبيان وإقامة الحجة... أما إرادة الحق من جهة الله والرسول وعدم إرادة الباطل واختياره؛ فلا ترتفع مطلقًا؛ لأنها قد وقعت، ولأنها منفكة عن جهة العمل، ولأنها ليست معصية...
    والقول المخالف: أنه إذا ارتفع الجهل والتأويل ونحوهما؛ ارتفعت الإرادة التي معها؛ لأنها مبنية عليها...
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    اقتباس:
    فيظهر من هذا الحصر أنه لا يوجد من يكون غير معذور...
    غير المعذور كلية صنفان :
    الأول : هو من لم يرد الحق من جهة الله والرسول أصلاً وإنما أراد محض المعصية من جهة أنها معصية ..
    الثاني : من لم يجتهد أي جنس من أجناس الاجتهاد في هذه الإرادة..
    الأول سبق الكلام عليه آنفًا.
    والثاني إن كان هو المقلد؛ فالمقلد قد يكون معذورًا؛ إذا لم يكن مقصرًا!! وإن لم يكن المقلد؛ فكيف وجدت عنده هذه الإرادة؟!
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    اقتباس:

    لأن قصده زيادة محبة الرسول بهذا العمل بعينه.
    فما يزيد من المحبة بالمولد = فاسد ..
    لكن المحبة التي حضرت بحلول موعد المولد والتي هيجتها الذكرى التي لا كسب للإنسان فيها = محبة صحيحة يؤجر عليها..ومثلها المحبة التي يهيجها ذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم فتنتج صيغة صلاة مبتدعة ..
    وأنه لا يصح أن تكون هي محبة النبي صلى الله عليه وسلم المطلقة؛ ولم يناقش على الرغم من أنه سبب الخلاف، كما أشير إلى ذلك مرارًا وتكرارًا !!!
    بل نوقش وبينا أنها محبة عامة تجددت بسبب خاص وهو موعد المولد كما تتجدد بذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم..وأن هذا لا يمنع صحتها ولا يفيد فسادها..فلم يُنتجها المولد ولم تنشأ عنه وإنما دفعت إليه وبينهما فرق..
    ..
    بارك الله فيك ونفع بك..
    بما أن المحبة الدافعة إلى عمل المولد وعمل المولد منفكان غير متلازمين، وبما أن المحبة الدافعة إلى عمل المولد محبة صحيحة يؤجر عليها، وبما أن المحبة الدافعة إلى عمل المولد هي حضور محبة النبي صلى الله عليه وسلم العامة وتجددها بسبب المولد؛ فكل مؤمن يريد أن يكون له هذا الأجر، دون إثم عمل المولد؛ فكيف يجلب هذه المحبة الدافعة إلى عمل المولد بدون عمل المولد؛ ليكون له أجر، دون إثم، ولاسيما المؤمن الذي يحب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من نفسه، ويحب اتباعه، ويكثر من الصلاة والسلام عليه، أم أن هذه المحبة والأجر عليها؛ لا يكون إلا مع عمل المولد وإثمه؟!!!

  16. #56
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    فلسطين المحتلة
    المشاركات
    84

    افتراضي رد: تصحيح خطأ وقع فيه صاحب كتاب "التعامل مع المبتدع"

    بارك الله فيكم أحبتي

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •