هذه قصة واقعية من كتاب أبي البراء الماتع "موسوعة في علم الرقى" 3/310 أسوقها للاعتبار والتفكر، وليعلم المسلم أن الله تعالى إذا أراد إعانة عبد، قيض له من يعينه.

قال الشيخ أبو البراء الراقي المشهور بحي الدوحة في مدينة الظهران:
حضر عندي شاب تبدو على محياه سمات الحزن والتعب، قال لي: قصتي غريبة عجيبة، أنا شاب تزوجت قبل فترة وجيزة، ومنذ ذلك الحين انقلبت حياتي رأسا على عقب، فأصبحت أكره كل شيء، زوجتي وعملي وأصدقائي ومعارفي، وأصبحت أميل إلى العزلة والانطواء، حتى عندما أذهب إلى عملي، كنت أركب سيارتي وأذهب هائما على وجهي حتى أجد مكانا في الصحراء فأستظل بظل سيارتي وأنام، وكان مديري في العمل يقدر تلك الظروف لمعرفة المسبقة بأحوالي.

وذات يوم وبينما كنت نائما مستظلا بظل سيارتي، إذ بي أفاجأ بضربة خفيفة على رأسي، فقمت من نومي منزعجا، ونظرت فإذا بي أرى "وَرَلاً" - وهو حيوان يشبه الضب، أكبر منه حجما، خطير نوعا ما، يعيش في المناطق الصحراوية - فانتابني فزع شديد، وغادرت المنطقة فورا.

وفي اليوم التالي حصل معي مثلما حصل في اليوم السابق، علما بأنني أتنقل من مكان إلى مكان، وحصل ذلك في مكان يبعد مسافة طويلة عن المكان الأول، ولكن هذه المرة لم ينتابني الخوف والفزع كما حصل في المرة الأولى، فنظرت لهذا الحيوان باستغراب، ونظر لي واستظل بظل السيارة واضعا رأسه على الأرض.

وفي اليوم التالي ذهبت إلى عملي وأخبرت زملائي في العمل بقصتي، فأشار أحدهم بأن أسأل الحيوان ماذا يريد، وفعلا ما إن ذهبت إلى مكانٍ في الصحراء واستغرقت في نومي، إلا وشعرت بضربة خفيفة على رأسي، فقمت ورأيت ذلك الحيوان، فسألته بدهشة واستغراب: ماذا تريد مني ؟ فرفع رأسه وأصدر صوتا غريبا وسار في اتجاه وهو ينظر إلي، فتركته وعدت إلى عملي.

وفي اليوم التالي حصل ما حصل معي من هذا الحيوان الغريب، ولكنه هذه المرة ضربني ضربة خفيفة على قدمي، فأعدت سؤالي عليه مرة أخرى، ففعل مثلما فعل في المرة السابقة، وكأنما يقول لي اتبعني، فسرت وراءه، وكان كلما سار مسافة مائة متر ينظر إلي، وكأنما يريد أن يتأكد من أني أتبعه، فسار مسافة لا تقل عن ستة كيلو مترات، وبعد ذلك استدار حول شيء ملقى على الأرض، ثم ذهب بعيدا عني واختفى عن ناظري، فتفحصت ذلك الشيء فوجدته كيس من الخيش أغلق بإحكام بواسطة سبحة، فنزعت السبحة وفتحت الكيس، فوجدت بعض الملابس بداخله، ومن ضمنها ملابس متعلقة بزوجتي.

يقول: فتركت كل ذلك وكان الوقت قد قارب على صلاة العصر، وجئت إليك أعرض عليك الأمر. فأخبرته أن يذهب فورا ليحضر تلك الملابس.

قال: ذهب إلى المكان فوجدت رجلا عند الملابس فسألني عنها فأخبرته أنها قد تكون من أفعال السحرة والمشعوذين، فأشار علي بالانتظار، وأخبرني أنه قدم إلى هذا المكان قبل شهر وأخذ بعض الأمتعة من الكيس وأعاد إغلاقه، وكان رجلا مسكينا فقيرا، فانتظرته حتى أحضر تلك الأمتعة وجاء بها إلي.

وبعد الرقية والنفث على تلك الأمتعة تم إحراقها، وبقدرة الله تعالى فُكَّ الرجل كأنه نشيط من عقال، وعاد إلى سابق عهده. والله تعالى أعلم.