للأسف الشديد صار لدى كثير من الناس سعار التأليف والتحقيق ، فنتج عن ذلك أنهم ربما استأجروا بعض الأجراء للعمل لهم ، ثم لا يلبث هذا الشخص المزور إلا أن يكتب على الغلاف : حققه فلان ، فإن كان لديه شيء من الورع ربما قال في المقدمة : وأشكر بعض الإخوة الذين شاركوني في هذا العمل أو نحوا من هذه العبارة .
وقد حدثني أحد الإخوة المحاضرين في كلية أصول الدين وهو الشيخ عبد الرحمن العواجي أنه عمل في أحد الكتب المتعلقة بصحيح مسلم ، فلم يلبث إلا أن قام أحد السراق ونسب الكتاب إلى نفسه وطبعه باسمه ولم يشر إلى الشيخ العواجي لا من قريب ولا من بعيد ، فيتعجب الشيخ العواجي من هذا الصنيع ، والعجيب أن هذا الرجل ربما احتمى واشتد في الدفاع عن السنة عند الناس في المجالس ، وهكذا في كثير من الكتب التي أخرجها هذا الرجل يستعين ولا يكتب على الغلاف : حققه مجموعة ويذكر نفسه مع المجموعة ؛ لأن بعضهم ربما حقق بعض الطلاب له شيئا فقال : حققه مجموعة من طلبة العلم بإشراف فلان .
والله المستعان .