المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبدالرحمن بن ناصر
كثير من أهل العلم لهم أخبار مع الجن والحديث معهم . فمنهم القاضي الخلعي كان مشهورا بلقب قاضي الجن لأنه كان يحكم بينهم
فمن ذلك ما جاء في ترجمته في سير أعلام النبلاء (ج 19 / ص 76)
(عن أبي الفضل الجوهري الواعظ، قال: كنت أتردد إلى الخلعي، فقمت في ليلة مقمرة ظننت الصبح، فإذا على باب مسجده فرس حسنة، فصعدت، فوجدت بين يديه شابا لم أر أحسن منه يقرأ القرآن، فجلست أسمع إلى أن قرأ جزءا، ثم قال للشيخ: آجرك الله.
قال: نفعك الله، ثم نزل، فنزلت خلفه، فلما استوى على الفرس، طارت به، فغشي علي، والقاضي يصيح بي: اصعد يا أبا الفضل، فصعدت، فقال: هذا من مؤمني الجن، يأتي في الاسبوع مرة يقرأ جزءا ويمضي ).
ومنها ما حكاه ابن عقيل الحنبلي - كما في السير (- (ج 19 / ص 450)
(قال: كان عندنا بالظفرية دار، كلما سكنها ناس
أصبحوا موتى، فجاء مرة رجل مقرئ، فاكتراها، وارتضى بها، فبات بها وأصبح سالما، فعجب الجيران، وأقام مدة، ثم انتقل، فسئل، فقال: لما بت بها، صليت العشاء، وقرأت شيئا، وإذا شاب قد صعد من البئر، فسلم علي، فبهت، فقال: لا بأس عليك، علمني شيئا من القرآن، فشرعت أعلمه، ثم قلت: هذه الدار، كيف حديثها ؟ قال: نحن جن مسلمون، نقرأ ونصلي، وهذه الدار ما يكتريها إلا الفساق، فيجتمعون على الخمر، فنخنقهم، قلت: ففي الليل أخافك، فجئ نهارا، قال: نعم، فكان يصعد من البئر في النهار، وألفته، فبينما هو يقرأ، إذا بمعزم في الدرب يقول: المرقي من الدبيب، ومن العين، ومن الجن، فقال: أيش هذا ؟ قلت: معزم، قال: اطلبه، فقمت وأدخلته، فإذا بالجني قد صار ثعبانا في السقف، فعزم الرجل، فما زال الثعبان يتدلى حتى سقط في وسط المندل، فقام ليأخذه ويضعه في الزنبيل، فمنعته فقال: أتمنعني من صيدي ؟ ! فأعطيته دينارا وراح، فانتفض الثعبان، وخرج الجني، وقد ضعف واصفر وذاب، فقلت: مالك ؟ قال: قتلني هذا بهذه الاسامي، وما أظنني أفلح، فاجعل بالك الليلة، متى سمعت في البئر صراخا، فانهزم.قال: فسمعت النعي، فانهزمت.
قال ابن عقيل: وامتنع أحد أن يسكن تلك الدار بعدها )
وذكر السخاوي في الضوء اللامع في ترجمة عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان الفخر البلبيسي ثم القاهري المقرئ ويعرف بالفخر إمام الأزهر (قال شيخنا في معجمه إمام الجامع الأزهر رأس القراءات فصار غالب طلبة البلد ممن قرأ عليه بل ذكر لي أن الجن كانوا يقرءون عليه من حيث من حيث لا يراهم، سمعت ذلك منه في سنة سبع وتسعين)الضوء اللامع - (ج 2 / ص 499) و ذكر الشوكاني في كتابه "الفتح الرباني " أنه وقعت له مع الجن وقائع فمنهم من جاء وصافحه وقبل يده )
ولكن كل هذه القصص لا تدل على الجواز وإنما ذكرتها لبيان أنك مسبوق بهذا من أهل العدالة . ويكفي ما حصل لشيخ الإسلام من وقائع معهم وكيف أنه قرأ خطوط الجن .
و يكفي في المنع من مثل هذا قاعدة (سد الذرائع ) فكل ذريعة إلى معصية فهي محرمة فكيف بما كان ذريعة إلى الشرك والعياذ بالله .