بارك الله فيكم ، وجزاكم الله خيراً .
الله المستعان ، وعليه التكلان .
هذا الموضوع كان آخر ما قرأت فيه ، حيث قرأت كتابين في هذه المسألة :
- استنشاق نسيم الأنس من نفحات رياض القدس - للإمام العلامة المجتهد : ابن رجب الحنبلي -عليه رحمة الله- .
- منازل الحور العين في قلوب العارفين بـرب العالمين - للشيخ العلامة الزاهد : عبد الكريم الحميد -حفظه الله وفرج عنه-.
والبيت الذي نقله أخانا من كتاب التفسير ، قرأته -وما شابهه- في اسنتشاق نسيم الأنس .
وقرأت من أخبار -العارفين بالله- ما يطير للـإنسان لبه ، ويجعله في غمرته ساه ، كـأنه أبله مضطرب !
يعني هناك ما هو أعجب من ما قرأه أخونا سعود بن صالح -وفقه الله- !!
الشاهد أن الإمام ابن رجب نقل وجمع ، ومن ثم وضّح بهذه الكلمات حينما تكلمعن عقلاء المجانين : "ووجد بعض من كان في صدره نفاق كامناً من أنواعالحلولية والإباحية سبيلاً إلى إظهار ما في نفوسهم ، فعظم الخطب بـذلك ،واشرأب النفاق ، ولو سمع بذلك أئمة الطريق العارفين بالله كالجنيد ومنقبله لجاهدوا في الله حق جهاده في إنكار هذه العظائم ولن تخلو الأرض منقائم لله بحجة {ولينصرن الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله لقويعزيز}"أهـ (اسنتشاق نسيم الإنس - ص 190) .
لكن الشيخ الحميد -رفع الله قدره وفرج عنه- ، وضح مقصده من أول الكتاب ، ولا ضير إن نقلت شيئاًَ من مقصده : "جاءفي (روضة المحبين، ص 438) للإمام ابن القيم - رحمه الله - أن الله تعالىأوحى إلى داود عليه السلام: (قل لشُبَّان بني إسرائيل: لِمَ تشغلون نفوسكمبغيري؟!، ماهذا الجفاء؟!.. ولو يعلم المدبْرِون عنِّي كيف انتظاري لهمورفقي بهم ومحبتي لترك معاصيهم لماتوا شوقاً إليَّ وانقطعت أوصالهم منمحبتي!.. هذه إرادتي للمدبرين عني فكيف إرادتي للمقبلين عليَّ!!)"أهـ (عن واجهة الكتاب - نسخة وورد إلكترونية).
وقال : "جـاء في الأثـَـر -الـذي أورده شيخ الإسـلام ابـن تيميـة في (درء تعارض العقل والنقل، 6 / 68)، والإمام ابن القيم في (مفتاح دار السعادة، 2 / 87،123)- : أن الله تعالى قال: (لوْ لـَمْ أخلُـق جَنَّـةً ولا نـاراً ألـَمْ أكنْ أهْـلاً أنْ أُعْـبَـد)؟!"أهـ (السابق) .
والشاهد من كتاب الشيخ الحميد : "وليُعلم أنه ليس المقصود أن المسلم لا يسأل الله الجنـة أو التزهيد بها، وإنماالمقصود بيان حقيقة العبودية والتفريق بين المعبود والمخلوق"أهـ (منازل الحور العين - 6) .
ومعروف أن الإمام ابن القيم -رحمه الله- طرق هذا الموضوع في كتابه الماتع : "مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين" .
والله أعلى وأحكم وأعلم.