تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 44

الموضوع: حُكم أهل الفترة في كتاب الله

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    122

    افتراضي رد: حُكم أهل الفترة في كتاب الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الاله المسعودي مشاهدة المشاركة
    وماذا عن حديث عائشة: "قلت يا رسول الله، ابنُ جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذاك نافعه؟ قال:لا ينفعه إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين." وهو في صحيح مسلم
    هذا حديث يُروى عن أم المؤمنين عائشة بأسانيد لا تَسْلَمُ مِن نَظَرٍ.
    @ فقد رواه داود بن أبي هند، واختُلف عنه:
    1-فرواه حفص بن غياث، عنه، عن عامر الشعبي، عن مسروق، عن عائشة. رواه عنه ابن أبي شيبة (أحمد 24621، ومسلم 214، والطحاوي في شرح المشكل 4357).
    2- وخالفه عبد الأعلى بن عبد الأعلى (إسحاق بن راهويه 1631)
    3- وإسماعيل بن علية (الطبري في تفسيره 24/551)
    4-وابن أبي عدي (الطبري في تفسيره 24/552)
    5أبو خالد الأحمر (الثعلبي في تفسيره 7/170): رووه عن داود، عن الشعبي، عن عائشة مرسلاً ليس فيه مسروق.
    قال الدارقطني في علله (3632): ((يرويه داود بن أبي هند، واختُلف عنه: فرواه أبو بكر بن أبي شيبة، عن حفص، عن داود، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة. وغيرُه يرويه عن داود، عن الشعبي، عن عائشة مرسلاً. ويشبه أن يكون حفصٌ قد حفظه)). اهـ قلتُ: ويشبه ألاَّ يكون قد حفظه بل مَشَى على الجادَّة، فقد اتفق أربعةٌ مِن الثقات على إرسال الشعبيِّ عن عائشة، والشعبي لم يسمع منها. قال الحافظ العلائي (نظم الفرائد ص367): ((مدار قبولِ خبرِ الواحد على غلبة الظنِّ. وعند الاختلاف فيما هو مقتضىً لصحة الحديث أو لتعليله، يُرجع إلى قولِ الأكثرِ عدداً لبُعدهم عن الغلط والسهو وذلك عند التساوي في الحفظ والإتقان)). اهـ وقال ابن حجر (النكت 2/780): ((نسبة الغلط إلى الواحد - وإن كان أرجحَ مِن أولئك في الحفظ والإتقان - أقربُ مِن نسبته إلى الجمع الكثير)). اهـ

    @ ورواه عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن عبيد بن عمير، عن عائشة. رواه عنه عفان بن مسلم (أحمد 24892، وأبو عوانة في مستخرجه 290، والطحاوي في شرح المشكل 2745، والبيهقي في الدعوات الكبير 271) وبشر بن معاذ (البزار 196، والترمذي في علله الكبير 708) وآخرون عند أبي يعلى (4672) وأبي عوانة (291) والطحاوي (4358) وابن حبان (330) وأبي نعيم (الحلية 3/278).
    وهذا حديثٌ غريبٌ، وفي كونه محفوظاً نظرٌ. قال الترمذي في علله الكبير: ((فسألتُ محمداً [يعني الإمامَ البخاريَّ] عن هذا الحديث، فقال: "هذا حديثُ عبدِ الواحد بن زياد"، ولم يعرفه إلاَّ مِن حديثه. قال: "وأرجو أن يكون محفوظاً")). اهـ وقال أبو نعيم الأصبهاني في الحلية: ((هذا حديثٌ غريبٌ مِن حديث عبيد عن عائشة، لم نكتبه إلاَّ مِن هذا الوجه)). اهـ قلتُ: وقد رواه الحارث في مسنده (38) عن معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق الفزاري، عن هارون (؟)، عن عبيد بن عمير - أو عن ابنه عنه - قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم، مرسلاً ليس فيه عائشة. وهارون في هذا الإسناد لا يُعرف، إلاَّ أن يكون محرَّفاً.

    @ ورواه أبو واقد صالح بن محمد بن زائدة، عن أبي سلمة، عن عائشة. رواه عنه وهيب بن خالد (الحاكم 3524) وحاتم بن إسماعيل (ابن عدي في الكامل 5/91). وأبو واقد منكر الحديث ذاهبٌ كما قال البخاري.

    @ ورواه الأسود بن شيبان، عن أبي نوفل وهو ابن أبي عقرب، عن عائشة مرسلاً. رواه عنه مسلم بن إبراهيم (أبو داود في مراسيله 132).

    @ ورواه محمد بن المنهال، عن يزيد بن زريع، عن عمارة بن أبي حفصة، عن عكرمة، عن عائشة. رواه عنه أبو يعلى الموصلي (4870) وإبراهيم بن أبي داود (الطحاوي في شرح المشكل 2746). ورجاله رجال البخاري، وإن كان سماع عكرمة مِن عائشة مختلَفٌ فيه. ولفظُه: (("يا رسول الله، أخبرني عن ابن جدعان". قال النبي صلى الله عليه وسلم: {وما كان؟} قالت: قلتُ: "كان ينحر الكوماء ويكرم الجار ويقري الضيف ويصدق الحديث ويوفي بالذمة ويصل الرحم ويفك العاني ويطعم الطعام ويؤدي الأمانة". قال: {هل قال يوماً واحداً: اللهم إني أعوذ بك مِن نار جهنم؟} قالت: "لا، وما كان يدري ما جهنم!" قال: {فلا إذن})). اهـ
    قلتُ: هذا أحسنها إسناداً، وأحسنها متناً! ففيه أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما قال ((لا)) ردَّاً لسؤال أم المؤمنين أن يخبرها النبيُّ عن ابن جدعان، فهو امتناعٌ مِنه صلى الله عليه وسلم أن يُحدِّثها عنه. وليس فيه أنها سألته: هل ينفعه ذلك يوم القيامة؟ وفيه أنه معذورٌ لقولها: ((وما كان يدري ما جهنم)). فيكون امتناع النبي صلى الله عليه وسلم عن ذِكر ابن جدعان أنَّ الاشتغال بأهل الإيمان أَوْلَى في التمَثُّلِ بهم والاقتداء بهم عن ذِكر مناقب الجاهليين.

    هذا ما وقفتُ عليه في هذا الحديث، فإن وجدتَ فيه زللاً فمِنِّي، والله سبحانه أعلى وأعلم

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Feb 2012
    المشاركات
    555

    افتراضي رد: حُكم أهل الفترة في كتاب الله

    الدارقطني رحمه الله مع أنه عرض الخلاف ويعلم من منهجه العظيم في العلل أنه دائما يرجح رواية الجماعة لكن هنا لم يرجحها بل أثبت لها الصحة وهنا وقفة ممتازة وهي رحمه الله تيقن أكدا أن حفص لم يهم في هذا إذ لو وهم لرجح الأخرى كما هو معلوم من منهجه..وثانيا الرواية التي فيها عكرمة عن عائشة هذة إن ثبتت أيضا وأنا أرى ذلك والله أعلم..إذ أثبت البخاري وأبو داود وأبو حاتم في رواية السماع منها ونفاه في أخرى لكن يرجح السماع أن البخاري شرطه في الإتصال شديد جدا إلى جانب عدم فصل أبو حاتم في ذلك..فأقول هذة الرواية أيضا معناها مثل رواية مسلم إذ فيها سألها النبي هل قالها أي التوبة فردت أم المؤمنين بلا فرد عليها إذن فلا..أي أنه إذا لم يكن قال تلك التوبة فلا حينها مغفرة له..ولا يفهم من سؤال النبي إلا ذلك..وإلا فلماذا سألها النبي عن توبته,,هذا مع الأدلة التي ذكرتها في مشاركتي أعلاه..

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي رد: حُكم أهل الفترة في كتاب الله

    حديث مسلم صحيح أخي الكريم أحمد الأقطش .

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    17

    افتراضي رد: حُكم أهل الفترة في كتاب الله

    مسألة : تسمية الله الكفار كفارا قبل البعثة

    قال تعالى عن يهود المدينة والأوس والخزرج :

    (( وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به ))

    والمستفتحون هم اليهود يهود المدينة كانوا يقولون للأوس والخزرج- وكانوا كفارا قبلُ - قد أظل زمان نبي فإن ظهر تبعناه وآمنا به وقتلناكم .

    فوصف الله الأوس والخزرج في ذلك الوقت بقوله : الذين كفروا .

    مع أن وقت نزول السورة كان فيه الأنصار مسلمون مومنون بالله .


  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    الجزائر المحروسة
    المشاركات
    1,455

    افتراضي رد: حُكم أهل الفترة في كتاب الله

    أخي الكريم أحمد الأقطش: ما هكذا تورد الإبل !!
    ما اكتفيتَ بتضعيف حديثيْن خرّجهما الإمام مسلمٌ في "صحيحه" -ولم ينازعه أحدٌ من الأئمة المتقدّمين، والحفاظ المتأخرين في تصحيحهما- وذهبتَ تردّهما، وتخطّئ من رواهما لأنهما يخالفان بزعمك ظاهر القرآن !! ..
    ولو أنك سألتَ الراسخين في العلم لبيّنوا لك تأويله، وأوضحوا لك مشكله ..
    = حتى ثلّثتَ بهذا الحديث .. وأخذتَ في معارضة البخاري والدّارقطني، وكأنّك ندٌّ لهما !!!
    فالبخاري يقول:"هذا حديثُ عبدِ الواحد بن زياد -ولم يعرفْهُ إلاَّ مِن حديثه- وأرجو أن يكون محفوظاً"
    وأنت ترد عليه : "هذا حديثٌ غريبٌ، وفي كونه محفوظاً نظرٌ"
    والدارقطني يقول:"ويشبه أن يكون حفص قد حفظه"
    وأنت تتعقبه بقولك: "ويشبه أن لا يكون قد حفظه بل مشى على الجادة.."
    أخي الأقطش أنت أحدُ رجليْن:
    - إمّا أن تكون إماماً من أئمة العلل عاش في عصر الرواية وعاصر البخاري أو الدارقطني ..
    وعُمّر حتّى أدركَ عصرنا !!
    - وإما أن تكون امرء لا يعرف قدرَ نفسه.
    هذا ولو فتحنا هذا الباب الذي أنت متهوك فيه ما سلم لنا حديث من أحاديث الصحيحين
    فأرجو أن تتنهيَ عمّا أنت فيه .

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    122

    افتراضي رد: حُكم أهل الفترة في كتاب الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحفيشي مشاهدة المشاركة
    أما أخي الأقطش بورك فيك فورقه بن نوفل جاء في البخاري ومسلم أنه كان قد تنصر أي أنه ترك الأصنام وأقبل على شرع عيسى عليه السلام الذي كان قبل محمد عليه السلام..فورقه قد آمن بالله وترك ما كان عليه قومه من الأصنام فدل ذلك على أن الدين كان قائما مطالبون به جميعا لا ورقه فقط
    بارك الله فيك ..
    لا دلالة في هذا أصلاً، فإن عيسى عليه السلام كان مرسلاً لبني إسرائيل لا العرب! فكيف تقول إنهم كانوا مطالَبين بالإيمان به وبشرعه وحبيبُك صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح: {وكان النبيُّ يُبعث إلى قومه خاصةً، وبُعثتُ للناس عامةً}؟ فورقةُ إنما آمن مِن تلقاء نفسه بعد أن بلغه العلم بالله وقامت عليه الحُجَّة، وعِلْمُه ليس حُجَّةً على غيره.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحفيشي مشاهدة المشاركة
    أما الرهبان فأخي الأقطش بورك فيك جاء في الحديث أنهم قالو لسلمان ((ما نعلم على هذا الأمر أي أمر التوحيد إلا كذا وكذا..)) فكل البشر مطالبين بالإيمان ولا يوجد شئ إسمه أهل الفترة أخي..وقال الله((..وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24)))..
    لا يوجد شيء اسمه أهل الفترة؟ هذا باب معروفٌ أخي الكريم، وتَنازَع في حُكمهم أهلُ العلم قديماً وتباينت أقوالهم. وقد استدلَّ كثيرٌ منهم بحديث أبي هريرة: ((إذا كان يوم القيامة، جمعَ اللهُ أهل الفترة والمعتوه)) الحديث، فكيف بك تشطبهم رأساً!

    وأنا أسألك بناءً على رأيك: هل كان محمدٌ صلى الله عليه وسلم مكلَّفاً إذن باتباع الدين قبل نزول الوحي عليه؟ فإن قلتَ: "نعم"، قيل لك: التكليفُ يكون بعد بلوغ الدعوة، فكيف عَرَفَ النبيُّ الدينَ؟ فإن قلتَ: "عَرَفَه مِن أهل الإيمان قَبْلَه"، فقد كذَّبْتَ ربَّكَ سبحانه لأنه يقول {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ} ويقول {وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} ويقول {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ}. وإن قلتَ: "بل عَرَفَه بالإلهام"، فيقال: أين هو ذاك التكليفُ الذي يكون الإلهامُ فيه حُجَّةً ويستوجبُ تاركُه العذابَ! بل هو مخالفٌ أيضاً لقول ربنا آنفاً {مَا كُنْتَ تَدْرِي} إذْ فيه نَفْيُ الدرايةِ بالكُليَّة. وإن قلتَ حينئذٍ: "إن محمداً صلى الله عليه وسلم لم يكن مكلَّفاً باتباع الدين قبل الإسلام"، فقد هَدَمْتَ رأيَك في حُكم أهل الفترة مِن أساسِه! إذ ما ينطبقُ على النبي صلى الله عليه وسلم ينطبق عليهم، فكُلٌّ كانوا مِن الغافلين قبل مجيء الإسلام.

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    122

    افتراضي رد: حُكم أهل الفترة في كتاب الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الاله المسعودي مشاهدة المشاركة
    ماذا يقول عن قصّة عمرو بن لحي أبي خزاعة وهي في الصحيحين وغيرهما ؟؟ ..... لو لم يكن مكلفا باتباع الحنيفية التي جاء بها إبراهيم وابنه إسماعيل؛ لما عذبه الله على ابتداعه؛ فهو أول من أدخل الأصنام إلى جزيرة العرب وسيّب السوائب و.. وكانت العربُ قبل ابتداعه الشرك حنفاءَ يعبدون الله وحده، ويعظّمون إبراهيم وإسماعيل. وللعلم فزمان عمرو بن لحي هذا متأخر بكثير عن عهد نبوة إسماعيل
    بارك الله فيك ونفع بك ..
    الحديثُ صريحٌ في أنَّ عمرو بن لُحيٍّ ليس مِن أهل الفترة، وبالتالي لا محل لهذا الحديث في المسألة التي نحن بصددها. فإنه كان هو وقومُه على دين أبيهم إبراهيم مكلَّفين به، إلا أنه أشرك بالله عز وجل وكان أوَّلَ مَن غيَّر عهدَ إبراهيم فنَصَبَ الأصنامَ وسيَّب السوائبَ لها. قال شيخ الإسلام (اقتضاء الصراط المستقيم 1/350): ((هذا مِن العِلم المشهور أنَّ عمرو بن لُحَيٍّ هو أول مَن نَصَبَ الأنصابَ حول البيت)). اهـ وهذا صريحٌ في أنه غير معذورٍ، فقد كانت الحُجَّةُ وقتَها قائمةً عليهم بتوحيد الله عز وجلَّ واتباع مِلَّة إبراهيم، فأَبَى إلاَّ الإشراكَ بالله واتخذ مِن دون الله آلهةً وأضلَّ عن سبيله. وأمَّا أهلُ الفترة، فهم الذين لم تَبْلُغهم دعوةُ نبيٍّ سابقٍ ولا هُم أدركوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فلا مكان لعمرو هذا بينهم حتَّى يُحتَجَّ به عليهم.

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    122

    افتراضي رد: حُكم أهل الفترة في كتاب الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحفيشي مشاهدة المشاركة
    وما رأيكم بهذا الحديث..ففيه أن من آمن بالنبي الذي قبل محمد عليه السلام وآمن بنبينا الكريم فأجره مرتين..أي أن الذين قبل نبينا الكريم عليه السلام مطالبين بالإيمان بمن كان قبل محمد عليه السلام..لذلك نجا منهم ورقه بن نوفل والرهبان الذين قابلهم سلمان الفارسي وغيرهم مما لا يعلمهم إلا الله تعالى..
    بارك الله فيك ... أُجيبك بنصِّ كلامِه صلى الله عليه وسلم وهو قولُه: {رجلٌ مِن أهل الكتاب آمن بنبيِّه} هذا لفظُ مسلم، ولفظُ البخاري {مؤمن أهل الكتاب الذي كان مؤمناً}. وقومُ النبي صلى الله عليه وسلم ليسوا أهل كتابٍ، فلا دخل لهذا الحديث في المسألة التي بين أيدينا.

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    122

    افتراضي رد: حُكم أهل الفترة في كتاب الله

    قال تعالى عن يهود المدينة والأوس والخزرج :
    (( وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به ))
    والمستفتحون هم اليهود يهود المدينة كانوا يقولون للأوس والخزرج- وكانوا كفارا قبلُ - قد أظل زمان نبي فإن ظهر تبعناه وآمنا به وقتلناكم . فوصف الله الأوس والخزرج في ذلك الوقت بقوله : الذين كفروا . مع أن وقت نزول السورة كان فيه الأنصار مسلمون مومنون بالله
    بارك الله فيك .. هذا كُفرُ جهلٍ لا كفر إعراضٍ ولا كفر عنادٍ. يقول ابن القيم (طريق الهجرتين ص414): ((العذاب يُستحقُّ بسببين. أحدهما: الإعراض عن الحُجَّة وعدم إرادة العلم بها وبموجبها. الثاني: العناد لها بعد قيامها وترك إرادة موجبها. فالأولُ كُفرُ إعراضٍ، والثاني كُفرُ عنادٍ. وأمَّا كُفرُ الجهلِ مع عدم قيام الحُجَّة وعدم التمكُّن مِن معرفتها، فهذا الذي نفى اللهُ التعذيبَ عنه حتى تقوم حُجَّةُ الرسل)). اهـ

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي رد: حُكم أهل الفترة في كتاب الله

    الأخ الكريم أحمد الأقطش ..!!
    في الحقيقة ما رأيتُ أعجب من إعلالك لأحاديث الصحيحين .. !!
    فالحديثُ لا نعلمُ أحد من أهل العلم قد ضعفهُ إلا أنك بسابقةٍ لك تضعف الحديث .. !!
    فأتمنى كما قال الشيخ أبو عبد الإله أن تكف عن ما أنت فيه .

  11. #31
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    الجزائر المحروسة
    المشاركات
    1,455

    افتراضي رد: حُكم أهل الفترة في كتاب الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد الأقطش مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك ونفع بك ..
    الحديثُ صريحٌ في أنَّ عمرو بن لُحيٍّ ليس مِن أهل الفترة، وبالتالي لا محل لهذا الحديث في المسألة التي نحن بصددها. فإنه كان هو وقومُه على دين أبيهم إبراهيم مكلَّفين به، إلا أنه أشرك بالله عز وجل وكان أوَّلَ مَن غيَّر عهدَ إبراهيم فنَصَبَ الأصنامَ وسيَّب السوائبَ لها. قال شيخ الإسلام (اقتضاء الصراط المستقيم 1/350): ((هذا مِن العِلم المشهور أنَّ عمرو بن لُحَيٍّ هو أول مَن نَصَبَ الأنصابَ حول البيت)). اهـ وهذا صريحٌ في أنه غير معذورٍ، فقد كانت الحُجَّةُ وقتَها قائمةً عليهم بتوحيد الله عز وجلَّ واتباع مِلَّة إبراهيم، فأَبَى إلاَّ الإشراكَ بالله واتخذ مِن دون الله آلهةً وأضلَّ عن سبيله. وأمَّا أهلُ الفترة، فهم الذين لم تَبْلُغهم دعوةُ نبيٍّ سابقٍ ولا هُم أدركوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فلا مكان لعمرو هذا بينهم حتَّى يُحتَجَّ به عليهم.
    كذلك ابن جدعان، وأبوي النبيّ صلى الله عليه وسلم، لا يدخلون في أهل الفترة ، وليسوا معذورين بشركهم
    لأنّ النبيّ صرّح بأنهم في النّار ، فيكونوا ممّن قامتْ عليهم الحجّة، وبلغتهم دعوة الرسل..وصاروا مكلفين باتباعها
    وإلاّ لم يكن الله ليعذّبهم، ولكانوا داخلين في زمرة المُمْتَحَنين يوم القيامة مع المعتوهين والمجانين وأهل الفترة
    أمّا أنْ نضرب السُّنة الصّحيحة التي تلقتها الأمة بالقبول بالقرآن ..فاعلم أنّ النبي قد أوتي الكتاب ومثله معه.

  12. #32
    تاريخ التسجيل
    Feb 2012
    المشاركات
    555

    افتراضي رد: حُكم أهل الفترة في كتاب الله

    السؤال هنا حتى يتضح الأمر..من الذين يدخلون في هذا الشئ الذي إسمه أهل الفترة..هل لهم صفات أو أسماء..أي شئ يدل عليهم..ثانيا:أنا أقول من لم يسمع بالنبي ولا بالدعوة أصلا فهذا ليش بمشرك إن مات على ذلك ودليل هذا حديث مسلم((وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ»فمن لم يسمع فهو في حكم الله تعالى وهو أعلم به..ثالثا:ما رأيك أخي الأقطش بورك فيك في الحديث الذي في البخاري أن النبي مر بقبرين فسئل فقال متى ماتوا فقالوا في الجاهلية ثم قال النبي عليه السلام شيئا عن أنهم يعذبون..هل أيضا هؤلاء نقشوا وبلغتهم الحجة فقط من دون غيرهم..أختم بقوله تعالى((رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (165)..الكل وصلته الحجة كما في هذة الآية..والسلام..

  13. #33
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    122

    افتراضي رد: حُكم أهل الفترة في كتاب الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحفيشي مشاهدة المشاركة
    الدارقطني رحمه الله مع أنه عرض الخلاف ويعلم من منهجه العظيم في العلل أنه دائما يرجح رواية الجماعة لكن هنا لم يرجحها بل أثبت لها الصحة وهنا وقفة ممتازة وهي رحمه الله تيقن أكدا أن حفص لم يهم في هذا إذ لو وهم لرجح الأخرى كما هو معلوم من منهجه
    بارك الله فيك ..
    قولُ الناقد "ويُشبه أن يكون كذا" أو "والأشبه كذا" ونحو ذلك إنما هو قولٌ بغلبة الظن لا باليقين، ترجيحاً منه بين الروايات التي وقع فيها اختلاف. قال الزركشي في نكته (1/105): ((وأمَّا أهل الحديث فإنهم قد يروون الحديثَ مِن رواية الثقات العدول، ثم تقوم لهم عِلَلٌ فيه تمنعهم مِن الحُكم بصحته: كمخالفة جمعٍ كثيرٍ له أو مَن هو أحفظ منه، أو قيام قرينةٍ تؤثر في أنفسهم غلبة الظن بغلطه)). اهـ فإذا كان كِلا الأمرين محتملاً، فأين اليقين والجزم؟ الدارقطنيُّ مالَ إلى ترجيحِ قولِ حفص بزيادة "مسروق" بين الشعبي وأم المؤمنين، في حين أن الباقين رووا الحديث مرسلاً ليس فيه مسروق. والسؤال هنا: هل وَهِمَ حفصٌ وسَلَكَ الجادَّةَ؟ أم حَفِظَ والباقون لم يحفظوا؟ فالحديثُ رواه عن داود بن أبي هند:
    - حفص بن غياث (ع) موصولاً
    - عبد الأعلى (ع) مرسلاً
    - ابن علية (ع) مرسلاً
    - ابن أبي عدي (ع) مرسلاً
    - أبو خالد الأحمر (ع) مرسلاً
    فليس قولُ حفصٍ بأَوْلَى مِن قولهم، لا سيما وأن ترجيح هذه الروايات المرسلة جارٍ على قواعد هذا الفنِّ في ترجيح رواية الأكثر والأوثق. قال عبد الله بن المبارك (سنن النسائي الكبرى 2/430): ((الحُفَّاظُ عن ابن شهابٍ ثلاثة: مالك ومعمر وابن عيينة. فإذا اجتمع اثنان على قولٍ، أخذنا به وتركنا قول الآخر)). اهـ وقد مرَّ عليك قول ابن حجر في نكته (2/780): ((نسبة الغلط إلى الواحد .. أقربُ مِن نسبته إلى الجمع الكثير)). اهـ فهذا الحديثُ مختلَفٌ في وصله وإرساله، فأيُّ إنكارٍ على مَن رجَّح الإرسالَ في هذا الحديث؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحفيشي مشاهدة المشاركة
    وثانيا الرواية التي فيها عكرمة عن عائشة هذة إن ثبتت أيضا وأنا أرى ذلك والله أعلم..إذ أثبت البخاري وأبو داود وأبو حاتم في رواية السماع منها ونفاه في أخرى لكن يرجح السماع أن البخاري شرطه في الإتصال شديد جدا إلى جانب عدم فصل أبو حاتم في ذلك..فأقول هذة الرواية أيضا معناها مثل رواية مسلم إذ فيها سألها النبي هل قالها أي التوبة فردت أم المؤمنين بلا فرد عليها إذن فلا..أي أنه إذا لم يكن قال تلك التوبة فلا حينها مغفرة له..ولا يفهم من سؤال النبي إلا ذلك..وإلا فلماذا سألها النبي عن توبته,,هذا مع الأدلة التي ذكرتها في مشاركتي أعلاه
    حديث عكرمة يخالف حديث الشعبي، ففيه أن عائشة رضي الله عنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: ((أَخْبِرْني عن ابن جدعان)) فقد طَلَبَتْ مِنه أن يُحدِّثها عنه، وقد كانت له مكانة في الجاهلية. فسألها صلى الله عليه وسلم أن تقول هي ما تعرفه عنه، فقال لها: ((وما كان؟)) فأثنَت عليه وعدَّدَت أخلاقه. فسألها صلى الله عليه وسلم: ((هل قال يوماً واحداً: اللهم إني أعوذ بك مِن نار جهنم؟)) فأجابته أنه لم يكن يعرف جهنم حتى يتعوذ منها، قالت: ((لا، وما كان يدري ما جهنم)). فردَّ النبي صلى الله عليه وسلم على طلبها بقوله: ((فلا إذاً)) وهذا جوابٌ لقولها: ((أَخْبِرْني عن ابن جدعان)). أي بما أنه لم يكن يتعوذ مِن نار جهنم، فلا أُخبركِ عنه إذاً. ويكون المقصود أن الاقتداء بأهل الإيمان والتمثُّل بهم أَوْلَى مِن ذِكر مناقب أهل الجاهلية والاشتغال بها. وقولها رضي الله عنها: ((وما كان يدري ما جهنم)) هو كقول الله سبحانه لمحمد صلى الله عليه وسلم: {ما كنتَ تدري ما الكتاب ولا الإيمان}. وهذا يؤكد ما ذهبنا إليه، ولا ذِكر للتوبة هنا أصلاً. أمَّا حديث الشعبي ففيه أنها سألته صلى الله عليه وسلم: ((ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويُطعم المساكين، فهل ذاك نافعه؟)) وهو سؤال مختلفٌ تماماً عمَّا هو في حديث عكرمة. وجوابُ النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ((لا)) هنا ليس كجوابه بقوله ((لا)) هناك. مِن هنا أخالفك في قولك ((هذه الرواية أيضاً معناها مثل رواية مسلم))، فقد بانت الاختلافات بينهما.

  14. #34

    افتراضي رد: حُكم أهل الفترة في كتاب الله

    --------------------------------------------------------------------------------
    لاإشكال كبير في أهل الفترة قبل الإسلام ، لكن هل في أمة محمد أمة الدعوة أهل فترة بعد هذه النصوص ؟
    قال الله تعالى: }قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آَلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ{ [الأنعام: 19].
    وقال تعالى: }هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ{ [آل عمران: 138].
    وقال تعالى: }هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ{ [إبراهيم: 52].
    وقال عز وجل: }وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآَنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ{ [النمل: 92].
    وقال تعالى: }وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ * لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ{ [يس: 69 - 70].
    وقال تعالى: }تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا{ [الفرقان: 1].
    قال عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة في قوله: }لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ{ أن النبي r قال: «بلغوا عن الله، فمن بلغته آية من كتاب الله فقد بلغه أمر اللهتفسير عبد الرزاق (ص205)، وانظر ابن جرير (5/161).
    وقال ابن عباس: "من بلغه القرآن فهو له نذير من الناس". تفسير ابن أبي حاتم (رقم 7163).
    وقال محمد بن كعب في قوله تعالى: }وَمَنْ بَلَغَ{ قال: "من بلغه القرآن فكأنما رأى النبي r وكلمه". تفسير ابن أبي حاتم (رقم 7165)، وابن جرير (رقم 13120).
    وقال مقاتل: "من بلغه القرآن من الجن والإنس فهو نذير له"ذكره البغوي في تفسيره (3/134).
    وقال البغوي: "يعني من بلغه القرآن من العجم وغيرهم من الأمم إلى يوم القيامة"تفسير البغوي (3/133)..

  15. #35
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    122

    افتراضي رد: حُكم أهل الفترة في كتاب الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الاله المسعودي مشاهدة المشاركة
    أخي الكريم أحمد الأقطش: ما هكذا تورد الإبل !! ما اكتفيتَ بتضعيف حديثيْن خرّجهما الإمام مسلمٌ في "صحيحه" -ولم ينازعه أحدٌ من الأئمة المتقدّمين، والحفاظ المتأخرين في تصحيحهما- وذهبتَ تردّهما، وتخطّئ من رواهما لأنهما يخالفان بزعمك ظاهر القرآن !! .. ولو أنك سألتَ الراسخين في العلم لبيّنوا لك تأويله، وأوضحوا لك مشكله
    بارك الله فيك ونفع بك ..
    الحديث الأول هو حديث يزيد بن كيسان: {استأذنتُ ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي}، وليس هو بحُجَّةٍ في مسألتنا هذه لا سنداً ولا متناً.
    فأمَّا مِن حيث السند: فليس يزيد بن كيسان مِمَّن يُحتجُّ به حتى تقول إنه لم ينازِعْ مسلماً أحدٌ مِن الأئمة المتقدمين في تصحيح حديثه:
    - فقد قال علي بن المديني (الجرح والتعديل 1209، والكامل لابن عدي 2180): ((سألتُ يحيى بن سعيد عن يزيد بن كيسان، فقال: "ليس هو مِمَّن يُعتمد عليه، وهو صالحٌ وسطٌ")). اهـ وأورد البخاريُّ قولَ القطان في ترجمة يزيد (التاريخ الكبير 3309): ((قال يحيى القطان: هو صالحٌ وسطٌ وليس مِمَّن يُعتمد عليه)). اهـ
    - وأدخلَه البخاريُّ في ضعفائه كما قال ابن أبي حاتم (الجرح والتعديل 1209): ((وكان البخاريُّ قد أدخله في كتاب الضعفاء. فقال أبي: يُحَوَّل منه)). اهـ وقد أخطأ الخليليُّ حين قال (الإرشاد 2/694): ((واحتجَّ به البخاريُّ في الصحيح)). اهـ فلعلَّه أراد مسلماً فوهم.
    - وقال أبو حاتم (الجرح والتعديل 1209): ((يزيد بن كيسان يُكتب حديثه، ومحلُّه الستر، صالح الحديث)) قال ابن أبي حاتم: ((قلتُ له: يُحتجُّ بحديثه؟)) قال: ((لا، هو بابة فضيل بن غزوان وذويه. بعضُ ما يأتي به صحيحٌ، وبعضٌ لا)). اهـ
    - وذكره العقيلي في ضعفائه (2008).
    - وقال ابن حبان (الثقات 11803): ((وكان يخطئ ويخالف. لم يَفحش خطؤه حتى يعدل به عن سبيل العدول، ولا أتى مِن الخلاف ما تنكره القلوب. فهو مقبول الرواية، إلاَّ ما يُعلم أنه أخطأ فيه. فحينئذٍ يُترك خطؤه، كما يُترك خطأ غيره مِن الثقات)). اهـ
    - وقال أبو أحمد الحاكم (تهذيب التهذيب 685): ((ليس بالحافظ عندهم)). اهـ
    - وقال ابن حجر (التقريب 7767): ((صدوقٌ يخطئ)). اهـ
    فمِثلُ هذا صالحٌ في المتابعات ولا يُحتجُّ به فيما تفرَّد به ولم يتابَع عليه. ويحيى بن سعيد القطان كان مِن تلاميذ يزيد وهو أخبر به، وهو ضعيفٌ عند البخاري، ولم يحتجَّ أبو حاتم بحديثه لأنَّ بعض ما يرويه غير صحيح. فإذا أخذتُ بقول هؤلاء الأئمة، ففيمَ إنكارُك عليَّ؟

    وأمَّا مِن حيث المتن: فليس فيه دلالةٌ على أنَّ أُمَّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم مِن أهل النار، إذ ليس فيه أكثر مِن أنَّ الله سبحانه لم يأذن لنبيِّه في الاستغفار لأمه. أمَّا السببُ وراء ذلك، فغير مذكورٍ في الحديث. فمَن قال إنه مُنع مِن الاستغفار لها لأنها ماتت على الكفر، فليس في ألفاظ الحديث ما يدلُّ عليه. ومَن قال إنه مُنع مِن الاستغفار لها لأنها من أهل الفترة الذين لا عذاب عليهم ولا حاجة للاستغفار لها، فليس في ألفاظ الحديث ما يردُّه. فالمعنى محتملٌ لهذا وذاك وغير مقطوعٍ به، ولا استدلال مع وجود الاحتمال. فإذا رجَّحتُ المعنى الثاني الموافقَ لكلام الله عز وجل المقطوعِ به في المسألة، فما هو وجهُ تشنيعك عليَّ حفظك الله؟

  16. #36
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    الجزائر المحروسة
    المشاركات
    1,455

    افتراضي رد: حُكم أهل الفترة في كتاب الله

    وفيك بارك الله أخي الكريم خالد الأقطش
    المقصود من كلامي -وهو واضح- أنّ مسلماً لم يُنازَعْ في تصحيح هذا الحديث بعينه
    أما الذي حكيته من كلام الأئمة في أحد رواته وهو: يزيد بن كيسان..
    فما كنتُ أظنُّ أنَّ مثلَك لا يُفرّق بين كلام الأئمة في الراوي عموما(الجرح والتعديل)
    وبين تصحيحهم لحديثٍ بعينه من روايته(التصحيح والتعليل) !!
    فلا يلزم من وصف الراوي بالخطأ وقلة الحفظ أن يكون جميع مارواه قد أخطأ فيه ولم يحفظه
    وإدراك صوابه من خطئه هو الذي شمّر له الأئمة كالبخاري ومسلم فانتقيا من أحاديث هذا النوع من الرواة ما رأياه صوابا ومحفوظا وصحيحا وأدخلاه في كتابيهما .
    فمسلمٌ لا يخفى عليه كلام هؤلاء الجلّة في ابن كيسان، بل لا أبعد عن الصواب إنْ قلت: إنه هو نفسه يرى فيه رأيَهم
    ومُتّبع لشيخه البخاري فيه.. لكن مع ذلك خرّج له هذا الحديث انتقاءً ولم نجدْ مَنْ أنكره عليه من الأئمّة (الدارقطني وابن عمار وغيرهما) إلى وقتنا هذا
    بل بالعكس وجدنا الأئمة متّبعين له في تصحيحه (ابن حبّان، الحاكم، البغوي، الجورقاني، الحازمي،....)
    هذا.. وقد جاء في كلامك ما يبين ما قررتُه هنا ولا أدري كيف لم تفطن له !!
    يقول ابن أبي حاتم: (يزيد بن كيسان يُكتب حديثه، ومحلُّه الستر، صالح الحديث -قال ابنه:"قلتُ له:يُحتجُّ بحديثه؟"
    قال: "
    لا، هو بابة فضيل بن غزوان وذويه. بعضُ ما يأتي به صحيحٌ، وبعضٌ لا."
    فلماذا لا تجعل هذا الحديث الذي خرّجه مسلم داخل في هذا البعض الصحيح ؟؟
    لتصحيح مسلم -وهو إمام عارف بهذا الشأن ولم يخالفه أحد في تصحيحه - له
    ألا يكفيكَ إخراج مسلم لحديثه، وتسليم الأئمة أن بعض ما يرويه صحيح وعدم وجدانك لمن أعل حديثه هذا ؟؟ !!
    أما قولك: "فمِثلُ هذا صالحٌ في المتابعات ولا يُحتجُّ به في ما تفرَّد به ولم يتابَع عليه ...إلى آخر كلامك"
    فليس ذلك لك ياأخي أحمد، بعد أن خرجه مسلم في صحيحه ولم نجد أحداً من الأئمة أعلّه ..
    أما قولك: "تفرّد به ولم يتابع عليه" !! فيرحم الله امرءا عرف قدر نفسه

  17. #37
    تاريخ التسجيل
    Feb 2012
    المشاركات
    555

    افتراضي رد: حُكم أهل الفترة في كتاب الله

    الأحاديث التي فيها كلام النبي عليه السلام على أهل الفترة المروية من طرق عن ((أنس وأبو هريرة وأبو سعيد الخدري)) كلها معلة لا يثبت منها سند واحد..هل العرب الذين عاشوا قبل النبي وكانوا يسجدون للأصنام ويزنون ويرقصون ويتمايلون هم ليسوا مشركين بل هم أهل فترة..لا يقول هذا عاقل أبدا..كانت عبادتهم الأصنام كيف هم أهل فترة..الأثر الذي في البخاري عن بن عباس أن الذين بعد آدم بعشر قرون كانوا على الإسلام هل هؤلاء بعث لهم رسول يهديهم لما كان عليه آدم أم أنهم مكلفين بالتوحيد وإتباع من سبق من الصالحين..بالتأك يد كانوا على آثر الصالحين من بعد آدم لإنه لم يرسل بعد آدم رسول..وهذا الأثر حجة قوية جدا للإتباع بالصالحين رغم عدم بعث رسول بعينه لهم..فكذلك مثل هؤلاء العرب الذين هم قبل البعثة مأمورين ومكلفين بإتباع دين التوحيد الذي لم يخلو منه وقت أبدا..أرجو فهم هذة النتيجة من هذا الأثر جيدا..

  18. #38
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    1,491

    افتراضي رد: حُكم أهل الفترة في كتاب الله

    سبحان الله كنت احببت أن أعلق شيئا فضاعت مني الكلمات كيف وقد صار بعض طلبة هذا الزمان النكد أهله يجعل رأسه برأس البخاري والدارقطني اللهم لا تفضحنا وعرفنا قدر نفوسنا والله إني لأخشى على من فتح هذا الباب على نفسه ألا يبارك له في علمه وأن يوضع من حيث طلب الرفعة
    واحرص على حفظ القلوب من الأذى ** فرجوعها بعد التنافر يصعب
    إِن القلوب إذا تنافر ودها ** شبه الزجاجة كسْرُها لا يُشعبُ

  19. #39
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي رد: حُكم أهل الفترة في كتاب الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدلان الجزائري مشاهدة المشاركة
    سبحان الله كنت احببت أن أعلق شيئا فضاعت مني الكلمات كيف وقد صار بعض طلبة هذا الزمان النكد أهله يجعل رأسه برأس البخاري والدارقطني اللهم لا تفضحنا وعرفنا قدر نفوسنا والله إني لأخشى على من فتح هذا الباب على نفسه ألا يبارك له في علمه وأن يوضع من حيث طلب الرفعة
    اللهم آمين .. اللهم آمين .. اللهم آمين ..

  20. #40
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    122

    افتراضي رد: حُكم أهل الفترة في كتاب الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الاله المسعودي مشاهدة المشاركة
    حتى ثلّثتَ بهذا الحديث .. وأخذتَ في معارضة البخاري والدّارقطني، وكأنّك ندٌّ لهما !!! فالبخاري يقول:"هذا حديثُ عبدِ الواحد بن زياد -ولم يعرفْهُ إلاَّ مِن حديثه- وأرجو أن يكون محفوظاً" وأنت ترد عليه : "هذا حديثٌ غريبٌ، وفي كونه محفوظاً نظرٌ"
    أحسن الله إليك ..
    لماذا هالَكَ قولي ((هذا حديثٌ غريبٌ، وفي كونه محفوظاً نظرٌ)) واعتبرتَه ردَّاً مِني على البخاري أتعقَّبه به؟! أمَا إني أقول لك: إنَّ كون حديث عبيد عن عائشة حديثاً غريباً فهو ما قاله أبو نعيم الأصبهاني في الحلية: ((هذا حديثٌ غريبٌ مِن حديث عبيد عن عائشة، لم نكتبه إلاَّ مِن هذا الوجه)). اهـ وأما قولي ((وفي كونه محفوظاً نظرٌ)) فأنا إنما أخذتُه مِن قول البخاري نفسِه: ((وأرجو أن يكون محفوظاً)). أنتَ ترى قولي معارضاً لقوله لأنَّ معنى كلامِه - كما تراه - هو أنَّ الحديثَ محفوظٌ عنده. ولكنك لو تتبعتَ كلام البخاري على الأحاديث التي قال فيها هذه العبارة، لوجدته يذكرها على سبيل الإعلال. وإليك الأمثلة:

    حديث أبي بكر: الذهب بالذهب
    يُروى هذا الحديث عن أبي رافع بأسانيد واهية:
    - فرواه محمد بن السائب الكلبي، عن سلمة أخيه، عن أبي رافع، عن أبي بكر. رواه عنه: سفيان الثوري (عبد الرزاق في مصنفه 14569) ويعلى بن عبيد (ابن أبي شيبة 22501، وعبد بن حميد 6، والمروزي في مسند الصديق ص107 و ص153) ويزيد بن هارون (المروزي في مسند الصديق ص149، وأبو يعلى 55).
    والكلبي كذابٌ ساقطٌ لا يُشتغل بحديثه.
    - ورواه زهير بن معاوية، عن موسى بن أبي عائشة، عن حفص بن أبي حفص، عن أبي رافع، عن أبي بكر. رواه عنه الحسين الأشقر (العقيلي في ضعفائه 1/271، والبزار 45، والخطيب البغدادي في المتفق والمفترق 2/795).
    قلتُ: هذا حديثٌ منكرٌ، وحفص بن أبي حفص مجهول. قال أبو حاتم في ترجمة حفص وذَكَرَ هذا الحديث (الجرح والتعديل 817): ((هو حديثٌ منكرٌ)). اهـ وقال البخاري في تاريخه الكبير (2755): ((حفص: سمع أبا رافع عن أبي بكر، سمع منه موسى بن أبي عائشة. فيه نظر. رواه حسين الأشقر عن زهير)). اهـ وقال الترمذي في علله الكبير (324): ((سألتُ محمداً عن هذا الحديث، فقال: أرجو أن يكون محفوظاً)). اهـ وقال الدارقطني في علله (42): ((والحديث غير ثابتٍ عن أبي رافع)). اهـ

    قلتُ: فانظر إلى قوله عند الترمذي ((أرجو أن يكون محفوظاً)) وانظر إلى قوله في تاريخه ((فيه نظر)) وانظر إلى قول أبي حاتم ((منكر)) وانظر إلى قول الدارقطني ((غير ثابت))!

    حديث ابن عمر في نزول النبيِّ وأبي بكر وعمر وعثمان بالأبطح
    هذا حديثٌ يرويه عبيد الله بن عمر، واختُلف عنه:
    1- فرواه عبد الرزاق، عنه، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما. رواه عنه يحيى بن معين (الجزء الثاني من حديثه 189، وابن أبي خيثمة في تاريخه 1218، وابن حبان في صحيحه 3895) والإمام أحمد (5624) ومحمد بن يحيى (ابن ماجه 3069، وابن خزيمة في صحيحه 2990) وإسحاق بن منصور (الترمذي 921) والحسين بن مهدي (البزار .5733) وآخرين عند ابن خزيمة (2990) والسرَّاج (1044). ولفظُه: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان ينزلون بالأبطح)).
    2- وخالفه خالد بن الحارث، فرواه عن عبيد الله، عن نافع مرسلاً. رواه عنه عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي (البخاري 1768) وغسان بن المفضل الغلابي (ابن أبي خيثمة في تاريخه 1225). ولفظُه: ((نزل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمر وابن عمر)). وهو الصواب. وَهِمَ عبدُ الرزاق في سنده ومتنه، وحديثُه عن عبيد الله منكر.
    قال الترمذي في علله الكبير (231): ((فسألتُ محمداً عن هذا الحديث، قلتُ: "هو صحيحٌ؟" قال: "أرجو أن يكون محفوظاً، وهو حديث عبد الرزاق")). اهـ فقولُ البخاري عن حديث عبد الرزاق ((أرجو أن يكون محفوظاً)) معناه أنَّ في كونه محفوظاً نظراً، لأنه قد رجَّح عليه الرواية المرسلة وأخرجها في صحيحه، وجَعَلَ الحملَ على عبد الرزاق. قال ابن رجب في شرح العلل (ص665): ((ومنهم جماعة مِن أصحاب عبيد الله بن عمر العمري ضُعِّفَ حديثهم عنه خاصةً، فمنهم عبد الرزاق بن همام. قال ابن أبي مريم: قيل ليحيى بن معين: "إن عبد الرزاق كان يحدث بأحاديث عبيد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر، ثم حدث بها عن عبد الله". فقال يحيى: "لم يزل عبد الرزاق يحدث بها عن عبيد الله، ولكنها كانت منكرة" يعني أحاديثه عن عبيد الله بن عمر. ومِمَّا أُنكر مِن حديثه عن عبيد الله بن عمر: أنه حدَّث عن نافع، عن ابن عمر: "أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا ينزلون الأبطح" يعني المحصَّب. وخالفه خالد بن الحارث قال: سئل عبيد الله بن عمر عن المحصب والنزول به، فحدثنا عبيد الله عن نافع قال: "نزل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمر وعبد الله بن عمر". فخالف عبد الرزاق ولم يصله بل أرسله .. وقد خرَّج مسلم والترمذي حديث عبد الرزاق هذا، وخرَّج البخاري حديث خالد بن الحارث المرسل)). اهـ
    قلتُ: فانظر إلى قوله عند الترمذي ((أرجو أن يكون محفوظاً)) وانظر إلى إخراجه الرواية الأخرى في صحيحه، وانظر إلى قول يحيى بن معين إنَّ أحاديث عبد الرزاق عن عبيد الله ((منكرة)) وانظر إلى قول ابن رجب إنَّ هذا الحديث ((مِمَّا أُنكر مِن حديثه)).

    حديث ابن مسعود: ليليني منكم أولو الأحلام والنهى
    يرويه يزيد بن زريع، عن خالد الحذاء، عن أبي معشر، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن ابن مسعود رضي الله عنه. رواه عنه: يونس بن محمد المؤدب (ابن أبي شيبة في مسنده 348، وأحمد 4373، وأبو يعلى 5324) وزكريا بن عدي (الدارمي 1303) ويحيى بن حبيب وصالح بن حاتم (مسلم 432) ونصر بن علي (الترمذي 228، والبزار 1544، وابن خزيمة في صحيحه 1572، وابن حبان 2180) وحميد بن مسعدة (النسائي في الكبرى 11660) وآخرين عند أبي يعلى (5111 و 5325) وأبي عوانة في مستخرجه (1384) والطبراني في الكبير (10/88) والحاكم في المستدرك (2150).
    قلتُ: هذا حديثٌ منكرٌ. قال أبو عمار الشهيد (علل أحاديث في صحيح مسلم 12): ((حدثني محمد بن أحمد مولى بني هاشم قال: سمعتُ حنبل بن إسحاق، عن عمِّه أحمد بن حنبل قال: "هذا حديثٌ منكرٌ")). اهـ قال الترمذي في علله الكبير (94): ((سألتُ محمداً عن هذا الحديث، فقال: "أرجو أن يكون محفوظاً")). اهـ
    قلتُ: فانظر إلى قوله عند الترمذي ((أرجو أن يكون محفوظاً)) وانظر إلى قول الإمام أحمد ((منكر)).

    حديث الأسود عن عائشة: كنا نحيض عند رسول الله
    يرويه عبيدة بن معتب الضبي، عن إبراهيم النخعي، عن الأسود، عن عائشة. رواه عنه يعلى بن عبيد (الدارمي 1019) وعبد الله بن نمير (ابن ماجه 1670) وعلي بن مسهر (الترمذي 787).
    قلتُ: هذا الحديث ليس محفوظاً مِن هذا الوجه، وعبيدة ضعيفٌ تركوا حديثه لِتغيُّره. قال ابن حبان (المجروحين 798): ((كان مِمَّن اختلط بأخرةٍ، حتى جعل يحدث بالأشياء المقلوبة عن أقوامٍ أئمةٍ. ولم يتميز حديثه القديم مِن حديثه الجديد، فبطل الاحتجاج به)). اهـ قال الترمذي في علله الكبير (216): ((سألتُ محمداً عن هذا الحديث، فقال: أرجو أن يكون محفوظاً)). اهـ

    حديث ابن عمرو: إن الله ليبغض البليغ من الرجال
    هذا حديثٌ يرويه نافع بن عمر الجمحي، واختُلف عنه:
    - فرواه يزيد بن هارون (ابن أبي شيبة 26297، وأحمد 6543) وأبو كامل الخراساني ويونس المؤدب (أحمد 6758) ومحمد بن سنان الباهلي (أبو داود 5005) وعمر بن علي المقدمي (الترمذي 2853، والبزار 2452) وسريح بن النعمان (الطبراني في الأوسط 5091) وخالد بن نزار (الطبراني في الأوسط 9030) ويوسف بن كامل (الخرائطي في مساوئ الأخلاق 57) وغيرُهم: عن نافع، عن بشر بن عاصم بن سفيان، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو. إلاَّ أنَّ نافعاً كان يشكُّ في رفعه، يقول: ((أراه رفَعَهَ)) وفي رواية: ((فيما يَعلم نافع)) وفي رواية: ((ولا أعلمه إلاَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم)) وفي رواية: ((عن عبد الله بن عمرو فيما أعلم)).
    - ورواه وكيع بن الجراح في الزهد (302) وأبو قتيبة (ابن أبي الدنيا في الصمت 723): عن نافع، عن بشر، عن أبيه مرسلاً ليس فيه ابن عمرو.
    قلتُ: والحديثُ اضطربَ فيه نافع بن عمر، فتارةً يرفعه وتارةً يشك في رفعه وتارةً يرسله. قال الترمذي: ((هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ مِن هذا الوجه)). اهـ وقال البزار: ((وهذا الحديث لا نعلم رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا عبد الله بن عمرو، ولا نعلم له طريقاً عن عبد الله إلاَّ هذا الطريق)). اهـ وقال الطبراني: ((لا يُروى هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو إلاَّ بهذا الإسناد، تفرَّد به نافع بن عمر)). اهـ وقد صحَّح أبو حاتم كلا الطريقين! فقال (العلل 2547): ((كلٌّ صحيحان، قصر وكيع)). اهـ قلتُ: بل هو مِن نافع بن عمر نفسه كما في إسناده. قال الترمذي في علله الكبير (643): ((سألتُ محمداً عن هذا الحديث، فقال: "إن نافع بن عمر يقول: (عن عبد الله بن عمرو) ومرةً يقول: (أراه عن عبد الله بن عمرو)". قال محمد: "وأرجو أن يكون محفوظاً")). اهـ


    حديث عائشة: رفع القلم عن ثلاث
    هذا حديثُ يرويه إبراهيم النخعي، واختُلف عنه:
    - فرواه حماد بن أبي سليمان، عنه، عن الأسود، عن عائشة. رواه عنه حماد بن سلمة، وعنه: أبو داود الطيالسي (1485) ويزيد بن هارون (ابن أبي شيبة 19246، وأحمد 25114، وأبو داود 4398) وعفان بن مسلم (أحمد 24694، والدارمي 2342، والطحاوي في شرح المشكل 3987) وحسن بن موسى وروح (أحمد 24703) وعبد الرحمن بن مهدي (ابن ماجه 2041، والنسائي في الكبرى 5596، وابن الجارود في المنتقى 148) وشيبان بن فروخ (أبو يعلى 4400، وابن حبان 142) وأبو الوليد الطيالسي وموسى بن إسماعيل (الحاكم 2350) ومحمد بن أبان (أبو الشيخ في طبقاته 4/245).
    - ورواه مغيرة بن مقسم الضبي، عن إبراهيم النخعي قوله. رواه عنه سعيد بن منصور في سننه (2079).
    قلتُ: الحديث لم يَرْوِهِ مرفوعاً بهذا الإسناد إلا حماد بن سلمة، وقولُ مغيرة أشبه على تدليسه. قال ابن الجنيد (سؤالاته 286): ((قال رجلٌ ليحيى بن معين وأنا أسمع: "حديث حماد بن سلمة، عن حماد، عن إبراهيم ، عن الأسود، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: {رُفع القلم عن ثلاثة} هو عندك واهٍ؟" فقال يحيى: "ليس يروي هذا أحدٌ إلا حماد بن سلمة عن حماد")). اهـ وقال الإمام أحمد (سؤالات أبي داود 338): ((حماد بن سلمة عنده عنه تخليط - يعني عن حماد بن أبي سليمان)). اهـ وقال الترمذي في علله الكبير (404): ((سألتُ محمداً عن هذا الحديث، فقال: أرجو أن يكون محفوظاً)). اهـ قال الترمذي: ((قلتُ له: رَوى هذا الحديثَ غيرُ حماد؟)) قال: ((لا أعلمه)). اهـ

    قلتُ: فهذا ما وقفتُ عليه مِمَّا قال فيه البخاري ((أرجو أن يكون محفوظاً))، وهو يعني عندي أنه أقربُ إلى أنْ يكون غير محفوظٍ. فإن رأيتَ فيه غيرَ ما رأيتُ، فأوقفني عليه واستغفر لأخيك الأصغر.

    والله أعلى وأعلم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •