تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: هل كان بنو حمود شيعة روافض؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    118

    افتراضي هل كان بنو حمود شيعة روافض؟

    هل كان بنو حمود شيعة روافض
    بسم الله الرحمن الرحيم

    أما بعد فهذا ما أشاعه بعض الكتاب, زعموا أن بني حمود كانوا من الموجات الشيعة التي ضربت الممالك الإسلامية الغربية, فقال الدكتور إبراهيم التهامي الأستاذ بجامعة الأمير عبد القادر بالجزائر في كتابه (جهود علماء المغرب في الدفاع عن عقيدة أهل السنة ): (لم يقتصر التشيع على الأفراد بل تعداهم إلى الدولة, حيث قامت دولة الحموديين على أصول شيعية, إلا أن تشيعهم لم يكن ظاهر المعالم !!! كما هو الشأن بالنسبة للدولة البويهية في إيران, بل كان تشيعهم أقل تطرفا ليس في الاعتقاد, ولكن في سلوكهم مع الرعية وسياستهم, حيث إنهم أخذوا من المذهب الشيعي بالقدر الذي يحقق لهم مصالحهم السياسية.
    نعم إنهم كانوا يدينون ببعض المبادئ الشيعية مثل القول بأنه [لا تتم ديانة إلا بإمام], و أنه يجب على كل مسلم أن يعرف إمام زمانه, إلا أنهم لم يحاولوا فرض هذه المبادئ على غيرهم, و السبب في كونهم أقل تطرفا هو بغض الناس لهم و كراهية الأندلس للاتجاه الشيعي, لأن الاتجاه السني كان هو السائد في الأندلس
    و لكن على الرغم من ذلك , فقد انتشرت في عهد الحموديين الدعوة الشيعية و ثقافتها انتشارا واسعا,
    ومثله الدكتور الشيعي الرافضي عبد الأمير الغزالي الأستاذ في جامعة طهران الذي بالغ وزعم أنهم أقاموا دولة شيعية واضحة المعالم رافعين لواء الرفض والمذهب الجعفري في الأندلس!!!
    أما قول الدكتور التهامي: (كانوا يدينون ببعض المبادئ الشيعية مثل القول بأنه [لا تتم ديانة إلا بإمام]). فغريب وهو مناقض لقوله فيهم : (تشيعهم لم يكن ظاهر المعالم !!!),فإما أن قولهم ذاك ليس كما فهمه الأستاذ, وإما أن هذا الكلام المنسوب إليهم لا يصح عنهم إن أريد لكلامه البراءة من التناقض!!
    فمن أين استقى شرابه, وفي أي صحراء رأى سرابه. وكان من المفروض أن يعين مصادره في هذه التهمة بدقة لا أن يحيل إلى نفح الطيب والذخيرة إحالة إلى غير مليء. وقد راجعتهما فلم أجد بغيتي, ولم أحقق طلبتي فرجعت إلى الكاتب عاتبا على إحالة لا يعرف لها زمام يشدها, ولا غطاء يسدها.
    وأما وسمهم بالأقل تطرفا في الناحية السلوكية من تشيعهم بسبب القصد منهم للمصلحة السياسية والتقية لانتشار التسنن وغلبته فضرب في الهواء, لا يصيد صيدا ولا ينكي عدوا.
    وقد يساعد على هذه الدعوى قول دوزي في كتابه ( ملوك الطوائف ونظرات في تاريخ الإسلام) ترجمة كامل كيلاني (ص84):
    (لما كان الحموديون من سلالة الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان عامة الشعب يرفعونهم إلى درجة التقديس, ويرونهم في أعينهم كأنصاف آلهة) وليس هذا منهم إن صح ما ذكره دوزي!!
    ولم أر مثل هذا في كتاب (الحمودييون, سادة مالقة والجزيرة الخضراء) للويس سكو دي لوثينيا الذي خصصه لدراسة تاريخ الدولة الحمودية.
    لكنني وجدت ابن الخطيب يصفهم في (أعمال الأعلام ص3 ) بـ (الشيعة العلوية) لكن وصفهم بالتشيع لا يخدم الدعوى التي قصدت ردها.
    وأما أن التشيع انتشر في زمان الحموديين فليس مما يحتفل به, ولا يجتمع له, فلا يلزم من نشاط الحركة الشيعية في دولة ما كونها تتبناه أو تحتضنه, بل هي حركة لقيطة في زمان فتنة وهرج ومرج.
    وأما التشيع الذي وصفوا به وأحال الكاتب إلى النفح فالذي وجدته فيه في (الجزء الأول صفحة 482/ طبعة إحسان عباس) أن ابن الحناط الشاعر المعروف بولائه للحموديين على أساس نسبهم الشريف كان موصوفا بالتشيع,وكذلك أبو بكر عبادة بن عبد الله الأنصاري القرطبي كما في قوله في يحيى بن حمود:
    فها أنا ذا يا ابن النبوة نافث ***من القول أرياً غير ما ينفث الصل
    وعندي صريح في ولائك معرق *** تشيعه محض وبيعته بتل
    وليس في هذا دليل على التشيع المقصود في كلام الكاتب, إذ لا يلزم من التشيع رفض, وإنما قصدهم بالتشيع ما يتناقل في عرف المؤرخين من التشيع لآل البيت وبغض الأمويين,
    وليس ذاك التشيع مما يذم به أحد.وهو المقصود لابن الخطيب.ولا يصل أثر هذا إلى الحموديين !!فإن كانوا كذلك فلا يتعدى ما ذكرناه, ومع ذلك يستغرب الواقف على طبيعة العلاقة بين بني أمية في الأندلس وبين هؤلاء الحسنيين, فقد كان القاسم وأخوه من قواد الأمويين في العدوة المغربية!!
    وقد سألت شيخنا بوخبزة عن وجود دولة شيعية في الأندلس بالمعنى المتعارف عليه عند المتأخرين المرادف للرفض فأنكر وجود دولة من هذا النمط في الأندلس مطلقا!!
    وبالغ الرافضي في زعمه كون الحموديين السبب في إقامة الحكم الشيعي على انقاض العرش الأموي!!
    ومما يدل على سلامة معتقدهم من هذا الوجه قدوم مثل الإمام ابن حزم إلى بلاطهم (لاجئا سياسيا) من دولة قرطبة الجائرة, وقد قال ابن حيان في علي بن القاسم بن حمود: (ولما صارت إليه الدولة قهر البرابر وأمضى الأحكام وأقام العدل)!!
    كتبه طارق بن عبد الرحمن الحمودي

  2. #2

    افتراضي رد: هل كان بنو حمود شيعة روافض؟

    بارك الله فيك أيها الأخ الفاضل على هذه المعلومات القيمة .أما ما قيل في الموضوع فقد قيل. ونحن في إنتظار المزيد منك .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •