الاخ الكريم حميد المرزوقي
بارك الله فيك ووفقك لكل خير ..
اخي الكريم انت تعرضت هنا لعدة مسائل , تحتاج كل واحدة منها موضوعا خاصا , ولعلي ان اجيب على كل تسائل على حدة فيما يسمح لي الوقت وباختصار شديد حتى يتبين اللبس .
اولا : ما نقلت من كلام اهل العلم في مسألة الحياة البرزخية لست اخالفك فيها , وليست هي فيما نحن فيه , وهي كما ذكرت من الاجماع مما لا يشك فيه .
ولعلك ظننت ان الحياة البرزخية هي كالحياة الدنيوية , ومن المحتمل ان هذا هو محل الاشكال عندك , يبين هذا عند اجابتك عن نصوص موت النبي عليه الصلاة والسلام الكثيرة , فإن كان عندك ميت فالمسألة لا اشكال فيها , وإن لم يكن عندك ميت الموت الذي هو خروج الروح من الجسد فأحتاج الى ان افتح معك نقاشا آخر .
ثانيا : اما قول الصحابة أو فعلهم فإنه في زمن النبي عليه الصلاة والسلام تشريع مالم يعارض من كتاب او من قول الرسول عليه الصلاة والسلام , وقد جاء في صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنه انه قال : ( كنا نعزل والقرآن ينزل ) وفيما ذكرت من حديث عمر في اصحاب قليب بدر يبين هذا , وأيضا فيما نقلت لك في قول الصحابة كيف تعرض عليك صلاتنا وقد ارمت , فإنه عليه الصلاة والسلام لم يعترض على نفي الموت , انما اعترض على أكل الارض لاجساد الانبياء , وهذا غير معارض لموته بأبي هووامي .
ثالثا : لابد ان تنتبه الى ان موضوع الشرك الاكبر شيء وتكفير المعين شيء آخر , بل وصف الرجل بالكفر شيء وإجراء الاحكام عليه شيء اخر , فهل من الممكن ان تبين لنا من هو الذي كفرناه بعينه حتى تعيد ما قلته .
اما الوصف بالشرك فقد ذكرت لك دليلا عليه فلعلك لم تنتبه له .
رابعا : تقول : وكيف ينكر على من طلب من الرسول العفو , ولعلي ان انقل لك كلام ابن القيم الذي نقلت عنه التواتر في حياة النبي البرزخية , وقد نقل كلام ابو الوفاء ابن عقيل , وقد نقله غير ابن القيم كابن الجوزي في تلبيس ابليس , وهو كلام مهم يحتاج اليه كثير من دعاة القبور والاضرحة , يقول ابن القيم :
قال الامام أبو الوفاء علي بن عقيل الحنبلي صاحب كتاب الفنون الذي ألفه في نحو أربعمائة مجلد وغيره من التصانيف قال في الكتاب المذكور:
لما صعبت التكاليف على الجهال والطغام عدلوا عن أوضاع الشرع إلى تعظيم أوضاع وضعوها لأنفسهم فسهلت عليهم إذ لم يدخلوا بها تحت أمر غيرهم وهم عندي كفار لهذه الأوضاع مثل تعظيم القبور وخطاب الموتي بالحوائج وكتب الرقاع فيها يا مولاي افعل بي كذا وكذا أو إلقاء الخرق على الشجر اقتداء بمن عبد اللات والعزى .
نقله غير واحد مقررين له راضين به منهم الامام أبو الفرج بن الجوزي والامام ابن مفلح صاحب كتاب الفروع وغيرهم .. الخ
وفقنا الله واياك لهداه .