تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: وكنت أظن البر مات

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    93

    افتراضي وكنت أظن البر مات


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




    يحكي شاب ويقول
    قبل أيام تواعدت مع أحد الأصدقاء وذهبت إلى منزله

    وكنت انتظر في سيارتي وفجأة وقفت أمامي سيارة من نوع كرسيدا (قديمة) ..


    ونزل منها شابان وقاما بحمل عجوز بطريقة رائعة جدا وكأنها محمولة على كرسي
    فنظرت إليها وقلت سبحان من سخر لك هؤلاء ..
    وكأنها ملكة من ملوك ذلك الزمان
    الذين كانت تحمل كراسيهم على رقاب العبيد ..
    خرج علي صاحبي وحكيت له مارأيت
    فقال هؤلاء جيراني وسأحكي لك قصتنا معهم


    وهي قصة عجيبة : يقول

    في يوم من الأيام وبعد أن فرغنا من صلاة العصر ..
    خرجت من المسجد مبكرا
    لانتظار زوار من مدينة الطائف ووقفت عند باب منزلي أحادثهم وأوصف لهم البيت ..
    وأنا منشغل
    وإذا بسيارة هؤلاء الشباب تقف أمامي ولم يكن لهم إلا بضعة شهور أنذاك ..
    أشحت بوجهي عنهم للجهة الأخرى وأنا منشغل بالهاتف تحدثت ماشاء لي الله


    وحين هممت بالدخول إلى المنزل وإذا بأحدهم يمسك بتلابيب أخيه
    ويجذبه عن الباب الذي ستخرج منه العجوز ..
    وماكان من الأخر إلا أن فعل نفس الفعل وبدأ العراك
    وكلا يصرخ في الأخر ويتدافعان بطريقة
    جعلتني وبعض من الجيران نتدخل فورا
    فوالله الذي لا إله غيره ماعهدنا عليهم إلا كل خير
    أسرعنا إليهم ونحن في دهشه ممايحصل

    ألتفت الصغير علينا وهو ممسك بتلابيب أخيه ويقول لنا :
    من أراد أن يتدخل فليحفظ حقي ..

    تقدمنا وأبعدنا أحدهم عن الأخر
    وقلت لهم اتقوا الله تتضاربون أمام أمكم وعلى مرأى منها ومسمع
    وش فيكم خير وش المشكلة حرام عليكم أنتم أخوة ..
    فرد الصغير قائلا :
    أردت أن أحمل أمي وأدخلها إلى المنزل
    حسب الإتفاق بيني وبينه
    فهو من حملها من سريريها في المستشفى وأنزلها في السيارة
    ومن حقي أنا أن أحملها وأدخلها إلى المنزل


    فقال الكبير بصوت عالي : ستة أشهر وأنت تخدمها وأنا في الدورة
    وتواعدني كثيرا بأن تأتي بها إلى الرياض ولكنك لم تفعل .. أنت خدمتها أكثر مني


    يقول صديقي فتحنا أفواهنا والغضب يكاد يعصف بعقلي الإثنين وكل واحد منهما
    مستعد أن يموت في سبيل حمل أمه
    لم أستطع أن أحبس دموعي ولكننا حاولنا بشتى الطرق أن نحل الموضوع
    إلا أن الصغير كان متمسكا بحقه


    يعلم الله إننا وقفنا أكثر من ساعة ونحن نحاول أن نحكم بينهم في هذا الأمر
    وكلما نظرت إلى عين أحد الجيران وجدتها غارقة في الدموع من كثرة المواقف
    اللتي ذكروها وكل واحد يحكي أن الأخر فعل لها وعمل لها وأنا لم أفعل ولم أسوي
    حتى قال الصغير : حرمتني من حملها في الحج وإستأثرت بهذا لنفسك


    وحكي الكبير : وهو يعاني كيف أن ظروف العمل تجبره على التقصير في خدمة والدته
    وأنه أولى بمثل هذه الأمور خاصة خارج المنزل
    ليعوض مافاته من خدمة والدته وغيرها الكثير


    أخيرا عرفنا أن هناك إتفاق مسبق بينهما وأنهما يقومان على خدمة والدتهم
    يوم ويوم أي أن كل منهما يأخذ يومه في خدمة والدته
    والاختلاف يكون دائما حين يكون هناك خروج لها من المنزل
    إما للمستشفى أو للعمرة أو للتنزه


    احترنا معهم ونحن واقفين لم نجد من أحدهم تنازلا
    حتى كدت أن أحمل أمهم أنا وأوصلها إلى شقتهم كي نريحهم ونستريح


    قاطعنا إمام المسجد وقد وصل إلينا وألقى السلام
    وقال مخاطبا
    الأخ الأصغر : أليس بينكم إتفاق وأنا شاهد عليه
    فعرفنا أن إمام المسجد قد إطلع على حالهم
    وعرفت مؤخرا
    أنه وجدهم وهو خارج من بيته لصلاة الفجر على هذه الحالة وحكم بينهم
    وقد توصلنا معهم لهذا الحل الذي رأيته وهو أن يحملاها الإثنين سويا حين يكون
    هناك خروج لها من المنزل أو عودة إلى المنزل



    سبحان الله

    شي يثلج الصدر
    وكما قيل بروا تبروا
    فرق شاسع بين أجمل صور البر بالوالدين وخدمتهما
    والايثار والعطف
    وبين الابن العاق الذي يرمي أمه في دار رعاية اجتماعية
    ولا أمام سوق ولا بمستشفى وينحاش
    يقصي علي دكتور مصري يقول واحد جاب أمه لنا بالمستشفى
    وتعبانة وقدمنا لها الرعاية من غذايات وأبر وريدية وعلاجات وجلست بالإسعاف يوم وليلة
    ونتصل على جوال الابن نبيه يجي
    ويقول أنا أسف بسافر بعد كم ساعة أنا وعيالي والتذكر قاصها بـ 15الف ريال


    إذا رجعت جيت وخذتها وقطع الخط وأغلق الجوال وبالفعل بعد 25يوم جاء لقسم التنويم وأخذها

    لااله الا الله
    قلوب قاسية والحجر أهون منها

    مستنسخ

  2. #2

    افتراضي رد: وكنت أظن البر مات

    لا حول ولا قوة إلا بالله .. قصة مؤثرة أخي
    نسأل الله أن يعيننا على بر الوالدين في حياتهما وبعد مماتهما
    وجزاك الله خيرا أخي الكريم على نقلك الطيب
    تَصْفُو الحَياةُ لجَاهِلٍ أوْ غافِلٍ ... عَمّا مَضَى فيها وَمَا يُتَوَقّعُ

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    93

    افتراضي رد: وكنت أظن البر مات

    جزاك الله خيرا ووفقك على الدعاء الطيب.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    12

    افتراضي رد: وكنت أظن البر مات

    قصة تقربك من عمل البر جزاك الله خيرا
    واذكر انا اليوم واقعة لا زالت قائمة ولا زال الاعلام صامت وهو اني من العراق وفي بغداد منذ الامس تقوم المليشات الحكومية بحصار القنصلية الجزائرية بحجة التفتيش ولكن الحقبقة التي نسمعها منهم وهم يتهامسون ان الشباب في القنلية ذنبهم انهم سنة وانه يوضفون من العراق شباب سنة
    ارجو من اخواني الدعاء لهم بالحفظ والسلامة من هذا الكرب

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    93

    افتراضي رد: وكنت أظن البر مات

    اللهم احفظ إخواننا أهل التوحيد في العراق. جزاك الله خير أبا عبد الوهاب

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •