تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: فائدة: في تعقُّب مَن استدل بعنعنة المدلس على تدليسه؟!

  1. #1

    افتراضي فائدة: في تعقُّب مَن استدل بعنعنة المدلس على تدليسه؟!

    فائدة: في تعقُّب مَن استدل بعنعنة المدلس على تدليسه؟!
    قال صاحب «الرحمات» في تخريج الحديث [رقم/4670] من «مسند أبي يعلى».

    2- والثانية: ابن إسحاق: صدوق إمام كبير الشان، إلا أنه: ( مشهور بالتدليس عن الضعفاء والمجهولين وعن شرٍ منهم!! وصفه بذلك أحمد والدارقطني وغيرهما!!). قاله الحافظ في طبقات المدلسين [ص/15]، وقد عنعنه كما ترى!!
    وبهذا أعله البوصيري في إتحاف الخيرة [3/34]، لكنه قال: ( رواه أبو يعلى بسندٍ ضعيف؛ لتدليس ابن إسحاق!!) كذا كان يكثر البوصيري من تلك العبارة في إعلاله أسانيدًا عنعن فيها ابن إسحاق!! وليس ذا بجيد البتة!!
    ومَنْ يدريه أن ابن إسحاق قد دلَّس فيه!؟ وليست عنعنته أو عدم تصريحه بالسماع دليلاً على ذلك أصلاً!! بل هي قرينة وحسب!!
    فالأولى بل الأصل أن يقال: (سنده ضعيف؛ لعدم تصريح ابن إسحاق بالتحديث!!).
    وقد غفل الهيثمي عن تلك العلة في المجمع [4/095]، وتعلق بسلمة بن الفضل!! .............................. ...........

    وقال في تخريج الحديث [رقم/5724] من «الرحمات».

    وقال البوصيري في إتحاف الخيرة [175/5]:واه أبو يعلى بسند ضعيف؛ لتدليس ابن إسحاق!!) كذا كان يلهج الشهاب ابن أبي بكر دائمًا بتلك العبارة!!؟ وليس في يديه شيء على تدليس ابن إسحاق في هذا الحديث أصلاً!!
    وهلا قال: (سنده ضعيف؛ لعدم تصريح ابن إسحاق بالسماع؛ لكونه كان عريق التدليس!! يدلس عن الضعفاء والمجاهيل وعن شر منهم!!)؟
    والشهاب البوصيري على معرفته واطلاعه فلم يكن من أحلاس هذا الفن!! وأوهامه في مؤلفاته تحتاج إلى كراريس!! وهو أتقن في هذا العلم من صاحبه النور الهيثمي!! ..........................
    وقال أيضًا في موضع آخر من " الرحمات".

    قلت: وهذا إسناد حسن ؛ وابن إسحاق قد صرح بالسماع عند البيهقي؛ فزالت شبهة تدليسه!! وبهذا نردُّ على البوصيري قوله في الإتحاف [6/ 98]: (هذا إسناد ضعيف؛ لتدليس بن إسحاق!!) كذا كان يقول!! وقد كرر الرجل تلك العبارة كثيرًا في جملة أحاديث يرويها ابن إسحاق بالعنعنة!!
    وهو غالط في ذلك لا محالة!! لأن عدم تصريح المدلس في رواية بالسماع من شيخه؛ لا يدل ذلك على كونه قد دلس فيها!! وإنما ذلك قرينة وحسب!!
    فالصواب أن يقال: (هذا إسناد ضعيف؛ لعدم تصريح فلان بالسماع!!) إذ ليس في عدم ذكره السماع؛ ما يوجب تدليسه!! فربما يكون قد صرح بالسماع في طريق آخر عنه؛ مثل هذا الحديث؛ فإن ابن إسحاق عنعنه عند المؤلف؛ وجوَّده عند البيهقي كما مضى. فافهم هذه الدقائق؛ فإن البوصيري لم يكن عنده ذوق أهل الفن !
    وقد سلك هذا المسلك جماعة من المتأخرين ! حيث تراهم يعلون الأخبار التي يكون فيها مدلسون بمطلق عدم تصريحهم بالسماع!
    فيقولون في حديث لم يذكر المدلس فيه سماعه من شيخه : « فيه تدليس فلان » ! أو « إسناده ضعيف؛ لتدليس فلان» !
    ولو سألناهم البرهان في جزْمهم بتدليس ذلك المدلس في هذا الحديث المعلول عندهم خاصة ! لضاقتْ عليهم الأرض بما رحبتْ !وإنما مستند الجميع هو : كون ذلك المدلس لم يذكر في الإسناد سماعه ! وهذا ليس من الحجة بسبيل ! ولا فيه دليل ولا شبه دليل !
    وقد وقفتُ على نماذج كثيرة لأعلام متأخري المحدِّثين ممن زلَّتْ أقدامهم في هذا المسلك ! وركضتْ خيولهم في هذا الميهع !
    ولا بأس إنْ ذكرتُ طرفًا من ذلك على سبيل الفائدة. فأقول: من هؤلاء:
    1- السراج ابن الملقن! فقد قال في «البدر المنير» [5/472] في تخريج حديث جابر: ««لَا زَكَاة فِي مَال الْمكَاتب حَتَّى يعْتق»:
    «هَذَا حَدِيث مَعْلُول من أوجه..... رَابِعهَا : تَدْلِيس أبي الزبير ، وَقد عنعن عَنهُ فِي هَذَا الحَدِيث ... » !
    2- الشهاب البوصيري! وهو إمام هذا الطريق ! وأول من عرفته أكثر من هذا الاستخدام جدا في تواليفه ! وقد تعقبناه كثيرًا في مواضع من هذا الكتاب. فانظر: الحديث الماضي [برقم/4670]، و[رقم/5724]، و[رقم/4773/رحمات]، وسيأتي المزيد !
    3- النور الهيثمي! وقد قال في « المجمع» [1/209]: في تخريجه لحديث يرويه أنس بن مالك عند البزار وغيره «وفي إسناده صالح المري وهو ضعيف، وتدليس الحسن أيضًا !».
    هكذا اكتفى بعنعنة الحسن البصري على الجزم بتدليسه في هذا الحديث!
    4- الحافظ ابن حجر! وقد قال «التلخيص»: [3/89]: في حديث يرويه بقية بن الوليد « قلت : إن سلم من وهم بقية ففيه تدليسه تدليس التسوية؛ لأنه عنعن لشيخه !».
    هكذا بمجرد عدم تصريح بقية بالسماع من شيخه وحده، صار يدلس ويُسوِّي في هذا الحديث!
    وقال أيضًا في موضع آخر من «التلخيص» [4/82]: في حديث « الختان مكرمة للنساء ... » : « رواه الطبراني في الكبير والبيهقي من حديث بن عباس مرفوعا وضعفه البيهقي في السنن وقال في المعرفة لا يصح رفعه وهو من رواية الوليد وهو ابن الوليد بن زيد القيسي - عن ابن ثوبان عن ابن عجلان عن عكرمة عنه، ورواته موثقون إلا أن فيه تدليسا !؟».
    لعله يعني ابن عجلان بهذا التدليس ! فإنه ذكره في «طبقات المدلسين» وقال: «وصفه بن حبان بالتدليس». وربما ظن أن الوليد في سنده هو ابن مسلم ! فأعله بتدليسه ! وليس من ذلك شيء !
    5- الإمام الناقد المعلمي اليماني! فقد قال في «التنكيل» [2/871/طبعة المكتب الإسلامي] في تخريج حديث ابن عباس: « كان ثمن المجن عشرة دراهم». قال بعد كلام طويل في إعلاله: « إلا أن فيه اضطراب ابن اسحاق وتدليس أبي أسامة ...!!».
    وكان قبل ذلك قد قال في [2/ 866]: « قلت : أبو أسامة كان يدلس ثم ترك التدليس بأخرة ولا يدرى متى حدث بهذا ؟».
    6- الإمام الألباني! وقد قال في «الصحيحة» [رقم/2252]: «و يمكن استخراج علة ثانية و هي الإرسال، و علة ثالثة ! و هي التدليس ؟ فإن ابن مقدم يعني عمر بن علي المقدمي - هذا كان يدلس تدليسا عجيبا يعرف عند العلماء بتدليس السكوت ....» !
    وقال في موضع آخر الضعيفة [رقم/] وهو يرد على بعضهم: « لو سلمنا أن المليكي هذا يصلح للمتابعة ، فهل غاب عن بال الأخ أن في الإسناد إليه علة أخرى ، وهي تدليس ابن مقدم الراوي عن المليكي ...!!».
    فانظر: كيف زاد علة التدليس بمجرد أن راوي الحديث موصوف بذلك !
    وقال أيضًا في «الضعيفة» [رقم/ 4709]: « قلت : وبقية رجال الإسناد ثقات ؛ فلولا تدليس علي بن غراب ؛ لقلت بصحته !».
    وقال أيضًا في «الضعيفة» [رقم/1907] وهو يرد على المنذري تجويده لبعض الأسانيد: « كذا قال ، و ليس بجيد ، لتدليس ابن جريج ...!!».
    وقال أيضًا في «ضعيف أبي داود» [ 1/ 267]: بعد كلام طويل: « وإنما علته الحقيقية تدليس ابن جريج، كما بيناه هناك ...» ! وقد قال هناك [1/13/طبعة غراس]: «وعلته الحقيقية: عنعنة ابن جريج؛ فإنه مدلس !».
    وقال أيضًا في «تمام المنة» [ص/314]: « ... لكن للحديث علة أخرى وهي تدليس أبي الزبير عن جابر ...!!».
    7- المحدث أبو إسحاق الحوينيشفاه الله – فإنه قال في «النافلة» في تخريجه الحديث [رقم/46]: « وهذا سند ضعيف وله علتان الأولى : تدليس ابن جريج ... !».
    وقال أيضًا في تخريج الحديث [رقم/111]: «وبقية رجال السند ثقات ، غير تدليس ابن جريج وأبي الزبير ... !!».
    وقال في تخريج الحديث [رقم/ 103]: بعد أن ساق إسناده « : وهذا سند ضعيف جداً ، وله علتان ، بل ثلاثة :
    الأولى : سوء حفظ شريك النخعي .
    الثانية : تدليس أبي إسحاق السبيعي ، واختلاطه .... !!».
    وقال أيضًا في « غوث المكدود » في تخريج الحديث [رقم/320]، [1/272]: « ... الحديث ضعيف وفيه علل ثلاثة !
    1-2- تدليس محمد بن إسحاق ومكحول ! ......» !!
    وقد رأيته أعل إسنادًا آخرًا بتدليس ابن إسحاق ! وذلك في كتابه: «جنة المرتاب» ! ولا يحضرني الآن موضعه؟!
    8- العلامة شعيب الأرناؤوط!- سدده الله – فقد أكثر من هذا الاستخدام في جملة من تخريجاته !
    فمن ذلك قوله في تعليقه على «سير النبلاء» [2/ 129]: « وإسناده ضعيف لتدليس ابن إسحاق!».
    وقال في مكان آخر [2/131]: « وصححه ووافقه الذهبي مع أن فيه تدليس ابن إسحاق وقد عنعن ..!!».
    وقال في موضع آخر [5/384]: « أخرجه مسلم (1358) في الحج: باب جواز دخول مكة بغير إحرام وفيه تدليس أبو الزبير ...!!».
    وقال في موضع آخر: [9/30]: «رجاله ثقات إلا أن فيه تدليس ابن جريج، وأورده الهيثمي في " المجمع " 3 / 24، 25 وقال: رواه الطبراني في " الكبير " ورجاله ثقات، ولم ينبه على تدليس ابن جريج ..!!».
    وهناك مواطن كثيرة من هذا السبيل في تعليقه على «السير».
    ومثلها – بل ربما أكثر – تجدها في تعليقه ورفاقه على «مسند أحمد/طبعة الرسالة» !
    فانظر منها: [1/294]، و[3/240،248]، و[4/196،257،258]، و[5/339،393]، و[11/315،294،298،303]، و[13/325 ][25/12]، [29/539]، [36/606]، [38/165]، وغيرها كثير!
    ونقل عنه بشار عواد في تعليقه على «تهذيب المزي» [4/ 114]، قوله عن إسناد حديث: « ورجاله ثقات إلا أن فيه تدليس ابن جريج ..!».
    وبعد: فهذا طرف مما تيسَّر لي أثناء البحث والمذاكرة! على أني لم أقصد الاستيعاب فضلا عن الاستقصاء !
    ولو كنتُ تتبعت هذا النمط في تخريجات مَنْ دون هؤلاء السادة من المتأخرين واللاحقين ممن وقفتُ على كلامهم، لخرجت من ذلك بمجلد كبير !
    وهذا كله: من أعظم العبر، في استيلاء النقص على أفْناء البشر ! وأنه لا عصمة لأحد في هذا الفن ولا في غيره ! إذ الكل موسوم بالهفوات، متصل الأمشاج بالزلات والسَّقَطات، متبوع بالعجلة في أمره، موصوف بعدم دَرْك الجلال من شواهق خصال الجمال في شأنه كله !
    وأين للناقص أن يهتدي إلى مراتب الكمال في قوله وفعله ؟ وكيف يستطيع التدرُّج إلى مدارج العصمة مع الاعتراف بقصور سعيه وكليل جهده ؟
    هيهات هيهات! فذا مَرامٌ قد انقطعتْ دونه آمال السائرين، وتأرَّقتْ على فَرَطات العجز للظفر به أمْزِجةُ الساهرين!
    وقديمًا قال الأوَّل: « جاحد الحق يدل من نفسه على مهانة، وجاهل النقص يدل من نفسه على قصور» ! والله المستعان لا رب سواه.
    وعودٌ على بدء فأقول: .........................
    انتهى بحروفه من كتاب: ( رحمات الملأ الأعلى بتخريج مسند أبي يعلى) [رقم/4578] .
    وكتبه بيده الفقير العاثر: أبو المظفر السناري.
    __________________

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: فائدة: في تعقُّب مَن استدل بعنعنة المدلس على تدليسه؟!

    وفقك الله وسدد خطاك

    قول أهل (لتدليس فلان) لا يشترط أن يكون معناه أنه دلس في هذا الحديث بعينه، وإنما معناه لأنه موصوف بالتدليس.
    كما تقول: الحديث غير صحيح (لضعف فلان) فلا تقصد أنه ضعيف في هذا الحديث بعينه، وإنما تقصد أنه موصوف بالضعف.
    وهذا كثير في كلام العرب والعلماء؛ تقول مثلا: (أعطيتك لكرم أبيك) أي لأنه موصوف بالكرم، لا لأنه كريم معك أنت فقط، وتقول مثلا: (فلان لا تقبل شهادته لفسقه) لا تقصد أنه فاسق في هذه الشهادة بعينها، بل تقصد لأنه موصوف بالفسق.

    فالتعقب الذي ذكرتَه مبني على فهم معين منك لكلام أهل العلم، فإن وجدتهم صرحوا بهذا الفهم فكلامك صحيح، وإلا فكلامهم محتمل للفهم الذي ذكرتُه فلا يتم التعقب.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  3. #3

    افتراضي رد: فائدة: في تعقُّب مَن استدل بعنعنة المدلس على تدليسه؟!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك العوضي مشاهدة المشاركة
    فالتعقب الذي ذكرتَه مبني على فهم معين منك لكلام أهل العلم، فإن وجدتهم صرحوا بهذا الفهم فكلامك صحيح، ....

    بلى قد وجدتُ جماعة منهم قد صرحوا بذلك، كما سوف أُكْحِل عينيك بإثمد نقولاتي عنهم بعون الله.
    والذين لم يصرحوا بذلك لا تخلو عباراتهم السالفة من إيهامٍ بتدليس من أعلُّوا الأسانيد بمطلق عدم تصريحهم بالسماع أيها الناقد البصير .
    ولذلك: فأنتَ لا ترى تلك الاستخدامات في كلام النقاد المتقدمين، ولا حذاق المتأخرين إلا على حقيقتها البتة !
    فمتى قال بعض هؤلاء المهرة عن إسناد حديث: ( لا يصح؛ لكون فلان قد دلّس فيه؟!) فهذا على ظاهره في وقوف هذا الناقد على تدليس من أعلَّ الإسناد به !
    وأين هذا من قول المتأخر: ( سنده ضعيف؛ لتدليس فلان )؟! مع كونه ليس في يده على تدليس فلان غير عدم تصريحه بالسماع؟!
    ثم هب أنه لا يقصد بالإعلال حقيقة التدليس ! وإنما مراده أن هذا الراوي موصوف بالتدليس وحسب! ألا ترى معي أن عبارته لا تخلو من إيهامٍ غير محمود؟!
    وهلا قال: ( سنده ضعيف؛ لكون فلان لم يذكر فيه سماعًا وهو موصوف بالتدليس ؟!)
    أو يقول: ( سنده معلول؛ لكون ابن إسحاق موصوفًا بالتدليس؟!).
    وأين تجد الإيهام في عبارات المتقدمين وهم بصدد إعلال الأخبار بتدليس المدلسين؟!
    ولكن: لـمَّا بعدتْ الشُّقة بين السلف والخلف ! نجم من أُحدوثات الأساليب ما يَطْرف جِفْنَ البصير إذا ما حاول النظر في عبارات السابق واللاحق بعين واحدة؟!
    ويبدو لي: أن أبا المظفر ليس مسبوقًا بتعقب هاتيك العبارات الموهمة من كل أحد ؟!
    فقد سبقني إلى هذا حافظ الدنيا الشهاب ابن حجر ! فإنه قال في ( مقدمة فتحه) [ص/353]: ( والعجب من الإسماعيلي أيضا فإنه أخرجه من رواية أبي الربيع الزهراني عن هشيم عن عبيد الله ثم قال: هشيم يدلس! وكأنه لما رواه عنه معنعنا ظن أن هشيما دلسه !....).
    قلتُ: فلْيشْتمّ مَنْ يشاء تلك الرائحة الزكية المنبعثة من إنكار ابن حجر على من يسعى للاستدلال على تدليس المدلس بنحو عنعنته؟!
    وعلى كل حال: فها أنا أسوق بعض النماذج الطازجة ! على إثبات أن جملة من المتأخرين كانوا يظنون الجزم بتدليس المدلس كافيًا في التعلق بعنعنته أو عدم تصريحه بالسماع في ذلك الحديث المنْتَقَد عليه!
    فمن ذلك :
    1-قول الحافظ ابن النحوي في ( بدره المنير) [3 /24] : ( الْعلَّة الرَّابِعَة : أَن الْوَلِيد بن مُسلم دلّس فِيهِ ....؟!) ثم ساق كلام ابن الجوزي في شرح ما رُمِيَ به الوليد من تدليس التسوية !

    فانظر إلى جزْمه بكون الوليد قد دلَّس فيه ! مع كونه لا يستطيع إقامة البرهان على هذا إلا بكون الوليد لم يذكر فيه سماعًا !!! وفيه ما فيه؟!
    2- وقول الإمام الألباني في ( الضعيفة؟) [3/رقم/1105] : ( المحاربي لا بأس به ، و كان يدلس كما قال أحمد ، وقد عنعنه ، فلعل الوهم ممن دلسه .؟!!).
    فتأمل: كيف جزم بكون المحاربي قد دلَّس فيه بمجرد عنعنته ؟! ثم رمى بتبعة الوهم في سنده على تلك الواسطة الغامضة التي دلسها المحاربي في روايته؟!
    3- ومنه قول الإمام أيضًا في ( ضعيف أبي داود ) [1/359/طبعة غراس]: ( قلت: إسناده ضعيف؛ محمد بن إسحاق مدلس، وقد عنعنه، فالوهم منه، أو ممن دلسه عنه ؟!).
    ويقال فيه ما قيل في تدليس المحاربي آنفًا !
    4- ومنه قول المحدث أبي إسحاق الحويني -شفاه الله - في تخريجه لـ( فضائل القرآن العظيم/لابن كثير) [ص/290/طبعة ابن تيمية]:( قلت: وهذا الحديث منكر، وليس إسنادُهُ نظيفًا -كما قال الذهبي- أو جيدًا كما قال المنذري، فإن الوليد بن مسلم دلَّسه ولم يصرِّح إلّا في شيخه حسبُ، والمعروف أن مدلس التسوية ينبغي أن يُصرِّح في كل طبقات السند، ...!).
    فانظر: كيف جزم بتدليس الوليد فيه لكونه لم يصرح بالسماع إلا من شيخه وحده؟!
    وتكفي تلك الأمثلة لاستكشاف غائبة الحال، فإني أراها كافية بأن تعود على الموصول بعائد السؤال!
    والله المستعان لا رب سواه.



  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي رد: فائدة: في تعقُّب مَن استدل بعنعنة المدلس على تدليسه؟!

    بارك الله فيك أخي الفاضل و شكر لك جهدك و سعيك..،
    فكما قال الأخ أبو مالك فبعض دَرْكِك يبقى محل نظر ..، و على كلٍّ فتنبيهك سديد رشيد ..، إلا أنني أرى القول المرضي هو عدم الجزم بالحكم على السند بالضعف -كما صنعتَ أيها الفاضل-، لأننا لا نجزم بسماع المدلس عن شيخه و لا بتدليسه في روايته عنه ، بل نتوقف في روايته المعنعنة،فتكون بذلك في حكم المردود أو في حكم الضعيف لا ضعيفة ..،و الله تعالى أعلم ..،

  5. #5

    افتراضي رد: فائدة: في تعقُّب مَن استدل بعنعنة المدلس على تدليسه؟!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحُميدي مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك أخي الفاضل و شكر لك جهدك و سعيك..،
    فكما قال الأخ أبو مالك فبعض دَرْكِك يبقى محل نظر ..، و على كلٍّ فتنبيهك سديد رشيد ..،
    وبارك الله فيك يا نور الدين.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    12

    افتراضي رد: فائدة: في تعقُّب مَن استدل بعنعنة المدلس على تدليسه؟!

    جزى الله الاخ خيرا على تعقبه والقاعدة التي يخرج بها العالم لا بد أن يسوق له الامثلة أو أن يكون قد بلغ منزلة من يقبل قوله لعلمه وخبرته كما قيل في الرازيين هذا العلم عندنا إلهام وغيرنا يظنه كهانه فلا بد ممن سبقك الى هذا القول بتوهيم أو تخطأت من يطلق التدليس أقصد عبارات واضحة وليس أمثلة تفهم أنت منها هذا الفهم بعبارة أخرى التصريح من المتقدمين بهذا الفهم
    وفق الله الاخ الى كل ما يحب ويرضى

  7. #7

    افتراضي رد: فائدة: في تعقُّب مَن استدل بعنعنة المدلس على تدليسه؟!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الوهاب مشاهدة المشاركة
    جزى الله الاخ خيرا على تعقبه والقاعدة التي يخرج بها العالم لا بد أن يسوق له الامثلة أو أن يكون قد بلغ منزلة من يقبل قوله لعلمه وخبرته كما قيل في الرازيين هذا العلم عندنا إلهام وغيرنا يظنه كهانه فلا بد ممن سبقك الى هذا القول بتوهيم أو تخطأت من يطلق التدليس أقصد عبارات واضحة وليس أمثلة تفهم أنت منها هذا الفهم بعبارة أخرى التصريح من المتقدمين بهذا الفهم
    وفق الله الاخ الى كل ما يحب ويرضى
    جزاك الله خيرا.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •