تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 16 من 16

الموضوع: [ترجمة الشيخ (تش تش)!]

  1. #1

    افتراضي [ترجمة الشيخ (تش تش)!]

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه، أما بعد
    عندما تقلّب بعض الكتب التي صنفت في تراجم أهل القرون المتأخرة تعجب كثيراً كيف يقحمون فيها تراجم لبعض الخرافيين الذين تلاعبت بهم الشياطين ثم يصفونهم بالأولياء والأصفياء وأهل الله، ثم تتساءل كيف خُدع بهم مصنفو تلك الكتب _مع ما بلغوا من العلم والفقه_، وكيف صدّقوا بولايتهم حتى سودوا صفحات كثيرة لهم لم يجعلوها لأكابر الأعلام في قرونهم؟ هذا إن سلم أولئك المصنفون من بعض علائق البدع والخرافات التي تبدو في وصفهم وتعليقهم وقولهم في ذيل كل ترجمة لأولئك: "نفعنا الله ببركاته!"..

    وعندها ستستفيد فوائد وعظات جليلة منها:
    1) أن أول وأولى ما يجب الاهتمام به في كل زمان ومكان.. الدعوة أمر التوحيد.
    2) أن نحذر الحذر كله ممن يهوِّن من شأن الدعوة إلى التوحيد بأي حجة..
    3) أن لا نُخدع بانتشار التوحيد ووضوحه وكثرة العلماء، فإن العلماء في تلك الأزمنة كانوا كثراً كذلك، ومع ذلك تسلل الشرك إلى المسلمين بمسميات واصطلاحات حادثة.. وخُدع به الأكابر.. وقليل من العلماء من يجرؤ على المخالفة في أمر عم وطم؟!
    4) غربة الإسلام والتوحيد في تلك القرون.
    5) أقسم الشيطان بعزة ربه لَيغوين بني آدم، وأعظم الإغواء إيقاعهم في الشرك.
    6) فضل دعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وعلماء الدعوة الإصلاحية على المسلمين، فإن المتأمل في ضعف أمر التوحيد وانتشار الشرك قبل قيام الشيخ يعلم فضل هذا الإمام، ومهما دعونا له فلن نوفيه حقه، فنسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويعلي منزلته.
    7) سؤال الله في كل الأوقات الثبات على التوحيد والموت عليه..

    ونعود الآن إلى الشيخ (تش تش).. قال المرادي في سلك الدرر (2/182) في ترجمة سليمان المجذوب:
    "المعروف بتش تش... الشيخ المجذوب المعتقَد! المستغرق! الولي! المبارك! كان من المجاذيب أولياء الله تعالى، وله كرامات وأحوال عجيبة، وكانت الناس تعتقده، وإذا مر في الأزقة يسرع في المشي، وإذا رأى أحدا من الناس يطلب منه دانقاً، فبعضهم يقصد مداعبته فيعطيه درهما أو دينارا فيمسح يده منه ويلحقه حتى يعطيه إياه، ولا يقبل سوى الدانق، فيهرب منه المعطي وهو يلحقه مسرعا حتى يعطيه ذلك، وكانت الأولاد تجتمع عليه، وكان يتكلم بسرعة... وكان دائماً مكشوف الرأس محلوق الرأس واللحية والشوارب!، وإذا اجتمعت عليه الأولاد يفر منهم ويصرخ وهم يصرخون عليه تش تش، فصار ذلك لقبا له.... نفعنا الله ببركاته!" انتهى باختصار.

    هذا مع كون المرادي فقيهاً كبيراً.. وهذه الترجمة لها مثيلات في كتابه وفي كتب غيره.. لكنها أقل بكثير مما في (النور السافر) للعيدروس مثلاً.. فإن من يقرأ فيه سيضع يده على رأسه ويسترجع من هول المصيبة.. أما ذيله (السنا الباهر) فقد جمع ظلمات كثيرة أربت على أصله..

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    976

    افتراضي رد: [ترجمة الشيخ (تش تش)!]

    نعيب على الروافض كونهم يحتفظون بكتب اهل البدع والضلال ممن يعتقد بتحريف القران مثل الكليني وغيره بينما ترى الكتب المشحونة بتراجم المخرفين والمشعوذين -وفيها ما هو ادهى وامر - حيث تلقى من العناية والنشر وربما التدريس عند بعض علماء زماننا خاصة الصوفية وبعض داعاة التقريب اقول متى نعي ونفقه ديننا ربما نجد العذر لمن سبقنا من القرون الماضية فما بالنا نحن من اهل العصور الحاضرة وفي ظل التطور الحضاري مع الشرع الحنيف الذي يوافق العقل السليم الذي يرفض التصديق فيما يخالف العقل والمنطق واذكر اني قرات ترجمة عبد القادر الكيلاني- في بعض البلاد الاسلامية ومن قبل وزارة الاوقاف - وفيه من الامور المخالفة للعقل التي يستحيل التصديق بها الا من فقد عقله ودينه فقد ذكر ان ملك الموت قبض روح مريد للشيخ ووضعه في زنبيل !!! فصعد اليه الشيخ ومسك بالزنبيل فسقط على الارض كل الارواح التي كانت في الزنبيل وكان ذلك بفضل الشيخ طبعا وكرامة المريد !!! كم من المعتقدات المخالفة للدين والعقل في هذه القصة الخرافية والله المستعان .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المشاركات
    429

    افتراضي رد: [ترجمة الشيخ (تش تش)!]

    و أنا أقول لك
    تش تش

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    964

    افتراضي رد: [ترجمة الشيخ (تش تش)!]

    بارك الله فيكم
    - أصبح بعض الصوفية يستحي من كتب أسلافه ( مع اعتقاده بما فيها ! ) ، فتراه إذا أعاد طباعتها ، حذف مايراه غير مقبول عند أهل هذا العصر ( يعني : يأخذنا على قدر عقولنا ! ) ..
    - كان لدى أحد الإخوة فكرة إخراج كتاب بعنوان : ( اضحك مع الصوفية ) ، يجمع فيه شيئًا من خزعبلاتهم وجنونهم ؛ ليحذرهم المسلمون ، ويعرفوهم على حقيقتهم ..فإبراز هذا في عالم النت مهم جدًا .
    - أكثر مجاذيبهم : إما مجانين أو مرضى نفسيين - بلغتنا المعاصرة - ..
    - بلغ الغرب قمة الحضارة المادية ، فسيطروا على الأمة .. ولازال بعض أمتنا يتطلب البركة من " تش .. تش " وأمثاله ..

  5. #5

    افتراضي رد: [ترجمة الشيخ (تش تش)!]

    سبحان الله فتن به العامة، والعجيب أن الخاصة فتنوا به أيضاً لا تعليق سوى
    تش.. تش
    قناة روح الكتب على التيليجرام فوائد متجددة
    https://telegram.me/Qra2t

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    343

    افتراضي رد: [ترجمة الشيخ (تش تش)!]

    كان لدى أحد الإخوة فكرة إخراج كتاب بعنوان : ( اضحك مع الصوفية ) ، يجمع فيه شيئًا من خزعبلاتهم وجنونهم ؛ ليحذرهم المسلمون ، ويعرفوهم على حقيقتهم ..فإبراز هذا في عالم النت مهم جدًا .
    يكفيهِ أن يجمع هذا من ( جامع كرامات الأولياء ) ليوسف النبهاني ، وما أبعدَهُ عنِ النباهة ! ، و في الـ cd الذي خرجَ بعنوان ( الصوفية أفيون الشعوب ) كفاية ، و في ( الرد على الخرافيين ) جمعٌ لكثيرٍ من هذه الخُزعبلات ، و فيها خزايا و فضائح ، .. و لعلي آتيكُم بها ..
    و الله الموفق ..

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    343

    افتراضي رد: [ترجمة الشيخ (تش تش)!]

    و هذه هيَ :
    ( الكرامات -كما يسمُّونها- هي: أحوال، منها كرامات، ومنها استغاثات، وسأعرض بعضها عرضاً سريعاً، وهذه موجودة في كتبهم مثل طبقات الشعراني والمشْرَع الروي في فضائل آل با علوي وجامع كرامات الأولياء .

    يقول عبد القادر الطشطوشي : ' أرباب الأحوال مع الله كحالهم قبل الخلق وإنزال الشرائع'.

    كرامات ابن عيسى
    يُعد أبو بكر بن عيسى أحد أكابر الأولياء عند الصوفية يقولون عنه: ' كان كثير الاستغراق، ويخبر بالمغيبات، ويرجع إليه في المعضلات، وكان أهل البلاد إذا سافروا في البحر، وحصل لهم شدة يذكرونه، وينذرون له بشيءٍ؛ فيرونه عندهم عِياناً، فينجيهم الله تعالى ببركته، وإذا جاءوا إلى بلدته طالبهم بالنذر الذي نذروه له '.
    كرامات محمد بن عباس
    وهذا الفقيه محمد بن عباس الشعبي يقول: ' رأيت ذات ليلة في المنام أن القيامة قد قامت، ورأيت النَّاس مجتمعين في صعيدٍ واحـدٍ، حفاةً عراةً كما جاء في الخبر [44] وأنا مِن جملتهم عرياناً، ورأيتُ موضعاً مرتفعاً، والقاضي محمد بن علي -الولي صاحب الكرامة- واقفاً عليه، وعليه ثيابه كلها حتى العمامة، والنَّاس محدقون به، فهرولت إليه، فلما دنوتُ منه سمعتُه يقول: كلكم في شفاعتي فاطمأنوا!! فقلت له: وأنا معهم؟

    فقال: وأنت معهم '.

    كرامات الضجاعي
    وهذا أبو عبد الله محمد بن يوسف اليمني الضجاعي يذكرون مِن كراماته أنَّه رأى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يقول له: ' إن أردت أن يفتح الله عليك بالعلم فخذ مِن تراب قبر الضرِّير شيئاً وابتلعه على الريق؛ ففعل الفقيه ذلك، فظهرت بركته '.

    كرامات شمس الدين الحنفي
    يروون عن أحدِ كبرائهم، وهو المسمَّى: شمس الدين محمد الحنفي أنَّه أوصى في مرض موته فقال: ' مَن كان له حاجة فليأت إلى قبري، ويطلب حاجته أقضها أنا! '

    وهذا الحنفي أيضاً، يسمُّونه أعظم خلفاء البكري يذكرون: أنَّه امتحنه البكري مرة، فقال له: ' كان الليلة في نفسي أمر ما هو؟! فأخبره به! فقال: أصبتَ، هذا الذي كان في نفسي! '

    أقول: هذا علم الغيب، وعندهم من هذا كثيرٌ جدّاً، يعلم الواحد منهم ما في نفس المريد، ويقول: ' اشتدَّ بنا الكرب الليلة، والأغلال في أعناقنا فاستغثنا بحضرة الشيخ واستجرنا! ومتى استغاث به أحدٌ أدركه '.

    أما الرفاعي والبحريني وهؤلاء المغاربة الذين يقولون إن هذا ما يفعله إلا بعض الجهال. فالواقع أنَّه لا يفعله إلا هؤلاء الأولياء.

    ويقول: ' كان جالساً يوماً مع أصحابه في رباطه إذ ابتلَّت يده الشريفة وكمُّه إلى إبطه، فعجبوا من ذلك، وسألوه عنه، فقال قدس الله سره: استغاث بي رجلٌ مِن المريدين تاجرٌ، وكان راكباً في السفينة، وقد كادت تغرق، فخلَّصتها مِن الغرق! فابتلَّ لذلك كمِّي ويدي! فوصل هذا التاجر بعد مدةٍ، وحدَّث بهذا الأمر كما أخبر الشيخ! '

    الشيخ في حضرموت ، والسفينة في بحر الهند ، وأنقذها وهو جالس مع أصحابه لأنهم استغاثوا به!

    ويقولون عن شمس الدين الحنفي : ' إنه كان رضي الله عنه يتكلم على خواطر القوم، ويخاطب كلَّ واحدٍ مِن النَّاس بشرح حالِه -يعني: قبل أن يتكلم المريد يقول له: أنتَ تريد كذا، وعندك كذا- فقال له رجل: بلغَنا عن الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه أنَّه عمِل يوماً ميعاداً سكوتيّاً لأصحابه -أي: حضرة سكوتية، يكونوا كلهم ساكتون، ولكن القلوب فقط تتخاطب، وبعضهم يخبر بعضاً- يقول: ومرادُنا أن تعمل لنا ذلك، فقال الشيخ الحنفي : نفعل ذلك غداً إن شاء الله تعالى، فجلس على الكرسي وتكلم بغير صوت ولا حرف ' وهم يقولون: إن الله تعالى يتكلم بلا صوت ولا حرف وهم أشاعرةصوفية ، ومع ذلك تكلم بغير صوت ولا حرف.

    ' قال: فأخذ كلٌّ مِن الحاضِرين مشروبَه، وصار كلُّ واحدٍ يقول - يعني: كلُّ واحدٍ مِنَ الحاضرين تلقى ما قال له الشيخ -ثم بعد ذلك طلب منهم الشيخ أن يتكلموا فقال واحد: ألقي في قلبي كذا، قال الشيخ: صدقت أنا قلتُ ذلك، قال الآخر: ألقي كذا، يقول: فكان كل مَن يقول ألقي في قلبي كذا وكذا، يقول له الشيخ صدقت ' يعني: أنا هكذا قلتُ، هكذا وضعتُ، وألقيتُ في قلبك -.

    يقول الشعراني : ' كان الشريف النعماني رضي الله عنه أحد أصحاب سيدي محمد رضي الله عنه يقول: رأيتُ جدِّي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في خيمة عظيمة والأولياء يجيئون فيسلمون عليه واحداً بعد واحد، وقائلاً يقول: هذا فلان، هذا فلان، فيجلسون إلى جانبه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حتى جاءت كبكبة عظيمة وخلق كثير، وقائلاً يقول: هذا محمد الحنفي ، فلما وصل إلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أجلسه بجانبه ثم التفت صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أبي بكر وعمر ، وقال لهما: إنِّي أحب هذا الرجل إلا عمامته الصمَّاء، أو قال: الزعراء، وأشار إلى سيدي محمد، فقال له أبو بكر رضي الله عنه: أتأذن لي يا رسول الله أن أعمِّمه؟

    فقال: نعم، فأخذ أبو بكر رضي الله عنه عمامة نفسه وجعلها على رأس سيدي محمد، وأرخى لعمامة سيدي محمد عذبة عن يساره وألبسها له...ويذكر قصة طويلة -المهم: أَّن هذه الولاية والعذبة والعمَّة مِن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ' وهذا الرجل كان زميلاً للحافظ ابن حجر في الدراسة، ثم ترك العلم وذهب إلى الخرافات -والعياذ بالله- وبمناسبة الحافظ ابن حجر قبل أن نذكر كرامات الحنفي .

    هذا الفرغل الذي ذكرنا قبل ذلك أنَّه كان يمشى تحت العرش ويقول: ' خاطبني ربي وخاطبته ' يقول الشعراني : ' إنَّه مرَّ عليه شَيْخ الإِسْلامِ ابن حجر رضي الله عنه بـمصر يوماً فقال في سرِّه: ما اتخد الله مِن وليٍّ جاهل، ولو اتخذه لعلَّمه -يعني: على وجه الإنكار عليه- فقال له الفرغل : قف يا قاضي، فوقف فمسكه، وصار يضربه ويصفعه على وجهه، ويقول: بل اتَّخذني وعلَّمني!!' هكذا يهينون العلماء ويرفعون مِن الخرافيين.

    ' ودخل عليه - أي: الفرغل - بعض الرهبان فاشتهى عليه بطيخاً أصفر في غير أوانه فأتاه به، وقال: وعزة ربي لم أجده إلا خلف "جبل قاف ' أين هو "جبل قاف"؟

    قال: ' خطف التمساح بنت أحدهم، فجاء وهو يبكي إلى الشيخ، فقال له: اذهب إلى الموضع الذي خطفها منه ونادى بأعلى صوتك: يا تمساح! تعال كلِّم الفرغل ! فجاء التمساح مِن البحر وطلع كالمركب وهو ماشٍ والخلق بين يديه يميناً وشمالاً إلى أن وقف على باب الدار، فأمر الشيخ رضي الله عنه الحداد بقلع جميع أسنانه! وأمره بنفضها مِن بطنه، فنفض البنتَ حيَّةً مدهوشة، وأخذ على التمساح العهد أن لا يعود يخطف أحداً مِن بلده مادام يعيش، ورجع التمساح ودموعُه تسيل حتى نزل البحر!'

    ثم ذكر ما كان يدَّعيه مِن أنَّه يمشي بين يدي الله -تعالى- تحت العرش، ويخاطبه، وأنَّه كان يتكلم عن أخبار سائر الأقاليم مِن أطراف الأرض...إلى آخره.

    هذا الفرغل والشمس الحنفي كانا زميلين لـابن حجر رحمه الله.

    ويذكرون أيضاً مِن كرامات الشمس الحنفي :

    يقول ابن كَتيلة : ' إنَّ محمداً الحنفي كان إذا صلى عن يمينه دائماً أربعة روحانية وأربعة جسمانية لا يراهم إلا هو أوخواص أصحابه، قالوا: وقعت له ابنة صغيرة مِن موضعٍ عالٍ، فظهر شخصٌ وتلقاها عن الأرض، فقلنا له: مَن تكون؟

    فقال: مِن الجنِّ مِن أصحاب الشيخ، قد أخذ علينا العهد أن لا نضرَّ أحداً مِن أولاده إلى سابع بطنٍ، فنحن لانخالف عهداً '.

    قال: ' وكان سكان نهر النِّيل يطلعون إلى زيارته وهو في داره بـ"الروضة"، والحاضرون ينظرون، قالت ابنته: فلانة، ذكرها، وزاروه مرة وعليهم الطيالسة والثياب النظيفة، وصلوا معه صلاة المغرب، ثم نزلوا في البحر بثيابهم، فقلت: يا سيِّدي أما تبتل ثيابُهم مِن الماء، فتبسَّم رضي الله عنه، وقال: هؤلاء مسكنهم في البحر -يعني: لا تستغرب-.

    يقول الشمس الحنفي لأحد تلاميذه: أما تسأل، فلو سألتني شيئاً لم يكن عندي أجبتك مِن اللوح المحفوظ!!'.

    يذكرون عنه أيضاً ' أنَّه كان يُقرئ الجان على مذهب الإمام أبي حنيفة ، فاشتغل عنهم يوماً بأمر فأرسل صهره سيدي عمر فأقرأهم في بيت الشيخ ذلك اليوم، وكان سيدي عمر يقول: طلبت منِّي جنيَّة أن أتزوجها، فشاورتُ سيدي محمد رضي الله عنه، فقال: هذا لا يجوز في مذهبِنا، فعرض ذلك على ملكِهم حين نزلت معها تحت الأرض، فقال الملك: لا أعترض على سيدي محمد فيما قال، ثم قال الملك -أي: ملِك الجنّ- للوزير: صافِح صهرَ الشيخ باليد التي صافحتَ بها النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليصافح بها سيدي محمد رضي الله عنه.

    ثم قال للجنيَّة : رديه إلى الموضع الذي جئتِ به منه '.

    ويقول -أيضاً- الشمس الحنفي : ' إذا مات الوليُّ انقطع تصرفه في الكون مِن الإمداد ' كما ذكرنا في أحوال القطب، فهو الذي يعطي الزائر مِن المدد على قدر مقام المزور.

    ويقول: ' كنَّا نقرأ حزب سيِّدي أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه فكان بعض النَّاس يستطيله -يراه طويلاً- فألَّفتُ الحزب الذي بين أصحابي الآن، وأخفيْتُه ولم أظهره حتى جاء الإذن مِن سيِّدي أبي الحسن الشاذلي أدباً معه بعد ما مات ' -مثل: عبد الحليم محمود الذي ألَّف كتاباً وقال: استأذنتُ البدوي في تأليفه!- يقول الشمس الحنفي : ' إنَّه قبل موته دعا الله أن يبتليَه بالقمل، والنَّوم مع الكلاب، والموت على قارعة الطريق، قال: وحصل له ذلك قبل موته، فتزايد عليه القمل حتى صار يمشي على فراشه، ودخل له كلب فنام معه على الفراش ليلتين -إلى أن يقول:- وإنَّما تمنَّى ذلك ليكون له أسوة بالأنْبياء عليهم الصلاة والسلام الذين ماتوا بالجوع والقمل...' إلى آخره.

    وهذا كذب على الأنبياء، فما دعوا الله ذلك، وقد شرَّفهم الله عن أن يناموا، أو يموتوا والكلاب في أحضانهم.

    وينقل عن الحنفي أيضاً قال: ' دخلتْ على الشيخ يوماً امرأة أمير، فوجدت حوله نساء خاص تكبسه، فأنكرت بقلبها عليه -أي: أن المرأة أجنبية وتكبس رجله- فلحظها الشيخ بعينه، وقال لها: انظري، فنظرت فوجدت وجوههن عظاماً تلوح والصديد خارج مِن أفواهن ومناخرهن كأنهن خرجن مِن القبور -يعني: النساء اللاتي عنده- فقال لها: والله ما أنظر دائماً إلى الأجنبيات إلا على هذه الحال، ثم قال لمنكرته: إنَّ فيك ثلاث علامات، علامة تحت إبطك، وعلامة في فخذك، وعلامة في صدرك، فقالت: صدقت والله! إنَّ زوجي لم يعرف هذه العلامات إلى الآن! واستغفرتْ وتابتْ!'.

    ومما ينقلون عنه من خرافات: ' أنَّه كان يتطور في بعض الأحيان حتى يملأ الخلوة بجميع أركانِها، ثم يصغر قليلاً قليلاً حتى يعود لحالته المعهودة! قال: ولما علم النَّاس بذلك سدَّ الطاق التي كانت تُشرف على الخلوة رضي الله عنه! قال: وكان إذا تغيب من شخصٍ يتمزق كلَّ ممزق ولو كان مستنداً لأكبر الأولياء لا يقدر أن يدفع عنه شيئاً من البلاء '.

    انظروا! كل تلميذ يستند لوليٍّ! فـالحنفي يقولون: إنَّه مِن قوَّته يقضي على عدوه مهما كان مستنداً إليه مِن الأولياء-.

    يقول: ' كما وقع لـابن التمار وغيره، فإنَّه أغلظ عليه الشيخ في شفاعة، وكان مستنداً للشيخ البسطامي ، فقال سيدي محمد: مزقنا ابن التمار كلَّ ممزق ولو كان معه ألف بسطامي! ثم أرسل السلطان فهدم دار ابن التمار فهي خراب إلى الآن '.

    كل واحد يعبد وليّاً معيَّناً ويستغيث به، ويستنجد به.

    ويقولون عن هذا الحنفي : إنَّه اختلى سبع سنين تحت الأرض في الخلوة حتى فُتح عليه! قال أبو العباس : وكنتُ إذا جئتُ وهو في الخلوة أقف على بابها فإن قال لي: ادخل دخلت، وإنْ سكتَ رجعتُ، فدخلتُ يوماً عليه بلا استئذان فوقع بصري على أسدٍ عظيمٍ فغُشيَ عليَّ، فلما أفقتُ خرجتُ واستغفرتُ الله تعالى مِن الدخول عليه بلا إذن.

    قال الشيخ -وهو أبو العباس -: ' ولم يخرج الشيخ -أي: الحنفي - مِن الخلوة حتى سمع هاتفاً يقول: يا محمَّد! اخرج انفع النَّاس ثلاث مرات، وقال له في الثالثة: إن لم تخرج وإلا هيه، فقال الشيخ: فما بعد هيه إلاَّ القطيعة، قال الشيخ: فقمتُ، وخرجتُ إلى الزاوية فرأيتُ على الفسقية جماعة يتوضأون، فمنهم مَن على رأسه عمامة صفراء، ومنهم زرقاء، ومنهم مَن وجهه وجه قرد، ومِنهم مَن وجهه وجه خنـزير، ومنهم وجهه كالقمر، فعلمتُ أنَّ الله أطلعني على عواقب أمور هؤلاء النَّاس، فرجعتُ إلى خلفي وتوجهت إلى الله تعالى فستر عني ما كُشف لي مِن أحوال الناس '.

    وأيضاً: ينقلون عن هذا الحنفي : ' أن أهل المغرب كانوا يأخذون مِن تراب زاويته ويجعلونه في أوراق المصاحف، وكان أهل الروم يكتبون اسمه على أبواب دورهم ليتبركوا به.

    وكانت رجال الطيران في الهواء تأتي إليه فيعلمهم الأدب، ثمَّ يطيرون في الهواء والنَّاس ينظرون إليهم حتى يغيبوا، وكان -رضي الله عنه- يزور سكان البحر فكان يدخل البحر بثيابه فيمكث ساعة طويلة ثم يخرج ولم تبتل ثيابه '.

    ومِن أخبار هذا الحنفي أنَّه كان إذا زار القرافة - أي: المقبرة - سلَّم على أصحاب القبور فيردُّون عليه السلام بصوت يسمعه مَن معه.

    ' ودخل يوماً إلى الحمام مع فقرائه فأخذ الماء من الحوض ورشَّه على أصحابه وقال: النَّار التي يعذب الله بها العصاة مِن أمَّة محمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثل هذا الماء في سخونته، قال: ففرح الفقراء بذلك ' يعنى: تلاميذه.

    ولما جاءت وفاته، قال في مرض موته: ' مَن كانت له حاجة فليأتِ إلى قبري، ويطلب حاجته، أقضِها له، فإنَّ ما بيني وبينكم غير ذراع مِن تراب، فكلُّ رجلٍ يحجبه عن أصحابه ذراع مِن تراب فليس برجُل '.

    كرامات الدينوري
    ويقول علي بن محمد بن سهل الصائغ الدينوري : ' تركتُ قولي للشيء كن فيكون تأدباً مع الله تعالى '.

    هو يستطيع أن يقول للشيء كن فيكون، ولكن تأدباً مع الله فقط لا يفعل ذلك.

    كرامات جاكير الهندي
    وهذا جاكير الهندي يقول عنه الشعراني : ' استأذن رجل واسطيٌّ الشيخَ جاكير في ركوب بحر الهند للتجارة فقال له الشيخ: إذا وقعت بشدةٍ فنادي باسمي! فلمَّا كان وقت كذا وكذا عصفت الرياح الشماليَّة فتلاطمت الأمواج، فأشرفنا على الغرق فتذكرت قول الشيخ فقمتُ واستقبلتُ العراق وناديتُ: "يا شيخ جاكير أدركنا"، فلم يتمَّ كلامي حتى رأيناه عند السفينة، وأشار بكمِّه إلى الشمال فسكتت الريح، ومشى خطوات يميناً وشمالاً فسكن البحر، ثم أشار بكمِّه إلى الجنوب، فهبت ريحٌ طيبةٌ أوصلتنا إلى طريق السلامة، ومشى الشيخُ على الماء حتى غاب عنَّا '.

    قال الشعراني : ' وكان الشيخ جاكير يقول: ما أخذتُ العهد على مريدٍ حتى رأيتُ اسمَه مكتوباً في اللوح المحفوظ! وأنَّه مِن أولادنا '.

    انظروا كيف أنَّهم يطَّلعون على اللوح المحفوظ؟!


    كرامات الرفاعي
    وهذا الرفاعي -والحمد لله قد اعترف المغربيان اللذان ألَّفا كتاب التحذير من الاغترار بأن الرفاعي مؤسس الرفاعية - ادَّعى أنَّه ذهب إلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وناداه وطلب أن يصافحه، وأخرج النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يده الشريفة مِن القبر الشريف وصافحه، وأنَّ خمسون ألف حاجٍّ رأوه وهو يصافح الرفاعي ، واعْترفَ المغربيَّان -نقلاً عن الغماري الخرافي الأكبر- بأنَّ هذا كذبٌ لأنَّه ما يمكن أن ينقل تواتراً لا يقبل فيه نقل الآحاد، ولم ينقل أحد من هؤلاء الخمسين ألفاً هذه القصة إلا الرفاعي الذي ادَّعى ذلك لنفسه!!

    إذاً: هذه الحكاية لا تقبل؛ لأنها ليست منقولة إلا عن الرفاعي .

    هذا الرفاعي -مؤسس الطريقة الرفاعية - والطريقة الرفاعية مشهورة جدّاً بالخرافات، ومشهورة بالسحر والشعوذة أكثر مِن غيرها مِن الفرق، حتى إن بعض الفرق الصوفية تعتبرهم مجرد سحرة وليسوا من الصوفية في شيءٍ.

    وقصتهم مع شَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية شرحها رحمه الله وفصلها في الفتاوى ، وهم يسمُّون بـالبطائحيَّة لأنَّ الرفاعي كان في البطائح ، ووصلتْ المناظرة مِن الشدَّة إلى حد أنَّهم قالوا للأمير: نحن على الحق، وابن تيمية على الباطل، نحن نستطيع أنْ ندخل النَّار، وهذه كرامة لنا تدل على أنَّنا على الحقِّ.

    وشَيْخ الإِسْلامِ رحمه الله بثاقب علمه قال: نغسل أجسادَنا نحن وإياكم بأنواعٍ قويَّة مِن المزيلات، ثمَّ ندخل النَّار جميعاً، ومَن أحرقتْه فعليه لعنةُ الله، وهو ليس بالوليِّ فعند ذلك نكصوا على أعقابهم، وخسِئوا أمام الأمير، وأمام الجمهور، وأمام الذين معه، وعرف النَّاس أنَّهم دجالون، وأخبر شَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية بدَجَلِهم، وأنَّهم يَدهنون أجسادهم بأنواعٍ مِن الدهون، ثم يدخلون النَّار، أو يُدخلون أيديهم فيها ولا يحترقون، ثم يقولون للنَّاس نحن أولياء.

    وأحمد الرفاعي مؤسِّس هذه الطريقة، ينقلون مِن كراماته: ' أنَّه كان إذا صعد الكرسي لا يقوم قائماً، وإنما يتحدث قاعداً، وكان يَسمع حديثَه البعيد مثل القريب؛ حتى أنَّ أهل القرى التي حول القرية التي كان فيها كانوا يجلسون على سطوحهم يسمعون صوته ويعرفون جميع ما يتحدث به، حتى كان الأطرش والأصم إذا حضروا يفتح الله أسماعهم لكلامه، وكانت شيوخ الطرق يحضرونه، ويسمعون كلامه '.

    ويذكرون من كراماته: إحياء الموتى! ويقولون: ' إنَّه كان جالساً وحده فنـزل عليه رجلٌ مِن الهواء، وجلس بين يديه، فقال الشيخ: مرحباً بوفد المشرق، فقال له: إنَّ لي عشرين يوماً ما أكلتُ ولا شربتُ، وإني أريد أن تُطعمني شهوتي , فقال له: وما شهوتُك؟

    قال: فنظر إلى الجوِّ وإذا خمس وزات طائرات، فقال: أريد إحدى هؤلاء مشوية، ورغيفين مِن بُرٍّ، وكوزاً من ماء بارد، فقال له الشيخ: لك ذلك! ثم نظر إلى تلك الوزات، وقال: عجِّل بشهوة الرجل، قال: فما تم كلامُه حتى نزلت إحداهن بين يديه مشويةً! ثمَّ مدَّ الشيخُ يده إلى حجرين كانا إلى جانبه فوضعهما بين يديه فإذا هما رغيفان ساخنان مِن أحسن الخبز منظراً، ثم مدَّ يدَه إلى الهواء، وإذا بيدِه كوزٌ أحمر فيه ماء!! قال: فأكل وشرب، ثم ذهب في الهواء مِن حيث أتى، فقام الشيخ رضي الله عنه وأخذ تلك العظام، ووضعها بيده اليسرى، وأمرَّ بيده اليمنى عليها، وقال: أيتها العظام المتفرقة، والأوصال المتقطعة اذهبي، وطيري بأمر الله تعالى! بسم الله الرحمن الرحيم، قال: فذهبت وزَّةً سويَّةً كما كانت، وطارت في الجو حتى غابت عن منظري '.

    وأحد تلاميذه يُدعى علي الملِّيجي ، يقول: ' إنَّه كان يزور أحدَهم، فذبح له سيِّده علي فرخاً وأكله، وقال لسيِّده: لابدَّ أن أكافئك، فاستضافه يوماً فذبح للسيِّد علي فرخة فتشوشت امرأتُه عليها، فلمَّا حضرت قال لها سيِّدي علي : هش! فقامت الفرخة تجري، فقال - الشيخ السيِّد علي -: يكفينا المرق ولا تتشوشي '.

    وفي الأجوبة المرضيةللشعراني ، يقول: ' ومما يتميز به الصوفية عن الفقهاء: الكشف الصحيح عن الأمور المستقبلة وغير ذلك، فيعرفون ما في بطون الأمهات أذكرٌ هو أم أنثى، أم خنثى، ويعرفون ما يخطر على بال النَّاس، وما يفعلونه في قعور بيوتهم '.

    كرامات إبراهيم الخرساني
    وينقل أيضاً عن إبراهيم الخرساني : ' بينما أنا في يوم صائف إذ عدلتُ إلى مفازةٍ فدخلتُها، فما لبثتُ أن دخل عليَّ ثعبان كأنه نخلة، وجعل ينظر إليَّ، فقلتُ: لعل معه رزقٌ لي، فخرج ثم أقبل إليَّ وفي فمِه رغيفٌ حوراي، ووضعه عندي، ورجع، فقال: رأيتُ فقيراً بالمسجد الحرام وعليه خرقتان، فقلتُ في سرِّي: هذا أو شبهه كَلٌّ على النَّاس، فناداني الفقير، وقال: وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ [البقرة:235]، فاستغفرتُ الله في سرِّي فناداني، وقال: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ [الشورى:25]، ثم غاب عنِّي فلم أره '.

    ( و هناكَ تكملة ) ..

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    343

    افتراضي رد: [ترجمة الشيخ (تش تش)!]

    كرامات عبد العزيز الدباغ
    عبد العزيز الدباغ ، يقول أحد مريديه: ' إنَّني ذهبتُ لزيارته، وكانت إحدى زوجاتي حاملاً، فتحدثتُ معه في شأنها، فقال لي: إنَّها تلدُ ولداً ذكراً اسمه أحمد، فمكثتُ ثلاثة أشهر، فذهبتُ لزيارته فقال: حملتْ زوجتُك؟

    فقلت: لا أدري يا سيدي، فقال: إنَّها حامل منذ خمسة عشر يوماً، وهو ذَكَر إن شاء الله تعالى! فسمِّه باسمه وهو يشبهني!! إن شاء الله تعالى، فلمَّا رجعتُ أعلمتُ الزوجة بما قال، وفرحتْ، ثمَّ ولدتْ ذكراً كما قال رضي الله عنه، وهو أشبه النَّاس به بشرة !! '

    ومنها: ' أنَّ الزوجة الأولى حملت ثانيةً، فسألتُ عن حملها، قال لي: بنت، وسمِّها باسم أمِّي!! '

    وكثير مِن الكرامات عن هذا الدباغ في الأولاد؛ أنَّه يعرف الذكور مِن الإناث، ويضع لهذا ذكوراً، ولهذا إناثاً -والعياذ بالله-.


    كرامات الحداد
    وهذا عبد الله با علوي الحداد -وهو أيضاً مِن كبارهم وله كتب أذكار توزع في مكة كثيراً- يقول عنه صاحبه: ' له كرامات كثيرة، مِنها: أنَّ أحدَ تلامذَتِه وهو الشيخ حسين بن محمد بافضل كان معه حين حج، فلما وصل إلى المدينة مرض مرضاً أشرف فيه على الموت، وكُشف للسيد عبد الله المذكور أنَّ حياةَ الشيخ قـد انقضت، فجمع جماعةً مِن أصحابه، واستوهب مِن كلِّ واحدٍ منهم شيئاً مِن عُمُره -أي: حتى يضمَّه إلى عُمُر الشيخ- فأول مَن وهبه السيد عمر أمين ، فقال: وهبتُه مِن عمُري ثمانية عشر يوماً، فسئل عن ذلك، فقال: مدة السفر مِن طيبة إلى مكة اثنا عشر يوماً، وستة أيام للإقامة بها، ووهبه آخرون شيئاً مِن أعمارهم، فعاش الرجل! وذهب إلى مكة ، وما مات حتى انتهت الأيام التي أعطوْه '.

    انظروا كيف يتصرَّفون حتى في أعمارهم وأعمار غيرهم، يعطونهم وينقصونهم كيفما يشاءون؟!

    وينقل عنه صاحب المشرع الروي في فضائل آل با علوي [2/409] يقول:

    ' اشترط رجل عليه أن يضمَن له الجنَّة، فدعا له بالجنَّة، فحسُنت حال الرجل، وانتقل إلى رحمة الله، وشيَّعه السيد عبد الله المذكور، وحضر دفنَه، وجلس عند قبره فتغير وجهه -أي: تغير وجه باعلوي وهو واقف على القبر ثم ضحك، واستبشر، فسئل عن ذلك، فقال: إن الرجل لما سأله الملكان عن ربه: مَن ربك؟ قال: شيخي عبد الله باعلوي !! فتعبتُ لذلك!! -أي: عبد الله - فسألاه أيضاً فأجاب بذلك، فقالا: مرحباً بك، وبشيخك عبد الله باعلوي ، فلمَّا قبِله الملَكان، وقبِلاني معه فرِحتُ '.

    ويعلِّقُ المؤلف، فيقول: ' قال بعضهم هكذا يجب أن يكون الشيخ يحفظ مريدَه حتى بعد موته '.

    قال: ' ومِن كراماته: أنَّه كان يخبر أصحابه بما في بيوتهم، أو بما يضمرونه -أي: في أنفسهم- ويخبر أهلَهم بما يخفونه عنه، وأخبر جماعةً قصدوه مِن بعيدٍ بما وقع لهم في طريقهم.

    ومنها: أنَّه ما استغاث به أحدٌ بصدقِ نيَّةٍ وحسنِ الظن إلا أتاه الغوث سريعاً '.

    وجد في الطبعة الأخيرة مِن المشْرَع الروي الذي طبعه الشاطري في جدة حذف بعض الكرامات، ويكتبون تحتها: هاهنا شيءٌ حذفناه، لكن نجد في كتاب: جامع كرامات الأولياء كل هذه الكرامات موجودة بكاملها، فأحببتُ أن أنبِّه لذلك.

    ومِن كراماته أيضاً: ' أن علي بن عبد الله با غريب مرض هو وابنه ثلاثة أشهر مرضاً شديداً، فجاءت به أمُّه إلى السيد باعلوي وهي مشفقة عليه مِن الموت، فقال لها: ما أقلقك عليه؟ إنَّ عمره مائة سنَة لا يموت ابن ثلاثة أشهر، ودعا له بالعافية فعوفي، وعاش مائة سنَة '.

    ومن كراماته أيضاً -كما يزعمون-: ' أنه دخل عليه تلميذه محمد بن حسن قبل أن يتزوج فقال له: تزوج فإني أرى في صلبك ابناً أمه من غير آل علوي، فتزوج مانية بنت الشيخ عبد الله بن محمد بن حكم باقشير فولدت له ولداً، أي: عرف أن في صلبه ابناً من غير العائلة فتزوج فكان كما أخبر الرجل كما يقولون! '

    والفقيه باعلوي مِن أسرة كبيرةٍ معروفةٍ التي ألِّف عنها كتاب المشرع الروي .

    كرامات وحيش المجذوب
    وحيش المجذوب ' كان إذا رأى شيخ بلدةٍ، أو غيره يَنـزل له عن حمارتِه، ويقول: أمسك لي رأسَها حتى أفعلَ بها!! فإِذا امتنع سمَّره في الأرض، فلا يستطع أن ينتقل خطوة واحدة، وإن أطاع حصل له خجلٌ عظيمٌ مِن المارَّة الناظرين إليه، مات سنة (917).'

    وهذا غير الأول.

    وهناك كرامات كثيرة؛ ولذلك يقول تعقيباً على ذلك: قال المناوي : ' وتقدم نظير هذه الكرامات ' أي: مروي عن كثيرٍ مِن أئمَّة التصوف مثل هذه الحكايِة أنَّه كان يطلب أن يفعل في الدابة! فإذا وافق الرجلُ صاحبُ الدابة، ويكون أمير البلد: فالمصيبة، وإن لم يوافق تسمَّرت في الأرض حتى يوافق أن يفعل فيها الفاحشة علانية!!

    كرامات أحمد بن إدريس
    أحمد بن إدريس ، يقولون: ' ومن كراماته رضي الله عنه: أنَّ شخصاً اشترى له لحماً ووضعه في ثوبه وأدركته الصلاة فصلى معه رضي الله عنه، وبعد انقضاء الصلاة ذهب بلحمه إلى بيته، ووضعه في القدر، وأوقد عليه النار فلم تؤثِّر فيه شيئاً، فأكثر عليه النَّار فلم تفِد فيه شيئاً، فأخبر بذلك الشيخ رضي الله عنه، فقال: نحن بُشِّرنا أنَّه مَن صلَّى معنا لن تمسه النَّار! '

    فما دام اللحمة صلت معنا فإذاً النار لن تمسها، لذلك قلنا: لا تستغربوا قولهم: إنَّ الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقطع مِن أرض الجنة.

    يقول النبهاني عن أحمد بن إدريس : ' اختصه الله بالمواهب المحمديَّة والعلوم اللَّدنية والاجتماعات الصورية الكمالية بالنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والأخذ والتلقِّي منه؛ حتى لقَّنه النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنفسه أوراد الطريقة الشاذلية '.

    عند ما نقول هذا الكلام الذي تقولونه مبتدع، وهذه الأذكار بدعيَّة هم يردون علينا: بأن هذا ورد في حديث ضعيف، وهذا ورد في حديث كذا! وهذا ليس هو أصل التشريع عندهم، أصل التشريع: أنَّه رؤيا، ويقولون لأتباعهم: هذا لقننا إياه الرسول، لكن يقولون لنا: هذا مرويٌّ عند أبي نعيم ، أو عند ابن عساكر ، أو عند فلان، ويأتون بأي حديث.

    يقول: ' فلقَّنه النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنفسه أوراد الطريقة الشاذلية ، فإنَّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطاه أوراداً جليلةً، وطريقةً تسليكيَّةً خاصَّةً له.

    قال له: مَن انتمى إليك فلا أَكِلُه إلى ولاية غيري، ولا إلى كفالته، بل أنا وليُّه وكفيله '.

    قال أحمد : ' اجتمعتُ بالنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجتماعاً صورياً.

    أي: في اليقظة ومعه الخضر عليه السلام، فأمر النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخضر أن يلقنَّني أذكار الطريقة الشاذلية فلقننيها بحضرته '.

    كرامات ابن أبي القاسم
    وأبو بكر بن أبي القاسم ، روي عنه أنَّه قال: ' مَن رآني ورأيتُه دخل الجنَّة ' وقال أحد أئمَّتهم: ' مَن رآني، ورآى مَن رآني.. -إلىسابع مَن رآى- دَخَل الجنَّة وضمن له الجنَّة ' وأنَّ هذا مما يحكى عن الشاذلي .

    كرامات الأشموني
    مدين الأشموني ' جاءته امرأةٌ فقالت: هذه ثلاثون ديناراً وتضمَن لي على الله الجنَّة! فقال الشيخ رضي الله عنه مباسطاً لها: لا يكفي ثلاثون ديناراً -قليلة!- فقالت: لا أملك غيرَها، فضمِن لها على الله الجنَّة!! فماتت، فبلغ ورثتَها ذلك، فجاءوا يطلبون الثلاثين ديناراً مِن الشيخ، وقالوا: هذا الضمان لا يصح، فجاءتْهم في المنام، وقالت لهم: اشكروا لي فضل الشيخ فإنِّي دخلتُ الجنة!! فرجعوا عن الشيخ ' انظروا إلى حد تلاعب الشياطين والجن بهم حيث أنهم جاءوا لتلك المرأة في شكل جنِّ، والتعامل مع الجن هو الذي يجعله يسخر أمثال هؤلاء.

    ومِن كراماته أيضاً، يقول: ' إن منارة زاويته -الموجودة الآن- لما فرغ مِن البناء منها مالت إليه، وخاف أهل الحارة منها فأجمع المهندسون على هدمها، فخرج إليهم الشيخ على قبقابه فأسند ظهره إليها وهزَّها والنَّاس ينظرون، فجلستْ على الاستقامة إلى وقتنا هذا '.

    قال: ' ومرض سيدي مدين رضي الله عنه مرضاً أشرف فيه على الموت فوهبه الشريمي مِن عمره عشر سنين ثم مات في غيبة الشريمي رضي الله عنه، فجاء وهو على المغتسل، فقال: كيف مِتَّ! وعزَّة ربي لو كنتُ حاضراً ما خليتك تموت '.

    مِن كراماته أيضاً ' أنَّه مرَّ به إنسانٌ يقود بقرة حلابة، فقال له: احلب لي شيئاً مِن اللبن أشربه، فقال له: هذه "ثور"، فصارت في الحال ثوراً ولم تزل ثوراً إلى أن ماتت '.

    ومن كراماته أيضاً ' أنه كان يوماً يتوضأ في البالوعة التي في "رباط الزاوية"، فأخذ فردة القبقاب فضرب بها نحو بلاد المشرق -يعني: الحذاء رماها نحو بلاد المشرق- ثم جاء رجلٌ مِن تلك البلاد بعد سنَةٍ وفردة القبقاب معه، وأخبر أن شخصاً مِن العيَّار -يعني: مِن قطاع الطريق- عبث بابنته في البريَّة - فقالت: يا شيخ أبي لاحظني لأنَّها لم تعرف أنَّ اسمه مدين - ما نادته باسمه، استغاثت بشيخ أبيها - فيقول: وهي مِن ذلك الوقت إلى الآن عند ذريته رضي الله عنه. -محتفظين بالقبقاب!!- '

    وهذا الأشموني ، خرج رجل فقير يوماً مِن الزاوية، فرآى جرةَ خمرٍ مع إنسان فكسرها، فبلغ الشيخ رضي الله عنه ذلك فأخرجه من الزاوية وقال: ' ما أخرجته لأجل إزالة المنكر، وإنَّما هو لإطلاق بصره حتى رأى المنكر؛ لأنَّ الفقير لا يجاوز بصرُه موضع قدميه فعاقبه على ذلك! '.

    كل هذه الخرافات موجودة في طبقات الشعراني [2/93]، وجامع كرامات الأولياء [2/249]

    ( و هناكَ تكملة ) ..

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    343

    افتراضي رد: [ترجمة الشيخ (تش تش)!]

    كرامات محمد بن أبي حمزة
    المدعو محمد بن أبي جمرة ، يقول: ' إنَّه كان كبير الشأن معظماً للشرع، لكن أنكرو عليه بدعواه رؤية النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقظةً، وعقدوا له مجلساً، فأقام في بيته لا يخرج إلا لصلاة الجمعة، ومات المنكِرون عليه على أسوأ حال وعرفوا بركته '.
    ومما نقله الشعراني في تعظيم أئمَّتهم قوله عن أحدهم: ' كان يقول: لو كان الحق -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- يُرضيه خلاف السنَّة لكان التوجه في الصلاة إلى القطب الغوث أولى مِن التوجُّه إلى الكعبة '.

    أي: أن التوجه إلى الكعبة عبادة محضة، وإلا فإن هذا القطب [الغوث] أولى مِن الكعبة.

    كرامات الشويمي
    ومِن أوليائهم المدعو الشويمي ، يقول الشعراني : ' جاء مرةً شخصٌ يحمِّله حمْلة - والحملة هي الحاجة - هذه الحملة هي إمراة يحبها ويريد أن يتزوجها وهي تأبى، فقال له: ادخل هذه الخلوة واشتغل باسمها -أي: ردِّد اسمها- فدخل واشتغل باسمها ليلاً ونهاراً فجاءته المرأة برِجليها إلى الخلوة! -انظروا السحر، وانظروا كيف يجمع المرأة بمن لا يجوز- وقالت له: افتح لي أنا فلانة، فزهد فيها، وقال: إن كان الأمر كذلك فاشتغالي بالله أولى، فاشتغل باسم الله تعالى، ففتح عليه في خامس يوم رضي الله عنه '.
    كان الشويمي رفيقاً لـمدين الأشموني ' وكان يدخل ويضع يده على عورات النساء، فيغضبن ويشكون للشيخ فيقول: لا تتشوشوا! ' وكثير من مثل هذه الكرامات آثرتُ أن لا أذكرها حياءً منكم، وممن يقرأ، وإلا فهذا عندهم كثير: يضع يده على عورات النساء، وعلى عورات الرجال.

    كرامات الدقوسي
    ومِن كبار أوليائهم المدعو: أبو بكر الدقوسي ، ينقل الشعراني عن أحد تلاميذه حج معه ' وكان الشيخ يقترض طول الطريق الألف دينار فما دونها على يدي، فإذا طلبني المال أجيءُ به إليه فأخبره، فيقول: عُدَّ لك مِن هذه الحجارة -يقول: خُذ هذه الحجارة وعُدَّ لك على قدر الدَّيْن!!- قال: وكنتُ أعُدُّ الألف والمائة، والأربعين، والثلاثين فأعطيها الرجل فيجدها دنانير! '

    كرامات أحمد الزاهر
    ومنهم: المدعو أحمد الزاهر ، وآخر: الذي يقول: إنَّه كان يطرح الحجارة فتُحوَّل إلى ذهب، ينقلون هذا عن كثيرٍ مِن أتباعهم، ولاشك أنَّه مِن السحر كغيره مِن كراماتهم!

    يقول: ' وكان له صاحب يبيع الحشيش بباب اللوق، فكان الشيخ رضي الله عنه يرسل إليه أصحابَ الحوائج فيقضيها لهم، فقال له أحد تلاميذه عن ذلك - أي: كيف تفعل هذا مع الحشاشين؟ - فقال له: ياولدي ليس هذا مِن أهل المعاصي، إنَّما هو جالس يُتَوِّب النَّاس في صورة بيع الحشيش، فكل مَن اشترى منه لا يعود يبلعها أبداً '.

    ويقول عن الشيخ أبي بكر أن تلميذه لما حج: ' يقول سألته أن يجمعني على القطب فقال: اجلس ها هنا، فمضى فغاب عنِّي ساعة ثم حصل عندي ثِقَل في رأسي، فلم أتمالك أحملها حتى لصقت لحيتي بعانتي! فجلسا يتحدثان عندي - أي: الشيخ والقطب - بين زمزم والمقام ساعة، وكان مِن جملة ما سمعتُ مِن القطب يقول: آنَستَنا يا عثمان ، حلَّت علينا البركة، ثمَّ قال لشيخي: توصَّى به فإنَّه يجيءُ منه، ثم قرأ سورة الفاتحة وسورة قريش، ودعيا، وانصرفا، ثم رجع سيدي أبو بكر رضي الله عنه، فقال: ارفع رأسَك، قلت: لا أستطيع، فصار يمرخني ورقبتي تلين شيئاً فشيئاً، حتى رجعتْ لما كانت عليه، فقال: يا عثمان هذا حالك وأنت ما رأيتَه، فكيف لو رأيتَه، فمن ثَمَّ كان سيدي عثمان رضي الله عنه -كما يقول الشعراني - لا يريد إلا الانصراف عن جليسه حتى يقرأ سورة الفاتحة، ولإيلاف قريش؛ لأنَّه سمع القطب قرأها قبل أن ينصرف '.

    كرامات الجاكي
    وهذا المدعو حسين الجاكي ، مِن كراماته، قال الشعراني : ' عقدوا له مجلساً عند السلطان ليمنعوه مِن الوعظ وقالوا: إنَّه يلحن، فأمر السلطان بمنعه، فشكا ذلك لشيخه، الشيخ أيوب ، قال: فبينما السلطان في بيت الخلاء، إذ خرج له الشيخ أيوب مِن الحائط والمكنسة على كتفه في صورة أسدٍ عظيم وفتح فمه يريد أن يبلع السلطان، فارتعب السلطان ووقع مغشيّاً عليه، فلمَّا أفاق قال له: أرسل للشيخ حسين يعظ وإلا أهلكتك، ثم دخل مِن الحائط '.

    كرامات التستري
    ووليُّهم المدعو: حسن التستري ، يقولون: ' إنَّ الوزير سدَّ زاويته وأقفلها فقال الشيخ: مَن سدَّ هذا الباب؟ فقالوا: الوزير فلان بأمر السلطان، فقال: نَحن نسدُّ أبواب بدنه وطيقانه، فعمي الوزير وطرش وخرس، وانسدَّ أنفُه عن خروج النَّفَس، وانسدَّ قُبُلُه ودُبُرُه عن البول والغائط، فمات الوزير في الحال، فبلغ ذلك السلطان فنزل إليه وصالحه، وفتح له الباب '.

    كرامات القناوي
    عبد الرحيم القناوي ، يقول الشعراني : ' نزل يوماً في حلقته شبحٌ مِن الجوِّ لا يدري الحاضرون ما هو، فأطرق الشيخ ساعةً ثم ارتفع الشبحُ إلى السماء، فسألوه عنه فقال: هذا ملَكٌ وقعت منه هفوةٌ فسقط علينا يستشفع بنا، فقبِل الله شفاعتَنا فيه فارتفع!

    قال: وكان الشيخ إذا شاوره إنسانٌ في شيءٍ يقول: أمهلني حتى أستأذن لك فيه جبريل عليه السلام، فيمهله ساعة، ثم يقول له: إفعل أو لاتفعل على حسب ما يقول جبريل '

    كرامات الخواص
    أما المدعو علي الخواص : فينقل عنه ' أنَّ محمد بن هارون مِن أوليائهم -وهناك خلاف بين هذا الولييْن-سلبه حالَه مرة صبيٌّ القرَّاد -أحد الأولياء الآخرين- وذلك أنَّه كان إذا خرج مِن صلاة الجمعة تبعه أهل المدينة يشيِّعونه إلى داره، فمرَّ بصبيِّ القراد وهو جالس تحت حائطه يفلي خرقته مِن القمل، وهو مادٌّ رجليه، فخطر في سرِّ الشيخ أنَّ هذا قليل الأدب يمد رجليه ومثْلي مارٌّ عليه، فسُلب لوقته، وفرَّت النَّاس عنه، فرجع فلم يجد الصبيَّ، فدار عليه في البلاد إلى أن وجده في رميلة بـمصر فلمَّا نظر القَرَّاد الكبير إليه وهو واقف وقد فرغوا، قال له: تعالَ يا سيدي الشيخ، مثلك يخطر في خاطره أنَّ له مقاماً أوقدْراً؟ هذا الصبيُّ سلبكَ حالك - القراد يقول: الصبيُّ سلب الشيخ حالَه -أي: إيمانه- فله أن يمد رجله بحضرتك لكونه أقرب إلى الله منك، فقال: التوبة، فأرسله إلى سنهور المدينة -إلى الحائط الذي كان يفلي فرقته عندها- وقال: نادِ السحليَّة التي هناك في الشق -أي: الوزغ التي في الشق عند الحائط- وقل لها: إنَّ قزمان طاب خاطره علي فردي عليَّ حالي، فخرجتْ، ونفختْ في وجهه، فردَّ الله عليه حاله أي: ردَّ الله إيمانَه لما نفختْ عليه هذه السحلية! '

    كرامات البقال
    وهذا علي البقال ، يقولون مِن كراماته: ' أنَّ ابن الفارض مرَّ به فرآه يتوضأ وضوءاً غير مرتب وهو لا يعرفه، فقال له: أنتَ في هذا السنِّ في دار الإسلام وتتوضأ وضوءاً باطلاً؟ فنظر إليه، وقال: لم أتوضأ إلاَّ وضوءاً مرتَّباً لكنَّك لا تبصر، ولو أبصرت أبصرت هكذا، وأخذ بيده فأراه الكعبة، فأكبَّ ابن الفارض على أقدامه يستغفر '.

    كرامات البحيري
    وهذا المدعو علي البحيري ، قال المناوي : ' أخبرني صاحبُنا زين الدين العلاف أنَّه جلس مرة فطأطأ رأسَه، وتمرَّغ على التراب، وقال: أستغفر الله، وكرَّر ذلك وبكى!! فسأله عن ذلك، فقال: حككت رأسي في ساق العرش في هذا الوقت '.


    كرامات الهيتي
    علي بن الهيتي ، يقولون مِن كراماته: ' أنَّه حضر هو وجماعة مِن المشايخ والفقهاء، فعملوا سماعاً -أي: حضرة- فأخذ المشايخ بحظهم مِن الرقص والغناء، وأنكرت الفقهاء ببواطنهم، فطاف عليهم الشيخ علي بن الهيتي - ما أظهروا إنما في الباطن فقط فكان كلَّما قابل رجلاً نظر إليه فيفقد جميع معلوماته حتى مِن القرآن! وانصرفوا ومكثوا كذلك شهراً ثم أتوا واستغفروا وقبَّلوا رجليْه '.

    يقول الشعراني في العهود ' حكى لي أحدُهم أنَّ والده سراج الدين البلقيني مرَّ يوماً في باب اللوق، فوجد هناك زحمة، فقال: ما هذه الزحمة؟ فقالوا: شخصٌ مِن أولياء الله يبيع الحشيش! فقال: كيف يكون شخص حشاش مِن أولياء الله؟ إنما هو مِن الحرافيش، ثم ولَّى، فسُلب الشيخ جميعَ ما معه حتى الفاتحة '.

    قال: فمنذ ذلك اليوم ما أنكر الشيخ البلقيني على أحدٍ مِن أرباب الأحوال!

    وكما قلنا هذا هو الإرهاب الذي يضعونه.

    كرامات القونوي
    صدر الدين القونوي الرومي الذي ذكره شَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية في كتبه مراراً، كان تلميذ ابن عربي ، قال المناوي : حكى عن نفسه أنَّه قال: اجتهد شيخي العارف ابن عربي أن يشرِّفني ويوصلني إلى المرتبة التي يتجلى فيها الحق تعالى للطالب بالتجليات البرقيِّة في حياته فما أمكنه -يعني: في حياة ابن عربي - فزرتُ قبره بعد موته، ثم رجعتُ، فبينا أنا أمشي في الفضاء عند طرسوس في يوم صائف، والزهور يحركها نسيم الصبا فنظرت إليها، وتفكرت في قدرة الله تعالى وكبريائه وجلاله، فشرفني حبُّ الرحمن حتى كدت أغيب عن الأكوان، فتمثَّل لي روح الشيخ ابن عربي في أحسن صورة كأنَّه نورٌ صَرف، فقال: يا محتار! انظر إليَّ، وإذا الحقُّ جلَّ وعلا تجلَّى لي بالتجلِّي البرقي مِن الشرف الذاتي فغبتُ عنِّي به فيه على قدر لمح البصر، ثمَّ أفقتُ حالاً وإذا بالشيخ الأكبر بين يدي فسلم سلام المواصلة بعد الفرقة وعانقني معانقة شديدة، وقال: الحمد لله الذي رفع الحجاب وواصل الأحباب.

    كرامات الكوراني
    ومِن أكابر مَن أحيا طريقةَ ابن عربي ومذهبه في وحدة الوجود المدعو يوسف الكوراني الملقب العجمي ، تحدث عنه الشعراني ، فقال -ضمن ترجمته-: لما ورد عليه وارد الحق بالسفر مِن أرض العجم إلى مصر ، فلم يلتفت إليه، فورد ثانياً -وارد في قلبه- فلم يلتفت إليه، فورد ثالثاً، فقال: اللهمَّ إن كان هذا واردَ صدقٍِِِِِ فاقلب لي عينَ هذا النَّهر لبناً حتى أشرب منه في قصعتي هذه! فانقلبَ النَّهر لبناً وشرب منه ثم ذهب إلى مصر .

    وله حكاياتٌ كثيرةٌ ننقل منها واحدة فقط، لتَعلموا حقيقة هؤلاء القوم -ومعهم ابن عربي وأمثاله- يقول: كان رضي الله عنه إذا خرج مِن الخلوة يخرج وعيناه كأنَّهما قطعة جمرٍ تتوقد، فكلُّ مَن وقع نظره عليه انقلبت عينُه ذهباً خالصاً، ولقد وقع بصره يوماً على كلبٍ فانقادت إليه جميع الكلاب إن وقف: وقفوا، وإن مشى: مشوا!! فأعلموا الشيخ بذلك، فأرسل خلف الكلب وقال: "اخسأ"! فرجعت عليه الكلاب تعضه حتى هرب منها.

    ووقع له مرةً أخرى أنَّه خرج مِن خلوة الأربعين فوقع بصره على كلبٍ فانقادت له جميع الكلاب، وصار النَّاس يهرعون إليه في قضاء حوائجهم، فلمَّا مرض ذلك الكلب اجتمع حوله الكلاب يبكون! ويظهرون الحزن عليه! فلمَّا مات أظهروا البكاء والعويل وألهم الله تعالى بعض النَّاس فدفنوه، فكانت الكلاب تزور قبره حتى ماتوا!

    يقول الشعراني : ' فهذه نظرة إلى كلبٍ فَعلت ما فعلت فكيف لو وقعت على إنسان؟! '.

    وحكاياتهم عن الكلاب وأنَّها من الأولياء كثيرة، منها: أن رجلاً اسمه "علي صاحب البقرة "، يقول النبهاني : كان له بقرة يحرث عليها فأراد أن يحلبها في بعض الأيام، فقالت له: يا شيخ علي إمَّا حليب، وإما حراثة فأتى بِها فاستنْطقها عند أهل القرية، فقالت مثل المقالة الأولى، فقال لها: اذهبي فلا حليب ولا حراثة، ثم سقط ميِّتاً، وسقطت هي أيضاً، فدفنا في محلٍ واحدٍ، وقبرُهما مقصودان للزيارة، وقد زرناهما في غير هذه المرة مع زمرة مِن الإخوان، وحصل لنا الحظ التام، وذكرنا الله تعالى عندهما برهة مِن الزمان!

    يعني: الشيخ والبقرة، فمن أوليائهم الكلاب ومن أوليائهم الأبقار!!


    كرامات باعباد الحضرمي
    وهذا باعبَّاد الحضرمي -وهو ممن ذكروهم مِن الأولياء الكبار- كان يقول لأصحابه: ' مَن وقع منكم في ضيق: فليتوسل إلى الله تعالى بي ويدعوني؛ فإني أحضركم أينما كنتم! '.

    يقول المؤلف: ' وجرَّب ذلك بعضُهم فوجده كما قال '.

    كرامات اليافعي
    أبو محمد عبد الله بن أسعد اليافعي ، يقول: ' إنَّه لما قصد المدينة لزيارة النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: لا أدخل المدينة حتى يأذن لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! قال: فوقفتُ على باب المدينة أربعة عشر يوماً، فرأيتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، فقال لي: يا عبد الله ! أنا في الدنيا نبيك، وفي الآخرة شفيعك، وفي الجنة رفيقك!! واعلم أن في اليمن عشرة أنفس مَن زارهم فقد زارني، ومَن جفاهم فقد جفاني '.

    أقول: ولذلك يُصِرُّون على حديث: { مَن حجَّ ولم يزرني فقد جفاني } [47] ليستفيدوا به في مثل هذا الموضع، فإذا قلتَ لهم: هذا الحديث ضعيف لا تراهم يدافعوا عنه؛ لأنه لم يثبت عن رسول الله، يدافعوا عنه لأنه يبطل دعواهم هم.

    يقول: 'فقلتُ: مَن هم يا رسول الله؟! فقال: خمسة مِن الأحياء، وخمسة مِن الأموات، فقلت: مَن الأحياء؟ قال: -فلان، وفلان.. إلى أن يقول- خرجتُ في طلب القوم، وليس الخبر كالمعاينة، ومَن شكَّ فقد أشرك!! فأتيتُ الأحياء، فحدثوني أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لهم كذلك، قال: وأتيتُ الأموات فحدَّثوني، فلمَّا أتيتُ الشيخ محمد النهاري قال: مرحباً برسول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقلت له: بم نلتَ هذا؟ قال: قال الله عز وجل: وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ [البقرة:282] '.

    كرامات الجعبري
    ومِن كرامات ما يسمُّونه علي بن أحمد الجعبري : أنَّه كان إذا جاء ليدخل باباً فوجده مغلقاً دخله مِن شقوقه التي لا تسع نملة.

    قال النبهاني : ' ومرَّ يوماً بالشارع بدارٍ وإذا هو بامرأة جميلة، فوقف زماناً، ثم صاح، وإذا بها نزلت، وأتت بالشهادتين، وكانت نصرانية! فقال لمن معه: نظرتُ إلى هذا الجمال الباهر، فقال: أنقذني مِن هذا الكفر الظاهر، فتوجهت فأسلمتْ '.

    يعني: النَّظر إلى المحرمات، أو كشف العورات لا إشكال! فهو كثير جدّاً، ننقل واحدة منها:



    كرامات الكردي
    المدعو علي الكردي وهو يعتبر مِن أوليائهم، أنَّ السهروردي لما جاء إلى دمشق قال: أريد أن أزور علي الكردي ، فقال له الناس: يا مولانا لا تفعل وأنت إمام الوجود، وهذا رجل لا يصلِّي ويمشي مكشوف العورة أكثر أوقاته - لاحظوا هذا الولي لا يصلِّي، ويمشي أكثر أوقاته وهو مكشوف العورة - قال: لا بدَّ مِن ذلك، فساعة دخوله مِن الباب خرج الشيخ علي من دمشق ... فلم يدخلها بعد ذلك، فقالوا للشيخ السهروردي : هو في الجبَّانة، فركب بغلته، ودخل يمشي إليه، فلمَّا رآه علي الكردي قد قرب منه كشف عورته، فقال الشيخ شهاب الدين : ما هذا شيءٌ يصدُّنا عنك وها نحن ضيفك -يعني: مهما كشفت لا يصدُّنا-.

    وسأنقل ما ذكره صاحب المشرع الروي في فضائل آل با علوي عن بعض العارفين، قال: ' أقمتُ بـمكة المشرفة سنين، وكنتُ أجد في المسجد الحرام أنساً جسيماً، وتجليّاً عظيماً، فلمَّا وصلت تريم ودخلت مسجد آل با علوي وجدتُ ذلك الأنس والتجلِّي، وكذا وجدته في مسجد عمر المحضار ، ومسجد محمد بن حسن جمل الليل ' -يعني: يشبِّه هذه المساجد بالحرم، وأغرب مِن هذا أنَّ اللَّجنة التي يرأسها الشاطري -مِن أهل جدة - والتي طبعت الكتاب أنَّها حذفت بعض الكرامات، ولم أتمكن مِن الرجوع للطبعة القديمة التي لا يوجد الحذف فيها ) ..

    كرامات الأعزب
    وينقل عن إبراهيم بن علي الأعزب ، يقول: عن أبي المعالي عامر بن مسعود العراقي التاجر الجوهري قال: أتيت الشيخ مودِّعاً إلى بلاد العجم، فقال: إنْ وقعتَ بشدَّةٍ فنادي باسمي! قال: ففي صحراء خراسان أخذتْنا خيَّالة، وذهبوا بأموالنا، فذكرتُ قولَ الشيخ وكان معي رفقة معتبرون، فاستحييْت مِن ذكر اسمه بلساني؛ لأنَّهم لا يفهمون مثل ذلك، فاختلج في صدري الاستغاثة به، فلم يتم حتى رأيتُه على جبل يومئُ بعصاه إليهم فجاءوا بجميع أموالنا.

    كرامات العيدروس
    ومن كرامات العيدروس -وهو مِن المعظَّمين مع الأسف حتى عند كثيٍر مِن أهل الحجاز وخاصة الحضارمة - يقول النبهاني : 'إنَّه لما رجع مِن الحرمين دخل "زيلع " وكان الحاكم بها يومئذٍ محمد بن عتيق ، واتَّفق أن أم ولدٍ له -جارية- ماتت، وكان مشغوفاً بها، فدخل عليه الشيخ ليعزِّيَه، ويصبِّره، فلم يُفِد فيه شيء، ورآه في غاية التعب، وأكبَّ على قدَم الشيخ ليقبِّلها، ويبكي، فكشف الشيخ عن وجهها وناداها باسمها فأجابته! وردَّ الله عليها روحَها! وأكلتْ الهريسة بحضرة الشيخ '.

    ومن خرافات العيدروس كما ينقلون عن عبد الله العيدروس في المشرع الروي أنَّه قال: ' غفر الله لمن يكتب كلامي في الغزالي ! وقال: مَن حصَّل كتاب إحياء علوم الدين فجعله في أربعين مجلَّداً ضمنْتُ له على الله بالجنة، فتسارع النَّاس إلى ذلك، منهم العلامة عبد الله بن أحمد با كثير ، فزاد في تبيينه، وتزيينه، وجعل لكلِّ جلدٍ كيساً، فلمَّا رآه العيدروس قال: قد زدتَّ زيادةً حسنةً، فيحتاج لك زيادة - يعني: لك زيادة عن الجنة! بعد أنْ وعده بالجنة! - فما تريد؟

    قال: أريد أن أرى الجنَّة في هذه الديار '.

    وهذا العيدروس ألَّف كلاماً مطبوعاً مع الإحياء في الجزء الأخير منه في مدح الإحياء والثناء عليه، ويقول من ضمنه: ' كان أحد النَّاس يعترض على الإحياء ، فجاء مرَّةً، وقال: قد تركتُ الإنكارَ والاعتراض عليه، قالوا: لماذا؟ قال: لأنِّي رأيتُ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، وقدمني أبو حامد الغزالي مؤلف الإحياء ، وقال له: هذا ينكر ما في الإحياء قال: فأخذَ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الإحياء وأبو بكر معه، فقرأه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورقةً ورقةً حتى انتهى من قراءة ما في الإحياء ، وقال: هذا الكتاب عظيم، وليس لي أي اعتراض فاضربوه! فضَربوا هذا الرجل! فقال: بقيتْ آثارُ الضرب على ظهري، وتبتُ ولله الحمد، وأنا الآن أمدح الإحياء ! '

    ينقل العيدروس هذه القصة، فانظروا، حتى نسيَ هؤلاء الوضَّاعون الدجَّالون الكذابون أن الرسُول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان أمِّيّاً لا يقرأ، فكيف قرأ الإحياء كلَّه، ويقرأه في جلسةٍ واحدةٍ ثم يزكِّيه.

    فكما قلتُ: أنهم يعتمدون على المنامات، وعلى الكشوفات، فالخلاف بيننا وبينهم لا أن تقول كتاب الإحياء فيه أحاديث صحيحة، وفيه ضعيفة وموضوعة، القضية: أنَّهم يتبنَّون الإحياء مِن أجل المنامات، فما دمتَ لم تقتنع بمبدئهم هذا: فلا داعي لأَنْ تجادلهم في الفرعيات، وعليك أن تناظرهم في الأصول.

    كرامات السقاف
    وينقلون أيضاً عن السقاف ، وهو ممن يعتقدون فيهم كـالعيدروس ، والحداد ، يقولون -كما في المشْرَع الروي -: ' إنَّه مكث نحو ثلاثين سنَة ما نام فيها لا ليلاً ولا نهاراً وهو يقول: كيف ينام مَن إذا رقد على شقِّه الأيمن رأى الجنَّة، وعلى شقِّه الأيسر رأى النار؟ '

    يقولون: ' وكان يزور قبر النَّبيِّ هود على نبيِّنا وعليه أفضل الصلاة والسلام، ويمكث عنده شهراً لا يأكل فيه إلا نحو كفِّ دقيقٍ ' .

    أقول: إنَّ هذه الكرامات فيها الشركيات، وفيها الخرافات، وفيها ما لا يصدقه العقل، وهي مختلقة، ويغني ما فيها مِن التعليق.


    كرامات شعبان المجذوب
    يقول الشعراني عنه: ' أخبرني سيدي علي الخواص رضيَ الله عنه، أنَّ الله تعالى يُطْلِع الشيخ شعبان على ما يقع في كل سنَةٍ مِن رؤية هلالها، فكان إذا رأى الهلال عرف جميع ما فيه مكتوباً على العباد!! '

    ويحكى عنه أيضاً ' أنه كان إذا اطلع على موت البهائم يلبس صبيحة تلك الليلة جلد البهائم! البقر أو الغنم أو البهيمة التي اطلع أنها ستموت ثم تموت فيما بعد، يعرف الناس أن هذا علامة على أنها ستموت بزعمهم '.

    كرامات الأمباني
    إسماعيل بن يوسف الأمباني ، يقولون مِن كراماته: ' إنَّه كان يطَّلع على اللوح المحفوظ فيقول: يقع كذا فلا يخطئ!! '

    ' وذات مرة أنكر عليه رجلٌ مِن علماء المالكية، وأفتى بتعزيره، فبَلَغَه ذلك، فقال: رأيتُ في اللوح المحفوظ أنَّه يغرق في البحر، فكان كما قال '.

    كرامات علي الوحيشي
    يذكر الشعراني في الطبقات الكبرى ' أن علي الوحيشي كان إذا رأى شيخ بلد أو غيره من الكبار يُنـزلهم مِن عَلى الحِمَارة، ويقول له: أمْسِك رأسَها حتى أفعل فيها، فإن أبى شيخُ البلد تسمرتْ الحمارةُ في الأرض لا تستطيع أن تخطوَ خطوةً، وإن سمَحَ له حصل له خجل عظيم، والنَّاس يمرون!! '

    وهذا موجود في الطبقات [2/135].

    كرامات أبي خودة
    وهذا أيضاً علي أبو خودة ، مِن كراماته: ' أنَّه أراد السفر في مركب قد انوثقت، ولم يبق فيها مكانٌ لأحدٍ، فقالوا للريس: إن أخذتَ هذا غرقتْ المركبُ لأنَّه يفعل في العبيد الفاحشة -يعنون الوليَّ بزعمهم- فأخرجه الريس مِن المركب؛ فلما أخرجوه مِن المركب قال: يا مركب تسمَّري، فلم يقدر أحدٌ أنْ يسيرِّها بريحٍ ولا بغيره، وطلع جميع مَن فيها ولم تسِر '.

    كرامات إبراهيم الجيعانة
    إبراهيم المعروف بـالجيعانة ، ينقل النبهاني عن شيخه عمر السنزاني يقول: ' كنت يوماً بظاهر دمشق المحروسة مع جماعة، فرأيتُ الشيخ إبراهيم الجيعانة واقفاً، وقد أتت امرأةٌ وسألته الدعاء، وأمرَّتْ يده على أطماره الرثة، ثم أمرَّت على وجهه، وهناك فقيهان روميَّان، فقال أحدهما: يا حرمة تنجست يدُك بما مرت عليه! فنظر إليه الشيخ مغضباً، ثم جلس وغاط الشيخ - يعني: أخرج الغائط منه - ثم نهض فتقدم الفقيه المنكِر، وجعل يلعق غائطه!! ورفيقه متمسك بأثوابه، ويضمُّه ويقول له: ويلك هذا غائط الشيخ إلى أن لعق الجميع ببعض التراب، فلمَّا نَهض جعل يعاتِبه، فقال الفقيه: والله ما لعقتُ إلاَّ عَسَلاً '.

    أقول: انظروا التبرك بآثار هؤلاء، وهذه الشعوذات، وهذا السحر، وهذه الهالة التي يحيطونها بهم؛ فلو أنَّ أحداً أنكر على هؤلاء الخرافيين ربَّما يفعلون معه هذا الفعل، فاحذَر أنْ تنكر عليهم هذا هو مرادهم.

    كرامات النبتيتي
    إبراهيم النبتيتي ، قال المحمَّصاني: ' وقفتُ أصلِّي في جامع، فدخَلَ عليَّ رجلٌ مِن الجند ومعه أمرد، فقصد به إلى جهة المراحيض فتشوشتُ في نفسي، فقلتُ: ضاقتْ عليه الدنيا، وما وجد إلا الجامع -يعني: ليفعل فيه الفاحشة؟- ولم أنطق بذلك!! فقال لي إبراهيم المذكور-أي: علم ما في نفسي- فقال: ما فضولك! وما أدخلك؟ يا كذا ويا كذا، وسبَّني، وشتمني، وقال: لا تعترض ما لك وذاك؟ '.

    كرامات الشوني
    يقول الشعراني' : إنَّ شخصاً في قنطرة الموسكي كان مُكاريا يحمل النِّساء من بنات الخطا -يعني: بنات الزنا والعياذ بالله- وكان النَّاس يسبُّونه، ويصفونه بالتَّعريص! وكان مِن أولياء الله تعالى، لا يركب امرأةً مِن بنات الخطا، وتعود إلى الزنا أبداً '.

    كرامات حسن الخلبوصي
    حسن الخلبوصي ، يقول الشعراني : حكى الشيخ يوسف الحريتي رحمه الله قال: ' قصدته بالزيارة في خان بنات الخطا - مكان الدعارة الذي تؤجر فيها البنات أنفسهنَّ!! -فوجدتُّ واحدةً راكِبةً على عنقه، ويداها ورجلاها مخضوبتان بالحناء، وهي تصفعه في عنقه -تلطمه وتضربه على عنقه- وهو يقول: لا، برفق فإنَّ عيناي موجوعتان! '

    أقول: يعتبرون هذا من كرامات الشيخ أن بنات الزنا في حال الزنا تفعل به هكذا.

    كرامات حمدة
    أحمد الذي سمَّوه حمدة ؛ لأنَّه يقيم مع البغايا في بيت البغايا فسمَّوْه حمدة ، يقولون من كراماته! ' إن له كشفاً لا يكاد يخطىء، وكثيراً ما يخبر بالشيء قبل وقوعه فيقع كما أخبر، وهو مقيم عند بعض النساء البغيَّات بباب الفتوح، وما ماتت واحدة منهنَّ إلا عن توبة ببركته، وربما صار بعضهن مِن أصحاب المقامات!! '

    أقول: يقيم ويسكن معهن حتى يعلمهن الطريق! والحقيقة: أنَّ الفرق ضعيف بين واحدةٍ ترقص وتطبل في "حضرة"، وواحدة تطبِّل في مكان دعارة.

    كرامات ابن عظمة
    علي نور الدين ابن عظمة ، مِن كراماته: ' ما حكاه حشيش أنَّه مرَّ عليه يوماً فجرى في خاطره الإنكار عليه لعدم ستر عورته، فما تمَّ له هذا الخاطر إلا وقد وجَد نفسَه بين إصبعين مِن أصابعه يقلِّبه كيف شاء، ويقول له: انظر إلى قلوبهم، ولا تنظر إلى فروجهم!! '

    كرامات إبراهيم العريان
    إبراهيم العريان ، مِن أئمتهم ' كان رضي الله عنه -كما يقولون-: إذا دخل على بلدٍ سلَّم على أهلها كباراً وصغاراً بأسمائهم كأنَّه تربَّى بينهم، وكان يطلع على المنبر ويخطب عرياناً!! فيقول: دمياط ، باب اللوق، بين القصرين، جامع طولون، الحمد لله رب العالمين! فيحصل للنَّاس بسطٌ عظيمٌ ' يقول المناوي : ' وكان محبوباً للناس، معظَّماً عندهم معتقَداً وكان يصعد المنبر فيخطب عرياناً، ويذكر الوقائع التي تقع في الأسبوع المستقبل فلا يخطئ في واحدة '.

    كرامات عبد الجليل الأرنؤوط
    مِن كرامات عبد الجليل الأرنؤوطي كما ينقلون: ' أنَّه كان يجمع الدراهم مِن النَّاس وينفقها على النساء العجائز البغايا اللاتي كسدن، وصِرن بحالةٍ لا يُقبِل عليهنَّ أحدٌ مِن الفُسَّاق، فكان يجمعهن في حجرة، وينفق عليهن ما يجمعه ويأوي إليهنَّ، وينام عندهن ويخدمنه! '

    و باقي تكملة ..

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المشاركات
    429

    افتراضي رد: [ترجمة الشيخ (تش تش)!]

    هل يشترط فى أولياء الله و مشائخ الصوفية
    أن يكونون مجانين ؟
    مما سبق يبدوا ذلك !
    فإذا كان هذا كذلك فمحمد ماضى أبو العزائم لا يمكنه أبدا الإدعاء بأنه عاقل !!!
    و إلا زالت عنه الكرامة ....

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    343

    افتراضي رد: [ترجمة الشيخ (تش تش)!]

    كرامات محمد بن علي
    يحكون من كراماتمحمد بن علي بن محمَّد صاحب مرباط : ' أنَّ خادمه بـإفريقيا سافر سفراً طويلاً فبلغ أهله أنَّه قد مات، فتعبوا وأتوا إلى الأستاذ، فأطرق ساعةً، وقال:لم يمُت بـإفريقيا ، فقيل له: قد جاء الخبر بموته، فقال: إني اطَّلعت على أهل الجنَّة! فلم أجده فيها! ولن يدخل فقيري النَّار! ثم جاء الخبر بحياته! 'أهـ.

    كيف عرف الشيخ أنَّه ما مات؟ قال: ' اطَّلعتُ على الجنَّة فلم أجده فيها، والنَّار لا يدخلها لأنَّه مِن تلاميذي -فقيري-! '.

    إذاً هذا الرجل لم يمت، فما يزال حيّاً، ثم وقع كما قال بدعواهم، وبزعمهم.

    كرامات البسطامي
    وينقلون عن أبي يزيد البسطامي -كما نقل الشعراني [2/49]- يقول: ' كان لا يخطر بقلبي شيءٌ إلا أخبرني به ' يقول: ' إنَّ شقيقاً البلخي ، وأبا تراب النخشبي قدما على أبي يزيد ، فقُدِّمَتُ السفرة، وكان هناك شابٌّ يخدم أبا يزيد ، فقال له البلخي : كُلْ معنا يا بني، أو قال يا فتى، فقال: إني صائم , فقال له أبو تراب ' - وأبو تراب النخشبي هو الذي اعترض على الإمام أحمد وقال له: ' النَّاس يشتغلون بالذِّكر، وأنت تشتغل بهذا ضعيف وهذا حسن ' ونهره الإمام أحمد رضي الله عنه نهراً شديداً بسبب ذلك، هؤلاء لا يريدون أحداً يقول: ضعيف، وحسن، فكلُّ حديثٍ يضعونه كما يشاءون: فهو عندهم كما يريدون حتى ينفتح لهم المجال لهدم دين الإسلام، فيضعوا مِن الأحاديث ما شاءوا مثل ما رأينا في كتاب الذخائر من الموضوعات، وأبو عبد الرحمن السلمي كان يستحل لهم وضع الحديث كما يقولون، وكثير مِن الصوفية يستحلُّون أنْ يضع الأحاديث ليرقِّق لهم القلوب -بزعمهم-!

    الحاصل: أن أبا تراب النخشبي قال للولد: ' كُلْ يا ولدي ولك أجر صوم شهر! فأبى الولد، فقال له شقيق : كلْ، ولكَ أجرُ صومِ سنَةٍ، فأبى، فقال له أبو يزيد : دعوا مَن سقط مِن عين الله تعالى! فأُخذ ذلك الشاب في السرقة -أي: تحول إلى حرامي- فقطعت يدُه!! '.

    أقول: لأنَّه خالف المشايخ، قالوا له: أفطر ونضمن لك أجر سنَة، على مَن يضمنون!؟ وعمن يضمنون!؟

    والكرامات -كما يسمُّونها-كثيرةٌ! لكن أحاول أن أختصر، وأنقل ما يتعلق بشيء مما ذكروه من أن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلم الغيب! وبيده مقاليد السموات والأرض! ونحو ذلك مما ينسبون أمثاله لأوليائهم؛ لنعرف لماذا هم يدافعون عن إثباتها للرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟

    ومما يذكرونه أيضاً عن أبي يزيد البسطامي : أنَّه قال: ' أدخلني الحيُّ في الفلَك الأسفل فدوَّرني في الملكوت الأسفل، فأرانيه، ثم أدخلنى في الفلك العلوي وطوى بي السموات! فأراني ما فيها إلى العرش، ثم أوقفني بين يديه، فقال: سلني أيَّ شيء رأيته حتى أهبه لك! فقلت: ما رأيتُ شيئاً حسناً فأسألك إياه! فقال: أنت عبدي حقّاً تعبدني لأجلي صدقاً '.

    هذا الكلام يشبه العبارة التي نقلناها من كتاب المالكي - لأفعلن بك، وأفعلن، وذكر أشياء - يعني مِن الابتلاءات التي ذكرها المالكي -.

    قال ابن معاذ : ' فهالني ذلك، وقلت له: لِمَ لمْ تسأله المعرفة؟ قال: غِرتُ عليه مني! لا أحب أن يعرفه غيره '.

    يسمون هذا عندهم "الغيرة"، لا يحب أن يعرف اللهَ غيرُ الله بزعمهم، ولذلك لم يسأله معرفته.

    انظروا هذا المعراج، ولذلك يكثرون مِن الحديث عن الاسراء والمعراج في المولد.

    كرامات إبراهيم المجذوب
    وينقلون عن إبراهيم المجذوب ' أنه كان إذا لبس قميصاً يخيطه ويخرقه على رقبته، فإن ضيَّقه جدّاً حتى يختنق: حصل للنَّاس شدة عظيمة، وإن وسَّعه: حصل لهم الفرج والراحة '.

    ربطوا أقدار النَّاس وأرزاقهم بثوب هذا الولي بزعمهم!



    كرامات عبد الرحمن الغناوي
    عبد الرحمن بن أحمد الغنَّاوي يقول: ' كان إذا استشاره إنسان يقول: أمهلني حتى أستأذن جبريل! ثم يُطرق رأسَه، ثم يقول: افْعل، أو لا تفعل '. [45]

    كرامات الشيخ عبدالله
    يقول الشعراني في طبقاته [2/136]: ' ومِنهم الشيخ عبد الله أحد أصحاب سيدي عمر النبتيتي نفعنا الله ببركاته، كتب لي أنه رآني بحضرة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يقول للإمام علي رضي الله عنه: ألبِس عبد الوهاب طاقيتي هذه، وقل له: يتصرف في الكون!! أهـ '

    أقول: لماذا يثبتون أنَّ الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتصرف في الكون ويدافعون عنه؟ حتى يثبتوا أنَّه أعطى الطاقية لفلان، وقال: تصرف في الكون نيابةً عني.

    كرامات الصناديدي .
    ' ومنهم الشيخ سعد الدين الصناديدي ، وكان مِن أشد المنكرين عليَّ في حضور مولد سيدي أحمد البدوي -فيقول: كيف يحضر فلان المولدَ وفيه هذه المنكرات؟- فرأى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد ضمَّني إلى صدره وثديي يشخبان لبناً حليباً، والنَّاس يشربون إلى أن روي أهل المولد كلهم، وسيدي أحمد البدوي واقف تجاه وجه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول بأعلى صوته: مَن أراد المدد فليزر عبد الوهاب '.

    يقول الشعراني : ' ومَن جملة ما وقع لي مِن الجن، بأنَّهم أرسلوا إليَّ نحو خمسة وسبعين سؤالاً في علم التوحيد لأكتب لهم عليها! وقالوا: قد عجز علماؤنا عن الجواب عنها، وقالوا: هذا التحقيق لا يكون إلا مِن علماء الإنس، وسمَّوْني في السؤال شَيْخ الإِسْلامِ'.

    كرامات أبو المواهب
    محمد أبو المواهب الشاذلي ، مِن كراماته: ' أنَّه كان كثير الرؤيا للنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، حتى كأنَّه لا يفارقه '.

    وكان يقول: ' قلت لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنَّ النَّاس يكذبوني في صحة رؤيتي لك، فقال: وعزة الله وعظمته مَن لم يؤمن بها أو كذَّبك فيها لا يموت إلا يهوديّاً أو نصرانيّاً أو مجوسيّاً! '

    أقول: هذا الكلام لا يحتاج إلى تعليق.

    كرامات أبي السجاد
    عن رجلٍ مِن أوليائهم يُدعى أبو السجاد بن عمر بن يحي التغلبي ، يقول: ' مِن كراماته أنَّه أوتيَ الاسم الأعظم، ومِن ذلك أنَّه أوتي خصِّيصة مِن خصائص الأنبياء عليهم السلام: أنَّه كان إذا أراد التبرز انفتحت له الأرض، وابتلعت ما يخرج منه ' ولذلك يحاولون أن يثبتوا مثل هذه للرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لأنَّه لو لم يثبت للرسول ما ثبت لهذا التغلبي .

    كرامات علي الخلعي
    وهذا علي الخلعي يقول: ' هتف بي هاتف ناداني باسمي، فقلتُ: لبَّيك داعي الله، فقال: قل لبَّيك ربي الله -أي: أن الله الذي نادى، وليس داعيه- ما تجد مِن الألم؟ فقلت: إلهي وسيدي: الحمَّى '.

    أحمد بن محمد الجزيري 'كان عنده جماعة - أي: مِن المريدين - فقال: هل فيكم مَن إذا أراد الله أن يُحدث في المملكة حدثاً أعلمه قبل إبدائه؟ قالوا: لا، قال: فابكوا على قلوبٍ لم تجد في الله شيئاً مِن هذا '.

    فعندما يدافع هاشم الرفاعي وأصحابه أن الله يستشير النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والمفروض أن يكون في المريدين مَن يستشيره الله ويعلمه، فكيف نستغرب دفاعهم عن أن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستشار؟ أو يقال له شيء مِن ذلك؟

    كرامات أبي رباح الدجاني
    ومِن أوليائهم أيضاً رجلٌ رفاعي يدعى عبد القادر أبو رباح الدجاني يقول عنه النبهاني : ' أمَّا من جهة كراماته فإنَّها متواترة بين الناس، وقد شاهدتُ منها بنفسي أنَّه في حالة الذِّكر أمسك رجلاً مِن مريديه سيفاً كلَّ واحدٍ منهما مِن طرفٍ وجعل حدَّه إلى أعلى، فوقف الشيخ على حدِّه، وبقي كذلك مدة قصيرة مِن الزمان، ثم نزل ومشى ولم يتأثر بشيءٍ '.

    وهذا كثيرٌ عن الرفاعية .

    يقول: ' -ولهذا الرفاعي - رسالة حافلة في إثبات أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أطلعه الله تعالى علمَ المغيَّبات الخمس وغيرها قبل انتقاله للدار الآخرة ' وعلى هذه الرسالة وأمثالها يعتمد هاشم الرفاعي وأصحابه في تثبيت أنَّ الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلم الغيب كله.

    يقول: أمَّا كراماته، -ونذكر منها واحدةً- وهي ما أخبرني الحاج محمد أبو جيَّاب وهو مِن تلاميذه الصادقين الآخذين عنه، قال: إنَّه كان جالساً مع الشيخ في حجرة صغيرةٍ مِن حُجر جامع "يافا" الكبير، فاعترى الشيخَ حالٌ، فجعل يكبُر، ويتعاظم، وكلَّما كبُر جسمُه يتزحزح أبو جياب مِن مكانه حتى ملأ الحجرة، فلم يجد له مكاناً يجلس فيه، فخرج المريد، وجلس بالباب، ثم رجع الشيخ إلى عادته تدريجيّاً حتى عاد كما كان، فقال لأبي جياب : لأي شيءٍ أنت خارج الحجرة؟ قال: ياسيدي ما أبقيتْ لي مكاناً، فضحك الشيخ قدَّس الله سرَّه، فقال له: ياولدي هذا مقام يعتري الرجال، وأعلاه ماكان يعتري القطب الرفاعي قدس الله سرَّه فكان ينماع كالماء .

    ومنها أي: كرامات الرفاعي أيضاً: أنَّه كان يذوب حتى يكون كأنَّه قطرة ماء! فيقولون له: ما هذا؟! فيقول: هذا مِن خوف الله عزَّ وجل .

    وهناك خرافات أخرى نستعرضها بسرعة:



    كرامات أحمد بطرس
    يقول النبهاني : 'أحمد بن بطرس الشيخ العارف بالله تعالى -كما يقول- المكاشَف بأسرار غيب الله، كان إذا أردا أن يتكلم بكشف: يُطرق رأسَه إلى الأرض، ثمَّ يرفعه وعيناه كالجمرتين يلهث كصاحب الحِمل الثقيل، ثم يتكلم بالمغيَّبات. '

    لأنَّ الجنَّ هي التي تكلمه وتخاطبه، يتلقى منها فيلهث.

    ونتابع الكلام عن هذه الكرامات - بزعمهم - ودعواهم مع التنبيه إلى قضية مهمَّة وهي أنَّني تعمَّدتُ أن أحذف تعقيداتهم، وما يذكرونه مِن الكفريَّات، والشركيَّات المعقدة التي فيها وحدة الوجود، والحلول والاتحاد، ومنها باطنيَّة، وزندقة، وغير ذلك مِن التعقيدات الفلسفيَّة التي تعمَّدتُ حذفَها؛ لأنَّ كلَّ أحدٍ لايستطيع أنْ يفهمها بخلاف هذه المدَّعاة "كرامات"؛ فإنَّ كلَّ أحدٍ -ولله الحمد- يعرف بطلانها، ويعرف كذبها، ويستدل بها على كذبهم في الباقي.

    وأيضاً: لأنَّ هذه الكرامات يدَّعون أنَّهم إنَّما أُعطوْها لوراثتهم للَّنبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ ولأنَّ كراماتهم هذه هي كالمعجزات بالنِّسبة للنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ بل هي تأييد للمعجزات بنظرهم؛ ولذلك سنقتصر عليها دون الشركيَّات، والكفريَّات الأخرى.

    هذا الشيخ أحمد يقول تلميذه: -كما يصف النبهاني -: ' كنتُ جالساً عنده وحدي، فخطر لي خاطر هل للشيخ قوة التمكين؟ فقال: نعم، لنا قوة التمكين؟! '

    قضية دعوى علم الغيب وعِلم ما في خاطر المريد، وقضية ادِّعاء قوة التمكين، وهي السيطرة على الكون.

    يقول النبهاني عن الشيخ محمد المعروف بأكَّال الحيَّات: ' هو الشيخ الصالح المعروف بأكَّال الحيَّات، وغيرها مِن الهوامِّ كالخنافس، وما في معنى ذلك، فيرى الخنافس زبيباً، والحيَّة قثاء '.

    شطحات الكليباني
    كما يقول أيضاً عن أبي الخير الكليبانى : ' كان لا يفارق الكلاب في أي مجلسٍ كان '.

    نحن نذكر بأنَّ الشياطين تتمثل في صورة الكلاب، وفي غيرها مِن الحيوانات، لكن بالأخص الكلاب، وقد وَرَدَ في الحديث: { الكلب الأسْود شيطان } [46] .

    ويقولون عنه: ' كان لا يفارق الكلاب في أيِّ مجلسٍ كان فيه حتى في الجامع، والحمَّام، وكان كلُّ مَن جاءه في حملة -والحملة: الحاجة، يسمُّونها "حملة"، ويسمُّون شيوخهم "أصحاب الحمْلات"- فكان كل من جاءهم بحملة، يقولون له: اشترِ رطل لحم شواء لهذا الكلب وهو يقضي حاجتك! '

    قال المناوي : ' وكان أكثر إقامته بـ"باب زويلة"، ويتعرى عن جميع ثيابه تارة، ويلبس أخرى، وكان يدخل الجامع بالكلاب، فأنكر عليه بعض القضاة، فقال: هؤلاء لا يحكمون باطلاً، ولايشهدون زوراً -أي: أنَّهم أفضل مِن القضاة!- قال: فرميَ القاضي بالزور، وأُشهر في الأسواق على ثور، ولم يزل معزولاً ممقوتاً حتى مات '.

    شطحات البكري .
    وهذا أبو الحسن محمد بن محمد جلال الدين البكري مِن كبار أقطابهم، وكان يضع لهم الصلوات المتنوعة، ومنها: صلاة الفاتح، يقول النبهاني : ' له كرامات، ويدلُّ على ذلك ما أخبرنا به الشيخ الكشكاوي ، قال: رأيتُ الشيخ أبا الحسن البكري وقد تطور فكان كعبة مكان الكعبة -ومعنى تطور أي: تغيرت هيئته وشكله، وهذه الكلمة ترد عندهم كثيراً- ولبس سترها كما يلبس الإنسان القميص'.

    شطحات الشاذلي
    وقال في عمدة التحقيق : ' إن الشيخ المغربى الشاذلي قال: إنَّه حجَّ سنَةً مِن السنين إلى بيت الله الحرام، وكان بالحج الشريف الشيخ محمد البكري قال: فذهبت إلى المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، فدخلتُ يوماً أزور قبر النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوجدت الشيخ محمد البكري بالحرم النَّبويِّ وقد عمل درساً، قال في أثنائه: أُمرتُ أن أقول الآن قدمي على رقبة كلِّ وليٍّ لله تعالى مشرقاً كان أو مغرباً! -وهم يقولون إنَّ هذه الكلمة تُنقل عن عبد القادر الجيلاني فيما مضى- فعلمتُ أنَّه أعطي "القطبانية الكبرى"، وهذا لسان حالها، فبادرتُ إليه مسرعاً، وقبَّلتُ قدَمَيْه وأخذتُ عليه المبايعة، ورأيتُ الأولياء تتساقط عليه كالذباب، الأحياء بالأجسام، والأموات بالأرواح، فقلت حينئذ بيتَ ابن الفارض رضي الله عنه:

    وكلُّ الجهات الستِّ عندي توجهت بما تمَّ مِن نسـك وحج وعمـرة

    وينقل داود بن ماخيلا عن شيخه الشاذلي أنه قال: طوبى لمن رآني، أو رآى من رآني، أو رأى مَن رأى مَن رآني... -ويقول- إنَّ الشاذلي يُقسم فيقول: والله ما مِن وليٍّ لله كان أو هو كائن إلا وقد أظهره الله عليه وعلى اسمه ونسبه وحسبه وحظه مِن الله عز وجل '.

    ويقول الشاذلي أيضاً: ' مادة كلِّ نبيٍّ وكل وليٍّ في الأصالة مِن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لكن مِن الأولياء مَن يشهد عيناً، ومنهم مَن تخفي عليه عينه ومادته؛ فيفنى فيما يرد عليه، ولا يشتغل بطلب مادته؛ بل هو مستغرق بحاله لايرى غير وقته '

    كرامات المجذوب
    ويذكرون مِن أوليائهم المدعو بركات المجذوب ' كان يرى النَّاسُ أنَّه يأكل الحشيش، فسلَّ عليه جنديٌّ سيفاً وقال له: كيف وأنت شيخ تأكل الحشيش؟ فقال له: هذا ما هو حشيش! فأعطاه الجنديَّ، فوجده حلاوة مأمونيَّة حارَّة! '

    حقيقته أمام النَّاس أنه حشيش، فإذا أكله، قال: يجده حلاوة، فالمهم أنَّه يأكل الحشيش، وهذا نربطه بما سبق أن قدمنا مـن هدمهم للشريعة، وإتيانِهم بالشواذ والمخالفات فيتجرأ العوام على ارتكاب المحرمات باسم أنَّهم أولياء.

    كرامات الهمداني
    أبو يعقوب الهمداني ، قال المناوي : ' من كراماته: أنَّه توفي رجلٌ مِن بعض أصحابه فجزعوا عليه، فلمَّا رأى الشيخُ شدَّةَ جزعهم جاء إلى الميت، وقال له: قم بإذن الله، فقام وعاش!'.


    كرامات السرهندي
    ويقول: أحمد الفاروقي السرهندي مِن أركان الطريقة النقشبندية : ' كان كثيراً ما يعرج بي فوق العرش المجيد، ولقد عرج بى مرة، فلمَّا ارتفعتُ فوقهم بمقدار ما بين مركز الأرض وبينه رأيتُ مقام الإمام شاه نقشبند رضي الله عنه ' وقال - قدس الله سرَّه كما يقول النبهاني -: ' رأيتُ الكعبة المطهرة تطوف بي، قال: ودعاه للإفطار في شهر رمضان عشرة مِن مريديه فأجابَهم، فلمَّا كان وقت الغروب حضر عند كلِّ واحدٍ مِن العشرة في آنٍ واحدٍ وأفطر عندهم'.

    كرامات البطائحي
    أبو عمرو عثمان البطائحي مِن الرفاعية ، يقول: ' بينما هو ليلةً يتهجد إذ طرقته منازلةٌ من الجاب الأعظم -لعلَّها مِن الحجاب الأعظم- فتبدَّت له أنوار، فوقف سبعَ سنين واقفاً شاخصاً إلى السماء دون غذاء، ولا إحساس بحاله، ثم عاد إلى بشريته!'

    انظروا هذه الكلمة عاد إلى بشريته؛ لأنَّ هذا هو عين ما يقوله النَّصارى في عيسى عليه السلام، فالوليُّ عندهم ممكن أن ينتقل مِن حالة بشريَّة إلى حالة غير بشرية.

    قال: ' فقيل له: اذهب إلى قريتك، وجامع أهلك، فقد آن ظهور ولدٍ منك، فطرق بابه، وأخبر أهله بحاله، فقالت زوجتُه: إن فعلتَ وقضيتَ تحدث الناس فيَّ - انظروا! لماذا يتحدث النَّاس؟ أليس زوجها، لكن حتى يختلقوا للكرامة مبرراً في دعواهم - قال: فصعد السطح ونادى: يا أهل القرية أنا فلان اركبو فإنِّي سأركب، فأبلغهم الله صوته، وأفهمهم معناه، فلمَّا وافقه تلك الليلة رزق ولداً صالحاً '.

    كرامات الأهدل
    وينقلون أيضاً عن المدعو أبو بكر بن علي بن عمر بن الأهدل : ' أنَّ هرة كانت تأتيه فيطعمها، وكان اسمها "لؤلؤة"، فضربَها خادمُه ذات ليلة، فماتت، فرمى بِها، ولم يعلم الشيخ بذلك، فقال له: أين "لؤلؤة"؟ فقال: ما أدري فناداها الشيخ يا لؤلؤة فجاءت إليه تجري! '.

    كرامات شهاب الدين آل باعلوي
    أحمد بن عبدالرحمن المشهور بـشهاب الدين مِن آل باعلوي : مِن كراماته: ' أنَّه طلب من بعضِ العرب خشبةً كبيرةً ليجعلها أبواباً لداره، فقال له أحدهم: وأنا أريد منك حاجة؛ أريد أن أحفظ القرآن عن ظهرِ قلبٍ! فقال الشيخ: افتح فمَك! ففتح فمَه فتفل فيه ثلاث مرات فحفظ القرآن في أسرع زمان !! '

    كرامات العبدول
    وهذا المدعو أبو بكر العبدول ' تحدث معه شخص مِن أصحابه في أحوال الرجال وما أعطاهم الله تعالى إلى أن وصلَ من بعضهم أنه يطوف بالكعبة شرفها الله تعالى وهو جالس في مكانه، ومنهم مَن تطوف به الكعبة تشريفاً وتكريماً!!

    قال التلميذ: فخرجتُ فوجدتُ الكعبة بهيئتها وصفتها التي أعرفها وهي طائفة حول دار الشيخ وفي أرجائها رجالٌ يترنَّمون بأصواتٍ طيَّبةٍ بأشياء، مِن جملتها:

    قد اصطفى رجـالاً دلَّلهـم دلالاً

    كرامات المرثي
    وأيضاً المرثي ، تلميذ الشاذلي ، من أصحاب الشاذلية ، ينقلون مِن كراماته أنَّه كان يقول: ' لي أربعون سنَةً ما حُجبت عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولو حُجبتُ عنه طرفةَ عينٍ ما عددتُ نفسي مِن جملة المسلمين '.

    وينقلون أيضاً عنه أنه كان يقول: ' قد يطلع الله الوليَّ على غيبه إذا ارتضاه بحكم التبع للرسل عليهم الصلاة والسلام، ومِن هنا نطقوا بالمغيبات وأصابوا الحق فيها'.

    ولذلك دعواهم في هذه الكتب الثلاثة وفي غيرها، وكما يدَّعي المالكي دائماً ويذكر دائماً أنَّ الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلم الغيب، وإنما مرادهم إثبات ذلك للأولياء والمشايخ بالتبع كما يدَّعون.


    كرامات الأديمي .
    أحمد بن جعد الأديمي ، يقولون: ' أتته امرأة، وقالت: ادعُ لي أن يرزقني الله ولداً ذكراً، فقال: سترزقين ذلك!! فوضعت أنثى! فقالت: له فيه، فقال: والله ما قلتُ لك إلا بعد ما مسستُ ذَكَره بيدي هذه، ولكن أراد الله أن يكذب هذه اللحية !! '

    انظروا هذا الدجال الكذاب، وهذا العذر الذي اعتذر به.

    كرامات عبد الرحمن السقاف
    عبد الرحمن بن محمد الملقب بالسقاف مولى الدويلة في المشْرَع الروي نقل أنه اشتهرت فضائله في الآفاق، مِن كراماته: ' أنَّه شوهد في مشاعر الحج سنين عديدة، فسأله بعض خواصه هل حججت؟ فقال: أمَّا في الظاهر فلا.

    ومنها: أنَّه رؤي في أماكن متعددة في آنٍ واحد ' انظروا كيف تتمثل الشياطين بأشكالهم وتذهب في أماكن أخرى لتضل العالمين.

    وقال تلميذه الشيخ عبد الرحيم بن علي الخطيب : ' ما خَطر لي في قلبي شيء إلا وفعله شيخنا!.. -وقال- ومِن كراماته: أنَّه أمسك الشمس عن الغروب ' .

    قال: ' ومما أخبر به مِن المغيَّبات أنَّه قال لزوجته التي بقرية "العز " -وكانت حاملاً-: ستلدين غلاماً، ويموت في يوم كذا وأعطاهم ثوبه، وقال: كفِّنوه بِهذا، وسافر، فكان الأمر كما قال!

    وقالت له بعض زوجاته: إنَّ أبي قد طال به المرض فادع له بالعافية، أو بتعجيل الوفاة، فقال لها: سيموت أبوك في يوم كذا، فكان كما قال!! '

    ومما ينسبونه ويدَّعونه إلى مسلم بن يسار التابعي : ' أنَّ مالك بن دينار -رحمه الله- رآه بعد موته بسنَةٍ، فسلَّم عليه، فلم يردَّ، قال: ما منعك أن ترد؟ قال: أنا ميِّت كيف أرد؟ '

    انظروا! معاندة العقل، والتناقض مع العقل، ينقلون هذا وينسبونه للتابعين.

    وينقلون من كرامات أحمد بن عبد الرحمن السقاف ' أنَّه صلَّى بجماعةٍ من الناس عند قبر "هود" على نبيِّنا وعليه أفضل الصلاة والسلام، فاعترض عليه بعض الفقهاء في قلبه -يستطيع أن يعترض، لكن لم يستطيع أن يقول له: لماذا تأتي هذا القبر المزعوم أنَّه قبر وتأتي بالخرافات؟- قال: فسُلب ذلك الفقيه جميع ما في قلبه مِن قرآنٍ وعلمٍ '.

    كرامات الزولي
    وينقلون عن موسى بن مهيل الزولي : ' كان كثير المشاهدة لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانت أغلب أفعاله بتوقيفٍ منه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -أي: يأمره حالاً- وكان رضي الله عنه إذا مسَّ الحديد بيده لانَ حتى يصير كاللُّبان، وكان رضي الله عنه يقول للصبي الذي عمره أربعة أشهر فأقل: اقرأ سورة كذا، فيقرأها الصبيُّ بلسانٍ فصيحٍ، ولايزال يتكلم مِن ذلك الوقت -أي: ينطق الطفل- '.

    شيخ آخر يذكره الشعراني [2 /88] قال: ' كان إذا تذكر مِن أصحابه الغائبين عن المائدة يأكل الشيخ عنهم لقمة أو لقمتين؛ فتنـزل في بطونهم في أي مكان كانوا! ثم يجيئون ويعترفون بذلك '.

    كرامات الخضري
    وهذا المدعو محمد الحضري المدفون بناحية ناهية بالغربية، يقول الشعراني : ' وضريحه يلوح مِن البعد مِن كذا كذا بلداً، كان يتكلم بالغرائب والعجائب -كما يقول الشعراني - مِن دقائق العلوم والمعارف مادام صاحياً! فإذا قوي عليه الحال يتكلم بألفاظ لا يطيق أحدٌ سماعها في حق الأنبياء وغيرهم! وكان يُرى في كذا كذا بلد في وقت واحد.

    وأخبرنى الشيخ أبو الفضل أنه جاء يوم الجمعة فسألوه الخطبة، فقال: بسم الله، فطلع المنبر فحمد الله وأثنى عليه ومجَّده، ثم قال: وأشهد أن لا إله لكم إلا إبليس عليه الصلاة والسلام!!! فقال النَّاس: كفر، فسلَّ السيف، ونزل فهرب النَّاس كلهم مِن الجامع، فجلس عند المنبر إلى أذان العصر، وما تجرأ أحد أن يدخل، ثم جاء بعض أهل البلاد المجاورة فأخبر أهل كل بلد: أنَّه خطب عندهم وصلَّى بهم! قال: فعددنا ذلك اليوم ثلاثين خطبة ونحن نراه جالساً عندنا في بلدنا!'.

    ومن كراماته أيضاً: أنَّه كان يقول: ' الأرض بين يدي كالإناء الذي آكل منه، وأجساد الخلائق كالقوارير، أرى ما في بواطنها '.

    انظروا هذا الدجال الذي أبطل صلاة الجمعة في ثلاثين بلدٍ في وقت واحد، شيطان تشبه به، ولعب على عقول النَّاس به، ومع ذلك يدَّعي علم الغيب، ويدَّعي هذه الدعوى العظيمة.

    يقول المرسي تلميذ الشاذلي : ' لو كُشف عن حقيقة وليٍّ لعُبد؛ لأنَّ أوصافه مِن أوصافه -أي: مِن أوصاف الله تعالى- ونعوته مِن نعوته '.



    قلت - بعدَ هذا - : نسألُ الله السلامةَ و السترَ ( آمين ) .

  12. #12

    افتراضي رد: [ترجمة الشيخ (تش تش)!]

    ما شاء الله ولا قوة إلا بالله، لله درك لقد بذلت قصارى جهدك في جمع ذلك فبارك اللهم لنا فيك، ويبدو أنها من كرامات طالب الإيمان
    قناة روح الكتب على التيليجرام فوائد متجددة
    https://telegram.me/Qra2t

  13. #13

    افتراضي رد: [ترجمة الشيخ (تش تش)!]

    جزى الله الإخوة جميعاً خيراً على فوائدهم الجميلة..
    الشيخ الكريم الفاضل طالب الإيمان.. سددك الله ونفع بما كتبت ونصر بك عقيدة المرسلين..
    والأمر كما أشار الشيخ سليمان يحتاج إلى حملات عنكبوتية وإعلامية منظمة لتبصير عوام الناس بحقيقة هؤلاء الدجالين.. لا سيما في بعض الجهات لتي عشعشت فيها خرافاتهم دهوراً وبقيت منها شبهات في معتقداتهم..

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    69

    افتراضي رد: [ترجمة الشيخ (تش تش)!]

    جزاك الله خيراً يا طالب الإيمان وأقترح الاكتفاء بما ذكرتموه من كرامات هؤلاء الفساق فقد تأذينا بقراءة هذه الكرامات وفقك الله وحفظك

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    116

    افتراضي رد: [ترجمة الشيخ (تش تش)!]

    سلام الله عليكم وبعد فالأمر الذي لاينقضي منه العجب أنه مع هذه الكرامات من مثل هؤلاء التي تدك الجبال أو تزيلها لم نسمع أو نقرأ عن أحد منهم أنه أعان بكرامة على محاربة كافر أو إخراج عدو تسلط على بلاد الإسلام، بل ما تسلط الكفار على المسلمين إلا عند انتشار تلك الكرامات التي من بابة كرامات سيدي [تش تش] نفعنا الله ببركته، وما أظن حقيقة كراماته وكرامات مَن إليه إلا كلقبه هذا، واسألوا أهل الجزائر يخبرونكم عن معنى ذلك، فاللهم ارحمنا

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,225

    افتراضي رد: [ترجمة الشيخ (تش تش)!]

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طالب الإيمان مشاهدة المشاركة
    وأحد تلاميذه يُدعى علي الملِّيجي ، يقول: ' إنَّه كان يزور أحدَهم، فذبح له سيِّده علي فرخاً وأكله، وقال لسيِّده: لابدَّ أن أكافئك، فاستضافه يوماً فذبح للسيِّد علي فرخة فتشوشت امرأتُه عليها، فلمَّا حضرت قال لها سيِّدي علي : هش! فقامت الفرخة تجري، فقال - الشيخ السيِّد علي -: يكفينا المرق ولا تتشوشي '.
    الله يحفظك يا طالب الإيمان.
    الموضوع كان عن الشيخ "تش تش"
    فما لك بالشيخ الذي يقول للفرخة: هش هش
    مسجد الشيخ علي المليجي - وشهرته الوصَّال - قد يكون من أشهر المساجد بالمنوفية.
    وكان يُعمل للمليجي مولد بمليج يوازي مولد البدوي بطنطا، والحمد لله يبدو أنهم أوقفوا عادة المولد هذه الآن.
    وظَنُّ كثيرٍ من الناس أنَّ هذه الحكايات التي يسوقها الشعراني قد لا يَرضاها المليجي وأمثاله، وأنهم ربما كانوا أناسًا صالحين، وهذه الحكايات كذب لا شك، يُتَّهم بها الشعراني أو من حكاها له.
    وبين الشعراني المتأخر والمليجي وطبقته . مفاوز.
    والله أعلم.
    صورة إجازتي في القراءات العشر من الشيخ مصباح الدسوقي

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •