يوم فتح مكة ... حمل الامام علي رضي الله عنه مفتاح الكعبة وتوجه تلقاء الرسول ( r) وهو جالس وسط اصحابه في المسجد الحرام وقال :-اجعل لنا الحجابة مع السقاية صلى الله عليك .، فإذا بالرسول ( r) يبسط اليه يمينه .. وياخذ مفتاح الكعبة ثم ينادي اين عثمان بن طلحة ؟ وكانت وظيفتة الحجابة والسقايه معه وأسرته من قبل حتى اذا نهض قائما . ادناه الرسول صلى الله عليه وسلم ووضع مفتاح الكعبة في يده وقال :- هاك مفتاحك ياعثمان , اليوم وفاء وبر ، ويلتفت صوب ابن عمه علي ويقول : انما اعطيكم ما ترزؤن لا ما ترزؤن ))
فأي وفاء هذا ! اتدرون ان عثمان بن طلحة هذا كان قبيل لحظات فقط معتصما فوق الكعبة رافضا ان يسلم مفاتيحها للمسلمين الى ان صعد اليه سيدنا علي واخذها منه . لكن وفاء الرسول ( r) اكبر ان يؤثر فيه موقف واسمى من ان تلفيه اساءة غيره ... وهكذا يناديه المصطفى ويضع في يده المفاتيح ويقول :- هاك مفاتحيك ياعثمان اليوم بر وفاء ... فلنتعلم كيف نفي ، فالوفاء صفة النفوس العظيمة ابدا ....