تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 25

الموضوع: الشيخ فريد الأنصاري في ذمة الله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    215

    افتراضي الشيخ فريد الأنصاري في ذمة الله

    الشيخ الدكتور الأنصاري جوهرة مدينة مكناس المغربية تنطفئ شمعته ، إنا لله وإنا إليه راجعون .

  2. #2

    افتراضي رد: الشيخ فريد الأنصاري في ذمة الله

    إنا لله وإنا إليه راجعون
    رحمه الله وطيب ثراه
    أبو محمد المصري

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    700

    افتراضي رد: الشيخ فريد الأنصاري في ذمة الله

    إنا لله وإنا إليه راجعون
    رحمه الله تعالى وغفر له
    وأسكنه فسيح جناته
    رحمه الله تعالى وغفر له .
    [ نرجو من كل مسلم ومسلمة دعاء الله عز وجل بشفاء أخي وشقيقـى من المرض الذي هو فيه ]

  4. #4

    افتراضي رد: الشيخ فريد الأنصاري في ذمة الله

    إتصل بي أحد الإخوة هذا الصباح فأخبرني الخبر،فإنا لله وإنا إليه راجعون
    اللهم اغفر للشيخ وارحمه رحمة من عندك
    قال يونس الصدفي : ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوماً في مسألة، ثم افترقنا، ولقيني، فأخذ بيدي ثم قال: يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة ؟!

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    343

    افتراضي رد: الشيخ فريد الأنصاري في ذمة الله

    رحمةُ الله على روحِهِ

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الدولة
    دار الممر
    المشاركات
    479

    افتراضي رد: الشيخ فريد الأنصاري في ذمة الله

    رحمه الله وطيب ثراه ..
    فمن للأمةالغرقى إذاكناالغريقينا ***ومن للغايةالعظمى إذاضمرت أمانينا
    وداعاً ألوكتي


  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    2,967

    افتراضي رد: الشيخ فريد الأنصاري في ذمة الله

    إنا لله وإنا إليه لرجعون رحم الله الشيخ واسكنه فسيح جناته
    الليبرالية: هي ان تتخذ من نفسك إلهاً ومن شهوتك معبوداً
    اللهم أنصر عبادك في سوريا وأغفر لنا خذلاننا لهم

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    سياتل..ولاية واشنطن ..
    المشاركات
    977

    افتراضي رد: الشيخ فريد الأنصاري في ذمة الله

    إنا لله وإنا إليه راجعون..إنا لله وإنا إليه راجعون..نزل علي الخبر للتو...كالصاعقة.. نعقد لساني..شمعة من شموع العلم والإيمان في أرض المغرب تنطفئ..فاللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلفنا خيرا منها..
    أنا الشمس في جو العلوم منيرة**ولكن عيبي أن مطلعي الغرب
    إمام الأندلس المصمودي الظاهري

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    سياتل..ولاية واشنطن ..
    المشاركات
    977

    افتراضي رد: الشيخ فريد الأنصاري في ذمة الله

    الشيخ فــريــد الأنــصــاري المغربي
    في ذمة الله


    الرباط - انتقل إلى رحمة الله مساء الخميس 5-11-2009 الفقيه والعالم المغربي د.
    فريد الأنصاري، رائد مشروع "مجالس القرآن"، بتركيا حيث كان في رحلة علاجية،
    بحسب مقربين منه.

    وسيتم نقل جثمان المرحوم إلى المغرب السبت 7-11-2009 ثم ستشيع جنازته الأحد،
    على أن تقام صلاة الجنازة بمسجد "الروى" قبل أن يوارى الثرى في مقبرة الزيتون
    بمدينة مكناس.

    ووجهت حركة التوحيد والإصلاح تعزية عامة للمسلمين في وفاة الفقيد الذي مات عن
    عمر يناهز الـ49 عاما.

    وقالت في بيان: "بهذه المناسبة الأليمة والحزينة نتوجه إلى الله العلي القدير سائلين
    إياه أن يتغمد الفقيد العزيز بواسع رحمته ورضوانه، وأن يسكنه فسيح جناته مع الذين
    أنعم الله عز وجل عليهم من الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأن
    يلهمنا جميعا وسائر الأمة الإسلامية وأسرة الفقيد وأهله ومحبيه جميل الصبر والسلوان،
    ولا يسعنا إلا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".

    وعرف الفقيد بعطائه العلمي والدعوي، حيث أثرت مؤلفاته الشرعية والحركية المكتبة
    الإسلامية في المغرب وخارجه، كان آخرها قبل شهر كتابه حول "الدين هو الصلاة
    والسجود لله باب الفرج"، بعد كتابه السابق قبل شهور: "الفطرية".


    وبفقدان الداعية الأنصاري يكون المغرب بهيئاته الرسمية
    والشعبية والعالم الإسلامي قد فقد منارة من منارات العلم الأصيل


    - مقتبس من موقع إسلام أون لاين، الكاتب: عبدلاوي لخلافة -
    __________________
    أنا الشمس في جو العلوم منيرة**ولكن عيبي أن مطلعي الغرب
    إمام الأندلس المصمودي الظاهري

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: الشيخ فريد الأنصاري في ذمة الله

    اللهم اغفر له وارحمه
    وعافه واعف عنه
    وأكرم نزله ووسِّع مدخله
    واغسله بالماء والثلج والبرد
    ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس
    وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله.

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: الشيخ فريد الأنصاري في ذمة الله

    الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر!
    لله ما أخذ، وله ما أعطى.
    ولا نقول إلاّ ما يرضي الله:
    إنّا لله، وإنّا إليه راجعون.
    رحمه الله، وغفر له، وعفا عنه، وثبّته عند السؤال. وجعل قبره روضةً من رياض الجنّة. وألحقه بالصالحين، وأسكنه الفردوسَ الأعلى مِن جنّته.

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    6,048

    افتراضي رد: الشيخ فريد الأنصاري في ذمة الله

    اللهم اغفر له وارحمه
    وعافه واعف عنه
    وأكرم نزله ووسِّع مدخله
    واغسله بالماء والثلج والبرد
    ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
    وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله.
    وآفة العقلِ الهوى ، فمن علا *** على هواه عقله ، فقد نجا
    ابن دريد

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,600

    افتراضي رد: الشيخ فريد الأنصاري في ذمة الله

    رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته .

  14. #14

    افتراضي رد: الشيخ فريد الأنصاري في ذمة الله

    إنّا لله، وإنّا إليه راجعون.

    إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا شيخنا ومربينا لمحزونون

    رحمه الله، وغفر له، وعفا عنه، وثبّته عند السؤال. وجعل قبره روضةً من رياض الجنّة. وألحقه بالصالحين، وأسكنه الفردوسَ الأعلى مِن جنّته.

    ولا حول ولا قوة إلا بالله

    اللهم ارحم الشيخ فريد الأنصاري
    اللهم اغفر له وارحمه
    وعافه واعف عنه
    وأكرم نزله ووسِّع مدخله
    واغسله بالماء والثلج والبرد
    ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس
    وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله

    فاللهم ربنا إنه قد الآن في رحابك، فقابله بفضلك، وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله، واسقه من الحوض الشربة الهنيئة التي لا يظمأ بعدها، وأسكنه الفردوس الأعلى، ومتعه بوجهك الكريم، اللهم آتنا أجره ولا تفتنا بعده، وألحقنا به مسلمين غير ضالين ولا مضلين.

    آمين يا رب العالمين

  15. #15

    افتراضي رد: الشيخ فريد الأنصاري في ذمة الله

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    إن شمعة الشيخ لم تنطفئ إلا في عالم الأجساد أما في أكوان الروح و العقل و العلم فسراجه لم يزل مزهرا منيرا بالعلم الذي خلفه فينا .. رحمه الله رحمة واسعة .

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    130

    افتراضي رد: الشيخ فريد الأنصاري في ذمة الله

    رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وأغدق عليه شآبيب الرحمة والغفران وألهم ذويه و أهله وطلابه ومحبيه الصبر والسلوان
    ملآ السنابل تنحني بتواضع *** والفارغاتُ رؤوسهن شوامخُ

  17. #17

    افتراضي رد: الشيخ فريد الأنصاري في ذمة الله

    اللهم اغفر له وارحمه
    وعافه واعف عنه
    وأكرم نزله ووسِّع مدخله
    واغسله بالماء والثلج والبرد
    ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس
    وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله.
    و الله لقد عرفت الشيخ فريد في مؤتمر في الشارقة و سمعت منه محاضرة في فضل القرآن لم أسمع في عمري كله مثلها , فأسال الله أن يجعله ممن يقال له : اقرأ و ارتق و رتل كما كنت ترتل في الدنيا .

  18. #18

    افتراضي رد: الشيخ فريد الأنصاري في ذمة الله

    حزنتُ لفراق الشيخ ...رحمه الله رحمة واسعة .
    إذا تغلغل فكر المرء في طرف ** من مجده غرقت فيه خواطره
    رحم الله ابن حزم


  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    3

    افتراضي رد: الشيخ فريد الأنصاري في ذمة الله

    رحيل الاستاذ الدكتور فريد الانصاري
    رائد مشروع مجالس القرآن
    حازم ناظم فاضل
    انتقل إلى رحمة ربه تعالى أخونا الحبيب الدكتور فريد الأنصاري ليلة الجمعة 18 ذي القعدة 1430 الموافق 5 نوفمبر 2009 بتركيا حيث كان في رحلة علاجية من مرض عضال أصيب به . وتم نقل جثمان المرحوم إلى المغرب يوم السبت 7 نوفمبر 2009 واقيم صلاة الجنازة بمسجد الروى بمكناس ظهر يوم الأحد 8 نوفمبر 2009 ووري الثرى في مقبرة الزيتون بمدينة مكناس، في مشهد مهيب، وجو تسوده السكينة والوقار وسط حشود غفيرة من المشيعين ومحبيه من مختلف أرجاء المغرب وخارجه ، وهذا إن دل إنما يدل على مكانته في قلوب الناس بمختلف أطيافهم علماء وفضلاء وطلبة العلم ومسؤولين وضباط ومختلف طبقات الشعب المغربي.
    نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتغمده برحمته، وأن يسكنه فسيح جناته.
    والاستاذ الدكتور عالم ديني مغربي وكاتب وشاعر وخطيب ، رائد مشروع (مجالس القرآن).
    ولد في قرية الجُرف بإقليم سلجلماسة جنوب شرق المغرب سنة 1960 م .
    دكتوراه الدولة في الدراسات الإسلامية تخصص أصول الفقه.
    عمل رئيسا لشعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب جامعة المولى إسماعيل بمكناس.
    وأستاذاً لأصول الفقه ومقاصد الشريعة بالجامعة نفسها.
    ورئيس لوحدة (الفتوى والمجتمع ومقاصد الشريعة) في قسم الدراسات العليا بالجامعة نفسها.
    وعضو مؤسس لمعهد الدراسات المصطلحية التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة السلطان محمد بن عبد الله.
    وعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية.
    وخطيب وواعظ تابع للمجلس العلمي لمدينة مكناس.
    وأستاذ لكرسي التفسير بالجامع الأعظم لمدينة مكناس.
    وسيرته العطرة تفوح بين ربوع المغرب الحبيب ،مليح الشكل منور الشيبة عذب الكلام رقراق المحاضرة حلو المذاكرة، عليه الوقار وسمت الصالحين لبيب العقل،يحسن لمن يسيء إليه ويتجاوز عمن قدر عليه،هذا مع لزوم العبادة والبر والصدقات شديد التحري والتحرز في المأكل والمشرب والملبس،عفيف النفس
    متبعا السنة شديد التمسك بها في جميع أحواله يدعو إليها بلسان الحق والقلم النظيف البتار . والدارس لكتبه يجد أن الرجل غزير العلم عريق اللغة تكاد لغته تضرب في عمق التاريخ لأصالتها المتجدرة من معين نصوص الوحي الرباني الذي لازمه لينهل منه فكان خير جليس تفتقت منه عبقرية إسلامية سطرت لنا المعالم الأساسية لمجالسة القرآن .
    وكان رحمه الله يحمل في قلبه حرقة ومرارة على ضياع القيم الدينية والأخلاقية للمجتمع الإسلامي بدعواته المتكررة إلى إعادة القراءة للدين،في مصادره العذبة الصافية الجميلة، قراءة تصل المسلم بالله،وهذا ما كان يصطلح عليه( جمالية التدين) في قالب عذب رباني وتربوي ، ناهيك عن فحولته في العلوم الشرعية والغوص في لججها وسبر أغوارها خاصة في علم أصول الفقه ومقاصد الشريعة التي اشتهر بها من خلال دراسات معمقة للمصطلح الأصولي عند (الإمام الشاطبي- رحمه الله-) لنيل شهادتي الماجستير والدكتوراه .
    لقد كان رحمه الله مدرسة في حسن الخلق والرفق والرحمة قبل أن يكون مدرسة في العلم والتربية والورع والتقوى . وقد عرف بنبوغه العلمي المبكر ونشاطه الدعوي المتميز الداعي إلى تأصيل المنهج العلمي الشرعي المنطلق (من القرآن إلى العمران ) عبر مؤلفاته العديدة ومحاضراته المتنوعة في مجالس النور والقرآن لبناء نسق أمة القرآن بالرجوع إلى مشكاة الوحي الرباني الذي يصقل النفوس ويهذب الأخلاق ويشذب السلوك بفهم السلف الصالح بإعتباره المنهج الأقوم لفهم مراد النصوص.
    حدثني الأستاذ إحسان قاسم الصالحي – مدير مركز بحوث رسائل النور
    باسطنبول :
    ( بقيت مع الأستاذ الأنصاري في مؤتمر عالمي عقدتها ندوة العلماء لولاية ساراواك الماليزية في مدينة كوجينك ( عاصمتها) خمس عشرة يوماً فما رأيت أنه ترك يوماً التهجد والأوراد. وله قراءة حزينة للقرآن ).
    وقال عنه فضيلة الدكتور الشاهد البوشيخي:
    (إن فريداً الفريد لم يكد يخلق إلا للعلم والبحث العلمي) .
    ويتحدث الاستاذ محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والاصلاح عنه:
    (حين زرت الدكتور فريد الأنصاري رحمه الله في المستشفى بإسطنبول، اضطلعت على مستوى آخر من التقدير والاحترام الذي يكنه له ثلة من العلماء والمفكرين وأهل الصلاح والاستقامة في تركيا، وهم الذين قدموا له العناية الخاصة والرعاية المركزة في مصحاتهم حتى انتقل إلى جوار ربه).
    ويقول الاستاذ المقرئ الإدريسي أبو زيد :
    ( إن تعلق جماعة النور به في تركيا، وارتباطهم به، وعنايتهم به، وضمه إليهم بين ضلوعهم، لدليل على أن الرجل قد جاوز حدود المغرب، وجاوز حدود الإقليم وجاوز حدود العالم العربي إلى عالم المسلمين، وعناية النوريين من آل تركيا به، حتى إنه توفي بين أيديهم وفي رعايتهم، لدليل على أن للمغرب رجالا عابرين للقارات والثقافات، قادرين على أن يمثلوه في أعلى المستويات، لولا أنهم لا يجدون في بلدهم إلا القليل من العناية والرعاية، وأقل من ذلك من وفاء) .
    وقال عنه الاستاذ محمد يسف ، الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى في المغرب:
    (فريد الأنصاري رحمة الله تعالى عليه، كان اسماً على مسمى، فريداً حقيقة في نشاطه، متفرداً في خطابه الهادف الرشيد، تتوفر فيه خصال العالم المتفتح بثقافته الشرعية والعامة .كان رحمه الله قوة في كل محطاته سواء بالمجلس العلمي الأعلى أو حين كان رئيسا للمجلس العلمي المحلي بمكناس، وكان مثالاً للالتزام في كل المواقف حينها ..)
    وقال عنه مولاي المصطفى الِهند أستاذ بجامعة الحسن الثاني المحمدية :
    (إن صاحب ''القناديل'' لا يمكن أن يكون إلا قنديلاً وسراجاً منيراً، ويحق لنا أن نسميه ''فقيه الأدباء وأديب الفقهاء'' في عصرنا الحالي. وهو كذلك صاحب المقامات والمنازل الإيمانية الرفيعة، والإشارات الأدبية اللطيفة البليغة، والمواجد الجياشة الصادقة، والقصائد المرصعة باللآلئ السجلماسية المنسمة بالنفحات الفيلالية. الحديث عن العلامة الأستاذ فريد الأنصاري طيب الله ثراه لا يخرج عن شهادة صادقة في حق عالم متميز سررت بالعمل معه سنوات طوال في رحاب الكلية والدرس الجامعي، وهو من المتخلقين بأخلاق العلماء الربانيين السائرين في مدارج السالكين، الذين عقدوا عزمهم على غاية تناهت في السمو المعرفي والبحث العلمي، فنذروا لها حياتهم، مجددين بذلك لأمتهم روحها الإنسانية الوضاءة الرفيعة: يضعون عنها أغلالها، ويحررون وجودها وكيانها، مستشرفين بزوغ فجر جديد، ومطلع شمس الحضارة الإسلامية في إطار منهج رشيد.لقد بذل رحمه الله جهدا كبيرا على نسق تناهى في جدية البحث والعلم وطلب المعارف والسمو بالتربية، فحق لاسمه أن يكتب بمداد الفخر في سجلات الرواد والأعلام، لا بقدر ما يريد النقاد والكتاب، بل بقدر ما يريد أصحابها، وبقدر إحساسهم بثقل وعظمة المسؤولية والأمانة التي حملوها)
    لقد أنجز الانصاري من الدراسات العلمية:
    1- التوحيد والوساطة في التربية الدعوية "الجزء الأول والثاني" نشر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر، صدر ضمن سلسلة كتاب الأمة القطرية بالعددين 47 و 48 السنة : 1416 هـ / 1995 م.
    يقول الاستاذ الأنصاري عن كتابه هذا : ( لعله لن يخالفني الكثير إن قلت : إن مجموعة كبيرة من أمراض العمل الإسلامي ترجع إلى اختلال المسألة التربوية فيه من حيث التصور ، أو الممارسة أو هما معا . ذلك أن التربية هي الإطار الأساس الذي يتم داخله تصنيع القيادات والجنود على حد سواء ، فهي صمام الأمان الذي يضبط المسيرة الدعوية داخل الصف ؛ اصطفاء واستيعابا ثم ترقية وتزكية ثم تخريجا وتأهيلاً .) .
    2- أبجديات البحث في العلوم الشرعية : محاولة في التأصيل المنهجي.
    3- قناديل الصلاة "كتاب في المقاصد الجمالية للصلاة".
    4- الفجور السياسي والحركة الإسلامية بالمغرب: دراسة في التدافع الاجتماعي.
    5- المصطلح الأصولي عند الشاطبي (أطروحة الدكتوراه).
    6- جمالية التدين: كتاب في المقاصد الجمالية للدين.
    7- بلاغ الرسالة القرآنية من أجل إبصار لآيات الطريق.
    8- سيماء المرأة في الإسلام بين النفس والصورة.
    9- البيان الدعوي وظاهرة التضخم السياسي: (يعالج الكتاب الإشكال الحاصل في الميدان الدعوي: (علاقة السياسي بالدعوي)، في مشروع التجديد الإسلامي، أو بتعبير أدق: موقع (المسألة السياسية) من مشروع التجديد الإسلامي ).
    10- مجالس القرآن : (مَدْخَلٌ إلى مَنْهَجِ تَدَارُسِ القرآن العظيم وتَدَبُّرِه من التَّلَقِّي إلى التَّـزْكِيَة) .
    11- مفاتح النور ( مدخل لشرح المصطلحات في رسائل النور).
    12- الفطرية ، فاس ،2009 .
    13- الدين هو الصلاة والسجود لله باب الفرج ، فاس،2009 .
    ومن أعماله الأدبية :
    1- ديوان القصائد ( الدار البيضاء 1992).
    2- الوعد ( فاس 1997 ).
    3- جداول الروح( بالاشتراك مع الشاعر المغربي عبدالناصر لقاح) مكناس 1997 .
    4- ديوان الاشارات ( الدار البيضاء 1999).
    5- كشف المحجوب (رواية) فاس 1999 .
    6-مشاهدات بديع الزمان النورسي ( ديوان شعر) فاس 2004.
    منهجه في الدعوة الى الله:
    اعتمد الدكتور فريد الانصاري "المنهاج الفطري" في الدين والدعوة جميعاً. قال تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)[الروم: 30 ]
    و"المنهاج الفطري" أو "الفِطْرِيَّة " (كما يسميه ): منهاج دعوي يقوم على تلقي حقائق الإيمان من القرآن وبياناته النبوية، وعلى الإسهام في تجديد الدين في النفس والمجتمع على ذلك الوِزَانِ.
    وهو لذلك سعى - بالتعاون مع العلماء الربانيين، والشباب المتفاعلين - إلى الأهداف التالية:
    أولا: الدعوة إلى إعادة الاعتبار لمركزية القرآن الكريم في الدعوة والتربية والتكوين، وفي تلقي حقائق الإيمان، واستنباط أصول العمل الدعوي وقواعده. قال تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)[الإسراء: 9 ]
    - ثانيا: الدعوة إلى اعتماد منهجية القرآن في التربية والدعوة، بالدخول في تطبيق وظائف النبوة الثلاث: تلاوة الآيات، وتزكية الأنفس، والتعلم والتعليم للكتاب والحكمة. قال سبحانه: (لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ)[آل عمران: 164 ].
    ثالثا: الدعوة إلى تأسيس "مجالس القرآن" بشروطها الربانية، وضوابطها المنهجية؛ قصد مدارسة كتاب الله – جل جلاله – وتدبر آياته، وتلقي رسالاته الإيمانية، واكتشاف الْهُدَى المنهاجي الكامن فيها، ثم تَبَيُّنِ مسلك التخلق بأخلاقه الربانية، وتشجيع تأسيس تلك المجالس ونشرها في كل منطقة وقطاع، والتعاون على تأطيرها، ومساعدتها علميا ومنهجيا. قال جل جلاله: (وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ)[آل عمران: 79]. وقال سبحانه: (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)[محمد: 24]. وقال النبي( صلى الله عليه وسلم): (وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَيَتَدَارَسُون َهُ بَيْنَهُمْ؛ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمْ الْمَلاَئِكَةُ، وَذَكَرَهُمْ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ! وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ!)(جزء من حديث أخرجه الامام مسلم)
    رابعاً: الاجتهاد في التعريف برسالات "الْهُدَى الْمِنْهَاجِي" للقرآن الكريم، عِلْماً مستقلا من علوم القرآن، وأصلاً من أصول فقه الدعوة. وأما المعنى العام لمفهوم "الْهُدَى الْمِنْهَاجِي" فهو: ما تَحَصَّلَ للقلب بالتدبر للآيات، من رسالات إيمانية، وقواعد منهاجية، تُوَضِّحُ خطوات السير القلبي إلى الله ديناً ودعوةً، وتَعَرُّفاً إليه تعالى وتعريفاً، وتبين مسلك التخلق بأخلاق القرآن، وبيان كيفيته العملية؛ من أجل بناء الشخصية الإسلامية، في كل ما يلزمها من معانٍ تعبدية وعمرانية، مما جاء هذا القرآن لبنائه في الإنسان فرداً وجماعةً، في طريق إخراج الأمة المسلمة. ولذلك فإن "الهدى المنهاجي" دائر - على العموم - حول معاني الرسالات الإيمانية والتربوية والدعوية، المكنونة في آيات القرآن الكريم..
    خامساً: التعاون على تطوير فقه دعوي أصيل، مستنبط من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة؛ وذلك بالتعاون على ما يلي:
    أ- محاولة تشخيص أمراضنا وعللنا الإيمانية.
    ب- محاولة تشخيص خَلَلِنَا المنهاجي في الدين والدعوة، فهماً وتطبيقاً.
    ج- محاولة تلمس وصفات العلاج بمنهج التدارس للقرآن الكريم، والتلقي لحقائقه الإيمانية وهداه المنهاجي.
    أما مفهوم "الفطرية" فهو راجع إلى اعتماد "المنهاج الفطري" في الدين والدعوة. وبيان ذلك هو كما يلي:
    الفطرية: منهاج في الدين والدعوة
    الفِطْرَةُ هي: ذلك السر الكامن في قلب الروح، إنها الجوهر المكنون للخلق الإنساني، والسر المصون للوجود البشري، فهي أم اللطائف، ومرجع الأسرار في المعنى الوجودي لحقيقة "الإنسان". بكمالها يكمل مفهوم الإنسان، وبنقصها ينقص معناه، وبانخرامها الكلي يخرج عن طبعه وحده إلى دَرَكِ المعنى البَهَمِيِّ لجنس الحيوان!. فأي مس لها وأي خدش يؤدي حتما إلى اضطراب – على قدر ذلك المس وذلك الخدش - في المعنى الوجودي للإنسان، وإلى تخبط نفساني واجتماعي؛ بما يفيض منها على وجوده الروحاني والجسماني من معاني الحياة! ذلك أنَّ لِجُرُوحِ الفطرة درجاتٍ، تماما كما لجروح الجسد، فخدش الجلد ليس كشق اللحم، ولا هذا ككسر العظم، ولا هو كبقر البطن أو طعن الصدر! فعلى قدر التغيير لطبيعتها يكون حجم الفساد في الأرض! إذ هي من أخص خصائص الصنع الإلهي، والتكوين الرباني للخَلْق البشري.
    ولذلك كانت الفِطْرَةُ – بما هي "اسم هيأة" كما يقول النحاة - هي الصورة النفسانية الأولى التي خلق الله عليها الإنسان، بما سوَّاها عليه من توازن وكمال. أي قبل تدخل اليد البشرية العابثة فيها بالخرم والخدش.
    ومن هنا كان تدخل الإنسان فيها بالتغيير والتبديل مغامرة خاسرة قطعا؛ لأنه تدخل فيما لا علم له به من أمر خلقه وماهية وجوده! ولذلك كان ممنوعا من مد يده الطائشة إلى صندوقها قصد محاولة العبث بسرها! إذ فساد شيء من حقيقتها لا يمكن تلافيه بأي إصلاح جهول من عنده، أو أي استدراك بليد من علمه! بل لا بد فيه من تدخل ثان لخالقها العظيم، الذي لا تعجزه الإعادة كما لم يعجزه البدء! ..( قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ)[يس:79]. فهو وحده - سبحانه - العليم بأسرارها، الخبير بطبيعة تركيبها.. (ألاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ؟)[الملك: 14 ]
    ذلك هو مقتضى البيان النبوي العميق من قوله صلى الله عليه وسلم : (مَا مِنْ مَوْلُودٍ إلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتِجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ؟)(متفق عليه، من رواية أبي هريرة مرفوعا. ) وفي رواية مسلم زيادة مهمة، نصها: (كَمَا تَنْتِجُونَ الإِبِلَ فَهَلْ تَجِدُونَ فِيهَا جَدْعَاءَ حَتَّى تَكُونُوا أَنْتُمْ تَجْدَعُونَهَا!) فتدبر! ما أعجبَ هذا الكلام النبوي العميق.
    فلا يكون التدخل في هذا المعنى اللطيف الممنوع إذن، إلا هوى وضلالاً! ولذلك جعل الله الدين أساس الصيانة لهذا السر العجيب في معنى الوجود الإنساني. وهو مقتضَى هذا النص القرآني العظيم: (بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَن اَضَلَّ اللهُ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ. فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا. لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ. ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ. وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ. مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ. وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ. مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ.)[الروم:29-31 ] .
    ففطرة الله التي فطر الناس عليها، هي صورة الروح المؤمنة، المجبولة على صفاء الإخلاص لله، بما هو رب العالمين، الخالق وحده لكل شيء، المستحق وحده للعبادة من دون كل شيء. من هنا يبدأ تصور معنى الفطرة فيتفرع بعد ذلك إلى كل أعمال الدين، سواء في ذلك ما كان من الروحانيات أو من الجسمانيات. لأن الدين هو المؤهل وحده على تحديد معنى الفطرة، وهو المؤهل وحده على صيانتها ورعايتها.
    وأما مصطلح "الفِطْرِيَّة " فهو مصدر صناعي مأخوذ من الفطرة؛ للدلالة على معنى "المنهاج الفطري" في التزام الدين والدعوة.
    وأما حَدُّهَا فهو :
    إِقَامَةُ الوَجْهِ للِدِّينِ حَنِيفاً، خَالِصاً للهِ؛ وذلك بِمُكَابَدَةِ القُرْآنِ ومُجَاهَدَةِ النَّفْسِ بِهِ تَلَقِّيّاً وبَلاَغاً؛ قَصْدَ إِخْرَاجِهَا مِنْ تَشَوُّهَاتِ الْهَوَى إلَى هُدَى الدِّينِ الْقَيِّمِ؛ ومِنْ ظُلُمَاتِ الضَّلاَلِ إلَى نُورِ الْعِلْمِ بِاللهِ.
    فبناء على هذا التعريف؛ تكون "الفِطْرِيَّة " بمثابة عملية إصلاحية وجدانية، تقوم أساسا على تصحيح ما فسد من فطرة الإنسان، المجبول أصلا على إخلاص التوحيد، وإصلاح ما أصابها من تشوهات تصورية وسلوكية، في شتى امتداداتها العمرانية.
    ذلك مقتضى الآيات - عِبَارةً وإشارةً وسياقاً – مما ورد في سورة الروم، في مفهوم "فطرة الله" .
    ومن ثم فالفطريةُ دائرة من حيث المنهج على تلقي رسالات القرآن، من خلال تلقي آياته كلمةً كلمةً، ومكابدة حقائقه الإيمانية مَنْـزِلَةً مَنْـزِلَةً، إذ لا تَخَلُّقَ للنفس إلا بمعاناة! ولا تخلص لها من أهوائها إلا بمجاهدة! فالقرآن هو خطاب الفطرة، من حيث هي راجعة إلى "إقامة الوجه للدين"، (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا). وقد كان ذلك - منذ كان - بتلقي آيات القرآن، وما تجدد قط في التاريخ إلا بتجديد التلقي لها، بناءً وتربيةً وتثبيتاً، على مُكْثٍ من الزمان .
    ذلك هو المنهج الدعوي الأصيل الذي يصرح به القرآن: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً)[الفرقان: 32]. (وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنـزِيلاً)[الإسراء: 106]. وتلك هي الحكمة الأولى من تنجيم القرآن على مدى ثلاث وعشرين سنة.
    ومن هنا كان مدار التربية الفِطْرِيَّةِ ومحورها الأساس، إنما هو كتاب الله جل علاه، إذْ هو كتاب الفطرة الذي عليه استقامت يوم قامت، وعليه يجب أن تستقيم كلما انحرف بها المسار. ولا يكون ذلك إلا بأن تستأنف تلقي حقائقه الإيمانية مرة أخرى، وتتغذَّى من روحه العظيم، تخلقا وتحققا، ثم تشتغل ببلاغ ما تلقته بالمنهج نفسه – أي تخلقاً وتحققا ً- أي بتلقين ذلك للآخرين عبر مجالس القرآن، التي هي المحاضن التربوية للفطرية، وأحد أهم مسالكها الإصلاحية.
    إن حجم التشوهات الحاصلة في إنسان هذا العصر البئيس، وما عليه من انحرافات تمتد من العقائد والتصورات والمفاهيم، إلى الممارسات والتصرفات والأخلاق، وسائر ضروب الأذواق؛ لتنبئ عن عمق التشوه الذي أصابه في فطرته التي فطره الله عليها، بما هو إنسان.
    إن خطورة التشوهات المعاصرة أنها قد عمت بها البلوى؛ بصورة توهم الأجيال أنها هي الوضع الطبيعي للإنسان! وأن الشذوذ والانحراف إنما هو في عكسها!
    إن طبيعة المرض اليوم في الحياة الإسلامية العامة والخاصة، أعمق من أن تعالجه يد بشرية قاصرة، لا خبرة لها ولا اختصاص! إن اختلال سر الفطرة في الإنسان اليوم في حاجة ماسة إلى تدخل الرحمة الإلهية، بما تملك من معاني الربوبية وشؤونها العظمى، المحيطة بأسرار الملك والملكوت! فلا يستطيع إصلاح الفطرة البشرية اليوم، وإعادة تسويتها على أصل خلقتها، إلا الذي فطرها أول مرة! الرب العليم بطبيعة تكوينها، وخصائص تركيبها؛ بما خلق فيها من لطائف وأسرار! فهو وحده الخالق، وهو وحده من يملك حق الصيانة والرعاية. (اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)[الزمر:62] .
    ومن هنا كان خطاب الوحي – بما هو خطاب الفطرة حقاً - هو وحده المؤهل لإصلاح العطب الحاصل في محركات العمل الإسلامي المعاصر، والقادر على ترشيد السير وتصويب الاتجاه، وضبط بوصلة المقاصد والغايات، وإعادة ترتيب سلم الأولويات. كما أنه هو وحده المؤهَّل لإعادة تسوية ملامح الصورة الفطرية في النفس الإنسانية على العموم .
    إن اشتغال العمل الإصلاحي بإعادة بناء العمران الروحي للفطرة الإنسانية، مؤد بالضرورة إلى إعادة تجديد العمران الاجتماعي والمادي للحياة الإنسانية برمتها! سياسةً واقتصاداً واجتماعاً. إذ ذلك هو المنهاج القرآني الذي سلكه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) طيلة مدة بعثته الشاملة، بما استقرت عليه من كل وظائف النبوةِ، تلاوةً وتزكيةً وتعليماً.
    فإذا صح للعمل الإسلامي هذا وجب أن يضبط الوسيلة الأساس، ألا وهي اعتماد خطاب الوحي لا غير، القرآن الكريم وبياناته النبوية. فالقرآن بما هو كلام رب العالمين، المنـزل لهذه الوظيفة أساسا، هو المؤهل وحده لإعادة بناء هذا النوع من الهدم والردم، الحاصل في الحياة البشرية اليوم، كما وصفنا وشخصنا. ولك أن تتدبر قوله تعالى في بيان طبيعة القرآن: (قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً)[الفرقان:6]. وقال في خصوص وظيفته: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً.)[الفرقان: 32-33 ] .
    فإذا صح الأمران معا – الهدف والوسيلة تشخيصا وعلاجا – ثم شرع أبناء الدعوة الإسلامية فعلا في تطبيق "المنهاج القرآني الفطري"، كانوا هم أول من يخضع لعملياته الجراحية، من حيث يشعرون أولا يشعرون؛ لأن الوحي لا يصل إلى الناس إلا بعد أن تشتعل بحرارته قلوبُ الدعاة إليه، وتلتهب هي ذاتها بحقائقه، وتتوهج بخطابه! فلا نور ولا اشتعال إلا باحتراق! ولك أن تتدبر معاناة محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم)، ومكابدته للقرآن العظيم كيف كانت! وليس عبثا أن يُرْسِلَ – صلى الله عليه وسلم - هذا الشعورَ العميقَ نفَساً لاهباً بين يدي أصحابه الكرام، قائلا لهم: (شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَأَخَوَاتُهَا!) (رواه الترمذي والحاكم، وصححه الألباني في صحيح الجامع).
    فشعور الداعية بأنه هو عينه قد صار موضوعاً للإصلاح، لا آلة له فحسب، وبأن نفسه ذاتها قد صارت حديقة لمقص القرآن، يشتغل فيها بالتهذيب والتشذيب، وتربة لمائه الصافي الرقراق تتلقاه بشغف وشوق، ومصباحا لزيته الوهاج تحترق به مواجيدها توهجا واشتعالاً، كل ذلك علامة على أنه قد دخل في أول خطوات العمل الإسلامي السليم، وانخرط في مسلك السير الفعلي إلى الله، عبدا لله أولا، ثم داعيا إليه بصدقٍ، جل علاه. ذلك هو الحق إن شاء الله، وإلاًّ : (فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ؟) [يونس:32 ] .
    فقضية الفطرة إذن، هي قضية الدين في هذا العصر، وهي قضية الإنسان. ومن هنا كانت الفِطْرِيَّةُ مشروعاً دعوياً قائماً على هذا المعنى، يحمل رسالته التربوية هدفاً ووسيلةً.
    وقد وجهت حركة التوحيد والإصلاح تعزية عامة للمسلمين في وفاة الفقيد وقالت في بيان لها :
    ( بهذه المناسبة الأليمة والحزينة نتوجه إلى الله العلي القدير سائلين إياه أن يتغمد الفقيد العزيز بواسع رحمته ورضوانه، وأن يسكنه فسيح جناته مع الذين أنعم الله عز وجل عليهم من الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأن يلهمنا جميعا وسائر الأمة الإسلامية وأسرة الفقيد وأهله ومحبيه جميل الصبر والسلوان، ولا يسعنا إلا أن نقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ) .
    كما بعث جلالة الملك محمد السادس برسالة إلى أسرة الفقيد، عبر من خلالها إلى كافة أهله وذويه، عن عميق التأثر والأسى برحيل فريد الأنصاري:
    ( إن رحيل الفقيد إلى دار البقاء لا يعد خسارة لأسرتكم فقط، وإنما هو خسارة أيضا للمجلس العلمي الأعلى، ولهيئة العلماء الموقرة بمملكتنا الشريفة، نظراً لما كان يتحلى به الفقيد من سعة علم وتفقه في الفكر الإسلامي، ولما خلفه من أبحاث واجتهادات فقهية وأصولية مشهود لها بالقيمة العلمية الكبرى والطابع الرصين والمتنور ) .
    وقال العالم التركي الاستاذ محمد فتح الله كولن في بيان له :
    (بلغني نبأ وفاة أحد أبرز مفكري الإسلام في العصر الحديث؛ العالم الكبير والأديب الأريب، الورع التقي.. فضيلة الأستاذ الدكتور فريد الأنصاري..
    وإني ليغمرني الحزن والأسى لفقدان هذا الرجل الذي تنطبق عليه المقولة الحكيمة: "موت العالِم موت العالَم".
    وإذ أتضرع إلى المولى الرحيم أن يتغمده برحمته ويغمره بمغفرته.. أسأله تعالى أن يمد رفيقته المخلصة بالصبر الجميل، ويحسن عزاء سائر ذويه ورفقاء دربه من علماء المغرب ومفكريها الأجلاء وشعبها الشقيق.).

    رحم الله شيخنا رائد مشروع (مجالس القرآن) وأجزل مثوبته، ونفعنا بتجربته وأفادنا من علمه.
    حازم ناظم فاضل

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    المغرب ـ مراكش
    المشاركات
    573

    افتراضي رد: الشيخ فريد الأنصاري في ذمة الله

    بسم الله الرحمن الرحيم
    كان الأخ العلامة الدكتور فريد الأنصاري ـ فعلا كما قال بعض إخوانه ـ فريدا بين أقرانه متميزا بين زملائه ، في طموحه الذي ليست له حدود ، وفي عمله الذي كان يسير فيه بسرعة فائقة لا يداريه فيها أحد أو يجاريه ، و كأنه ـ رحمه الله ـ كان يسابق الموت ، و يخاف أن يدركه قبل أن يؤدي رسالته في الحياة ، فجعل الله له البركة في عمره القصير ، حيث حقق ما عجز عنه الشيوخ من العلماء المجدين في أعمارهم المديدة ...و من يتتبع مسيرة حياته ـ خصوصا في العقد الأخير من عمره ـ يشعر بأن الرجل ابن موت ... و ربما تذكر قصة ذلك الطفل الصغير الذي أفحم أبا العلاء المعري عندما قال له إنك تقول :
    و إني و إن كنت الأخير زمانه """ لآت بمالم تستطعه الأوئل
    فزد في حروف المعجم حرفا أو احذف حرفا
    فأخبر المعري أهل الطفل أنه لن يعيش طويلا ...و القصة مشهورة
    و بعد فلا يسعنا أمام هذا المصاب الجلل و الفقد المبكر لأخينا و زميلنا الدكتور فريد الأنصاري إلا أن ندعو الله له بالمغفرة و الرضوان و لذويه بالصبر و السلوان ، و لله ما أعطى و لله ما أخذ و {إنا لله و إنا إليه راجعون }

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •