( هذا الموضوع وضع للمباحثة والفائدة .. )
المقصود بالاجماع هنا هو ما ثبت عن القرون الاولى .. وأما قول النظام فغير معتبر .
قال ابن حزم رحمه الله في الإحكام ( 1/162 ) :
وقد ثبت عن ابي حنيفة ومالك والشافعي واحمد وداود الظاهري وجوب القول بخير الواحد , وهذه حجة على من قلدهم او قلد احدهم في وجوب القول بخبر الواحد .
وقال البخاري رحمه الله :
باب أخبار الاحاد .
وقال ابن تيمية رحمه الله :
أما سلف الامة فلم يكن بينهم نزاع , فهذا مذهب الفقهاء الكبار من اصحاب الأئمة الاربعة , والمسألة منقولة في كتب الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية ... وأنما نازع في ذلك طائفة كالباقلاني ( ت 403 ) ومن تبعه .. وقد ذكر ابو عمرو ابن الصلاح القول الاول وصححه واختاره ... وجميع أهل الحديث على ماذكر الشيخ ابو عمرو . ( حديث الاحاد وحجيته 1/96 )
وقد ذكر الرازي و غيره بعض الشبه التي حاول بها اسقاط خبر الواحد , وهي قريب من تسع شبهات كل واحدة منها يكفي في اسقاطها عرضها , ولعل من أسوأها قولهم :
إن صدق الصحابة مظنون , وهم غير معصومين , وكون بعضهم طعن في بعض ..!!
وهذا يرد به عليهم بقبولهم خبرهم في ابواب الاحكام .
قال الغزالي في المنخول :
كل خبر مما يشير الى اثبات صفة للباري تعالى يشعر ظاهره بمستحيل في العقل نُظِر :
إن تطرق اليه التأويل قبل وأوّل , وإن لم يندرج فيه احتمال تبين على القطع كذب الناقل ..!!
وقد ذكر السنوسي في شرح ام البراهين – وهو قول الصاوي وغيره - أن اصول الكفر ستة .. منها :
التمسك بظواهر الكتاب والسنة من غير عرضها على البراهين العقلية ..
وذكر ان هذا اصل ضلال الحشوية ..!!
ومما لا شك فيه ان خبر الواحد داخل في هذا ..
وكل هذا في جهة وكونهم قبلوا اخبار الاحاد التي جاءت عن ارسطو وامثاله ـ دون تحرير _ في جهة اخرى ..!
فلماذا كان قول معلمهم الاول يقين ومعصوم من الخطأ.. وقول صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مظنون وهم غير معصومين ..!
الا يدل هذا على التضارب في التأصيل والمنهج ..!