تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 4 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 61 إلى 80 من 91

الموضوع: هل التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته شرك؟

  1. #61
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    334

    افتراضي رد: هل التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته شرك؟

    أحببت أن أقتبس هذا الجزء للفائدة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحمادي مشاهدة المشاركة

    وبعد إتمام الكلام على أسانيد هذا الحديث، أنتقلُ إلى الكلام على متنه، فأقول:
    جاءت روايتان شاذتان في متن هذا الحديث، أحببتُ التنبيهَ عليهما:

    الرواية الأولى/
    ذِكْرُ قصةِ الرجل الذي أتى إلى عثمان بن عفان في حاجةٍ له، وقد سبقت الإشارةُ إليها.
    وهذه القصة مدارُها على شبيب بن سعيد عن روح بن القاسم عن أبي جعفر عن أبي أمامة عن عثمان بن حنيف .
    وقد رواها عن شبيب (عبدُالله بن وهب) في عامة المصادر التي خرَّجتْ الحديثَ من طريقه.
    كما رواها عنه ابنُه (أحمدُ بن شَبيب) عند عبدالغني المقدسي في الترغيب في الدعاء دون بقية المصادر التي خرَّجت الحديث من طريقه.


    وهذه القصةُ شاذةٌ لا تصح؛ لما يلي:
    أولاً/ أنَّ مدارَها على شَبيب بن سعيد، ولأهل العلم كلامٌ في روايته، إلا أن الأقربَ صحةُ حديثه إذا حدَّث عنه ابنه أحمد وكان شيخُه في الإسناد يونس بن يزيد.
    نصَّ على هذا ابنُ عدي في الكامل، وهي طريقةُ إخراج البخاري له في الصحيح ؛ كما ذكر ابن حجر.

    ثانياً/نصَّ ابنُ عدي على أن عبدَالله بن وهب قد حدَّث عن شبيب بمناكير.
    وهذه القصة من رواية عبدالله بن وهب عن شَبيب.
    وأما رواية أحمد بن شبيب لها عن أبيه فلم تُذكَر في عامة المصادر إلا عند عبدالغني المقدسي.
    ثم إن شيخ شبيب في هذا الإسناد ليس يونس بن يزيد.

    ثالثاً/أن كلَّ مَنْ روى الحديثَ عن أبي جعفر لم يذكر هذه القصة، ومنهم شعبة بن الحجاج وهشام الدستوائي.



    الرواية الثانية/
    زيادة: "وإن كانت حاجةٌ ؛ فافعل مثل ذلك".
    وهذه الزيادة رواها ابنُ أبي خيثمة في تاريخه من طريق حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي عن عمارة بن خزيمة عن عثمان بن حُنيف.
    ولم يرو هذه الزيادة أحدٌ ممن خرَّج الحديث من طريق حماد سوى ابن أبي خيثمة.
    ثم إن شعبة بن الحجاج وهشاماً الدستوائي رويا هذا الحديث عن أبي جعفر الخطمي بدونها.
    ومعلومٌ أن حماد بن سلمة وإن كان ثقةً في الأصل، إلا أن له أوهاماً في روايته عن كثير من شيوخه،كما ذكر الإمام مسلم وغيره، بينما هو أثبت الناس في ثابت البناني.



    وإنما أحببتُ التنبيه على هاتين الروايتين، لأنه قد يُستدل بهما على جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم أو جاهه، وهما روايتان منكرتان.




    بـقي أن يُقــال:
    هل في حديث عثمان بن حُنيف رضي الله عنه في قصة الرجل الضرير بلفظها الصحيح حجةٌ لمن رأى التوسلَ بذات النبي أو جاهه؟ حيثُ إنه قال: " اللهم إني أسألك وأتوجَّه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة".

    والجواب:
    كلا، ليس فيها ما يمكن أن يُتمسَّك به في ذلك، لأن الرجلَ إنما أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليدعوَ له لاليتوسل بذاته أو جاهه، ولو كان قَصَدَ ذلك لما احتاج إلى المجيء الذي يشقُّ على مثله، ولكفاه ذلك التوسلُ وهو قاعدٌ في بيته!
    ولذا قال: "ادعُ الله أن يعافيني" وهذا دليلٌ صريح على التوسل المشروع بدعاء الرجل الصالح.
    وكذا قوله صلى الله عليه وسلم: "إن شئتَ دعوتُ، وإن شئت صبرتَ ؛ فهو خيرٌ لك" فقال الرجل: "بل ادعُه".


  2. #62
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    المشاركات
    56

    افتراضي رد: هل التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته شرك؟

    اخى الحبيب انس بارك الله فيك الشهداء احياء عند ربهم فما ظنك بسيد الشهداء ولاادرى ماهو وجه الاختلاف بين التوسل به حيا او ميتا مادمت اتوسل بجاهه عند الله اما بخصوص الزيادة فانا اسالك اين لفظ بدعائه فى الحاديث فهذه لم ترد فى الحديث واسالك ايضا مامعنى اتوجه بك الظاهر من لفظ الحديث هو غير ما تقول به من التوسل بالدعاء فانت الدليل عندك هون كون الكلام مقدر اى تقدير الكلام اتوجه بدعائك والقاعدة ان النصوص الشرعية على ظاهرها ولا تتاول الا بدليل يقتضى صرف النص عن ظاهره

  3. #63
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    المشاركات
    56

    افتراضي رد: هل التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته شرك؟

    الضرير جاء الى النبى فعلمه دعاء التوسل ولا تعارض بين ان يدعو له النبى ويدعو هو ايضا بالدعاء الذى علمه له النبى صلى عليه وسلم

  4. #64
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    334

    Lightbulb رد: هل التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته شرك؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المزوغى مشاهدة المشاركة
    اخى الحبيب انس بارك الله فيك الشهداء احياء عند ربهم فما ظنك بسيد الشهداء
    قال الله تعالى :
    إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ [الزمر : 30]

    قال الإمام الطبري في تفسيره : (21 / 287) , ط ( 1 ) , مؤسسة الرسالة
    يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: إنك يا محمد ميت عن قليل، وإن هؤلاء المكذّبيك من قومك والمؤمنين منهم ميتون( ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ) يقول: ثم إن جميعكم المؤمنين والكافرين يوم القيامة عند ربكم تختصمون فيأخذ للمظلوم منكم من الظالم، ويفصل بين جميعكم بالحقّ.

    طبعاً الجمع بين ما قلتَ وبين ما ذكرتُه :

    ميت > بالنسبة لنا ,
    حي > عند ربه ,


    والضرير توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم حال حياته , لأن التوسل بالنبي حال حياته ينفعه - أي الضرير - بدعائه صلى الله عليه وسلم .

    أما عن الزيادة أين الدليل على جواز التوسل بالجاه أو الذات , فإنه لم يذكر الدليل الجاه أو الذات !!

  5. #65
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    المشاركات
    56

    افتراضي رد: هل التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته شرك؟

    فى كتاب دلائل النبوة الرواية رواية شبيب عن ابنه احمد وشبيب كمافى تهذيب الكمالوقال احمد بن عدىولشبيب نسخة الزهرىعنده عن يونس عن الزهرى احاديث مستقيمة وحدث عنه بن وهب باحاديث مناكير وقال الحافظ فى تهذي التهذيب ولما ذره بن عدى وقال الملام المتقدم قال ولعل شيبا لما قدم مصر كتب عنه بن وهب من حفظه فغلط ووهم وارجو انلايتعمد الكذب واذا حدث عنه ابنه احمد فكانه شبيب اخر فاين فى كلامهم انه لاتقبل الرواية الا عن يونس بن زيد وشبيب قال الطبرانى ثقةوقال الدارقطنى ثقةوقال النسائى ليس به بأس وقال ابوحاتم صالح الحديث لابأس بهوقال ابو زرعة لاباس به وقال بن المدينى ثقةورتبته عند الذهبى ثقة

  6. #66
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    المشاركات
    56

    افتراضي رد: هل التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته شرك؟

    الدليل هو انى اتوجه بك مامعنى بك والنبى وجيها عند الله حيا وميتا ونحن لم نقل ان النبى لم يمت فلماذا ذكرت الاية نحن قلنا اذا كان الهداء احياء عند ربهم فما ظنك بسيد الشهداء

  7. #67

    افتراضي رد: هل التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته شرك؟

    يا أخانا المزوغي الكريم تقول:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المزوغى مشاهدة المشاركة
    اخى الحبيب اسامة نص الرجل الضرير ظاهره التوسل بالذات انى اتوجه بك الى ربى فلا يتاول النص عن ظاهره الابقرينة او دليل ويكون تقدير الكلام اتوجه بدعائك الى ربى فما هى لقرينة التى بها بات التاويل للنص مساغا وعلى ذك انت الذى يبقى دليلك ظنى الدلالة لاقطعى الدلالة اما نحن فعلى ظاهر النص بدلالته القطعية ولايساغ التويل ولف عنق النصوص بدون دليل
    الدليل والقرينة ظاهرة جداً في صنيع عمر عندما استسقى بالعباس..
    تأمل معي وفقك الله:
    الرجل الضرير قال: "اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة"
    وعمر رضي الله عنه قال: "اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم"
    كلاهما توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم..
    إذا أردنا فهم المراد بهذا التوسل نظرنا في قول عمر رضي الله عنه: "وإنا نتوسل إليك بعم نبينا"..
    وهو ظاهر في أن مراده بتوسله بالعباس هو توسله بدعائه بنزول المطر لا بجاهه.. فقد جاء مصنف عبد الرزاق (4913) أن عمر قال للعباس: "قم فاستسق".. ولأنه لو كان المراد التوسل بجاه العباس لما كان في عدوله عنه عليه الصلاة والسلام إليه معنى لأنه جاهه صلى الله عليه وسلم باقٍ عند الله تعالى بعد موته وهو أعظم من جاه عمه العباس.. ومنه نعلم أن مراده بتوسلهم بالنبي صلى الله عليه وسلم هو توسلهم بدعائه عليه الصلاة والسلام لا بذاته وجاهه..
    فإذا عُلم أن توسل عمر والصحابة رضي الله عنهم بالنبي صلى الله عليه وسلم هو التوسل بدعائه.. علمنا أن مراد الرجل الضرير كذلك لأن أسلوب التوسل في الحديثين واحد.. وقد جاء في حديث عمر ما يظهر معناه.. فوجب حمل توسل الرجل الضرير على نفس المعنى..

    قرينة أخرى: عمر رضي الله عنه قال: "اللهم إنا كنا نتوسل.." وهو هنا يحكي حاله وحال من معه من الصحابة رضي الله عنهم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يتوسلون به عليه الصلاة والسلام وأن هذا كان معروفاً وشائعاً عندهم.. وقد ظهر فيما تقدم أن المراد به التوسلُ بدعائه صلى الله عليه وسلم.. والرجل الضرير إنما هو من جملة الصحابة وتوسله هو توسلهم.. وقد علمت معنى توسلهم ومنه تعلم معنى توسله..

    قرينة ثالثة: لو كان التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم مشروعاً لكان الصحابة رضي الله عنهم أحرص الناس عليه ولاستفاض نقله عنهم وانتشر فيهم وفيمن بعدهم.. لكننا لا نجد في ذلك أثارة من نقل ثابت مرفوع أو موقوف.. اللهم إلا حديث موضوع مصنوع وهو ما يرويه أهل الجهل: "توسلوا بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم"..
    فأين التوسل بالجاه النبوي من صنيع الصحابة وألفاظ أدعيتهم..؟
    بل إن ما جاء من الأدعية النبوية التي علّمها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه رضي الله عنهم جم غفير وعدد كثير لكنك لا تجد في شيء منها ذكر التوسل بجاهه عليه الصلاة والسلام! فلم؟
    أفيكون ذلك خيراً ثم يدّخره عنهم..؟

    أقول هذا بناء على عدم قناعتكم بوجود القرينة في نفس نص حديث الرجل الضرير.. وإلا فهي موجودة وبيّنها الإخوة فيما سبق..
    أسأل الله أن ينير قلوبنا جميعاً بتوحيده والإيمان به وأن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه..

  8. #68
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    المشاركات
    56

    افتراضي رد: هل التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته شرك؟

    اخى اسامة اجدت وافدت والادلة التى اتيت بها مقنعة الى حدكبير ولكن ما يعضد ماذهب اليه المجيزون قصة الصحابى فى عهد عثمان رضى الله عنه وخصوصا ان رواية شبيب عن ابنه احمد وردت فى دلائل النبوة حيث قالوا لاتقبل رواية شبيب الاعن ابنه وعن عدى فى التهذيب اذا كانت عن ابنه احمد فكانه شبيب اخر وهذا ما اشترطوه فى الجرح والتعديل لرواية شيبيب اما ما زادوه من ان تكون عن يونسبن زيد فهذا غير منقول عن عدى وليس شرط فى قبول الراوية

  9. #69
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: هل التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته شرك؟

    عودة أخرى إلى حديث الضرير...
    عند الترمذي:
    عن عثمان بن حنيف، أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادع الله أن يعافيني قال: "إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت فهو خير لك". قال: فادعه، قال: فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: "اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي، اللهم فشفعه في".

    وعند ابن ماجة:
    عن عثمان بن حنيف، أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادع الله لي أن يعافيني فقال: "إن شئت أخرت لك وهو خير، وإن شئت دعوت" فقال: ادعه، فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه، ويصلي ركعتين، ويدعو بهذا الدعاء: "اللهم إني أسألك، وأتوجه إليك بمحمد نبي الرحمة، يا محمد إني قد توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى، اللهم فشفعه في".

    والبيان:
    قوله: (أتوجه إليك بنبيك محمد) ليس فيه دلالة قطعية للمجيزين كما قد يُتَوهم، بسبب حذف المضاف، وكما هو معلوم في لغة العرب كقوله تعالي (واسأل القرية التي كنا فبها) الآية؛ أي: أهل القرية.
    والباء هاهنا ( بـ نبيك ) :
    فالباء هاهنا للتعدية وليست للقسم ولا السببية.
    فالخلاف على تقدير المحذوف، فليعلم.
    فالمخالف يقول:
    أتوجه إليك بـ(ذات) نبيك - أتوجه إليك بـ(جاه) نبيك
    ونقول:
    أتوجه إليك بـ(دعاء) نبيك - أتوجه إليك بـ(شفاعة) نبيك
    فأي الفريقين؟
    يتضح هذا من دلالة الأحاديث الواردة في الباب.
    فالترجيح لأحد التقديرين يحتاج إلى دليل يدل عليه.
    فالمخالف:
    ليس عنده دليل للتقدير بـ(جاه) ولا بـ(ذات) نبيك، بل وليس في القرآن ولا في السنة ولا في فعل الصحابة دليل على التوسل بالذات ولا بالجاه.
    وأما أدلتنا:
    قول عمر في حديث الاستسقاء: (اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبيك) والاستسقاء معلوم أنه يحتاج فيه إلى دعاء وتأمين، فعلم أنه الدعاء.
    قول الضرير: (ادع الله لي أن يعافيني) فعلم أنه الدعاء.
    قول الضرير: (ادعه) فعلم أنه الدعاء.
    قول الضرير: (فشفعه في) فعلم أنها الشفاعة.
    جاه النبي لا ينقطع بموته، ولكن عدل الصحابة عن التوسل برسول الله بالعباس ولم يتوسل أحدهم بالجاه أو بالذات. فعلم خطأ من قال أنه الجاه أو الذات.
    عدول الصحابة عن التوسل برسول الله باليزيد بن الأسود ولم يتوسل أحدهم بالجاه أو بالذات. فعلم خطأ من قال أنه الجاه أو الذات.
    قول الضرير: (اللهم فشفعه في) فلا يعقل أن الضرير كان يتوسل لرسول الله عند ربه ليقبل شفاعته، فمن يتوسل لمن؟ فعلم أنه كان دعاء النبي.
    قول الضرير: (اللهم فشفعه في) إن قال المجيز أنه قصد الذات، لعطل الشفاعة لانقضاء الحاجة بالتوسل بذات النبي عند ربه، ولا يعقل أن يخيره رسول الله بين الدعاء والصبر... وحين يُصِّر الضرير على الدعاء فلا يجيبه. فعلم أن دعاء النبي وشفاعة النبي ما قد نفعه.
    قول الضرير: (إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى) وقوله: (يا محمد إني قد توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضي) وتبعه بقوله: (اللهم فشفعه في) فعلم أنه دعاء للتشفع، والتشفع تباعًا لدعاء النبي له، فالشفاعة: كلام الشفيع للملك في حاجة يسألها لغيره؛ وشفع إليه: في معنى طلب إليه؛ والشافع الطالب لغيره، يتشفع به إلى المطلوب. كما ذكره ابن الأثير عن المبرد وثعلب في لسان العرب.
    قول الضرير: (إني توجهت بك) وفي الرواية الأخرى (يا محمد إني قد توجهت بك) فيظهر أن الكلام موجه إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - على طريق الالتفات.
    والتوجه يخصه بسبب (في حاجتي هذه لتقضى) والتوجه يخصه بمطلوبه (فشفعه في).
    فيكون (توجهت بك) أي: (استشفعت بك).
    قول الضرير (بِكَ) فهي باء الاستعانة ويُظهرها ويجليها قوله: (فشفعه في). أي: استعنت بدعاءك وشفاعتك.
    استخدام الضرير صيغة المجهول في قوله (إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى) ثم استخدم طريق الالتفات مرة أخرى في قوله: (اللهم فشفعه في) فوجود الالتفات في الخطاب ذاته مرتين إنما يدل على أن الضرير قد توجه إلى ربه بالدعاء ثم التفت للنبي طالبا الشفاعة منه ثم إلى ربه - عز وجل - في أن يتقبل تشفع النبي - صلى الله عليه وسلم - له.
    إجماع الصحابة إجماعًا سكوتيا على العدول بالتوسل بالنبي بعد وفاته بغيره، وإجماعهم أيضًا على الجواز بالتوسل بمن يُظن قبول دعوته، وكليهما لا يمكن أن يكون إلا لضرورة وعلة، وهي الدعاء.
    إذ جاه النبي لا ينقطع بموته، على خلاف الدعاء.
    الإجماع الإقراري على فعل عمر ومعاوية من الصحابة بالعدول، فلا يعقل أن يكون التوسل بذات النبي ثم يبتغى غيره، ويتوسل بمن هو أقل منه سيد ولد ابن آدم وأعظمهم جاهًا.
    فإن كان التوسل بالدعاء، فأصبح لا محالة التوسل بمن هو دونه وأقربهم إلى استجابة الدعاء.

    وهذا هو ( الظاهر ) و ( ما قامت عليه الدلائل ) من الأحاديث.
    والله الموفق.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  10. #70

    افتراضي رد: هل التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته شرك؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسـامة مشاهدة المشاركة
    والبيان:
    قوله: (أتوجه إليك بنبيك محمد) ليس فيه دلالة قطعية للمجيزين كما قد يُتَوهم، بسبب حذف المضاف، وكما هو معلوم في لغة العرب كقوله تعالي (واسأل القرية التي كنا فبها) الآية؛ أي: أهل القرية.
    والباء هاهنا ( بـ نبيك ) :
    فالباء هاهنا للتعدية وليست للقسم ولا السببية.
    فالخلاف على تقدير المحذوف، فليعلم.
    فالمخالف يقول:
    أتوجه إليك بـ(ذات) نبيك - أتوجه إليك بـ(جاه) نبيك
    ونقول:
    أتوجه إليك بـ(دعاء) نبيك - أتوجه إليك بـ(شفاعة) نبيك
    فأي الفريقين؟
    يتضح هذا من دلالة الأحاديث الواردة في الباب.
    فالترجيح لأحد التقديرين يحتاج إلى دليل يدل عليه.
    فالمخالف:
    ليس عنده دليل للتقدير بـ(جاه) ولا بـ(ذات) نبيك، بل وليس في القرآن ولا في السنة ولا في فعل الصحابة دليل على التوسل بالذات ولا بالجاه.
    وأما أدلتنا:
    قول عمر في حديث الاستسقاء: (اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبيك) والاستسقاء معلوم أنه يحتاج فيه إلى دعاء وتأمين، فعلم أنه الدعاء.
    قول الضرير: (ادع الله لي أن يعافيني) فعلم أنه الدعاء.
    قول الضرير: (ادعه) فعلم أنه الدعاء.
    قول الضرير: (فشفعه في) فعلم أنها الشفاعة.
    جاه النبي لا ينقطع بموته، ولكن عدل الصحابة عن التوسل برسول الله بالعباس ولم يتوسل أحدهم بالجاه أو بالذات. فعلم خطأ من قال أنه الجاه أو الذات.
    عدول الصحابة عن التوسل برسول الله باليزيد بن الأسود ولم يتوسل أحدهم بالجاه أو بالذات. فعلم خطأ من قال أنه الجاه أو الذات.
    قول الضرير: (اللهم فشفعه في) فلا يعقل أن الضرير كان يتوسل لرسول الله عند ربه ليقبل شفاعته، فمن يتوسل لمن؟ فعلم أنه كان دعاء النبي.
    قول الضرير: (اللهم فشفعه في) إن قال المجيز أنه قصد الذات، لعطل الشفاعة لانقضاء الحاجة بالتوسل بذات النبي عند ربه، ولا يعقل أن يخيره رسول الله بين الدعاء والصبر... وحين يُصِّر الضرير على الدعاء فلا يجيبه. فعلم أن دعاء النبي وشفاعة النبي ما قد نفعه.
    قول الضرير: (إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى) وقوله: (يا محمد إني قد توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضي) وتبعه بقوله: (اللهم فشفعه في) فعلم أنه دعاء للتشفع، والتشفع تباعًا لدعاء النبي له، فالشفاعة: كلام الشفيع للملك في حاجة يسألها لغيره؛ وشفع إليه: في معنى طلب إليه؛ والشافع الطالب لغيره، يتشفع به إلى المطلوب. كما ذكره ابن الأثير عن المبرد وثعلب في لسان العرب.
    قول الضرير: (إني توجهت بك) وفي الرواية الأخرى (يا محمد إني قد توجهت بك) فيظهر أن الكلام موجه إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - على طريق الالتفات.
    والتوجه يخصه بسبب (في حاجتي هذه لتقضى) والتوجه يخصه بمطلوبه (فشفعه في).
    فيكون (توجهت بك) أي: (استشفعت بك).
    قول الضرير (بِكَ) فهي باء الاستعانة ويُظهرها ويجليها قوله: (فشفعه في). أي: استعنت بدعاءك وشفاعتك.
    استخدام الضرير صيغة المجهول في قوله (إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى) ثم استخدم طريق الالتفات مرة أخرى في قوله: (اللهم فشفعه في) فوجود الالتفات في الخطاب ذاته مرتين إنما يدل على أن الضرير قد توجه إلى ربه بالدعاء ثم التفت للنبي طالبا الشفاعة منه ثم إلى ربه - عز وجل - في أن يتقبل تشفع النبي - صلى الله عليه وسلم - له.
    إجماع الصحابة إجماعًا سكوتيا على العدول بالتوسل بالنبي بعد وفاته بغيره، وإجماعهم أيضًا على الجواز بالتوسل بمن يُظن قبول دعوته، وكليهما لا يمكن أن يكون إلا لضرورة وعلة، وهي الدعاء.
    إذ جاه النبي لا ينقطع بموته، على خلاف الدعاء.
    الإجماع الإقراري على فعل عمر ومعاوية من الصحابة بالعدول، فلا يعقل أن يكون التوسل بذات النبي ثم يبتغى غيره، ويتوسل بمن هو أقل منه سيد ولد ابن آدم وأعظمهم جاهًا.
    فإن كان التوسل بالدعاء، فأصبح لا محالة التوسل بمن هو دونه وأقربهم إلى استجابة الدعاء.

    وهذا هو ( الظاهر ) و ( ما قامت عليه الدلائل ) من الأحاديث.
    والله الموفق.

    وفقك الله – عزوجل – أخي أسامة
    وغفر الله لك ولوالديك، وزادك علماً وحرصاً وسمتاً ودلاً وحسنَ خلق
    قال الإمام أحمد رحمه الله: (ما كتبتُ حديثاً إلا وقد عملتُ به، حتى مرّ بي أن النبي احتجم وأعطى أبا طيبة ديناراً، فأعطيتُ الحجام ديناراً حين احتجمتُ).

  11. #71
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    المشاركات
    56

    افتراضي رد: هل التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته شرك؟

    ما شاء الله لاقوة الابالله كلام رائع سالت عن رواية الطبرانى للحديث وفيه توسل الصحابى فى عهد عثمان راجع مشاركتى مع احترامى لشخصكم الكريم

  12. #72

    افتراضي رد: هل التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته شرك؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الذي أعجبُ منه أيها الإخوة الأحباب في الله الأفاضل هو:
    الحيدةُ مراراً وتكراراً عن إشراك ما قاله علماء الأمة المتقدمين في هذه القضية وفي غيرِها أيضاً.
    لقد رفض أخ كريم أن نعتبر القضية اجتهادَين بين مدرسة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، ومدرسة ـ أو مدارس ـ غيرِه رحمهم الله أجمعين.
    أيها الكرام:
    إنّ كلّ ما كتبه المانعون في هذه المشاركة وفي كل ما يكتبونه في هذا المنتدى، وغيره، ويطبعونه ويُلقونه وووو.
    ما هو إلا ما اجتهد به ابن تيمية رحمه الله
    ثم أعاد سبكه الشيخ الألباني
    ومشايخ السلفية الآخرون
    وكل ذلك على العين والرأس، هو وأصحابه
    لكن لِمَ إباءُ إدخال بقية علماء الأمة في المادة العلمية لأمثال هذه المناقشات؟
    أنا لا أفهم!!!
    هل هو بسبب كون هؤلاء العلماء غير معتبرين، وليسوا علماء؟
    لا أظنّ!
    هل هو بسبب كون أولئك العلماء لم يخوضوا في هذه القضية قطّ؟
    ليس كذلك!
    أجيبوني بارك الله فيكم
    قلتُ من قبل:
    أعيدها جذعة بين الإخوة، وأنا أعيدها جذعة ألف مرة!
    فهمنا تمام الفهم كلام الحاظرين
    ووعينا أدلتهم ووجوه استدلالهم
    فماذا عمّا في جعبة أهل العلم الأولين؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟
    أتمنى أن أتفرغ قليلاً لأجيبكم بنفسي على هذا السؤال، ولكن الشواغل جمة
    فهل من ناهض؟؟
    غفر الله لنا ولكم
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  13. #73
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: هل التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته شرك؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المزوغى مشاهدة المشاركة
    ولكن ما يعضد ماذهب اليه المجيزون قصة الصحابى فى عهد عثمان رضى الله عنه وخصوصا ان رواية شبيب عن ابنه احمد وردت فى دلائل النبوة حيث قالوا لاتقبل رواية شبيب الاعن ابنه وعن عدى فى التهذيب اذا كانت عن ابنه احمد فكانه شبيب اخر وهذا ما اشترطوه فى الجرح والتعديل لرواية شيبيب اما ما زادوه من ان تكون عن يونس بن زيد فهذا غير منقول عن عدى وليس شرط فى قبول الراوية
    بارك الله فيك...
    إن كنت تقصد رواية إسماعيل بن شبيب عند البيهقي، فهو مجهول الحال ولم يذكر ضمن الرواة عن أبيه، على الخلاف مع أخيه أحمد، فكما هو معلوم أنه صدوق.
    وقال البيهقي في نهاية حديث إسماعيل بن شبيب: وقد رواه أحمد بن شبيب عن سعيد، عن أبيه أيضًا بطوله.
    يقصد الحديث الذي يسبقه... وقال البيهقي بصحة الحديث في كتاب الدعوات بقوله:
    (ورويناه في كتاب الدعوات بإسناد صحيح عن روح بن عبادة عن شعبة)
    دلائل النبوة - الجزء السادس - 167 - 178

    والحديث برمته لا يخلو من مقال مطول في صحته لاختلاف الحديث حول أبي جعفر، فذهب جماعة من أهل العلم أنه غير الخطمي كما صرح بهذا الترمذي ووافقه ابن حجر في التقريب.
    ورجح أنه أبو جعفر عيسى بن ماهان الرازي التميمي، والقول فيه: أنه صدوق سيء الحفظ.
    وقال جماعة أنه الخطمي.
    والخطمي هو أبي جعفر عمير بن يزيد بن عمير بن حبيب الأنصاري المدني ثم البصري وثقه ابن معين والنسائي، من رجال أصحاب السنن الأربعة، وليس من رجال الصحيحين.
    والقائلون بهذا: الطبراني وابن خثيمة والحاكم، وإلى هذا القول ذهب شيخ الإسلام.
    فاختلف في أنه الخطمي أو غير الخطمي، الترمذي من المخضرمين في هذه الصناعة وقد تابع بأنه غير الخطمي، وعلى هذا فهو عيسى بن ماهان، وقد سبق بأنه سيء الحفظ. وتفرد دون متابعات ولا شواهد.
    وإن كان الخطمي فهو صحيح.
    فمن ذهب أنه الخطمي فقد صحيح حديثه، وإن كان غير الخطمي فلا يرى صحة الحديث.
    إلا أن فيه زيادات من طرق قد ضعفها أهل العلم القائلين بصحة الحديث على فرض أنه هو الخطمي.
    وأما القائلين بضعف الحديث فيرون أن هذه الزيادات علل قادحة زيادة على ما تقدم بشأن أبي جعفر.
    وجميع ما سبق من ردود على فرض صحة الحديث، وإن هو في ذاته لا يخلو من مقال.
    وجزم الإمام الترمذي بأنه ليس بالخطمي مع ابهامه ليس اعتباطًا، وبه أقول.
    والله الموفق.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  14. #74
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: هل التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته شرك؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الرحمن من دمشق مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الذي أعجبُ منه أيها الإخوة الأحباب في الله الأفاضل هو:
    الحيدةُ مراراً وتكراراً عن إشراك ما قاله علماء الأمة المتقدمين في هذه القضية وفي غيرِها أيضاً.
    لقد رفض أخ كريم أن نعتبر القضية اجتهادَين بين مدرسة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، ومدرسة ـ أو مدارس ـ غيرِه رحمهم الله أجمعين.
    أيها الكرام:
    إنّ كلّ ما كتبه المانعون في هذه المشاركة وفي كل ما يكتبونه في هذا المنتدى، وغيره، ويطبعونه ويُلقونه وووو.
    ما هو إلا ما اجتهد به ابن تيمية رحمه الله
    ثم أعاد سبكه الشيخ الألباني
    ومشايخ السلفية الآخرون
    وكل ذلك على العين والرأس، هو وأصحابه
    لكن لِمَ إباءُ إدخال بقية علماء الأمة في المادة العلمية لأمثال هذه المناقشات؟
    أنا لا أفهم!!!
    هل هو بسبب كون هؤلاء العلماء غير معتبرين، وليسوا علماء؟
    لا أظنّ!
    هل هو بسبب كون أولئك العلماء لم يخوضوا في هذه القضية قطّ؟
    ليس كذلك!
    أجيبوني بارك الله فيكم
    قلتُ من قبل:
    أعيدها جذعة بين الإخوة، وأنا أعيدها جذعة ألف مرة!
    فهمنا تمام الفهم كلام الحاظرين
    ووعينا أدلتهم ووجوه استدلالهم
    فماذا عمّا في جعبة أهل العلم الأولين؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟
    أتمنى أن أتفرغ قليلاً لأجيبكم بنفسي على هذا السؤال، ولكن الشواغل جمة
    فهل من ناهض؟؟
    غفر الله لنا ولكم
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    يا أبا عبد الرحمن...
    ألفيتك تحاول أن تضع مسائل العقيدة بين شيخ الإسلام ابن تيمية ومعه الشيخ الألباني ومشايخ السلفية في كفة... والسبكي والغماري والكوثري في كفة كأصحاب المدرسة المخالفة... ثم نضع كلام كلاً من الجانبين ونحو هذا... وهذا لا يسمى تدارسًا... بل يسمى نصرة.
    ولسنا هنا لنصرة قول شيخ الإسلام أو نصرة قول الشيخ الألباني... ولكن لبيان الحق من القرآن والسنة. فليعلم.
    فإن كان عندك شيء نافع للموضوع ذاته... فتفضل به للمدارسة.
    وإن كنت تريد أن تتحدث عن عرض كلام العلماء في المسائل وطرق البحث، فأظن أن إفراده في موضوع آخر قد يكون أولى.

    وهنا أحب أن أذكر نفسي وإياكم...
    أن أعلى قواعد التلقي والاستدلال العقدي لمن أراد أن يبرأ لدينه يوم العرض
    - القرآن والسنة الصحيحة وإجماع الأمة
    - والمرجع في فهم نصوص الكتاب والسنة... هو فهم السلف الكرام.
    - الإلتزام بمنهج الوحي في الاعتقاد والتقرير والردود.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  15. #75

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسـامة مشاهدة المشاركة
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    يا أبا عبد الرحمن...
    .
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    يبدو ـ والله أعلم ـ أن الله تعالى يُريد لي ولك أن نتحاور
    فاسألِ الله تعالى أن يُوسِّعَ صدرَينا
    ويُلهمنا الإنصاف. اللهم آمين.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسـامة مشاهدة المشاركة
    يا أبا عبد الرحمن...
    ألفيتك تحاول أن تضع مسائل العقيدة بين شيخ الإسلام ابن تيمية ومعه الشيخ الألباني ومشايخ السلفية في كفة... والسبكي والغماري والكوثري في كفة كأصحاب المدرسة المخالفة... ثم نضع كلام كلاً من الجانبين ونحو هذا... وهذا لا يسمى تدارسًا... بل يسمى نصرة.
    ولسنا هنا لنصرة قول شيخ الإسلام أو نصرة قول الشيخ الألباني... ولكن لبيان الحق من القرآن والسنة. فليعلم..
    أقول لأخي:
    أيْ نعم... عندما يُناقشُ أيُّ باحثٍ قضيةً ما بتجرُّد يضعُ الأقوال كلَّها على طاولة البحث سواسية، ولا يبدأ بحثه منطلقاً من تفضيل زيد على عمر، او التمييز بين يأجوج وماجوج.
    والذي دعوتُ إليه مراراً وضعُ كلام وأدلة ووجه استدلال العلماء المتقدمين والمعاصرين والمتأخرين عن ابن تيمية رحمه الله؛ ثم مناقشتها.
    ولم أُشرْ من قريبٍ أو بعيدٍ إلى الغُماريّ والكوثريّ.
    ولا أعبأ بذكرِهما؛ إلا عند ذكرِ المعاصرين من المانعين كالشيخ الألباني رحمه الله، أو مَن هم مِنَ المتأخرين الموافقين له فيما يراه.
    فأما السبكي فواحدٌ من كثيرين من المتقدمين؛ إذا نظرنا إليه بتجرُّد.
    يؤخذ من كلامه ويرد عليه، ولا يُعامل كلامه بأسبقيةِ رفض، وبدءٍ بنبذ!
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسـامة مشاهدة المشاركة
    وهنا أحب أن أذكر نفسي وإياكم...
    أن أعلى قواعد التلقي والاستدلال العقدي لمن أراد أن يبرأ لدينه يوم العرض
    - القرآن والسنة الصحيحة وإجماع الأمة
    - والمرجع في فهم نصوص الكتاب والسنة... هو فهم السلف الكرام.
    - الإلتزام بمنهج الوحي في الاعتقاد والتقرير والردود.
    وهنا أضع يدي في يدك، وأشدُّ عليها؛ قائلاً لك:
    لا هدى اللهُ من لا يستهدي بما ذكرتَ!
    ولكن الخلاف هو ضمن هذه الدائرة لا خارجها.
    ولقد رأيت كم تُـكُلِّمَ في إثباتِ حديثٍ ما ونفيِ إثباته.
    وكم قيلَ في اعتماد دلالةٍ أو عدم اعتمادها، والراؤون لتلك الدلالة جبالٌ في الأمة (لا السبكي وحده من المتقدمين، ودعك من الكوثري والغماري وطبقتهما)
    وأما منهج الوحي في الاعتقاد والتقرير فكلام فضفاضٌ متّفقٌ عليه، مختلَفٌ في تطبيقه، مُتنازَعٌ في النتائج المتوصَّلِ إليها من بداياته.
    واما منهج الوحي في الردود فهو الإنصاف
    وعدم اجتثاث الآخر
    وعدم الحُكم عليه بسوءٍ في مسائلَ الخلافُ فيها متجذّرٌ من مئاتِ السنين، بل قل منذ أزيد من ألفِ عام.
    وأنا أسأل الله تعالى أن يُحلّيَني وإياك بِحِلية (منهج الوحي في الردود).
    اللهم اهدنا لِما اختُلف فيه منالحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  16. #76
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    المشاركات
    56

    افتراضي رد: هل التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته شرك؟

    بارك الله فى اخى فى الله اسامة فانت خير مثال لخير محاور شكرا لك على سعة صدرك وحلمك لاتنسانى من صالح دعواتك

  17. #77

    افتراضي رد: هل التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته شرك؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
    أذكر اخوانى ببعض الآثار، واظن أنهم يحفظونها عن ظهر قلب؛
    1- قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :
    (من كان مستنا فليستن بمن قد مات أولئك أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - كانوا خير هذه الأمة ، وأبرها قلوبا ، وأعمقها علما ، وأقلها تكلفا ، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ونقل دينه فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم ؛ فهم كانوا على الهدي المستقيم ).
    2- وقال رضي الله تعالى عنه:
    (اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم ؛ عليكم بالأمر العتيق)
    3- وقال رضى الله عنه:
    (كل بدعة ضلالة ؛ وإن رآها الناس حسنة)
    4- قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه :
    (قف حيث وقف القوم ، فإنهم عن علم وقفوا ، وببصر نافذ كفوا ، وهم على كشفها كانوا أقوى ، وبالفضل لو كان فيها أحرى ، فلئن قلتم : حدث بعدهم ؛ فما أحدثه إلا من خالف هديهم ، ورغب عن سنتهم ، ولقد وصفوا منه ما يشفي ، وتكلموا منه بما يكفي ، فما فوقهم محسر وما دونهم مقصر ، لقد قصر عنهم قوم فجفوا وتجاوزهم آخرون فغلوا ، وإنهم فيما بين ذلك لعلى هدى مستقيم).
    5- قال مالك رحمه الله:
    ( لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ؛ فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا).

    6- قال الإمام أحمد بن حنبل ؛ إمام أهل السنة رحمه الله :
    (أصول السنة عندنا : التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- والاقتداء بهم ، وترك البدع ، وكل بدعة فهي ضلالة)
    7- قال سعيد بن جبير رحمه الله:
    (ما لم يعرف البدريون فليس من الدين).
    8- وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال :
    (الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة).
    9- قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه :
    (كل عبادة لم يتعبد بها أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- فلا تتعبدوا بها ؛ فإن الأول لم يدع للآخر مقالا ؛ فاتقوا الله يا معشر القراء ، خذوا طريق من كان قبلكم).
    10- وقال الأوزاعي رحمه الله:
    (اصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم وقل بما قالوا وكف عما كفوا عنه واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم).
    وأظن أنَّا نتفق على أن إجماع الصحابة حجة على أى أحد، وأى قول خالف إجماع الصحابة يرد على صاحبه.
    ولما لم يفهم عمر رضى الله عنه - من الدليل محل النزاع - أن المقصود منه التوسل بجاه النبى أو بذاته صلى الله عليه وسلم، كذلك معاوية رضى الله عنه، وأقرهم الصحابة على ذلك، ولم يخالف أحد منهم فى ذلك - على ما أعلم -
    علمنا أن هذا التوسل المزعوم بدعة منكرة، وأنهم أجمعوا على ذلك، فـ (كل عبادة لم يتعبد بها أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- فلا تتعبدوا بها ؛ فإن الأول لم يدع للآخر مقالا ؛ فاتقوا الله يا معشر القراء ، خذوا طريق من كان قبلكم).
    قال تعالى {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا} [النساء: 115].
    الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
    ـــــــــــــــ
    (1) أخرجه البغوي في : « شرح السنة » .
    (2)،(3) رواهما اللالكائي في : « أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة » .
    (4) أورده ابن قدامة في : « لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد » .
    (5) « الشفا » للقاضي عياض.

    (6) رواه اللالكائي في : « أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» .
    (7) أخرجه ابن عبد البر في : « جامع بيان العلم » .
    (8) رواه الدارمي والبيهقي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي وصححه الألباني
    (9) رواه ابن بطة في : « الإبانة » .

    (10) رواه اللالكائي في : « أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» .
    قال أبو سليمان الداراني: ربما تقع في قلبي النكتة من نكتة القوم أياماً فلا أقبل منه إلا بشاهدين عدلين، الكتاب والسنة.

  18. #78
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    418

    افتراضي رد: هل التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته شرك؟

    حديث الأعمى وتوسله بالرسول صلى الله عليه وسلم
    الحديث : أن أعمى أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، ادع الله أن يكشف عن بصري ، فقال : فانطلق فتوضأ ثم صل ركعتين ثم قل: (اللهم إني أسألك وأتوجه إليك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فيقضي حاجتي) ما صحة هذا الحديث وما معناه؟


    الجواب:
    الحمد لله
    "هذا الحديث اختلف أهل العلم في صحته فمنهم من قال : إنه ضعيف ، ومنهم من قال: إنه حسن ، ولكن له وجهة ليست كما يتبادر من اللفظ، فإن هذا الحديث معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر هذا الرجل الأعمى أن يتوضأ، ويصلي ركعتين ليكون صادقاً في طلب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم له ، وليكون وضوؤه، وصلاته عنواناً على رغبته في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم والتوجه به إلى الله سبحانه وتعالى ؛ فإذا صدقت النية، وصحت، وقويت العزيمة فإن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع له إلى الله عز وجل ؛ وذلك بأن يدعو النبي صلى الله عليه وسلم له. فإن الدعاء نوع من الشفاعة ، كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شَفَّعهم الله فيه) .
    فيكون معنى هذا الحديث أن هذا الأعمى يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله له؛ لأن هذا الدعاء نوع شفاعة. أما الآن وبعد موت النبي صلى الله عليه وسلم فإن مثل هذه الحال لا يمكن أن تكون لتعذر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأحد بعد الموت، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له) ، والدعاء بلا شك من الأعمال التي تنقطع بالموت؛ بل الدعاء عبادة ، كما قال الله تعالى : (وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) غافر/60 ، ولهذا لم يلجأ الصحابة رضي الله عنهم عند الشدائد وعند الحاجة إلى سؤال النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله لهم ؛ بل قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قحط المطر: (اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا ، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون) وطلب من العباس رضي الله عنه أن يدعو الله عز وجل بالسقيا فدعا فسقوا . وهذا يدل على أنه لا يمكن أن يطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته أن يدعو لأحد؛ لأن ذلك متعذر لانقطاع عمله بموته صلوات الله وسلامه عليه ؛ وإذا كان لا يمكن لأحد أن يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو له بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لا يمكن ومن باب أولى أن يدعو أحد النبيَّ صلى الله عليه وسلم نفسه بشيء من حاجاته أو مصالحه؛ فإن هذا من الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله؛ والذي حرم الله على من اتصف به الجنة، قال الله تعالى : (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنْ الظَّالِمِينَ) يونس/106 . وقال تعالى : (فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنْ الْمُعَذَّبِينَ ) الشعراء/213 ؛ وقال الله عز وجل : (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ) المؤمنون/117؛ وقال تعالى: (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَار) المائدة/72.
    فالمهم أن من دعا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته أو غيره من الأموات لدفع ضرر أو جلب منفعة فهو مشرك شركاً أكبر مخرجاً عن الملة، وعليه أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى ، وأن يوجه الدعاء إلى العلي الكبير الذي يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف السوء .
    وإني لأعجب من قوم يذهبون إلى قبر فلان وفلان يدعونه أن يفرج عنهم الكربات ويجلب لهم الخيرات وهم يعلمون أن هذا الرجل كان في حال حياته لا يملك ذلك ، فكيف بعد موته ، بعد أن كان جثة وربما يكون رميماً قد أكلته الأرض فيذهبون يدعونه، ويتركون دعاء الله عز وجل الذي هو كاشف الضر، وجالب النفع والخير ، مع أن الله تعالى أمرهم بذلك وحثهم عليه فقال : (وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) غافر/60. وقال الله تعالى : (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُ وا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) البقرة/186. وقال تعالى منكراً على من دعا غيره : (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ) النمل/62 .
    أسأل الله تعالى أن يهدينا جميعاً صراطه المستقيم" انتهى .
    "مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين" (2/274) .
    فالحديث لا يدل على جواز التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم كما ذهب إليه البعض ، بل الحديث يدل على أن هذا الرجل توسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم فقوله : (اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد) أي : بدعاء نبينا محمد ، وقوله : (يا محمد إني أتوجه بك إل ربي) أي: بدعائك .
    ويدل على هذا :
    1- أن هذا الرجل ، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه أن يدعو له ، ولو كان مراده التوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم لقعد في بيته ، وقال : اللهم إني أتوسل إليك وأسألك بجاه محمد .
    2- من جملة الدعاء الذي علمه الرسول صلى الله عليه وسلم : (اللهم فشفعه فيّ ، وشفعني فيه) أي : اقبل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم فيّ ، والشفاعة هي الدعاء ، فيكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد دعا له .
    وقوله : (وشفعني فيه) أي : اقبل دعائي أن تقبل دعاءه .
    قال الألباني رحمه الله في كتاب التوسل ص (73، 74) :
    "إن مما علم النبي صلى الله عليه وسلم الأعمى أن يقوله : ( وشفعني فيه ) أي : اقبل شفاعتي أي دعائي في أن تقبل شفاعته صلى الله عليه وسلم أي دعاءه في أن ترد علي بصري . هذا الذي لا يمكن أن يفهم من هذه الجملة سواه .
    ولهذا ترى المخالفين يتجاهلونها ولا يتعرضون لها من قريب أو من بعيد ، لأنها تنسف بنيانهم من القواعد ، وتجتثه من الجذور ، وإذا سمعوها رأيتهم ينظرون إليك نظر المغشي عليه . ذلك أن شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في الأعمى مفهومة ، ولكن شفاعة الأعمى في الرسول صلى الله عليه وسلم كيف تكون ؟ لا جواب لذلك عندهم البتة ، ومما يدل على شعورهم بأن هذه الجملة تبطل تأويلاتهم أنك لا ترى واحدا منهم يستعملها ، فيقول في دعائه مثلا : اللهم شفع فيّ نبيك وشفعني فيه" انتهى .
    وانظر لتفصيل الكلام على هذا الحديث : كتاب "التوسل" ص (68-93) .
    والله أعلم .


    الإسلام سؤال وجواب

  19. #79

    افتراضي

    هذه رسالة وردت إلى البرنامج من ف . م . ع . من العراق محافظة نيونى يقول في رسالته: ما هو الحكم على المسلم الذي يقيم الفرائض ويتوسل بجاه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وهل يجوز رميه بالشرك؟ أفيدونا أفادكم الله.


    المسلم الذي يوحد الله ويدعوه وحده سبحانه وتعالى ويؤمن بأنه الإله الحق، ويعتقد معنى: لا إله إلا الله وأن معناها لا معبود حق إلا الله، ويؤمن بمحمد أنه رسول الله حقا أرسله الله إلى الجن والإنس، هذا يقال له مسلم لكونه أتى بالشهادتين ووحد الله وحده، وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه يكون مسلما بذلك، فإذا أتى شيئا من المعاصي فإنه يكون بذلك ناقص الإيمان كالزنا والسرقة والربا إذا لم يعتقد حل ذلك ولكنه أطاع الهوى والشيطان، فعل هذه المعاصي أو بعضها فهذا يكون نقصا في إيمانه وضعفا في إيمانه، أما إذا توسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: اللهم إني أسألك بجاه محمد أو بحق محمد فهذا بدعة عند جمهور أهل العلم نقص في الإيمان ولا يكون مشركا ولا يكون كافرا بل هو مسلم، ولكن يكون هذا نقصا في الإيمان وضعفا بالإيمان، مثل بقية المعاصي التي لا تخرج عن الدين؛ لأن الدعاء ووسائل الدعاء توقيفية ولم يرد في الشرع ما يدل على التوسل بجاه محمد صلى الله عليه وسلم بل هذا مما أحدثه الناس، فالتوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم أو بجاه الأنبياء أو بحق النبي أو بحق الأنبياء أو بجاه فلان أو بجاه علي أو بجاه أهل البيت كل هذا من البدع، والواجب ترك ذلك لكن ليس بشرك، وإنما هو من وسائل الشرك، فلا يكون صاحبه مشركا ولكن أتى بدعة تنقص الإيمان وتضعف الإيمان عند جمهور أهل العلم؛ لأن الوسائل في الدعاء توقيفية، فالمسلم يتوسل بأسماء الله وصفاته كما قال الله تعالى: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا[1]، ويتوسل بالتوحيد والإيمان كما جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد))، فهذا توسل بتوحيد الله. وهكذا التوسل بالأعمال الصالحات في حديث أصحاب الغار الذين انطبقت عليهم صخرة لما دخلوا الغار من أجل المطر أو المبيت، فانطبقت عليهم صخرة عظيمة، فلم يستطيعوا دفعها، فقال بعضهم لبعض: إنه لن ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، فدعوا الله بصالح أعمالهم، فتوسل أحدهم ببره لوالديه فانفرجت الصخرة بعض الشيء، ثم توسل الآخر بعفته عن الزنا وأنه كان له بنت عم يحبها كثيرا فأرادها لنفسه فأبت عليه ثم أنها ألمت بها سنة وحاجة، فجاءت إليه تطلبه العون فقال: إلا أن تمكنيني من نفسك فوافقت على أن يعطيها مائة وعشرين دينارا من الذهب فلما جلس بين رجليها قالت: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فخاف من الله سبحانه وقام عنها ولم يأت الفاحشة وترك لها الذهب وقال: اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة بعض الشيء، ولكن لا يستطيعون الخروج. ثم توسل الثالث بأدائه الأمانة وقال: إنه كانت عنده أمانة لبعض العمال تركها عنده فَنَمَّاها وعمل فيها حتى صارت مالا كثيرا من الإبل والبقر والغنم والرقيق، فلما جاء صاحبها أداها إليه كلها كاملة فقال: يا ربي إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة وخرجوا. وهذا يدل على أن التوسل بالأعمال الصالحات من أسباب الإجابة، أما التوسل بجاه محمد صلى الله عليه وسلم، أو بجاه فلان، أو بجاه الصديق، أو بجاه عمر، أو بجاه علي، أو بجاه أهل البيت، أو ما أشبه ذلك فهذا ليس له أصل بل هو بدعة، وإنما التوسل الشرعي أن يتوسل المسلم بأسماء الله وصفاته أو بإيمانه بالله، فيقول: اللهم إني أتوسل إليك بإيماني بك أو بإيماني بنبيك، أو بمحبتي لك، أو بمحبتي لنبيك عليه الصلاة والسلام فهذا طيب، وهذه وسيلة شرعية طيبة، أو يتوسل بالتوحيد بأن يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الواحد الأحد، كل هذا طيب، أو يتوسل إلى الله ببره لوالديه، أو بمحافظته على الصلوات، أو بعفته عن الفواحش كل هذه وسائل طيبة بأعمال صالحة، هذا هو الذي قرره أهل العلم وأهل التحقيق من أهل البصيرة، أما التوسل بجاه النبي، أو بجاه فلان، أو بحق فلان فهذا بدعة؟ تقدم بيان ذلك والذي عليه جمهور أهل العلم أنه غير مشروع. والله ولي التوفيق.
    http://www.binbaz.org.sa/node/168
    لو كنت تعقل نعمة الرحمن ..... ما كنت سباقا إلى العصيان
    فكيف وجدت عاقبة المعاصي ...أم كيف يعصي حامل القرآن
    حسبي الله ونعم الوكيل .

  20. #80
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي



    114142: لماذا يمنع بعض أهل العلم من التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم؟



    لماذا يحرم السلفية التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم ، مع أن العلماء كلهم متفقون على جوازه ، حتى ظهر ابن تيمية الذي كان أول من حرمه ؟ مع أن كل العلماء من جميع المذاهب يجيزون التوسل ، فلماذا يُصِرُّون على تحريمه ؟




    الحمد لله :
    أولا :
    التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم معناه: أن يدعو الداعي ربه سبحانه وتعالى ، لكنه في أثناء دعائه يذكر ذات النبي صلى الله عليه وسلم وسيلة لإجابة دعائه ، أو تعجيل حاجته ، فيقول : أسألك بحق النبي ، أو : بجاه النبي ، أو نحو ذلك.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ـ مجموع الفتاوى (1/337-338)ـ :
    (والسائل لله بغير الله إما أن يكون مقسما عليه ، وإما أن يكون طالبًا بذلك السبب ، كما توسل الثلاثة في الغار بأعمالهم ، وكما يتوسل بدعاء الأنبياء والصالحين .
    فإن كان إقساما على الله بغيره : فهذا لا يجوز .
    وإن كان سؤالا بسبب يقتضى المطلوب ، كالسؤال بالأعمال التي فيها طاعة الله ورسوله ، مثل السؤال بالإيمان بالرسول ومحبته وموالاته ونحو ذلك : فهذا جائز .
    وإن كان سؤالا بمجرد ذات الأنبياء والصالحين : فهذا غير مشروع ، وقد نهى عنه غير واحد من العلماء ، وقالوا : إنه لا يجوز . ورخص فيه بعضهم، والأول أرجح كما تقدم؛ وهو سؤال بسبب لا يقتضى حصول المطلوب.
    بخلاف من كان طالبا بالسبب المقتضى لحصول المطلوب ، كالطلب منه سبحانه بدعاء الصالحين وبالأعمال الصالحة : فهذا جائز ، لأن دعاء الصالحين سبب لحصول مطلوبنا الذي دَعَوا به .
    وكذلك الأعمال الصالحة سبب لثواب الله لنا ، وإذا توسلنا بدعائهم وأعمالنا : كنا متوسلين إليه تعالى بوسيلة ، كما قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) المائدة/35
    والوسيلة هي الأعمال الصالحة . وقال تعالى : ( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ) الإسراء /57 .
    وأما إذا لم نتوسل إليه سبحانه بدعائهم ولا بأعمالنا ، ولكن توسلنا بنفس ذواتهم : لم يكن نفس ذواتهم سببا يقتضى إجابة دعائنا ، فكنا متوسلين بغير وسيلة ، ولهذا لم يكن هذا منقولا عن النبي صلى الله عليه و سلم نقلا صحيحا ، ولا مشهورا عن السلف ." انتهى .
    ثانيا :
    ليس معنى ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس له جاه عند الله عز وجل ، ولا منزلة لديه سبحانه ، كما يقوله من يفتري على السلفيين ، شيخ الإسلام ومن وافقه على ذلك ، وأنهم يتجرؤون على مقام النبي صلى الله عليه وسلم ، وحاشاهم من ذلك ، وهو صاحب المقام المحمود ، والمنزلة الرفيعة ، وسيد ولد آدم ، صلى الله عليه وسلم ، لكن مقامه الكريم على الله ليس معناه أن نسأل أو نتوسل به .
    قال شيخ الإسلام رحمه الله :
    " ما بيّن الله ورسوله أنه حق للعباد على الله فهو حق ؛ لكن الكلام في السؤال بذلك ، فيقال : إن كان الحق الذي سأل به سببا لإجابة السؤال : حسُن السؤال به ، كالحق الذي يجب لعابديه وسائليه .
    وأما إذا قال السائل: بحق فلان وفلان ، فأولئك ، إن كان لهم عند الله حق أن لا يعذبهم وأن يكرمهم بثوابه ويرفع درجاتهم كما وعدهم بذلك وأوجبه على نفسه ، فليس في استحقاق أولئك ما استحقوه من كرامة الله ، ما يكون سببا لمطلوب هذا السائل ؛ فإن ذلك استحق ما استحقه بما يسره الله له من الإيمان والطاعة ، وهذا لا يستحق ما استحقه ذلك ؛ فليس في إكرام الله لذلك سبب يقتضى إجابة هذا .
    وإن قال: السبب هو شفاعته ودعاؤه ، فهذا حق إذا كان قد شفع له ودعا له ، وإن لم يشفع له ولم يدع له لم يكن هناك سبب " . انتهى .
    وقال أيضا ـ مجموع الفتاوى (1/278) ـ :
    " ومعلوم أن الواحد بعد موته إذا قال : اللهم فشفعه في وشفعني فيه ، مع أن النبي لم يدع له : كان هذا كلاما باطلا " . انتهى .
    ثالثا:
    مدار فهم هذه المسألة أن نعلم أن الدعاء عبادة ، بل هو من أجل العبادات لله تعالى ، كما قال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ . قَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) رواه أبو داود (1479) وغيره ، وصححه الألباني .
    والعبادات مبناها على التوقيف، يعني : على ورود الشرع بها ، كما قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ ) رواه البخاري (2697) ومسلم (1718) ، من حديث عائشة رضي الله عنها .
    وفي رواية لمسلم : (مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ).
    قال الإمام النووي رحمه الله :
    " قَالَ أَهْل الْعَرَبِيَّة : ( الرَّدّ ) هُنَا بِمَعْنَى الْمَرْدُود , وَمَعْنَاهُ : فَهُوَ بَاطِل غَيْر مُعْتَدّ بِهِ .
    وَهَذَا الْحَدِيث قَاعِدَة عَظِيمَة مِنْ قَوَاعِد الْإِسْلَام , وَهُوَ مِنْ جَوَامِع كَلِمه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ صَرِيح فِي رَدّ كُلّ الْبِدَع وَالْمُخْتَرَعَ ات .
    وَفِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة زِيَادَة وَهِيَ أَنَّهُ قَدْ يُعَانِد بَعْض الْفَاعِلِينَ فِي بِدْعَة سَبَقَ إِلَيْهَا , فَإِذَا اُحْتُجَّ عَلَيْهِ بِالرِّوَايَةِ الْأُولَى يَقُول : أَنَا مَا أَحْدَثْت شَيْئًا فَيُحْتَجّ عَلَيْهِ بِالثَّانِيَةِ الَّتِي فِيهَا التَّصْرِيح بِرَدِّ كُلّ الْمُحْدَثَات , سَوَاء أَحْدَثَهَا الْفَاعِل , أَوْ سَبَقَ بِإِحْدَاثِهَا .
    وَفِي هَذَا الْحَدِيث : دَلِيل لِمَنْ يَقُول مِنْ الْأُصُولِيِّين َ : إِنَّ النَّهْي يَقْتَضِي الْفَسَاد . وَمَنْ قَالَ : لَا يَقْتَضِي الْفَسَاد يَقُول هَذَا خَبَر وَاحِد , وَلَا يَكْفِي فِي إِثْبَات هَذِهِ الْقَاعِدَة الْمُهِمَّة , وَهَذَا جَوَاب فَاسِد . وَهَذَا الْحَدِيث مِمَّا يَنْبَغِي حِفْظه وَاسْتِعْمَاله فِي إِبْطَال الْمُنْكَرَات , وَإِشَاعَة الِاسْتِدْلَال بِهِ " انتهى .
    فإذا علمنا هذا الأصل ، علمنا أنه لا يجوز لنا أن نفعل شيئا على وجه العبادة لله تعالى ، إلا شيئا جاء به الشرع من المعصوم صلى الله عليه وسلم ، وسواء كان الذي فعلناه اختراعا من عند أنفسنا ، أو اتباعا لغيرنا فيه .
    قال شيخ الإسلام رحمه الله ـ مجموع الفتاوى (1/265) ـ :
    " ولا يجوز أن يكون الشيء واجبا أو مستحبا إلا بدليل شرعي يقتضى إيجابه أو استحبابه والعبادات لا تكون إلا واجبة أو مستحبة فما ليس بواجب ولا مستحب فليس بعبادة والدعاء لله تعالى عبادة إن كان المطلوب به أمرا مباحا " انتهى .
    وقال أيضا ـ الفتاوى (1/278) ـ :
    " والدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم : لم يأمر به ، والذي أمر به : ليس مأثورا عن النبي صلى الله عليه وسلم . ومثل هذا لا تثبت به شريعة ، كسائر ما ينقل عن آحاد الصحابة في جنس العبادات أو الإباحات أو الإيجابات أو التحريمات ، إذا لم يوافقه غيره من الصحابة عليه ، وكان ما يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم يخالفه لا يوافقه: لم يكن فعله سنة يجب على المسلمين اتباعها ، بل غايته أن يكون ذلك مما يسوغ فيه الاجتهاد ، ومما تنازعت فيه الأمة ، فيجب رده إلى الله والرسول ، ولهذا نظائر كثيرة " .

    وقد سئلت اللجنة الدائمة عن : مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، ويقول في دعائه: اللهم أعطني كذا وكذا من خيري الدنيا والآخرة ، بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ، أو ببركة الرسول ، أو بحرمة المصطفى ، أو بجاه الشيخ التيجاني ، أو ببركة الشيخ عبد القادر، أو بحرمة الشيخ السنوسي فما الحكم ؟
    فأجابوا :
    " من توسل إلى الله في دعائه بجاه النبي صلى الله عليه وسلم أو حرمته أو بركته أو بجاه غيره من الصالحين أو حرمته أو بركته ، فقال: ( اللهم بجاه نبيك أو حرمته أو بركته أعطني مالا وولدا أو أدخلني الجنة وقني عذاب النار) مثلا ، فليس بمشرك شركا يخرج عن الإسلام ، لكنه ممنوع سدا لذريعة الشرك ، وإبعادا للمسلم من فعل شيء يفضي إلى الشرك .
    ولا شك أن التوسل بجاه الأنبياء والصالحين وسيلة من وسائل الشرك التي تفضي إليه على مر الأيام، على ما دلت عليه التجارب وشهد له الواقع ، وقد جاءت أدلة كثيرة في الكتاب والسنة تدل دلالة قاطعه على أن سد الذرائع إلى الشرك والمحرمات من مقاصد الشريعة، من ذلك قوله تعالى : ( وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) الأنعام /108
    فنهى سبحانه المسلمين عن سب آلهة المشركين التي يعبدونها من دون الله ، مع أنها باطلة؛ لئلا يكون ذلك ذريعة إلى سب المشركين الإلهَ الحقَ سبحانه ، انتصارا لآلهتهم الباطلة جهلا منهم وعدوانا ، ومنها: نهيه صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد ؛ خشية أن تعبد، ومنها: تحريم خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية، وتحريم إبداء المرأة زينتها للرجال الأجانب ... ولأن التوسل بالجاه والحرمة ونحوهما في الدعاء عبادة ، والعبادة توقيفية ، ولم يرد في الكتاب ولا في السنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ما يدل على هذا التوسل ، فعلم أنه بدعة ..." انظر : فتاوى اللجنة الدائمة (1/501-502) .
    رابعا :
    قول السائل في سؤاله إن ابن تيمية أول من حرمه : غير صحيح ؛ وإنما هو تلقى ذلك عن أعداء شيخ الإسلام رحمه الله ، وقد تعرض شيخ الإسلام رحمه الله ، في رده على الأخنائي ، وهو أحد خصومه الذين رموه بهذه الفرية ، فقال في حق شيخ الإسلام : " كم لصاحب هذه المقالة من مسألة خرق فيها الإجماع " ، فرد عليه شيخ الإسلام من وجوه عديدة ، فقال في ضمن ذلك:
    " الوجه السادس : أنه إنما يقبل قول من يدعي أن غيره يخالف الإجماع إذا كان ممن يعرف الإجماع والنزاع ، وهذا يحتاج إلى علم عظيم ، يظهر به ذلك ، لا يكون مثل هذا المعترض الذي لا يعرف نفس المذهب الذي انتسب إليه ، ولا ما قال أصحابه .. ، فكيف يعرف مثل هذا إجماع علماء المسلمين ، مع قصوره وتقصيره في النقل والاستدلال ؟!
    الوجه السابع : أن لفظ (كم) يقتضي التكثير ، وهذا يوجب كثرة المسائل التي خرق المجيب فيها الإجماع . والذين هم أعلم من هذا المعترض وأكثر اطلاعا : اجتهدوا في ذلك غاية الاجتهاد ، فلم يظفروا بمسألة واحدة خرق فيها الإجماع ، بل غايتهم أن يظنوا في المسألة أنه خرق فيها الإجماع ، كما ظنه بعضهم في مسألة الحلف بالطلاق ، وكان فيها من النزاع نقلا ، ومن الاستدلال فقها وحديثا : ما لم يطلع عليه .
    الوجه الثامن : أن المجيب [ يعني : شيخ الإسلام نفسه ] ـ ولله الحمد ـ لم يقل قط في مسألة إلا بقول قد سبقه إليه العلماء ؛ فإن كان قد يخطر له ويتوجه له ، فلا يقوله ولا ينصره إلا إذا عرف أنه قد قاله بعض العلماء ، كما قال الإمام أحمد : إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام ؛ فمن كان يسلك هذا المسلك ، كيف يقول قولا يخرق فيه إجماع المسلمين ، وهو لا يقول إلا ما سبقه إليه علماء المسلمين ؟! " انتهى . من الرد على الأخنائي (457-458) .
    خامسا :
    هذه المسألة المذكورة ، والتي زعم السائل فيها ، تبعا لغيره ، أن شيخ الإسلام خالف فيها الإجماع ، قد ثبت فيها النصوص عن غير واحد من العلماء ، وخاصة الأحناف بالمنع منها ، والنهي عنها .
    قال العلامة الحصكفي في الدر المختار (5/715) :
    " وفي التاترخانية معزيا للمنتقى عن أبي يوسف عن أبي حنيفة: لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به، والدعاء المأذون فيه المأمور به ما استفيد من قوله تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) " .
    ونفس النص في المحيط البرهاني (5/141) .
    قال العلامة الكاساني رحمه الله في بدائع الصنائع (5/126) :
    " وَيُكْرَهُ لِلرَّجُلِ أَنْ يَقُولَ فِي دُعَائِهِ أَسْأَلُك بِحَقِّ أَنْبِيَائِك وَرُسُلِك وَبِحَقِّ فُلَانٍ ، لِأَنَّهُ لَا حَقَّ لِأَحَدٍ عَلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى جَلَّ شَأْنُهُ ".
    ونفس النص في تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق ، للزيلعي (6/31) ونسب القول بذلك إلى الثلاثة ، يعني : أبا حنيفة ، وصاحبيه : أبا يوسف ، ومحمد بن الحسن ، والعناية شرح الهداية للبابرتي (10/64) ، وفتح القدير لابن الهمام (10/64) ، وفي درر الحكام (1/321) ، ومجمع الأنهر شرح ملتقى الأبحر(2554) .
    قال السيد نعمان خير الدين الآلوسي الحنفي ، رحمه الله في جلاء العينين (516-517) :
    " وفي جميع متونهم : أن قول الداعي المتوسل : بحق الأنبياء والأولياء ، وبحق البيت الحرام والمشعر الحرام : مكروه كراهة تحريم ، وهي كالحرام في العقوبة بالنار عند محمد ، وعللوا ذلك بقولهم : لأنه لا حق للمخلوق على الخالق " انتهى .
    وانظر ما نقله السيد نعمان عن العلامة السويدي الشافعي : جلاء العينين (505) وما بعدها .

    ولعله تبين مما سبق من النقول المستفيضة : لماذا يمنع السلفيون من ذلك النوع من التوسل ، وأن شيخ الإسلام ابن تيمية ليس أول من منع من ذلك ، ولا هو آخرهم أيضا .
    وانظر جواب السؤال رقم (
    979) ، ورقم (60041) ، ورقم (23265) .
    والله أعلم .

    http://islamqa.info/ar/114142



    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •