اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم, وبارك على محمد وعلى أزواجه وذيته كما باركت على آل إبراهيم في العالمين, إنك حميد مجيد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في هذه المساحه, أود أن أطرح رسائل جوال زاد-القناة العلميه-كما تصلني على الهاتف النقال-نصّاً. وأود من الأخوه القراء بأن يدعوا لأنفسهم وللمسلمين ولنفسي ووالديَّ بِخَيْرِ خَيْرَيِ الدنيا والآخره, ولكن أرجوا أن يتكرموا علي بأن تكون هذه الدعوات مستمرَّةً وبظهر الغيب؛ وأن لا تكون بمشاركةٍ في الموضوع, لأنني سأخصصه لكتابة الرسائل المعنيه(لا تزيد عن عشر ولا تقل عن واحده لكل زيارة لي للمنتدى)
الرساله الأولى:
بعض المخالفين للحنابله وغيرهم ممن يرون مشروعية صيام اليوم الذي يلي اليوم التاسع والعشرين من شعبان إن لم يثبت كونه من رمضان[بشرط وجود سحاب أو قتر]يحتجون عليهم بحديث النهي عن صوم يوم الشك.
-وهذه الطريقه في الحجاج غير صحيحه هنا؛ وذلك لأنهم لا يسمُّون ذلك (اليوم يوم شك)ولذلك فعلى المحتج أن يثبت أولاً صحة تسمية ذلك اليوم(يوم شك)
فإن صحت هذه المقدمه صح الإنتقال إلى الإحتجاج بحديث النهي.
تنبيه: ينبغي لطالب العلم أن يحرر الأدلَّه والأقوال في هذه المسأله, وأن لا يعجل في الحكم دون تفصيل و تبيين؛ خاصةً إذا استحضر أن أقوال العلماء في هذه المسأله قد استوعبت الأحكام الخمسه, وأنه لابد من ضبط الأصول المتعلقه بهذه المسأله كحجية قول الصحابي, ومتى يكون لقوله حكم الرفع, وحكم الإحتياط ومحله.
الرساله الثانيه:
قال تعالى:
{وكان في المدينةِ تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون}
-روى عبد الرزاق في تفسيره.2/83 عن يحيى بن ربيعه عن عطاء بن أبي رباح أنه قال:
(كانوا يقرضون الدراهم)أي:يقصون منها-قاله بن كثير في تفسيره وتاريخه-أي: كان فسادهم اقتصادياً
-لكن قال بن جزي: (ولفظ الفساد أعم من ذلك)التسهيل211/3. أي: فتبقى على إطلاقها ما لم يأت دليل على التقييد.
الرساله الثالثه:
قال الحق:
{وما كنت بجانب الغربي}القصص44
في وصفه بـ(الغربي)هنا وعدم وصفه بـ (الأيمن)-كما في سورة مريم52{وناديناه من جانب الطورالأيمن} نكتة لطيفه أشار إليها السهيلي بقوله: (لم يقل بالجانب الأيمن؛ تخليصاً للفظ من...توهم الذم...وإكراماً له أن يقول: (وما كنت بالجانب الأيمن). [التعريف]ل44/أ
-وقال الزركشي بأنه (اعجب احتراس), وأنه(أصلٌ عظيم في الأدب في الخطاب)3/66
[/align]
الرساله الرابعه:
قال بن القيم بعد عزوه حديثاً لأبي داوُد, ونقله لإعلال أبي داوُد له في سننه-: (هذا لفظ أبي داود فلا ينبغي أن يقتصر المخرِّج له من السنن على قوله: رواه أبو داود, ويسكت عن تعليله له) الفروسيه ص127
الرساله الخامسه:
{قل إن الخاسرين..} تأمل هذه الآيه وما فيها من حصر للخسران باختصاصه بهذا الفريق وتأكيد ذلك بـ:
1-الجمله الأسميه
2-<ألا>الإستفتاحيه
3-اسم الإشاره [ذلك]
4-الإشاره باللام الداله على البعد
5-أن هذا الخسران بلغ الغايه البعيده
6-الإتيان بضمير الفصل[هو]وجعله بين المبتدأ والخبر
7-تأكيد الخبر بالوصف.
[مختصراً من شرح النونيه لعبد اللطيف بن عبد الرحمن27]
الرساله السادسه:
(المرض في القرآن-مرض القلوب-نوعان: مرض شبهات وشكوك, ومرض شهوات وفسوق.
والطريق إلى تمييز هذا من هذا مع ورودها في القرآن يدرك من السياق؛ فإن كان هذا السياق في ذم المنافقين والمخالفين في شيء من أمور الدين, كان هذا مرض الشكوك والشبهات.
وإن كان السياق في ذكر المعاصي والميل إليه اكان مرض الشهوات)
[القواعد الحسان] للسعدي-القاعده33ص94
الرساله السابعه:
(<الكفران> في جحود النعمه أكثر استعمالآً. و<الكفر>في الدين أكثر. و<الكفور>فيهما جميعاً.) [المفردات]للراغب الأصفهاني ص714
الرساله الثامنه:
قال بن القيِّم: (..وهذه الطريقه[اي:الجمع بين بعض الأحاديث-التي قد تبدو لبعض الناس متعارضه-باختلاف الأحوال أو اختلاف المخاطبين]لطيفةٌ حسنةٌ جداً, من أعطاها حقها ورزق فقه نفسه فيها أزالت عنه تعارضاً كثيراً يظنه بالسنة الصحيحه)
[زاد المعاد]4/134
الرسالة التاسعه:
يقول الغفّار تعالى في الحديث القدسي: <من يستغفرني فأغفر له>
(في <أغفر >وجهان؛ الرفع على تقدير: فأنا أغفرُ له, والنصب على جواب استفهام.
ونظيره قول الحق: {من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً}ثم قال:{فيضاعفه له} قريء بالرفع والنصب) إعراب الحديث للعبكري141
ورفع{فيضاعفه له} للسبعة إلا ابن عامر وعاصماً فبالنصب.
الرسالة العاشرة:
قال الله: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن, وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون}
(فيها أنه ينبغي لمن ناظر غيره أن يؤسس الأسس التي يتفق عليها المتناظران).[مجموع الفوائد] للسعدي ص255
وقال الألوسي: (لا بد للمتناظرين من مرجع يكون مهيمناً على الحق الذي يدعيه كل منهما, وإلا فالمناظرة لا تتم) غاية الأماني1/76
الرساله الحادية عشر:
باب النيات من أعظم أبواب الدين وأوسعها[لكثرتها في ذاتها ولكثرة المستطيعين لها]وكثير من الناس يفوتهم كثير من الخير لتقصيرهم أو غفلتهم عن خقيقة هذا الباب. [وماذا يكلف أحدنا لو أنخذ من وقته ثواني معدوده لاستحضار النيةالحسنه؟ّ!]
ومثال هذا التقصير في هذا الشهر الذي جاءت الأحاديث بالإحتساب في قيامه وصيامه{إيماناواحتسابا}أن بعض موائد الإفطار يكون عليها كثيرون فلا تجد فيهم محتسباًأجرها إلا صاحب الدعوة! مع أنه كان بإمكان البقية أن يحتسبوا كذلك نفع صاحبها[وقد يكون أحد الوالدين].
-روى أبو نعيم6/235 بسند صحيح عن الطفاوي أنه سأل الشحام عن عبادة عتبة بن أبان فكان مما قال: (...وربما جائني وهو ممس فيقول: أخرج لي شربة من ماء أو تمراتٍ أُفطر عليها فيكون لك مثل أجري)
الثانية عشر:
{السائحون} الصائمون.
-هذا قول الجمهور[حكاه عنهم ابن الجوزي(تذكرة133)و لشوكاني2/506 وحكاه الزجَّاج إجماعاً(معاني2/472)وفي حكايته نظر؛ فإن الخلاف مشهور] وهو قول ابن مسعود وأبي هريرة وابن عباس[وهو ثابت عنهم عند الطبري وغيره]
-بعض القائلين بقول الجمهور خصوه بالمداومين على الصوم[روي هذا عن العبدي] ومنهم من خصه بصوم رمضان[روي هذا عن الحسن]
-من حجج الجمهور( أن الله إذا ذكر الصائمين لم يذكر السائحين, وإذا ذكر السائحين لم يذكر الصائمين)جمع الأمهات للسنوسي[ظ:مواهب3/275]
-مما علل به لتسمية الصائم سائحاً: أن السائح-غالباً-تارك للذاته من المطعم والمنكح, فهو كالصائم[وهذا التعليل مروي عن ابن عيينه(ظ:الدر المنثور7/548)وهناك تعليلات أخرى متكلفه(ظ:الرازي16/209ونزهة المجالس/باب فضل رمضان)]
الثالثة عشر
لم ذكرت الواو عند ذكر أهل الجنه{حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها} ولم تذكر عند ذكر النار؟
قال ابن القيم[بعد أن ضعَّف القول بأنهما واو الثمانيه, وضعف القول بزيادتها لغير معنى, ورجَّح أن الجواب محذوف قبلها]: ( الملائكة تسوق أهل النار إليها, حتى إذا وصلوا إليها فتحت في وجوههم فيفجؤهم العذاب. وأما الجنه فيشفع النبي إليه سبحانه في فتح أبوابها, فيشفعه ويفتحها) حادي68
الرابعة عشر
أبو نعيم9/288 عن أحمد بن عاصم الأنطاكي: "التمس وجود الفكر في مواطن الخلوات."
الخامسة عشر
ليست كثرة الطرق دائما شواهد مقويه؛ لأنه ربما كانت شديدة الضعف لا ترتقي بغيرها. فال الزيلعي(كم من حديث كثرت رواته, وتعددت طرقه, وهو حديث ضعيف)1/359 ونحوه في(الصارم المنكي)184
وذكر ابو موسى المديني انه سأل ابا القاسم الأصفهاني عن حديث ضعيف قد جمع له أبو موسى طرقاّ فأجاب: (مثل هذا الحديث الضعيف لا تزيده كثرة الطرق إلا ضعفاّ)[اللآلئ المنثورة105]
السادسة عشر
(لا أرى يتعصب للحلاج إلا من قال بقوله)لسان الميزان3/212
وهذه الجمله كالضابط في هذا الباب؛ فإنه لا يدافع عن الملحد ويتكلف التأول لأقواله إلا موالٍ له ولمذهبه الباطل[إلا أن يكون جاهلاً بحقيقة ما هو عليه من باطل]
السابعة عشر
قال جبير بن مطعم: يقولون في التيه[يعني في نفسي كبر]وقد ركبت الحمار ولبست الشمله[كساء متواضع]وحلبت الشاة وقد قال صلى الله عليه وسلم(من فعل هذا فليس فيه من الكبر شيء).
فإذا ركب الإنسان اليوم سيارة وضيعه ولبس ثيابا زهيدة ولو أحيانا ولم يأنف من حلب الشاة إن وجدت, ويعمل عمل
خَدَمِهِ أحيانا فإن في ذلك تربية عظيمة على التواضع وكسر الكبر والغرور.
الثامنة عشر
روى أبو طاهر ابن أبي هاشم[أخبار النحويين17]والرامهرمزي[المحدث الفاصل525ٍ]عن حماد بن سلمه أنه قال: (من لحن فليس يحدث عني)
وهذا يدل على دقة ورع هذا الإمام رحمه الله وشدة تحريه للناقلين عنه. لإإن العلم أمانه؛ فإن إئتمن عليها من لا يحفظها[لقلة فهم أو لسوء قصد] فقد ضيعها.
التاسعة عشر
قال ابن تيميه(جميع أهل الضلال إذا احتججوا بشيء من كتاب الله وكلام أنبيائه كان في نفس ما احتجوا به ما يدل على فساد قولهم)الجواب الصحيح4/43
وقال أيضاً: (نفس الدليل الذي يحتج به المبطل هو بعينه إذا أعطي حقه تبين أنه يدل على فساد قول المبطل المحتج به في نفس ما احتج به. وهذا عجيب..! قد تأملته فيما شاء الله من الأدله السمعيه فوجدته كذلك)الفتاوى6/ب288
العشرون
ابن طاهر: (قرئ هذا الحديث[إذا رأيتم معاوية فاقتلوه] على الإسماعيلي, فقرا القارئ<إذا رأيتم معاوية فاقبلوه> فقال بعض الغاوية إنما روي بالتاء, فقال: معاذ الله ان الأمة خالفت أمر نبيها. على أن الحديث موضوع. وقال: والله ما رأيت تصحيفاً أحسن من هذا)تذكرة35
وهذا مما يلغز به فيقال: حديث إذا صحف كان أصح[لأنه بالتاء منكر سنداً ومتناً, وبالتصحيف-الباء-منكر سنداَ]
الحادية والعشرون
روى أبو نعيم في[الحلية7/369]بسند ثابت- عن إبراهيم بن أدهم أنه قال: (لم ينبل عندنا من نبل بالحج والجهاد, وإنما نبل عندنا من نبل من كان يعقل ما يدخل جوفه من حله).
-وكذلك رواه السلفي[2/333]وابن عساكر[6/295]ورويا مثله-أيضا-بسند ثابت عن الفضيل بن عياض:[2/329],48/444
الثانية والعشرون
في الجامع للخلال[وهو كتاب نفيس جداً لكن أكثره مفقود/وهذا النص منقول من كتاب<النهي عن الرقص>للدشتي2/706]أنه قيل للإمام أحمد: إذا اختلف أصحاب رسول الله فهل يجوز لرجل أن يأخذ بقول بعضهم على غير اختيار؟[أي من غير اجتهاد في طلب الراجح منها]
فقال: (لا إلا على اختيار)
فقيل له: كيف يختار؟
فقال: (ينظر إلى أقرب الأقوال إلى السنه)
الثالثه والعشرون
روى شقيق البلخي(مثل المؤمن كمثل رجل غرس نخله وهو يخاف أن تحمل شوكاَ, ومثل المنافق كمثل رجلٍ زرع شوكاً وهو يطمع أن يحصد تمراً)الحليه8/71
الرابعة والعشرون
قال العلامة محمد تقي الدين الهلالي-رحمه الله-في رسالة له في الألفاظ التي أصلها غير عربي ص13-:
(اعلم أن علماء اللغة اتفقوا على أن كل لغة عظيمة تنسب إلى أمة عظيمة لابد أن توجد في مفرداتها كلمات وردت عليها من أمة أخرى؛ لأن الأمة العظيمة لا بد أن تخالط غيرها من الأمم)
الخامسة والعشرون
قال عمر بن الخطاب: (إياكم والبطنة فإنها مكسلة عن الصلاة, مفسدة للجسم, مؤدية إلى السقم. وعليكم بالقصد في قوتكم فهو أبعد من السرف, وأصح للبدن, وأقوى للعبادة. وإن العبد لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه)[نثر الدر]
زاد/العامَّه
السادسة والعشرون
ختم أبو سعد النيسابوري كتابه[شرف المصطفى]6/188بما يلي:
(قال أحمدبن عاصم الأنطاكي:
العلم شفيع إذا استعمل, وخصم إذا ضيع).
السابعة والعشرون
(كتب رجل إلى أخيه: أما بعد فاطلب ما يعنيك بترك ما لا يعنيك؛ فإن في ترك ما لا يعنيك درك لما يعنيك)[الحلية]لأبي نعيم9/291
-ورواه ابن البناء في[الرساله المغنيه في السكوت ولزوم البيوت39]من قول زيد بن علي لابنه
الثامنة والعشرون
حكى الخطيب[3/183-بتصرف]عن شيخ شيوخه الدارقطني أنه حضر مجلساً لأبي بكر الأنباري, فصحف اسم أحد الرواة.
قال الدارقطني: فأعظمت أن يحمل عن مثله في فضله وهمٌ وهِبْتُهْ, فلما انقضى المجلس ذكرت ذلك للمستملي, ثم حضرت الجمعة الثانية, فقال ابن الأنباري للمستملي: عِّرف الحاضرين أنَّا صحفنا الجمعة الماضية, ونبهنا ذلك الشاب, وأنَّا رجعنا للأصل فوجدناه كما قال.
التاسعة والعشرون
روى ابن عبد البر2211عن سحنون: (أجرأ الناس على الفتيا أقلهم علما؛ يكون عند الرجل الباب الواحد من العلم يظن أن الحق كله فيه)!
وقال بن تيميه( من لم يعرف إلا قول عالم واحد وحجته دون العالم الآخر وحجته فإنه من العوام)35/233
وفي<عمدة المفتي>:(لاينبغي لأحد أن يفتي إلا أن يعرف أقاويل العلماء ويعلم من أين قالوا)[ظ:صلاح العلَم بإفتاء العالِم24]
الرسالة الثلاثون
عقد ابن الوزير في[تنقيح الأنظار197]فصلاً في الكلام على رواية المجهول, صدَّره بقوله تعالى{أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون}<المؤمنون69>
ثم قال: (وفي هذا إشارة إلى ما في فطر العقول من الشك في خبر من لا يُعْرَفْ)
الواحدة والثلاثين
روى التنوخي في نشوار المحاضرة: أن الزجَّاج لما أراد تعلم النحو أتى المبرد فقال: كسبي كل يوم درهم ونصف, وأنا أشرط أن أعطيك كل يوم درهما.قال: فلزمته حتى استقللت, ومع ذلك كنت أعطيه الدرهم حتى مات.[بتصرف]
وقال الجاحظ-وهو من المعتزله- (من لم تكن نفقته التي تخرج في الكتب الذ عنده من إنفاق عشاق القيان, والمستهترين بالبنيان لم يبلغ في العلم مبلغاً رضياً)الحيوان1/55
الثانية والثلاثين
عقد الهروي في أواخر أبواب كتابه[ذم الكلام]5/53باباً في ذم أخذ العلم عن المتكلمين وأهل البدع افتتحه بهذا الحديث{إن هذا العلم دين؛ فلينظر أحدكم ممن يأخذه}, ثم روى مثله موقوفاً عن بعض الصحابة, ثم روى مثله عن جماعة من التابعين, ثم أشار إلى ضعف رفع هذا الحديث إلى النبي-صلى الله عليه وسلم-وضعَّف وقفه أيضاً, وقال بأنه(عن التابعين أثبت), ثم أورد فيه أحاديث وآثارأً أخرى.
الثالثة والثلاثين
-إن قيل: قد اتفق النحويون على عدم جواز النسبة إلى الجمع فكيف جازت في نحو قول بعض العلماء: هذا شعوبي؟
-فالجوابإنما يكون كذلك أن لو كانت نسبةً إلى <معنى>شعوب كما في مضري وتميمي, وليست بها, وإنما هي نسبة إلى< لفظة>شعوب؛ فتكون نسبةً إلى مفرد)
[التخمير] للخوارزمي 1/136
الرابعة والثلاثين
(الحرب خَدْعة[بالفتح]يعني:من خدع فيها خدعة[واحدة] فليس له إقالة. ومن قال خُدعة[بالضم] أراد أنها تُخدع[بضم التاء] كما يقال :لعنة, إذا كان يلعن كثيراً, وإذا خدع أحد الفريقين صاحبه في الحرب فكأنما خدعت هي. ومن قال:خُدعة[ضمٌ ففتح] أراد أنها تخدع أهلها, كما يقال: رجل لعنة إذا كان يلعن الناس.
الحرب أول ما تكون فتية*تسعى بزينتها لكل جهول)ش.الفصيح146
الرسالة الخامسة والثلاثين
يقال للذي لا زوج له: عزب.
وقد غلط همزه[أعزب]غير واحد من علماء اللغة؛ كابن قتيبة وابو حاتم السجستاني وابن دريد والقزاز والصفدي وغيرهم.
-وقيل: همزه لغة قليله[ظ: تهذيب اللغة, القاموس, الفتح1/535, شرح مسلم17/171]
السادسة والثلاثين
(كل حرف وقع قبل ألف أو قبل تاء التأنيث لا يكون إلا مفتوحاً, فشكله[أي:وضع الفتحة عليه] تكلف يستغنى عنه, فقس على ما فسرت لك وأجر أمر الشكل عليه؛ تصب إن شاء الله). كتاب الكتاب, لابن دستوريه ص 101
السابعة والثلاثين
في (النور السافر) في ترجمة محمد بن أفلح[وفيات973]: (سمعت من أثق به يقول: إنه لو اشتغل بقدر فهمه في العلم لكان وصل فيه إلى ما لم يصل إليه غيره إلا أنه كان يميل إلى اللهو والبطالات ويعجبه التماشي والإجتماعات)
الثامنة والثلاثين
من أبلغ الأمثلة التي تدل على أن حكم الحفاظ على زيادة الثقة ليس مطردا[إلا بالرد او القبول أو ترجيح الأكثر مطلقاً] وأنهم وإن اعتمدواعلى قواعد عامه, فإن لكل حديث حكمه الخاص من حيث القرائن وغيرها: أن بعض الحفاط أعلُّو حديث الإستسعاء بمخالفة راوٍ واحد لسبعة رواة فيهم من هو أوثق من هذا الواحد[ظ:قطعة من (أحاديث لبس الخفين للمحرم)لابن عبد الهادي148, الفتح5/157]
التاسعة والثلاثين
ذكر اليونيني[ذيل مرآة الزمان1/252ضمن أحدث سنة699]ما جرىمن هزيمة التتر للمسلمين خارج دمشق, وأنه اشيع بعد رجوعهم أن التتر قد دخلوا دمشق, فكان مما قال-واصفاً هلع الناس الشديد لهذا الأمر الجلل-وخرج النساء مكشفات الوجوه..وترك الناس دكاكينهم وهربوا)
-فانظر ما نوع الحال التي قد تلجئ نساء ذلك الزمان - على ما فيه من فساد-إلى كشف وجوههن.
ألأربعون
قال احسيني [ذيل تذكرة الحفاظ]50سمعت شيخنا الذهبي يقول يومئذ[يوم وفاة الحافظ بن عبد الهادي] ما اجتمتعت به قط إلا واستفدت منه رحمه الله).
وقال بن حجي-وهو يتحدث عن الحافظ بن كثير-: (ما اجتمعت به قط إلا واستفدت منه) [ظ:أنباء الغمر1/46]
فانظر كيف استغل هؤلاء الكبار مجالسهم إما بإفادة غيرهم أو باستدرار الفائدة ممن هو أعلم منهم.
الواحدة والأربعون
روى ابن عبد البر 1142عن الحسن: شر الأهل أهل الميت؛ يبكون عليه ولا يقضون عليه دينه.
الثانية والآربعون
روى ابن عساكر32/374[وهذا لفظ الذهبي-التذكرة2/754]عن الدينوري: (حضرت أبا زرعه وخراسانيٌ يلقي عليه الموضوعات, وهو يقول: باطل والرجل يضحك, ويقول: كل ما لا يحفظه يقول: باطل! فقلت: ما مذهبك؟قال: حنفي. قلت: ما أسند أو حنيفة عن حمّاد؟فوقف! فقلت: يا أبا زرعه؛ ما تحفظ لأبي حنيفة عن حماد؟فسرد أحاديث, فقلت: ألا تستحي؟ تقصد إمام المسلمين بالموضوعات وأنت لا تحفظ حديثاً لإمامك!!)
الثالثة والأربعون
قيل إن شيخ الإسلام [الهروي]عقد على تفسير قوله{إن الذين سبقت لهم منا الحسنى} 360 مجلساً)[النبلاء]18/514 [العلو]260
ومثله في ذيل ابن رجب.
الرابعة والأربعون
قال بن دستوريه[كتاب الكتاب]134: (يقال: أهللنا الهلال إهلالا. أي:رأيناه وقد أهله الله علينا. أي: أطلعه...
ولا يجعل هذا الفعل للهلال, ولا يقال: أهل الهلال أو الشهر ولا استهلا؛ لأن الإهلال والإستهلال إطلاع الهلال أو رؤيته؛ ولذلك قيل لرفع الصوت عند رؤيته ورؤية غيره: الإهلال والاستهلال). ثم ذكر أنه يقال إذا جعل الفعل للهلال: هل/يهل/هلولا وهلة وهلالاً.
الخامسة والأربعون
أجمع أهل الفقه والآثار من جميع الأمصار أن أهل الكلام أهل بدع وزيغ, ولا يعدون عند الجميع في طبقات الفقهاء, وإنما العلماء أهل الأثر والتفقه فيه, ويتفاضلون فيه بالإتقان والميز والفهم)جامعه2/942
الرسالة السادسة والأربعون
(أنه لبَّى [عند ذي الحليفة]بعد ما استوت به راحلته أكثر وأصح)نصب الراية3/21
السابعة والأربعون
يعزو كثير من الفقهاء حديث دخول النبي صلى الله عليه وسلم المسجد الحرام من باب بني شيبة إلى صحيح مسلم وعزوه إلى صحيح مسلم خطأ؛ فليس الحديث في صحيحه.[ظ:التلخيص1571]
الثامنة والأربعون
روى ابن شيبة5/305وغيره عن سلمة عن طاووس عنن ابن عباس:سمعت عمر ابن الخطاب يقول: (لو اعتمرت ثم اعتمرت ثم حججت لتمتعت)[وله ألفاظ أخرى متقاربة]
-ورجال سنده ثقات متقنون, وسلمة سمع من طاووس[ظ:المعرفة1/702معاني الآثار2/147سنن الدارقطني2/258] وقد صحح هذا الإسناد البوصيري[الإتحاف171/3]وقال بن القيم: (صح عنه[عمر]من غير وجه)زاد المعاد2/188
التاسعة والأربعون
مالك1/438 عن نافع عن أسلم: أن عمر رأى على طلحة ثوباً مصبوغاً وهو محرم, فقال: ما هذا الثوب المصبوغ؟!
فقال طلحة: إنما هو مدر[طين].
فقال عمر: إنكم أيها الرهط أئمةٌ يقتدي بكم الناس, فلو أن رجلاً جاهلاً رأى هذا الثوب لقال: إن طلحة قد كان يلبس الثياب المصبغة[أي: بما نهي عنه من الورس أو الزعفران] في الإحرام.