تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 84

الموضوع: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

  1. #21

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    حياكم الله بالاسلام
    ممكن نعيد النظر في كل الكلام و نبحث هل كلام الرجال يستدل به ام له ؟
    فاذا كان يستدل به فباي الكلام نأخذ أ بكلام اهل الكلام، ام بمن قال فيهم عز و جل فان امنوا بمثل ما امنتم به فقد اهتدوا وان تولوا فانما هم في شقاق هذا من جهة
    و من جهة اخرى اذا كان كلام الرجال يستدل له فما علينا الا الالتزام بنصوص الوحيين و نمرها كما جاءت و لا يلزمنا كل قول خالف النصوص سواء كان من عالم من اهل السنة مثل النووي او بن حجر العسقلاني او من غيرهم مثل الباقلاني و بن العربي ...

  2. #22

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    [quote=سفينة الصحراء;308203]الأخ العاصمي
    أعجبتني طريقتك في هذا الموضوع
    ولكن عندي استفسار:
    متى تهتم أخي الكريم بردود الأشاعرة، ومتى تنبه القراء إلى ردودهم على أهل السنة !!؟

    أخي الكريم : عندما يهاجم الشيخ لأنّه دافع عن السنة يكون خذلانه خذلانا للسنة وعندما يهاجم الشيخ علي لأنّه دافع عن السنة يكون خذلانه خذلانا للسنة .... فالعبرة بالسنة التي يدافع عنها لا بشخصه ... أتمنى أن يفهم أخي الكلام على وجهه ولا أخالني غامضا إلى الدرجة التي أضطر فيها كلّ مرة إلى شرح أقوالي فإن كان الخلل في الأسلوب الذي يسيل به قلمي فأرجوا من الإخوة المعذرة إذ لو كنت أعتقد بأنني مع غير إخوتي ما بقيت بينكم وما أنست برفقتكم وكوني أخالف بعضكم في كثير من تصوراته التي يظنها حقا وأظنها باطلا إلا أنّ هذا لم يدفعني يوما إلى حمل الغلّ أو الحقد على أحد بل تعلمت من استماعي لمحاضرات العلامة الألباني رحمه الله النافعة ومجالسه الماتعة وحفظت عنه قوله ( قل كلمتك وامشي ) أرجوا أن يكون جوابي صريحا وأن يكون فهم أخي صحيحا فإن كان له إشكال فليراسلني على الخاص ولن يجد من أخيه إلا الصدق والصراحة وأنا في الإنتظار ....
    قال الشيخ العلامة حمود بن عبدالله التويجرى - رحمه الله - :" الألبانى علم على السنة والطعن فيه طعن فى السنة "

  3. #23

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة


    اخي العاصمي غفر الله لك و لوالديك و لمحبيك امين و الحاضرين

  4. #24

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فوزي أبو محمد مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم.
    هذا والله العجب، لقد أجبتك أيها الفاضل وقلت لك ما مؤداه أن من ذكرت لم يخالفوا السلف فيما ذهبوا إليه، وطلبت منك أن تثبت مخالفتهم للسلف؛ لأن المطالب بالدليل والإثبات إنما هو النافي لاتفاقهم مع السلف ـ الذي هو أنت، لا المثبت ـ الذي هو أنا، فتعقل.
    والتي سميتها إلزامات باهتة هي في حقيقتها من القوة بحيث لم تستطع الإجابة عنها، ولم تأت لي بشيء يثبت أن من ذكرت من أعلام ومن هو على شاكلتهم خالفوا السلف عموما، وفي مسائل الصفات على وجه الخصوص، بل رحت تراوغ وتصفني بأني أفضل السياقات الجدلية على الكلام الواضح الصريح، فلا أدري عن أي سياقات جدلية تتحدث، فكلامي وسؤالاتي هي من الوضوح والصراحة بحيث يفهمها كل عربي أو ناطق بالعربية من غير العرب، ومع ذلك فإنني أتحداك مرة أخرى أن تجيب عليها إجابة بكلام واضح وصريح ـ على حد تعبيرك. .
    وعليكم السلام
    بل هي تساؤلات باهتة وفاسدة خرجت من عقل مكابر ينكر الشمس المشرقة في اليوم الصافي وقد تأمّلت في قولك ( هي في حقيقتها من القوة بحيث لم تستطع الإجابة عنها ) فعلت محياي ابتسامة عريضة وحمدت الله على نعمة العقل ثمّ قلت في نفسي ترى أي نوع من الأشخاص هو فوزي فإذا بي وقد حملتني الذكرى إلى أيام الصبى فتذكرت روايات الأدب الغربي وأبطاله الخياليين وقد شدني كلامك إلى شخصية حالمة تدعى ( الدونكيشوت دي لا مانشا ) فقد كان مثلك غارقا في أوهامه يظنّ حماره الصغير حصانا فيراه القوم مارا بمجالسهم وهو يلوّح بسيفه الخشبي فيعجبون من حاله ويستغربون من جرأته وخياله فأنت كذلك أخي فوزي تظن تلك الأعجاز الخاوية أدلة قاهرة وبراهين تسلب العقول لكنها سرعان ما تنهار عند أول هبوب للرياح وحسبي من غفلتك أنك لم تنتبه لما أوردته عليك أو لعلك لم تدركه ولم تستطع استيعابه فالعتب علي لأنني وثقت في ذكائك إلاّ أنّ الأمر على خلاف ما اشتهيت فلا بأس بالإعادة ولا أظننا نختلف بأن لا أشعرية قبل الأشعري ومن إدعى ذلك فعليه الدليل !! فإذا كان الأمر كذلك -وهو كذلك- علم الجميع بأنّ الحق مستغن عن الأشعري لأن الحق كان ولم يكن الأشعري موجودا فإذا كان الأمر كذلك حينها فهو كذلك إلى يوم القيامة إذ لم تكن الأمة يوما ضالة تائهة ضائعة تنتظر توبة معتزلي من بدعته حتى يبين لها الحق ويخرجها من التيه وهذا ما لا سبيل لك لدفعه بل هو سيف مسلط على رأسك والعجيب أنني قد أشرت عليك بقراءة كتاب لأحد المشايخ إلا أنّك قد تجاهلت الأمر غفلة أو مكرا وهذه الثانية عليك إذ في كتاب الشيخ ما تطالبني بنقله فقد تتبعأهل نحلتك في جميع الأبواب التي بان فيها فساد نهجهم واضطراب تصورهم ومباينتهم للسلف ولم يترك منها شيئا فيما أظنّ إلاّ أنّك لم تعر تلك الإشارة اهتماما مثلما هو المفروض لكنك فضّلت الشغب والاستنسار والصراخ وإثارة الغبار وقد توقعت هذا منك لسابق عهدي بأمثالك فطلبت منك طلبا بسيطا حتى لا تتهمني بما هو حالك الآن بأن تقرّ في كلّ مرة أسوق لك فيها قولا من أقوال قومك بأنّه قولهم حتى لا تقول بعد أن ننقضه ونبين مخالفته للسلف بأنّنا نفتري عليك وعلى قومك إلاّ أنّك وللمرة الثانية فضلت التجاهل والمضي قدما فيما تريد إقناع نفسك به فهل تريد فعلا برهانا آخر على تهافت ( القوة التي لا يستطيع أحد الإجابة عنها ) ؟ !!! أظن بأنّ الأمر واضح وواضح جدا واضح إلى الدرجة التي صرت معها لا تبصر إلاّ نفسك فإليك هدية ولتجعلها فوق الحساب فقط فليس البخل من شيم العرب فقد جاء في كتاب (رسالة في الذب عن أبي الحسن الأشعري وكتابه الإبانة ) للقاضي أبو القاسم عبد الملك بن عيسى بن درباس (ينسبها بعض المحققين لابن أخيه الفقيه إبراهيم ابن الفقيه الإمام أبي عمرو عثمان بن عيسى بن درباس) بعد ثنائه على أبي الحسن الأشعري رحمه الله وإثبات رجوعه إلى عقيدة السلف من خلال تأليفه للإبانة هذا الكتاب الذي تقشعر من ذكره قلوب أمثال فوزي رغم كونه رجوعا غير تام لم تزل تشوبه بقايا ورواسب الكلابية قال في فضح أسلاف فوزي
    ((ومنهم الإمام الحافظ أبو العباس أحمد بن ثابت الطرقي فإنه قال في بيان مسألة الاستواء من تواليفه [من تأليفه]:
    ما أخبرنا به الإمام الحافظ أبو العباس أحمد بن ثابت قال: رأيت هؤلاء الجهمية ينتمون في نفي العرش وتأويل الاستواء إلى أبي الحسن الأشعري.
    وما هذا بأول باطل ادَّعوه وكذب تعاطوه، فقد قرأت في كتابه المرسوم بـ (الإبانة عن أصول الديانة) أدلة من جملة ما ذكرته في إثبات الاستواء.
    وقال في [جملة] ذلك: ومن دعاء أهل الإسلام جميعًا إذا هم رغبوا إلى الله تعالى في الأمر النازل [هم] يقولون: يا ساكن العرش.
    ثم قال: ومن حَلِفِهِمء جميعًا [قولهم:] لا والذي احتجب بسبع سماوات.
    هذا آخر ما حكاه، وهو في الإبانة كما ذكره [(ص 115)].)) انتهى
    وهذا النص مفيد جدا لمن أراد دراسة أطوار المذهب الأشعري ودرجات إنحرافه عن منهج أهل الحديث المهم هو أنّ هذا النص هو من أبلغ الأدلة على انحراف القوم وكما قلت ليس هذا سوى هدية فوق الحساب ولا يزال أمامه أمور للجواب عنها ستأتي في وقتها إن شاء الله ومنها منابذة أئمة أهل السنة للأشعرية وعدم رضاهم عنهم وعن نهجهم وقد اعترف الحافظ ابن عساكر وهو من الاشاعرة بهذه الحقيقة الصارخة اذ يقول في التبيين ص 331
    (فان قيل ان الجم الغفير في سائر الازمان واكثر العامة في جميع البلدان
    لا يقتدون بالاشعري ولايقلدونه ولا يرون مذهبه وهم السواد الاعظم وسبيلهم السبيل الاقوم .. )
    وعلق ابن المبرد على هذا الكلام بقوله :
    (وهذا الكلام يدل على صحة ما قلنا وانه في ذلك العصر وما بعده كانت الغلبة عليهم وبعد لم يظهر
    شانهم) ص 2283 ورحم الله شيخ الشافعية أبو إسحاق الشيرازي (ت476ه) إذ يقول : ( إنما نفقت الأشعرية عند الناس بانتسابهم إلى الحنابلة )


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فوزي أبو محمد مشاهدة المشاركة
    أما القول الأول ( مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أحكم ) فهو مبني على ما ذكرت لك أعلاه أننا نريد تحرير محل النزاع أولا، لنستبين رأي السلف الصحيح في هذه المباحث حتى نتبين الفرق بين الرأيين، وإلى أي مدى يصدق هذا القول، وهل كان رأي السلف دائما على منوال واحد، أم أيضا ثبت عنهم ما يظن كثيرون أنه مقصور على خلفهم؟.
    بل هو اعتراف صريح من قومك على مخالفتهم لمنهج السلف وإلاّ فما معنى تفريقهم بين المنهجين ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فوزي أبو محمد مشاهدة المشاركة
    وأما القول الثاني ( أشعرية الأصول مالكية-مثلا- الفروع ... ) فهو أعجب ما يمكن أن يستدل به على مخالفة الخلف للسلف؟ فالفروع شيء والأصول شيء آخر، .
    بل هذا من اعترافات قومك !! فلو كانوا موافقين لمالك رحمه الله لقالوا نحن مالكية وكفى وإلاّ فما معنى تفريقهم بين أصول وفروع مالك رحمه الله ؟!! ما الذي أقلقهم في أصول مالك حتى تبرؤوا منه وانتسبوا لغيره ؟!! هذا ما أردت تنبيهك إليه فافهمه فإنه بسيط

    ختاما أعيد عليك طلبي وأرجوا أن لا تخيبني هذه المرة :
    هل القول بأنّ ظاهر الصفات - ما عدا سبعا منها كالسمع والبصر والحياة ... - يقتضي التشبيه هو قول الأشعرية أم هذا إفتراء عليهم ؟؟؟
    قال الشيخ العلامة حمود بن عبدالله التويجرى - رحمه الله - :" الألبانى علم على السنة والطعن فيه طعن فى السنة "

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    22

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخ الفاضل/ تحية طيبة وبعد ـ
    كلا يا أخي فليست تساؤلاتي تساؤلات باهتة وفاسدة خرجت ـ على رأيك ـ من عقل مكابر ينكر الشمس المشرقة في اليوم الصافي، ولا هي بأعجاز خاوية كما وصفتها، بل هي غصص في حلقك وحلوق من هو على شاكلتك، كيف لا، وأنتم ترون أن غالب أئمة أهل الحديث والأثر شراح الصحيحين والسنن، والجمهور الأعظم من الفقهاء والمفسرين واللغويين ليسوا على طريقتكم، فأنى لك ولأمثالك أن تجيب عن هذه (الكارثة الشنعاء والورطة الدهياء التيأصابتكم)، فرحت تراوغ وتراوغ، وتتهمني بنقص العقل، وأنني غارق في أوهامي، مشبها إياي بدونكيشوت، ثم عتبت على نفسك أنك وثقت في ذكائي، فحسبي وحسبك الله، واعلم أن كلامك في وفي غيري من طلاب العلم هو منك متوقع، فمن يتهم أماجد الأمة وأعلامها بالابتداع فلأن يجرؤ على من هو دونهم أولى، كيف وقد قسا القلب، وإني لأرجو أن تعود لنفسك فتنظر كيف أن حالك تغير إلى سوء بعد أن انضممت لمن يلغون في أعراض العلماء، وينهشون لحومهم، وأنا أعتقد جازما أن ذلك حصل، ولو حاولت إخفاءه، أو إقناع نفسك أنه لا علاقة، فالله آذن بالحرب من يعادي أولياءه، ولا أظنك تنكر أن أمثال النووي وابن حجر والبيهقي والرامهرمزي وعياض والمازري والأشعري وغيرهم ممن اتهمتهم ومن على شاكلتك في عقيدتهم، وأن بعضهم متذبذبون في العقيدة ـ ولا أظن أنك تنكر أنهم من أولياء الله وخاصته، ولا نزكيهم على الله، وعموما فأنا أدعوك لفتح الرابط المرفق ففيه مفاجأة لك؛ فإن نفرا من قومك الجدد يرون في جماهير علماء الأمة غير ما ترى أنت ومن على شاكلتك، (أقول قومك الجدد لأنني أعلم أن علماء الجزائر المجاهدة ليسوا على ما أنت عليه عدا نفر ممن تمسلفوا، والله المستعان).
    أما إشارتك علي بأن أقرأ أحد الكتب ـ فقد فعلت منذ سنوات، وقد وجدته جانب الصواب فيه، فلم يكن منصفا البتة، ولم يتبع فيه المنهج العلمي في تتبع أقوال القوم من كتبهم في أكثر مباحثه، بل نقله عن كتب مناوئيهم من أمثال الشيخين الإمامين ابن تيمية وابن القيم ـ رحمهما الله. وحتى ما نقله عن كتبهم لم يعرضه على الكتاب والسنة فيعلم هل هو موافق أم مخالف، بل فيه من الإيهام والتدليس على القراء الشيء الكثير، صحيح أن في بعض كتب المطولات عندهم مباحث فلسفية وكلامية ليست وثيقة الصلة بموضوعات العقيدة، وإنما أوردوها من باب الترف العلمي، وتأثرا ببعض المناهج الفلسلفية، وهي لا تسلم لهم ولا يتبعون فيها. وأنا أدعوك في هذا المقام لمعاودة الاطلاع على رد الدكتور صلاح الدين الأدلبي ، وكتاب درر الألفاظ العوالي في الرد على الموجان للشيخ غيث الغالبي، وتأمل مباحثهما والردود التي فيهما جيدا، وابتعد عافاك الله عن التقليد الأعمى تنج، وإن كنت تريد ردا لحسن السقاف ـ هداه الله من تشيعه ـ فسأرسله لك، وأسجل هنا ملاحظة وهي أنني تعلوني ابتسامة عريضة كلما قرأت : "ولولا ضيق المجال لسردت قائمة متوازية أذكر فيها كبار الأشاعرة ومن عاصرهم من كبار أهل السنة والجماعة الذين يفوقون أولئك عدداً وعلماً وفضلاً "، فأنا وأنت وهو نعلم يقينا أنه لو كان الأمر كذلك فإنه والله لن يتوانى لحظة واحدة في سرد تلك القائمة، لكن هيهات فالعدد لا يسعفه بغير النزر من العلماء، يغفر الله لنا ولهم.
    أما قولك بأن لا أشعرية قبل الأشعريفأنا متفق معك تماما، وأزيدك بأن لا مالكية قبل مالك!!! ولا شافعية قبل الشافعي!!! ولا حنبلية قبل أحمد!!! ـ رحمة الله على الجميع. وأتفق معك تماما أيضا بأنّ الحق مستغن عن الأشعريلكن لو قام غيره ببيان الحق كما بينه هو، وقولك هذا ينبئ عن جهل بما كانت عليه أحوال الأمة وقت خروج الأشعري من انتشار للفتن في جانب العقيدة، وظهور للفرق البدعية التي نفثت سمومها في الأمة، كالمعتزلة والمرجئة والجهمية والرافضة والخوارج. نعم كان لجهود كثير من الفقهاء والمحدثين أثر كبير في دفع هذه الفتن، ولكن مجهوداتهم لم تكن كافية مع تعاظم الشبهات، التي استعمل فيها أصحابها ما ظنوه حججا عقلية، أثرت تأثيرا واقعيا في عوام الأمة، بل وفي بعض فقهائها وأمرائها، ولك فيما وقع للإمام أحمد وكثير غيره من فقهاء وعلماء الأمةـ رحمهم الله جميعا ـ من محنة من خلفاء بني العباس الذين تبنوا رأي المعتزلة في مسألة خلق القرآن ـ لك في ذلك المثال الواضح والأوفى، فلم يبق لقولك: "إذ لم تكن الأمة يوما ضالة تائهة ضائعة تنتظر توبة معتزلي من بدعته حتى يبين لها الحق ويخرجها من التيه" والذي وصفته بأنه "ما لا سبيل لك لدفعه بل هو سيف مسلط على رأسك" ـ أقول: لم يبق له وزن، والذي أخشاه عليك أن يمسك الله بتذكير من عنده أنك تتهجم على أوليائه بلمزك إياهم بكلام فاحش.
    هل تعلم ما هي مشكلتك ومن هو على شاكلتك؟ إنكم لا تقرؤون ومع ذلك تتعالمون، وإذا قرأتم لا تنصفون، يعمد أحدكم إلى كتب فئة معينة من المؤلفين فيشربها نفسه، ويعتنق الأفكار التي فيها دون عرضها على ميزان الكتاب والسنة، وميزان أهل العلم القائم على التحقق من الأخبار والدعاوى، والمؤسس على تلك القاعدة الذهبية: "إن كنت ناقلا فالصحة، أو مدعيا فالدليل". إن شيخ الإسلام ابن تيمية إمام من أئمة المسلمين، ساهم في بناء صرح هذا العلم، وفي تشييد أسس الثقافة الإسلامية العامرة، وبحوثه وكتاباته فيها من الاجتهاد والعلم غير المسبوق ما لا يخفى على كل منصف، لكن ابن تيمية بشر يصيب ويخطأ، ومن ثم فهو داخل قسرا في قول الإمام مالك ـ رحمه الله ـ "كل يؤخذ من كلامه ويرد إلا صاحب هذا القبر"، (ومن المجانبة للإنصاف تقديره لدرجة التقديس، ورفعه إلى مرتبة تكاد تصل به إلى العصمة، التي لا يستحقها مَن سوى الأنبياء والمرسلين؛ حتى إن أقوال سابقيه ولاحقيه من العلماء توزن ـ عند كثير ممن فُتنوا به لحد التقديس ـ بالعرض على كلامه، لا على نصوص الكتاب والسنة، وأساليب اللغة وموازين العقول)، ولك أن تستعرض كتب كثير من مؤلفي الدراسات الفقهية والحديثية والعقدية في هذا العصر وستجد صدق ما ذكرته، مع الادعاء دائما أن الكل يؤخذ منه ويرد، ولكن الواقع يكذبه، فهل رأيت أحدا انتقد رأيا لابن تيمية، ولو كان عكس ما عليه الأمة، بل عكس ما هو واضح وصريح في القرآن والسنة!! وإن وقع فيعدون قوله من الأقوال الاجتهادية في المسألة المعروضة، فلا يتعرضون له بتخطئة مهما قال، ولك في مسألة فناء النار أوضح مثال على ذلك، حيث وصل الحد بأحدهم إلى المباهلة على أن النار تفنى، وما ذلك إلا لأنه رأي لابن تيمية ـ رحمه الله تعالى. فهل رأيت تقديسا أكثر من هذا التقديس، ثم يرمون الغير بما هو فيهم، بحيث ينطبق عليهم المثل القائل: رمتني بدائها وانسلت.
    والآن ما هو برأيكم الأمر الذي خرج به الأشاعرة عن دائرة أهل السنة والجماعة بالمعنى الخاص، وإن كانوا هم من أهل السنة بالمعنى العام ؟
    إن أهم مسألة تلوكونها وتدعون فيها أن الأشاعرة خالفوا فيها السلف هي مسألة تأويل الصفات، فالمعروف أن الأشاعرة لهم في ذلك منهجان: منهج تفويض المعنى، ومنهج التأويل. فهل يا ترى حقا لم يرد عن السلف أنهم فوضوا معاني هذه الصفات؟ وهل ترى حقا كذلك أنه لم يرد عن بعضهم تأويل؟

    والجواب: كلا، وألف كلا. فقد ورد عنهم كل ذلك، وهاك البيان، ولنبدأ بالتأويل:
    1.تأويل ابن عباس وغيره للساق بالشدة :
    روى ابنأبي حاتم في تفسيره عند قوله تعالى: " يوم يكشف عن ساق " من طريق عكرمة، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنه سئل عن قولهتعالى: "يوم يكشف عن ساق" قال: إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر؛ فإنهديوان العرب... ثم قال ابن عباس:" هذا يوم كرب وشدة".
    وعنابن عباس في قوله تعالى: "يوم يكشف عن ساق" قال: هو الأمر الشديد المفظع من الهول يوم القيامة".
    وفي تفسير عبد الرزاق: روى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى "يوم يكشف عنساق" قال: "يكشف عن شدة الأمر"
    وفي تفسير الطبري:قال الإمام الطبري عليه رحمة الله:
    حدثنا ابن حميد، قال ثنا مهران، عن سفيان عن المغيرةعن إبراهيم عن ابن عباس: "يوم يكشف عن ساق" قال: "عن أمر عظيم"، كقول الشاعر:وقامت الحرب بنا على ساق.


    وحدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثنا معاوية، عن ابن عباس :قوله: "يوم يكشف عن ساق"هو الأمر الشديد المفظع من الهول يوم القيامة.
    وحدثني الحارث،قال: شدة الأمر، قال: ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد:
    قوله" يوم يكشف عن ساق" قال: "شدة الأمر".
    حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن عاصم بن كليب، عن سعيد بنجبير، قال:"عن شدة الأمر".
    2. تأويل ابن عباس وغيره منالسلف الإتيان بإتيان الأمر:
    قال القرطبي في تفسيره: عند قوله تعالى: "أو يأتي ربك"، قال ابن عباس و الضحاك:أمر ربك فيهم بالقتل أو غيره، قال: وقد يذكر المضاف إليهوالمراد به المضاف، كقوله تعالى: "واسأل القرية" (يوسف : 82 ) يعني أهل القرية، وقوله: "وأشربوا في قلوبهم العجل" (البقرة : 93) أي حب العجل، كذلك هنا:يأتي أمر ربك، أي: عقوبة ربك وعذاب ربك. اهـ

    3.تأويل ابن عباس وغيره منالسلف الكرسي بالعلم :
    في تفسير ابن أبي حاتم عند تفسير قوله تعالى: "وسع كرسيه السموات والأرض" قال: حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا ابن إدريس، عن مطرف بن طريف، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير عنابن عباس، قوله: "وسع كرسيه السموات والأرض" قال: علمه.


    وفي تفسير ابن جرير
    حدثنا أبو كريب ومسلم بن جنادة،قالا: حدثنا ابن إدريس، عن مطرف، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عنابن عباس :"وسع كرسيه" قال: كرسيه علمه.
    ثم قال ابن جريربعد ذلك :وأما الذي يدل على صحته ظاهر القرآن، فقول ابن عباس الذي رواه جعفربن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عنه أنه قال: هو علمه؛ وذلك لدلالة قولهتعالى ذكره: "ولا يؤوده حفظهما" على أن ذلك كذلك، فأخبر أنه لا يؤوده حفظ ما علموأحاط به مما في السماوات والأرض، وكما أخبر عن ملائكته أنهم قالوا في دعائهم:"ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما".قال أبو جعفر: وأصل الكرسي العلم،ومنه قيل للصحيفة يكون فيها علم مكتوب كراسة ، ومنه قول الراجز في صفة قانص:حتى إذا ما احتازها تكرسا
    يعني علم، ومنه يقال للعلماء الكراسي ، لأنهمالمعتمد عليهم...

    4. تأويل ابن عباس وغيره منالسلف الأيدي بالقوة :
    في تفسير ابن جرير في قوله تعالى: "والسماءبنيناها بأيد وإنا لموسعون"يقول تعالى ذكره: والسماء رفعناها سقفاً بقوة، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
    حدثني علي،قال: ثنا أبو صالح، قال : ثني معاوية عن علي عن ابن عباس :قوله "والسماء بنيناهابأيد" يقول: بقوة.حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال: ثنا عيسى،وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد :قوله "بأيد" قال : بقوة .
    حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة :"والسماء بنيناها بأيد" أي بقوة .
    حدثنا ابن المثنى قال: ثنا محمد بنجعفر قال: ثنا شعبة عن منصور :أنه قال في هذه الآية: "والسماء بنيناها بأيد" قال:بقوة .
    حدثنا ابن حميد قال : ثنا مهران عن سفيان: "والسماء بنيناها بأيد قال بقوة. اهـ

    5. تأويل الامام أحمد للمجئ بمجئ القدرة:
    جاء في البداية والنهاية للحافظ ابن كثير ( 10 / 327نقلا عن البيهقي في كتابه (مناقب أحمد)قوله: وأنبأنا الحاكم، قال حدثنا أبو عمرو السماك، قال حدثنا حنبل بنإسحاق، قال: سمعت عمي أبا عبد الله ـ يعني الإمام أحمد ـ يقول: احتجوا علي يومئذ (يعني يومنوظر) في دار أمير المؤمنين، فقالوا تجئ سورة البقرة يوم القيامة وتجئ سورة تباركفقلت لهم إنما هو الثواب قال تعالى وجاء ربك إنما تأتي قدرته وإنما القرآن أمثالومواعظ .
    قال البيهقي:هذا إسناد صحيح لا غبار عليه، وفيه دليل على أنه كانلا يعتقد في المجيء الذي ورد به الكتاب و النزول الذي وردت به السنة انتقالا منمكان إلى مكان كمجيء ذوات الأجسام ونزولها وإنما هو عبارة عن ظهور آيات قدرته، ... وهذا الجواب الذي أجابهم به أبو عبد الله لا يهتدي إليه إلا الحذاق من أهل العلمالمنزهون عن التشبيه. اهـ
    وأعلم أن هناك من رد هذه الرواية عن الإمام أحمد بأنها من رواية حنبل عنه، وروايات حنبل فيها ما فيها، وادعى بأنها لو صدقت فإن مراد أحمد كذا وكذا، وروى تأويلات تعسفية لا تمت للوارد بصلة، ولكنه التعصب.
    6. تأويلالإمام البخاري الضحك بالرحمة :
    في الأسماء والصفات للبيهقي، ص 470عنالبخاري قال: "معنى الضحك الرحمة" اهـ .
    وفيه في الصفحة رقم 298: روى الفربري عن محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله تعالى أنه قال :"معنى الضحك فيه - أي حديث الضحك – الرحمة. اهـ

    7. تأويل الحسن البصريوالنضر بن شميل القدم بمن سبق بهم العلم :
    في الأسماء والصفات للبيهقي ص 352أن النضر بن شميل قالفي حديث "حتى يضع الجبار فيها قدمه" أي: منسبق في علمه أنه من أهل النار .
    وفي دفع شبه التشبيه لابن الجوزي:وقدحكي أبو عبيد الهروي - صاحب كتاب غريب القرآن والحديث - عن الحسن البصري أنه قال :القدم هم الذين قدمهم الله تعالى من شرار خلقه وأثبتهم لها. اهـ

    8
    . تأويل ابن جرير الطبري للاستواء بعلو السلطان :
    في تفسير ابن جرير في قوله تعالى: " ثم استوى إلى السماء"قال: والعجب ممن أنكر المعنىالمفهوم من كلام العرب في تأويل قول الله: ( ثم استوى إلى السماء ) الذي هو بمعنى : العلو والارتفاع، هربا عند نفسه من أن يلزمه بزعمه إذا تأوله بمعناه المفهوم كذلكأن يكون إنما علا وارتفع بعد أن كان تحتها إلى أن تأوله بالمجهول من تأويلهالمستنكر، ثم لم يبج مما هرب منه ، فيقال له :زعمت أن تأويل قوله: "استوى:أقبل ، أفكان مدبرا عن السماء فأقبل إليها؟فإن زعم أن ذلك ليس بإقبال فعلولكنه إقبال تدبير، قيل له : فكذلك فقل : علا عليها علو ملك وسلطان لا علو انتقالوزوال ) اهـ

    9
    . تأويل ابن حبان القدم بالموضع :
    في صحيح ابن حبان 1 / 502 :في حديث "حتى يضع الرب قدمه فيها - أي جهنم"قال :
    "
    هذاالخبر من الأخبار التي أطلقت بتمثيل المجاورة ، وذلك أن يوم القيامة يلقى في النارمن الأمم والأمكنة التي يعصى الله عليها، فلا تزال تستزيد حتى يضع الرب جل وعلاموضعا من الكفار والأمكنة في النار فتمتلئ ، فتقول : قط قط ، تريد : حسبي ، حسبي،لان العرب تطلق في لغتها اسم القدم على الموضع، قال الله جل وعلا : ( لهم قدمصدق عند ربهم ) يريد موضع صدق، لا أن الله جل وعلا يضع قدمه في النار ، جل ربناوتعالى عن مثل هذا وأشباهه )اهـ

    10. تأويل الإمام مالك ويحي بن بكير النزولبنزول الأمر :
    في التمهيد لابن عبد البر 7 / 143وسير أعلام النبلاء 8 105 /
    قال ابن عدي : حدثنا محمد بن هارون بن حسان ، حدثنا صالح بن أيوبحدثنا حبيب بن أبي حبيب حدثني مالك قال : " يتنزل ربنا تبارك وتعالى أمره ، فأما هوفدائم لا يزول"
    قال صالح : فذكرت ذلك ليحيى بن بكير ، فقال حسن والله ، ولمأسمعه من مالك ) اهـ

    11
    . تأويل الحسن المجيء بمجيء الأمر والقضاء، وتأويلهالكلبي بنزول الحكم :
    في تفسير الإمام البغوي 4/454 عند قوله تعالى: "وجاءربك والملك صفا"وجاء ربك، قال الحسن: جاء أمره وقضاؤه، وقال الكلبي : ينزل حكمه.

    12. تأويل الأعمش و الترمذي الهرولة بالمغفرة والرحمة :
    في سنن الترمذي 5/581 :عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يقول الله عزوجل أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإنذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن اقترب إلي شبرا اقتربت منه ذراعا، وإن اقتربإلي ذراعا اقتربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة" قال أبو عيسى هذا حديث حسنصحيح، ويروى عن الأعمش في تفسير هذا الحديث "من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا" يعنيبالمغفرة والرحمة، وهكذا فسر بعض أهل العلم هذا الحديث قالوا إنما معناه يقول: إذاتقرب إلي العبد بطاعتي وما أمرت أسرعت إليه بمغفرتي ورحمتي. قال: وروي عن سعيد ابن جبير أنهقال في هذه الآية: " فاذكروني أذكركم" قال: اذكروني بطاعتي أذكركم بمغفرتي. حدثنا عبدبن حميد، قال حدثنا الحسن بن موسى وعمرو بن هاشم الرملي عن بن لهيعة عن عطاء بن يسارعن سعيد بن جبير بهذا.

    13
    . تأويل ابن المبارك الكنف بالستر :
    في خلقأفعال العباد ص 78 :
    عن صفوان بن محرز، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: بينما أناأمشي معه إذ جاءه رجل فقال يا بن عمر كيف سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يذكرفي النجوى؟ قال سمعته يقول: "يدنو المؤمن من ربه حتى يضع عليه كنفه، قال: فذكر صحيفة،فيقرره بذنوبه هل تعرف؟ فيقول رب أعرف، حتى يبلغ به ما شاء أن يبلغ، فيقول إني سترتهاعليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته، وأما الكافر فينادي علىرؤوس الأشهاد، قال الله: "ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله علىالظالمين"، قال بن المبارك كنفه يعني ستره.
    فما رأيك الآن يا عاصمي يابن الجزائر المجاهدة.
    لنا لقاء آخر إن شاء الله لأنقل لك بعض ما ورد عن السلف في تفويض المعنى، وأطلب من السادة المشرفين عدم حذف مشاركاتي.
    والسلام عليكم.

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    22

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    أرجو عفو القراء؛ فقد التصقت بعض الكلمات بعضها ببعض في مشاركتي السابقة، مما هو ليس مسؤوليتي؛ فإن النص الذي كتبته على الوورد سليم مائة بالمائة، وعلى كل فإن السياق مفهوم.
    والسلام عليكم.

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    أود التنبيه الى أمر مهم ..أن محك التفرقة بين السلف و الأشاعرة المتأخرين-لكون المتقدمين على أصول أهل السنة في الغالب و ان خالفوا في بعض التطبيقات -... ليس هو نفس التأويل...فهذه مغالطة قد بينها شيخ الاسلام حين احتجوا عليه بنفس هذه النقول عن السلف و أمهلهم ثلاث سنين فلم يأتوا بشيء..بل المحك هو في بيان غرض التأويل و هو الذي يفرق بين معنى التأويل عند السلف و معناه عند الجهمية و المعتزلة و الباطنية و متأخري الأشاعرة من المتكلمين..فغرض السلف فيما سموه تأويلا هو التفسير من داخل الوحي سواء بعضه ببعض او بما يقتضيه الراجح من اللغة..لا بشيء من خارج الوحي و ما أقره الوحي كأداة لتفسيره... أي عند السلف التأويل عندهم تأويل من الداخل و هو معنى التفسير و تأويلاتهم و تفسيراتهم هي بهدف بيان النص و الظاهر بما فيها التأويلات المذكورة...بخلاف المتكلمين الذين يقرون أنهم يعدلون عن الظاهر الى المعنى المرجوح ..فجعل التأويلين في سلة واحدة و ردهما الى جنس واحد سفسطة ...و الذي يفرق بين معنى التأويل عند المتكلمين و عند السلف أن المتكلمين تأويلهم لغرض خارجي عن مابين الشارع من وسائل التفسير..فالمتكل مون في تأويلاتهم لا يقومون ببحث قرائن التفسير من داخل منظومة الوحي ..بل يصلون أولا الى قناعات من مجادلاتهم مع بعضهم و مع الملاحدة مبنية على أساس المنطق اليوناني الذي ارتضوه حكما معهم..و حين يتناولون تفسير الوحي يحاولون مطابقة نصوصه مع هذه النتائج المنطقية ..أي استخدام معطى تفسيري خارج غريب عن منظومة الوحي..و لهذا في تأويلاتهم لا يرون بأسا بالقول أنهم لا يبحثون عن الظاهر و أنهم يعدلون عنه لقرينة خارجية..بينما السلف لم يقولوا قط أن تأويلاتهم ليست من ظاهر النص و لا أنهم يعدلون عنه ..بل يقولون انه هو الظاهر لقرائن داخلية ..و لهذا صح عنهم في مواضع أخرى في القرآن و السنة القول بالصفة و انها هي الظاهر لانعدام القرائن الموجودة في المواضع المسماة مأولة...بينما تجد قول المتكلمين فيها قولا واحدا لا يختلف ..لوجود القرينة دائما كونها قرينة خارجية..و لهذا حين تنبه الى هذا الخلل الكبير في مناهج المتكلمين الامام العبقري الفذ حجة الاسلام ابو حامد الغزالي أيام ثقته في مناهج الكلام ..صرح بما لم يجرؤ قبله من المتكلمين أن يصرحوا به..من ضرورة ادماج هذه القرينة الخارجية المنطق اليوناني في ادوات المعرفة الاسلامية وجعلها قرينة داخلية و ان لا ثقة بمعرفة لا تقوم عليه.. و معروف اطباق الكبار على انكارها عليه
    المقصود أن الضابط لمعرفة الفرق بين التأويلين هو الغرض منهما ..اذ الغرض عند السلف يبقى دائما بيان الظاهر و عند غيرهم من المتاخرين هو العدول عنه..و آية ذلك الدالة على كون القرينة داخلية او خارجية ان الآخرين يصرحون دائما ان العلة الأساسية للتأويل هو منع التشبيه الذي يفيده ظاهر الآية بينما الآولون لم يقولوا قط هذا..و البيان أن يقال...
    المطلوب أن يؤتى بما يسمى تأويلا لأحد من السلف يقول فيه أنه لمنع التشبيه او ان الاعتقاد بأن الله له ساق او أنه يجيء او ان له كرسيا يفيد التشبيه...فلن تجده الا لهؤلاء المتكلمين و ان مددت المهلة الى أكثر من ثلاث سنوات

    و ختاما اوصي نفسي و اخوتي بالابتعاد عن الشخصنة و التركيز على دحض المقالات و لو بشدة ..كفاني الله و اياكم شرور انفسنا

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    22

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    سبحان الله، عنزا ولو طارت يابن الرومية.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الرومية مشاهدة المشاركة
    أود التنبيه الى أمر مهم ..أن محك التفرقة بين السلف و الأشاعرة المتأخرين-لكون المتقدمين على أصول أهل السنة في الغالب و ان خالفوا في بعض التطبيقات -... ليس هو نفس التأويل...فهذه مغالطة قد بينها شيخ الاسلام حين احتجوا عليه بنفس هذه النقول عن السلف و أمهلهم ثلاث سنين فلم يأتوا بشيء
    من هم هؤلاء الذين أمهلهم شيخ الإسلام ثلاث سنوات، هلا ذكرتهم لنا، أم هي مجرد دعوى عارية عن أي دليل.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الرومية مشاهدة المشاركة
    بل المحك هو في بيان غرض التأويل و هو الذي يفرق بين معنى التأويل عند السلف و معناه عند الجهمية و المعتزلة و الباطنية و متأخري الأشاعرة من المتكلمين..فغرض السلف فيما سموه تأويلا هو التفسير من داخل الوحي سواء بعضه ببعض او بما يقتضيه الراجح من اللغة..لا بشيء من خارج الوحي و ما أقره الوحي كأداة لتفسيره... أي عند السلف التأويل عندهم تأويل من الداخل و هو معنى التفسير و تأويلاتهم و تفسيراتهم هي بهدف بيان النص و الظاهر بما فيها التأويلات المذكورة.
    الحمد لله، فأنت ـ نقلا عن شيخ الإسلام ـ تقر بأن هذه النقولات عن هؤلاء الأئمة من السلف هي تأويلات، فلا يسعفك بعد ذلك ما ذكرته من أنها من داخل الوحي، أو أنها بما يقتضيه الراجح من اللغة، فذلك لا يغير من الأمر شيئا لأنها مجرد هروب من واقع مرير؛ وإلا فأين تجد صريحا في الوحي أن الضحك هو الرحمة، أو أن الأيدي هي القوة، أو أن الساق هي الكرب والشدة، لو كان ذلك موجودا لما أرشد ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أصحابه للتعرف عما أشكل عليهم معرفته من معاني القرآن لشعر العرب. ثم لو سلمنا جدلا أن ما ذكرته صحيح ألا ترى أن قولكم أن هذه التأويلات هي من داخل الوحي هو أرقى أنواع التفسير ألا وهو تفسير القرآن بالقرآن، أو السنة بالسنة؟
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الرومية مشاهدة المشاركة
    بخلاف المتكلمين الذين يقرون أنهم يعدلون عن الظاهر الى المعنى المرجوح ..فجعل التأويلين في سلة واحدة و ردهما الى جنس واحد سفسطة
    عجبا؟!!! كلامك هو السفسطة يابن الرومية، لأنه لف ودوران.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الرومية مشاهدة المشاركة
    و الذي يفرق بين معنى التأويل عند المتكلمين و عند السلف أن المتكلمين تأويلهم لغرض خارجي عن مابين الشارع من وسائل التفسير..فالمتكل مون في تأويلاتهم لا يقومون ببحث قرائن التفسير من داخل منظومة الوحي ..بل يصلون أولا الى قناعات من مجادلاتهم مع بعضهم و مع الملاحدة مبنية على أساس المنطق اليوناني الذي ارتضوه حكما معهم..و حين يتناولون تفسير الوحي يحاولون مطابقة نصوصه مع هذه النتائج المنطقية ..أي استخدام معطى تفسيري خارج غريب عن منظومة الوحي..و لهذا في تأويلاتهم لا يرون بأسا بالقول أنهم لا يبحثون عن الظاهر و أنهم يعدلون عنه لقرينة خارجية..
    دعاوى عارية عن الدليل، واستمرار للسفسطة.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الرومية مشاهدة المشاركة
    بينما السلف لم يقولوا قط أن تأويلاتهم ليست من ظاهر النص و لا أنهم يعدلون عنه ..بل يقولون انه هو الظاهر لقرائن داخلية ..و لهذا صح عنهم في مواضع أخرى في القرآن و السنة القول بالصفة و انها هي الظاهر لانعدام القرائن الموجودة في المواضع المسماة مأولة
    من أصل لهذا من السلف يابن الرومية، هلا ذكرت لنا؟
    أما قولك أنهم {صح عنهم في مواضع أخرى من القرآن والسنة القول بالصفة وأنها هي الظاهر لانعدام القرائن في المواضع المسماة مؤولة} هلا أسعفتنا بتلك المواضع التي صح عنهم القول بالصفة وأنها هي الظواهر لانعدام القرائن؟
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الرومية مشاهدة المشاركة
    المقصود أن الضابط لمعرفة الفرق بين التأويلين هو الغرض منهما ..اذ الغرض عند السلف يبقى دائما بيان الظاهر و عند غيرهم من المتاخرين هو العدول عنه..و آية ذلك الدالة على كون القرينة داخلية او خارجية ان الآخرين يصرحون دائما ان العلة الأساسية للتأويل هو منع التشبيه الذي يفيده ظاهر الآية بينما الآولون لم يقولوا قط هذا..و البيان أن يقال...
    المطلوب أن يؤتى بما يسمى تأويلا لأحد من السلف يقول فيه أنه لمنع التشبيه او ان الاعتقاد بأن الله له ساق او أنه يجيء او ان له كرسيا يفيد التشبيه...فلن تجده الا لهؤلاء المتكلمين و ان مددت المهلة الى أكثر من ثلاث سنوات
    يا سبحان الله!! ما الذي ألجأ من ذكرت من السلف أن يؤولوا هذه الصفات إلا لأنها قد توهم التشبيه!! ومع ذلك فإليك ما أردته، ولا حاجة لك لأن تمد المهلة:
    في صحيح ابن حبان 1 / 502 :في حديث "حتى يضع الرب قدمه فيها - أي جهنم"قال :
    "
    هذاالخبر من الأخبار التي أطلقت بتمثيل المجاورة ، وذلك أن يوم القيامة يلقى في النارمن الأمم والأمكنة التي يعصى الله عليها، فلا تزال تستزيد حتى يضع الرب جل وعلاموضعا من الكفار والأمكنة في النار فتمتلئ ، فتقول : قط قط ، تريد : حسبي ، حسبي،لان العرب تطلق في لغتها اسم القدم على الموضع، قال الله جل وعلا : ( لهم قدمصدق عند ربهم ) يريد موضع صدق، لا أن الله جل وعلا يضع قدمه في النار ، جل ربناوتعالى عن مثل هذا وأشباهه )اهـ
    في التمهيد لابن عبد البر 7 / 143وسير أعلام النبلاء 8 105 /
    قال ابن عدي : حدثنا محمد بن هارون بن حسان ، حدثنا صالح بن أيوبحدثنا حبيب بن أبي حبيب حدثني مالك قال : " يتنزل ربنا تبارك وتعالى أمره ، فأما هوفدائم لا يزول"
    تأويل ابن جرير الطبري للاستواء بعلو السلطان :
    في تفسير ابن جرير في قوله تعالى: " ثم استوى إلى السماء"قال: والعجب ممن أنكر المعنىالمفهوم من كلام العرب في تأويل قول الله: ( ثم استوى إلى السماء ) الذي هو بمعنى : العلو والارتفاع، هربا عند نفسه من أن يلزمه بزعمه إذا تأوله بمعناه المفهوم كذلكأن يكون إنما علا وارتفع بعد أن كان تحتها إلى أن تأوله بالمجهول من تأويلهالمستنكر، ثم لم يبج مما هرب منه ، فيقال له :زعمت أن تأويل قوله: "استوى:أقبل ، أفكان مدبرا عن السماء فأقبل إليها؟فإن زعم أن ذلك ليس بإقبال فعلولكنه إقبال تدبير، قيل له : فكذلك فقل : علا عليها علو ملك وسلطان لا علو انتقال وزوال ) اهـ
    وفي الختام أود أن أستفسر لماذا يا ترى حاول الإمام ابن ابن تيمية رد ما ورد عن الإمام أحمد ـ رحمة الله على الجميع ـ في قوله تعالى: "وجاء ربك" أن المراد أن تأتي قدرته؟ ألا ترى أن ذلك إنما كان لأن هذه الرواية كانت على غير ما عليه ابن تيمية رحمه الله؟
    والسلام عليكم

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    165

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    المكابرة في كلام الأخ فوزي واضحة فهو يطلب إثبات الشمس في رابعة النهار
    والنقول عن السلف سواء في منهجهم في الأسماء والصفات أو غيرها من عقائد الأشاعرة الضالة
    كما في القدر والإيمان والنبوات وغيرها تجعل المطالبة بإثبات ذلك نوع دعابة يستخف بنا عن طريقها
    ثم يقول :وأين تحداهم ابن تيمية, فإما أنك تكذّب ابن تيمية في كلامه عن الواسطية وما جرى له بسببها
    وإما أنك تجهل فبئس الأمران
    ولولم يكن للأشاعرة سوى عقيدتهم الإرجائية الغالية لكفى بهم ضلالاً
    وأما زعمك أن المؤلف أخذ كلامه عن ابن تيمية دون كلام الأشاعرة فوالله إنه لباطل
    بل قد قرأ كلامهم من مظانه سواء في تفسير الرازي أو المواقف للإيجي أو كتب الباقلاني وانتهاء يالأشعري
    كما قرأ كتاباتهم في العصر الحديث فأي تجن هذا الذي تنتهجه؟
    وبين لنا أخطاء الإمام ابن تيمية في الواسطية أو التدمرية أو الحموية
    وما نقلته عن ابن حبان لا يشهد لك بشيء فابن حبان منهجه في العقيدة متأثر بالأشاعرة كما لايخفى
    رحمه الله وغفر له
    وأما سؤال أيعقل أن هؤلاء الأكابر يوفقون في الفروع..إلخ؟
    فنقول هؤلاء لهم أخطاء في الأصول وفي الفروع, ولما كان الفروع أمرها يسيرا إذ هي تقبل الخلاف
    ركزنا على الأخطاء التي في الأصول, كما نقول -على طريقتك في السؤال-أيعقل أن ابن مسعود وهو فقيه الصحابة الكبير (وهو على التحقيق أفقه من ابن عباس)
    أن يذهل عن كون المعوذتين من القرآن؟..وقس عليها
    ولمعرفة مباينة منهج الصحابة والسلف عن الأشاعرة طرق
    -استقراء كلام السلف في عموم الصفات وغيرها من مباحث العقيدة وهو واضح جدا (انظر مثلا ذم الكلام للهروي وطبع منه أجزاء) ويكفي مثالا صفة العلو
    -إقرار الأشاعرة أنفسهم بهذه المباينة كما في قول أبي حامد الغزالي في الإحياء ففيه اعتراف واضح
    -رجوع أعيان منهم لعقيدة السلف قديما وحديثاً, وعلى رأسهم الأشعري رحمه الله تعالى
    -مشابهة كلامهم لكلام المعتزلة والفلاسفة من حيث التأصيل وكذلك النتيجة في أحيان كثيرة وهذا يخالف طريقة أهل السنة
    وغير ذلك ..إلخ

    والله المستعان

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    165

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    بخصوص ما نقلته من بعض التأويلات, فبعضها ليس من باب الصفات أصلاً أو هو مما وقع فيه الخلاف في كونه يدخل في الباب من عدمه
    كالهرولة مثلاً,,والترمذي نفسه ممن نقل الإجماع على إمرار الصفات كما جاءت دون تأويل كما نقله الحافظ ابن عبدالبر وغيرهما
    وأما الكلام عن صفة معينة وكونها من باب الصفات أو لا, فهذا خارج محل النزاع
    وأما تأويل المجيء, فلأن آية أخرى جاءت وفيها النص على ذلك فكان كلامهم فيها من باب تفسير القرآن بالقرآن -حسب اجتهادهم- كقوله تعالى مثلا"فإذا جاء أمرنا" , وإن شئت استقصاء أقوال السلف في هذا ومعرفة تأصيل أقوالهم بالاستقراء
    فعليك مثلا باجتماع الجيوش الإسلامية مثالاً على صفة العلو وحدها, أو ذم الكلام للهروي, أو عقيدة أصحاب الحديث للصابوني
    أو اللالكائي, أو السنة لابن أبي عاصم
    أو درء تعارض العقل والنقل للإمام الفحل ابن تيمية, أو مختصر الصواعق المرسلة
    أما أن تمثل بمثال مبتور ثم تبني عليه عقيدة باطلة في منهج متكامل محدث فمعاذ الله أن يكون من الحق في شيء
    لاعلميا ولا شرعاً

  11. #31

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    مرة أخرى .. يتجاهل فوزي ما يورده محاوره عليه ويفضل الشغب بعيدا مسلطا براعته في المؤثرات الصوتية فيضع رأسه في التراب ثمّ يصرّ على غيه قائلا : ( بل هي غصص في حلقك وحلوق من هو على شاكلتك ) ترى !! أيعقل فوزي ما يكتب؟!! أم تراه يكتب ما لا يعقل ؟!! وهل يشك عاقل في أنّ شبهته الهزيلة تحتاج كلّ هذا الكلام ؟ تراه يعتقد العصمة في أقوال أشياخه المتأخرين مع بعدها ومناقضتها حتى لمنهج أشياخه المتقدمين فضلا عن جماهير السلف قبل الأشعري - والذين اعترف شيخه ابن عساكر بمناوأتهم لإمامه وعدم رضاهم عن طريقته - فقال في تبيينه ص 331
    (فإن قيل أن الجم الغفير في سائر الازمان واكثر العامة في جميع البلدان لا يقتدون بالاشعري ولايقلدونه ولا يرون مذهبه وهم السواد الاعظم وسبيلهم السبيل الاقوم .. ) أهناك اعتراف أكبر من هذا الإعتراف ؟!!! .. فحين يعترف أكبر مدافع عن الأشعري بمخالفة الأشعري لجماهير السلف قبله لم يعد لمثل فوزي كلام بل عليه أن يمسح دمعته ويعالج حرقة قلبه لا أن يصرخ قائلا (وأين الدليل ؟) فيستدل على دعوى صحة مذهبه الفاسد بما ليس بدليل ويالها .. من حجة هزيلة ( كثرة المتأخرين) تك التي يهيم في عشقها فوزي حتى أنسته ما هو فيه وهل كانت ( كثرة المتأخرين) يوما دليلا ؟!! وماذا لو ألزم النصارى أهل الإسلام بهذا الإلزام الباطل ؟!! وماذا لو ألزمهم به عبّاد البقر من الهنود وعبّاد النار من المجوس ؟!! أكان فوزي سيستمر في اعتبار ( كثرة المتأخرين) دليلا ؟؟ ربما فقد صار عندي شك في عقله فيا لهذا الدليل الغريب !! حقا إنها (الكارثة الشنعاء والورطة الدهياء ) لكنها (التي أصابت عقلك يا فوزي ) !! أما التباكي على رمي من تسميهم بأماجد الأمة بالإبتداع فلا يصدر إلاّ من مفتر كاذب وإلاّ فأين رأيت في كلامي أنّي أبدّع أمثال الووي وابن حجر ؟!! أرجوا أن تسعفني بالدليل وإلاّ فأنت مفتر لا ترعى الله فيما تقول وتكتب أو جاهل متجاهل لا يفرق بين تخطئة الأئمة وبين تبديعهم أوتكفيرهم ولن أخوض معك كثيرا في هذا فالمسألة أظهر من أن يكثر فيها الكلام يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:( وليس كل من خالف في شيء من هذا الاعتقاد يجب أن يكون هالكاً، فإن المنازع قد يكون مجتهداً مخطئاً يغفر الله خطأه ،وقد لا يكون بلغه في ذلك من العلم ما تقوم به عليه الحجة ) .
    ويقول( إذا رأيت المقالة المخطئة قد صدرت من إمام قديم، فاغتفرت لعدم بلوغ الحجة له، فلا يغتفر لمن بلغته الحجة ما اغتفر للأول، فلهذا يبدع من بلغته أحاديث عذاب القبر ونحوها إذا أنكر ذلك ، ولا تبدع عائشة ونحوها ممن لم يعرف بأن الموتى يسمعون في قبورهم ، فهذا أصل عظيم، فتدبره فغنه نافع ) .

    ويقول: (وكثير من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة، إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة، وإما لآيات فهموا منها ما لم يرد منها، وإما لرأي رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم، وإذا اتقى الرجل ربه ما استطاع دخل في قوله : (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)، وفي الحديث أن الله قال : (قد فعلت)، وبسط هذا له موضع آخر)[معارج الوصول ص:43].
    وسئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
    ما هو موقفنا من العلماء الذين أوَّلوا في الصفات ، مثل ابن حجر ، والنووي ، وابن الجوزي ، وغيرهم ، هل نعتبرهم من أئمة أهل السنَّة والجماعة أم ماذا ؟ وهل نقول : إنهم أخطأوا في تأويلاتهم ، أم كانوا ضالين في ذلك ؟
    فأجابوا :
    " موقفنا من أبي بكر الباقلاني ، والبيهقي ، وأبي الفرج بن الجوزي ، وأبي زكريا النووي ، وابن حجر ، وأمثالهم ممن تأول بعض صفات الله تعالى ، أو فوَّضوا في أصل معناها : أنهم في نظرنا من كبار علماء المسلمين الذين نفع الله الأمة بعلمهم ، فرحمهم الله رحمة واسعة ، وجزاهم عنا خير الجزاء ، وأنهم من أهل السنة فيما وافقوا فيه الصحابة رضي الله عنهم وأئمة السلف في القرون الثلاثة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير ، وأنهم أخطأوا فيما تأولوه من نصوص الصفات وخالفوا فيه سلف الأمة وأئمة السنة رحمهم الله ، سواء تأولوا الصفات الذاتية ، وصفات الأفعال ، أم بعض ذلك .
    وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم " انتهى .
    الشيخ عبد العزيز بن باز. الشيخ عبد الرزاق عفيفي . الشيخ عبد الله بن قعود
    "فتاوى اللجنة الدائمة" (3/241)
    وما أثار استغرابي أكثر هو قولك ( وإني لأرجو أن تعود لنفسك فتنظر كيف أن حالك تغير إلى سوء بعد أن انضممت لمن يلغون في أعراض العلماء ) إذ لست أدري متى تحولت إلى مذهب الولوغ في العلماء وهل بإمكانك أن تحدد لي تاريخ هذا الإنتماء !!! وهل العلماء والأئمة الذين أنا على نهجهم ومن استفدت أقوالي هم أيضا على هذا النهج أم الأمر متعلّق بشخصي ؟!! أظنّ بأنّ التناقض هو سمت أمثالك ففي الوقت الذي تدعي فيه تبجيل ابن تيمية وتقديره وأنه ممن ( إن شيخ الإسلام ابن تيمية إمام من أئمة المسلمين، ساهم في بناء صرح هذا العلم، وفي تشييد أسس الثقافة الإسلامية العامرة، وبحوثه وكتاباته فيها من الاجتهاد والعلم غير المسبوق ما لا يخفى على كل منصف ) وتقول ( لكن ابن تيمية بشر يصيب ويخطأ، ومن ثم فهو داخل قسرا في قول الإمام مالك ـ رحمه الله ـ "كل يؤخذ من كلامه ويرد إلا صاحب هذا القبر ) وهو الحق فهلاّ عملة مخالفك بمثل ما تدعيه في نفسك ؟!! لم لم نراك فهمت أقوالنا بمثل ما تريدنا أن نصدّقك فيه ؟ لم لم تقل بأنّ أمثال النووي والمازري والبيهقي وغيرهم (بشر يصيب ويخطأ) !!! لم اتهمت من يخطؤهم بهدم العلم وقسوة القلب ورمي الأماجد بالفواقر ؟!!
    كثرة تناقضاتك يا فوزي بل كثر سقطك !!
    وقد أعجبني اعترافك بأن (لا أشعرية قبل الأشعري) لكن ساءني خلطك بين هذا وبين المذاهب الفقهية ألست أنت من قال : (وأما القول الثاني ( أشعرية الأصول مالكية-مثلا- الفروع ... ) فهو أعجب ما يمكن أن يستدل به على مخالفة الخلف للسلف؟ فالفروع شيء والأصول شيء آخر ) فلم هي هناك شيء آخر بينما هي هنا نفس الشيء!! أليس هذا دليل على أنك انتقائي في أحكامك بينك وبين الموضوعية مفاوز وأحقابا أما عن وصفك للمؤلف بأنه جانب الصواب وأنه فلم يكن منصفا البتة ولم يتبع فيه المنهج العلمي في تتبع أقوال القوم من كتبهم في أكثر مباحثه وأنه ينقل من كتب مناوئيهم وبغض النظر عن تهافت هذه الدعاوى وافتقارها للدليل فقد فهمت من قولك أنك ترمي الإمامين ابن تيمية وابن القيم بالخيانة العلمية وأنهما يكذبان على القوم فأنا أتحدّاك أن تثبت هذا وأمهلك فيه عشر سنين ونحن في الإنتظار إن شاء الله فإن عجزت فقد سقط إدّعاؤك على رأسك ولزمك الإعتذار من الشيخ والحق أنّ الشيخ قد استقرأ مخالفات قومك والعجيب أنّك تعترف بهذا وتقول ( وإنما أوردوها من باب الترف العلمي وتأثرا ببعض المناهج الفلسلفية، وهي لا تسلم لهم ولا يتبعون فيها ) فهل كان الرازي والإيجي و البيجوري أصحاب ترف علمي ؟ وهل تبحث عن دليل آخر لمخالفتهم السلف وأنت تعترف بذلك قائلا ( وهي لا تسلم لهم ولا يتبعون فيها ) فلم تنكر على من أنكر عليهم إذا ؟ فإن كانت هذه الأمور مخالفة لمذهب السلف فقد اعترفت بذلك وانتهى البحث وإن كانت موافقة لمذهب السلف فلم قلت ( وهي لا تسلم لهم ولا يتبعون فيها ) ؟؟؟ أعتقد بأن الحق واضح وهذا إسقاط منك لما ادعيته في حق المؤلف فقد بين هذه الأمور وأصولها وعرى حقائقها وما بنيت عليه فهل يقال بعد هذا الإعتراف (وقد وجدته جانب الصواب فيه) أما عن قولك ( وأسجل هنا ملاحظة وهي أنني تعلوني ابتسامة عريضة كلما قرأت قول المؤلف في كتابه هذا: "ولولا ضيق المجال لسردت قائمة متوازية أذكر فيها كبار الأشاعرة ومن عاصرهم من كبار أهل السنة والجماعة الذين يفوقون أولئك عدداً وعلماً وفضلاً " ) فأقول كلام الشيخ لا يثير إبتسام الأشعرية بل يحرق كبدها جاء في كتاب جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر لابن المبرد ( منقولا عن الشيخ العاصمي من ملتقى أهل الحديث ) :
    ( فصل ) : و نحن نذكر جماعة ممّن ورد عنهم مجانبة الأشـاعرة ، و مجانبة الأشعري و أصحـابه ، من زمنه ، و إلى اليوم ، على طريق الاختصار ، لا على بـاب التطويل فـي التراجم ـ كما فعل(١)ـ و الاتّساع ، و لو فعلتُ ذلك ؛ لوضعتُ مجلداتٍ عديدةً في هذا الباب .

    منهم :
    ١ـ أبو محمد الحسن بن علي البربهاري(٢)، الفقيه القدوة ، شيخ العراق قالا و حالا ، و كـان له صيت عظيم ، و حرمة تـامّة ، أخذ عن المرّوذي(٣)، و صحب سهل بن عبد الله التستري(٤)، و صنّف التصانيف(٥).
    جاء إليه الأشعري ، فجعل يقول لـه : رددت على الجُبَّائيّ(٦)، و المعتزلة ، و فعلتُ ، و قلتُ ، فقال له : لا أعرف ممّا تقول قليلا و لا كثيرا ، و إنما نعرف ما قاله أحمد بن حنبل(٧).
    و كـان المخالفون يغلظون(٨) قلب الدولة عليه ، فـقُبِض على جماعة من
    أصحابـه ، و استتر هو في سنة إحدى و عشرين(١)، ثم تغيّرت الدولة ، و زادت حرمة البربهاري ، ثم سَعَت المبتدعة به ، فـنُودي بأمر الراضي(٢) فـي بغداد : لا يجتمع اثنان من أصحاب البربهاري ، فاختفى إلى أن مات في رجب سنة إحدى(٣) و عشرين و ثلاثمئة ، رحمة الله عليه .
    و كان إماما مُقدَّما في سائر العلوم ، مُعظّما ، مجانبا للأشعري ، لا يرى شيئا من كلامه ، و لا يقبل له قولا .

    ٢ ـ و منهم : أبـو زيـد(٤)، قد ذكره هو(٥) من أصحابه / و ذكـر
    ترجمته ، و يَـرُدّ قــولـه فـيـه ، مـا : أخـبـرنــا جــمـاعـة مــن شيـوخـنا ، أنـا ابـن الـزعـبـوب(٦) ، أنـا الـحـجـّار(٧)،
    أنا ابن اللتي(١)، أنا السجزي(٢)، أنا الأنصاري(٣) : سمعتُ غير واحد من مشايخنا ـ منهم : منصور بن إسماعيل الفقيه(٤) ـ ، قـال سمعت محمد بن محمد بن عبد الله الحاكم(٥) يقول : سمعت أبا زيد = قـال شيخ الإسلام : و كتب به إليَّ أحمد بن الفضل البخاري : سمعت أبـا زيد الـفقيه المروزي يقـول : أتيتُ الأشعري بالبصرة ، فأخذت عنه شيئا من الكلام ، فرأيت من ليلتي في المنام كأني عَمِيتُ ، فـقصصتُها على المعبّر ، فـقال : إنك تأخذ علما تضلّ بـه ؛ فـأمسكتُ عن الأشعري ، فـرآني بعدُ يوما في الطريق فقال لي : يا أبا زيد ، أما تأنَف ترجع إلى خراسان ، عاما بـالفروع ، جاهلا بالأصول ؟! فـقصصتُ عليه الرؤيا ، فقال : اكتُمْها عليَّ ههنا .

    ٣ ـ و منهم : زاهر(٦) بن أحمد ، كان إماما مُقدَّما ، قـال شيخ الإسلام الأنصاري(٧) : " كان للمسلمين إماما " ، رُوِي(٨) عنه ثلب الأشعري .

    ٤ ـ و منهم : أبو محمد الحسن بـن أحمد البغدادي الجريري ، كان من المقدَّمين المبرّزين في العلم ، روي(١) عنه مجانبة أصحاب الكلام .
    ٥ ـ و منهم : أبو علي الرفاء(٢)، كـان من أئمة الحديث ، روي(٣) عنه مجانبتهم و لعنهم ! /


    [ ٨٢/ب ] ٦ ـ و منهم : أبو حامد الـشاركي(٤)، كان إماما محدّثا ، متّبعا للسنة ،
    و كان شديداً عليهم(٥).
    ٧ ـ و منهم : أبو يعقوب(٦) بن زُوران ، الـفقيه الفارسي المجاور ، مفتي الحرم بمكة ، كان إماما عالما ، مجانبا لهم(٧).

    ٨ ـ و منهم : الإمام أبـو مـحمد عـبد الله(٨) بـن عدي الصابوني ، كان إمـامـا جـلـيـلا ، لـمّـا حُـمِـل إلـى بُـخـارا ، أحْـضِـر
    أبو بكر القفّال(١)، ليكلّمه ، فقال لا أكلمه ؛ إنه متكلم(٢).

    ٩ ـ و منهم : يحيى(٣) بن عمار ، كان إماما مُقدَّما ، مجانبا لهم ، قال شيخ الإسلام الأنصاري(٤): رأيـتُه مـا لا أُحصي مـن مرّة ، على منبره ، يكفّرهم ، و يلعنهم ، و يشهد على الأشعري بالزندقة !!

    ـ و منهم : أبو إسحاق القراب(٥)، كان إماما كبيرا ، مجانبا لهم(٦)، ينهى الناس عنهم .

    ١١ ـ و مـنـهم : أبـو الـعـبـاس أحـمـد بـن مـحـمـد
    النهاوندي(١)، كان إماما جليلا .

    ذكر أبو بكر الحداد(٢)عِظم شأنه ، و أنـه كـان منكرا على أهل الكلام ، و تكفير الأشعرية(٣) !
    و هجر أبا الفوارس على حرف واحد(٤).
    قال الدينوري(٥): لقيت ألف شيخ على ما عليه النهاوندي . /
    [ ٨٣/أ ]

    ١٢ ـ و منهم : أبو علي الحدّاد ، كان إماما مُعظّما ، تابعا للسنة ، مجانبا
    لهم(٦).

    ١٣ ـ و منهم : أبـو عبد الله الـدينوري(٧)،كـا ن إمـامـا مُعظّما ، مجانبا لهم(٨).

    ١٤ ـ و منهم: الإمام أحمد بن حمزة(٩)، كان إماما محدّثا ، مجانبا لهم(١٠).

    ١٥ ـ و منهم : أبو ( سعيد )(١) الزاهد الهروي ، كان إماما محدّثا نبيلا ، معظما للسنة ، يلعنهم !
    قال أبو الحسن(٢) المـاليني : قيل له : إن أبا الحسن الديناري ناضل عنك ، فقال : و إيَّـاه فلعن الله ؛ لأنه كلَّابيّ(٣) !

    ١٦ ـ و منهم : أبو الطيب سهل بن محمد الصعلوكي(٤)، خلافا لمَا ذكره عنه(٥)، و قد قدَّمنا عنه طرفا من ذلك(٦).
    ( و )(٧) ذكر عنه عدّة من أهل العلم أنه كان مجانبا لهم(٨). /

    ١٧ ـ و منهم أبو حامد الإسفراييني(٩)، ذكر عنه جماعة أنه كان مجانبا [ ٨٣/ب ]
    لهم ، خلافاً لمَا ذكره(١).

    ١٨ ـ و منهم : أبو بكر القفال(٢)، ذكر بعضهم(٣) ذمَّه للكلام و أهله .

    ١٩ ـ و منهم : أبو منصور الحاكم(٤)، ذكر الأنصاري(٥) و غيرُه مجانبته لهم ، و ذمَّه .
    قال ابن دبّاس(٦): ذُكر بين يديه شيء من الكلام ، فأدخل أصبعيه في أذنيه .

    ٢٠ ـ و منهم : أبو عمر البسطامي(٧)، كان ذامّا لهم ، مشنّعا عليهم(٨).

    ٢١ ـ و منهم : أبو المظفر الترمذي حبال بن أحمد ، إمـام أهل ترمذ ، كان مجانبا لهم ، يشهد عليهم بالزندقة(١).

    ٢٢ ـ و منهم : أبو القاسم العالمي ، كان إماما محدّثا ، مجانبا لهم(٢).

    ٢٣ ـ و منهم : أبـو عبد الله(٣)، محمد بن الحسين السلمي ، كان إماما جليلا ، مجانبا لهم(٤).

    ٢٤ ـ و منهم : هيصم بن محمد بن إبراهيم بن هيصم ، كـان إمـامـا محدّثا ، مجانبا لهم . /

    ٢٥ ـ و منهم : أبو نصر ابن الصابوني ، كان إماما جليلا ، كبير القدر ، [ ٨٤/أ ]
    و ذكر عنه جماعة مجانبته لهم .
    قال عبد الله بن أبي نصر : ما صلى أبو نصر الصابوني على أبيه ؛ للمذهب(٥).
    ٢٦ ـ و منهم : الحـس
    ـن بـن أبـي أسـامة المكي(٦)، و كـان(٧)
    يلعن أبا ذر(١)، يقول : هو أول من حمل الكلام إلى الحرم ، و بثّه في المغاربة .

    ٢٧ ـ و منهم : منصور بن إسماعيل الفقيه(٢)، كان مجانبا لهم .

    ٢٨ ـ و منهم : زيـد بن محمد الأصبهاني ، كـان إماما مُعظَّما ، مجانبا لهم(٣).

    ٢٩ ـ و منهم : أحمد بن نصر الماليني ، كان إماما كبيرا ، مجانبا لهم(٤).

    ٣٠ ـ و منهم : الجنيد بن محمد الخطيب ، كان إمـاما ، و كان يشهد على الأشعري بالزندقة(١) !

    ٣١ ـ و منهم : أبو سعيد الطالقاني ، كان إماما ، مجانبا لهم ، يلعنهم(٢)!

    ٣٢ ـ و منهم أبو نصر الزراد ، كان يذمّهم و يجانبهم(٣). /

    ٣٣ ـ و منهم : أحمد بن الحسن الخاموشي(٤)، الفقيه الرازي ، كان إماماً [ ٨٤/ب ]
    محدّثاً ، مجانبا لهم ، يلعنهم ، و يُطري الحنابلة(٥).
    ـ و منهم : أبو العباس القصّاب الآملي ، كان إماما ، يذمّهم(٦).

    ٣٥ ـ و منهم : أبو عبد الله محمد بن منده(٧) الحـافظ ، كان إماما كبيرا حافظا ، مجانبا لهم ، رادّاً عليهم(٨).

    ٣٦ ـ و منهم : أبـو سعيد بـن أبي سهل ، الفقيه الحنبلي ، كان إماما كبيرا .
    قـال أبـو بكر المقرئ(١): كـان يلعنهم كل يوم ، بعد صلاة الغداة ، في المحراب ، في الجَمْع ، و هم يُؤمّنون(٢)!

    ٣٧ ـ و منهم : أبـو عبد الله الحمراني ، كان إماما في النحو ، و اللغة ، و العربية ، و غير ذلك !
    كان ذامّا لهم ، مشنعا عليهم(٣).

    ٣٨ ـ و منهم : أبو علي أحمد بن الفضل بن خزيمة(٤)، الإمـام المحدّث ، كان مجانبا لهم .

    ٣٩ ـ و منهم : أبو الحسن الشعراني ، إسماعيل بن محمد بن الفضل ، كان إماما كبيراً محدّثا ، مجانبا لهم . /
    [ ٨٥/أ ] ٤٠ ـ و منهم : أبـو بكر أحمد بن ( سليمان )(٥) بن الحسن ، الـفقيه
    الحافظ ، شيخ العراق ، و صاحب التصانيف و » الـسنن «(١)، و كانت لـه حلقتان ، حلقة الفتوى ، و حلقة الإمـلاء ، و كـان رأسا في الفقه ، رأسا في الحديث ، يصوم الدهر(٢)، و يُفطر على رغيف ، و يترك منه لقمة ، فإذا كان ليلة الجمعة ، أكل تلك اللُّقَم ، و تصدّق بالرغيف .
    كان ـ رحمه الله ـ مجانبا لهم .

    ٤١ ـ و منهم : أبو علي بن جامع القاضي ، مِنْ فضلاء أهل البصرة(٣)، و هو إمام كبير ، له مدح كبير ، كان مجانبا له(٤)، ( ذمّا )(٥) له .
    ٤٢ ـ و منهم : أبـو الفضل ابن النعال ، كان إماما محدّثا ، كان مجانبا لهم ، ذامّا لهم(٦).

    ٤٣ ـ و منهم أبو الحسن محمد بـن أحمد الأهوازي العدل ، كان مجانبا لهم ، ذامّا .

    ٤٤ ـ و منهم : أبو محمد الحسن بن محمد العسكري الأهوازي ، و كان من المخلصين ، كان ذامّا لهم ، مجانبا .

    ٤٥ ـ و منهم : أبو عَمْرو(٢) بن مطر النيسابوري ، شيخ السنة ، كـان قانعا متعفّفا ، مجانبا لهم ، رحمه الله . /
    [ ٨٥/ب ] ٤٦ ـ و منهم : العميد(٣) الوزير أبو الفضل الكاتب ، كـان مجانبا لهم ،
    و هو الذي أمر بلعنهم على المنابر ، مع جملة أهل البدع .

    ٤٧ ـ و منها أبو بكر الآجري البغدادي ، المحدّث ، الإمام الكبير ، كان مجانبا لهم(٤).

    ٤٨ ـ و منهم : أبو حامد أحمد(١) بن محمد بن شارك ، الفقيه الشافعي ، مفتي هراة ، كان مجانبا لهم .

    ٤٩ ـ و منهم : أبو علي النجاد ، الحسن(٢) بن عبد الله البغدادي ، تلميذ أبي محمد البربهاري ، صنّف فـي الأصول و الـفروع ، و كان مجانبا لهم ، رادّاً عليهم ، كشيخه .

    ٥٠ ـ و منهم : أبـو حامد الـمروروذي ، أحمد(٣) بن عامر الشافعي ، الإمام الكبير ، كان مجانبا لهم .

    ٥١ ـ و منهم : أبـو إسحاق الـمزكي ، إبراهيم(٤) بن محمد بن يحيى النيسابوري ، كان إماما كبيرا ، مجانبا لهم .

    ٥٢ ـ و منهم : أبـو بكر عبد العزيز(٥) بـن جعفر ، صاحب الخلال ، و شيخ الحنابلة و عالمهم المشهور ، كان مجانبا لهم ، ذامّا .

    ٥٣ ـ و منهم : أبـو بكر ابن السُّـنِّـيّ ، الإمـام الكبير(١) صاحب » عمل اليوم و الليلة « ، الإمام المحدّث ، كان مجانبا لهم . /
    [ ٨٦/أ ] ٥٤ ـ و منهم : أبـو بكر أحمد(٢) بـن جعفر القطيعي ، مسند العراق ،
    صاحب عبد الله ابن الإمام أحمد ، و راوي » المسند « عنه ، كان إماما محدّثا ، مجانبا لهم .

    ٥٥ ـ و منهم : أبـو أحمد الجلودي(٣)، راوي » مسلم « ، كان إماما جليلا ، مجانبا لهم .

    ٥٦ ـ و منهم : أبـو القاسم الآبنودي(٤) الحافظ ، كـان إماما كبيرا ، مجانبا لهم .

    ٥٧ ـ و منهم : أبـو إسحاق إبراهيم(٥) بن أحمد ، المعروف بـ ( ابن شاقلا ) ، البغدادي ، كان لـه حلقة فُتْيا و إِشْغال(٦)، و هو تلميذ أبـي بكـر عبد العزيز بن جعفر ، توفي كهلا ، و كان مجانبا لهم ، كشيخه .

    ٥٨ ـ و منهم : أبـو الشيخ(٧) الحافظ ، أبـو محمد بن حيّان ، الإمـام
    الكبير ، كان مجانبا لهم .

    ٥٩ ـ و منهم : أبو إسحاق إبراهيم(١) بن أحمد المستملي ، الإمام الثقة ، كان مجانبا لهم .

    ٦٠ ـ و منهم : أبو أحمد الغطريفي(٢)، الإمـام الكبير المحدّث ، كـان مجانبا لهم .

    ٦١ ـ و منهم : أبو أحمد الحاكم(٣)، الإمام الحافظ ، ذكر شيخ الإسلام الأنصاري و غيرُه مجانبتَه لهم . /

    ٦٢ ـ و منهم : أبو عمر بن حيويه(٤) الخراز ، الإمـام الكبير المحدّث ، [ ٨٦/ب ]
    صاحب الرواية الكثيرة ، كان مجانبا لهم .

    ٦٣ ـ و منهم : أبـو بكر بن شاذان(٥)، الإمـام الكبير المحدّث ، كان مجانبا لهم .

    ٦٤ ـ و منهم : الإمام أبو الحسن الدارقطني(١)، كان مجانبا لهم ، و لـه كلام في ذمهم .

    ٦٥ ـ و منهم : أبـو حفص(٢) عمر بن أحمد بن شاهين ، أحـد أوعية العلم ، كان مجانبا لهم ، و رأيتُ في مصنفاته ذمَّهم .

    ٦٦ ـ و منهم : أبـو حامد النعيمي(٣)، أحمد بن عبد الله بن نعيم ، نزيل هراة ، كان مجانبا لهم .

    ٦٧ ـ و منهم : أبـو عبد الله ، عبيد الله(٤) بن محمد بن محمد بن حمدان بن بطّة العكبري ، الإمام الفقيه ، العبد الصالح ، و كان مستجاب الدعوة ، كان
    مجانبا لهم .

    ٦٨ ـ و منهم : أبـو الحسين(١) بن سمعون ، الواعظ الحنبلي ، صاحب الأحوال و المقامات ، و وهم ابن عساكر(٢) في ذكره إيّاه من أصحابه .

    ـ و منهم : أبـو سليمان الخطّابيّ(٣)، الشافعيّ ، كـان إماما محدّثا شافعيّا ، مجانبا لهم ، و صنّف في ذمّ الكلام .

    ٧٠ ـ و منهم : أبـو بكر الجوزقي الشيباني الحافظ(٤)، كان مجانبا لهم ، ذامّا ، ذكر ذلك عنه شيخ الإسلام الأنصاري(٥) و غيرُه . /

    ٧١ ـ و منهم : أبو محمد المخلدي(٦) المحدّث ، شيخ العدالة ، كان مجانبا [ ٨٧/أ ]
    لهم .

    ٧٢ ـ و منهم : أبو علي زاهر(١) بن أحمد السرخسي ، الفقيه الشافعي ، له ذمّ فيهم ، ذكره شيخ الإسلام، و غيرُه ، خلافا لِمَا ذكره عنه ابن عساكر(٣) من أنه من أصحابـه ، مع أن الذهبيَّ و غيرَه ذكـروا أنه أخذ علم الكلام عن الأشعري ، فكأنه رجع عن ذلك .

    ٧٣ ـ و منهم : عبد الرحمن(٥) بـن أبي شريح ، أبـو محمد الأنصاري ، محدّث هراة ، كان مجانبا لهم(٦) .
    ٧٤ ـ و منهم : أبو طاهر المخلّص(٧)، مسند وقته ، الإمام المحدّث ، كان مجانبا لهم .

    ٧٥ ـ و منهم : أبـو عبد الله الحسن بن حامد البغدادي(٨)، الإمام الفقيه المحدّث ، شيخ وقته ، كان مجانبا لهم ، و له أمور و أخبار في ذمّهم .

    ٧٦ ـ و منهم : الـقاضي أبـو عـبد الله الحـلـيمي(٩) الـشافعي ، كـان مـن الأئـمـة الـكـبـار ، و أصـحـاب الـوجـوه ، و كـان
    مجانبا لهم(١) !!!

    ٧٧ ـ و منهم : أبو الفرج النهرواني(٢)، كان من الأئمة ، مجانبا لهم .

    ٧٨ ـ و منهم : أبو عبد الله الحـاكم ، محمد(٣) بن عبد الله ، المـعروف بـ ( ابن البيّع ) ، الإمام الكبير الحافظ ، كان مجانبا لهم .

    ٧٩ ـ و منهم : أبـو الحسين(٤) المحاملي ، الإمـام الكبير المحدّث ، كان مجانبا لهم . /

    ٨٠ ـ و منهم : الحافظ أبو بكر(٥) بن مردويه ، الإمـام الكبير ، المحدّث [ ٨٧/ب ]
    الحافظ ، كان مجانباً لهم .

    ٨١ ـ و منهم : القاضي أبو منصور(١)محمد بن محمد بن عبد الله الأزدي الهروي الفقيه ، شيخ الشافعية بهراة ، و مسند البلد ، كان مجانبا لهم ، ذكره شيخ الإسلام الأنصاري .

    ٨٢ ـ و منهم : أبـو طاهر محمد(٢) بن محمد بن محمش الزيادي ، الفقيه الشافعي ، عالم نيسابور و مُسنِدها ، كان مجانبا لهم .

    ٨٣ ـ و منهم : هبة الله(٣) بن سلامة ، أبـو القاسم البغداديّ ، المفسّر ، كان مجانبا لهم .

    ٨٤ ـ و منهم : أبـو نصر(٤) أحمد بن محمد بن أحمد الـنرسي ، كـان مجانبا لهم .

    ٨٥ ـ و منهم : أبو سعد المـاليني ، أحمد(٥) بن محمد بن أحمد الهروي ، الصوفي ، الحافظ ، كان مجانبا لهم .

    ٨٦ ـ و منهم : الحـافظ أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه(١)، الإمام الكبير المحدّث ، كان مجانبا لهم .

    ٨٧ ـ و منهم : الحافظ أبـو الفتح ابن أبي الفوارس(٢)، الإمـام الحافظ الكبير ، كان مجانبا لهم .

    ٨٨ ـ و منهم : أبو عبد الرحمن(٣) السلمي ، الحافظ الصوفي ، كان مجانبا لهم ، رُوي عنه حكايات في اجتنابهم . /

    ٨٩ ـ و منهم : أبو الفضل محمد بن أحمد الجارودي الهرويّ الحافظ ، قال [ ٨٨/أ ]
    شيخ الإسلام(٤): » إمام أهل المشرق « ، و قال غيره(٥):» كـان عديم النَّظِير في العلوم « . كان مجانبا لهم .

    ٩٠ ـ و منهم : أبـو القاسم تمّام(٦) بن محمد الرازيّ الحافظ ، الإمـام الكبير ، كان مجانبا لهم .

    ٩١ ـ و منهم : أبـو عبد الله الحسين(١) بن الحسن الغضائري ، الإمـام المحدّث ، كان مجانبا لهم .

    ٩٢ ـ و منهم أبـو سعيد(٢) النقاش الأصبهاني ، الحافظ الحنبلي ، كـان مجانبا لهم .

    ٩٣ ـ و منهم : أبو الحسن المحاملي(٣)، شيخ الشافعية ، الضّـبّيّ ، كان فقيها نَزِهاً(٤)، محدّثا ، مجانباً لهم .

    ٩٤ ـ و منهم : أبو الحسين(٥) بن بشران ، الإمام المحدّث الكبير ، كـان مجانبا لهم .

    ٩٥ ـ و منهم : أبو الحسن(٦) الحمامي ، مُقْرِئ العراق ، كان مجانبا لهم .

    ٩٦ ـ و منهم : أبو محمد(٧) السكري ، الإمام المحدّث ، كان مجانبا لهم .

    ٩٧ ـ و منهم : أبـو بكر الأردستاني ، محمد بن إبـراهيم(١) الحافـظ الصالح ، كان مجانبا لهم .

    ٩٨ ـ و منهم : أبـو علي(٢) بن شاذان ، الإمـام الكبير ، كـان مجانبا لهم(٣) ، ذكره بعضهم ، و ذكر ابن عساكر(٤) أنه من أصحابه ، و كذلك ذكر الذهبي(٥) أنه يفهم الكلام على مذهب الأشعري . /

    ٩٩ ـ و منهم : الحافظ أبـو الفضل علي بن الحسين الفلكي(٦)، رجـل [ ٨٨/ب ]
    كبير ، قال شيخ الإسلام الأنصاري : » ما رأيتُ أحداً أحفظ منه « . و كـان مجانبا لهم .

    ١٠٠ ـ و منهم : أبو بكر أحمد بن علي بن ( فنجويه )(٧) الحافظ ، قال شيخ الإسلام الأنصاري : » هو أحفظ من رأيتُ من البَشَر « . كان مجانبا لهم .

    ١٠١ ـ و منهم : عـثمان بـن محمد بـن يـوسف بـن دوسـت ( الحلاق )(١) ، كان إماما صدوقا ، مجانبا لهم .

    ١٠٢ ـ و منهم : أبـو الحسن(٢) الحـنّائيّ ، الإمـام المحدّث المقرئ ، الحافظ الزاهد ، كان مجانبا لهم .

    ١٠٣ ـ و منهم : أبـو علي محمد بن أحمد بن أبـي موسى الهاشمي(٣)، صاحب التصانيف ، و انتهت إليه رئاسة مذهب أحمد ، كان مجانبا لهم .

    ١٠٤ ـ و منهم : الإمـام أبـو عبد الله(٤)محمد بن عبد الله بن باكويه الصوفي ، أحد المشايخ الكبار ، كان مجانبا لهم .

    ١٠٥ ـ و منهم : أبو عمر الطلمنكيّ الحافظ ، صاحب التصانيف ، كان سيفا عليهم ، و على غيرهم(٥).

    ١٠٦ ـ و منهم : أبـو يعقوب الـقرَّاب(١) السرخسي الهرويّ الحافظ ، محدّث هراة ، كان زاهدا صالحا مصنفا ، و كان ـ رحمه الله ـ مجانبا لهم ، لـه كلام في ذمّهم .

    فذكر ما يقارب من 400 امام أثري مجانبين للأشاعرة و مما قاله عند انتهاء سرده للائمة الأثريين :

    ( و والله ثم و الله ثم والله من تركنا اكثر ممن ذكرنا , و لو ذهبنا نستقصي كل من جانبهم من يومهم الى الان لزادوا على عشرة الالاف نفس ) اهـ ...
    فهل يثير هذا ضحك الأشعرية ؟!! ما أرى إلاّ أنّ صاحبنا قد فقد عقله
    أمّا عن حال الأمة قبل الأشعرية فهو قطعا أحسن منه حالا بعدها فلم يكن ثمة إلا سني أو مبتدع فلما ظهر هؤلاء خفيت محنتهم على الكثير من الناس قال الإمام الإمام أبو نصر السجزي رحمه الله ( :(فكل مدع للسنة يجب أن يطالب بالنقل الصحيح بما يقوله، فإن أتى بذلك علم صدقه، وقبل قوله، وإن لم يتمكن من نقل ما يقوله عن السلف، عُلم أنه محدث زائغ، وأنه لا يستحق أن يصغا إليه أو يناظر في قوله، وخصومنا المتكلمون معلوم منهم أجمع اجتناب النقل والقول به بل تمحينهم لأهله ظاهر، ونفورهم عنهم بين، وكتبهم عارية عن إسناد بل يقولون: قال الأشعري، وقال ابن كلاب، وقال القلانسي، وقال الجبائي...ومعلوم أن القائل بما ثبت من طريق النقل الصحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يسمى محدثاً بل يسمى سنياً متبعاً، وأن من قال في نفسه قولاً وزعم أنه مقتضى عقله، وأن الحديث المخالف له لا ينبغي أن يلتفت إليه، لكونه من أخبار الآحاد، وهي لا توجب علماً، وعقله موجب للعلم يستحق أن يسمى محدثاً مبتدعاً ، مخالفاً، ومن كان له أدنى تحصيل أمكنه أن يفرق بيننا وبين مخالفينا بتأمل هذا الفصل في أول وهلة، ويعلم أن أهل السنة نحن دونهم، وأن المبتدعة خصومنا دوننا) انظر: الرد على من أنكر الحرف والصوت (ص100-101) .
    -ثم قال ص222- 223 -: (ثم بلي أهل السنة بعد هؤلاء؛ بقوم يدعون أنهم من أهل الاتباع، وضررهم أكثر من ضرر المعتزلة وغيرهم وهم أبو محمد بن كلاب وأبو العباس القلانسي، وأبو الحسن الأشعري ...وفي وقتنا أبو بكر الباقلاني ببغداد وأبو إسحاق الإسفرائني وأبوبكر بن فورك بخراسان فهؤلاء يردون على المعتزلة بعض أقاويلهم ويردون على أهل الأثر أكثر مما ردوه على المعتزلة - ثم قال : وكلّهم أئمّةُ ضَلالة يدعونَ النّاسَ إلى مخالفةِ السّنةِ وتركِ الحديث »....) وبين - رحمه الله- وجه كونهم أشد من المعتزلة فقال ص177-178: ( لأن المعتزلة قد أظهرت مذهبها ولم تستقف ولم تُمَوِّه.بل قالت: إن الله بذاته في كل مكان وإنه غير مرئي، وإنه لا سمع له ولا بصر ولا علم ولا قدرة ولا قوة ... فعرف أكثر المسلمين مذهبهم وتجنبوهم وعدوهم أعداء. والكلابية، والأشعرية قد أظهروا الرد على المعتزلة والذب عن السنة وأهلها، وقالوا في القرآن وسائر الصفات ما ذكرنا بعضه ) ا.هـ .


    يتبع إن شاء الله
    قال الشيخ العلامة حمود بن عبدالله التويجرى - رحمه الله - :" الألبانى علم على السنة والطعن فيه طعن فى السنة "

  12. #32
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    غفر الله لي و لك...
    تأويلات، فلا يسعفك بعد ذلك ما ذكرته من أنها من داخل الوحي، أو أنها بما يقتضيه الراجح من اللغة، فذلك لا يغير من الأمر شيئا لأنها مجرد هروب من واقع مرير؛
    أنا يكفيني ..لأن غرضي هو تحقيق غرض السلف من اتباث أن منظومة الوحي كاملة لا تحتاج الى شيء من خارجها لبيانها..و الواقع الذي يبدو لي مريرا هو احتياج هذه المنظومة الى عنصر خارجي عنها لبيانها لم يبينه لا رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا صحابته و لا التابعين باحسان...لأن في هذا الواقع مرارة الاذعان لكلام الملحدين قديما و حديثا أن الوحي المحمدي غير كامل بل و كما يقول الحداثيون..لولا المنطق اليوناني لما حققت المعرفة الاسلامية ما حققت من الازدهار..فكان بحسبهم -و هو ما أصله لهم المتكلمون للأسف- أن المعرفة الاسلامية بقيت ناقصة الى حين دخول الرواسب الهيلينية و اليونانية عليها و هي التي جعلتها منطقية و عقلانية..و بالتالي التفوق دائما و أبدا هو للحضارة الغربية قديما و حديثا..و أننا دونهم لا نساوي شيئا و لن نساوي قط شيئا...
    وإلا فأين تجد صريحا في الوحي أن الضحك هو الرحمة، أو أن الأيدي هي القوة، أو أن الساق هي الكرب والشدة، لو كان ذلك موجودا لما أرشد ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أصحابه للتعرف عما أشكل عليهم معرفته من معاني القرآن لشعر العرب. ثم لو سلمنا جدلا أن ما ذكرته صحيح ألا ترى أن قولكم أن هذه التأويلات هي من داخل الوحي هو أرقى أنواع التفسير ألا وهو تفسير القرآن بالقرآن، أو السنة بالسنة؟
    لأن أجد ذلك أنا صريحا أو لا أجده ..لا يغير شيئا من محل النزاع..انما هو رأي الصحابي او التابعي..في هذه الآية او الحديث ..و قد يراه غيره من السلف-و قد رأوا- أنه غير واضح في هذا الموضع او ذاك و لم تتبث عندهم القرائن ..فيقولون بأنها صفة أيضا في هذا الموضع..و لكن لا أحد منهم ينشد العدول عن الظاهر و لا يصرح أنه عدل عن الظاهر لافادته التشبيه...و المقصود هنا افادة التشبيه بشيء من خارج الوحي..أما ما نص الشرع انه منفي عن الله كالنوم و الزوال و العدم و غيره..فهذه قرينة داخلية من داخل المنظومة..فما دلت عليه القرائن بما فيها نحو العرب في كلامها الذي حث عليه ابن عباس أصحابه هو الظاهر عندهم..و هم في ذلك يبحثون عن الظاهر لا عن المعنى المرجوح...أما المتكلمين فهم يصرحون أصلا ان معاني الصفات هي من الظاهر و يقرون بأنه بحسب القرائن الداخلية هي ظاهر..و لكن يعدلون عنه الى معنى آخر لقرينة..و حين تبحث تجد ان القرينة هي منع التشبيه بدلالة مستفادة من المنطق اليوناني...لا بقرينة من الوحي..و هذا ما يجعله مناقضا لتأويل السلف و ليسا من جنس واحد..فالأول يقر بمعاكسته للظاهر و الثاني يعلن ابتغاءه الظاهر...فيكون الجواب على سؤالك نعم...تأويل السلف من أرقى انواع التأويلات و تأويل الخلف من أبشعها.
    أما قول الامام ابن حبان فلا حاجة فيما أظن أن أذكر بترجمته و لا الى وجوده في غير القرون المحتج بها و لا الى انكار الناس عليه مخالفته لشيخه في تاُثره بمذاهب الامام ابي علي الثقفي و غيره ممن تأثروا بالكلابية..و أما قول الامام مالك فلم يتكلم عن ان الظاهر لوحده يفيد التشبيه بل نفى الزوال و اتبث الدوام و هو مما نفي في الكتاب و السنة بعينه كما نفي النوم و الموت ..فكلامه حجة لنا..اذ هذا يبين انه من تأويل السلف الذي هو بمعنى التفسير من داخل الوحي..لا من تأويل الخلف الذين لا يبتغون الظاهر و يبتغون ما وراء الوحي.فقد أتيت بشاهد على ما نقول بتعليله بقرينة خاصة من الكتاب و السنة فلن تجد أحدا يقول في تأويله لآي من الصفات انه اولها الى خلاف ظاهرها و لا لأن مجرد ظاهرها يفيد التشبيه (أي بدون ان يشير الى قرينة من نفس الوحي) كما يفعل المتكلمون.
    من أصل لهذا من السلف يابن الرومية، هلا ذكرت لنا؟
    هي كثيرة نقول السلف في هذا و نقلها قد يقودنا الى صفحات و لا يخلو منها كتاب من كتب اهل الحديث...و هذا بعض منها قد يفيد ان شاء الله في الدلالة علي ما وراءه جمع كثيرا منها صاحب كتاب الأشاعرة في ميزان اهل السنة
    "قال عبد الله بن أبي حنيفة الدوسي: سمعت محمد بن الحسن يقول: (اتفق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في صفة الرب عز وجل من غير تغيير، ولا وصف، ولا تشبيه، فمن فسر اليوم شيئاً من ذلك فقد خرج مما كان عليه النبي صلى الله عليه و سلم، وفارق الجماعة، فإنهم لم يصفوا ولم يفسروا، ولكن أفتوا بما في الكتاب والسنة ثم سكتوا، فمن قال بقول جهم فقد فارق الجماعة، لأنه قد وصفه بصفة لا شيء)"
    فهذا تفريق واضح من امام اهل الرأي بين منهج السلف من الاكتفاء بما في داخل الوحي لاعتقادهم بكماله و بين منهج امام المتكلمين من اللجوء الى ما وراء الوحي لتفسيره..ففرق بذلك بين التفسيرين...و بيان التفسير السلفي يزيد من ايضاحه اهل هذه الطبقة كقول الامام ابو عبيد القاسم ابن سلام
    قال العباس بن محمد الدوري: (سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام، وذكر الباب الذي يروي فيه الرؤية، والكرسي، وموضع القدمين، وضحك ربنا من قنوط عباده، وقرب غيره، وأين كان ربنا قبل أن يخلق السماء، وأن جهنم لا تمتلئ حتى يضع ربك عز وجل قدمه فيها فتقول: قط قط، وأشباه هذه الأحاديث، فقال: هذه الأحاديث صحاح، حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض، وهي عندنا حق لا نشك فيها، ولكن إذا قيل كيف وضع قدمه؟ وكيف ضحك ؟ قلنا لا يفسر هذا ولا سمعنا أحداً يفسره)
    انظر كيف لم يفرق رحمه الله بين الرؤية و غيرها من الضفات كما يفعله متأخرو المتكلمين .ما دل ان القول عندهم في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر..ثم انظر كيف بين ان التفسير الممنوع عندهم هو تفسير الكيفية ..و هو منطقي لقول الامام الشيباني قبلا أن الشرع سكت عنه..فلا سبيل الى ايجاد قرائن داخلية لتفسيره..الا ان يدعي احد وجود قرينة خارجية..وهو ما ادعاه المتكلمون في نفيهم...
    و قد زاد من بيانه الامام ابن سريج أحببت ان اورده ايضا و ان لم يكن من شرطنا(اعتقادنا فيه وفي الآي المتشابه في القرآن أن نقبلها، ولا نردها، ولا نتأولها بتأويل المخالفين، ولا نحملها على تشبيه المشبهين، ولا نترجم عن صفاته بلغة غير العربية، ونسلم الخبر الظاهر والآية الظاهر تنزيلها)
    و هو هنا رحمه الله بين الفرق بين تفسير السلف و تفسير المخالفين من المشبهة و المعطلة على السواء..و بين المحك في ذلك و هو الظاهر..اذ المشبهة يظنون ان مجرد الآية بنفسها او الحديث بنفسه يبين ظاهره بنفسه..فالظاهر بالنسبة لهم هو كل ما تبادر من الآية وحدها او الحديث وحده..دون الالتفات الى بقية القرائن الداخلية من الآيات و الأحاديث الأخرى..كأن تقول بالنسيان لله سبحانه تعالى الله عن ذلك او بالبداء له ...كما فعلته المشبهة و ظنت ان هذا هو اتباع الظاهر...و المعطلة و ان كانوا على النقيض و لكن اتفقوا معهم في نفس الخطأ من حسبان الظاهر كل ما تبادر الى الذهن دائما...فأقروا بأنهم يعدلون عنه لقرينة خارجية..مع ان الظاهر عند السلف لا مع هؤلاء و لا مع اولئك...انما الظاهر هو ما أفاده مجموع الكتاب و السنة في المسألة بما أقره الوحي من وسائل التفسير.و لهذا ترى امام التفسير الطبري حتى فيما حسبته تأويلا من تأويلات المتكلمين يقول..وأما الذي يدل على صحته ظاهر القرآن، ...و الظاهر من الآية....الخ
    أما ان المتكلمين قاموا بذلك من جراء تسليمهم بقليل او كثير من نتائج منطق الملاحدة و محاولة تطويع ظواهر الكتاب و السنة لهذه النتائج...فيكفي بيان انه ما وقع لامامهم الأول جهم بن صفوان والدافع الى ما حاوله ..نقله و بينه السلف كخالد بن سليمان و الامام احمد و غيرهم..و ان تأملت عامة كتب المتكلمين المتأخرين من الأشاعرة و المعتزلة تجدها للأسف ملأى بشواهد هذا..تجدهم يعقتدون استحالة اليد والعينين لله و كون الله فوق عرشه دون أرضه ..بسبب ما يسمونه الدليل العقلي القاطع الذي استمدوه من مسلمات المنطق اليوناني..ثم ينتقلون بعدها الى ما يسمونه صرف الظاهر عن المراد..أما السلف فما يمكن لأحد قط أن ينقل عن واحد منهم في أي تفسير من تفسيراتهم ما يدل لا نصا ولا ظاهرا أنهم كانوا يعتقدون أن الله ليس فوق العرش، ولا أن الله ليس له سمع وبصر ويد حقيقة..و بالتالي ان تفسيرهم هو لصرف المعنى عن الظاهر لأنه يقتضي التشبيه.




    أما قولك أنهم {صح عنهم في مواضع أخرى من القرآن والسنة القول بالصفة وأنها هي الظاهر لانعدام القرائن في المواضع المسماة مؤولة} هلا أسعفتنا بتلك المواضع التي صح عنهم القول بالصفة وأنها هي الظواهر لانعدام القرائن؟
    كلام السلف كثير في اتباث هذه الصفات المؤولة و انظر فقط على سبيل المثال النقول المتكاثرة عنهم في صفة اليد مثلا ...مع عدم انكارهم على من أولها بالتأويل الداخلي في بعض المواضع التي لم يعدها من آيات الصفات ..و في نفس الوقت انكارهم الشديد على من تأولها التأويل الكلامي الخارجي..
    و لهذا أختم بسؤالين راجيا من الله أن يعيننا على الخروج من هذا التخلف في التعايش و المدافعة بيننا..و ان يحسن أخلاقنا جميعا :
    ان كان حقا أن التأويل الكلامي هو هو نفسه التأويل السلفي و أنه لهذا السلف كان فيهم التأويل الكلامي و التفويض ..فما معنى اذن انكار السلف الشديد على تأويلات الجهمية و المعتزلة و هجرهم و الغلظة عليهم حتى درجة الافتاء بكفرهم و استتابتهم..وهم ما فعلوا الا نفس ما قام به متأخرو الأشاعرة من استخدام هذه التأويلات للصفات عينها..اذ هي هي نفس التأويلات حذو القذة بالقذة..حتى جزم كبار المتعصبين للأشاعرة المتأخرين بأن كبارا من السلف كانوا حشوية و مشبهة؟؟؟ ما معنى هذا الانكار الا ان يكون السلف كمايتهمهم القوم بأنهم لا يفهمون ما ينقلون و أنهم منافقون حاشاهم..و أن أول من يتوجه له التهمة بالتشدد في انكار التأويلات للصفات هم نفس السلف لا السجزي و لا ابن خزيمة و لا ابن تيمية و بن عبد الوهاب؟...و لم يجبهم الجاحظ و لا النظام و لا بشر و لا الامام ابن كلاب أن فيكم أنتم أيضا من هو على قولنا في التأويل كما يدعيه المتأخرون من الزمخشري و عبد الجبار الى اللقاني..فكيف ينكرون عليهم ما هم واقعون بالضرورة فيه ان كان فعلا كما يزعم من تطابق التأويلين؟؟

    و السؤال الثاني :فلنفرض جدلا صحة المقولة بتطابقهما..او عدم قدرة البعض على التمييز بينهما..طيب.. لم لا يجتمع الجميع على المرجعية المتفق عليها بيننا جميعا...و لا نتجاوزها الى غيرهم كائنا من كان...و نكتفي فقط بهذه الآيات و الأحاديث التي أولت بحسب المعترضين و لانتجاوزها...و لننشر ما صخ من أقوال السلف و نبثها بين الناس...فان جاءنا الامام الرازي و قال بأن الله لا داخل العالم و لا خارجه..قلنا له عفوا نحبك و لكن لم يصح عن السلف و نكتفي بالمعاني التي صرحوا بها دون ان نزيد عليها قطميرا..و ان جاءنا الامام ابن تيمية بان النار تفنى لمقتضى صفة الرحمة .....قلنا له عفوا نحبك و لكن لم يصح عن السلف و نكتفي بالمعاني التي صرحوا بها دون ان نزيد عليها قطميرا...ونسكت جميعا و نسد علينا هذا الباب الذي أغلبه دقائق و مضايق لا يفهمها عامة الناس والذي طالما جرنا الى الخلاف و الشقاق والتكفير في الأمة ...و نفتح الباب فقط للاختلاف الذي فعلا يثمر و يورث المزيد من العمل و يقال لك فيه فقط أخطأت...و رحم الله الامام الشافعي

  13. #33

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    عود على بدء ..

    قولك : ( نعم كان لجهود كثير من الفقهاء والمحدثين أثر كبير في دفع هذه الفتن، ولكن مجهوداتهم لم تكن كافية مع تعاظم الشبهات، التي استعمل فيها أصحابها ما ظنوه حججا عقلية، أثرت تأثيرا واقعيا في عوام الأمة، بل وفي بعض فقهائها وأمرائها ) هو تماما الحدّ الفاصل بين المنهجين منهج أهل الحديث ومنهج المتكلمين فقد بلغ من افتتان المتكلمين بأساليب اليونان حتى زعموا أنّ الحقّ مفتقر إلى عناصر من خارجية أسموها عقليات وهي في حقيقتها تخرّصات وأوهام وافترضوا لفساد عقولهم تعارضها مع مقررات الوحي والتي أسموها سمعيات وزعموا أنّ كلّ دليل خالف أهواءهم فهو إما مؤوّل أو مكذوب

    يقول الرازي في كتابه (أساس التقديس في علم الكلام) :
    ( اعلم أن الدلائل القطعية إذا قامت على ثبوت شئ ثمّ وجدنا أدلة نقلية يشعر ظاهرها بخلاف ذلك فهناك لايخلوا الحال من أحد أمور أربعة:
    إما أن يصدق مقتضى العقل والنقل فيلزم تصديق النقيضين وهومحال
    وإما أن يبطل فيلزم تكذيب النقيضين وهو محال
    وإما أن يصدق الظواهر النقلية ويكذب الظواهر العقلية وذلك باطل
    لأنه لا يمكننا معرفة صحة الظواهرالنقلية إلا إذا عرفنا بالدلائل العقلية إثبات الصانع وصفاته وكيفية دلالة المعجزة على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وظهور المعجزات على محمد صلى الله عليه وسلم ولوجوّزنا القدح في الدلائل العقلية القطعية صار العقل متهما غير مقبول ولو كان كذلك لخرج أن يكون مقبول القول في هذه الأصول وإذا لم تثبت هذه الأصول خرجت الدلائل النقلية عن كونها مفيدة فثبت أن القدح في العقل لتصحيح النقل يفضي إلى القدح في العقل والنقل معا وأنه باطل
    ولما بطلت الأقسام الأربعة لم يبق إلا القطع بمقتضى الدلائل العقلية القاطعة بأن هذه الدلائل النقلية إما أن يقال إنها غير صحيحة أو يقال إنها صحيحة إلا أن المراد منها غير ظواهرها
    ثم إن جوزنا التأويل واشتغلنا على سبيل التبرع بذكر تلك التأويلات على التفصيل وإن لم يجز التأويل فوضنا العلم بها إلى الله تعالى
    فهذا هوالقانون الكلي المرجوع إليه في جميع المتشابهات وبالله التوفيق )

    ويقول في المطالب العالية (مخطوط رقم 45 توحيد (م) بدار الكتب ص 310 :
    ( الثامن : ويتوقف على سلامتها عن المعارض العقلي وأن آيات التشبيه كثيرة ولكنها لما كانت معارضة بالدلائل العقلية لاجرم أوجبنا صرفها عن ظواهرها فكذا هاهنا
    وأيا كان عند حصول التعارض بين ظواهر النقل وقواطع العقل : لا يمكن تصديقهما معا وإلا لزم تصديق النقيضين .
    ولا ترجيح النقل على القواطع العقلية لأن النقل لا يمكن التصديق به إلا بالدلائل العقلية فترجحالنقل على العقل يقتضي الطعن في العقل
    ولما كان العقل أصلا للنقل كان الطعن في العقل موجبا للطعن في العقل والنقل معا وإنه محال
    فلم يبق إلا القسم الرابع وهو القطع لمقتضيات الدلائل العقلية وحمل الظواهر النقلية على التأويل
    فثبت بهذا أن الدلائل النقلية يتوقف الحكم بمقتضياتها على عدم المعارض العقلي إلا أن ذلك مظنون لا معلوم)

    ويقول في كتابه (محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين) ص31 (ط الحسينية القاهرة 1323):
    (مسألة : الدليل اللفظي لا يفيد اليقين إلا عند تيقن أمور عشرة : *عصمة رواة مفردات تلك الألفاظ وإعرابها وتصريفها وعدم الإشتراك والمجاز والنقل والتخصيص بالأشخاص والأزمنة وعدم الإضمار
    والتأخير والتقديم والنسخ وعدم المعارض العقلي الذيلو كان لرجح عليه
    .إذ ترجيح النقل على العقل يقتضي القدح فيالعقلالمستلزم القدح في النقل لافتقاره إليهوإذا كان المنتج ظنيا فماظنك بالنتيحة)


    وهذا الذي قرره الرازي رحمه الله هو ما يطلق عليه العلماء مصدر التلقي فقد ثبت باعتراف صاحبنا مخالفة قومه لمنهج السلف في التلقي وأنّ منهج السلف لم يكن كافيا في دفع شبه المعتزلة بل هو مفتقر إلى منطق اليونان وأساليبهم ثم راح تستدل على دعواه تلك بحال بعض خلفاء بني العباس مع أنّ هذه الحجة تنقض دعواه من أساسها فليس تبني المأمون وغيره لمذهب المعتزلة ناتجا عن دراسة المذاهب والنظر في الأدلة بل هو ناتج عن تعاظم نفوذ العناصر الأجنبية في الدولة وتربيتهم لأبناء الخلفاء على المناهج الغريبة عن الثقافة الإسلامية فالعامل كان عامل (السياسة) لا عامل (الدليل) ففي أوّل فرصة حصل فيها احتكاك بين الحق ممثلا في الإمام أحمد والباطل ممثلا في ابن أبي داوود ظهرت فيها الحجة مع الحق وأهله فالعامل هو عامل القمع والإرهاب الفكري لا عامل الإقناع وحرية التفكير قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله كما في الفرقان بين أهل السنة وأهل البدعة : ( فهكذا كان الصحابة ومن سلك سبيلهم من التابعين لهم بإحسان وأئمة المسلمين فلهذا لم يكن أحد منهم يعارض النصوص بمعقوله ولا يؤسس دينا غير ما جاء به الرسول وإذا أراد معرفة شيء من الدين والكلام فيه نظر فيما قاله الله والرسول فمنه يتعلم وبه يتكلم وفيه ينظر ويتفكر وبه يستدل فهذا أصل أهل السنة
    وأهل البدع لا يجعلون اعتمادهم في الباطن ونفس الأمر على ما تلقوه عن الرسول بل على ما رأوه أوذاقوه ثم إن وجدوا السنة توافقه وإلاّ لم يبالوا بذلك فإن وجدوها تخالفه أعرضوا عنها تفويضا أو حرّفوها تأويلا
    فهذا هو الفرقان بين أهل الإيمان والسنة وأهل النفاق والبدعة )


    ويقول الإمام أبو المظفر السمعاني رحمه الله الحجة في بيان المحجة 2/223-227 : ( إنّ الله أبى أن يكون الحق والعقيدة الصحيحة إلاّ مع أهل الحديث والآثار لأنهم أخذوا دينهم وعقائدهم خلفا عن سلف وقرنا عن قرن إلى أن انتهوا إلى التابعين وأخذه التابعون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وأخذه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من محمد صلى الله عليه وسلم ولا طريق إلى معرفة ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس من الدين المستقيم والصراط القويم إلاّ هذا الطريق الذي سلكه أصحاب الحديث
    وأما سائر الفرق فطلبوا الدين لا بطريقه لأنهم رجعوا إلى معقولهم وخواطرهم وآرائهم فطلبوا الدين من قبله فإذا سمعوا شيئا من الكتاب والسنة عرضوه على معيار عقولهم فإن استقام قبلوه وإن لم يستقم في ميزان عقولهم ردوه فإن اضطرّوا إلى قبوله حرّفوه بالتأويلات البعيدة والمعاني المستكرهة فحادوا عن الحق وزاغوا عنه ونبذوا الدين وراء ظهورهم وجعلوا السنة تحت أقدامهم تعالى الله عما يصفون
    وأما أهل الحق فجعلوا الكتاب والسنة أمامهم وطلبوا الدين من قبلهما وما وقع لهم من معقولهم وخواطرهم عرضوه على الكتاب والسنة فإن وجدوه موافقا لهما قبلوه وشكروا الله حيث أراهم ذلك ووفقهم عليه وإن وجدوه مخالفا لهم تركوا ما وقع لهم وأقبلوا على الكتاب والسنة ورجعوا بالتهمة على أنفسهم فإنّ الكتاب والسنة لا يهديان إلاّ إلى الحق ورأي الإنسان قد يرى الحقّ وقد يرى الباطل ...
    وأما إذا نظرت إلى أهل الأهواء والبدع رأيتهم متفرقين مختلفين أو شيعا وأحزابا لا تكاد تجد اثنين منهم على طريقة واحدة في الإعتقاد يبدع بعضهم بعضا بل يرتقون إلى التكفير ..
    وكان السبب فياتفاق أهل الحديث أنهم أخذوا الدين من الكتاب والسنة وطريق النقل فأورثهم الاتفاق والإئتلاف وأهل البدعة أخذوا الدين من المعقولات والآراء فأورثهم الإفتراق والاختلاف فإن النقل والرواية من الثقات والمتقنين قلما يختلف وإن اختلف في لفظ أو كلمة فذلك اختلاف لا يضر في الدين ولا يقدح فيه
    وأما دلائل العقل فقلما تتفق بل عقل كل واحد يري صاحبه غير ما يرى الآخر وهذا بين والحمد لله )

    ويقول أيضا : ( واعلم أن فصل ما بيننا وبين المبتدعة هو مسألة العقل فإنهم أسسوا دينهم على المعقول وجعلوا الاتباع والمأثور تبعا للمعقول
    وأما أهل السنة قالوا : الأصل في الدين الاتباع والعقول تبع ولو كان أساس الدين على المعقول لاستغنى الخلق عن الوحي وعن الأنبياء صلوات الله عليهم ولبطل معنى الأمر والنهي ولقال من شاء ما شاء ولو كان الدين مبني على المعقول وجب أن لا يجوز للمؤمنين أن يقبلوا أشياء حتى يعقلوا
    ونحن إذا تدبرنا عامة ما جاء في أمر الدين من ذكر صفات الله عزّ وجلّ وما تعبد الناس من اعتقاده وكذلك ما ظهر بين المسلمين وتداولوه بينهم ونقلوه عن سلفهم إلى أن أسندوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذكر عذاب القبر وسؤال الملكين والحوض والميزان والصراط وصفات الجنة وصفات النار وتخليد الفريقين فيهما أمور لا تدرك حقائقها بعقولنا وإنما ورد الأمر بقبولها وال،يمان بها فإذا سمعنا شيئا من أمور الدين وعقلناه وفهمناه فلله الحمد في ذلك والشكر ومنه التوفيق وما لم يمكننا إدراكه وفهمه ولم تبلغه عقولنا آمنا به وصدقنا واعتقدنا أن هذا من قبل ربوبيته وقدرته واكتفينا في ذلك بعلمه ومشيئته ) انتهى

    فها أنت ترى بأمّ عينك التباين بين المنهجين بل وباعترافك !!
    أما تمثيلك لدعوى قصور منهج أهل الحديث بمحنة الإمام أحمد رحمه الله فهي والله سقطة مدوية إقشعرّ لها شعري فما كنت أظنّ بأن منتسبا للسنة سيقع فيها فلتهنئ المعتزلة إذا إذ لم يكسر شوكتها الإمام أحمد وانتظرت الأمة كلّها توبة الأشعري ليتم ذلك !!! لا بارك الله في التعصب والهوى ثمّ تدعي زورا بأنّ مخالفيك متعصبون لابن تيمية !! ألم أقل بأنّ ذلك سيف مسلط على رأسك ورأس أمثالك لن تتحرروا منه إلا بمزيد مما يكشف حقدكم ومخالفتكم للسلف فحق لي أن أقول ( والذي أخشاه عليك أن يمسك الله بتذكير من عنده أنك تتهجم على أوليائه بلمزك إياهم ) فأي لمز أكبر من دعوى أنّ الإمام أحمدا لم يكسر المعتزلة وبقت الأمة في اضطراب إلى غاية توبة معتزلي من اعتزاله بل أي (فحش) أكبر من هذه الدعوى ؟!!! بل الحق أن الإمام أحمدا قد كسر شوكة المبتدعة جميعا ورفع لاء السنة عاليا فها هي ذي أقواله كشهب حارقة في وجه كلّ مبطل وسنأتي على التأويلات المزعومة في حلقة قادمة إن شاء الله

    يتبع إن شاء الله
    قال الشيخ العلامة حمود بن عبدالله التويجرى - رحمه الله - :" الألبانى علم على السنة والطعن فيه طعن فى السنة "

  14. #34
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    بارك الله فيكم على التوضيح..الا أنه قد يلزم التنبيه و الله أعلم الى أن قول الامام
    واعلم أن فصل ما بيننا وبين المبتدعة هو مسألة العقل فإنهم أسسوا دينهم على المعقول وجعلوا الاتباع والمأثور تبعا للمعقول
    انما يصح كليا في المتأخرين من الأشاعرة ممن قاربوا المعتزلة..فهم من قاموا بقلب الميزان من جعل العقل مؤسسا و النقل عاضدا بخلاف ما كان الأمر عليه عند المتقدمين من الأشاعرة من كون النقل هو المؤسس و العقل هو العاضد..اذ أن المتقدمين كانوا على نفس أصل
    أهل السنة. قالوا : الأصل في الدين الاتباع والعقول تبع
    الا أنه قد يقع لهم كما يقع لغيرهم من الطوائف المنتسبة الى السنة و اهل الحديث تقديم جزئي للعقل على النقل في فروع التطبيقات ..و هو ما قد أصاب منه أغلبية الطوائف و العلماء بعد انصرام القرون الثلاثة..فمن مقل و من مستكثر..الا انهم كانوا مجمعين على هذا الأصل و منتسبين جميعا الى السنة ...و لهذا كانوا يدا واحدة على المعتزلة و الباطنية و القرامطة و الرافضة.. و مؤتلفين ائتلافا لا تفسده بعض المناوشات الناتجة عن تقديم جزئي لهؤلاء لفاسد العقل او تقديم جزئي لأولئك لفاسد النقل..حتى بدأت بوادر تفريخ بقايا المفاهيم الاعتزالية في المنهج الأشعري و بدأت تظهر بوادر الأخذ بالعقل أولا و الاقتراب أكثر فأكثر الى حظيرة الاعتزال..فوقعت الفتنة الكبرى و افترق الناس و أخذ المنهج الأشعري يأخذ ملامح اعتزالية أكثر فأكثر

  15. #35

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    أحسن الله إليكم أستاذي الفاضل .. ومنكم نستفيد.
    قال الشيخ العلامة حمود بن عبدالله التويجرى - رحمه الله - :" الألبانى علم على السنة والطعن فيه طعن فى السنة "

  16. #36
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    175

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    انما يصح كليا في المتأخرين من الأشاعرة ممن قاربوا المعتزلة..فهم من قاموا بقلب الميزان من جعل العقل مؤسسا و النقل عاضدا بخلاف ما كان الأمر عليه عند المتقدمين من الأشاعرة من كون النقل هو المؤسس و العقل هو العاضد..اذ أن المتقدمين كانوا على نفس أصل
    ومع ذلك فقد اتفقوا على أدلة سموها عقلية والتي كان لها التأثير في النتيجة (=نفيهم للصفات) سواء المتقدمين أو المتأخرين ..
    مثل دليل الأعراض ودليل الاختصاص .. وهذان الدليلان مركبان من كليات شرعية وكليات عقلية ومفصلات فلسفية
    ونتيجة الدليل إنما تتغير بتلكم المفصلات الفلسفية، وليس للشرع ولا صحيح العقل أي تأثير في النتيجة ..
    ولهذا ترى أن الأشعري ومتقدمي أصحابه أثبتوا الصفات الخبرية = لأنها ليست أعراضا -على حد زعمهم-
    وبدليل الأعراض نفوا الصفات الفعلية ..
    وإن كانت المقدمات الفلسفية لهذين الدليلين -أعني الأعراض والاختصاص- كثرت في المتأخرين، الأمر الذي أدى بهم إلى إثبات سبع صفات فقط!

    والله أعلم ..
    وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ

  17. #37
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    165

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    يصح كليا في المتأخرين من الأشاعرة ممن قاربوا المعتزلة..فهم من قاموا بقلب الميزان من جعل العقل مؤسسا و النقل عاضدا بخلاف ما كان الأمر عليه عند المتقدمين من الأشاعرة من كون النقل هو المؤسس و العقل هو العاضد..اذ أن المتقدمين كانوا على نفس أصل
    الباقلاني من أوائل من أسس لهيمنة العقل على النص , وليس هو من المتأخرين
    وكذلك الجويني, ولهما في ذلك نصوص معروفة

  18. #38
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    ومع ذلك فقد اتفقوا على أدلة سموها عقلية والتي كان لها التأثير في النتيجة (=نفيهم للصفات) سواء المتقدمين أو المتأخرين ..
    مثل دليل الأعراض ودليل الاختصاص .. وهذان الدليلان مركبان من كليات شرعية وكليات عقلية ومفصلات فلسفية
    ونتيجة الدليل إنما تتغير بتلكم المفصلات الفلسفية، وليس للشرع ولا صحيح العقل أي تأثير في النتيجة ..
    ولهذا ترى أن الأشعري ومتقدمي أصحابه أثبتوا الصفات الخبرية = لأنها ليست أعراضا -على حد زعمهم-
    وبدليل الأعراض نفوا الصفات الفعلية ..
    وإن كانت المقدمات الفلسفية لهذين الدليلين -أعني الأعراض والاختصاص- كثرت في المتأخرين، الأمر الذي أدى بهم إلى إثبات سبع صفات فقط!

    والله أعلم ..
    قد بينته حفظك الله بعد ذلك في قولي
    الا أنه قد يقع لهم كما يقع لغيرهم من الطوائف المنتسبة الى السنة و اهل الحديث تقديم جزئي للعقل على النقل في فروع التطبيقات ..و هو ما قد أصاب منه أغلبية الطوائف و العلماء بعد انصرام القرون الثلاثة..فمن مقل و من مستكثر
    وهو شيء لم يختص به الأشاعرة المتقدمون-خاصة هذا الدليل العقلي اليوناني الخاص الذي تشير اليه- بل دخل عليهم و على غيرهم و أصاب رذاذه أغلب الطوائف و العلماء المنتسبين الى السنة بعد انصرام القرون الثلاثة و كثرة الاختلاف ..الا من رحم ربك من كبار الآخذين بقوة بمذاهب السلف..الا ان الجميع كان يجمعهم هذا الأصل من جعل النقل مؤسسا و العقل عاضدا..ما جعلهم- رغم انكار و تناصح و مناظرات بينهم أدت أحيانا الى بعض شنآن و في كثير من الأحيان ادت الى حسن تقويم و تدافع - يدا واحدة .
    الباقلاني من أوائل من أسس لهيمنة العقل على النص , وليس هو من المتأخرين
    وكذلك الجويني, ولهما في ذلك نصوص معروفة
    حفظك الله ..أنا محتاج أكثر لتوضيح رؤيتي أكثر عن هذه الحقب ..فلو أكرمتني بايراد نصوص للباقلاني يؤصل فيها هيمنة العقل على النص كليا كما فعله المتأخرون...أكن لك شاكرا حسن افادتك ...و ان كان ما انطبع لدي مما قرأته من كتبه أنه اكثر ايغالا في الاثبات و تحكيم النقل و تعظيمه و تطويع مقتضيات العقل له من كثير من حنابلة عصره بل و من الأشعري نفسه...حتى ترك في انطباعا انه يخالفه في مسألة الكلام و هي من المسائل الرئيسية التي تشترك مع صفات الأفعال في نفس الجذور العقلية..
    أما امام الحرمين فهو الباب و المنظر له فكيف لا يكون من المتأخرين؟؟ و ان كانت هناك قبله بقليل بوادر و محاولات الا انه هو رحمه الله من وضع و بلور و أكمل التنظير..ليأتي الامام الرازي ليؤصل و يفرع ويطور التطبيق ...

  19. #39
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    165

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    أخي الفاضل :ابن الرومية..سدده الله لإصابة الحق
    أتعجب في الحقيقة من طول نفسك في تقريرات أنت في غنى عنها وهي مع هذا خارجة عن الموضوع
    فإن تقديم العقل على النقل عند الأشاعرة سمة فارقة تميزهم ولا معنى للتفصيل في هذا, وقد لحظ هذا كل من درس مذهبهم
    وعلى رأسهم الإمام ابن تيمية وكلامه في هذا أشهر من أن يذكر
    كما أعجب من محاولة إقحام أهل السنة في تقديم العقل على النقل.. , فنحن نتحدث عن منهج عام له معالم مؤسَسة
    ويبقى بيان معنى المتقدم والمتأخر في عرفك, حتى نفهم
    وأما أقوالهما فلعي آتيك بها إن فسح الله في العمر إن شاء الله تعالى

  20. #40
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة

    و اياك اخي الكريم..
    انما أنا باحث و أطمع في مزيد من توضيح الصورة عن هذه الحقب من حقب أمتنا و لست عالما ليكون كلامي مرجعا مستقرا...لهذا رجوت أن تكون وقفت فعلا على كتب الباقلاني فتفيدني...و أنا في انتظار افادتك الغالية لأني أحب أن أقف على كلام أهل الدار أنفسهم لا من تكلم عنهم و درس مذهبهم و لو كان شيخ الاسلام..لأن أخي العزيز ما ذكرته من الاختلاف بين جيلي الأشاعرة في علاقة النقل و العقل و بيان ان الأولين كانوا يجعلون السمع أصلا و المتأخرين يجعلون العقل أصلا ليس من كيسي و انما هو من كلام دارسي المذهب و على رأسهم شيخ الاسلام نفسه..يعرف ذلك من له أدنى معرفة بكتبه... و لكن كما قلت لك الأفضل الرجوع الى المصادر الأصلية لمن أراد التأكد من صحة تحليل الدارسين و مزيدا من وضوح الرؤية...

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •